إنهم يبيعوننا الترام! - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: قسم المـواضيع الـعامــة ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-2007, 02:42 AM   #1
 
إحصائية العضو







ابومبارك الودعاني غير متصل

ابومبارك الودعاني is on a distinguished road


:r-r-7: إنهم يبيعوننا الترام!

لا أستغرب الجهد الذي تبذله السيدة كوندوليزا رايس لكي تبيعنا الترام، لكنني أستغرب جداً أن نشتريه.
مؤتمر الخريف

الترام المعروض على العالم العربي هذه الأيام هو مؤتمر الخريف لتسوية القضية الفلسطينية، الذي تحدث عنه الرئيس بوش في الشهر الماضي، واستخرجه فجأة من «الكيس» الأمريكي، الحافل بالمشروعات المبتدعة لمعالجة الشأن الفلسطيني. وهو ذات الكيس الذي خرجت منه في أعقاب انتفاضة عام 2000 تقرير ميتشيل وخطة تينيت. ومقترحات الجنرال زيني. وخريطة الطريق وتفاهمات شرم الشيخ. وفي كل مبادرة قدمتها واشنطن كانت إسرائيل تحقق مكسباً، وكان الفلسطينيون يقدمون تنازلاً في السر أو العلن.

في مذكراته التي ترجمت إلى العربية في بيروت، وصدرت قبل أسبوعين، ذكر رئيس المخابرات الأمريكية السابق جورج تينيت أنه حين كلف بالتدخل بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد الانتفاضة، فإنه توجه إلى غزة يصحبه دينيس روس كبير المفاوضين الأمريكيين، واجتمع هناك مع محمد دحلان مسئول الأمن الوقائي. في اللقاء قال روس: إن الفلسطينيين يجب أن يقدموا تنازلات للإسرائيليين تبدد مخاوفهم، وذكر أمام دحلان قائمة بتلك التنازلات، وقال الأخير: إنه إذا قبل بها فسيبدو وكأنه خائن، فقال روس: يمكننا تغيير النص دون تغيير المضمون، فوافق دحلان على ذلك!.

هذا النموذج تكرر بصورة أو أخرى في كل المبادرات الأمريكية. التي كانت محصلتها النهائية تصب في صالح إسرائيل، لأسباب أحسب أنها ليست بحاجة إلى شرح. ولا غرابة في أن تكون النتيجة هي تمكين إسرائيل ـ في ظل مبادرات السلام واتفاقاته- من تهويد القدس وبناء السور وتوسيع وإعادة رسم حدود أكثر من نصف المستوطنات. مع الإبقاء على عشرة آلاف فلسطيني في السجون، وتحويل المناطق السكنية الفلسطينية كلها إلى معازل، تحيط بها القضبان الإسرائيلية في البر والبحر والجو.

مع كل مبادرة خرجت من الكيس الأمريكي كان يقال لنا إنها معقد الأمل وطوق النجاة. ولعل كثيرين يذكرون كيف أن خريطة الطريق تحولت إلى «لازمة» واجبة الورود والإثبات في كل خطاب سياسي فلسطيني أو عربي خلال السنوات الثلاث الأخيرة، رغم التحفظات الإسرائيلية عليها، وتمسكها ببند واحد فيها هو ذلك الذي دعا إلى تجريد المقاومة الفلسطينية من السلاح، بدعوى وقف الإرهاب ومكافحته.

قبل رحيله من البيت الأبيض أطلق الرئيس بوش فكرة المؤتمر أو الاجتماع الإقليمي، ولم يدع لنا فرصة للتكهن بنتائجه أو إحسان الظن به، لأنه قال: إنه يتطلع إلى التوصل من خلاله إلى تسوية تستمد مرجعيتها مما يتم الاتفاق عليه بين الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني. وإن تلك التسوية يجب أن تأخذ الحقائق السابقة والجديدة في الحسبان. أي أن تنطلق من الإقرار بكل ما أنجزته إسرائيل على الأرض منذ عام 67 وحتى الآن، الأمر الذي يتجاهل ويلغي تماماً كل القرارات الدولية التي عالجت القضية، سواء فيما يخص اللاجئين أو الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 67.

ملاحظات تدعو للشك
تدعونا للشك في الصفقة التى تلوح في الأفق ملاحظات عدة في مقدمتها ما يلى:

* أن السيدة رايس حين جاءت لتسوق فكرة اجتماع التسوية لاستئناف المسيرة السلمية، فإنها زارتنا مصحوبة بوزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس، ومشيعة بسيل من الأخبار عن بيع أسلحة للدول الخليجية بمبلغ خرافي وصل إلى 20 مليار دولار، وعن وصول بوارج أمريكية حاملة للطائرات إلى الخليج. حتى رأيناها تتحدث عن مؤتمر للسلام وفي خلفيتها يدوى صوت قعقعة السلاح.

* أن أبا مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلى أولمرت غيرا من مواقفهما فجأة. فالأول ظل يرفض طول الوقت فكرة الحلول المؤقتة خصوصاً صيغة الدولة ذات الحدود المؤقتة، كما كان يتمسك بالتوصل إلى اتفاق حول القضايا الأساسية يطبق خلال أجل محدود. وقد فوجئنا بتصريح له نشرته صحيفة «معاريف» يمثل عدولا عن هذا الموقف، دعا فيها للتوصل إلى إعلان مبادئ يتصور الحل النهائي يمكن أن يطبق على مراحل بصرف النظر عن أجلها. كأن يتحدث مثلاً عن أهمية «إزالة الاحتلال»، دون أن يحدد أجلاً لذلك، أو أن يتحدث عن إقامة الدولة الفلسطينية بلا أى تفصيل. أما أولمرت فإنه إلى وقت قريب كان يرفض أي حديث عن التسوية النهائية، وقد سبق أن أشرت إلى رفضه اقتراحاً لوزيرة الخارجية الأمريكية بالاتفاق على إعلان مبادئ مؤجل التنفيذ، أي يعطى انطباعاً بالإنجاز دون أن يغير شيئاً من الواقع. لكنه صرح مؤخراً لصحيفة «هآرتس» بأنه يسعى إلى اتفاق مبادئ يحدد خصائص التسوية النهائية، على أن يتم التدرج في تطبيقه على مراحل في المستقبل (المفتوح إلى ما لا نهاية!)

* إن هذا التحول في المواقف وثيق الصلة بالشرخ الكبير الذي حدث في الصف الفلسطيني في منتصف يوليو الماضي. فأبو مازن حين تحلل من الشراكة مع حماس استقوى بالأمريكيين والإسرائيليين، ولم يكن بمقدوره أن يقاوم إملاءاتهم التي لقيت هوى عنده، وهو الرافض أصلاً للمقاومة. وفي ظاهر الأمر فإن الرئيس بوش وجدها فرصة لكي يضرب عصفورين بحجر واحد. فقد أدرك أنه من خلال المؤتمر قد يحقق إنجازاً في نهاية ولايته هو أحوج ما يكون إليه خصوصاً في ظل فشله الذريع في العراق، كما أنه وجد أن الانقسام الفلسطيني يوفر فرصة مواتية ليسدى خدمة جديدة لإسرائيل التي ظل وفياً لها هو وفريقه طول الوقت. أما أولمرت فهو الرابح الأكبر، من ناحية لأن فكرة المؤتمر تطيل من عمر حكومته الآيلة للسقوط بسبب تقرير فينوجراد الذي انتقد أداءه في حرب لبنان. من ناحية ثانية فإنه إذا نجح في تطبيع العلاقات مع الدول العربية المشاركة في المؤتمر، وإذا تم الاتفاق مع أبو مازن على إقامة دويلة مؤقتة تحت السيطرة في الضفة تتفاوض «بمرونة» على القضايا المستعصية مثل القدس والحدود واللاجئين، إذا أنجز شيئاً من ذلك فإنه سيصبح بطلاً في إسرائيل، على نحو ينسى الرأي العام هناك مثالبه وخيباته.

تضاعف الشك
يتضاعف الشك إذا اكتشفنا أن الجزء الغاطس من مهمة رايس وجيتس وزير الدفاع هو الأهم والأخطر، وأن فكرة الاجتماع الإقليمي تخفي في طياتها أموراً أخرى. وهو اكتشاف سلطت عليه وسائل الإعلام الإسرائيلية أضواء قوية. ففي 26/7 الماضي ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة أن المؤتمر الدولي الذي دعا إليه بوش هو من قبيل ذر الرماد في العيون، لأنه بمثابة محاولة للتهدئة والتسكين تهيئ الظرف أمام تحرك عسكري ضد المشروع النووي الإيراني.

يوم الأحد 29/7 ذكرت النسخة العبرية لموقع صحيفة هآرتس على شبكة الإنترنت أن واشنطن أبلغت حكومة أولمرت بأن عقدها صفقة ضخمة لتزويد دول الخليج بالسلاح يتم في إطار الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة إيران، ويراد به أن تلعب تلك الدول دوراً في هذه السياسة ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين قولهم إن الصفقة تعد أيضاً رداً على التطور في القدرات العسكرية الإيرانية، وتعزيزاً لقدرة الدول السُنية المحيطة بالعراق، بما يبعث برسالة طمأنه لقوى «الاعتدال» فيها. وكان بن كاسبيت كبير المعلقين في صحيفة «معاريف» قد نشر مقالاً تحدث فيه عن محور مخابراتي غير معلن بين إسرائيل ودول الرباعية العربية، انضمت إليه دول إسلامية أخرى مثل أندونيسيا، وهذا المحور السني القلق من التمدد الإيراني ضم مسئولين عن أجهزة المخابرات والأمن القومي، وفي بعض الأحيان كان هؤلاء يعقدون اجتماعاً كل أسبوعين.

وفي وقت لاحق نقلت «معاريف» عن صحيفة «ديلى تلجراف» تقريراً كتبه مراسل الصحيفة البريطانية في تل أبيب، قال فيه: إن إسرائيل أجرت اتصالات مع الولايات المتحدة للحصول على ممر جوى فوق العراق، لاستخدامه في حال اضطرار إسرائيل للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية. وذكر المراسل أن أولمرت طلب من رئيس الموساد مائير دجان تأجيل موعد استقالته حتى نهاية العام القادم، للحاجة إليه باعتباره أحد أهم الخبراء الإسرائيليين المعنيين بالمشروع النووي الإيراني. كما أشار إلى أن القائد العسكري للعملية التي أعدتها إسرائيل لهذا الغرض هو اللواء اليعازر شكدي قائد سلاح الجو.

وكان شاؤول موفاز الوزير المسئول عن الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة صرح لصحيفة معاريف في 8/6 بأنه يجب العمل على وقف تخصيب اليورانيوم في إيران خلال الأشهر القليلة القادمة. وكانت «الموساد» قد أقرت في بداية العام الحالي بأن إيران سيكون لديها في عام 2009 ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج رأس نووي متفجر.

جدير بالملاحظة في هذا السياق أن ديفيد جورون مدير قسم الإسلام في دائرة التخطيط السياسي بالخارجية الإسرائيلية ذكر في مقال نشرته هآرتس (في1/8) أن المخاوف من إيران والمنظمات الإسلامية الراديكالية تمخضت عن تماثل في المصالح بين الدول العربية المعتدلة وإسرائيل. وهو ما عبرت عنه الزيارة التي قام بها لإسرائيل مؤخراً وزيرا الخارجية في كل من مصر والأردن ـ الأمر الذي يعطى انطباعاً قوياً بأن الدول السنية أصبحت بصورة متزايدة تعتبر أن إسرائيل صارت جزءاً من الحل وليست جزءاً من المشكلة.

دعوة للتذكر
في 15/3/1991 ـ أرجوك تذكر التاريخ جيداً ـ نشرت الأهرام عنواناً يقول: بوش يؤكد وجود فرصة حقيقية للتوصل إلى سلام دائم في الشرق الأوسط. وتحت العنوان تصريح للرئيس بوش الأب ذكر فيه أن أمام الولايات المتحدة (الآن) أفضل فرصة للعب دور حيوي لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. وأشار إلى أن الوقت قد حان للتوصل إلى سلام حقيقي في الشرق الأوسط، وأنه لم يلمس أي شيء يدعو إلى التشاؤم من تحقيق ذلك الهدف، خلال الجولة التى قام بها جيمس بيكر وزير الخارجية، وزار خلالها العواصم العربية ذات الصلة بالموضوع.

وفي 19/3/91، ذكرت الأهرام أن الرئيس بوش اجتمع مع جيمس بيكر وناقش معه الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة في تهدئة الصراع العربي الإسرائيلى، وإيجاد حل للمشكلة الفلسطينية.
هذه التصريحات أطلقت في الأجواء العربية قبل ستة عشر عاماً، مستخدمة نفس العبارات التي تتردد على ألسنة المسئولين الأمريكيين هذه الأيام، وبوسعنا الآن أن نقول: إنها لم تكن جادة في السعي الذي تحدثت عنه، وإنها كانت محاولة مبكرة لبيعنا ذات الترام. فقد كانت تلك ضمن المسكنات الضرورية لشن حرب الخليج الثانية، التي استهدفت إنهاء الاحتلال العراقي للكويت. وهى الحرب التي حققت أهدافاً عدة، وكانت إسرائيل من أكبر الفائزين فيها، بعد تدمير القوة العسكرية العراقية. صحيح أن دعوة بوش الأب كانت وراء عقد مؤتمر مدريد في 30 أكتوبر من عام 91، إلا أن المؤتمر لم يقدم شيئاً للقضية، خصوصاً أن الفلسطينيين والإسرائيليين كانوا قد أقاموا قناة أخرى موازية للتفاوض أسفرت عن اتفاق أوسلو، الذي عقد في عام 93.

السيناريو ذاته يعرض علينا الآن. إذ تطلق «الجزرة» الفلسطينية لتسكين المنطقة وتخديرها، بكلام لا طعم له عن تسوية القضية في اجتماع الخريف، في الوقت الذي تجهز فيه العصا لضرب إيران ومحاولة تركيعها، بحيث تكون حصيلة الصفقة أن نشترى نحن الترام ونلهو به لبعض الوقت، بينما تصبح إسرائيل الفائز الأكبر سواء بالتخلص من الهم الإيراني ومشروعها النووي الذي يؤرقها، أو بتحقيق المزيد من المكاسب فلسطينياً وعربياً ـ ومبروك علينا الترام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرق القطرية

منقوله

 

 

 

 

 

 

التوقيع

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 09:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---