السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا مقال لــــ :-
عبدالرحمن بن محمد بن علي الهرفي
الداعية بمركز الدعوة بالمنطقة الشرقية
لو أن الحطيئة كان حياً لمات عياله من الجوع
تروى لنا كتب التأريخ أن الحطيئة هجا الزبرقان بقصيدة قال فيها :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها = واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
فكاد الزبرقان أن يموت كمدا وقهرا من شدة هذا البيت فذهب لعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يشكوه فطلب عمرُ حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ وسأله عن القصيدة وقال هل هجا الحطئية الزبرقان ؟
فقال حسان : لا ، بل سلح عليه .
فأمر عمر بالحطيئة فسجن لفترة ثم ضاق الأمر بالحطئية فقال قصيدة يستعطف عمرا بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ مطلعها :
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ = زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
أسكنت عائلهم في قعر مظلمة =فاصفح عليك سلام الله يا عمر
فأخرجه عمر على أن لا يهجو مسلما فقال الحطيئة إذن يموت عيالي ، فاشترى منه عمر أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم .
فلو أن الحطئية كان حيا لمات عياله من الجوع لأن البيت الذي كاد يقتل الزبرقان هو أعلى ما يتمناه شبابنا الأشاوس .
إن شبابنا أعلى ما يتمناه أحدهم أن يوجد من يصرف عليه وهو ينام ملأ جفنه ويأكل ملأ بطنه فماله وللبحث عن المكرمات وهو مطعوم مكسي !!؟.
ولو أن الحطئية كان حيا لما وجد لهؤلاء الشباب مجدا يهدمه ولا عزا فيدنسه .
رحم الله الزبرقان لو علم الغيب لهان عليه الأمر جدا
ورحم الله الحطئية لو علم الغيب لحمد الله أنه سيموت قبل أن يلقى أمثال هؤلاء .
قد يقول قائل أن القيم تتغير من وقت لأخر كما يتغير الناس من حين لآخر .
فأقول : ولكن قيم أمثال هؤلاء بلغت الحضيض فأكبرهم همهم طعام وكساء وليبحث عن المكرمات أهلها .
وصدق ابن الجوزي يوم قال : همت الكساح أنزلته الجب يحمل العذرة .