من الذكاء.. التصرف كالأذكياء
رغم أن الذكاء من أقدم المواهب البشرية إلاّ أن للعلماء فيه مذاهب شتى؛ فعلماء النفس لم يختلفوا فقط في تعريفه بل (عقدوه) وتوسعوا به إلى أنواع وفئات وتخصصات.. والنهاية وجدت طريقة بسيطة وواقعية لتعريف الذكاء؛ فالذكاء ببساطة هو التصرف على ذلك النحو (حتى إن لم يتجاوز الدماغ حجم البصلة) وكل من تصرف بطريقة ذكية إنسان ذكي (حتى إن انخفضت درجة ذكائه لمستوى عادي جدا). وإن تجاوزنا التعاريف المعقدة والأكاديمية
نلاحظ أن عامة الناس تتعرف على الأذكياء بسهولة وتلقائية من خلال تصرفاتهم الذكية.. وبناء عليه تستطيع (بنظرة معاكسة) دراسة تلك التصرفات ومحاولة تقليدها حتى تتحول إلى طبع وجبلة فتصبح - بنظر الناس على الأقل - داهية زمانك.
هنا أربع قصص قصيرة (حاول تخمين طبيعة الذكاء فيها) ولنعتبرها مجرد نموذج لتصرفات ذكية كثيرة يمكننا محاكاتها وتبنيها في حياتنا اليومية.
فعلى سبيل المثال
طوال عشرين عاماً دأب أحد المواطنين البلجيك على عبور الحدود نحو ألمانيا على دراجة هوائية بشكل يومي تقريباً. وكان يحمل على ظهره دائماً حقيبة مملوءة بالتراب - ولا شيء غير التراب. وبالطبع أثارت رحلاته شكوك رجال الحدود الألمان وكانوا على يقين من أنه "يُهرب" شيئاً ما. وعبثاً استعانوا بخبراء التفتيش وأفضل الكلاب وأحدث الأجهزة.. ولكنهم في كل مرة لا يجدون شيئاً غير التراب (!).
السر الحقيقي لم يكتشف إلاّ بعد وفاة السيد ديستان حين وجدت في مذكراته الجملة التالية: "حتى زوجتي لم تعلم أنني بنيت ثروتي على تهريب الدراجات إلى ألمانيا"!!
(إذاً من الذكاء ذر الرماد في العيون وتحويل أنظار الناس عن هدفك الفعلي!).
ومن الحكايات الذكية ما جاء عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في غزوة الخندق فقال لي: اذهب إلى القوم (أي معسكر قريش) فانظر ماذا يفعلون، فذهبت فدخلت في القوم (والريح من شدتها لا تجعل أحداً يعرف أحداً) فقال أبو سفيان: يا معشر قريش لينظر كل امرئ من يجالس (خوفاً من الدخلاء والجواسيس) فقال حذيفة:
فأخذت بيد الرجل الذي بجانبي وقلت: من أنت يا رجل؟ فقال مرتبكاً: أنا فلان ابن فلان!
(إذا من الذكاء أخذ زمام المبادرة والتصرف بثقة تبعد الشك؟).
وتحدث يوماً يحيى بن جعفر فقال: سمعت أبا حنيفة يقول: احتجت إلى الماء بالبادية فمر أعرابي ومعه قربة ماء فأبى إلا أن يبيعني إياها بخمسة دراهم فدفعت إليه الدراهم ولم يكن معي غيرها.. وبعد أن ارتويت قلت: يا أعرابي: ما رأيك في السويق (طعام من حنطة وشعير جاف) قال: هات.. فأعطيته سويقاً جافاً أكل منه حتى عطش ثم قال: ناولني شربة ماء؟ قلت: القدح بخمسة دراهم؛ فاسترددت مالي واحتفظت بالقربة!!
(إذا من الذكاء إخفاء النية واختلاق فرصة الفوز)!!
وأخيراً؛ يروى أن أميراً فرنسياً عاد يوماً إلى قصره والقلق باد على وجهه فسألته زوجته عن السبب فقال: أخبرني الماركيز كاجيلسترو (الذي اشتهر بممارسة السحر والعرافة) انك تخونينني مع أحد أصدقائي فصفعته بلا شعور.. فوجئت الزوجة (الخائنة) ولكنها قالت بهدوء: أفهم من هذا أنك لم تصدق ادعاءه!؟ قال: لا؛ ولكنني قلق لأنه رمى عليّ سحره وقال: إن كان كلامي صحيحاً ستستيقظ غداً وقد تحولت إلى قطة.. وفي صباح اليوم التالي حدث ما لم يكن بالحسبان؛ فحين استيقظت الزوجة وجدت بالفعل قطة تنام بجانبها فسقطت من السرير من فرط الرعب والفزع، ثم عادت وركعت أمام القطة تعتذر وتطلب منها الصفح والغفران.. وفي تلك اللحظة بالذات خرج الزوج من خلف الستارة وبيده سيف مسلط !
(إذاً من الذكاء الاتجاه بتفكير الآخرين إلى نهاية تخدم مصالحنا)!!
هذه القصص (مجرد نموذج) لقصص كثيرة ذكية يمكن من خلالها استخلاص عناصر الذكاء ومحاكاتها حتى تصبح عادة وطبعاً دائماً
أنتهى..
<<< مغير لون خطه علشان المنتخب
ههههههههههه