اختلف أهل العلم في فهم قصيدة البردة للبوصيري رحمه الله
فبعضهم لم يرى فيها إلا الغلو
والبعض أحسن الظن بالناظم ، وحمل عباراته على أحسن المحامل
ومن هؤلاء الدكتور وهبة الزحيلي
فقال عن البيتين:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمـم
فإن من جودك الدنيا و ضرتهـا و من علومك علم اللوح و القلم
قال الزحيلي:
1- العبارة الأولى إيمان وإثبات للشفاعة
للنبي صلى الله عليه وسلم له شفاعتان: عظمى بجميع الخلائق للتخلص من أهوال القيامة وتقديم الناس للحساب، وصغرى بعصاة أمته.
2- والعبارة الثانية لا يراد بها الخلق والإيجاد
وإنما المراد أن نعيم الدنيا والآخرة بالإيمان برسالة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم
وأما العلوم المرادة فهي ما علمه الله إياها بالوحي فقط، وليس الإطلاع على الغيبيات أو ما لم يتعلمه بالوحي.