15-08-2005, 11:58 PM | #1 | ||
|
(آل زايد صفوة قبائل الأزد العظيمة)
اليك أخي القارئ دراسة عن تميز قبائل الأزد العظيمة عن باقي قبائل العرب الأخرى الموضوع طويل و يمكنك قراءته بعد الانفصال عن النت. أخوكم في الله العرابي الأزد ومكانتهم في العربية إعداد الدكتور أحمد بن سعيد محمد قشاش المقدمة الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبيه العربي الأمي محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. وبعد، فالأزد جرثومة العرب، بلغوا من المجد قمته، ومن الشرف ذروته، حفظ التاريخ ذكرهم ، ودون مجدهم ، فهم أصحاب الجنتين في مملكة سبأ، وهم سادة العرب وملوكها بعد نزوحهم من اليمن وتفرقهم في أرجاء الجزيرة العربية. وبعد البعثة النبوية كان لهم في الإسلام بادرة عظيمة ومنـزلة شريفة، إذ هم أول القبائل العربية إيمانًا بمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقا برسالته، فآووه في أرضهم، ونصروه بأموالهم وأنفسهم. وهم في الفتوحات الإسلامية أصحاب مواقف مشرفة في رفع راية التوحيد ونشر الإسلام في أصقاع الأرض، ثم كان منهم العلماء والشعراء الذين أثروا الثقـافة العربية والإسلامية. وعُرف الأزد بالفصاحة، فكانوا من أفصح الناس لسانًا، وأعذبهم بيانًا، اعتُمد على لغاتهم في أخذ اللسان العربي، وظهر أثرها الواضح في ألفاظ القرآن الكريم وقراءاته، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما أثر عنهم من أقوال وأشعار وأمثال. كما كانت لغاتهم من مصادر الاحتجاج اللغويّ والنحويّ عند علماء العربية وغيرهم. ولما كان أمرهم كذلك، رأيت أن يكـون بحثي هذا عن (الأزد ومكانتهم في العربية) وقد أدخلت تحت هذا العنوان كل بطون الأزد التي نزحت من موطنها الأول مأرب، وهم أزد السراة، و أزد شنوءة، وأزد غسان، وأزد عمان. وجمعت بين هذه البطون - مع تفرقها في الأوطان المتباعدة - لأمرين: أحدهما: أن هذه البطون- وإن تفرقت وتباعدت - احتفظت في مواطنها الجديدة بكثير من الخصائص اللغوية الواحدة ، ولم يشاركهم فيها أحد من القبائل المجاورة، أو شاركهم فيها قبائل أخرى هاجرت - أيضًا- من بيئتهم اليمنية القديمة، وهي تمثل جميعًا بيئة لغوية واحدة، هي منطقة مأرب وما حولها من بلاد اليمن. ثانيهما: أن كتب التراث تعزو في أحيان كثيرة الظاهرة اللغوية إلى الأزد عامة، ولم يكن بوسعي معرفة أي بطون الأزد سُمِعت منها تلك الظاهرة ، فجعلت العنوان عاماً ليتنظم تحته كل ما عزي إلى الأزد عامة أو إلى أحد بطونهم. وقد سلكت في كتابة هذا البحث منهجًا تاريخيًا وصفيًا، فرجعت في تاريخ الأزد إلى كثير من المصادر التاريخية والجغرافية ، وكتب الأنساب، والتراجم والطبقات. أما لغاتهم فرجعت في جمعها إلى كل ما وقعت عليه يدي من كتب العربية، وكتب القراءات والتفسير والحديث الشريف، بل وكتب الفقهاء والجغـرافيين والمؤرخين، وغيرهم. وخرجت من استقراء هذه المصـادر المتناثرة بمادة وفيرة تمثل لغـات الأزد بكافة مستوياتها (الصوتية والصرفية، والنحوية، والدلالية) وقد بلغت من الكثرة حدًا لا ينهض به بحث واحد كهذا ، بل تحتاج كل ظاهرة منها إلى بحث مستقل يوفيها ما تستحق من الدراسة الشّاملة المتأنّية، من أجل هذا أردت أن يكون هذا البحث مدخلاً لدراسة تلك اللغات، وحافزًا إليها، فاخترت من لغاتهم أمثلة كثيرة متنوعة، تنتظم جميع المستويات اللغوية المذكورة، مع محاولة الربط - ما أمكن - بين هذه اللغات وما هو امتداد لها في لهجاتهم المعاصرة. وقد أقمت هذه الدراسة بعد المقدمة على فصلين وخاتمة وفهرسين. فكان الفصل الأول بعنوان: (تاريخ الأزد) وفيه تحدثت عن أنسابهم، وقبائلهم، وخروجهم من مأرب وتفرقهم في البلدان، وديانتهم في الجاهلية، ثم ذكرت طرفاً من مآثرهم في الجاهلية والإسلام، وأشرت إلى أشهر من برّز من أبنائهم في الثقافة العربية والإسلامية، ثم انتهيت إلى ذكر بعض الأحاديث والآثار والأشعار التي جاءت في فضلهم والثنـاء عليهم. أما الفصل الثاني فكان بعنوان (مكانة الأزد في العربية). وقد ابتدأت هذا الفصل بالحديث عن فصاحة الأزد، وسقت أقوال عدد من العلماء الذين شهدوا لهم بالفصاحة المتناهية ، ابتداء من عصور الاحتجاج وانتهاء بعصـرنا الحاضر. ثم أوردت أمثلة متنوعة تشتمل على جميع المستويات اللغوية في لغات الأزد، حاولت من خلالها إبراز أهمية هذه اللغات، ومدى شيوعها في كتب التراث العربي والإسلامي بعامة. ثم الخاتمة، وقد تضمنت خلاصة للبحث، وأهم نتائجه. أما الفهرسان، فكان أحدهما للمصادر والمراجع، والآخر للموضوعات. والله أسال أن يجعل عملي هذا خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به، إنه خير مسؤول، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيراً. الفصل الأول: تاريخ الأزد المبحث الأول: نسبهم: تنتسب قبائل الأزد جميعًا إلى الأزْد بن الغوث بن نَبْتٍ بن مالك بن زيد بن كَهْلان بن سبأ بن يَشْجُب بن يَعْرُب بن قحطان والأزد لقبه، واسمه دِراء بوزن (فِعَال)، والأزْد والأسْد لغتان، والأخيرة أفصح، إلا أن الأولى أكثر [1]. قال ابن دريد:"اشتقاق الأسْد من قولهم: أسِدَ الرجل يأسَدُ أسْدًا، إذا تشبّه بالأسد" [2]. وفي التصريح: "اختلف في تسميته أزدًا، وأسدًا، فقيل: لأنه كان كثير العطاء، فقيل له ذلك، لكثرة من يقول أسدى إلـيّ كذا، أو أزدى، وقيل لأنه كان كثير النكاح، والأزْد والأسْد النّكاح" [3]. وكان للأزد سبعة أولاد تفرعت عنهم جميع قبائل الأزد، وهم: مازن، ونصر، والهنو، وعبد اللَّه، وعمرو، وقُدار، والأهْيُوب [4]. المبحث الثاني: قبائلهم: يذكر النسابون أن القبائل التي تنتسب إلى الأزد افترقت على نحو ست وعشرين قبيلة، وهي: جَفْنَة، وغسّان، والأوس والخزرج، وخُزاعة، ومازن، وبارق، وألمع، والحَجْر، والعَتيك، وراسب، وغامد، ووالِبَة، وثُمَالة، ولِهْب، وزهران، ودُهمان، والحدّان، وشَكْر، وعَكّ، ودوس، وفَهْم، والجَهاضم، والأشاقر، والقَسامل، والفَراهيد [5]. المبحث الثالث: خروجهم من مأرب وتفرقهم في البلدان: كانت مأرب وما حولها من أرض اليمن الموطن القديم للأزد، حيث كانوا يعيشون في رغد من العيش على ضفاف وادي سد مأرب الشهير، وقد وصف المسعودي أرضهم فقال: "كانت من أخصب أرض اليمن، وأثراها، وأغدقها، وأكثرها جنانًا وغيطانًا، وأفسحها مروجًا، مع بنيان حسن، وشجر مصفوف، ومساكب للماء متكاثفة، وأنهار وأزهار متفرقة" [6] حتى قيل: إن المرأة كانت تخرج وعلى رأسها مكتل، وتسير بين الشجر، فيمتلئ من أنواع الفواكه من غير أن تمسها بيدها [7] ولم يكن بأرضهم بعوض ولا ذباب ولا براغيث ولا عقارب ولا حيّات ولا هوام [8] ، فكانت كما قال اللَّه تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} [9] ولكنهم كفروا بأنعم اللَّه، وأعرضوا عن اتباع رسله، وعبدوا الشمس والكواكب [10] فعاقبهم اللَّه بسيل العرم، فخرّب سدهم، وأتى على أموالهم وزروعهم وبيوتهم فدمرها، كما قال تعالى: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} [11] وقد تفرقوا بعد خراب السّد في البلاد مزقًا، كما قال اللَّه عنهم: {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [12]. وضرب العرب بتفرقهم الأمثال، فقالوا: "تفرقوا أيدي سبأ، وذهبوا أيادي سبأ" [13]. ويرى أكثر المؤرخين أن نزوح الأزد عن مأرب كان قبيل انهيار السد بزمن قليل في عهد عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن نحو سنة 115 قبل الميلاد، على إثر علامات ظهرت لهم تنذر بخرابه [14]. ومن المؤرخين من يرى أنهم نزحوا جميعًا عن مأرب في عهد عمرو المذكور بعد خراب السد، وغرق جناتهم، وذهاب أشجارهم، وإبدالهم خمطًا وأثلاً وشيئًا من سدر قليل [15]. ويشكك الشيخ حمد الجاسر في تحديد رحيل الأزد من اليمن بخراب السد، فيقول: "وانتقال تلك القبائل - أو جلها - من اليمن أمر معقول ومقبول، ولكن كونها انتقلت إثر خراب السد أمر مشكوك فيه، ذلك أن المتقدمين يؤرخون حادثة الخراب بأنها في عصر الملك الفارسي دارا بن بهمن، ودارا هذا هو الذي غزاه الإسكندر الكبير في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد، والأدلة التاريخية والنقوش التي عثر عليها في أمكنة كثيرة في جنوب الجزيرة وشمالها، وفي أمكنة أخرى خارجها، تدل على انتشار كثير من تلك القبائل التي ورد ذكرها خارج اليمن قبل سيل العرم، وليس من المعقول أيضًا أن تلك الرقعة الصغيرة من الأرض، وهي مأرب تتسع لعدد كبير من السكان يتكون من قبائل. والأمر الذي لا ريب فيه أن انتقال تلك القبائل كان في فترات متفرقة، وفي أزمان متباعـدة، فعندما تضيق البلاد بسكانها ينتقل قسم منهم بحثًا عن بلاد تلائم حياتهم" [16]. وذكر الهمداني خبر نزوحهم من مأرب وتفرقهم في البلدان، فقال: "ولما خرج عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء هو ومالك بن اليمان من مأرب في جماعة الأزد، وظهرا إلى مخلاف خولان، وأرض عَنْس، وحقل وصنعاء، فأقبلوا لا يمرون بماء إلا أنزفوه، ولا بكلأ إلا سحقوه لما فيهم من العَدد والعُدد والخيل والإبل والشاء والبقر وغيرها من أجناس السوام، وفي ذلك تضرب لهم الرواد في البلاد تلتمس لهم الماء والمرعى... ثم إنهم أقاموا بأزال وجانب من بلد همدان في جوار ملك حمير في ذلك العصر حتى استحجرت خيلهم ونعمهم وماشيتهم، وصلح لهم طلوع الجبال، فطلعوها من ناحية سهام ورَمِعَ، وهبطوا منها على ذؤال، وغلبوا غافقًا عليها، وأقاموا بتهامة ما أقاموا حتى وقعت الفرقة بينهم وبين كافة عكّ، فساروا إلى الحجاز فرقًا، فصار كل فخذ منهم إلى بلد، فمنهم من نزل السروات، ومنهم من تخلف بمكة وما حولها، ومنهم من خرج إلى العراق، ومنهم من سار إلى الشام، ومنهم من رمى قصد عمان، واليمامة والبحرين... فأما ساكن عمان من الأزد فيحمد وحدّان ومالك والحارث وعتيك وجديد، وأما من سكن الحيرة والعراق فدوس، وأما من سكن الشام فآل الحارث: محرق وآل جفنة ابنا عمرو، وأما من سكن المدينة فالأوس والخزرج، وأما من سكن مكة ونواحيها فخزاعة، وأما من سكن السروات فالحَجْر بن الهنو ولهب وناه وغامد ومن دوس وشَكْر وبارق السوداء وحاء وعلي بن عثمان والنمر وحوالة وثمالة وسلامان والبقوم وشمران وعمرو، ولحق كثير من ولد نصر بن الأزد بنواحي الشحر وريسوت وأطراف بلد فارس فالجويم فموضع الجلندى" [17]. وذكر ابن هشام أنهم ساروا بعد حروبهم مع عك وهمدان إلى نجران، ومنها تفرقوا في البلدان، فسار بنو نصر بن الأزد إلى عمان، ونزل أزد شنوءة أرض شنء، ونزلت خزاعة بطن مرّ، ونزلت قبيلتا الأوس والخزرج يثرب، ونزل بنو همدان بن الأزد بابل بالعراق، وسار بنو جفنة إلى الشام، ونزلوا دمشق وبصرى وغويرًا وحفيرًا، ونزل السراة بنو هبير بن الهبور بن الأزد، وبعض بني نصر بن الأزد [18]. وفي أخبار مكة للأزرقي: أنهم ساروا جميعًا إلى مكة، فقاتلوا جرهمًا بعد أن منعتهم الجوار، فهزموها، ولم يفلت منها إلا الشريد أو من اعتزل القتال، ثم أقاموا بمكة وما حولها حولاً، فأصابتهم الحمى، وكانوا في بلادهم لا يدرون ما الحمى، فدعوا طريفة الكاهنة، فشكوا إليها الذي أصابهم، فأشارت عليهم في ألفاظ مسجوعة بالرحيل إلى عدد من البلدان على نحو ما ذكر ابن هشام [19]. وذكر البكري وياقوت أن خثعم بن أنمار كانت منازلهم جبال السراة وما والاها أو قاربها في جبل يقال له: شنء، وجبل آخر يقال له: بارق، وجبال معهما، حتى مرت بهم الأزد في مسيرها من أرض سبأ وتفرقهم في البلدان، فقاتلوا خثعمًا فأنزلوهم من جبالهم وأجلوهم عن مساكنهم، ونزلها أزد شنوءة غامد وبارق ودوس، وتلك القبائل من الأزد، فظهر الإِسلام، وهم أهلها وسكانها [20]. وحدد الهمداني مواطن الأزد في جبال السراة وذكر بعض القبائل المجاورة لهم، وأشار إلى شيء من مظاهر حياتهم المعيشية كالزراعة والرعي والصيد، فقال: "بطون الأزد، مما تتلو عَنْز إلى مكة منحدرًا: الحجر.. ثم قطع بين الحجر وبين بلاد شَكْر بطنان من خثعم يقال لهم ألوس والفزع فقطعتاه إلى تهامة وسعد الهماهم نزارية، ثم بلد شَكْر سروي، ثم غامد، ثم بلد النمر، ثم بلد دوس، ومن وراء ذلك بلد بجيلة... وبسراة الحجر البر والشعير والبلس والعتر واللوبياء واللوز والتفاح والخوخ والكمثرى والإجاص، والعسل في غربيها والبقر وأهل الصيد، وشرقيها من نجد أهل الغنم والإِبل" [21]. وقال: "سراة الحجر نجدها خثعم وغورهم بارق، ثم سراة ناه من الأزد وبنو القرن، وبنو خالد نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأزد، ثم سراة الحال لشَكْر نجدهم خثعم وغورهم قبائل من الأسْد بن عمران، ثم سراة زهران من الأزد دوس وغامد، والحُر نجدهم بنو سواءة بن عامر وغورهم لهب، وعويل من الأزد وبنو عمرو، وبنو سواءة خليطي والدعوة عامرية، ثم سراة بجيلة" [22]. وقسم بعض العلماء قبائل الأزد إلى مجموعات رئيسة بحسب المواطن التي رحلوا إليها، قال الجوهري: "يقال: أزد شنوءة، وأزد عُمان، وأزد السّراة" [23]. وقال ياقوت: "الأزد تنقسم إلى أربعة أقسام: أزد شنوءة، وأزد السّراة، وأزد غسّان، وأزد عُمان" [24]. فأما أزد السّراة: فهم جميع بطون الأزد الذين نزلوا جبال السّراة، كما جاء في قول الهمداني المتقدم، وقد غلبوا عليها حتى خصهم بها كثير من العلماء [25]، وهم بنو نصر بن الأزد (أزد شنوءة) غامد وزهران ولهب وثمالة وغيرهم، وبطون أخرى من بني مازن بن الأزد، وهم بارق وشَكْر وألمع والأسد بن عمران، وبنو الحجر بن الهنو بن الأزد، وبنو قَرْن بن عبد اللَّه بن الأزد. وأما أزد عمان: فهم بطون من أبناء العتيك بن الأزد بن عمرو مزيقياء من نسل مازن بن الأزد [26]، وبطون من أبناء عمرو بن نصر بن الأزد [27] ولحق بهم من السّراة مالك بن فهم الدوسي، وبطون أخرى من نسل غالب بن عثمان بن نصر بن زهران، وغلب هؤلاء على عمان، فعرفوا هم وأخوتهم من أبناء العتيك بأزد عمان [28]. ورحل كثير من هؤلاء إلى مدن العراق كالبصرة والحيرة والموصل، وكان منهم جَذِيمة الأبرش بن مالك بن فهم، ملك العراق، وأعظم ملوك العرب في الجاهلية [29]، ومنهم من عبر البحر إلى بلاد فارس، وهم من ولد سُلَيمة بن مالك ابن فهم، وسكنوا جبل يقال له: القُفْس، من أقليم كرمان [30]. ويرى بعض المحدثين أن بطون الأزد التي نزحت إلى عمان سموا أزد السّراة [31]. وهذا غير صحيح، لما تقدم من أن أزد السّراة إنما سموا بهذا الاسم، لأنهم نزلوا جبال السّراة ، وأما من نزل منهم بعمان فقد عُرف بأزد عمان ، سواء أولئك الذين هاجروا إليها من مأرب ، أو الذين هاجروا إليها لاحقًا من السّراة. وأما أزد غسّان: فهم أشهر بطون الأزد [32]، وهم خزاعة، والأوس والخزرج، وآل جَفْنة، وبارق، وشَكْر، والعتيك، والأسد بن عمران، وهؤلاء كلهم يجتمعون في عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف من أبناء مازن بن الأزد [33]، وقد استوطنت خزاعة مكة، والأوس والخزرج المدينة، وآل جفنة الشام، وغلب عليهم اسم غسّان، واستوطن العتيك عمان، واستوطن البقية جبال السّراة [34]. قال ابن الكلبي: "غسّان: ماء شربوا منه فسموا به، وهو ما بين زَبِيْد ورِمَع، وهذان واديان للأشعرين" [35]. وقال ابن عبدة النّسّابةغسّان ماء بالمُشَلَّل فمن شرب منه من الأزد أيام تفرقهم بعد سيل العرم فهو غسّاني" [36]. والمشلل: جبل مشرف على قُدَيد قريب من الجحفة ، وهو في طريق السائر من مكة إلى المدينة [37]. أما أزد شنوءة: فقد نزلوا السّراة، وهم أعظم بطون الأزد عددا وأصرحهم نسبًا، قال الخليل: أزد شنوءة: أصح الأزد فرعًا وأصلاً. وأنشد: فما أنتم بالأزد أزد شنوءة ولا من بني كعب بن عمرو بن عامر [38] وشنوءة بالهمز، وشنوّة بتشديد الواو من غير همز، من الشنآن، وهو التباغض، قال ابن دريد: "وبه سمي أبو هذا الحي من الأزد" [39]. وقال أبو عبيد: الشنوءة: الذي يتقزز من الشيء، وبه سمي أزد شنوءة [40]. وقال الخفاجي: سموا بهذا "لعلو نسبهم وحسن أفعالهم، من قولهم: رجل شنوءة، أي طاهر النسب ذو مروءة" [41]. وقال ياقوت: "شنوءة... مخلاف باليمن، بينها وبين صنعاء اثنان وأربعون فرسخًا، تنسب إليها قبائل من الأزد يقال لهم: أزد شنوءة" [42]. وقال العمروي: "شنوءة هي: قبائل الأزد، شربوا من جبال شنء الواقعة في بلاد بني مالك عسير، وهي إلى الشمال من أبها بخمسة عشر كيلاً، وتعرف العيون حاليًا بـ"عيون ابن يعلا، وعين ابن جرادة، وعين ابن مصافح، وعين ابن الغربيين" وتنبع كلها من جبال شنء، وهي مجموعة من الجبال عُرفت في الماضي والحاضر بجبال شنء، وعُرف الذين شربوا منها برجال شنوءة" [43]. واختلفوا في صاحب هذا اللقب على أقوال [44] أرجحها أنه لقب لنصر بن الأزد غلب على بنيه، وهم غامد وزهران ولهب وثمالة وماسخة وراسب وغيرهم، فكل من ينتسب إلى أزد شنوءة فهو من بني نصر بن الأزد بن الغوث [45]. ونزل معظم أزد شنوءة السراة، وشاركهم في منازلهم بالسّراة - كما ذكرنا - بنو الحجر بن الهنو بن الأزد، وبنو قرْن بن عبد اللَّه بن الأزد، وبطون من بني مازن بن الأزد، وهم بارق وشكر والأسد بن عمران، ولذلك عد بعض العلماء بارقًا من أزد شنوءة [46]، ولعل ذلك من باب التغليب لمجاورتهم هؤلاء [47]. وبقي فريق من الأزد في تهامة إلى جانب عكّ ، وسموا (أزد الجيش)، واستقر فريق منهم في الجبال المطلة على تهامة ، وسموا (أزد نجد) جاء ذكرهما في النقوش اليمنيـة [48]، ولم أجد لهما ذكرًا بهذا الاسم في المصادر العربية. المبحث الرّابع: ديانتهم في الجاهلية: كان الأزد في الجاهلية على بقية من دين إبراهيم عليه السلام، فكانوا يعظمون البيت ويطوفون به، ويحجون ويعتمرون، ويقفون بعرفة ومزدلفة، ويهدون البُدَن [49] وكانت تلبيتهم إذا قصدوا مكة: يا رب لو لا أنت ما سعينا بين الصفا والمروتين فينـا ولا تصدقنـا ولا صـلينا ولا حللـنا مع قريش أينا البيت بيـت اللَّه ما حيينا والله لو لا اللَّه ما اهتـدينا نحج هذا البيت ما حيينا [50] وكانت تلبية خزاعة، وهم أحد بطون الأزد: نحن ورثنا البيت بعد عادْ ونحن من بعـدهم أوتادْ فاغفر فأنت غافر وهادْ [51] ويُروى للأوس والخزرج: لبيك حجًا حقًّا تعبـدًا ورقًّـا جئناك للنّصاحة لم نأت للرّقاحة [52] وكان لهم - كغيرهم من قبائل العرب - أصنام يعبدونها لتُقَرِّبهم - كما زعموا - إلى اللَّه زلفى، ومن أشهرها: 1- مَنَاة، وكان يعبده الأوس والخزرج، وأزد شنوءة وغيرهم من الأزد، وكان على ساحل البحر قرب قُديد، وسدنته الغطاريف من الأزد [53]. 2- السّعَيدة: كانت تعبدها الأزد، وكان سدنتها بنو العجلان، وكان موضعها بأحد [54]. 3- ذو الخَلَصَة، قال ابن الكلبي: "وكان مروة بيضاء منقوشة كهيئة التاج، وكانت بتَبَالَة بين مكة واليمن على مسيرة سبع ليال من مكة، وكان سدنتها بنو أمامة من باهلة بن أعصر، وكانت تعظمها وتهدي لها خثعم وبجيلة وأزد السّراة ومن قاربهم من بطون العرب من هوازن" [55]. وقال ابن إسحاق: "وكان ذو الخلصة لدوس وخثعم وبجيلة، ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة" [56]. وفي صحيح البخاري أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة" [57]، أي يعبدونه كما كانوا يعبدونه في الجاهلية. وقد بعث إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد اللَّه البجلي فهدمه [58]. 4- ذو الكَفَّين، وكان لدوس وبني منهب بن دوس [59] وقال ابن حبيب: "وكان ذو الكفين لخزاعة ودوس" [60]. فلما أسلموا بعث النبي صلى الله عليه وسلم الطفيل ابن عمرو الدوسي فحرّقه، وهو يقول: يا ذا الكفين لست من عُبّادكا ميلادنا أكـبر من ميـلادكا إني حشوت النار في فؤادكا [61] 5- ذو الشَّرَى، وكان لبني يشكر بن مُبشّر من الأزد [62] وفي السّيرة لابن هشام [63] عن الطفيل بن عمرو الدوسي أنه كان صنمًا لدوس. 6- عائم، ذكر الكلبي أنه كان لأزد السراة [64]. 7- باجَر، قال ابن دريد: هو صنم كان للأزد في الجاهلية ومن جاورهم من طيئ وقضاعة، وربما قالوا: باجِر بكسر الجيم [65]. المبحث الخامس: مآثرهم في الجاهلية والإسلام: وُصِف الأزد بأنهم من أعظم قبائل العرب وأكثرها بطونًا وأمدها فروعًا [66] وتاريخ الأزد حافل في الجاهلية والإِسلام، ففي الجاهلية - قبل رحيلهم عن مأرب - كانت لهم السّيادة والسّيطرة على أجزاء كثيرة من بلاد اليمن [67]. وبعد تفرقهم ملكوا معظم بلاد الشّام والعراق وعُمان والحجاز والسّروات [68]. ولما كانت البعثة النبوية، ودعا الرسول صلى اللَّه عليه وسلم الناس إلى الإِسلام كان الطفيل بن عمرو الدوسي أول من اعتنق الإِسلام من الأزد، وكان ذلك منه قبل الهجرة، وقد عرض على الرسول - صلى اللَّه عليه وسلم - الإيواء والنصرة [69]. وكان الأوس والخزرج أول القبائل العربية استجابة لدعوته صلى الله عليه وسلم وأول من آواه ونصره، ومن ثم سماهم اللَّه (الأنصار)، وأثنى عليهم في مواضع كثيرة من كتابه الكـريم ، كقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً} [70] وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [71]. وقال صلى الله عليه وسلم: "لو أن الأنصار سلكوا واديًا أو شِعبًا لسلكت في وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار. فقال أبو هريرة: ما ظلم بأبي وأمي آووه ونصروه" [72]. وكان للأزد في الفتوحات الإِسلامية المواقف البطولية المشرفة، والذكر الحسن المعروف، إذ كان منهم: القادة والجند والشعراء الذين دون التاريخ أسماءهم، وسجل أخبارهم، فلهم بسالة مشهودة، وجهاد صادق معهود [73]. وقد برّز من أبناء الأزد رجال كثيرون كان لهم أثر كبير في الثقافة العربية والإِسلامية، منهم: الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه الذي كان أكثر الصحابة - رضوان اللَّه عليهم - رواية لحديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ومُسَدَّد بن مُسَرْهَد شيخ الإمام أحمد، وهو أول من صنّف مسندًا للحديث في مدينة البصرة، والإِمام محمد ابن أحمد الطّحاوي صاحب المصنفات المعروفة، ومن أشهرها شرح معاني الآثار، والخليل بن أحمد مصنف كتاب العين، ومخترع علم العروض، وابن دريد مؤلف معجم جمهرة اللغة، ومحمد بن يزيد المبرد، صاحب كتاب الكامل في اللغة والأدب، والحافظ عبد الغني بن سعيد مؤلف أول كتاب في الموتلف والمختلف من الأسماء والكنى والألقاب، وأبو زيد الأنصاري، وأبو سعيد السكري، وأبو الحسن الهنائي، وغيرهم كثير [74]. كما برّز من أبناء الأزد شعراء فحول ، من أشهرهم في الجاهلية عبد الله بن سلمة الغامدي أحد شعراء المفضليات [75]، وقيس بن الخطيم [76] ، والشنفرى الأزدي، صاحب (لامية العرب) وهي القصيدة التي فاقت بشهرتها الأدبية واللغوية سائر ما نظمه الشعراء الجاهليون ، الأمر الذي أغرى العلماء بشرحها وإعرابها، وقد زادت شروحها عن خمسة عشر شرحًا [77]. وتجاوز الاعتناء بها علماء العرب إلى المستشرقين، فدرسوها ونقلوها إلى لغاتهم، وأهم اللغات التي نقلت إليها الإنجليزية والفرنسية واليونانية والإيطالية والروسية [78]. ومن شعرائهم في الإسلام حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب ابن مالك - رضي الله عنهم أجمعين - والثلاثة - من شعراء الأنصار الخزرجيين الذين أبلوا بلاء حسنًا في الدفاع عن الإسلام والمسلمين ، والرد على شعراء الكفر الكثيرين [79]. وقد ورد في فضل الأزد والثناء عليهم أحاديث وآثار كثيرة، نذكر منها قوله صلى الله عليه وسلم:"الأزد جرثومة العرب فمن أضل نسبه فليأتهم" [80]. وقوله: "الأمانة في الأزد والحياء في قريش" [81]. وقوله:"أتتكم الأزد أحسن الناس وجوهًا، وأعذبها أفواهًا، وأصدقها لقاءً" [82]. وفي خبر قدوم وفد الأزد على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال بعد أن سمع مقالتهم: "حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء" [83]. وعن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه أنه قال: "للأزد أربع ليست لحيّ: بذل لما ملكت أيديهم، ومنع لحوزتهم، وحيّ عمارة لا يحتاجون إلى غيرهم، وشجعان لا يجبنون" [84]. وكان معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه محبًا لهم، معتمدًا عليهم، واثقًا بهم، روى الحارث بن يزيد أنه كتب إلى مسلمة بن مخلد وهو على مصر: "ولا تولّ عملك إلا أزديًّا أو حضرميًّا، فإنهم أهل الأمانة" [85]. وكان أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: "إن لم نكن من الأزد فلسنا من الناس" [86]. وفي حج عام (579ﻫ) وصف الرَّحَّالة ابن جبير أزد السّراة بأنهم أهل صلاح وصدق نية، واعتقاد صحيح، فقال: "فلا تجد لديهم من أعمال العبادات سوى صدق النية، فهم إذا طافوا بالكعبة المقدسة يتطارحون عليها تطارح البنين على الأم المشفقة، لائذين بجوارها، متعلقين بأستارها، فحيثما علقت أيديهم منها تمزق لشدة اجتذابهم لها، وانكبابهم عليها، وفي أثناء ذلك تصدع ألسنتهم بأدعية تتصدع لها القلوب، وتتفجر لها الأعين الجوامد فتصُوب، فترى الناس حولهم باسطي أيديهم مؤمنّين على أدعيتهم، متلقنين لها من ألسنتهم على أنهم طول مقامهم لا يتمكن معهم طواف، ولا يوجد سبيل إلى استلام الحجر" [87]. وبمثل هذا وصفهم الرحالة ابن بطوطة، وأضاف: "وهم شجعان أنجاد، ولباسهم الجلود، وإذا وردوا مكة هابت أعراب الطريق مقدمهم، وتجنبوا اعتراضهم. ومن صحبهم من الزوار حمد صحبتهم، وذُكر أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرهم وأثنى عليهم خيرًا، وقال: "علموهم الصلاة يعلموكم الدعاء" وكفاهم شرفًا دخولهم في عموم قوله صلى اللَّه عليه وسلم: "الإِيمان يمان والحكمة يمانية". وذُكر أن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما كان يتحرى وقت طوافهم، ويدخل في جملتهم ، تبركًا بدعائهم، وشأنهم عجيب كله، وقد جاء في أثر: "زاحموهم في الطواف، فإن الرحمة تنصب عليهم صبًا" [88]. واشتهر أزد شنوءة بكمال الخلقة البشرية. وفي الحديث في حق موسى: "كأنه من رجال شنوءة" [89]. ووُصِف بنو لِهْب من بني نصر بن الأزد بأنهم أعْيَف العرب، ولهم في ذلك أمور عجيبة [90]، وفيهم يقول كثير عزة [91]. وقد ردّ علمُ العائفين إلى لهب تيممت لهبًا ابتغي العلم عندهم كما وُصف بنو ثمالة، وهم إخوة بني لهب، بأنهم أهل رويّة وعقول [92]، وإليهم ينتمي محمد بن يزيد المبرد. وذكرهم الشعراء، فأثنوا على خصالهم الحميدة، قال مُضَرِّس بن دُومي النهدي [93]: إذا الحرب شالت لا قحًا وتحَدَّمَت رأيت وجـوه الأزد فيها تَهَـلَّلُ حيـاء وحفظـًا واصطبارًا وإنهم لها خُلِقوا والصَّبر للموت أجمـلُ وهم يضمنون الجار من كلّ حادثٍ ويمشون مشي الأُسْدِ حين تبسّلُ يُرى جـارهم فيها منيـعًا مكرمًا على كلّ ما حالٍ يُحبُّ ويوصَلُ إذا سِيم جارُ القوم خَسْفًا فجارهم عـزيزٌ حِمَاه في عَمَايةَ يعقِـلُ الفصل الثاني: مكانة الأزد في العربية المبحث الأول: شواهد من أقوال العلماء: كان الأزد، وبخاصة أزد السّراة من أفصح قبائل العرب، شهد لهم بذلك العلماء عبر العصور ، بدءً ا بعصور الاحتجاج اللغوي، وانتهاء بعصرنا الحاضر. قال أبو حاتم السجستاني: نزل القرآن على سبع لغات متفرقة في القرآن الكريم، وهي لغات قريش، وهذيل، وتميم، والأزد، وربيعة، وهوازن، وسعد بن بكر [94]. وقال ابن فارس: "ويروى مرفوعًا أن القرآن نزل على لغة الكعبين: كعب بن لويّ، وكعب بن عمرو، وهو أبو خزاعة" [95]. وخزاعة - كما تقدم - قبيلة أزدية، نزلت بعد نزوحها من اليمن مكة وما جاورها. قال ابن شميل: الخزاعيون من أعرب الناس [96]. ووصف أبو حاتم السجستاني أهل المدينة - وجل أهلها من الأزد، وهم الأنصار - بأنهم فصحاء، لقلة ما يخالطهم من الأعاجم [97]. وقال الخليل بن أحمد: "أفصح الناس أزد السراة" [98]. وقال أبو عمرو بن العلاء: "كنا نسمع أصحابنا يقولون: أفصح الناس تميم وقيس وأزد السّراة وبنو عذرة" [99]. وقال أيضًا: "أفصح الناس أهل السروات، وهي ثلاث:وهي الجبال المطلة على تهامة مما يلي اليمن، أولها هذيل، وهي التي تلي السهل من تهامة، ثم بجيلة، وهي السّراة الوسطى، وقد شركتهم ثقيف في ناحية منها، ثم سراة الأزد أزد شنوءة، وهم بنو كعب ابن الحارث بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد" [100]. ونقل ابن رشيق [101] والسيوطيّ [102] قول أبي عمرو هذا مصدرًا بعبارة: "أفصح الشعراء ألسنًا وأعربهم أهل السروات" ثم ساقا بقية النص على نحو ما أوردنا. وقال المبرد: "حدثني علي بن القاسم الهاشمي قال: رأيت قومًا من أزد السّراة لم أر أفصح منهم، وكانوا يلبسون الثياب المصبّغة، قلت لأحدهم: ما حملك على لبس الثياب المصبّغة؟ قال: ابتغاء الحسن" [103]. وحدد الهمداني القبائل الفصيحة في عصره بقوله: "ثم الفصاحة من العَرْض في وادعة، فجَنْب، فيام، فزُبيد، فبني الحارث، فما اتصل ببلد شاكر من نجران إلى أرض يام، فأرض سنحان، فأرض نهد وبني أسامة، فعَنْز، فخثعم، فهلال، فعامر بن ربيعة، فسراة الحَجْر، فدوس، فغامد، فشَكْر، ففهم، فثقيف، فبجيلة، فبنو علي، غير أن أسافل سروات هذه القبائل ما بين سراة خولان والطائف دون أعاليها في الفصاحة" [104]. ووصف الهجري أزد السّراة بأنهم فصحاء، وأنشد لخمسة عشر شاعرًا منهم [105]. وأثنى ابن جبير على فصاحتهم فقال: "والقوم عرب صرحاء فصحاء جُفاة أصحاء، وأما فصاحتهم فبديعة جدًا... وشاهدنا منهم صبيًا في الحجر قد جلس إلى أحد الحجاج يعلّمه فاتحة الكتاب وسورة الإخلاص، فكان يقول له: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فيقول الصبيهو اللَّه أحد) فيعيد عليه المعلم، فيقول له: ألم تأمرني بأن أقول: هو اللَّه أحد؟ قد قلت) فكابد في تلقينه مشقة، وبعد لأي ما علقت بلسانه. وكان يقول له: "{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}" فيقول الصبي:"بسم اللَّه الرحمن الرحيم، والحمد للَّه" فيعيد عليه المعلم، ويقوله له: "لا تقل: والحمد للَّه، إنما قل: الحمد للَّه" فيقول الصبي: "إذا قلت بسم اللَّه الرحمن الرحيم، أقول: والحمد للَّه، للاتصال، وإذا لم أقل: بسم اللَّه، وبدأت قلت: الحمد للَّه" فعجبنا من أمره ومن معرفته طبعًا بصلة الكلام وفصله دون تعلّم" [106]. وذكر ابن بطوطة، وهو من أعيان القرن الثامن الهجري، أزد السّراة فأثنى عليهم خيرًا، وقال: "وأهلها فصحاء بالألسن" [107]. وربما كان من أسباب ثبات أزد السّراة على فصاحتهم أن جبالهم كانت "أحصن الجبال للدفاع، ورجالها من صفـوة العرب في البأس والبسـالة … ونفرة من الأجانب" [108]. وأرجع الشيخ حمد الجاسر فصاحة سكان السروات "إلى كون بلادهم بعيدة عن الاختلاط بمن ليس عربيًا، فطرق القوافل التجارية وطرق الحجاج الذين يأتون من خارج الجزيرة كلها لا تمر بهذه السروات، ومن هنا قل اختلاط أهلها بالأعاجم فصفت لغتهم وخلصت من العجمة" [109]. وقد بقيت ألسنة القوم فصيحة نقية من شوائب اللحن إلى عهد قريب، ومن شواهد ذلك ما كتبه فؤاد حمزة في كتابه (قلب جزيرة العرب) حيث كتب يقول: "أفصح اللهجات وأقربها إلى الفصحى - فيما نعتقد - هي اللهجات اليمانية الواقعة ما بين جنوبي الحجاز وشمالي اليمن، وكثيرًا ما سمعنا أهل هذه البلاد يلفظون الكلمات من مخارجها الصحيحة، ويتكلمون بما هو أقرب إلى الفصيح من سواه، وبعض البداة من أهل المنطقة يُخرجون جملاً يظن منها الإِنسان أنهم تمرنوا في المدارس على إخراجها على ذلك النحو، بينما أن الحقيقة هي بخلاف ذلك، لأنهم يتكلمون بالسليقة وعلى البديهة فيجيء كلامهم فصيحًا معربًا لا غبار عليه. ويستعملون ألفاظًا نظنها في الأقطار العربية المتمدنة مهملة ومتروكة ولكنهم هم يستعملونها على البداهة" [110]. ونقل الدكتور جواد علي قول فؤاد حمزة المتقدم وذكر أن بعض اللهجات لا تزال باقية على ألسنة أولئك الناس يتكلمون بها على سليقتها الأولى، وقال: "وآسف لأن أقول: إن علماء العربية في الوقت الحاضر، لم يوجهوا عنايتهم نحوها لدراستها قبل انقراضها وزوالها في الوقت الحاضر" [111]. وكتب فيصل الغوري: "بأن لا وجود للغة القرآن التي على أساسها ومنهجها وضعت قواعد اللغة العربية في أية قبيلة من قبائل العرب. وما بوسعنا إلا أن نقول بأن لغات بعض القبائل العربية قريبة بدرجة كبيرة من اللغة العربية القديمة، وعلى هذا السبيل فإن قبائل بلاد غامد وزهران مثال واضح ومميز لمثل هذه القبائل" [112]. كما كتب الأستاذ الأديب سعود السديري أمير منطقة الباحة سابقًا، في مقال نشـره عام (1389هـ) بعنوان (ما أعجبني في منطقة السروات) كتب يقول عن أهلها: "ثم هم فوق ذلك يتمسّكون بالكثير من ألفاظ العربية الفصحى في محادثتهم العامة، وهي ظاهرة تبعث في النفس الاعتزاز، وتؤكد أن ما اعترى لغتنا في بعض المناطق إن هو إلا بسبب الاختلاط بغير العرب، والتأثر بما جلبوه من بضاعة لم تكن منطقة السروات من أسواقها في يوم من الأيام، ولهذا احتفظ أهالي منطقة السروات بالكثير من ألفاظ لغتهم الفصحى، وكم يسر المرء حينما يرى طفلاً صغيرًا يشـير إلى المؤنث القريب بقولـه: (تي) أو طلب حاجة من الآخر فيقول: (هب لي هذا) أو يستمع إلى المتكلم العادي عن شجرة العنب فيقول: (حَبَلَة) أو المكان المنخفض فيقول: (الوَهْدَة) أو المكان المرتفع فيقول: (الرَّهْوَة أو الشَّعَف) أو الطريق فيقول: (السُّبْل)أو كبير القرية وهو الذي دون شيخ القبيلة فيقول: (العَرِيف) أو الجبل الغليظ المنقاد في الأرض الذي يصعب صعوده فيقولالعِرْق)أو عن دعوته إلى الآخر ليقترب فيقولهَلُّم)إلى غير ذلك من الألفاظ العربية المحضة التي تأتي دونما تكلف أو تقعّر" [113]. وهكذا.. حتى جاءت الأزمنة الأخيرة، حيث انتشرت وسائل الحضارة الحديثة، وكثر الاختلاط بين سكان الجزيرة شرقها وغربها، وقويت صلتهم بالعالم خارج جزيرتهم، وتمكن الأجانب من الوصول إلى هذه البلاد، وتعلم أهلها في مدارس خارجها، واختلطوا بغيرهم، فتغيرت لغتهم، إلا أنه تغيّر لا يبعد كثيرًا عن العربية الفصحى، ولعلها ما تزال أقرب اللغات إلى الفصحى في سائر الجزيرة العربية [114]. أولئك أزد السراة، أما أزد عمان، وأزد غسّان، فلم يأخذ عنهم اللغويون حين بدأوا في تدوين اللغة، كما لم يأخذوا عن قبائل أخرى لاختلاطها بأمم غير عربية، وفي ذلك يقول أبو نصر الفارابي: "الذين عنهم نقلت اللغة العربية، وبهم اقتدي، وعنهم أخذ اللسان العربي من بين قبائل العرب، هم قيس وتميم وأسد، فإن هؤلاء هم الذين عنهم أكثر ما أخذ ومعظمه، وعليهم اتكل في الغريب، وفي الإِعراب والتصريف، ثم هذيل وبعض كنانة، وبعض الطائيين، ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم. وبالجملة فإنه لم يؤخذ عن حضريّ قط، ولا عن سكان البراري ممن كان يسكن أطراف بلادهم التي تجاور سائر الأمم الذين حولهم. فإنه لم يؤخذ لا من لخم، ولا من جذام، فإنهم كانوا مجاورين لأهل مصر والقبط، ولا من قضاعة، ولا من غسّان، ولا من إياد، فإنهم كانوا مجاورين لأهل الشام، وأكثرهم نصارى، يقرأون في صَلاتهم بغير العربية، ولا من تغلب، ولا من النمر، فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين لليونانية، ولا من بكر لأنهم كانوا مجاورين للنبط والفرس، ولا من عبد القيس، لأنهم كانوا من سكان البحرين مخالطين للهند والفرس، ولا من أزد عمان، لمخالطتهم للهند والفرس، ولا من أهل اليمن أصلاً، لمخالطتهم الهند والحبشة، ولولادة الحبشة فيهم، ولا من حنيفة وسكان اليمامة، ولا من ثقيف وسكان الطائف، لمخالطتهم تجار الأمم المقيمين عندهم، ولا من حاضرة الحجاز، لأن الذين نقلوا اللغة صادفوهم حين ابتدأوا ينقلون لغة العرب قد خالطوا غيرهم من الأمم، وفسدت ألسنتهم" [115]. وقد عزل اللغويون بهذا المنهج الذي سلكوه في مجال الاستشهاد معظم القبائل العربية، وفي ذلك تحجير لواسع، لأن القبائل التي اعتمدوا عليها في الأخذ لا تمثل إلا جزءًا ضئيلاً من القبائل العربية، وحجتهم في ذلك أن لهجات تلك القبائل غير فصيحة. لأنهم كانوا يجاورون الأمم حولهم، فهم مختلطون بالأجانب، ولكن يقف في سبيلهم أنهم عدوا قريشًا أفصح العرب، وأن لهجاتها فصيحة مع اتصالها بكثير من الأمم الأجنبية في رحلاتها التجارية صيفًا وشتاء، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم. ولهذا السبب طعن الدكتور أحمد علم الدين الجندي في هذا المنهج الذي سلكه اللغويون في الاحتجاج بلغات العرب، وأضاف إلى ذلك سببين آخرين: أحدهما: أن لغات هذه القبائل التي رفض الرواة الأخذ عنها موجودة في القرآن الكريم، ومثل بعدد من اللغات، منها لغة غسّان، وأزد عمان. ثانيهما: أن بعضًا من أئمة العربية قد استشهد بلهجات هذه القبائل، ومنهم ابن مالك حيث اعتمد على لغات لخم وخزاعة وقضاعة [116]. وليس معنى هذا التقليل من جهود أولئك العلماء الذين تكبدوا المصاعب، وعرضوا أنفسهم للمخاطر وهم يشافهون الأعراب الفصحاء في بواديهم النائية، ولكن سلامة المنهج كانت تقتضي منهم أن يأخذوا من جميع القبائل العربية، لا سيما تلك التي تمثلت لغاتها في القراءات القرآنية، والأحاديث النبوية، وكلام العرب شعرًا ونثرًا، ثم يعرضوا جميع ما يأخذونه للموازنة والاختيار والتقعيد، ولو أنهم فعلوا ذلك لأفادوا العربية إفادة كبيرة، وسلموا من الوقوع في محاذير لم يقصدوها، جرّها عليهم ذلك المنهج الضيّق، ومن ذلك طعنهم في بعض القراءات القرآنية التي تمثل لهجات عربية لم يعتدوا بها [117]. المبحث الثاني: شواهد من لغاتهم: حفلت كتب اللغة والنحو والقراءات والتفسير بمادة وفيرة من لغات الأزد، وكانت مصدرًا مهمًا من مصادر الاحتجاج اللغوي والنحوي عند علماء العربية وغيرهم. وسأكتفي في هذا المبحث بضرب أمثلة لعدد من الظواهر التي اتسمت بها هذه اللغات، وذكرها العلماء معزوة إليهم، ليبرز لنا من خلالها أهمية لغات الأزد وأثرها في العربية، وذلك من غير ما إسهاب وتفصيل، إلا ما احتاج إلى شيء من التوضيح، فليس غرضي في هذا المبحث دراسة ما كانت تتسم به هذه اللغات من ظواهر صوتية، أو نحوية، أو ظواهر البنية أو الدلالة دراسة تحليل وتعليل، فهذا مما يضيق عنه هذا البحث، إذ تحتاج كل ظاهرة منها إلى بحث مستقل. وفيما يلي شواهد تمثل لغاتهم على المستويات الآتية: 1- المستوى الصوتي: روي عن أزد السّراة أنهم كانوا يسكّنون هاء الغائب المتحرك عند الوصل، كقولهم في (لَهُ مالٌ)لَهْ مالٌ).قال الأخفش: "وهـذا في لغـة أزد السّـراة كثير" [118].واستشهد هو وغيره بقول يعلى الأزدي: فظَلْتُ لدى البيت العتيق أخِيلَهُ ومِطْواي من شوقٍ لَهْ أرِقَانِ واستشهدوا بهذه اللغة على قـراءة ابن عباس (رضي الله عنهما) {ونادَى نُوحٌ ابْنَهْ} [119] بإسكان الهاء. وإذا كانت الفصحى تقف على المنون بإبدال تنوينه ألفًا، إن كان بعد فتحة، وبحذفه إن كان بعد ضمة أو كسرة بلا بدل، فإن أزد السّراة يقفون بإبدال التنوين ألفًا بعد الفتحة، وواوًا بعد الضمة، وياء بعد الكسرة، فيقولون: رأيت زيدا، وهذا زيدو، وهذا عُمَرو ، ومررت بزيدي، وبعمري. عزا هذه اللغة إليهم سيبويه، وقال: "جعلوه قياسًا واحدًا، فأثبتوا الياء والواو كما أثبتوا الألف" [120]. وهو قياس طريف له وجه مقبول، ووصْفُ ابن الشجري لهذه اللغة بالرداءة، وتعليل ذلك بثقل الواو والضمة، والياء والكسرة، ولالتباس الياء في نحو: مررت بزيدي وبغلامي بياء المتكلم [121] ، لا يقدح في فصاحة هذه اللغة. قال السيوطيّ: "وكأن البيان عندهم أولى، وإن لزم الثقل" [122]. ولعلهم - أعني: أزد السّراة - قد حذفوا التنوين في الرفع والجر على القياس من كلام العرب، ثم أشبعوا الضمة فتولد عنها واو، وأشبعوا الكسرة فتولد عنها الياء. والإشباع ظاهرة تكاد تكون مطردة في لغاتهم، كقول الشنفرى الأزدي [123]: أو الخَشْرَمُ المبعوثُ حَثْحَثَ دَبْرَهُ محابيضُ أرساهنَّ شارٍ مُعَسَّلِ قال الزَّبيدي: "أشبع الكسرة في محابضَ فولّد ياء ، وأراد بالشّاري الشّائر فقلبه" [124]. ولا تزال هذه الظاهرة باقية إلى اليوم في أزد السراة، فأنت تسمعهم يقولون في أخذتُه للمتكلم، وأعطيتَه للمخاطب ،وأعطيتِه للمخاطبـة: "أخذتُوه، أعطيتَاه، أعطيتِيه". أشبعوا الحركات الثلاث فتولد عنها حروف المد الثلاثة [125]. وقد استشهدوا بهذه اللغة على كتابة (مُحِلّي) بالياء، والوقـوف عليه بها في قوله تعـالى: {غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} [126]. وتكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم في مخاطبة امرأة، فقال: "لو راجعتيه فإنه أبو ولدك" [127]. ومن الظواهر الصوتية التي عزيت إلى الأزد ظاهرة الإتباع، وهو ضرب من تأثر الحركات المتجاورة بعضها ببعض، وغايته تحقيق الانسجام بين الأصـوات، كقولهم: (الحَمْدِ لله) بكسر الدال إتباعًا لكسرة اللام ، أو (الحمدُ لُلَّـه) بضم اللام إتباعًا لحركة الدال [128]. وغلَّط كثير من النحاة واللغويين [129] قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع قوله تعالى:{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ} [130] بضم التاء إتباعًا لحركة الجيم. وذكر ابن الجزري أن هذه القراءة جاءت على لغة أزد شنوءة، ومن ثم رد على من طعن في صحتها، بقوله: "إن أبا جعفر إمام كبير، أخذ قراءته عن مثل ابن عباس وغيره، كما تقدم، وهو لم ينفرد بهذه القراءة، بل قد قرأ بها غيره من السلف، ورويناها عن قتيبة عن الكسائي من طريق أبي خالد، وقرأ بها أيضًا الأعمش، وقرأنا بها من كتاب المبهج وغيره، وإذا ثبت مثله في لغة العرب فكيف ينكر؟" [131]. أضف إلى ذلك أن القراءة سنة متبعة، فمتى صحت، ونقلت نقلاً صحيحًا، وجب قبولها، ولا عبرة بكونها جاءت على غير ما هو مشهور في لغة العرب، فالقواعد التي اصطلح عليها علماء العربية لا ينبغي أن تكون هي الحكم في القراءة، بل العكس هو الصحيح [132]. وإذا كان الهمز ليس من لغة الفصحاء ، كما قال الهجري [133]، فإن قبائل الأزد عامة تميل إلى التخلص من الهمزة أنى وقعت، في أول الكلام أو في وسطه أو في آخره. روى أبو زيد عن أهل المدينة - ومعظم أهلها من الأزد - أنهم لا ينبرون [134]. ولما حج المهدي، وقدّم الكسائي يصلي بالمدينة فهمز، فأنكر أهل المدينة عليه، وقالوا: تنبر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن [135]؟. وروي عن الأنصار في قول العرب: "رجل وائل: رجل آيل" [136]. كما روي عنهم أيضًا أنهم يقولون: بدينا في معنى بدأنا [137]. قال شاعرهم عبد الله بن رواحة رضي الله عنه [138]: باسم الإله وبه بدينا ولو عبدنا غيره شقينا وأرجأت الأمر وأرجيته لغتان ، عزيت الأخيرة إلى الأزد، ووصفت بأنها لغة جيدة [139]. وبها قرأ نافع وأهـل المدينة قوله تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} [140] بغير همز. ومن هذا ما روي عن خزاعة أنهم يقولون: (لحم مُهَرّد) بدل (مُهَرّأ) [141] تخلصوا من الهمزة بإبدالها دالاً. ومن الظواهر الصوتية التي عزيت إلى الأزد أيضًا ظاهرة الاستنطاء [142]، وهي عبارة عن جعل العين الساكنة نونًا إذا جاورت الطاء، ومثلوا لها بالفعل (أنطى) بدلاً من (أعطى). ومن شواهدها: ما روته أم سلمة - رضي الله عنها – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {إنّا أنْطَيناكَ الكَوْثر} [143].وقرأ بها الحسن البصري وطلحة بن مصرف وابن محيصن والزعفراني [144]. كما قرأ ابن مسعـود والأعمـش: {وأنطاهم تقواهـم} [145] في قوله تعـالى: {وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [146] 2- المستوى الصرفي: حكى الفراء "أن من العرب - وهم قليل - من يقول في المتكبِّر: متكبَّر، كأنهم بنوه على يتكبَّر. وهو من لغة الأنصار ، وليس مما يبنى عليه. قال الفراء: وحدثت أن بعض العرب يكسر الميم في هذا النوع إذا أدغم ، فيقول: هم المِطَّوِّعة والمِسَّمِع للمستمع ، وهم من الأنصار، وهو من المرفوض" [147]. والبُخَل والبَخَل بفتحتين، لغتان، الأخيرة لغـة الأنصار، وقرئ بها قوله تعالى: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} [148]. وروى الهجريّ عن ابن عَلْكَم: إن ثمالة وأهل السّراة كلهم يقولون: التِّرِحَّاب والتِّحِبَّاس والتِّفِرَّاق، يجئ هذا في التَّفَعُّل والتَّفْعِيل. يشاركهم في ذلك فَهْم وعدوان، وخَثْعَم ونَهْد وفصحاء مَذْحِج [149]. قلت: ولا يزال هذا الاستعمال مسموعًا إلى اليوم في سراة غامد وزهران وبني عُمَر. وفُعَّال من صيغ المبالغة التي تواتر عزوها إلى أزد شنوءة، وبها قرئ قوله تعـالى: {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [150] قال العكبريّ: "وهي لغة جيدة للمبالغة" [151]. والأزد ينسبون إلى سَلِيمة (سَلِيمي)، وغيرهم يقـول: سَلَمي، وهو القياس [152]. والقلب المكاني هو حلول أحد الصوتين المتجاورين محل الآخر، ومن أمثلته في لغات الأزد قولهم: (الصّلت) في اللصت. ذكره أبو عمرو الشيباني [153]، والصّغاني [154]. وأما ما جاء عنهم في الأفعال فقد قرئ قوله تعالى: {إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً} [155] بكسر الدال ، على لغة أزد السراة [156]، يقولون: دِمت تَدام، مثل خِفْت تخاف [157]. وهو القياس. وتميم تقول: دِمت بكسر الدال تَدُوم ، وهو شاذ [158]. وحضَرت الصلاة بالفتح، وحضِرت بالكسر، لغتان، والأخيرة لغة أهل المدينة، عزاها إليهم الخليل وقال: وكلهم يقولون في المضارع: تحضُر، بضم عين الفعل [159]، أي على القياس. ومن الظواهر التي جاء لها شواهد في أشعار الأزد وكلامهم حذف بعض أصوات الكلمة، فراراً من كراهة توالي الأمثال، أو إيثاراً للسهولة والسرعة في النطق ، فالأول مثل قول الشنفرى الأزدي [160]: وظَلْتُ لفتيانٍ معي أتّقيهم بهنّ قليلاً ساعةً ثم خيّبوا ومثله قول حاجز بن عوف الأزدي[161]: سألتُ فلم تكلّمني الرُّسُومُ فظَلْتُ كأنّني فيها سَقِيمُ ومثله أيضاً قول يعلى الأزدي[162]: فظَلْتُ لدى البيتِ الحرام أشيمُهُ ومِطْواي من شوقٍ لَهْ أرِقَانِ حذفوا إحدى اللامين عند إسناد الفعل إلى تاء الفاعل، والأصل (ظَلَلْتُ)، وقد نزل القرآن الكريم بهذه اللغة، مثل قوله تعالى: {وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً} [163] وقوله تعالى: {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} [164]. ومن الثاني ماروي عن الشنفرى بعد أن أُسر، وقال له رجل من بني سلامان من الأزد: "أأطرفُكَ؟ ثم رماه فقتله. فقال الشّنفرى: كاك كنا نفعل بكم. يريد كذاك كنا نفعل بكم" [165]. ومثل ذلك قوله في لامية العرب [166]: فإن يكُ من جِنٍّ لأبرَحُ طارقًا وإن يكُ إنسًا ما كها الأنس تفعلُ قال مؤرج السدوسي: "أراد ما كهذا تفعل الإنس" [167]. وهذه الظاهرة تذكرنا بقُطْعة طيئ المشهورة، وهي عبارة عن قطع اللفظ قبل تمامه ، كقولهم: يا أبا الحكا، وهم يريدون يا أبا الحكم [168]. 3- المستوى النحوي: المشهور في العربية الفصحى إفراد الفعل مع الفاعل سواء كان مفردًا أو مثنى أو جمعًا ، فيقال: قام زيد، وقام الزيدان، وقام الزيدون، إلا في لغة أزد شنوءة فإنهم يطابقون بين الفعل وفاعله، فيلحقون علامة تثنية للفاعل المثنى، وعلامة جمع للفاعل المجموع [169]، ورويت كذلك عن طيئ وبني الحارث بن كعب [170]، وكلهم قحطـانيون من اليمن [171]. والنحويون يسمونها: "أكلوني البراغيث" [172]وسماها ابن مالك [173] لغة "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار" [174]. قال السُّهيليّ: "ألفيت في كتب الحديث المروية الصحاح، ما يدل على كثرة هذه اللغة وجودتها" [175]. وقال الشهاب الخفاجيّ: "وقد وقع منها في الآيات والأحاديث، وكلام الفصحاء ما لا يحصى" [176]. ومن شواهـدها في القـرآن الكـريم قوله تعـالى: {ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ} [177]. وقوله: {لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً} [178] وقوله: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [179]. ومن الحديث ما تقدم. ومن الشعر قول أمية بن أبي الصلت [180]: يلومونني في اشتراء النّخيـ ـيـلِ أهلي فكلُّهم ألومُ وقول مجنون ليلى[181]: ولو أحدقوا بي الإنسُ والجنُّ كلّهم لكي يمنعوني أن أجيـكِ لجيتُ وقول الآخر[182]: نصروكَ قومي فاعتززتَ بنصرهم لو أنهم خـذلوك كنتَ ذليلا ومن الجدير بالذكر أن ظاهرة مطابقة الفعل لفاعله ظاهرة مطردة في اللغات السامية أخوات العربية، وهي العبرية والآرامية والحبشية والأكادية، وقد تخلصت العربية الفصحى منها رويدا رويدا، وبقيت بعض أمثلتها حية في لغة أزد شنوءة وطيئ وبني الحارث بن كعب [183]. ولا تزال هذه اللغة تسمع - إلى اليوم - في مناطق كثيرة من السّراة، فتسمعهم يقولون: "خرجوا الجماعة من المسجد"، و"نجحوا أولادك" فيلحقون واوًا علامة للجمع، وهذا شأنهم أبدًا، لا ينطقون الفعل مفردًا إذا كان الفاعل جمعًا. ويتعدى الفعل (زَوّجَ) بنفسه عند جمهور العرب ، فيقولون: تزوجت امرأة، إلا في لغة أزد شنوءة، فإنهم يعدونه بالباء فيقولون: تزوجت بامرأة. عزاها إليهم الفراء [184]، واستشهد عليها بقوله تعالى: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [185]. ومن الظواهر التي يمكن إلحاقها بما نحن فيه ما حكاه الفراء أيضًا من أن (الزوج) يقع على الذكر والأنثى، قـال: "وهذا قول أهل الحجاز، قال الله عز وجل:{أمْسِكْ عَليكَ زَوجَكَ} [186] وأهل نجد يقولون: زوجة، وهو أكثر من زوج، والأول أفصح عند العلماء" [187]. وفي (الحجة) لأبي علي عن الكسائي عن القاسم بن معن أنه سمع من أزد شنوءة (زوجة) بالتاء [188]. ويناقض هذه الرواية ما أورده ابن فارس رواية عن الكسائي عن القاسم بن معن أيضًا أن (زوج) في قوله تعالى:{اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [189] لغة لأزد شنوءة [190].ويمكن الجمع بين هاتين الروايتين بأن أزد شنوءة جمعوا في كلامهم بين اللغتين، فسمعها القاسم بن معن من بعضهم مؤنثة بالتاء، ومن آخرين بدون تاء. ويقال فيما زاد على العشرة من ألفاظ العدد إذا صيغ على (فاعل): حادي عشر، وحادية عشرة، والأصل: واحد عشر، وواحدة عشرة [191]. وحكى الكسائي أنه سمع هذا الأصل من الأزد [192]. قال أبو حيان: "وهذا هو القياس، إذ فعله وَحَدَ يَحِدُ ، وأما حادي فمقلوب من واحد، جُعلت فاؤه مكان لامه، فانقلبت ياء لكسرة ما قبلها، وجُعلت عينه مكان فائه" [193]. 4- المستوى الدلالي: إذا كانت لغات الأزد قد أمدت العربية بمادة وفيرة على المستوى الصوتي والصرفي والنحوي ، فقد أمدتها كذلك بمعين متدفق من الألفاظ ذات الدلالات المختلفة عن نظائرها في لغات العرب ، وتعد المادة الدلالية في لغات الأزد كبيرة إذا ما قيست بغيرها من اللغات العربية الأخرى، فلا يكاد يخلو مصدر من مصادر التراث العربي من إشارة أو أكثر إلى إحدى الدلالات اللغوية المعزوة إليهم. وفيما يلي أمثلة مختارة لعدد من الألفاظ الدلالية المعزوة إلى الأزد أو إلى أحد بطونهم، مع بيان معناها في لغات الأزد، ومعناها في العربية المشتركة، وستكون متنوعة بحيث تنتظم الظواهر الدلالية المختلفة من ترادف وتضاد ومشترك لفظي: اللفظ معناه في لغات الأزد معناه في العربية المشتركة آلَ[194] نجا رجع الأجِيل[195] الشَّرَبة، وهو الطين يجمع حول النخلة، كالحوض وتسقى فيه الماء المستنقع في الحوض الأُرْعُوّة[196] نِير الفدّان يحترث بها، وهي الخشبة المعترضة على عنقي الثورين المقترنين - [197] الأكّار[198] الخبير، وهو من يزرع على النصف أو الثلث الحرّاث الأُمّ[199] رأس القوم وولي أمرهم الأمّ المعروفة الأُمَّة[200] السنين. وفُسِّر به قوله تعـالى: {إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ}[201] الشرعة والدين ، والقرن من الناس البَعْل[202] الرَّب. وفُسِّر به قـوله تعـالى {أَتَدْعُونَ بَعْلاً}[203] الزوج البَوَار[204] الفسـاد والهلاك. وفُسـِّر به قوله تعالى: {وَكَانُوا قَوْماً بُوراً}[205] الكساد الجَعْب[206] البَعْر نفسه الكثيبة من البَعْر الخَزُومة[207] البقرة البقرة، وقيل: هي المسنة القصيرة من البقر الخَمْر[208] العنب. وفُسِّر به قوله: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً}[209] ما أسكر من عصير العنب أو غيره التَّخَوّف[210] التَّنقص. وفُسِّر به قـوله تعـالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ}[211] الخوف من الشيء الرِّزْق[212] الشكر. وفُسِّر به قـوله تعـالى:{وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}[213] عطاء الله الرُّكَب[214] الضرب بالرُّكْبة ، وكنيتها في لغتهم (أم كيسان) جمع الرُّكْبة المعروفة الرَّمْد[215] الكبير الهلاك الزَّفْن[216] عسيب من عُسب النخل يضم بعضه إلى بعض، ويتخذ منه ظُلَّة تقي الحَرَّ الرّقص واللعب الزَّقُّوم[217] شجرة ذَفِرة مُرّة، لها ورق قبيح جداً طعام فيه تمر وزبد أصَاب[218] أراد. وفُسِّر به قـوله تعـالى: {تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ}[219] لم يخطئ المعَاذِير[220] السُّتور. وفُسِّر به قوله تعـالى: {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}[221] الحُجَج العَسَق[222] العُرْجُون القديم اللّزْق والملازمة المُعْصِر[223] المرأة التي ولدت أو تعنّست المرأة التي دنت من الحيض العَضْل[224] الحبس والمنع. وفُسِّر به قوله تعالى: {فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ} - العَوَان[225] النّخلة الطويلة المرأة المسنة غير الهرمة المُدْية[226] السِّكين - الفُرْهود[227] ولد الأسد الممتلئ الجسم التَّفَكه[228] التَّندم التَّعجب فَدَّكَ القطن[229] نفشه - الفُرْعُل[230] الضَّبُع ولد الضَّبُع الفُوْم[231] السُّنْبُل الزَّرْع أو الحنطة القَوْس[232] الذِّراع القوس المعروفة اللِّين[233] النّخل الدّقل من النّخل المِطْو[234] الصّديق عِذْق النّخلة، وسَبَل الذّرة الخاتمة الأزد ومكانتهم في العربية، هو عنوان هذا البحث الذي سلكت في كتابته منهجًا وصفيًا تاريخيًا ، فاقتضى هذا المنهج تقسيم البحث إلى فصلين ، عرفت في الفصل الأول بنسب الأزد، وقبائلهم، وتحدثت فيه عن تاريخ نزوحهم من اليمن إثر حادثة سيل العرم أو قبلها بقليل، ثم أشرت إلى مواطنهم الجـديدة داخل الجزيرة العربية، وخارجها. وأشرت إلى تقسيم بعض العلماء للأزد إلى أربع مجموعات كبيرة، تضم جميع بطون الأزد، وهم: أزد السراة، وأزد شنوءة، وأزد غسّان ، وأزد عمان. ونبهت إلى أن أزد السّراة هم جميع بطون الأزد التي استوطنت جبال السراة، وليس كما ذهب بعض المعاصرين - خطأ - إلى أن أزد السّراة هم جميع بطون الأزد التي رحلت إلى عمان. ثم تحدثت عن ديانتهم في الجاهلية، فذكرت أنهم كانوا على بقية من دين إبراهيم - عليه السلام - فكانوا يحجون ويعتمرون ويهدون البُدن، ولكنهم - مع ذلك - كانوا مشركين يعبدون الأصنام كغيرهم من قبائل العرب. ثم وقفت على جوانب مهمة من تاريخهم المشرق، فذكرت أنهم كانوا أول القبائل العربية إيمانًا بالرسالة المحمدية، وأول من آوى الرسـول صلى الله عليه وسلم ونصره. ثم تحدت عن إسهامات بني الأزد في الثقافة العربية والإسلامية، فذكرت عددًا من علمائهم الذين كان لهم فضل السبق والريادة في كثير من العلوم. ولم أغفل دورهم في إثراء الثقافة الأدبية، فذكرت عددًا من شعرائهم المشاهير في الجاهلية والإسلام، وأبنت عن القيمة الأدبية العالية التي حظيت بها قصائد بعض شعرائهم، كقصيدة الشنفرى، المعروفة بـ(لامية العرب). وكي لا يكون حديثي عن مكانة الأزد وفضلهم خلوًا من الدليل، فقد سقت عددًا من الأحاديث والآثار وأقوال العلماء تدل في مجملها على فضلهم وما اتصفوا به من خصال حميدة، كالصدق والأمانة والشجاعة والإخلاص. أما الفصل الثاني فقد تحدثت فيه عن مكانة الأزد في العربية، فعمدت أولاً إلى ذكر شواهد من كلام العلماء، تذكر أنهم من أفصح العرب، بل نقلت كلامًا للخليل بن أحمد وأبي عمرو بن العلاء والمبرد أجمعوا فيه على أن أزد السّراة هم أفصح العرب قاطبة. وذكرت أن فصاحتهم تلك بقيت إلى أزمنة قريبة غضة نقية من شوائب اللحن ، ونقلت - تصديقًا لذلك - شواهد حية من كلام علماء شافهوا أولئك القوم في عصور مختلفة تلت عصور الاحتجاج حتى عصرنا الحاضر. ثم أشرت إلى ما أصاب لغتهم - في الوقت الراهن - من هجنة اللحن البغيض ، وذكرت أسباب ذلك، وانتهيت إلى أنها لا تزال من أقرب اللغات إلى الفصحى في أرجاء الجزيرة العربية. ثم أشرت إلى منهج اللغويين في إغفال الأخذ عن أزد عمان وأزد غسّان وقبائل عربية أخرى ، بدعوى اختلاطهم بأمم غير عربية، ثم أبنت عن قصور ذلك المنهج، إذ إن لغات تلك القبائل قد ورد لها شواهد وأمثلة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، واستشهد بها عدد من أئمة العربية، كابن مالك - رحمه الله. ثم أتبعت حديثي عن فصاحة الأزد بضرب أمثلة من لغاتهم تشمل المستويات اللغوية (الصوتية، والصرفية، والنحوية، والدلالية) كافة. وقد نقلت الأمثلة من مصادر شتى، أبنت من خلالها عن أهمية لغات الأزد ودورها في إثراء العربية بجميع مستوياتها المذكورة ، وعن أهمية دراستها دراسة مستوعبة متأنية، إذ إنها لم تحظ بعناية الباحثين في الدراسـات اللغوية. وقد اتضح من خلال تلك الأمثلة أن لغات الأزد وبخاصة أزد السراة، ومنهم أزد شنوءة، هي من أكثر لغات العرب شيوعًا في المصادر العربية، ذلك أنهم كانوا من أفصح العرب بشهادة أئمة اللغة. كما اتضح أن أكثر ما تناوله اللغويون والمفسرون وغيرهم من لغات الأزد كان ينصب على الدلالة اللغوية، حيث ذكروا في تفسير معاني كثير من الألفاظ بأنه جاء على لغة من لغات الأزد. وتبين من خلال تلك الأمثلة أن كثيرًا من الظواهر اللهجية في لغات الأزد قد جاءت ممثلة في كتاب الله الكريم وقراءاته، إذ تعد القراءات أهم مصدر موثوق في تقعيد العربية وتأصيلها والكشف عن لهجاتها. وقد ربطت عند كثير من الأمثلة بين الظواهر اللغوية القديمة في لغات الأزد، والظواهر المماثلة لها اليوم في لهجات أهل السّراة وغيرهم، وبينت صلتها الوثيقة بلغات أسلافهم ، حيث اتضح أنها لا تزال تحتفظ بظواهر لهجية كثيرة تماثل أو تخالف ما عزي إلى الأزد قديمًا، ولذلك فإني أرى ضرورة جمع هذه اللهجات من أفواه أهلها، ودراستها قبل انقراضها وزوالها، لأنها تعين على فهم مسائل هامة في دراسة لغات الأزد قديمًا، بل ولغات القبائل العربية الأخرى في أصواتها وصرفها ونحوها ودلالتها، كما أنها تعين على تأصيل الدرس اللغوي عامة، وفهم التطور اللغوي للعربية. وبعد، فإني آمل أن تكون هذه الدراسة قد وفَّتْ الأزد شيئًا من حقهم، ولعلها تكون حافزًا ومنطلقًا لدراسة لغاتهم دراسة واسعة مستفيضة تقوم على التحليل والتعليل والتفسير. والحمد لله الذي تتم بنعمه الصالحات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ________________________________________ [1] الإيناس 57، والصحاح (أزد) 2/440. [2] الاشتقاق 435. [3] التصريح بمضمون التوضيح 2/263. [4] نسب معد واليمن الكبير 1362، 363، ونهاية الأرب 93. [5] نسب عدنان وقحطان44-46،والفصوص3/281-285،والأنباه على قبائل الرواة 108، وطرفة الأصحاب في معرفة الأنساب 46. [6] مروج الذهب 2/161. [7] التيجان 275. [8] تفسير القرطبي 14/182. [9] سورة سبأ 15،16،19. وينظر: تفسير القرطبي 14/182،183، ومروج الذهب 2/174. [10] مروج الذهب 2/174، وأديان العرب في الجاهلية 186- 190. [11] سورة سبأ 16. [12] سورة سبأ 19. وينظر: تفسير القرطبي 14/182،183. [13] مجمع الأمثال 2/4. [14] سيرة ابن هشام 1/31 والتيجان 273،وصفة جزيرة العرب326،ومعجم البلدان5/35، والروض المعطار516، والتبيان1/42. [15] فتوح البلدان 24-25، ومعجم قبائل العرب 1/16. [16] في سراة غامد وزهران 224. [17] صفة جزيرة العـرب 328، 330. وينظر: سيرة ابن هشـام 1/13، ومروج الذهب 2/170-174، ومعجم البلدان 5/36-37. [18] التيجان 587،289. [19] أخبار مكة 1/92-95. وينظر: تاريخ الموصل 96، وفتوح البلدان 25-27، والخزانة 2/387، ومعجم قبائل العرب 1/16. [20] معجم ما استعجم 1/63، ومعجم البلدان 1/319. [21] صفة جزيرة العرب 235. [22] صفة جزيرة العرب 130. [23] الصحاح (أزد) 2/440. [24] معجم البلدان 3/396. وينظر: تثقيف اللسان 196، وتصحيح التصحيف 385، ووفيات الأعيان 5/358. [25] شرح أشعار الهذليين 2/853، ومروج الذهب 2/174، والروض المعطار 311، والتاج (سرى)10/174. [26] جمهرة أنساب العرب 375. [27] السابق 367، ومعجم البلدان 5/36. [28] تاريخ الموصل 96-97، فتوح البلدان 103، وجمهرة أنساب العرب 379. [29] تاريخ الطبري 1/308-317، وجمهرة أنساب العرب 379، ومجمع الأمثال 1/413. [30] معجم البلدان 4/380-381. [31] دراسات في أنساب قبائل اليمن 44. [32] تذكرة الألباب في أصول الأنساب، لأبي جعفر البتّي 521 (منشور في مجلة العرب، س 15، محرم صفر 1401ﻫ). [33] جمهرة النسب 615، والنسب لأبي عبيد 268. [34] الفصوص3/282-284. [35] جمهرة النسب 615، وينظر: نسب معد واليمن الكبير 1/362، والنسب لأبي عبيد 267، 293، ومعجم البلدان 4/203، وديوان حسّان بن ثابت 1/183. [36] الأنباه على قبائل الرواة 112، والفصوص3/282. [37] معجم ما استعجم2/1233، ومعجم البلدان4/203، 5/136. [38] العين (شنأ) 6/287. [39] جمهرة اللغة 2/1099. [40] الغريب المصنف 1/517. [41] التاج (شنأ) 1/82. [42] معجم البلدان 3/368. [43] قبائل إقليم عسير في الجاهلية والإسلام 54. وينظر: في سراة غامد وزهران 210. [44] نسب معد واليمن الكبير 2/479، والسيرة 1/93، والجمهرة 2/1099، ومعجم البلدان 3/205، وفي سراة غامد وزهران 207-209، والمعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (منطقة عسير) 2/927. [45] نهاية الأرب 93،227،239،244،253،282،289،346، وصبح الأعشى 1/319، وسبائك الذهب 273،والتبيان 1/75. [46] السيرة 1/104، والتيجان 88، ومعجم ما استعجم 1/63، ومعجم البلدان 1/319، 5/36. [47] التبيان 1/57. [48] دراسات في أنساب قبائل اليمن 44. [49] الأصنام 6،13،14، والمحبر 311. [50] الأزمنة وتلبية الجاهلية 122. [51] السابق 125. [52] الأزمنة وتلبية الجاهلية 126.وينظر: المحبر 313. والرقاحة: الكسب والتجارة. اللسان (رقح) 2/451. [53] الأصنام 13،14، والمحبر 316، والسيرة 1/85. [54] المحبر 317. [55] الأصنام 34،35، وتبالة موضع لا يزال معروفًا في السفوح الشرقية من بلاد غامد. [56] سيرة ابن هشام 1/86. وتبالة موضع لا يزال معروفًا في السفوح الشرقية من بلاد غامد، وهو تابع لمحافظة بيشة. [57] أخرجه البخاري (باب تغير الزمان حتى تعبد الأوثان- 6699) 6/2604. [58] سيرة ابن هشام 1/86. [59] الأصنام 37. [60] المحبر 318. [61] الأصنام 37. وينظر: السيرة لابن هشام 1/385. [62] الأصنام 37. [63] 1/384. [64] الأصنام 40. [65] جمهرة اللغة 1/267. وينظر: النهاية 1/97، واللسان (بجر) 4/41. [66] نهاية الأرب 93. [67] دراسات في أنساب قبائل اليمن 44. [68] المعارف 640،645، وصفة جزيرة العرب 329،والعمدة 2/948،951. [69] السيرة النبوية1/382، والإصابة في تمييز الصحابة(4254) وسير أعلام النبلاء1/344. [70] سورة الأنفال 74. [71] سورة الحشر 9. [72] صحيح البخاري (باب مناقب الأنصار - 3568) 3/1377. [73] أهل السراة في القرون الإسلامية الوسيطة 29. [74] ينظر: الأوائل 257، والوسائل إلى معرفة الأوائل 151، 159، وفي سراة غامد وزهران 212، والتبيان ج/2. [75] المفضليات 102-107. [76] معجم الشعراء 321. [77] أعجب العجب في شرح لامية العرب (مقدمة المحقق) ص 9. [78] إعراب لامية الشنفرى (مقدمة المحقق) ص 38. [79] الأغاني 4/138، 143،145. [80] الغريبين 1/335، والنهاية 1/254، وتاريخ بغداد 2/58. [81] الإصابة (5159). [82] الجامع الكبير، السيوطي 12، والإصابة (51229). وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1701). [83] الحلية 9/279، 10/192، والبداية والنهاية 5/85. [84] الكامل 1/78. [85] فتوح مصر 122. [86] سنن الترمذي (مناقب - 3938)، وعجالة المبتدي21. [87] رحلة ابن جبير 111. [88] رحلة ابن بطوطة 181. وينظر: صحيح البخاري (كتاب المناقب -3499)، والحلية 7/363. [89] صحيح البخاري (كتاب أحاديث الأنبياء - 3396) ومسند الإمام أحمد (2353) المعجم الكبير للطبراني24/433. [90] نسب معد واليمن الكبير 2/480، والكامل 1/188، والعقد الفريد 3/387، وثمار القلوب121، وجمهرة أنساب العرب 376، والتعريف في الأنساب 149. [91] ديوانه 469، وينظر: عيون الأخبار 1/148، والأغاني 9/34، وزهر الآداب 2/129، وشرح المقامات للشريشي 4/259. [92] العقد الفريد 3/386. [93] معجم الشعراء 390، وذكر أنه يخاطب بها أزد عمان، والبصائر والذخائر 2/190. [94] البرهان في علوم القرآن 1/217. وينظر: الإتقان 1/424. [95] الصاحبي في فقه اللغة 59، والمزهر 1/211. [96] تهذيب اللغة 1/286، وينظر: اللسان (عبق)10/234. [97] المذكر والمؤنث لأبي حاتم 210. [98] الفاضل 113. [99] السابق 113. [100] معجم البلدان 3/205. [101] العمدة1/193. [102] المزهر 2/483. [103] الفاضل 113. [104] صفة جزيرة العرب 250. [105] التعليقات والنوادر 2/507، 572، 647. [106] رحلة ابن جبير 111،113. [107] رحلة ابن بطوطة 180. [108] تذكرة أولي النهى والعرفان 3/20، 21. [109] في سراة غامد وزهران 486. [110] ص 107. وبنظر: تاريخ العرب قبل الإسلام 592. [111] تاريخ العرب قبل الإسلام 8/591،592. [112]a Study Of The Arabic Dialects Of The Belad Ghamid And Zahran. By. Abdullah Nadwi. [113] المنهل ج2، مجلد 30، السنة 35، صفر 1389ﻫ. [114] ينظر:في سراة غامد وزهران487، والمنهل ج4، مجلد31، السنة36، صفر1390ﻫ. [115] الاقتراح 56-57، والبلغة في أصول اللغة 159 -160. [116] اللهجات العربية في التراث 1/182. [117] ينظر: اللهجات العربية في القراءات القرآنية 86-87. [118] معاني القرآن 1/27. وينظر: الخصائص 1/128، 370، والمحتسب 1/244، والأصول 3/461، 269 – 271، وضرائر الشعر لابن عصفور 124، والبحر المحيط6/157، وارتشاف الضرب 5/2410، والخزانة 5/269، و (هاء) في الصحاح 6/2559، والمحكم 4/248، واللسان 15/477. [119] سورة هود 42. وينظر في قراءاتها: المحتسب 1/323، وشواذ القرآن 60، والبحر المحيط 6/157، والدر المصون6/328. [120] الكتاب4/167.وينظر:الأصول2/372،واللباب2/201،وشرح الكافية الشافية4/1981، 1983، والمساعد 4/303، وارتشاف الضرب 2/800، والتصريح 4/203. [121] الأمالي 1/159. [122] همع الهوا مع 3/386. [123] ديوانه 76. وروايته: (سامٍ معسل). [124] التاج (حبض) 5/18. [125] ينظر: الإشباع ظاهرة حضارية (مقال للباحث) جريدة المدينة (ملحق التراث) العدد السادس والثلاثون، 3 رجب 1417ﻫ. [126] سورة المائدة 1. وينظر: البحر المحيط 4/163، والدر المصون 4/183 - 184. [127] أخرجه ابن ماجة (2075- 1/671) والطبراني في المعجم الكبير (11962- 11/345). [128] ينظر: اللهجات العربية في القراءات القرآنية 152. [129] ينظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/111 - 112، وإعراب القرآن 1/212، والمحتسب 1/71، والكشاف1/127، والمحرر الوجيز 1/124، والتبيان 1/ 51. [130] سورة البقرة 34. [131] النشر في القراءات العشر 2/210- 211. وينظر: البحر المحيط 1/246. [132] إتحاف فضلاء البشر1/387. [133] التعليقات والنوادر 3/1256. [134] اللسان (حرف الهمزة) 1/22. [135] اللسان (نبر) 5/189. [136] التهذيب 15/441. [137] شرح الكافية الشافية4/2185، والجمهرة 2/ 1019، واللسان (بدأ) 1/348، (بدو) 14/ 67. [138] ديوانه 142. [139] شرح الفصيح للزمخشري 1/250. وينظر: اللسان (رجأ) 14/311. [140] سورة الأعراف 111، والشعراء 36. وينظر. السبعة 287، والحجة لأبي علي، 4/58، وعلل القراءات 1/224، واللسان (رجو) 14/311. [141] الجيم 3/322. [142] المزهر 1/222، و التاج (المقدمة) 1/8 (ن ط ا) 10/372. [143] سورة الكوثر1.وينظر: المعجم الكبير للطبراني23/365 (862)، وشواذ القرآن182، والكشاف4/806. [144] ينظر: تفسير القرطبي 20/147، والبحر المحيط 10/555، والدر المصون 11/125. [145] شواذ القرآن 142. [146] سورة محمد 17. [147] معاني القرآن 2/153. [148] سورة النساء 37، والحديد 24. وينظر: السبعة 233، وتفسير القرطبي 17/ 259، وعون المعبود 11/5. [149] التعليقات والنوادر 3/1078. [150] سورة ص5. وينظر:تفسير القرطبي15/ 99،والبحر المحيط9/138،والدر المصون9/358 وفتح القدير 4/420. [151] إعراب القراءات الشواذ 2/391. [152] الكافية في شرح الشافية 311، 315، 316،. وينظر: اللسان (سلم) 12/299. [153] الجيم 2/187. [154] الشوارد 301. وينظر: اللسان (لصص) 7/87. [155] سورة آل عمران 75. [156] إعراب القرآن 1/388، وتفسير القرطبي 4/75. [157] معاني القرآن وإعرابه 1/433، وإعراب القراءات الشواذ 1/329. [158] البحر المحيط 3/223، والدر المصون3/267.و ينظر:معاني القرآن للأخفش 1/ 207، وبغية الآمال 79، 94، 95، 97. [159] العين3/102- 103.وينظر:الأفعال1/352،وشرح الفصيح المنسوب للزمخشري1/173 واللسان (حضر) 4/197. [160] ديوانه 110. [161] منتهى الطلب 8/295. وينظر: قصائد جاهلية نادرة 71. [162] المنصف3/84،وشروح سقط الزند1/40،والجمهرة2/927، واللسان15/ 286-287 (مطى). [163] سورة طه 97. [164] سورة الواقعة 65. [165] شرح ديوان المفضليات للأنباري 197. [166] ديوانه 86. [167] السابق 86. وينظر: اللسان (ها) 15/479. [168] ينظر: العين 1/137، والتهذيب 1/196 (قطع). [169] المساعد 1/394، والجنى الداني 171، ومغني اللبيب 478، وارتشاف الضرب2/739، والدر المصون 8/133، ومصابيح المغاني 533، 539، وهمع الهوامع 1/514، والتصريح 2/267. [170] ينظر: المصادر السابقة. [171] ينظر: نسب معد واليمن الكبير1/132 - 135. [172] الكتاب 1/19، وارتشاف الضرب2/739، وهمع الهوامع 1/513. [173] شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح192،وشرح الكافية الشافية2/581، وارتشاف الضرب2/739، وهمع الهوامع 1/514. [174] حديث شريف، أخرجه من روايـة أبي هريرة الدوسي البخــاري(530 - 1/203)، (6992 - 6/2702)، (7048 - 6/2721) ومسلـم (632 - 1/43)، وأحمـد في المسند (8105 - 2/312)، ومالك في الموطأ (411 - 1/170). [175] الجنى الداني 170. [176] شرح درة الغواص 152. [177] سورة المائدة 71. وينظر: مغني اللبيب 479. [178] سورة مريم 87. وينظر: الكشاف 3/43، ومغني اللبيب 480، والدر المصون 7/ 643. [179] سورة الأنبياء 3. وينظر: مغني اللبيب 479. [180] ديوانه 48. وينظر: المساعد 1/393، والتصريح 2/265. [181] ديوانه 68. [182] شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح 192، وشرح التسهيل 2/117. [183] بحوث ومقالات في اللغة 69 - 70. [184] إصلاح المنطق 331 – 332. وينظر: تهذيب إصلاح المنطق 693، والمشوف المعلم 348، وتفسير القرطبي17/45،والإتقان1/418والجمهرة 3/1319،والصحاح1/320، والتهذيب11/152، واللسان2/292-293 (زوج). [185] سورة الدخان 20. [186] سورة الأحزاب 37. [187] المذكر والمؤنث 85. [188] الحجة 4/326. [189] سورة البقرة 35. [190] الصاحبي 58_ 59. وينظر: اللسان 2/292، والتاج 2/54 (زوج). [191] شرح الكافية الشافية 3/1686. [192] المخصص 17/110، وارتشاف الضرب 2/770. [193] ارتشاف الضرب2/770. وينظر:المساعد2/97،والأشموني4/77، وهمع الهوامع3/ 22. [194] التهذيب 15/441، و اللسان 11/32، 39 (أول). [195] الجمهرة 2/1044، واللسان 11/ 12 (أجل). [196] الغريب المصنف 1/459، التهذيب 3/164، واللسان 14/ 327 (رعى). [197] ما وضع أمامه شرطة، فهو مما أخذته العربية المشتركة بمعناه من لغات الأزد. [198] مجالس ثعلب 1/76. وينظر: اللسان (أكر) 4/ 26، (خبر) 4/228. [199] شعر الشنفرى الأزدي 97، وشرح ديوان المفضليات 196، والجمهرة 1/60. [200] لغات القبائل 131، والإتقان 1/422. [201] سورة هود 8. [202] لغات القبائل 237، والإتقان 1/418، والدر المصون 8/466، واللسان (بعل) 11/58. [203] سورة الصافات 125. [204] لغات القبائل 152، 210، وإعراب القرآن للنحاس 3/189، والبحر المحيط 8/92، والإتقان 1/419. [205] سورة الفرقان 18. [206] الجمهرة 1/268. وينظر: القاموس (جعب) 87. [207] الجمهرة 1/596. وينظر: اللسان (خزم) 12/176. [208] لغات القبائل 146، والبرهان في علوم القرآن 2/279، والدر المصون 6/ 496، والإتقان في علوم القرآن 1/418. وينظر: اللسان (خمر) 4/255. [209] سورة يوسف 36. [210] تفسير القرطبي 10/ 73. [211] سورة النحل 47. [212] تفسير الطبري27/207،والقرطبي17/148،وابن كثير4/299،و الدر المصون1/96، 10/228، والجمهرة 2/707، والمجمل 1/374، والمقاييس 2/388 (رزق). [213] سورة الواقعة 82. [214] غريب الحديث للخطابي 3/105، والمجموع المغيث1/ 795، والفائق 2/83، والنهاية2/ 257. [215] شعر الشنفرى الأزدي (شرح مؤرج السدوسي) 56. وينظر: اللسان (رمد) 3/185. [216] الجمهرة 2/821، والتهذيب 13/224، واللسان (زفن) 13/197، (سعن) 13/209. [217] اللسان (زقم)12/268، 269. [218] لغات القبائل 242، والإتقان 1/424. [219] سورة ص 36. [220] الجمهرة 2/692. وينظر: الصاحبي 58، والإتقان 417، والتهذيب 2/312، واللسان 4/553 (عذر). [221] سورة الواقعة 15. [222] العين 1/130، والمحكم 1/85 (عسق). [223] الفرق لقطرب 95، والأضداد للأنباري 216. [224] لغات القبائل60، الإتقان 1/422. [225] الجمهرة 2/955، واللسان 13/300 (عون). [226] مسند أحمد (8263) 2/322، والمعجم الأوسط (2771) 3/155، والأوائل لابن أبي عاصم 1/73، والنهاية 2/386، و تفسير القرطبي 11/207. [227] رسالة الغفران382، ووفيات الأعيان 1/488، و الجمهـرة 2/1146، 1198، والبـارع 221، واللسـان 3/335 (فرهد). [228] المنجد، لكراع 152. [229] الجمهرة /672، والصحاح 4/1602 (فدك). [230] غريب الحديث لأبي عبيد 4/200 . [231] مجاز القرآن 1/41، والجمهرة 2/972، واللسان 12/460 (فوم). [232] تفسير القرطبي 17/61. [233] اللغات في القرآن 275، والاتقان 1/424، والجمهرة 2/ 674. [234] شروح سقط الزند 1/40، والجمهرة 2/927، واللسان 15/ 286- 287 (مطى). وشاهده في هذه المصادر قول يعلى الأزدي: فظلت لدى البيت الحرام أخيلُهُ ومِطْواي من شَوْقٍ له أَرِقَانِ
|
||
|
16-08-2005, 12:51 AM | #2 | ||
|
قال الرسول عليه الصلاة والسلام مدح في الازد (( حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا انبياء))[/QUOTE]
وكنا ملوك الناس قبل محمد = فلما أتى الإسلام كان لنا الفضل
يمانيون تدعونا سبأ فنجيبها = إلى الجوهر المكنون خير الجواهر ونحن ملوك الناس من عهد تبع = إذ الملك في أبناء عمرو بن عامر مشاهير العتيك بن الأسد المهالبة ، جدهم المهلب بن ابي صفرة الذي حارب الخوارج وكسر شوكتهم ووطد حكم بني أمية ، ومن أشهر اولاده يزيد بن المهلب والي العراق وخرسان في زمن بني أمية ثم ساءت علاقته مع الخليفة الأموي يزيد بن عبدالملك ، فهمّ أخوه مدرك بن المهلب بتجميع الأسد والخروج على بني أمية فحشدت له تميم لتقبض عليه وتسلمه للخليفة فحمته قبيلة الدواسر عام 101هـ . قال ثابت بن كعب العتكي الأسدي :
ألم تر دوسراً منعت أخاها = وقد حشدت لتقتله تميّم رأوا من دونه الزرق العوالي = وحياً ما يباح لهم حريم شنوءتها وعمران بن عمرو = هناك المجد والحسب الصميم فما حملو ولكن نهنهتم = رماح الازد والعز القديم رددنا مدركاً بمرد صدق = وليس بوجهه منكم كلوم وخيل كالقداح مسومات = لدى أرض مغانيها الجحيم عليها كل أصيد دوسري = عزيز لا يفر ولا يريم بيض الله وجهك يالعرابي علي الموضوع الرائع
|
||
|
16-08-2005, 01:27 AM | #3 | ||
|
العتيك بن الأسد
العتيك بن الأسد و ما ادراك ما العتيك بن الأسد
|
||
|
16-08-2005, 03:21 AM | #4 | ||
|
آل زايد صفوة قبائل الأزد
الأخ الكريم تركي الودعاني
|
||
|
16-08-2005, 04:54 AM | #5 | ||||
|
بيض الله وجهك يالعرابي ويعطيك مليون عافية على ماقدمت يمينك
|
||||
|
16-08-2005, 07:38 AM | #6 | ||||
|
الاخ العزيز // العرابي
سلمت يمينك على ماخطت من معلومات وحقائق بيض الله وجهك ياذيباااان ولاتبطي بجديدك ،،،
|
||||
|
16-08-2005, 09:53 AM | #8 | ||||
|
العرابي لاهنت وبيض الله وجهك على المشاركه المتميزه والمجهود الذي تشكر عليه
|
||||
|
16-08-2005, 11:38 AM | #9 | ||||||
|
العرابي لاهنت وبيض الله وجهك على المشاركه المتميزه والمجهود الذي تشكر عليه
|
||||||
|
16-08-2005, 01:51 PM | #10 | ||
|
ما قصرت والله اخوي العرابي و تشكر على الموضوع الأكثر من رائع
|
||
|
16-08-2005, 02:15 PM | #11 | ||||||
|
|
||||||
|
16-08-2005, 02:52 PM | #12 | ||
|
العرابي
|
||
|
16-08-2005, 05:13 PM | #13 | ||
|
|
||
|
16-08-2005, 07:26 PM | #14 | ||
|
يالعرابي
|
||
|
16-08-2005, 07:59 PM | #15 | ||||
|
|
||||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||