![]() |
هذه ثقافتنا الجهادية
هذه ثقافتنا الجهادية
إن ثقافتنا الإسلامية تختلف تماما عن ثقافة الغرب و الشرق و الإسلام لا يعطي ثمرته المرجوة ما لم يتغلغل إلى أعماق النفس و يكون على نهج النبوة و في تاريخنا الإسلامي لا يوجد فيه هذا الشكل من القتال الذي نراه الآن و الذي هو اقرب للعشوائية فنحن أمام عدو شرس و متقدم في جميع المجالات فيستطيعون بمكرهم أن يسخروا المجاهدين لمصلحتهم دون أن يشعروا و نحن في ظرف دولي متشابك و بالغ التعقيد لم تمر به الإنسانية من قبل و الجهاد فريضة لا يستطيع احد إلغائها و لكن له شروط و أحكام و له أهل اختصاص من فقهاء و ساسة و يحتاج لفقه واقع و لأناس ذوي خبرة نور الله بصائرهم يقدرون المفاسد و المصالح و يقدمون درء المفاسد على جلب المصالح و يختارون اخف الضررين و يحتاج لمعرفة بموازين القوى و بالتالي تقدير أي نوع من أنواع الجهاد انفع في هذا الظرف لأن للجهاد إشكال كثيرة و يحتاج إلى تنظيم و تخطيط و إعداد تربوي و نفسي و حشد للطاقات كافة و الحرب الإعلامية و الثقافية من اخطر أنواع الحروب و أفيدها إذا تم إتقانها فلا يجوز أن يفتي في هذه الأمور الحساسة الشباب و أنصاف المتعلمين و إلا سوف يكون ضرهم اكبر من نفعهم كما نرى على ارض الواقع فالذي يقود الأمة الآن فئة الشباب المتحمس و عامة الناس تتعاطف معهم بسبب العواطف المتأججة من ظلم الأعداء. و كل من يخالف هؤلاء الشباب الرأي يتهموه بشتى التهم و من أخفها علماء السلطان فيشوهون سمعتهم حتى لا يثق بهم عامة الناس و لذلك اغلب العلماء يتجنبون الكلام في هذا الموضوع حتى لا يثار الرأي العام ضدهم. و المشكلة أن المتطرفون هم الذين يتكلمون و الوسطيون صامتون و بالتالي كل من يتكلم بالوسطية و الاعتدال يبدوا شاذا و تثار حوله الشبه . و الذي يثبت صحة النهج من خطأه هو النتيجة فماذا حصدنا بعد 60 عاما من السير في هذا النهج إلا المآسي و النكبات فمن وجهة نظري ان سبب ذهاب العراق و أفغانستان هو هذا النهج و ربما تكون إيران في الطريق. فنحن نعطي الذرائع للحاقدين على امتنا لتحقيق مآربهم الشريرة انظروا إلى العراق كم بذل المجاهدون من جهد و كم دفعوا من أرواح و كم ذهبت من ممتلكات و في النتيجة حصد ثمرة جهدهم خصومهم من بعض الشيعة و إيران و هذا نتيجة الفكر الثوري المندفع و الغير منضبط و الغير منظم و نتيجة العمل العشوائي. و بفرض أن هؤلاء الشباب المتحمس و الضعيف الخبرة في الحياة انتصروا على الأعداء و طردوهم من بلادنا فلن نقطف ثمار النصر و ربما يترحم الناس على الأعداء كما ترحموا على صدام رحمه الله من قبل لاحظوا أن المجاهدين الذين طردوا المحتل من معظم بلاد المسلمين سابقا لم يقطفوا ثمرة النصر و استلم السلطة من هم اظلم و أطغى من الاحتلال فالمحتل خرج من الباب و عاد من الشباك و هذا سببه عدم الوعي و عدم التخطيط و نتيجة العمل العشوائي الغير منضبط و الغير ملتزم بأصول و شروط الجهاد و سببه هذا الفكر الثوري الدخيل الذي يعكر صفو النية الصادقة و الفكر المنفتح النير فالجهاد فريضة نقوم بها تنفيذا لأمر الله و المحرك الرئيسي لها هو الإيمان السليم الذي يتغلغل إلى أعماق النفس فينتج شخصاً كتلة من الرحمة و قمة في الشجاعة و التضحية فلا يحتاج المؤمنون لشحن داخلي بالحقد على الأعداء أو فكر ثوري كما تفعل الأنظمة الوضعية العلمانية و إلا سوف يكون هذا الجهاد انتصارا للنفس و انتقاما و افتخارا و حمية و هنا يكمن الفرق بين قتالنا و قتال غير المسلمين فنحن نقاتل تنفيذا لأمر الله و لإعلاء كلمة الله و طمعا في رضاه و جنته و هم يقاتلون حقدا و طمعا و حمية وافتخارا فالمؤمن يقتل بعين الرحمة و الكافر يقتل بعين الحقد و الانتقام و لخطورة الوضع و أهمية الأمر أتمنى من العلماء أن يحسموا أمرهم و يخرجوا عن صمتهم في هذا الأمر و أتمنى من التيار المعتدل أن يخرج عن صمته أيضا و أتمنى من رابطة العالم الإسلامي تشكيل مرجعية مؤهلة للأمة للبت في هذه الأمور الحساسة بكل وضوح و شفافية. و إلا سوف تحل بنا كارثة لا تقل فداحة عن الاحتلال الصليبي و التتاري لبلاد المسلمين |
رد: هذه ثقافتنا الجهادية
مقال قيم وفهم متميز
شكرا جزيلا |
رد: هذه ثقافتنا الجهادية
هذا من لطفكم و فضلكم و دليل على سمو فكركم و حريته فلا يعرف الفضل لأهله إلا الفضيل مع أجمل تحية
|
الساعة الآن 09:42 AM
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
---