بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مبارك فيه كما يحب ربنا ويرضى ؛ اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم إما بعد ؛ فقد فضل الله مكة المكرمة على سائر البلاد وفضل الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء وسائر الخلق وفضل الله شهر رمضان المبارك على سائر الشهور فهو شهر الصوم و القرآن وها هو الشهر الكريم قادم بعد أيام قليلة هذا الضيف الذي يطول انتظاره كل عام لما فيه من الخير والبركة وهو شهر القرآن يقول الله تعالي في كتابه الكريم ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) فطوبى لمن كان حياً وأدرك شهر رمضان المبارك ورحم الله من كان معنا في رمضان الماضي ولم يدرك رمضان القادم وخاب وخسر من أدرك رمضان لكنه أنشغل عنه بالدنيا وشهواتها ؛ وقد فرض الله صوم شهر رمضان المبارك في العام الثاني للهجرة وأصبح الصوم ركن من أركان الإسلام وكان الصحابة رضي الله عنهم يدعون الله ان يبلغهم رمضان قبل ان يأتي بأشهر لحرصهم الشديد عليه لان رمضان هو فوز للعابدين وغنيمة للزاهدين وفرصة عظيمة للتائبين وأبشر يا أخي العاصي يا من كنت تلقي باللوم على الشياطين لكي تبرر معصيتك فقد أتى رمضان وقد صفدت الشياطين فلا تلوم إلا نفسك ؛ وفي رمضان يا أخواني أعز الله المسلمين بأعظم انتصاراتهم وفتوحاتهم فقد كان غزوة بدر الكبرى في رمضان المبارك ؛ وكذلك الفتح الأعظم فتح مكة المكرمة ؛ والقادسية ؛ وعين جالوت والكثير من أمجاد المسلمين نسأل الله ان يمن علينا ونرى أياماً عظيمة مثل هذه الأيام قبل الممات .
وبعد كل هذا يا أخواني هناك سؤال يطرح نفسه هل أصبح شهر رمضان المبارك في وقتنا هذا هو شهر العبادة أم شهر الولائم ومشاهدة المسلسلات ؟
للأسف الشديد أصبح كثيرا ً من المسلمين هدفهم الأول في رمضان هو الحرص الشديد على جمع كل أنواع الطعام والشراب مما لذ وطاب والإتيان به في رمضان وكأن الناس لا تأكل إلا في رمضان فقط وهذا يترتب عليه الإسراف المبالغ فيه كما يترتب عليه تحمل المزيد من الذنوب لان نصف ما يتم شرائه لا يتم الاستفادة منه ويلقى في النهاية في سلة المهملات في الوقت الذي يوجد فيه كثيراً من المسلمين لا يجدون ما يسد جوعهم ومن ناحية أخرى تأتي الحرب الإعلامية التي تلهى الناس عن العبادة والذكر والتي تتمثل في العدد الهائل للمسلسلات التلفزيونية والبرامج الهزلية التي تعرف باسم الكاميرا الخفية وقد صرح مسئول إعلامي بإحدى الدول العربية إن الشاشات العربية سوف تشهد هذا العام أربعة وستون مسلسل من الدول العربية موزعة على جميع الفضائيات وإذا قلنا ان كل مسلسل يحتاج إلى ما يقرب من ساعة لكي يتم مشاهدته فأذاً سوف يحتاج المتابع إلى أربع وستون ساعة مع ان اليوم يوجد به اربع وعشرون ساعة فقط فأي محاربة لرمضان ممكن ان تحدث أكثر من هذا وكذلك ما يفعله الكثير من المسلمين من نوم نهار رمضان بأكمله وبذلك يضيعون الحكمة من صوم رمضان لان النفس عندما تشعر بالجوع فإنها تشعر بمعانة الفقراء الذين لايجدون ما يأكلونه وكذلك فأن الصيام هو حبس للشهوات وترويض للنفس التي هي أشبه بالوحش الكاسر الذي إذا أطلق العنان لشهواته سقط في جميع المعاصي ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الشباب الذين لايملكون المال للزواج بالصيام ؛ واني يا إخواني أحب ان أقول لكم ان الإسلام لم يحرم التمتع بالطعام الجيد او الشراب الجيد لكن بضوابط ودون إسراف ومع الحرص على مشاركة المسلمين طعامنا وشرابنا وبالأخص المعدمين منهم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( والله لا يؤمن ؛والله لا يؤمن ؛ والله لا يؤمن قالوا من يا رسول الله ؟ قال من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم ) .
وهل يوجد احد منا يا أخواني لا يعلم انه يوجد ملاين من اللاجئين والمشردين من أخواننا من الشعب السوري حول العالم لا يجدون قوت يومهم ؛ فأن رمضان يا أخواني أتى هذا العام وحال المسلمين لا يخفى على أحد ولعل قدوم رمضان يكون خير وانفراج لازمات المسلمين فقد كنا في السابق ندعو الله في صلاة التراويح في رمضان لأكثر من نصف قرن ان يفرج الله كرب أخواننا في فلسطين ثم أصبجنا ندعو لفلسطين وأفغانستان ثم العراق وها نحن نشهد منذ عامين إبادة منظمة للشعب السوري المسلم كما نشهد فتنة عظيمة في مصر ولا يعلم الا الله متى سوف تتوقف هذه الفتنة واني يا أخواني أود ان أذكركم بشئ لماذا عندما كنا ندعو الله ان يخلص بيت المقدس وان يرفع المحنة عن المسلمين لم يتحرر المسجد الأقصى ولم ترفع المحنة عن المسلمين حتى الان ؟
والإجابة لاننا نسينا الشرط الذي وضعه الله حتى ينصرنا؛ قال الله تعالى ( يا أيها الذين أمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت إقدامكم ) فهل نصرنا الله يا اخواني حتى ينصرنا هل نصرنا الله فى تعاملنا مع بعضنا البعض ومع أنفسنا حتى ينصرنا هل عندما ندعو الله ان يحرر بيت المقدس هل كنا نظن ان الله سوف ينزل علينا جيشاُ من الملائكة يحارب بدل منا هل نسينا ان الصحابة هزموا في غزوة أحد لأنهم عصوا امرأ واحداً فقط للنبي فكم امراً عصيناه للنبي وكم من سنة تركانا وكم من محرم لله انتهاكنا ونظن أن الله سوف يغير ما بنا ؛ يقول الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
والان يا أخواني جاء دوري ودوركم وليكن الدواء ملخص في كلمتين فقط ( أبدأ بنفسك ) قم يا أخي بتغير نفسك أغتنم فرصة قدوم رمضان فأن كنت من أصحاب المعاصي فتب وأن كنت من أصحاب الفتن فعد إلى الله ولا تكن معول في هدم الامة وان كنت ممن يلهون الناس عن العبادة فكن ممن يذكرون الناس بالله وفي الختام أذكر نفسي وأذكركم بشامنا ومصرنا فان ضاعت الشام وضاعت مصر فماذا بقى لنا ادعوا يا أخواني لهم والدعاء دائماً مرتبط بالعمل اطعموا الجائع منهم وامنوا الخائف منهم وقدموا الدواء للجريح ولا تبخلوا بأموالكم فقد أخبرنا أئمة الإسلام ان إذا اشتكى قطر من أقطار الإسلام وجب على ألامه الإسلامية بأكملها مساعدته .
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم.
أخواني المسلمين كثيرأ من الناس كانت توبتهم بسبب كلمات فقط لهذا اهدي كلماتي المتواضعة
لعلها تكون سبب في توبة عبد من عباد الله
أخوكم الفقير الى الله / محمد الدوسري