الملك عبد العزيز وايجاب الامر بالمعروف
قال الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود -رحمه الله- :
"واني امر جميع امرائي من الحاضرة والبادية وكذلك من منا له معرفة في دين الله ويرجو ثواب الله ان يامروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويحضوا الناس على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وان يقوموا بذلك ظاهرا وباطنا على العسر واليسر ولا ناخذ في ترك ذلك عذرا عند الله سبحانه وتعالى ثم عندي وعند المسلمين .
ومن ترك ذلك اميرا او مامورا ومنتسبا فقد عصى الله وتعرض لسخطه ثم عصاني -يا ولي امره- واوجب علي بغضه والقيام عليه بما تقتضيه الشريعة الغراء .
ومن قام بذلك على الوجه المشروع بلا هوى ولا جهل ولا غلو فقد ادى الواجب ويرجو عفو الله ورحمته ثم ارضاني انا ولي امره ، فبهذا امرتم والامر من ذمتي في ذمتكم .
الجاهل علموه وانصحوه والقائم بامر الله ساعدوه والعاصي المخالف لامر الله اهجروه وكافحوه وارفعوا لنا امره .
وكل امير او مامور او منتسب ما يقوم بذلك او يرفعه الينا فقد استحق البعد منا وعدم الوثوق به .
فاذا فهمتم ذلك ، فقد برئت ذمتي .
.. انه اذا ظهر لي او بلغني عن احد انه مخالف لامر الله وفاعل ما يخرجه من الاسلام اما بترك الفرائض او المجاهرة بالمعاصي وقمت فيما يرضي الله ويبرئ الذمة وينتصر به كل مؤمن ومسلم يخاف الله ويرجوه ويندحض به كل فاسق منافق فجميع من اعترض او توجه او ذب عن شخص او جماعة او جماعات فلا يلومن الا نفسه .
لاني ان شاء الله اعاهد الله بالقيام بما قام به ابو بكر يوم الردة فقد قال رضي الله عنه : (والله لو منعوني عقالا -وفي رواية :عناقا- كانوا يؤدونه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها) فكيف بمن يترك الواجبات ويرتكب المحرمات هذا حق بان نجاهده لله هو ومن يغضب لغضبه كائنا من كان .
.. ومن فرط في امر الله من بادية او حاضرة فنحن بحول الله مستعدون لردعه والقيام عليه" انتهى .
المصدر : كتاب (مختارت من الخطب الملكية 1/129) طبع دارة الملك عبد العزيز بالرياض