![]() |
حال بعض بني آدم غريب.!!
لا أعلم إن كانت طبيعة البشر منذ آلاف السنين هي أن يتغيروا مع تغير الحال، ولكنّي أحسبهم كذلك، لدرجة أنني في بعض الأحيان قد لا ألوم من يتغير عليّ من بعض الأصدقاء والأقرباء عندما يفتح الله عليهم ليعتلوا مناصب كبيرة أو عندما تدخل عليهم أرزاق وفيرة... إذ إنّ تغيُّر الناس على بعضهم بعضاً أصبح «موضة» عادية يتوقعها الأخ من أخيه والصديق من صديقه والزميل من زميله. لما بويع أبو بكر بالخلافة قالت جارية: الآن لا يحلب لنا! فسمعها فقال: «إني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن خُلقٍ كنت عليه». هذا كان أبو بكر، أما في عصرنا الحالي فغالب الناس يتغيرون على أصدقائهم القدامى ويمتنعون عن مجالستهم لمجرد اعتلائهم مناصب أو اغتنائهم فجأة أو نيلهم شهرة أو حصولهم على درجات علمية عليا! وأصبحوا يتكبرون على الناس، لا سيما معارفهم الأوائل، تكبراً واستعلاءً. ويجهل هؤلاء أن النفوس الأصيلة لا تتغير بتغير الأحوال، ويجهلون أن حسن العهد من الإيمان، بل وينسون أن من تواضع لله رفعه! من الملاحظات التي ألاحظها على بعض هؤلاء الذين غرّهم ما أصبحوا فيه من فارق مادي أو علمي على غيرهم من الناس، وهو في الواقع شيء يثير في رغبة جامحة في الضحك، أن الواحد منهم بمجرد دخول المليون الأول لحسابه البنكي، يبدأ صوته بالميل للثخانة شيئاً فشيئاً، لدرجة أنك تظن أن في بلعومه شيئاً لم يبلع! بل وتلاحظ أيضاً ارتخاءً في حركة اليد من المرفق، احتار العلماء في معرفة سببه. كثير من هؤلاء أصبح في جهازه السمعي نظام اختياري يختار ما يريد أن يسمعه، بل ومن يريد أن يسمعه. وهو قبل غناه كان يسمع كل من يدخل عليه ملقياً السلام، ولكنه بعد أن أصبح من أصحاب الملايين، أصبح سمعه للسلام ثقيلاً جداً. والمذهل أيضاً أن هذا النظام الاختياري نفسه في جهازه السمعي، أصبح موجوداً في جهازه البصري! فتجده كثيراً ما يقول كلمات مثل «اسمح لي.. ما انتبهت لك»، خصوصاً عندما يراك مصادفة في الخارج (خارج المملكة)، بينما قبل أن يصبح حسابه من ذوي الخانات السبع، كان يستطيع أن يرى أصحابه من وراء الجدران! المشكلة أنك تكون أول من يلجأ له هؤلاء عندما يقعون في مشكلة أو كارثة مالية، بعدما كانت أعينهم لا تراك، وآذانهم لا تسمعك. وعند زوال ما هم فيه من نعمة، تدب الحياة في أعينهم من جديد ليروك مثل ما تراك زرقاء اليمامة، وتخرج من آذانهم لواقط سمعية تسمع ما في قلبك قبل أن تنطقه! وتعود أصواتهم إلى طبيعتها، وتتلاشى ثخانتها، بل ويشتد مرفق اليد لتعود كما كانت، تصافح كل من تقابله من عباد الله. فعلاً إن حال بعض بني آدم غريب...!!!! |
رد: حال بعض بني آدم غريب.!!
أسمحلي بهاالكلمه ياوريث المجد
كتبت فأفدت هذه العقول العقيمه التي ترى بعين واحده ( لمصلحتها ) وعسى الله مايبقى لها عيون ياذيبان بيض الله وجهك يأبن العم على ماخطه قلمك المميز حفظك الله و سدد خطاك. تقبل مني أرق التحايا و أعذبها من أخوك..... |
رد: حال بعض بني آدم غريب.!!
اقتباس:
وجهك ابيض يابو مبارك تشرفت بمرورك الجميل وتعليقك الأجمل شكراً لوقتك. تحياتي لك....... |
رد: حال بعض بني آدم غريب.!!
|
رد: حال بعض بني آدم غريب.!!
بـــارك الله فيك
وأسأل الله ان يجزيك خير الجزاء وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتك أخوك \ ابومبارك الودعاني |
| الساعة الآن 10:34 AM
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
---