بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
السلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أخواني بــِ عون الله سنضع هنا بعضاً من البدع المرتبطة بشهر صفر
والمجال مفتوح للجميع للإضافة
صلاة التشاؤم من شهر صفر
هي نافلة يصليها المرء يوم الأربعاء آخر شهر صفر وقت صلاة الضحى أربع ركعات،بتسليمة واحدة تقرأ في كل ركعة:فاتحة الكتاب وسورة الكوثر سبع عشرة مرة،وسورة الإخلاص خمسين مرة،والمعوذتين مرة مرة،تفعل ذلك في كل ركعة،وتسلم،وحين تسلم تشرع في قراءة قوله تعالى:"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" ثلاثمائة وستين مرة،واختتم بسبحان ربك رب العزة عما يصفون،وسلام على المرسلين،والحمد لله رب العالمين .
ويتم التصدق بشيء من الخبز إلى الفقراء،وخاصية هذه الآية لدفع البلاء الذي ينـزل في الأربعاء الأخير من شهر صفر
وذلك لقولهم أن إنه ينـزل في كل سنة ثلاثمائة وعشرون ألفاً من البليَّات،وكل ذلك يوم الأربعاء الأخير من شهر صفر،فيكون ذلك اليوم أصعب الأيام في السنة كلها،فمن صلَّى هذه الصلاة بالكيفيَّة المذكورة حفظه الله بكرمه من جميع البلايا التي تنـزل في ذلك اليوم
وهذا هو الدعاء الذي يقرأ في الصلاة المذكورة:
(( بعد البسملة....... اللهم يا شديد القوة ، ويا شديد المحال ، يا عزيز ، يا من ذلت لعزتك جميع خلقك. اكنفني من شر خلقك ، يا محسن يا مجمل يا متفضل ، يا منعم يا متكرم ، يا من لا إله إلا أنت ، ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم بسر الحسن وأخيه وجده وأبيه وأمه وبنيه، اكفني شر هذا اليوم وما ينزل فيه يا كافي المهمات ويا دافع البليات ، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين )).
ــــ وكذلك ما يفعله بعض الناس في اجتماعهم في آخر أربعاء من شهر صفر بين العشاءين في بعض المساجد ، ويتحلقون إلى كاتب يرقم لهم على أوراق آيات السلام السبعة على الأنبياء ؛ كقوله تعالى : {سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} .
ثم يضعونها في الأواني،ويشربون من مائها،ويعتقدون أن سر كتابتها في هذا الوقت،ثم يتهادونها إلى البيوت.
ونظير هذا تشاؤم بعض الناس في بعض الأقطار الإسلامية من عيادة المريض يوم الأربعاء وتطيرهم منه
بدعة التشاؤم من شهر صفر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولاصفر "
وأما قوله صلى الله عليه وسلم
ولا صفر )فاختلف في تفسيره :
= قال كثير من المتقدمين:الصفر داء في البطن
=المراد بالصفر:الحية، كن المراد بالنفي نفي ما كانوا يعتقدون أن من أصابه قتله،فردّ الشارع ذلك بأن الموت لا يكون إلا إذا فرغ الأجل
=وقالت طائفة:بل المراد بصفر هو شهر صفر,ثم اختلفوا في تفسيره على قولين:
أ- أن المراد نفي ما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء فكانوا يحلون المحرم،ويحرمون صفر مكانه
ب- أن المراد أهل الجاهلية كانوا يستشئمون بصفر ويقولون أنه شهر مشئوم، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك
فكثير من الجهال يتشاءم بصفر،وربما ينهى عن السفر فيه،وقد قال بعض هؤلاء الجهال ..وقال(طيرة شرك،طيرة شرك)
وقال صلى الله عليه وسلم
من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك)قالوا:فما كفارة ذلك؟قال
أن تقول:اللهم لا خير إلا خيرك,ولا طير إلا طيرك،ولا إله غيرك) (رواه الإمام أحمد في مسنده (2/220)،ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة والطبراني وفيه ابن لهيعة،وحديثه حسن،وفيه ضعف،وبقية رجاله ثقات .
وتخصيص الشؤم بزمان دون زمان؛كشهر صفر وغيره صحيح،لأن الزمان كله خلق الله تعالى،وفيه تقع أفعال بني آدم،فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه،وكل زمان شغله العبد بمعصية الله فهو مشؤم عليه .
فالشؤم في الحقيقة هو معصية الله تعالى،واقتراف الذنوب،فإنها تسخط الله عز وجل،فإذا سخط على عبده،شقي في الدنيا والآخرة،كما أنه إذا رضي عن عبده سعد في الدنيا والآخرة .
فالعاصي مشؤم على نفسه،وعلى غيره،فإنه لا يؤمن أن ينزل عليه عذاب فيعم الناس،خصوصاً من لم ينكر عليه عمله،فالبُعد عنه متعين .