الإحسان إلى الآخرين انشراحٌ للصدر
الجميل كإسمه ، والمعروف كرسمه ، والخير كطعمه أول المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد ، يجنون ثمرته عاجلاً في نفوسهم وأخلاقهم وضمائرهم ، فيجدون الإنشراح والإنبساط والهدوء والسكينة .
فإذا طاف بك طائف من هـمّ ، أو ألمّ بك غم فامنح غيرك معروفاً وأسدِ له جميلاً تجد الفرج والراحة أعط محروماً ، انصر مظلوماً ، أنقذ مكروباً ، أطعم جائعاً ، عُد مريضاً ، أعِن منكوباً ، تجد السعادة تغمرك من بين يديك ومن خلفك .
إن فعل الخير كالطيب ينفع حامله وبائعه ومشتريه وعوائد الخير النفسية عقاقير مباركة تـُصرف في صيدلية الذين عمرت قلوبهم بالبر والإحسان .
إن توزيع البسمات المشرقة على فقراء الأخلاق صدقة جارية في عالم القيم ، وإن عبوس الوجه إعلان حرب ضروس على الآخرين لا يعلم قيامها إلا علام الغيوب .
شربة ماء من كف بغيّ لكلب عقور أثمرت دخول جنة عرضها السماوات والأرض لأن صاحب الثواب غفور شكور جميل .
يا من تهدّدهم كوابيس الشقاء والفزع والخوف ، هلموا إلى بستان المعروف وتشاغلوا بالآخرين عطاءً وضيافةً ومواساةً وإعانةً وخدمةً ، وستجدون السعادة طعماً ولوناً وذوقاً .
( وما لأحدٍ عنده من نعمةٍ تـُجزى ، إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ، ولسوف يرضى )
د. عايض القرني
من كتابه : لاتحــزن