أخي الحبيب:
أظنك توافقني أن الأصل هو أن نحمل كلام المسلمين وخاصة أهل العلم والصلاح منهم على المحمل الحسن حتى نتيقن خلاف ذلك
ولا يخفى على أمثالكم قول عمر رضي الله عنه : ( ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم إلا خيراً وأنت تجد لها في الخير محملاً )
ونظرتنا إلى البوصيري رحمه الله في هذه القصيدة لا يخرج عن هذا المنهج
خاصة وهو القائل في قصيدته
دع ما ادعته النصارى فـي نبيهـم و احكم بما شئت مدحاً فيه و احتكم
فلا يعقل - عند من يتأمل هذا البيت - أن يكون البوصيري من يزعم بألوهية النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو يغلو غلوا يخرجه عن الملة ...
وانظر إليه في الأبيات التالية وهو يقول:
يا رَبِّ واجعَلْ رجائِي غيرَ مُنعَكِسٍ لَدَيْـكَ واجعلْ حِسَابِي غيرَ مُنخَرِمِ
والطُفْ بعَبدِكَ في الدَّارَينِ اِنَّ لَـهُ صَبرَاً مَتَى تَـدعُهُ الأهـوالُ ينهَزِمِ
فرجاءه بالله وحده ويطلب من الله وحده أن يلطف به في الدارين
فإن شعرنا أن بعض العبارات في غلو وأمكن أن نحملها على محمل حسن فهذا هو المطلوب
أما غلاة المتصوفة وأهل الحلول والاتحاد فلا يتأول لهم ولا كرامة .