قال النائب الليبرالي السابق بمجلس الأمة الكويتي عبد الله النيباري لإحدى القنوات الفضائية إن هناك أنباء تتحدث عن بيان صدر عن مكتب الشيخ سعد العبد الله الصباح يدعو فيه مجلس الأمة إلى الانعقاد من أجل أداء القسم أمامه أميرا للبلاد.
وأشار النيباري إلى أن هذا البيان إن صح يفتح مخاوف من وجود صدام داخل الأسرة الحاكمة، وأبدى مخاوف من أن تؤدي الأزمة الحالية إلى تدخل من خارج القنوات الدستورية المحددة.
ويأتي هذا التطور فيما طالب أغلب أعضاء الأسرة الحاكمة رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد الصباح بتحمل مسؤولياته إزاء شعبه وإزاء الكويت كأمير للبلاد.
وقالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) إن عددا كبيرا من أبناء أسرة آل الصباح جددوا للشيخ صباح الثقة التي أولاها إياه الأمير الراحل وناشدوه "القيام بمسؤولياته لمواصلة قيادة مسيرة الخير المباركة للوطن العزيز الكويت".
وأضافت الوكالة أن الشيخ صباح أكد عزمه على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة "بروح ملؤها التطلع والأمل لتحقيق كل ما يصبو إليه الوطن والمواطنون من عزة ورفعة وازدهار".
ونقل مصادر إعلامية في الكويت عن أحد أعضاء الأسرة قوله إن غالبيتهم اجتمعت صباح اليوم في منزل الشيخ صباح وطلبت منه تحمل مسؤولية الإمارة واتخاذ الإجراءات الدستورية المناسبة إذا تنازل الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح عن الحكم بسبب ظروفه الصحية.
وأشارت المصادر إلى أن طلب أعضاء العائلة هذا جاء في إطار المحافظة على كرامة الشيخ سعد وتجنيبه وضعا غير لائق نتيجة عدم قدرته حتى على أداء القسم. كما ذكر أن هذه الخطوة قد تحول دون الطعن في أهلية الشيخ سعد مستقبلا من قبل أعضاء مجلس الأمة.
وذكرت المصادر الإعلامية أن هناك من أعضاء الأسرة من لا يزال يطالب بتولي الشيخ سعد إمارة البلاد.
وفي حال تنحي الشيخ سعد عن منصبه طوعا فسينادى بالشيخ الصباح أميرا للبلاد. أما إذا لم يتنح, فينص الدستور و"قانون توارث الإمارة" للعام 1964 على أن يرفع مجلس الوزراء أمر مرض الأمير سعد إلى البرلمان الذي يجب أن يصوت بغالبية الثلثين لإعلان منصب الأمير خاليا. وبعد ذلك ينادى بأمير جديد يصبح أميرا من الناحية القانونية بعد أداء القسم أمام البرلمان.
وقال رئيس اللجنة التشريعية والقانونية بمجلس الأمة فهد الخنة إن المجلس ينتظر إجماع الأسرة الحاكمة على رأي واحد والاتفاق بشأن الإعلان عن أمير جديد للبلاد. وقال بأن المجلس سيبارك أي اتفاق تتوصل إليه الأسرة بهذا الشأن.
وإزاء هذه التطورات أعربت صحف كويتية في مقالاتها عن دعم الشعب الكويتي للقرار الذي ستتخذه الأسرة الحاكمة لمعالجة مسألة عدم قدرة الشيخ سعد على تولي مهام الحكم.
وفي خطوة نادرة حثت صحيفة "القبس" الليبرالية الشيخ سعد اليوم على تقديم "التضحية" للكويت بالتخلي عن منصبه. وقالت في مقال افتتاحي على صدر صفحتها الأولى "إنها مناسبة الآن لكي نتوجه إلى سمو الأمير الشيخ سعد لأن يكمل اليوم مسيرته في سبيل الكويت فيضحي مرة جديدة من أجلها".
وأضافت أن الشيخ سعد لن يتأخر اليوم عن تقديم تضحية أخرى لتجنيب الكويت عقبات وربما أزمات, بالاعتذار عن تولي مهام الحكم وتركها لمن هو قادر من أبناء الأسرة الحاكمة للقيام بها.
أما صحيفة "الأنباء" فقالت في عنوانها الرئيسي "الأمانة بيد الأمين صباح الأحمد". ويعتبر الشيخ صباح الأحمد الصباح سياسيا بارعا عمل وزيرا للخارجية لأربعة عقود قبل أن يعين رئيسا للوزراء عام 2003، حيث يدير الشؤون اليومية للإمارة منذ ذلك الوقت.
.