بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البيان": تراجع العمل الدعوي والخيري السُّني فاخترقت إيران إفريقيا
كشفت مجلة "البيان" في عددها الصادر غرة المحرم 1432هـ المخطط الفارسي الشيعي الإيراني في غزو إفريقيا ، من خلال استخدام إمكانات مالية هائلة ومؤسسات بحثية ، وتمويل للجامعات الإفريقية ، وإقامة المراكز والمستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية ، وشبكة إعلامية ضخمة تضم صحفاً ومجلات ومحطات فضائية وإذاعية. وقالت "البيان" إن حركة التشييع ماضية على قدم وساق في إفريقيا، مشفوعةً بعدد من العوامل المساندة لها، وهو ما وفَّر لها أعداداً تتحدث بعض المصادر أنها 7 ملايين ينتشرون في الغرب الإفريقي، ومليون في غانا وحدها وَفْقاً لتقرير صادر عن بعض دعاتها السُّنة، وبعضها تتحدث عن آلاف عدة في الجزائر (1700 وَفْقاً للكاتب والباحث رضا مالك)، وفي تنزانيا وغينيا وتونس والسودان وكينيا ومصر وغيرها (طبقاً لمصادر أوردتها تفصيلياً في كتاب خريطة الشيعة في العالم)، وجُزُر القُمُر وإريتريا وجنوب إفريقيا. وقالت البيان: لا يمكننا أن نفسر هذا التدفق الدعوي الشيعي إلى إفريقيا في ضوء المعيار الذي ينظر به دعاة التشيع إلى إفريقيا بوصفها أرضاً خصبة فقط لنشر معتقداتهم؛ بل ينبغي أن نستحضر جملة من الأسباب الدافعة إلى هذا الالتفات الإيراني إلى هذه القارة المقهورة، وهي من تحرِّك غيرها من الدول ليس لنشر معتقدات بالضرورة؛ بل إلى الاستثمار والهيمنة وإيجاد موطئ قدم لها على أرض الكنوز الدفينة. مضيفة: إن الاقتصاد غير بعيد عن طموحات إيران في إفريقيا، والسياسة تدفعها إلى محاكاة (إسرائيل) في الاتجاه إلى إفريقيا التي توفر عدداً كبيراً من الأصوات في الأمم المتحدة، وتحرص الدول - ولاسيما الدول ذات السجل الحقوقي والأمني السيئ كـ (إسرائيل) وإيران والصين - على استقطاب أصواتها. هذه إحدى محفزات إيران للاتجاه إلى إفريقيا، وليست طبيعة الإفريقي (المتسامح بشكل عام)، وقدرته على (قبول الطرف الآخر) فقط كما قال سيد أحمد، ولا قدرة المعتقد الشيعي الاثني عشري الذي يمكنه أن يقتات على (مظلومية) الأفارقة الحقيقية التي حفرها (المستعمر) الغربي في الذاكرة الإفريقية بجبروته وطغيانه الفظيع الذي استنزف من إفريقيا الدماء قبل الثروات، وأقام إمبراطورياته الحالية على أكبر تجارة استنزافية في العالم في القرن السابع عشر وما تلاه، وهي تجارة العبيد، قبل أن يتجه إلى استنزاف النفط لدى العرب بعد الثورة الصناعية الكبرى التي لم تعد تحتاج إلى العبيد فـ(حررتهم) قبل قرنين مضيا. وأوردت "البيان" نقاط قوة المخطط الإيراني في إفريقيا في ظل غيابٍ لافتٍ للمعوقات: 1 - الفقر والجهل اللذان تعانيان منهما القارة، ويفسحان المجال للنشاط الدعوي الشيعي القائم على منظومة متكاملة من العمل (الخيري) الطبي، والتعليمي، في بيئة تسمح بتمرير معتقدات شيعية خالصة باسم الإسلام لدى البسطاء ومحدودي الثقافة الدينية. 2 - الإفادة من انتهاء الحرب الإيرانية العراقية أواخر ثمانينيات القرن الماضي في توجيه جزء من عوائد النفط إلى النشاط الدعوي بإفريقيا. 3 - تراجع الدور السياسي العربي في إفريقيا. 4 - استغلال حاجات الدول إلى مساندات سياسية واقتصادية وعسكرية مُلِحَّة. 5 ـ الرضا (أمريكي - فرنسي) عن النشاط الشيعي في دول إفريقية ذات غالبية مسلمة، ولاسيما نيجيريا وغانا وإريتريا وكينيا والسنغال... وغيرها. 6 - أحداث 11 سبتمبر 2001م وما نجم عنها من التضييق الدولي على قطاع العمل الخيري الخليجي (السُّني) وما يرافقه من نشاطات دعوية. 7 - ضعف دور الأزهر في إفريقيا بسبب انكفائه على الداخل وعدم حضوره لاعباً قوياً في إفريقيا مثلما كان في الفترات التي سبقت شيخه الراحل. 8 - إقامة دول عربية علاقات رسمية مع الكيان الصهيوني، وهو ما سمح لحركة التشييع في الإفادة من خيبة أمل بعض المسلمين الأفارقة في تلك البلدان. 9 - حرب لبنان 2006م وما واكبها من صناعة كاريزما خاصة بزعيم حزب الله اللبنـاني (حسن نصر الله). وقالت "البيان" في دراستها الوثائقية التي أعدها الباحث أمير سعيد: هذه المحطات ونقاط القوة تلك قد أفادت منها إيران كثيراً في تعزيز نفوذها بإفريقيا على الأصعدة الرسمية والشعبية، وفي المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، ونستطيع أن نرصد آلياتٍ استخدمتْها القيادة الإيرانية بصورة احترافية واعية أسهمت في صعود (المد الشيعي) في إفريقيا. وأوردت المجلة المجالات التي تعمل من خلالها إيران على تشييع إفريقيا، منها: - إقامة المستشفيات في الدول الفقيرة، كموريتانيا وغينيا ومالي... وغيرها. - إقامة الجمعيات الأهلية المتعلقة بالمرأة (ويحمل كثير منها اسم فاطمة الزهراء ونحو ذلك). - نشر مجلات وقنوات فضائية أو إذاعية، وإقامة الاحتفالات الطائفية (الدينية) المتعددة بشكل علني، والتسويق للمذهب عبر الاحتفاء بآل البيت، والتواصل الجيد مع المسؤولين في الدولة. وتشترك كل الأنشطة الدعوية الإيرانية في إغراء السكان بالمال في قِطاع التعليم والصحة وغيره، كما تعتمد آلية الابتعاث إلى إيران وسوريا للنابغين من طلاب المعتقَد الشيعي.
منقول للفائدة
الموقع الإلكترونى للمجلة
http://www.albayan-magazine.com/