::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - الرحالة الغربيون في الجزيرة العربية

( الرحالة الغربيون في الجزيرة العربية )
لقد قام عدد من الرحالة الغربيون بجولات متعددة في أنحاء الجزيرة العربية منذ القرن السادس عشر وتختلف حجم هذه الكتابات مابين مؤلفات كبيرة مثل كتاب تشار داوتى doughty ولوريمر (( دليل الخليج )) بين مقالات مختصرة.
ولقد ركز الرحالة الغربيين الذين تناولوا أدب الرحلات المتعلقة بالجزيرة العربية مما ساهم في إثراء المصادر التاريخية من حيث تنوعها وتعددها بالإضافة إلى الصور الفوتوغرافية التي التقطها المستشرقين أو رسموها إثناء رحلاتهم وتعتبر هذه الرحلات وثيقة تاريخية مهمة لعمق الملاحظات المدونة ودقتها وصدقها أحياناً . لذا كان جميع الكتاب باختلاف قدراتهم وسعة فضولهم مولعين بالإطلاع على الدين والتاريخ ونمط الحياة والتنظيم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للبلاد التي يزورونها بهدف لم يكن معلناً عنه دائماً وتحدثوا عن البادية وقبائلها وأحوالها وتقاليدها وعادتها وهذه الدراسات الميدانية لها أهميتها ولقد جاء ت كتابات أولئك الرحالة مختلفة من حيث الجودة والضعف ومن حيث الدقة وعدمها ومن حيث الحياد والتحيز أنه مهما وجد في تلك الكتابات من نقاط ضعف إلا أن فيها مايفيد من معلومات وهذه الرحلات أصبحت اليوم كُتباً لا غنى عنها للباحث في تاريخ المنطقة وشؤونها وقد تُرجم بعض هذه الكتب إلى العربية وبقي بعضها في لغاتها الأصلية لم يترجم بعد .
لذا سوف استعرض أسماء الرحالة الغربيون الذين زارو الجزيرة العربية وما كُتب من معلومات سواء حول المدن أو نمط الحياة الاجتماعية .
فأبدأ أولاً عن مكة المكرمة ومن زارها من الرحالة الغربيين سواء من كان منهم متنكراً بأنهم مسلمين أو أنهم قد اسلموا ومنهم :
1- لودو فيكو دي فارثيما :
(( مواطن من مدينة روما )) .
فهو من أوائل الاوربين الذين استطاعوا وصف الحج إلى مكة غادر فارثيما مدينة البندقية الإيطالية في شهر ديسمبر من عام 1502م متجهاً إلى مصر , وبعد زيارة قصيرة لها , غادر إلى دمشق التي وصل إليها في الربيع وهناك التقى مع رجل نصراني كان قد ترك دينه وعمل ضابطاً في القوات العثمانية , إذ وافق على أخذ فاريتما إلى مكة كواحد من الجند المرافقين للحجاج وقدم نفسه للناس في البلاد العربية على أنه ( الحاج يونس المصري )) أما في الهند قدم نفسه (( الحاج يونس العجمي )) كل ذلك بمعاونة صديق له من فارس أسمه ( خوجه ذو النور ) كان قد تعرف عليه في مكة المكرمة وقد كانت فارتيما التجسس الشامل على كل الشعوب والجماعات العربية والإسلامية .
2- جوزيف تبس :
ولد جوزيف تبس Joseph في اكستر Exeter
في انجلترا حوالي عام 1663م ويقول بتس كنت صبياً في ذلك الوقت وظهر لي الأعداء , وكأنهم مخلوقات مرعبه وجائعة الأمر الذي جعلني أصرخ : سيدي ..... إنني خائف ..... أنهم سيقتلوننا , فرد قائلاً : كلا ياغلام إنهم سيأخذوننا إلى الجزائر ثم يبعوننا هناك و هذا ما حدت إذ اشترى بتس من قبل رجل كان يضربه بصفة منتظمة على أخمص قدميه وبعد فتره من الزمن بيع إلى سيد آخر والذي قرر أن يدخله في الدين الإسلامي حتى لو أضطر الأمر إلى ضربه وبعد أن لقي سيده مصرعه بيع بتس لرجل أعزب وطاعن في السن , عامله معامله حسنه , وذهب معاً إلى الحج عام 1685م وخلال مرور هما بالقاهرة يقول بتس (( لاحظ أن المصريين سليطو اللسان , ولكنهم نادراً ما يميلون إلى العنف , ويحبون خداع الناس القليلة معرفتهم بالعملة النقدية ... الخ ثم وصل مكة وأخذ بوصفها لا يتسع المقام لسردها وبعد عودته من الحج نال بتس حريته وعاد إلى موطنه وكتب مذكراته وكانت أقامته أكثر من عشر سنوات .

3- دمنجو باديا لابلخ : Domingo Badia Leblich
وكان يتنكر بأسم ( علي بك العباسي ) وقد ذهب كأمير من سلاله الخلافاء العباسيين .
ولد في مدينة برشلونة عام 1766م ودرس اللغة العربية والعلوم في مدينة بلنسيه وعند ذهابه إلى أي مدينة سواء في المغرب أو طرابلس أو القاهرة كان يعامل على أنه أمير .
ويعتبر علي بك أول من أعطى الغرب وصفا منظماً عن مكة وهو أول من وصف تجارتها ووصف أزهارها ونبتاتها حتى أنه أول من حدد موقعها بدقة.
4- بوركهارت : Burkhardt
يوهان لودفيج بوركهات ( 1784- 1817م )
واحد من من أدق الرحالة الذين زاروا الجزيرة العربية وأصحهم تدويناً .
ولد عام 1784م في بلدة لوزان السويسرية من أب سويسري كان يعمل ضابطاً برتبة عقيد ، لقد قضى بوركهارت سنتين في حلب حسن خلالها معرفته باللغة العربية وبدأ يتعاطف مع هذه العقيدة حتى أن أسلم رسمياً ولقد مكث في مكة المكرمة ستة أشهر 1232هـ وتسمى بالحاج إبراهيم بن عبد الله الشامي .
وكان قاضي مكة المكرمة دائما ما يتردد على مجلس محمد علي باشا والي مصر ( قدم لمحاربة الدولة السعودية ) فتناقش مع بوركهارت في العلوم الدينية وأثبت بوركهارت معرفة لا بأس بها ... الخ .
ويقول بوركهارت عن إقامته بمكة ( خلال كل رحلاتي للشرق ، لم أستمتع براحة كاملة مثلما استمتعت بها في مكة ، سأحتفظ دائماً بذكرى جميلة عن إقامتي بها وبالتأكيد فأن بوركهارت قد استغل وقته بمكة كاملاً حتى بلغ وصفه لها نحو من (350 صفحه )
ولقد جاء مادونه بوركهارت بالإنجليزية عن الجزيرة العربية والبلاد المتاخمة لها شمالاً في كتابين أولهما رحلات في جزيرة العرب وثانيهما ملاحضات على البدو جزيرة العرب وثانيهما ملاحظات على البدو الوهابين وقد وصف في الكتاب الأول جده ومكة والمدينة وينبع من الناحية العمرانية وصفاً مفصلاً وتحدث عن الأوضاع السائدة فيها والضر وف المحيطة بها من جميع النواحي . أما كتابه الثاني فيتألف من جزأين , تحدث في الأول منهما عن القبائل التي تقطن الصحراء السورية وتقسيماتها وتحدث عن حياه البدو من حيث أسلوب المعيشة والعادات والتقاليد.
5- غريغوريو داكوا درا :
وهو برتغالي الذي وقع بالأسر في زيلع سنة 1509م فتظاهر بالإسلام وحج إلى مكة وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحينما رأى من مشاهد الحج وزيارة القبر الشريف ما رأى , أستبد به فجأة إحساس التعصب لنصرانيته فظهر عليه ما يشبه الجذب فتأثر من حضر من المسلمين , وأعتبروه ولياً صالحاً واغرقوا عليه الأموال الكثيرة التي مكنتة من السفر إلى دمشق وهناك أشاع بين الناس أنه يرغب بزيارة كربلاء وتعفير وجه بتراب قبر الحسين , غير أنه تسلل إلى البصرة ومنهما إلى الهند ليعود إلى البرتغال سنة 1520م حاملاً لمليكه كل ما كان قد جمعه من معلومات .
6- فنسان لبلان:
فرنسي الذي زار الأماكن المقدسة في الفترة مابين 1567- 1570م وجمع عنها معلومات كثيرة أفاد منها الفرنسيون .
7- ولم جيفرد دبلغريف:
ولد وليام جيفورد بلجريف palgrave في عام 1826م لأب عالم مشهور جداً وكان يهدف من خلال رحلته أن يعمل مُنصراً بين العرب وكان يتنكر في زي طبيب وتاجر متجول ولقد اتخذ اسماً وهو ( سليم أبو محمود العيسى واخذ معه شاباً يونانياً يعمل في مدينة زحلة في لبنان ويتكلم اللغة العربية كواحد من أهلها بالإضافة إلى مظهره وملامحه تكاد تكون عربية وكان أسمه جريجوزي وخلال الرحلة أخذ الاسم المستعار بركات ... ولقد زار الشام والجوف وحائل والرياض ولقد أصدر كتابه بعنوان (( مذكرات رحلة سنة كاملة في وسط الجزيرة العربية وشرقها))
فانه أعترف بصراحة أن كل أن ما قام به من أعمال في الحجاز ونجد والشام فإنه كان بدعم وتمويل من الإمبراطور الفرنسي حينما ذكر ذلك في كتابه (( قصه رحله إلى العربية الوسطى )) الذي نشرة بعد أداء مهمته ستة 1865م .
8- ليوبولد فايس (( محمد أسد )) :
صحفي نمساوي ولد عام 1900م في مقاطعة ( لوو ) الالمانية لأسرة يهودية محافظ على معتقداتها الدينية . ولقد تنقل في المدن التالية : القدس – القاهرة – دمشق – عمان -بغداد – اسطنبول – مكة المكرمة – المدينة المنورة – كابول – نيودلهي لقد مكث في أول أمره أربع سنوات في الشرق الأوسط مراسلاً لكبريات الصحف الغربية وفي عام 1926م .
أعلان اسلامة وقابل الملك عبد العزيز آل سعود رحمة الله ثم انتقل إلى شبه القارة الهندية حيث توقفت بينه وبين المفكر الإسلامي محمد إقبال عُري الصداقة ، وظل يساعد في إذكاء نهضة الإسلام في تلك البلاد.
كما ترك عدة كتب ترجم بعضها إلى العربية : الطريق إلى مكة المكرمة و (( الإسلام في مفترق الطرق و (( منهاج لحكم في الإسلام )) .
وللحديث بقية