امور تهم كل مسلم - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-03-2008, 05:10 PM   #1
 
إحصائية العضو







علي العبدالهادي غير متصل

وسام الدواسر الفضي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: المميزين والنشيطين
: 1

علي العبدالهادي has a spectacular aura aboutعلي العبدالهادي has a spectacular aura aboutعلي العبدالهادي has a spectacular aura about


افتراضي امور تهم كل مسلم


الشـرك1

تعريفه

الشرك هو جعل شريك لله تعالى في ربوبيته وإلهيته ، والغالب الإشراك في الألوهية بأن يدعو مع الله غيره أو يصرف له شيئا من أنواع العبادة كالذبح والنذر والخوف والرجاء والمحبة. والشرك أعظم الذنوب وذلك لأمور:

1- لأنه تشبيه للمخلوق بالخالق في خصائص الإلهية فمن أشرك مع الله أحداً فقد شبهه به. وهذا أعظم الظلم قال تعالى: ( إِنّ الشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)2. والظلم هو وضع الشيءفي غيرموضعه، فمن عبد غير الله فقدوضع العبادة في غير موضعها وصرفهالغير مستحقها وذلك أعظم الظلم.

2- أن الله أخبر أنه لايغفره لمن لم يتب منه قال تعالى: (إِنّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَبِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ)3 .

3- أن الله أخبر أنه حرم الجنة على المشرك وأنه خالد مخلدفي نار جهنم قال تعالى: (إِنّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْحَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنّةَوَمَأْوَاهُ النّارُ وَمَالِلظّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)4.

4- أن الشرك يحبط جميع الأعمال قال تعالى : (ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْأَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مّاكَانُواْ يَعْمَلُونَ)5،وقال تعالى: (وَلَقَدْأُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)6.

5- أن المشرك حلال الدم والمال- قال تعالى: (فَاقْتُلُواْالْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْلَهُمْ كُلّ مَرْصَدٍ)7 وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها" 8.

6- أن الشرك أكبرالكبائرقال صلى الله عليه وسلم : " ألاأنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى يارسول الله قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين " الحديث 9 .
فالشرك أظلم الظلم. والتوحيد أعد ل العدل. فما كان أشد منافاة لهذاالمقصود فهو أكبر الكبائر إلى أن قال:فلما كان الشرك منافياً بالذات لهذاالمقصود كان أ كبر الكبائر علىالإطلاق وحرم الله الجنة على كل مشرك وأباح دمه وماله وأهله لأهل التوحيدوأن يتخذوهم عبيداً لهم لما تركواالقيام بعبوديته . وأبى الله سبحانه أن يقبل لمشرك عملاً. أو يقبل فيه شفاعة، أو يستجيب له في الآخرة دعوة.أو يقبل له فيها رجاء ، فإن المشرك أجهل الجاهلين بالله حيث جعل له من خلقه نداً وذلك غاية الجهل به - كماأنه غاية الظلم منه- وإن كان المشرك في الواقع لم يظلم ربه وإنما ظلم نفسه- انتهى.

7- أن الشرك تنقص وعيب نزه الرب سبحانه نفسه عنهما - فمن أشرك بالله قد أثبت لله ما نزه نفسه عنه وهذاغاية المحادة لله تعالى وغايةالمعاندة والمشاقة لله.

أنواعه

الشرك نوعان:
النوع الأول : شرك أكبر يخرج من الملة ويخلدصاحبه في النار إذا مات ولم يتب منهوهو صرف شيء من أنواع العبادة لغيرالله- كدعاء غير الله والتقرببالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن والشياطين ، والخوف من الموتى أو الجن أو الشياطين أن يضروهأو يمرضوه ورجاء غير الله فيما لايقدر عليه إلا الله من قضاء الحاجات وتفريج الكربات مما يمارس الآن حول الأضرحة المبنية على قبور الأولياءوالصالحين، قال تعالى : (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـَؤُلآءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَاللّهِ)10

النوع الثاني: شرك أصغرلا يخرج من الملة لكنه ينقص التوحيدوهو وسيلة إلى الشرك الأكبر- وهوقسمان..

القسم الأول: شرك ظاهر وهو:ألفاظ وأفعال.

فالألفاظ كالحلف بغير الله قال صلى الله عليه وسلم " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك "11 وقول : ما شاء الله وشئت - قال صلى الله عليه وسلم : لماقال له رجل ما شاء الله وشئت فقال: "أجعلتني لله نداً قل ما شاء الله وحده"12 وقول:لولا الله وفلان- والصواب أن تقال: ماشاء الله ثم فلان، ولولا الله ثم فلان-لأن ثم تفيد الترتيب مع التراخي- تجعل مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله كماقال تعالى: (وَمَا تَشَآءُونَ إِلاّ أَن يَشَآءَ اللّهُ رَبّ الْعَالَمِينَ)13 . وأما الواو فهي لمطلق الجمع والاشتراك لا تقتضي ترتيبا ولا تعقيبا، ومثله قول، مالي إلا الله وأنت، وهذا من بركات الله وبركاتك.
وأما الأفعال : فمثل لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعه ومثل تعليق التمائم خوفاً من العين وغيرها إذا اعتقد أن هذه أسباب لرفع البلاء أو دفعه فهذا شرك أصغر، لأن الله لم يجعل هذه أسباباً. أما إناعتقد أنها تدفع أو ترفع البلاءبنفسها فهذا شرك أكبر لأنه تعلق بغيرالله.
القسم الثاني : شرك خفي وهو الشرك في الإرادات والنيات- كالرياء والسمعة-كأن يعمل عملاً مما يتقرب به إلى الله يريد به ثناء الناس عليه كأن يحسن صلاته أو يتصدق لأجل أن يمدح ويثنى عليه. أو يتلفظ بالذكر ويحسن صوته بالتلاوة لأجل أن يسمعه الناس فيثنواعليه ويمدحوه، والرياء إذا خالطالعمل أبطله- قال الله تعالى: (فَمَنكَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاًوَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِأَحَدَا)14.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر- قالوا يارسول الله: وما الشرك الأصغر قال:الرياء)15ومنه العمل لأجل الطمع الدنيوي- كمن يحج أو يؤذن أو يؤم الناس لأجل المال-أو يتعلم العلم الشرعي أو يجاهد لأجل المال. قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تعس عبد الدينار وتعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط)16 قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وأما الشرك في الإرادات والنيات فذلك البحر الذي لاساحل له وقل من ينجو منه فمن أرادبعمله غير وجه الله ونوى شيئاً غيرالتقرب إليه وطلب الجزاء منه فقدأشرك في نيته وإرادته. والإخلاص: أن يخلص لله في أفعاله وأقواله وإرادته ونيته. وهذه هي الحنيفية ملة إبراهيم التي أمر الله بها عباده كلهم ولايقبل من أحد غيرها وهي حقيقةالإسلام، كما قال تعالى:(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناًفَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الاَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)17.وهي ملةإبراهيم صلى الله عليه وسلم التي من رغب عنها فهو من أسفه السفهاء (18)انتهى.

يتلخص مما مر أن هناك فروقا بين الشرك الأكبر والأصغر وهي:
1- الشرك الأكبر يخرج من الملة والشرك الأصغر لا يخرج من الملة.
2- الشرك الأكبر يخلد صاحبه في النار-والشرك الأصغر لا يخلد صاحبه فيها إن دخلها.
3- الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال-والشرك الأصغر لا يحبط جميع الأعمال وإنما يحبط الرياء والعمل لأجل الدنيا العمل الذي خالطاه فقط.
4 - الشرك الأكبر يبيح الدم والمال-والشرك الأصغر لا يبيحهما.



الكفر19



تعريفه

الكفر في اللغةالتغطية والستر - والكفر شرعاً: ضدالإيمان- فإن الكفر عدم الإيمان بالله ورسله سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب، بل شك وريب أو إعراضأو حسد أو كبر أو اتباع لبعض الأهواءالصادة عن اتباع الرسالة. وإن كان المكذب أعظم كفرا. وكذلك الجاحدالمكذب حسداً مع استيقان صدق الرسل 20.


أنواعه

الكفر نوعان:
النوع الأول : كفر أكبر يخرج من الملة وهوخمسة أقسام :

القسم الأول: كفرالتكذيب -والدليل قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمّنْ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذّبَ بِالْحَقّ لَمّا جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنّمَ مَثْوًى لّلْكَافِرِينَ)21.

القسم الثاني: كفرالإباء والاستكبار مع التصديق- والدليل قولهتعالى : (وَإِذْ قُلْنَالِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْلاَدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاّإِبْلِيسَ أَبَىَ وَاسْتَكْبَرَوَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)22 .

القسم الثالث: كفرالشك وهو كفر الظن والدليل قوله تعالى: (وَدَخَلَ جَنّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنّ أَن تَبِيدَهَـَذِهِ أَبَداً * وَمَآ أَظُنّ السّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رّدِدتّ إِلَىَ رَبّي لأجِدَنّ خَيْراً مّنْهَا مُنْقَلَباً * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُأَكَفَرْتَ بِالّذِي خَلَقَكَ مِنتُرَابٍ ثُمّ مِن نّطْفَةٍ ثُمّسَوّاكَ رَجُلاً * لّكِنّ هُوَاللّهُ رَبّي وَلاَ أُشْرِكُبِرَبّي أَحَداً)23 .
القسم الرابع: كفر الإعراض- والدليل قوله تعالى: (وَالّذِينَ كَفَرُواْ عَمّآ أُنذِرُواْمُعْرِضُونَ)24

القسم الخامس: كفرالنفاق-والدليل قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنّهُمْ آمَنُواّ ثُمّ كَفَرُوافَطُبِعَ عَلَىَ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ)25


النوع الثاني :كفر أصغر لا يخرج من الملة وهوالكفر العملي- وهو الذنوب التي ورد تتسميتها في الكتاب والسنة كفراً وهي لا تصل إلى حد الكفر الأكبر - مثل كفرالنعمة المذكور في قوله تعالى: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَارِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ)26.
ومثل قتال المسلم المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)27.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم:(لاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )28.
ومثل الحلف بغير الله قال صلى الله عليه وسلم (من حلف بغير الله فقدكفر أو أشرك)29.
فقد جعل الله مرتكب الكبيرة مؤمناًقال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَآمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُالْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى)30 . فلم يخرج القاتل من الذين آمنوا وجعله أخاً لولي القصاص فقال: (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌفَاتّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ)31 والمراد أخوةالدين بلا ريب ، وقال تعالى : (وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْبَيْنَهُمَا)32 إلى قوله تعالى: (إِنّمَاالْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌفَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)33 . انتهى من شرح الطحاوية (34) باختصار.

وملخص الفروق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر :

1- أن الكفر الأكبريخرج من الملة ويحبط الأعمال ،والكفر الأصغر لا يخرج من الملة ولايحبط الأعمال لكن ينقصها بحسبه ويعرض صاحبها للوعيد.

2- أن الكفر الأكبريخلد صاحبه في النار، والكفر الأصغرإذا دخل صاحبه النار فإنه لا يخلدفيها ، وقد يتوب الله على صاحبه فلايدخله النار أصلاً.

3- أن الكفر الأكبريبيح الدم والمال ، والكفر الأصغر لايبيح الدم والمال.

4- أن الكفر الأكبريوجب العداوة الخالصة بين صاحبه وبين المؤمنين فلا يجوز للمؤمنين محبته وموالاته ولو كان أقرب قريب . وأماالكفر الأصغر فإنه لا يمنع الموالاةمطلقاً بل صاحبه يحب ويوالى بقدر مافيه من الإيمان ويبغض ويعادى بقدر مافيه من العصيان.


النفاق35

تعريفه

النفاق في الشرع معناه إظهار الإسلام والخير وإبطان الكفروالشر. سمي بذلك لأنه يدخل في الشرع من باب ويخرج من باب آخر. وعلى ذلك نبه الله تعالى بقوله: (إِنّالْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)35. أي الخارجون من الشرع.وجعل الله المنافقين شراً من الكافرين فقال: (إِنّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النّارِ)36. وقال تعالى: (إِنّالْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)37 وقال تعالى : (يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالّذِينَ آمَنُوا وَمَايَخْدَعُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاًوَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَاكَانُوا يَكْذِبُونَ)38.

أنواعه

النفاق نوعان :
النوع الأول النفاق الاعتقادي : وهو النفاق الأكبر الذي يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر- وهذا النوع مخرج من الدين بالكلية وصاحبه في الدرك الأسفل من النار. وقد وصف الله أهله بصفات الشر كلها : من الكفر وعدم الإيمان والاستهزاء بالدين وأهله والسخرية منهم والميل بالكلية إلى أعداء الدين لمشاركتهم لهم في عداوةالإسلام وهؤلاء موجودون في كل زمان،ولا سيما عندما تظهر قوة الإسلام ولايستطيعون مقاومته في الظاهر فإنهم يظهرون الدخول فيه لأجل الكيد له ولأهله في الباطن، ولأجل أن يعيشوامع المسلمين ويأمنوا على دمائهم وأموالهم، فيظهر المنافق إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليومالآخر، وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به، لا يؤمن بالله . وأن اللهتكلم بكلام أنزله على بشر جعلهرسولاً للناس يهديهم بإذنه وينذرهم بأسه ويخوفهم عقابه. وقد هتك الله أستار هؤلاء المنافقين وكشف أسرارهم في القرآن الكريم وجلى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر وذكرطوائف العالم الثلاثة في أول البقرة.المؤمنين والكفار والمنافقين. فذكرفي المؤمنين أربع آيات. وفي الكفارآيتين، وفي المنافقين ثلاثة عشرة آية.لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم وشدةفتنتهم على الإسلام وأهله، فإن بليةالإسلام بهم شديدة جداً. لأنهم منسوبون إليه وإلى نصرته وموالاتهم أعداؤه في الحقيقة، يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وإصلاح وهو غاية الجهل والإفساد39.

وهذا النفاق ستةأنواع 40

1- تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم .
2- تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
3- بغض الرسول صلى الله عليه وسلم.
4- بغض بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
5- الفرح و المسرة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
6- الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم.

النوع الثاني:النفاق العملي : وهو عمل شيء من اعمال ا لمنافقين مع بقاء الإيمان في القلب وهذا لا يخرج من الملة- لكنه وسيلةإلى ذلك ، وصاحبه يكون فيه إيمان ونفاق وإذا كثر صار بسببه منافقاخالصاً والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم :(أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً. ومن كانت فيه خصلةمنهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها. إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر)41فمن اجتمعت فيه هذه الخصال الأربع فقد اجتمع فيهالشر وخلصت فيه نعوت المنافقين.ومن كانت فيه واحدة منها صار فيه خصلة من النفاق فإنه قد يجتمع في العبد خصا ل خير وخصال شر وخصال إيمان وخصال كفرونفاق. ويستحق من الثواب والعقاب بحسب ما قام به من موجبات ذلك ومنه التكاسل عن الصلاة مع الجماعة في المسجد فإنه من صفات المنافقين-فالنفاق شر وخطير جداً وكان الصحابةيتخوفون من الوقوع فيه. قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه.

الفروق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر:
ا- أن النفاق الأكبر يخرج من الملة والنفاق الأصغر لا يخرج من الملة.
2- أن النفاق الأكبر اختلاف السروالعلانية في الاعتقاد والنفاق الأصغر اختلاف السر والعلانية في الأعمال دون الاعتقاد.
3- أن النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمن وأما النفاق الأصغر فقد يصدر من المؤمن.
4- أن النفاق الأكبر في الغالب لا يتوب صاحبه ولو تاب فقد اختلف في قبول توبته عند الحاكم .
بخلاف النفاق الأصغر فإن صاحبه قديتوب إلى الله فيتوب الله عليه.
وأما أهل النفاق الأكبر فقد قال اللهفيهم: (صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ)42 .
أي إلى الإسلام في الباطن وقال تعالى فيهم: (أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُل ّعَامٍ مّرّةً أَوْ مَرّتَيْنِ ثُمّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذّكّرُونَ)43 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (وقداختلف العلماء في قبول توبتهم في الظاهر لكون ذلك لا يعلم إذ هم دائماًيظهرون الإسلام)44 .


من مظاهر الشرك في العالم في الزمن الحاضر
تقديم القرابين والنذور والهدايا للمزارات والقبور45

لقد سد النبي صلى الله عليه وسلم كل الطرق المفضية إلى الشرك وحذر منها غاية التحذير. ومن ذلك مسألة القبور فقد وضع الضوابط الواقية من عبادتها والغلو في أصحابها ومن ذلك:

1- انه قد حذر صلى الله عليه وسلم من الغلو في الأولياءوالصالحين. لأن ذلك يؤدي إلى عبادتهم. فقال: (إياكم والغلو فإنماأهلك من كان قبلكم الغلو)46 وقال: (لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم.إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)47.

2- وحذر صلى الله عليه وسلم من البناء على القبور كما روى أبوالهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبيطالب رضي الله عنه: (ألا أبعثك على مابعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته .ولا قبرا مشرفا إلا سويته)48 ونهى عن تجصيصهاوالبناء عليها.
عن جابر رضي الله عنه قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبر. وأن يقعد عليه. وأن يبنى عليه بناء)49 .

أصلي لله كذا وكذا، وهذهبدعة لأنه ليس من سنة النبي صلىالله عليه وسلم ولأن الله تعالى يقول:(قُلْأَتُعَلّمُونَ اللّهَ بِدِينِكُمْوَاللّهُ يَعْلَمُ مَا فِيالسّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِوَاللّهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)69
والنية محلها القلب ، فهي عمل قلبي لاعمل لساني، ومنها الذكر الجماعي بعدالصلاة ، لأن المشروع أن كل شخص يقولالذكر الوارد منفر3- وحذر صلى الله عليه وسلم من الصلاة عند القبور. عن عائشة رضيالله عنها قالت: (لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه . فإذا اغتم بها كشفها. فقالوهو كذلك لعنة الله على اليهودوالنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يحذر ما صنعوا ولولا ذلك أبرزقبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً)50 وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد،ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك )51 واتخاذها مساجد معناه الصلاة عندها وإن لم يبن عليها فكل موضع قصد للصلاة فيه فقد اتخذ مسجداً.كما قال صلى الله عليه وسلم: (جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً)52 ،فإذا بني عليها مسجدفالأمر أشد .


وقد خالف أكثر الناس هذه النواهي وارتكبوا ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم فوقعوا بسبب ذلك في الشرك الأكبر ، فبنوا على القبور مساجد وأضرحة ومقامات ، وجعلوها مزارات تمارس عندها كل أنواع الشرك الأكبر من الذبح لها ودعاء أصحابها والاستغاثة بهم وصرف النذور لهم وغير ذلك- قال العلامة ابن القيم رحمه الله:ومن جمع بين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبور وما أمر به ونهى عنه وما كان عليه أصحابه ، وبين ما عليه أكثر الناس اليوم رأى أحدهما مضادا للآخر مناقضاً له بحيث لا يجتمعان أبداً. فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة إلى القبور وهؤلاء يصلون عندها . ونهى عن اتخاذها مساجد . وهؤلاء يبنون عليها المساجد ويسمونها مشاهد ، مضاهاة لبيوت الله .ونهى عن إيقاد السرج عليها وهؤلاء يوقفون الوقوف على إيقاد القناديل عليها ونهى عن أن تتخذ عيداً وهؤلاء يتخذونها أعياداً ومناسك ، ويجتمعون لها كاجتماعهم للعيد أو أكثر. وأمر بتسويتها- كما روى مسلم في صححيه عن أبي الهياج ألأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلاسويته)، وفي صححيه أيضا عن ثمامة بن شفي: قال: (كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس فتوفي صاحب لنا فأمر فضالة بقبره فسوي. ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها) وهؤلاء يبالغون في مخالفة هذين الحديثين ويرفعونها عن الأرض كالبيت ويعقدون عليها القباب إلى أن قال: فانظر إلى هذا التباين العظيم بين ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصده من النهي عما تقدم ذكره في القبور. وبين ما شرعه هؤلاء وقصدوه، ولا ريب أن في ذلك من المفاسد ما يعجز العبد عن حصره – ثم أخذ يذكر تلك المفاسد- إلى أن قال:ومنها: أن الذي شرعه النبي صلى الله عليه وسلم عند زيارة القبور إنما هوت ذكر الآخرة والإحسان إلى المزور بالدعاء له والترحم عليه والاستغفار وسؤال العافية له. فيكون الزائر محسنا إلى نفسه وإلى الميت. فقلب هؤلاء المشركون الأمر وعكسوا الدين وجعلوا المقصود بالزيارة الشرك بالميت ودعاءه والدعاء به وسؤال حوائجهم واستنزال البركات منه ونصره لهم على الأعداء ونحو ذلك. فصاروا مسيئين إلى أنفسهم وإلى الميت ولو ليمكن إلا بحرمانه بركة ما شرعه تعالى من الدعاء له والترحم عليه والاستغفار له. انتهى53.
وبهذا يتضح أن تقديم النذور والقرابين للمزارات شرك أكبر. سببه مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم فبالحالة التي يجب أن تكون عليها القبور. من عدم البناء عليها، وإقامة المساجد عليها- لأنها لما بنيت عليها القباب وأقيمت حولها المساجد والمزارات ظن الجهال أن المدفونين فيها ينفعون أو يضرون. وأنهم يغيثونهن استغاث بهم ويقضون حوائج من التجأ إليهم فقدموا لهم النذور والقرابين.حتى صارت أوثانا تعبد من دون الله -وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد)54 وما دعا بهذا الدعاء إلا لأنه سيحصل شيء من ذلك في غير قبره صلى الله عليه وسلم وقد حصل في كثير من بلاد الإسلام أما قبره فقد حماها لله ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم وإن كان قد يحصل في مسجده شيء من المخالفات من بعض الجهال والخرافيين. لكنهم لا يقدرون على الوصول إلى قبره صلى الله عليه وسلم لأقبره في بيته وليس في المسجد وهو محوط بالجدران- كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله في نونيته:

فاستجاب رب العالميـن دعاءه
*** وأحــاطـه بثــلاثــة الجــدران




البدعة55


تعريفها


البدعة في اللغة:مأخوذة من البدع وهو الاختراع على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى: (بديع السماوات وَالأرْضِ)56 ،أي مخترعهما على غير مثال سابق وقوله تعالى : (قُلْمَا كُنتُ بِدْعاً مّنَ الرّسُلِ)57 ، أي ما كنت أولمن جاء بالرسالة من الله إلى العباد بل تقدمني كثير من الرسل .ويقال:ابتدع فلان بدعة يعني ابتدأ طريقة لمسبق إليها.

والابتداع على قسمين:
ابتداع في العادات كابتداع المخترعات الحديثة وهذا مباح لأن الأصل في العادات الإباحة.
وابتداع في الدين وهذا محرم لأن الأصل فيه التوقيف، قال صلى الله عليه وسلم(من أحدث في أمرنا هذا ما )58 وفي رواية: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)59.

أنواعها

البدعة في الدين نوعان:
النوع الأول: بدعة قوليه اعتقاديه كمقالات الجهميةوالمعتزلة والرافضة وسائر الفرق الضالة واعتقاداتهم. مثل بدعة القول بخلق القرآن .
النوع الثاني: بدعة في العبادات كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها وهي أقسام:
القسم الأول: ما يكون في أصلا لعبادة: بأن يحدث عبادة ليس لها أصلفي الشرع كأن يحدث صلاة غير مشروعة أصلا أو أعيادا غير مشروعة كأعياد الموالد وغيرها.
القسم الثاني: ما يكون من الزيادة في العبادة المشروعة، كما لوزاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أوالعصر مثلاً.
القسم الثالث: ما يكون في صفة أداء العبادة المشروعة بأن يؤديها على صفة غير مشروعة ، وذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مطربة ، وكالتشديد على النفسي العبادات إلى حد يخرج عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
القسم الرابع : ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة ليخصصه الشرع كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام ، فإن أصلا لصيام والقيام مشروع ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل.

حكم البدعة في الدين بجميع أنواعها:
كل بدعة في الدين فهي محرمة وضلالة،لقوله صلى الله عليه وسلم: (وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)60وفي رواية (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) فدل الحديثان على أنكل محدث في الدين فهو بدعة، وكل بدعة ضلالة مردودة، ومعنى ذلك أن البدع في العبادات والاعتقادات محرمة ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة ،فمنها ما هو كفر صراح ، كالطواف بالقبور تقرباً إلى أصحابها، وتقديم الذبائح والنذور لها، ودعاء أصحابها، والاستغاثة بهم وكأقوال غلاة الجهمية والمعتزلة، ومنها ما هومن وسائل الشرك كالبناء على القبور والصلاة والدعاء عندها، ومنها ما هوفسق اعتقادي كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة في أقوالهم واعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية، ومنها ماهو معصية كبدعة التبتل والصيام قائما في الشمس ، والخصاء بقصد قطع شهوة الجماع .

تنبيه:
منقسم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئةفهو مخطئ ومخالف لقوله صلى الله عليه وسلم (فإن كل بدعة ضلالة) لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حكم على البدع كلها بأنها ضلالة، وهذا يقول ليس كل بدعة ضلالة بل هناك بدعة حسنة، قال الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين: فقوله صلى الله عليه وسلم : (كل بدعة ضلالة) من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء وهو أصل عظيم من أصول الدين وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) فكل من أحدث شيئا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة، والدين بريء منه وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والبطانة انتهى 61.
وليس لهؤلاء حجة على أن هناك بدعة حسنة إلا قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح: (نعمت البدعة هذه).
وقالوا أيضا: إنها أحدثت أشياء ليستنكرها السلف مثل جمع القرآن في كتاب واحد وكتابة الحديث وتدوينه والجواب عن ذلك أن هذه الأمور لها أصل في الشرع فليست محدثة ، وقول عمر (نعمت البدعة)يريد البدعة اللغوية لا الشرعية فماكان له أصل في الشرع يرجع إليه إذا قيل إنه بدعة فهو بدعة لغة لا شرعا،لأن البدعة شرعاً : ما ليس له أصل في ا لشرع يرجع إليه، وجمع القرآن فيكتاب واحد له أصل في الشرع لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة القرآن، ولأنه كان مكتوباً متفرقا فجمعه الصحابة رضي الله عنهم في مصحف واحد، حفظاً له، والتراويح قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الأخيرة خشية أن تفرضعليهم واستمر الصحابة رضي الله عنهم يصلونها أوزاعاً متفرقين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على إمام واحد كما كانوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم وليس هذا بدعة في الدين، وكتابة الحديث أيضاً لها أصلفي الشرع فقد أمر النبي صلىالله عليه وسلم بكتابة بعض الأحاديث لبعض أصحابه لما طلب منه ذلك، وكان المحذور من كتابته بصفة عامة في عهده صلى الله عليه وسلم خشية أن يختلط بالقرآن ما ليس منه، فلما توفي صلى الله عليه وسلم انتفى هذا المحذور-لأن القرآن قد تكامل وضبط قبل وفاته صلى الله عليه وسلم فدون المسلمون الحديث بعد ذلك حفظاً له من الضياع فجزاهما لله عن الإسلام والمسلمين خيراً حيث حفظوا كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم من الضياع وعبث العابثين.


نماذج من البدع المعاصرة62



البدع المعاصرة كثيرة بحكم تأخر الزمن وقلة العلم وكثرة الدعاة إلى البدع والمخالفات وسريان التشبه بالكفار في عاداتهم وطقوسهم مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سنن من كان قبلكم )63.

1- الاحتفال بمناسبة المولد النبوي في ربيع الأول:
وهو تشبه بالنصارى في عمل ما يسمى بالاحتفال بمولد المسيح، فيحتفل ل جهلة المسلمين أو العلماء المضلون في ربيع الأول من كل سنة بمناسبة مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فمنهم من يقيم هذا الاحتفال في المساجد، ومنهم من يقيمه في البيوت أو الأمكنة المعدة لذلك، ويحضر جموع كثيرة من دهماء الناس و وعامهم - يعملون ذلك تشبها بالنصارى في ابتداعهم الاحتفال بمولد المسيح صلى الله عليه وسلم والغالب أن هذا الاحتفال علاوة على كونه بدعة وتشبها بالنصارى لا يخلو من وجود الشركيات والمنكرات كإنشاد القصائد التي فيها الغلو في حق الرسول صلى الله عليه وسلم إلى درجة دعائه من دون الله والاستغاثة به، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو في مدحه فقال:(لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)64.
الإطراء معناه: الغلو في المدح. وربما يعتقدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحضر احتفالاتهم ومن المنكرات التي تصاحب هذه الاحتفالات الأناشيد الجماعية المنغمة وضرب الطبول وغير ذلك من عمل الأذكار الصوفية المبتدعة ، وقد يكون فيها اختلاط بين الرجال والنساء مما يسبب الفتنة ويجر إلى الوقوع في الفواحش، وحتى لو خلا هذا الاحتفال من هذه المحاذير واقتصر على الاجتماع وتناول الطعام وإظهار الفرح - كما يقولون - فإنه بدعة محدثة "وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" وأيضاً هو وسيلة إلى أن يتطور ويحصل فيه ما يحصل في الاحتفالات الأخرى من المنكرات.
وقلنا: إنه بدعة، لأنه لا أصل له في الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح والقرون المفضلة، وإنما حدث متأخر ابعد القرن الرابع الهجري، أحدثها لفاطميون الشيعة، قال الإمام أبو حفص تاج الدين الفاكهاني رحمه الله: أما بعد:فقد تكرر سؤال جماعة من المباركين عنا لاجتماع الذي يعمله بعض الناس فيشهر ربيع الأول ويسمونه المولد – هل له أصل في الدين، وقصدوا الجواب ضمن ذلك مبيناً والإيضاح عنه معيناً،فقلت وبالله التوفيق : لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين ،المتمسكون بآثار المتقدمين ، بل وبدعة أحدثها البطالون ، وشهوة نفس اغتنى بها الأكالون 65.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وكذلك ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى صلى الله عليه وسلم، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً..من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف ولو كان هذا خيرا محضاً أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فأنهمكانوا أشد محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص وإنما كان محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته وأتباع أمره وإحياء سنته باطناً وظاهراً ونشر ما بعث به والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان فإن هذه طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان 67 انتهى ببعض اختصار.
وقد ألف في إنكار هذه البدعة كتب ورسائل قديمة وحديثة وهو علاوة على كونه بدعة وتشبها فإنه يجر إلى إقامة موالد أخرى كموالد الأولياءوالمشائخ والزعماء، فيفتح أبواب شركثيرة.


2-البدع في مجال العبادات والتقرب إلى الله :
البدع التي أحدثت في مجال العبادات في هذا الزمان كثيرة - والأصل في العبادات التوقيف فلا يشرع شيء منها إلا بدليل، وما لم يدل عليه دليل فهو بدعة لقوله صلى الله عليه وسلم : (من عملعملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)68.
والعبادات التي تمارس الآن ولا دليل عليها كثيرة جداً، منها:
الجهر بالنية للصلاة: بأن يقول نويت أندا ، ومنها طلب قراءة الفاتحة في المناسبات وبعد الدعاء وللأموات، ومنها إقامة المآتم على الأموات وصناعة الأطعمة واستئجار المقرئين يزعمون أن ذلك من باب العزاء أو أن ذلك ينفع الميت وكل ذلك بدع لا أصل لها وآصار وأغلال ما أنزل الله بها من سلطان .
ومنها الاحتفال بالمناسبات الدينية كمناسبة الإسراء والمعراج ومناسبة الهجرة النبوية وهذا الاحتفال بتلك المناسبات لا أصل لهفي الشرع ، ومن ذلك ما يفعل في شهر رجب كالعمرة الرجبية وما يفعل فيه من العبادات الخاصة به كالتطوع بالصلاة والصيام فيه خاصة، فإنه لاميزة له على غيره من الشهور لا فبالعمرة والصيام والصلاة والذبح للنسك فيه ولا غير ذلك.
ومن ذلك الأذكار الصوفية بأنواعها.كلها بدع ومحدثات لأنها مخالفة للأذكار المشروعة في صيغها وهيئاتها وأوقاتها.
ومن ذلك تخصيص ليلة النصف من شعبان بقيام ويوم النصف من شعبان بصيام فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء خاص به..ومن ذلك البناء على القبور واتخاذها مساجد وزيارتها لأجل التبرك بها والتوسل بالموتى وغير ذلك من الأغراض الشركية وزيارة النساء لها مع أن ا لرسول صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج.


وختاماً:

نقول إن البدع بريد الكفر، وهى زيادة دين لم يشرعه الله ولا رسوله والبدعة شر من المعصية الكبيرة، والشيطان يفرح بها أكثر مما يفرح بالمعاصي الكبيرة، لأن العاصي يفعل المعصية وهو يعلم أنها معصية فيتوب منها ،والمبتدع يفعل البدعة يعتقدها دينا يتقرب به إلى الله فلا يتوب منها ،والبدع تقضي على السنن وتكره إلى أصحابها فعل السنن وأهل السنة.
والبدعة تباعد عن الله وتوجب غضبه وعقابه وتسبب زيغ القلوب وفسادها.







1 كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان (من ص8 -13 ).
2 لقمان : 13
3 النساء : 48
4 المائدة : 72
5 الأنعام : 88
6 الزمر : 65
7 التوبة : 5
8 رواه البخاري ومسلم
9 رواه البخاري ومسلم
10 سورة يونس : 18
11 رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم.
12 رواه النسائي
13 سورة التكوير : 29
14 سورة الكهف : 110
15 رواه أحمد، والطبراني، والبغوي فيشرح السنة.
16 رواه البخاري
17 سورة آل عمران : 85
18 الجواب الكافي ص 115
19 كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان (منص14 -16 ).
20 مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابنتيمية (12-335).
21 سورة العنكبوت : 68
22 سورة البقرة : 34
23 سورة الكهف : 35-38
24سورة الأحقاف : 3
25 سورة المنافقون : 3
26 سورة النحل : 112
27 رواه البخاري ومسلم
28 رواه الشيخان
29 رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم
30 سورة البقرة : 178
31 سورة البقرة : 178
32 سورة الحجرات : 9
33 سورة الحجرات : 10
34 صفحة (361) ط المكتب الإسلامي
35 كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان (منص17 -20 ).
36 سورة التوبة : 67
37 سورة النساء : 145
38 سورة النساء : 142
39 سورة البقرة : 9-10
40 من رسالة لابن القيم في بيان صفاتالمنافقين
41 مجموعة التوحيد النجدية صفحة (9).
42 متفق عليه
43 سورة البقرة : 18
44 سورة التوبة : 126
45انظر مجموع الفتاوى (34/28،- 435).
46 كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان (منص33 -36 ).
47 رواه الإمام أحمد والترمذي وابنماجه .
48 رواه البخاري
49 رواه مسلم
50 رواه مسلم
51 متفق عليه
52 رواه مسلم في صحيحه .
53 رواه البخاري .
54 إغاثة اللهفان (1/214-215-217)
55 رواه مالك وأحمد
56 كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان (منص96 -99 ).
57 سورة البقرة : 117
58 سورة الأحقاف : 9
59 رواه البخاري ومسلم
60 في صحيح مسلم
61 رواه مسلم
62 جامع العلوم والحكم
63 كتاب التوحيد للشيخ صالح الفوزان (منص 109 -114 ).
64 رواه الترمذي
65 رواه الشيخان
66 رسالة المورد في عمل المولد
67 اقتضاء الصراط المستقيم (2/615) بتحققالدكتور ناصر العقل
68 رواه مسلم
69سورة الحجرات : 16

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 20-03-2008, 05:31 PM   #3
 
إحصائية العضو








مبارك الخييلي غير متصل

وسام الدواسر الذهبي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: لجهوده الجباره والمتميزه في خدمة موقع قبيلة الدواسر الرسمي
: 1

مبارك الخييلي is on a distinguished road


افتراضي رد: امور تهم كل مسلم

علي العبدالهادي


جزاك الله خير الجزاء


وفي ميزان حسناتك أنشالله


صحفينا

أدامك الله فخراً لهذا المنتدى الشامخ



تقبل شكري والتقدير

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 20-03-2008, 11:19 PM   #4
 
إحصائية العضو







بوراجس المشاوية غير متصل

وسام الدواسر الفضي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: المميزين والنشيطين
: 1

بوراجس المشاوية is a splendid one to beholdبوراجس المشاوية is a splendid one to beholdبوراجس المشاوية is a splendid one to beholdبوراجس المشاوية is a splendid one to beholdبوراجس المشاوية is a splendid one to beholdبوراجس المشاوية is a splendid one to beholdبوراجس المشاوية is a splendid one to behold


افتراضي رد: امور تهم كل مسلم

بارك الله فيك

وأتمنى منك تعديل بعض الكلمات والآيات فهناك تداخل في الحروف ونقص في حروف

الله يحفظك

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 21-03-2008, 01:14 AM   #5
 
إحصائية العضو







رائــــــــــد غير متصل

رائــــــــــد is on a distinguished road


افتراضي رد: امور تهم كل مسلم

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 25-03-2008, 06:41 PM   #9
 
إحصائية العضو







ابومبارك الودعاني غير متصل

ابومبارك الودعاني is on a distinguished road


افتراضي رد: امور تهم كل مسلم

بـــارك الله فيك

وأسأل الله ان يجزيك خير الجزاء

وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتك

أخوك \ ابومبارك الودعاني

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من ستر على مسلم ستر الله عليه صادق الود :: القسم الإسلامـــي :: 4 12-11-2010 07:41 PM
مقاطعة شركة زين للإتصالات واجب على كل مسلم لن نعطيكم أموالنا لتسبو الصحابه إبن المدينه :: قسم المـواضيع الـعامــة :: 13 26-09-2010 04:17 PM
انتقل إلى رحمة الله الشيخ مسلم بن حفيظ الهواشله فهد الغريري :: قسم مناسبات وأخــبار الـدواسـر :: 13 10-09-2010 10:19 AM
سنن الوضوء والصلاة تومري :: القسم الإسلامـــي :: 5 30-08-2010 08:28 PM
مسلم في 100 يوم‎ بو فارس :: القسم الإسلامـــي :: 3 29-08-2010 10:13 PM

 


الساعة الآن 07:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---