قراءة في دائرة الرابعة والعشرون (الفحيحيل). انتخابات مسمومة
23/06/2006 كتب صالح السعيدي جريدةالقبس:
تتكون الدائرة الانتخابية الرابعة والعشرين من ثلاث مناطق انتخابية هي الفحيحيل والمنقف والقرين التي الحقت بالدائرة ابتداء من انتخابات 1996 وتشكل منطقة الفحيحيل الثقل الانتخابي الاكبر بين مناطق الدائرة بعدد ناخبين يصل الى 7908 ناخبين تعادل ما نسبته 45% من اجمالي الدائرة تليها منطقة القرين ب5662 ناخبا تعادل 33.2% واخيرا منطقة المنقف ب4002 ناخب وبنسبة 22.8% اما على صعيد توزيع الناخبين وفق الجنس فان تقاربا شديدا بين اصوات الرجال والنساء 8704 أصوات تعادل 49.7% للذكور مقابل 50.3% وبعدد 8868 صوتا.
هذا التقارب في اعداد الجنسين وعلى نحو مختلف عن القاعدة السائدة في دوائر الكويت يؤشر لحدوث عمليات نقل في الاصوات الى الدائرة الامر الذي ادى الى ارتفاع نسبة الاصوات الرجالية الى هذا القدر.
مكونات الدائرة
تعتبر قرية الفحيحيل من قرى الكويت المأهولة منذ عصر ما قبل النفط، ولا تزال عائلات الفحيحيل القديمة تستوطن الفحيحيل ومنذ عدة اجيال.
وتتواجد بالمنطقة عائلات وقبائل منها الدبابيس وجماعتهم من الزهاميل والفضول والكثير ومعهم العوازم والعجمان وبني هاجر، والقحاطين والدواسر وعتيبة وسبيع والعداوين.. هذا التنوع في مكونات الدائرة القبيلة يجعل الكثير من المجموعات معنية بالمنافسة الانتخابية مما يفسر تعدد التحالفات وتضاربها وكثرة عدد المرشحين بالدائرة مع تغيير نظام الدوائر الانتخابية في عام 1981 الى 25 دائرة ادى ذلك زيادة اعداد الطامحين في الحصول على المقعد الذهبي وانعكاسا للتنوع الذي تمتلكه الفحيحيل فقد تقدم 15 مرشحا لخوض تلك الانتخابات اثنان منهم فقط من الذين سبق لهم خوض انتخابات سابقة ابان نظام الدوائر العشر او لهما النائب السابق مبارك عبدالله الدبوس عضو مجلس 1967 وصاحب المركز السادس في انتخابات 1971 و1975 الوجه الثاني هو راشد سيف الجهيلان الذي سبق له خوض انتخابات 1975 واحتل المركز الثامن.
في تلك الانتخابات اجريت انتخابات فرعية واحدة، هي تلك اجرتها العوازم، وفي نهاية الأمر حصل الوجهان النيابيان، مبارك الدبوس (498 صوتا) وراشد سيف الحجيلان العازمي (401 صوت)، على عضوية المجلس عن دائرة الفحيحيل.
وجاء ناصر الزوير الهاجري في المركز الثالث بفارق 39 صوتا عن الحجيلان.
درس الفرعية
في الانتخابات التي تلتها يبدو ان ترتيبات وتحضيرات دخلت على خط المعادلة الانتخابية اتفاق قبيلتي العوازم وبني هاجر على التحالف من اجل غلق الدائرة على مرشحيهما ولمواجهة قوة آل الدبوس الانتخابية: ولتنفيذ هذا الاتفاق اجرت القبيلتان انتخابات فرعية.. اخرجت الهواجر مبارك الزويد واخرج العوازم راشد سيف الحجيلان في مواجهة مبارك الدبوس الذي تنافس معهم الى جانب فيحان ضيف الله العتيبي وجرت الانتخابات بأقل عدد من المرشحين في تاريخ الفحيحيل 5 مرشحين بعد دخول فهيد ماطر العازمي منفردا وخارج اتفاق العوازم وبني هاجر الانتخابي.
تأكيد التحالف
كانت انتخابات المجلس الوطني التي جرت عام 1990 بروفة اولية وتجربة تطبيقية لتحالف الهواجر والعوازم الذي تكرر في تلك الانتخابات بتركي المجلية العازمي وعبدالله الخضير الهاجري.
هذا التحالف الذي اصبح معادلة من معادلة الدائرة جرى إعادة اخراجه في انتخابات 1992 وبالآليات ذاتها المستخدمة في الانتخابات الفرعية.
وجاءت انتخابات 1996 لتشهد تجربة لذلك.. الهواجر في استثناء لقواعدهم الانتخابية اعادوا انتخاب عبدالله راشد الهاجري واعاد العوازم ترشيح راشد سيف الحجيلان ومع ثبات قواعد اللعبة الانتخابية الاخرى بوجود مرشحين لآل الدبوس (شافي علي الدبوس وعتيبة محمد غزاي والعجمان الذين دخل منهم طلال الجري عضو مجلس 1985 تلك الانتخابات شهدت دخول عايد علي آل عايد الهاجري منفردا وخارج اتفاق الهواجر والعوازم.
ومع دخول منطقة القربى في قوائم ناخبي الدائرة تحركت موازين الدائرة نتيجة الانتخابات كانت مدوية.. حسين براك الدوسري ينافس الهاجري على المركز الاول الذي انتهى الى الهاجري في نهاية الامر بفارق صوت واحد 1971 للهاجري مقابل 1970 للدوسري، في حين جاء راشد سيف الحجيلان ثالثا وبفارق كبير تجاوز 353 عن الدوسري صحاب المركز الثاني.
وواصل شافي علي الدبوس تمثيل آل الدبوس لاستعادة المقعد النيابي تحرك مضاد مع انتخابات 1999 التي جرت على نحو مفاجئ وقبل موعدها بعام كامل.
ابتعد عبدالله راشد الهاجري بعد نجاحه في دورتين متتاليتين واعاد العوازم انتخاب الوجه المخضرم راشد سيف الحجيلان فرعيا، والهواجر اختاروا فهد مبارك الهاجري، الدبابيس مثلهم هذه المرة احمد بدرسلطان الدبوس وخمسة من الحضر دخلوا حلبة السباق للاستفادة من اصوات سكان القرين، نتيجة الانتخابات كانت تعديلا لمسار 1996 حلف الهواجر والعوازم ينجح في دفع مرشحيه الى صدارة الترتيب في حين جاء نائب 1996 حسين الدوسري ثالثا متراجعا 177 صوتا عن رقمة السابق.
إعادة الماضي
في عام 2003 ومع الارتفاع الحاصل في إعداد الناخبين جرت الحملة الانتخابية بالآليات والاساليب السائدة نفسها، العوازم اختاروا النائب السابق تركي المجلية بعد اعتزال النائب المخضرم راشد الحجيلان للعمل السياسي، والهواجر اخرجوا علي حمود الهاجري بديلا عن فهد مبارك الهاجري.
ومع وجود مرشحين للدواسر والعجمان وعتيبة كان عصام الدبوس ممثل عائلة الدبوس في تلك الانتخابات وبعد منافسة حامية وتحالفات متداخلة يشهد عليها تجاوز الستة الأوائل عتبة الألف صوت اسفرت نتيجة الانتخابات عن اقتناص عصام الدبوس لمقعد الدائرة بحلوله ثانيا محرزا 2453 صوتا بعد الهاجري الذي حل أولا ب 2517 صوتا وجاء حسين الدوسري ثالثا ب 2137 يليه تركي العازمي رابعا 2074.
هموم الانتخابات
في انتخابات 2006 جرت ممارسة ذات الاساليب والآليات، انتخابات فرعية للعوازم اخرجت سعد الشريع واخرى للهواجر افرزت فلاح الذروة في حين اجرى الدواسر اول انتخابات فرعية، ويتواجد مرشحون للعجمان وعتيبة الى جانب آخرين.
ودائرة الفحيحيل مصابة بعلل الانتخابات وتحمل الكثير من اوزار النظام الانتخابي الكويتي. فقلما يدور الحديث عن سلبيات الانتخابات لا تكون الفحيحيل مثالا عليها وطرفا فيها، فإذا جرى الحديث عن عمليات النقل غير القانوني كانت دائرة الفحيحيل مثلا على ذلك واذا توسع الحديث عن ظاهرة شراء الأصوات تم الاستشهاد بما يجري في الفحيحيل. فمتى تتخلص الفحيحيل من سمومها.