19-06-2007, 09:11 AM | #1 | ||||||
|
أبو فراس الحمداني
هو الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون بن الحارث التغلبي الربعي. أبو فراس الحمداني ابن عم سيف الدولة وعامله على منبج. أمير, شاعر, فارس . ولد في الموصل ونشأ يتيما لأن ناصر الدولة, أخا سيف الدولة قتل أباه فكفله سيف الدولة. له وقائع كثيرة, قاتل فيها بين يدي سيف الدولة, وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته, ويقدمه على سائر قومه. قلده منبجا وحران وأعمالها, فكان يسكن منبجا - بين حلب والفرات - ويتنقل في بلاد الشام. وفي معركة جرت مع الروم في (خرشنة) سنة 351هـ أسر أبو فراس ونقل إلى القسطنطينية وبقي في أسر الروم حتى سنة 355هـ. امتاز شعره في الأسر بقصائده التي تسمى (الروميات) , وهي مطبوعة بطابع شخصيته القوية. لم يتناول أبو فراس الأغراض الدينية في شعره إلا في التعبير عن تشيعه لآل البيت. كان الصاحب بن عباد يقول: بدئ الشعر بملك وختم بملك, يريد بذلك امرئ القيس وأبا فراس.. لما توفي سيف الدولة خلفه ابنه أبو المعالي شريف الدولة الحمداني, فاستبد أبو فراس بحمص, فأحدث ذلك بينه وبين أبي المعالي وحشة أدت إلى وقوع الحرب بينهما في موضع يدعى (صدد) بين سلمية وحماة انتهت بمقتل أبي فراس, فقطع رأسه وحمل إلى أبي المعالي وتركت جثته في البرية حتى دفنها بعض الأعراب, وكان أبو فراس خال أبي المعالي, وكان عمره حين قتل 37 عاما. من شعره يناجي حمامة سمع هديلها وهي على شجرة قرب سجنه في القسطنطينية ..
أقـول وقـد نـاحت بقـربي حمامـة=أيــا جارتــا لـو تشـعرين بحـالي أيـا جارتـا, مـا أنصـف الدهر بينن=تعــالي أقاســمك الهمــوم تعـالي معـاذ الهـوى, مـا ذقت طارقة النوى=ولا خــطرت منــك الهمـوم ببـال أتحــمل محــزون الفــؤاد قـواد=عــلى غصـن نـائي المحلـة عـال أيضحــك مأســور وتبكـي طليقـة=ويســكت محـزون وينـدب سـال? لقـد كـنت أولـى منـك بـالدمع مقلة=ولكـن دمعـي فـي الحـوادث غـال وله من قصيدة في الفخر والغزل
أراك عصـي الـدمع شـيمتك الصـبر=أمـا للهـوى نهـي عليـك ولا أمـر? بــلى, أنـا مشـتاق وعنـدي لوعـة=ولكــن مثــلي لا يـذاع لـه سـر إذا الليـل أضـواني بسـطت يد الهوى=وأذللــت دمعـا مـن خلائقـه الكـبر تســائلني مـن أنـت وهـي عليمـة=وهـل بفتـى مثـلي عـلى حاله نكر? فقلـت, كمـا شـاءت وشاء لها الهوى=قتيلــك, قــالت: أيهـم? فهـم كـثر فقلــت لهـا لـو شـئت لـم تتعنتـي=ولـم تسـألي عنـي, وعنـدك بي خبر فقـالت: لقـد أزرى بـك الدهـر بعدنا=فقلـت: معـاذ اللـه, بـل أنت لا الدهر وكتب إلى سيف الدولة وهو في الأسر, وهي من جملة قصائده التي كتبها في بلاد الروم وتعرف بالروميات::
أمـــا لجــميل عنــدكن ثــواب=ولا لمســـيء عنــدكن متــاب? إذا الخــل لــم يهجـرك إلا ملالـة=فليس لـــه إلا الفــراق, عتــاب إذا لــم أجـد مـن خلـة مـا أريـده=فعنــدي لأخــرى عزمـة وركـاب وليس فـراق مـا اسـتطعت فـإن يكن=فــراق عــلى حــال فليس إيـاب صبـور ولـو لـم يبـق منـي بقيـة=قئــول ولــو أن السـيوف جـواب وقــور وأحـداث الزمـان تنوشـني=وللمــوت حــولي جيئـة وذهـاب بمــن يثــق الإنسـان فيمـا ينوبـه=ومـن أيـن للحـر الكـريم صحـاب? وقــد صـار هـذا النـاس إلا أقلهـم=ذئابــا عــلى أجســادهن ثيــاب تغــابيت عـن قـوم فظنـوا غبـاوة=بمفــرق أغبانــا حـصى وتـراب ولـو عرفـوني بعـض معـرفتي بهم=إذا علمــوا أنــي شـهدت وغـابوا إلــى اللــه أشــكو أننـا بمنـازل=تحـــكم فــي آســادهن كــلاب تمــر الليــالي ليس للنفـع مـوضع=لـــدي ولا للمعتفيـــن جناب ولا شـد لـي سـرج عـلى متن سابح=ولا ضــربت لــي بـالعراء قبـاب ولا برقت لي في اللقاء قواطع=ولا لمعت لي في الحروب حراب ستذكر أيامي نمــير وعامر=وكعب, عــلى علاتهـا, وكلاب أنا الجار لا زادي بطيء عليهم=ولا دون مالي فـي الحوادث باب ولا أطلب العوراء منها أصيبه=ولا عورتي للطالبين تصاب هو الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني يعود بعمومته إلى تغلب ولد عام 320 هـ - 932 م، وقيل إنه ولد في الموصل فسماه والده الحارث وكناه بابي فراس "أي الأسد". حين بلغ الثالثة من عمره قُتل والده على يد ابن أخيه حسن الملقب بناصر الدولة أمير الموصل في زمن الراضي بالله الخليفة العباسي ، وذلك حين طمع سعيد بولاية الموصل بدلاً من ناصر الدولة الذي ارتاب بأمر عمه رغم تكتمه فتظاهر بأنه خارج إلى لقائه ، لكنه اتخذ طريقاً غير الطريق التي كان سعيد قادماً منها ، وعندما دخل سعيد إلى المدينة برجاله الخمسين وسار إلى قصر ابن أخيه ، وهذا ما كان يرغب فيه ناصر الدولة ، لأن عمه أصبح في حوزته فأرسل إليه بعض غلمان فقتلوه ونكلوا به . هكذا ربي أبو فراس يتيما تحتضنه أمه ويعطف عليه ابن عمه سيف الدولة أخو ناصر الدولة . وعندما غدا سيف الدولة حاكماً لإمارة حلب اصطحبه معه إليها ليتمرس في العلم والأدب والفروسية. عرفت مجالسه الفارابي ، والمتنبي ، والسري بن أحمد الموصلي ، وأبا الفرج الببغاء ، وأبا فرج الوأواء ، وأبا اسحق ، وإبراهيم بن هلال الصابي لكن سيف الدولة ميز أبا فراس بالإكرام عن سائر قومه ، وقربه منه واصطحبه في غزواته واستخلفه على أعماله فقلده بداية إمارة منبج . ذاق أبو فراس وهو أمير لمنبج مرارة الأسر والغربة وذلك بعد أن نصب له الروم كمينا حين كان في رحلة صيد مع بعض أفراد حاشيته وساقوه أسيراً إلى القسطنطينية عاصمتهم وفرح بهذه الغنيمة ملكها المعروف باسم الدمستق الذي كان قد خسر عدة معارك مع سيف الدولة وأسر خلالها ابن أخت له أبقاه الدمستق رهينة عنده مطالباً بفدية ينوء بها كاهل الملك العربي وأهمها كان مبادلة الشاعر أبي فراس بالأمير الروماني. ويطول صمت سيف الدولة ويمتنع عن افتداء الأسرى فتمتد غربة الشاعر سبع سنوات وتضطرب روحه النبيلة في نفس ظن صاحبها أنه يتفرد لدى أميره ويبرح به الشوق إلى إخوته وموطنه وأصحابه كما يحزنه مماطلة ابن عمه وتحيره وتفقده جَلَده وصبره فأنشد جميل شعره وهو بالأسر بما عُرف بالروميات ويعرف كل من يقرأ هذه القصائد للشاعر أبي فراس أن له نفساً تفيض بالنبل والوفاء وحبًا لا تزعزعه الخيبة ، بل يبعث ماضي الصداقة الوثيقة نسقًا يحافظ على ما نسجته الأيام والقرابة من وشائج بين الفارسين الشاعرين ، لكن الواقع المرير ما يلبث أن يعيد الأحزان عبر وقائع عابرة أهمها وعي الشاعر أبي فراس بتأثير حاشية سيف الدولة عليه وهي خليط من الأعاجم والفرس والترك والحاسدين ، وتكون استجابته لفك اسر أبي فراس بطيئة ، وخاصة عندما كاتب الأسرى صاحب خراسان وغيرها من أصحاب الولايات والبلدان ليقدموا فدية لهم ، فيغضب منهم سيف الدولة وينشد له أبو فراس من جميل شعره :
أَبَى غَرْب هذا الدمعِ إلا تَسَرُّعا =ومكنونُ هذا الحب إلا تَضَوُّعا وكنت أرى أني مع الحزمِ واجدٌ = إذا شئتُ لي ممضىً وإن شئتُ مَرجعاً فلما استمرّ الحبُّ في غُلوائه = رَعَيت مع المِضياعة الحبَّ ما رعى فلما استمرّ الحبُّ في غُلوائه = رَعَيت مع المِضياعة الحبَّ ما رعى فحزني حزنُ الهائمين مُبَرِّحاً = وسِري سِر العاشقين مُضَيَّعاً انتهت حياة الشاعر أبي فراس عام 357 هـ 967 م عن سبعة وثلاثين عاماً مخلفة قصائد شعرية هي عطر ديوان العرب ، قال فيها الصاحب : بدئ الشعر بملك وختم بملك ، ويقصد امرأ القيس وأبا فراس الذي خلدته رومياته وأبقته واحداً من شعراء الحنين والألم الإنساني الشفيف تلوح أطياف روحه في نسيج الشعر العربي عبر الدهور. ودمتو سالمين
|
||||||
|
19-06-2007, 09:36 AM | #2 | ||
|
رد: أبو فراس الحمداني
لاهنت يا مسفر على هذه السيره العطره والدرر عن ابي فراس الحمداني
|
||
|
20-06-2007, 12:15 AM | #3 | |||||||
|
رد: أبو فراس الحمداني
اقتباس:
|
|||||||
|
20-06-2007, 04:24 AM | #4 | ||||||
|
رد: أبو فراس الحمداني
أحسنت أخي الكريم .
|
||||||
|
20-06-2007, 12:16 PM | #5 | ||||||
|
رد: أبو فراس الحمداني
لا هنت على المرور الخفيف اخووي الغالي لا حرمناك ولا عدمنه مرورك الطيب
|
||||||
|
20-06-2007, 10:09 PM | #6 | ||
|
رد: أبو فراس الحمداني
بارك الله فيك اخي الحرجي
|
||
|
22-06-2007, 08:56 PM | #7 | ||||
|
رد: أبو فراس الحمداني
جزاك الله خير ..
|
||||
|
23-06-2007, 06:46 PM | #8 | |||||||
|
رد: أبو فراس الحمداني
اقتباس:
|
|||||||
|
23-06-2007, 06:50 PM | #9 | ||||||
|
رد: أبو فراس الحمداني
ويجازي جيمع المسلمين لا هنت على المرور الطيب لا عدمناك ان شاء الله دمت لنا سالم غانم
|
||||||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||