السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعيش النيجر ومع بداية صيف 2005م ظروفاً قاسية بسبب ندرة الأمطار التي أدت إلى نقص حاد في الزراعات ومن ثم الجفاف ناهيك عن غزو أسراب الجراد التي دمرت ما تبقى من الأخضر واليابس، مما استدعى فزعة إنسانية كبيرة من خلال مد يد العون لهذا البلد الإفريقي المسلم من أجل مساعدته على عبور هذه الأزمة القاتلة.
وقد نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر الجاري مقالا للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان حول المجاعة في النيجر ودور المجتمع الدولي لمواجهتها بعنوان "المجاعة في النيجر: كلنا مسؤولون" حيث ذكر في هذا المقال:
"يوم الثلاثاء 23 من أغسطس 2005م في إقليم "زندر" إحدى المناطق الزراعية الرئيسة في النيجر التقيت امرأة شابة في الثالثة والعشرين من عمرها تدعى "ثويبة" كانت تبحث عن مصدر للغذاء ولقد قطعت مسافة 75 كيلومتراً حاملة ابنتها "زليدان" ذات السنتين على يديها بعد أن فقدت من قبل طفلين بسبب الجوع! أما ابنتها التي كانت تحملها فهي في الواقع لا تزن إلا ما يقارب 60% من الوزن الطبيعي لطفل في مثل سنها.
لقد كانت تخشى أن تلقى هذه الطفلة نفس مصير شقيقيها، لن أنسى أبداً تلك النظرات التي كانت تنطلق من عيني الأم، إنها ترجو العالم أن يسمع نداءها، ليس خلال ذلك اليوم فحسب، بل لكل الأشهر والسنوات القادمة.
إن شعب وحكومة النيجر يمران حالياً بمشكلات وتحديات مرعبة: المجاعة والتصحر والجفاف الذي طال أمده، بالإضافة إلى خطر الجراد المهاجر وحتى الأسواق المجاورة التي تعيش حالة فشل تام.
إن هيئات عمومية وجمعيات من المجتمع المدني تتحرك الآن لأجل تقديم يد المساعدة لأشد المناطق تضررًا وللأطفال خصوصاً والضيق الذي انتابني جراء ما رأيت هناك عميق جداً في نفسي إلا أن بعض الإشارات تظهر أن البلد يمكنه أن يتجاوز هذه الأزمة ويعلمنا جميعا أشياء كثيرة.
إنه رغم مجيء الانقاذ متأخراً إلا أن العالم حالياً يهب للنجدة باستثناء أن مظهر تعميم هذه الحالة من انعدام الأمن الغذائي يتهدد ما يربو على عشرين مليون إنسان في كل منطقة الساحل: في جنوب السودان، في إريتريا، في إثيوبيا، في الصومال وفي باقي البلاد الإفريقية جنوباً، إننا لو تحركنا دون تأخر لأمكننا تفادي تكرار مثل هذه الحالة.