::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - رحمة بأبنائنا يا وزيرة التربية!

رحمة بأبنائنا يا وزيرة التربية!

صبي في الحادية عشرة من عمره، يستقيظ في الصباح الباكر وهو صائم ليخرج في هذا الحر الشديد والزحام التعيس ليذهب الى مدرسته، وفوق كل هذه المشقة يحمل على ظهره حقيبته المدرسية التي يزيد وزنها على سبعة كيلو جرامات!! لم هذا الحمل الثقيل؟!! لان ادارة المدرسة لم تجهز الى الآن الجدول الدراسي!! وبالتالي يجب على كل طالب ان يحمل معه كتب ودفاتر جميع المواد الدراسية!!

يا استاذة «نورية» أهذا هو التطوير الذي وعدتمونا به؟! هل تجهيز الجدول الدراسي قبل بدء الدراسة ليخفف حمل الحقائب صعب ومستحيل ايتها الوزيرة الفاضلة؟! هل عجزت عقول اداراتكم ومستشاريكم ولجانكم وما ينفق عليها من اموال ان تجهز الجدول الدراسي قبل بدء الدراسة؟!

ان لم تنظري ايتها الوزيرة الفاضلة الى هذا الامر من باب حسن الادارة والتنظيم فعلى الاقل ليكن من باب «الرحمة»، ولك ان تتخيلي صبيا انهكه العطش واحرقته الشمس يحمل حقيبة ثقيلة انا وزنتها بنفسي ولم يخبرني احد بوزنها، يقف بعدها عند سور مدرسته بغير ظل ظليل ولا هواء بارد، حتى الغرفة المخصصة للانتظار والمجهزة بالتكييف «مغلقة»!! أتعلمين أيتها الوزيرة الفاضلة لم هي مغلقة؟! لان ادارات مدارسكم اخر ما تفكر فيه الرحمة بالطلاب، فهم ينعمون بغرفهم المكيفة ويخرجون مباشرة الى سياراتهم المكيفة اما ابناؤنا فلا عزاء لهم!! وما يفعل ولي الامر وله أربعة ابناء يخرجون من مدارس مزدحمة في أوقات متقاربة؟

أين مؤتمراتكم الصحافية عن الحقيبة المدرسية الجديدة؟ أين وعودكم بتخفيف حملها هذه السنة؟ ألم يكن الاجدى بكم ان تجهزوا ولو جدولا دراسيا مؤقتا لرمضان ان لم تستطيعوا تجهيزه للفصل كله؟! وما ذنب المدارس التي تعاني من تعطل تكييفها؟! او عدم وجود عمال نظافة فيها؟!

أعلم حرص الوزيرة «نورية» على تطوير الوزارة واصلاح الخلل فيها لكن المشكلة ان من حول الوزيرة يظهر انه لا يصدقها ولا ينصحها، ولعل بعض مديري الوزارة يحاولون اخفاء نقصهم وفشلهم، وبعد هذا تجهز مدرسة بكامل مرافقها لتزورها الوزيرة ويصور الاعلام لتظن الوزيرة بعد هذا ان كل شيء تمام وجاهز!!

لقد كتبت هذا المقال يوم الثلاثاء بعد تكاثر الشكاوى التي وصلتني على وزارة التربية وبعضها تأكدت منها بنفسي، نحن ايتها الوزيرة مضطرون باتباع قراراتكم وابناؤنا ملزمون بقرارات مدارسكم «التعذيبية» ولكن مع هذا اقول لك «الراحمون يرحمهم الرحمن».

***

غدا الجمعة ستبدأ بعض المساجد صلاة التهجد لادراك ليلة القدر، وبعض المساجد ستبدأ بغد غد، والمهم هو بذل الجهد في الطاعة فها هو رمضان قد شارف على الانتهاء، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم اذا جاءت العشر الاواخر أحيا الليل «يعني بالعبادة والقرآن» وشد مئزره وأيقظ أهله، وكان يجتهد فيه ما لا يجتهد في غيره، فأين المشمرون وأين العابدون.

هنيئا لمن أدرك هذه الليالي، خير الليالي في السنة كلها، فيها ليلة خير من الف شهر، هنيئا لمن ادركها وقام ليلتها فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه، سبحان الله للتو كنا نفرح بمقدم الشهر أما الآن فنستعد للعشر الاواخر، فما اسرعها من ايام معدودات، وما أخفها وأحلاها في طاعة الله.

ها هي العشر تفتح أبوابها للمتهجدين، وتنادي احبابها من المعتكفين، وها هم الصالحون فيها يتنافسون ومن الحسنات ينهلون، فأين نحن منهم؟! من فرط في بداية العشر فلا يضيع ما بقي فالأعمال بالخواتيم وليلة القدر خير من الف شهر، قال صلى الله عليه وآله وسلم «تحروا ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان»، ومن قام الليالي العشر كلها فقد ضمن قيام ليلة القدر فليسأل الله الاخلاص والقبول.

alawadhi@alwatan.com.kwcom.kw

تاريخ النشر 18/09/2008