زمزم : هي البئر المباركة المشهورة في المسجد الحرام شرقي الكعبة .
وسبب تسميتها بهذا الاسم فيه عدة أقوال :
1-قيل لكثرة مائها ، والزمزمة عند العرب الكثرة والاجتماع .
2-وقيل لضم هاجر أم اسماعيل عليهما السلام لمائها حين انفجرت وزمها اياه .
3-وقيل لصوت الماء وانبثاقه حين خرج .
وقيل غير ذلك .
ولها أسماء كثيرة تدل على شرفها ومنها :
ميمونة – مباركة – عافية – مغذية
فضل زمزم : لقد اختص الله زمزم بخصائص شريفة أهمها :
1-أنه أفضل مياه الأرض شرعا وطبا : فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ، والمنذري في صحيح الترغيب والترهيب .
2-اشباع شاربه كما يشبعه الطعام :
فقد ثبت في صحيح مسلم في قصة أبي ذر رضي الله عنه أنه لما قدم مكة ليُسلم ، أقام ثلاثين بين ليلة ويوم في المسجد الحرام ، فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم : ( فمن كان يطعمك ؟ ) فقال أبوذر ما كان لي طعام الا ماء زمزم ، فسمنت حتى تكسرت عُكن بطني ، وما أجد على كبدي سَخفة جوع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( انها مباركة ، انها طعام طعم ) .
3-الاستشفاء بشربه من الأسقام : لحديث ابن عباس مرفوعا : ( خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ، فيه طعام طعم ، وشفاء سقم ) . عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ان الحمى من فيح جهنم فأبردوها بماء زمزم ) أخرجه الامام أحمد في مسنده ، وابن حبان في صحيحه ، وأخرجه البخاري في صحيحه بدون جزم هكذا : ( فأبردوها بالماء، أو قال بماء زمزم )
قال بعض العلماء : انما نص في الحديث على ماء زمزم لأهل مكة لتيسره عندهم أكثر من غيره ، وأما غيرهم فبما عندهم من الماء ، والله أعلم ( أنظر الفتح الراني لترتيب مسند الامام أحمد ، والطب النبوي لابن القيم .
4 – أنه لما شُرب له : فقد روى جابر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( زمزم لما شرب له ) صححه الألباني ( ارواء الغليل 4 / 320 )
ويروى عن مجاهد رحمه الله أنه قال : ( ماء زمزم لما شرب له ، ان شربته تريد شفاء شفاك الله ، وان شربته لظمأ أرواك الله ، وان شربته لجوع أشبك الله ، هي هزمة جبريل ، وسقيا الله اسماعيل )
وقد نُقل عن ابن العربي : وهذا موجود الى يوم القيامة لمن صحت نيته ، وسلمت طويت ، ولم يكن به مكذبا ، ولا يشربه مجربا ، فان الله مع المتوكلين ، وهو يفضح المجربين )
وحصول هذه المنافع لمن شرب زمزم هو – با شك ولا ريب – بتوفيق الله عز وجل واعانته ورحمته ، وهو مما أودعه الله تعالى من البركة والنفع في هذا الماء الشريف ، لا سيما مع صحة نية شاربه .
هذه بعض منافع هذا الماء الشريف ، وهناك مباحث أخرى عنه مثل : صفة التبرك بشربه ، وحكم الوضوء والغسل به ، وحكم الاستنجاء به ، وحكم نقله خارج الحرم ، تركتها خشية الاطالة ، وفق الله الجميع .