السلام عليكم ورحمة وبركاته .
قد بلغ الاهتمام في الإسلام بقول الحق إلى أن جعله من أعظم أنواع الجهاد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ) أخرجه الترمذي . كما حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قول الحق والحذر من السكوت عنه خجلاً من الناس أو حياءً أو حذراً من فوات نفع يطمع أن يناله العبد . فالمسلم الحق هو من أيقن أن قول الحق والصدع به لا يقرب أجلاً قد كتب ولا يمنع رزقاً قد قدر ، كما أن السكوت على الباطل والرضا به مجاملة للناس أو خوفاً منهم لا يزيد العمر ولا يزيد من الرزق ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس : ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك ، وان اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي . إن في قول كلمة الحق تمكيناً لقيم الخير والعدل أن تسود وللباطل والسلوك المنحرف أن يزول . أمّا إذا سكت الناس عن قول الحق واقتنعوا بالتعايش مع الباطل هلكوا وكانوا عرضة لاستبداد أهل الباطل ، وحينها لا ينفعهم التجائهم إلى الله تعالى ودعائهم ، لأنهم لم يعملوا بأمر الله في رفع وإعلان كلمة الحق ومحاربة الباطل ، إن الشجاعة في قول الحق دليل على رسوخ إيمان صاحبه وقوة شخصيته ، فالمسلم الذي يحمل الحق يؤمن أن ما يحمله من الحق يجعله أقوى من الباطل وأعوانه وبالتالي تتصاغر أمامه هيبة الباطل وأعوانه ويعلو هو باعتزازه بإيمانه .
ونسأل الله أن يجعلنا وإياكم مفاتيح خير ومغاليق شر .