نكمل اشعال الشافعي الله يرحمه رحمة واسعه
=
=
أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ = وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ
سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ = لَهَا أَمَدٌ وَللأمَدِ انْقِضَاءُ
--=
--=
--=
تَمُوتُ الأُسْدُ في الْغَابَاتِ جُوعاً = وَلَحْمُ الضَّأْنِ تَأْكُلُهُ الْكِلاَبُ
وَعَبْدٌ قَدْ يَنامُ عَلَى حَرِيرٍ = وَذُو نَسَبٍ مَفَارِشُهُ التُّرَابُ
--=
--=
--=
إذَا سَبَّنِي نَذْلٌ تَزَايَدْتُ رِفْعةً = وَمَا الْعَيْبُ إلاَّ أَنْ أَكُونَ مُسَابِبُهْ
وَلَوْ لَمْ تَكْنْ نَفْسِي عَلَيَّ عَزِيزَةً = لَمَكَّنْتُها مِنْ كُلِّ نَذْلٍ تُحَارِبُهُ
وَلَوْ أنَّني أسْعَى لِنَفْعِي وجدْتَني=كَثِيرَ التَّواني للذِي أَنَا طَالِبُهْ
وَلكِنَّني أَسْعَى لأَنْفَعَ صَاحِبي = وَعَارٌ عَلَى الشَّبْعَانِ إنْ جَاعَ صَاحِبُهْ
--=
يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ = فأَكْرَهُ أنْ أكُونَ لَهُ مُجيبَا
يَزِيدُ سَفَاهَةً فأزِيدُ حِلْماً = كَعُودٍ زَادَهُ الإِحْرَاقُ طِيبَا
--=
إذَا نَطَقَ السَّفِيهُ فَلاَ تُجَبْهُ = فَخيْرٌ مِنْ إجَابَتِهِ السُّكُوتُ
فإنْ كَلَّمْتَهُ فَرَّجْتَ عَنْهُ =وَإنْ خَلَّيْتَهُ كَمَداً يَمُوتُ
سَكَتُّ عَنِ السَّفِيهِ فَظَنَّ أنَّي=عَييتُ عَنِ الجوَابِ وَمَا عَيِيتُ
--=
--=
--=
وَمَنْ هَابَ الرِّجَالَ تَهيَّبُوه = وَمَنْ حَقَرَ الرِّجالَ فَلَنْ يُهابا
وَمَنْ قَضَتِ الرِّجالُ لَهُ حُقُوقاً = وَمَنْ يَعْصِ الرِّجَالَ فَما أصَابَا
--=
--=
--=
لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ = أرَحْتُ نَفْسِي مِنْ هَمِّ الْعَدَاوَاتِ
إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ = لأِدْفَعَ الشَّرَّ عَنِّي بِالتَّحِيَّاتِ
وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ=كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ
النَّاسُ داءٌ وَدَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ = وَفي اعْتِزَالـهمُ قطْعُ الْمَوَدَّاتِ
--=
--=
--=
اصْبِرْ عَلَى مُرِّ الْجَفَا مِنْ مُعَلِّمٍ = فَإنَّ رُسُوبَ الْعِلْمِ في نَفَراتِهِ
وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ ساعةً = تَجَرَّعَ ذُلَّ الْجَهْلِ طُول حَيَاتِهِ
وَمَنْ فَاتَهُ التَّعْلِيمُ وَقتَ شَبَابِهِ = فَكَبِّر عَلَيْهِ أَرْبَعاً لِوَفَاتِهِ
وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى = إذَا لمَ يكُونا لا اعْتِبَارَ لِذَاتِه
--=
--=
--=
قَالُوا سَكتَّ وَقَد خُوصِمْتَ قُلْتُ لَهُمْ = إنَّ الجَوابَ لِبَابِ الشَّرِّ مِفْتاحُ
وَالصَّمتُ عَنْ جَاهِلٍ أَوْ أحْمَقٍ شَرَفٌ = وَفيهِ أيْضاً لِصَوْنِ الْعِرْضِ إصْلاَحُ
أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتةٌ؟ = والْكَلْبُ يُخْسَى لَعَمْري وهْوَ نَبَّاحُ
--=
--=
--=
لَيْتَ الْكِلاَبَ لَنَا كَانَتْ مُجَاورَةً = وَلَيْتَنَا لا نَرَى مِمَّا نَرَى أَحَدَا
إِنَّ الْكِلاَبَ لَتَهْدي في مَوَاطِنِهَا = وَالْخَلْقُ لَيْسَ بهَادٍ، شَرُّهُمْ أَبَدَا
فَاهرَبْ بِنَفْسِكَ وَاسْتَأْنِسْ بِوِحْدتهَا = تَبْقَ سَعِيداً إِذَا مَا كنْتَ مُنْفَرِدَا
--=
--=
--=
كلُّ العداوةِ قد تُرْجى مَوَدَّتُهَا = إلاَّ عداوةَ من عَادَاكَ عن حَسَدِ
--=
--=
--=
يُريدُ الْمَرْءُ أَنْ يُعْطَى مُنَاهُ = وَيَأْبَى اللَّهُ إلاَّ مَا أرَادَا
يَقُولُ الْمَرْءُ فَائِدَتِي وَمَالي=وَتَقْوَى اللَّهِ أَفْضَلُ مَا اسْتَفَادَا
--=
--=
--=
تَغَرَّبْ عَن لأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى=وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ = وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةُ مَاجِد
--=
--=
--=
يا مَنْ يُعَانِقُ دُنْيَا لا بَقَاءَ لَهَا = يُمسِي وَيُصْبِحُ في دُنْيَاهُ سَفَّارا
هَلاَّ تَرَكْتَ لِذِي الدُّنْيَا مُعَانَقَةً = حَتَّى تُعَانِقَ في الْفِرْدَوسِ أبْكَارَا
إنْ كُنْتَ تَبْغي جِنَانَ الخُلُدِ تَسْكُنُها = فَيَنْبَغِي لكَ أنْ لا تَأْمَنَ النَّارا
--=
--=
--=
ما حك جلدَك مثلُ ظفرِك = فتولَّ أنتَ جميعَ أمرك
وإذا قصدتَ لحاجةٍ=فاقصدْ لمعترفٍ بفضلِك
--=
--=
--=
إذَا لَمْ أجِدْ خِلاًّ تَقِيَّاً فَوِحْدَتي = ألَذُّ وَأشْهَى مِنْ غَوِيٍّ أُعَاشِرُه
وَأَجْلِسُ وَحْدِي لِلْعِبَادَةِ آمِناً = أقَرُّ لِعَينِي مِنْ جَلِيسٍ أُحَاذِرُه
--=
--=
--=
قَلْبِي بِرَحَمتِكَ اللَّهُمَّ ذُو أُنُسِ = في السِّرِّ وَالْجَهْرِ وَالإِصْبَاحِ وَالْغَلَسِ
وَمَا تَقَلَّبْتُ مِنْ نَوْمِي وَفي سِنَتى = إلاَّ وَذكْرُكَ بَيْن النَّفَسِ وَالنَّفَسِ
لَقَدْ مَنَنْتَ عَلَى قَلْبي بِمَعْرِفَةٍ = بِأنَّكَ اللَّهُ ذُو الآلاءِ وَالْقَدْسِ
وَقَدْ أَتَيْتُ ذُنُوباً أَنْتَ تَعْلَمُها = وَلَمْ تَكُنْ فَاضِحي فِيهَا بِفِعْلِ مسي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِذِكْرِ الصَّالِحِينَ وَلا = تَجْعَلْ عَلَيَّ إذاً في الدِّينِ مِنْ لَبَسِ
وَكُنْ مَعِي طُولَ دُنْيَايَ وَآخِرَتي = وَيَوْمَ حَشْرِي بِما أَنْزَلْت في عَبَس
--=
--=
--=
يَا وَاعِظَ النَّاسِ عَمَّا أنْتَ فَاعِلُهُ = يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ العُمْرُ بِالنَّفَسِ
احْفَظْ لِشَيْبِكَ مِنْ عَيْب يُدَنِّسُهُ = إنَّ البَيَاضَ قَلِيلُ الْحَمْلِ لِلدَّنَسِ
كَحَامِلٍ لِثِيَابِ النَّاسِ يَغْسِلُهَا = وَثَوْبُهُ غَارِقٌ في الرِّجْسِ وَالنَّجَس
تَبْغي النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ طَرِيقَتَهَا =إنَّ السَّفِينَةَ لاَ تَجْرِي عَلَى اليَبَسِ
رُكُوبُكَ النَّعْشَ يُنْسِيكَ الرُّكُوبَ عَلى = مَا كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْ بَغْلٍ وَمِنْ فَرَسِ
يَوْمَ القِيَامَةِ لاَ مالٌ وَلاَ وَلَدٌ = وَضَمَّةُ القَبْرِ تُنْسي لَيْلَةَ العُرسِ
--=
--=
--=
شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي = فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ = وَنُورُ اللَّهِ لا يُهْدَى لِعَاصِي
--=
--=
--=
أُحبُّ الصَّالِحِينَ وَلسْتُ مِنْهُمْ=لَعَلِّي أنْ أنَالَ بهمْ شَفَاعَهْ
وَأكْرَهُ مَنْ تِجَارَتُهُ المَعَاصِي=وَلَوْ كُنَّا سَواءً في البضَاعهْ
--=
--=
--=
تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي = وَجَنِّبْنِي النَّصِيحَةَ في الْجَمَاعَه
فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ = مِنَ التَّوْبِيخِ لا أرْضَى اسْتِمَاعَه
وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي=فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَه
--=
--=
--=
إليك إلـه الخلق أرفع رغبتي=وإنْ كنتُ ياذا المنِّ والجودِ مجرمَا
وَلَمَا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي = جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لِعَفْوِكَ سُلّمَا
تَعَاظمَنِي ذنبي فَلَمَّا قَرنْتُه = بِعَفْوكَ رَبي كَانَ عَفْوَكَ أَعْظَما
فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ=تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّةً وَتَكَرُّمَا
فَلَولاَكَ لَمْ يَصْمُدْ لإِبْلِيسَ عَابِدٌ=فَكَيْفَ وَقَدْ أغْوى صَفيَّكَ آدَمَا
فيا ليت شعري هل أصير لجنةٍ=أهنا وأما للسعير فأندما
فَللَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إنَّهُ = تفيض لِفَرْطِ الْوَجْدِ أجفانُهُ دَمَا
يُقِيمُ إذَا مَا الليلُ مَدَّ ظَلاَمَهُ = عَلَى نَفْسِهِ مَنْ شِدَّةِ الْخَوفِ مَأْتمَا
فَصِيحاً إِذَا مَا كَانَ فِي ذِكْرِ رَبِّهِ = وَفِي مَا سِواهُ فِي الْوَرَى كَانَ أَعْجَمَا
وَيَذْكُر أيَاماً مَضَتْ مِنْ شَبَابِهِ = وَمَا كَانَ فِيهَا بِالْجَهَالَةِ أَجْرَمَا
فَصَارَ قَرِينَ الـهَمِّ طُولَ نَهَارِهِ = أَخَا السُّهْدِ وَالنَّجْوَى إذَا اللَّيلُ أظلَمَا
يَقُولُ حَبيبي أَنْتَ سُؤْلِي وَبُغْيَتِي=كَفَى بِكَ للرَّاجِينَ سُؤْلاً وَمَغْنَمَا
أَلَسْتَ الَّذِي غَذَّيتني وهديتَنِي = وَلاَ زِلْتَ مَنَّاناً عَلَيَّ وَمُنْعِمَا
عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي = وَيَسْتُرُ أَوْزَارِي وَمَا قَدْ تَقَدّما
تعاظمني ذنبي فأقبلتُ خاشعاً=ولولا الرضا ما كنتَ يا ربِّ مُنْعما
فإن تَعْفُ عني تَعْفُ عن متمرِّدٍ = ظَلُومٍ غَشُومٍ لا يزايلُ مأثما
فإن تستقمْ منيَ فلستُ بآيسٍ = ولو أدخلوا نفسي بجُرْم جهنَّما
فجرمِي عظيمٌ من قديم وحادثٍ = وعفوُك يأتي العبدَ أعلى وأجْسَما
حَواليَّ فضلُ اللَّه من كل جانب = ونورٌ من الرحمن يفترش السَّمَا
وفي القلب إشراقُ المحبِ بوصلهِ = إذا قارب البشرى وجاز إلى الحمى
------
----
--
-