27-07-2010, 10:21 PM | #1 | ||
|
يا من يريد المغفرة.. هذا رمضان !
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ******************************* يا من يريد المغفرة.. هذا رمضان ! الحمد لله الذي خص بعض مخلوقاته بما شاء من الفضائل ، و الصلاة و السلام على نبيه الأمين ، و بعد فيا أخي الحبيب: ها هو رمضان على الأبواب قد أتي . رمضان : الذي طالما حنت إليه قلوب المتقين . رمضان : الذي طالما اشتاقت إليه نفوس الصالحين. وكيف لا تحن القلوب إلى شهر الخير والبركة . كيف لا تشتاق القلوب إلى شهر المغفرة و الرحمة. أخي الحبيب: إن هذا الشهر قد خصه الله بخصائص عظيمة ، وميزه الله بفضائل جليلة . فهو شهر الصيام ؛ الذي هو ركن من أركان الإسلام . الصيام ؛ الذي كل عمل بن آدم له إلا الصوم ، فإنه لله وهو يجزي به . إنه شهر تتفتح فيه أبواب الجنان ، وتغلق أبواب النار. إنه شهر تصفد فيه مردة الشياطين . أخي الحبيب : إن من أعظم فضائل رمضان أنه موسم كبير للمغفرة . نعم ، المغفرة التي نحتاجها جميعا المغفرة : التي من كُتبت له ، فقد كُتب له الخير كله . وهل يُمنع العباد من دخول الجنان إلا بسبب عدم المغفرة ؟ وهل يَدخل العباد النار إلا بسبب الذنوب التي لم تُغفر؟ الذنوب : التي هي سبب لكل بلاء ، ومصيبة . الذنوب : التي تُورث في القلب ظلمة ، و وحشة . الذنوب : التي تحول بينك و بين ربك و مولاك . أخي الحبيب : يا من يُريد المغفرة : يا من أثقلت كواهلَه المعاصي: هاهو موسم من مواسم المغفرة قد أقبل . اسمع إلى هذه الأحاديث الصحيحة لتتعرف على أنهار من المغفرة في هذا الشهر الكريم . أولا: صيام رمضان 1- عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من صام رمضان إيمانا و احتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه » ( أخرجه البخاري في صحيحه ) . 2- وعنه رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر » ( أخرجه مسلم ) . يالها من بشرى عظيمة ، بشرى بالمغفرة ؛ يا من تصوم رمضان ابتغاء وجه الله ، واطلب الأجر من الله ، وأبشر فالمغفرة وشيكة بإذن الله . أخي الحبيب : إن أردت المغفرة فليكن صومك عن المحرمات قبل أن تصوم عن المباحات ، ليصم سمعك ، وبصرك ، ولسانك ، وكل جوارحك ، فالله قد حرم عليك في نهار رمضان الأكل و الشرب وهما مباحان ، لينبهك على ترك الحرام من باب أولى . أما إذا لم تفعل فاسمع إلى هذا الحديث الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم « من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه ». لا إله إلا الله ؛ كم جاع وكم عطش ، وكم نصب و تعب ، ولكن ليس له شيء من الأجر لأنه لم يصم عن المحرمات . أخي الحبيب: إن الله غني عنك و عن جوعك وعطشك ، و إنما يريد الله منك – من وراء الصيام – تقواه سبحانه و تعالى . نعم يا أخي إنما يريد الله التقوى ، و هي الغاية التي من أجلها فرض الله الصيام { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }. فحققِ التقوى حتى تنال المغفرة ، أمسك لسانك ، و غض بصرك ، واحفظ سمعك عن هذه المحرمات حتى تفطر في الجنات بإذن الله . ثانيا: قيام رمضان : 3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من قام رمضان إيمانا و احتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه » ( أخرجه البخاري في صحيحه ) . سبحان الله ! يا أخي ، إنها ليالي معدودة ، تنصب فيها القدمين لله ، وتصلي لله ، تحصل على هذه المغفرة ، فاعزم بقلبك على قيام رمضان ، واخلص لله . بل و اسمع إلى هذه البشارة النبوية ، كما في السنن من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حُسِب له قيام الليلة » . كم يأتي الشيطان إلى أحدنا فيجعله يأكل عند الإفطار كثيرا ، فإذا ما رام القيام لصلاة التراويح أحس بثقل الجسم ، و أحس بالتعب لأن عقله و ذهنه أصبح عند قدميه ، فهو يراوح بينهما ، لا تلذذا بالعبادة و لكن استثقالا لها . كم يأتي الشيطان إلى أحدنا ، فما أن يفرغ من صلاة العشاء ، إلا ويبدأ يذكره بأعماله و أشغاله حتى يترك صلاة التراويح . و ربما استخدم مكره معنا ؛ فيزهدنا في صلاة التراويح ، لأنها مستحبة و ليست بواجبة ، أو أن أعمالنا و سعينا في طلب المعيشة أفضل ، أو ربما استخدم أسلوب التسويف ، فيقول لأحدنا لازلت في أول رمضان و أنت متعب من الصيام ، انتظر حتى غد ثم تبدأ في المحافظة على صلاة التراويح من أولها. و هكذا يمضي رمضان - ليلة تلو ليلة - و نحن لم نصل إلا القليل من الليالي . ثالثا: قيام ليلة القدر 4- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه » ( أخرجه البخاري في صحيحه ) . ليلة واحدة ، تجتهد فيها بالعبادة ، بالطاعة ، هذه الليلة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان من أجلها ، والظفر بها _ وهو من قد غفر الله ما تقدم من ذنبه و ما تأخر – فحري بنا - ونحن الذين لم نعلم بعد ما مصيرنا ، ما حالنا يوم القيامة – أن نجتهد في قيام تلك الليلة ، التي قيامها يُعادل قيام أكثر من ثلاث و ثمانين عاما، قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر } . أخي الحبيب : والله إن السجلات ملأى بالذنوب و السيئات ، أفلا نغسلها بقيام ليلة واحدة . وحتى تدرك هذه الليلة ، فعليك بقيام العشر الأواخر كلها، إن كنت صادقا في طلب المغفرة . أخي الحبيب : إن أنهارا من المغفرة أمامك يوشك أن تجري من أجلك ، فهلا انغمست فيها ، لعلها تطهرك ، لعلها تغسل عنك صحائف ؛ طالما سودتها ، لعلها تكفر ذنوبا ؛ طالما حالت بينك وبين ربك و مولاك. أخي الحبيب : أسباب المغفرة كلها منعقدة لكي يُغفر لك . والله – يا أخي - ما فتح الله أبواب الجنان إلا من أجل أن يُدخلك فيها . والله ؛ ما غلّق الله أبواب النيران إلا ليُبعدك عنها . ما صفّد الله مردة الشياطين إلا لتُقبل عليه ، وعلى طاعته ، التي هي سبب رضاه ، التي هي سبب سعادتك وفلاحك . أخي الحبيب : هل تجد أرحم من ربك و مولاك - وهو غني عنك و عن طاعتك - لا و الله لن تجد أبدا . انظر كيف يعاملك ، وكيف تعامله . تعصيه فيستر عليك ، وتتمادى في المعصية فيحلم عليك ، وتسرف على نفسك في الذنوب و المعاصي فيدعوك للمغفرة والتوبة. يقول تعالى { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا ، إنه هو الغفور الرحيم } . أخي الحبيب : تأمل هذه الآية ،كم تحبب الله فيها إلى عباده - لا أقول المحسنين ، ولكن المسرفين على أنفسهم - لم يقل الله { الذين أجرموا } ، و لم يقل { الذين عصوا } ، و لكن قال { الذين أسرفوا على أنفسهم } ، وقبلها نسبك إليه فقال { يا عبادي } ليعلمك أنك مهما فعلت من الذنوب و مهما أكثرت من المعاصي فإنك لا تزال عبد من عباده . ثم أخبرك أن لا تقنط من رحمته ، و أعلم بأن الله يغفر كل الذنوب كلها – مهما عظمت – إذا تبت منها . وهل شهر رمضان وما فيه من أسباب المغفرة إلا من أجلك ، ومن أجل محو ذنوبك . إن غفران الذنوب أمنية الصالحين ، فهذا عبد الله بن مسعود يقول : ( وددت لو أن الله غفر لي ذنبا واحدا وأن لا يُعرف لي نسب ، وددت أني عبد الله بن روثة ، و أن الله غفر لي ذنبا واحدا ). و لكن سبحان الله ! فهناك من المسلمين من لا يريد المغفرة والرحمة ، جعلوا رمضان موسما للعب واللهو ، قضوا أيامه في الحرام ، وسهروا لياليه في المعاصي ، زادت ذنوبهم ذنوبا ، وزادت صحائفهم سوادا. ألا فليتذكر أولئك حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ، من أدرك أحد أبويه فمات فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين . يا محمد ، من أدرك شهر رمضان ، فمات و لم يُغفر له فأدخل الله النار ، فأبعده الله ، فقل : آمين ، فقلت : آمين . و من ذُكرت عنده فلم يصلي عليك ، فمات فدخل النار فأبعده الله ، فقل : آمين ، فقلت آمين » (رواه الطبراني ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله) لا إله إلا الله ! يا أخي ؛ انظر من الداعي و من المؤمن ، الداعي جبريل خير الملائكة ، والمؤمن محمد صلى الله عليه وسلم خير البشر ، فالدعاء مستجاب لا محالة . أخي الحبيب: هل سألت نفسك لمن هذه الفضائل كلها ؟ أهي للملائكة ؟ أم هي للبهائم و الحيوانات ؟ كلا و الله ، يا أخي الحبيب. إنها و الله ، لك ، و من أجلك . نعم ، الله فتح أبواب الجنة لك ، وغلق أبواب النار من أجلك ، وصفد مردة الشياطين لتقبل عليه . كم من ملك مقرب ليس له « و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ». يا أخي: أيام رمضان أيام مغفرة ، ورحمة ، أيام رمضان أيام محو للسيئات . يا أخي : أما آن أن تُغفر الذنوب . أما آن أن تُمحى الخطايا . يا طالب المغفرة : هاهي أسبابها أمامك ، هاهي بين يديك . أخي الحبيب: إن الله يحب أن يغفر لعباده { والله يريد أن يتوب عليكم } ، ولكن الله لا يُعطي المغفرة إلا لمن يستحقها . يا أخي : إن لم يُغفر لنا في رمضان – وقد انعقدت أسبابها – فمتى يغفر لنا ؟ إن لم يتب الله علينا في رمضان ، فمتى يتاب علينا ؟ أخي الحبيب : لا تحقر من الذنوب شيئا ، فلقد أدخل الله امرأة النار بسبب حبس هرة . فإياك ، إياك أن تتهاون في ذنب أو معصية ، لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت. أخي الحبيب : هلم إلي شهر المغفرة ، إلي شهر الرحمة ، اجتهد بالعبادة ، أكثر من الطاعة ، ابتعد عن المعاصي ، فلا سبيل إلي المغفرة إلا بهذا الطريق . أسأل الله أن يبلغنا و إياك رمضان ، وأن يوفقنا فيه للصالحات ، وأن يغفر لنا أجمعين . *******************************
|
||
|
28-07-2010, 01:14 AM | #2 | ||
|
رد: يا من يريد المغفرة.. هذا رمضان !
جزاك الله خير أخوي أبوراجس وبارك الله فيك
|
||
|
30-07-2010, 05:22 PM | #8 | ||
|
رد: يا من يريد المغفرة.. هذا رمضان !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خير اخو الغالي على هذا الكلام الطيب واعتقك الله من النار ووالديك والمسلمين اجمعين وشكراً
|
||
|
30-07-2010, 05:34 PM | #9 | |||
|
رد: يا من يريد المغفرة.. هذا رمضان !
|
|||
|
30-07-2010, 05:52 PM | #10 | ||
|
رد: يا من يريد المغفرة.. هذا رمضان !
بارك الله فيك ونفع بك ولاحرمك الأجر وجعله في موازين أعمالكم يوم القيامة
مع تمنياتنا لكم والأسرة الكريمة بموفور الصحة والعافية .. ودمتم .. محبكم عبدالرحمن بن عويس
|
||
|
24-08-2010, 04:28 AM | #11 | ||
|
رد: يا من يريد المغفرة.. هذا رمضان !
جزاك الله خير أخوي أبوراجس وبارك الله فيك..
|
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||