الطرق تضيف 4 معلمين ومعلمات إلى قائمة ضحايا حوادث التعليم
مدير مستشفى النعيرية بجوار السائق المصاب أمس (تصوير : سرور محمد)
الدمام، النعيرية: سفر العزمان، نورة الهاجري، سرور محمد
لقيت معلمتان مصرعهما وأصيبت ثالثة وسائق بإصابات خطيرة نتيجة حادث انقلاب حافلة نقل معلمات تعرضوا له، صباح أمس، على طريق الدمام الخفجي.
وطبقاً لمصادر مرورية فإن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادث وقع بسبب نوم السائق المقيم الذي يقلّ المعلمات يومياً من مدينة الدمام إلى رأس مشعاب "80 كلم الخفجي".
وقالت معلومات طبية إن المعلمتين، هيفاء عامر الشمري ومزينة محمد العتيبي، تُوفيتا في موقع الحادث، فيما لا تزال المعلمة الثالثة، سناء العقيل، في حالة خطرة بعد إصابتها بكسور ونزيف داخلي في البطن. أما السائق، حسام سليمان، فإصابته متوسطة. وترقد المعلمة المصابة، حالياً،في مستشفى الخفجي العام، أما السائق ففي مستشفى النعيرية.
وقد هرعت إلى موقع الحادث فرق من دوريات مرور وشرطة محافظة الخفجي والهلال الأحمر، وتمّ إغلاق الطريق لمدة تجاوزت الساعة.
وأكد مدير مرور المنطقة الشرقية العميد محمد بن خالد الجوفان لـ(الوطن) الحادث ووصفه بـ"البشع"، وقال "لا يزال التحقيق جارياً". لكن الجوفان أكد أن الدلائل الأولية "تشير إلى نوم السائق أثناء القيادة مما أدى إلى خروجه عن الطريق وانقلاب السيارة عدة مرات".
من جانبه صرح مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية سامي السليمان أن "مستشفى محافظة الخفجي استقبل جثتي المعلّمتين، والمعلمة المصابة في السابعة من صباح أمس، وتم تقديم الخدمات العلاجية للمصابة التي أكد السليمان استقرار حالتها هي والسائق"، ووصف الإصابات بأنها "كسور متفاوتة". وأضاف "تم نقل المتوفيتين إلى مستشفى الدمام المركزي تمهيداً لتسليمهما إلى ذويهما".
ومن جهته نعى مدير عام التربية والتعليم للبنات بالمنطقة الشرقية الدكتور سمير العمران المعلّمتين قائلاً "إنهما توفيتا أثناء توجههما لأداء مهنتهما السامية". وكان العمران، صدفة، في جولة تفقدية لمحافظة الخفجي، أمس، عندما تلقّى نبأ الحادث، وقد زار موقع الحادث وتابع أعمال التحقيق.
وأوضحت مديرة مكتب الإشراف التربوي في محافظة الخفجي نوره الشهراني لـ(الوطن) أن المعلمة المتوفاة هيفاء العتيبي تدرّس مادة الرياضيات منذ ستة أعوام، وهي متزوجة ولديها طفلان أصغرهما عمره 18 شهراً.
أما زميلتها المتوفاة مزينة العتيبي فلها من الخدمة عامان وهي غير متزوجة. والمعلمة المصابة سناء العقيل لها من الخدمة عامان وهي متزوجة ولديها طفلة واحدة. وأضافت الشهراني أن الثلاث من سكان الدمام وسبق أن تقدمن بطلب نقل في العام الماضي إلا أن الحظ لم يُحالفهن.
وقالت مديرة المرحلة الابتدائية في المجمّع الذي تعمل فيه المعلمات شعيع العتيبي إن اليوم الدراسي في المجمّع توقف بسبب الحزن الشديد الذي أحاط بالمدرسة، وانتابت المعلمات والطالبات حالات من البكاء والانهيار، مما اضطر مديرات المراحل الثلاث إلى إخراج الطالبات والمعلمات في منتصف الدوام.
في حين قالت وكيلة ثانوية رأس مشعاب فاطمة البوعينين إنها شاهد عيان على الحادث، حيث كانت تستقل سيارة خلف سيارة الضحايا، وقالت إنها شاهدت انحراف السيارة المفاجيء نحو اليمين قبل أن تنقلب. وأضافت أنها لم تتعرف على الضحايا إلا من خلال كتب الرياضيات والفيزياء التي تناثرت من سيارة زميلاتها.
ومن جهته أوضح شاهد عيان آخر وهو ولي أمر معلمة يوصلها إلى مدرستها في النعيرية أنه كان أحد الذين باشروا الحادث في لحظاته الأولى حيث كانت المعلمة هيفاء تنطق الشهادة بمسمع منه وزوجته.
وفي سياق مماثل قال زوج المعلمة المصابة عبدالله عقيل الخان لـ(الوطن) إنه وابنته ذات السنة ونصف "الجوري" ينتابهما قلق شديد مما تعرضت له زوجته. موضحاً أنها أصيبت برضوض وكسور في الرجلين ونزيف داخلي في البطن ومن المقرر إخضاعها لعملية جراحية لإيقاف النزيف. وقال إن راتب زوجته لا يتعدى 5500 ريال ثلثه للمواصلات، وطالب الجهات المختصة بالتعامل مع آلية النقل بالأحقية وليست بالمحسوبيات، على حد قوله. وأضاف أنه غير مستعد للسماح لزوجته بمواصلة العمل في ظل مثل هذه الظروف الخطيرة.
من جهته ذكر مدير مستشفى النعيرية العام سعد بن سعود الأوصيفر لـ(الوطن) أن إسعاف الهلال الأحمر بالنعيرية أحضر مصاباً من الجنسية المصرية الساعة التاسعة صباحا وهو سائق الحافلة التي تعرضت لحادث انقلاب على طريق الدمام الخفجي صباح أمس، وقد تم إجراء الإسعافات اللازمة وعمل الأشعة وتبين أنه مصاب بكسر في عنق الفخذ وأعطي العلاجات اللازمة وحالته مستقرة. في حين أوضح السائق المصاب حسام سليمان "27 عاماً" لـ"الوطن" أنه يعمل بمهنة "عامل" وقدم إلى المنطقة الشرقية قبل ثلاثة أشهر ويعمل لدى شركة، ويقوم بنقل المعلمات في سيارة من نوع فان تويوتا موديل 2008 ، بشكل يومي من الدمام إلى الخفجي دون أن يفصح بأية معلومات عن الحادث.