بسم الله الرحمن الرحيم
الأربعين النووية لأبوزكريا محي الدين النووي
للعلامه محمد بن عثيمين رحمه الله:
( الحديث الأول )
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى . فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه )) .
رواه إماما المحدثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزيه البخاري الجعفي ، رقم ( 1 )
وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري رقم : [1907 ] رضي الله عنهما في (( صحيحيهما )) اللذين هما أصح الكتب المصنفة .
( الحديث الثاني )
عن عمر رضي الله عنه أيضا ، قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يري عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد . حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه علي فخذيه ، وقال : (( يا محمد أخبرني عن الإسلام )) .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الإسلام أن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداُ رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاٌ )) .
قال : صدقت .
فعجبنا له ، يسأله ويصدقه !
قال : فأخبرني عن الإيمان .
قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره .
قال : صدقت .
قال : فأخبرني عن الإحسان .
قال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فأن لن تكن تراه فأنه يراك .
قال : فأخبرني عن الساعة .
قال : وما المسؤول عتها بأعلم من السائل )) .
قال : فأخبرني عن أماراتها .
قال : (( أن تلد الأمة ربتها ، وأن تري الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان )) .
ثم انطلق ، فلبثت مليا ، ثم قال : (( يا عمر أتدري من السائل ؟ )) .
قلت : (( الله ورسوله أعلم )) .
قال : (( فإنه جبريل ، أتاكم يعلمكم دينكم )) رواه مسلم [ رقم : 8 ] .
( الحديث الثالث )
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان )) رواه البخاري [ رقم : 8] ومسلم[ رقم : 16 ] .
( الحديث الرابع )
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو الصادق المصدوق ـ : (( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك ، فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : يكتب رزقه ، وأجله وعمله ، وشقي أم سعيد ، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها . وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها )) رواه البخاري [ رقم 3208 ] ومسلم [ رقم : 2643 ] .
( الحديث الخامس )
عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) . رواه البخاري [ رقم : 2697 ] ، ومسلم [ رقم : 1718 ] .
وفي رواية لمسلم : (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) .
( الحديث السادس )
عن أبي عبد الله النعمان بن بشبر رضي الله عنهما ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن الحلال بين ، وإن الحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقي الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمي الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهى القلب )) رواه البخاري [ رقم : 52 ] ، ومسلم [ رقم : 1599 ] .
( الحديث السابع )
عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( الدين النصيحة )) .
قلنا : لمن ؟
قال : (( لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم )) رواه مسلم [ رقم : 55 ] .
( الحديث الثامن )
عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى )) [ رواه البخاري [ رقم : 25 ] ، ومسلم [ رقم : 22 ] .
( الحديث التاسع )
عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( وما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم علي أنبيائهم )) .
رواه البخاري [ رقم : 7288 ] ، ومسلم [ رقم : 1337 ] .
( الحديث العاشر )
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى طيب لا بقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا )) ، وقال تعالى : (( يا أبها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم )) . ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب ! يا رب ! ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب له ؟ .
رواه مسلم [ رقم : 1015 ] .
( الحديث الحادي عشر )
عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما ، قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( دع ما يريبك إلي ما يريبك )) .
رواه الترمذي [ رقم : 2520 ] والنسائي [ رقم : 5711 ] ؛ وقال الترمذي : حديث حسن صحيح .
( الحديث الثاني عشر )
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ))
حديث حسن ، رواه الترمذي [ رقم : 2318 ] ابن ماجه [ رقم : 3976 ] .
(الحديث الثالث عشر )
عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه ، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) .
رواه البخاري [ رقم : 13 ] ، ومسلم [ رقم : 45 ] .
( الحديث الرابع عشر )
عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يحل دم امرئ مسلم [ يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ] إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة )) .
رواه البخاري [ رقم : 6878 ] ، ومسلم [ رقم : 1676 ] .
( الحديث الخامس عشر )
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراُ أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه )) .
رواه البخاري [ رقم : 6018 ] ومسلم [ رقم : 47 ] .
( الحديث السادس عشر )
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني قال : (( لا تغضب )) فرد مرارا ، قال : (( لا تغضب )) .
رواه البخاري [ رقم : 6116 ] .
( الحديث السابع عشر )
عن أبي يعلي شداد بن أوسٍ رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الله كتب الإحسان علي كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته )) .
رواه مسلم [ رقم : 1955 ] .
( الحديث الثامن عشر )
عن أبي ذر جندب بن جنادة، وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن )) .
رواه الترمذي [ رقم : 1987 ] وقال : حديث حسن ، وفي بعض النسخ : حسن صحيح .
(الحديث التاسع عشر )
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، قال : كنت خلف النبى صلي الله عليه وسلم يوما ، فقال : (( يا غلام ! إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا علي أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ؛ رفعت الأقلام وجفت الصحف )) .
رواه الترمذي [ رقم : 2516 وقال : حديث حسن صحيح .
(الحديث العشرون )
عن أبي مسعود عقبه بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )): إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت )) .
رواه البخاري [ رقم : 3483 ] .
(الحديث الحادي والعشرون )
عن أبي عمرو ، وقيل : أبي عمرة ؛ سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه ، قال : قلت : يا رسول الله ! فل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك ؛ قال : (( قل : آمنت بالله ، ثم استقم )) .
رواه مسلم [ رقم : 38 ] .
( الحديث الثاني والعشرون )
عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما : أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أرأيت إذا صليت المكتوبات ، وصمت رمضان ، وأحللت الحلال ، وحرمت الحرام ، ولم أزد علي ذلك شيئا ، أأدخل الجنة ؟ قال : (( نعم )) .
رواه مسلم [ رقم : 15 ] .
(الحديث الثالث والعشرون )
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن ـ أو نملأ ـ ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك ؛ كل الناس يغدو ، فبائع نفسه فمعتقها ، أو موبقها )) .
رواه مسلم [ رقم : 223] .
( الحديث الرابع والعشرون )
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى ، أنه قال : (( يا عبادي : إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما ؛ فلا تظالموا .
يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم .
يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم .
يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم .
يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ؛ فأستغفروني أغفر لكم .
يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني .
يا ! عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أتقي قلب رجل واحد منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئا .
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب واحد منكم ، ما نقص ذلك من ملكي شيئا .
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واجد ، فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر .
يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ؛ فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )) .
رواه مسلم [ رقم : 2577 ] .
( الحديث الخامس والعشرون )
عن أبي ذر رضي الله عنه أيضا ، أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور ؛ يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم . قال : (( أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة ، وفي بضع أحدكم صدقة )) .
قالوا : يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟
قال : (( أرأيت لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال ، كان له أجر ))
رواه مسلم [ رقم : 1006 ] .
( الحديث السادس والعشرون )
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كل سٌلامي من الناس عليه صدقه كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة ، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له غليها مناعة صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ،وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة )) .
رواه البخاري [ رقم : 2989 ] ، ومسلم [ رقم : 1009 ] .
(الحديث السابع والعشرون )
عن النوّاس بن سمعان رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس )) .
رواه مسلم [ رقم : 2553 ] .
وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : (( جئت تسأل عن البر ؟ )) قلت : نعم ؛ فقال : (( استفت قلبك ؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاك الناس وأفتوك )) .
حديث حسن ، رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل [ 4/ 227 ] ، و الدارمي [ 2/ 246 ] بإسناد حسن .
(الحديث الثامن والعشرون )
عن أبي نجيح العرياض بن سارية رضي الله عته ، قال : ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله ! كأنها موعظة مودع فأوصنا ) قال : (( أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد ، فإنه من يعش منكم فسيري اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها , وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثةٍ بدعة وكل بدعة ضلالة )) .
رواه أبو داود [ رقم : 4607 ] والترمذي [ رقم : 2676 ] وقال : حديث حسن صحيح .
( الحديث التاسع والعشرون )
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، قال : قلت : يا رسول الله ! أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار ، قال : (( لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله عليه : تعبد الله لا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت )) ثم قال : (( ألا أدلك على أبواب الخير ؟ : الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل )) ثم تلا : { تتجافي جنوبهم عن المضاجع } حتى بلغ { يعملون } [ 32 سورة السجدة / الآيتان : 16 و 17 ] ثم قال : (( ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ قلت : بلي يا رسول الله ، قال : (( رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد )) ثم قال : (( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ )) فقلت : بلى يا رسول الله ! فأخذ بلسانه وقال : ((كف عليك هذا )) قلت : يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : (( ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم ـ أو قال : (( على مناخرهم )) ـ إلا حصائد ألسنتهم ؟ ! )) .
رواه الترمذي [ رقم : 2616 ] وقال : حديث حسن صحيح .
( الحديث الثلاثون )
عن أبي ثعلبة الخشتي جرثوم بن ناشر رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : (( إن الله تعالي فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدودا فلا تعتدوها ، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها )) .
حديث حسن ، رواه الدار قطني [ (( في سننه )) 4/184 ] ، وغيره .
( الحديث الحادي والثلاثون )
عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ، فقال : (( ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس )) .
حديث حسن ، رواه ابن ماجه [ رقم : 4102 ] ، وغيره بأسانيد حسنة .
( الحديث الثاني والثلاثون )
عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا ضرر ولا ضرار )) .
حديث حسن ، رواه ابن ماجه [ راجع رقم : 2341 ] والدار قطني [ رقم : 4/ 228 ] في ( الموطأ ) عن عمرو بن يحيي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، فأسقط أبا سعيد ، وله طرق يقوي يعضها بعضا .
( الحديث الثالث والثلاثون )
عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : (( لو يعطي الناس بدعواهم ، لادعى رجال أموال قوم ودماءهم ، ولكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر )) .
حديث حسن ، رواه البيهقي [ قي (( السنن )) 10/252 ] وغيره هكذا ، وبعضه في الصحيحين )) .
( الحديث الرابع والثلاثون )
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان )) .
رواه مسلم [ رقم : 49 ] .
( الحديث الخامس والثلاثون )
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، و لا تدابروا ، ولا يبع بعضكم علي بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو السلم ، لا يظلمه ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى ها هنا )) ويشير صلى الله عليه وسلم إلى صدره ثلاث مرات ـ ( بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم علي المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ))
رواه مسلم [ رقم : 2564 ] .
( الحديث السادس والثلاثون )
عن أبي هريرة رضي الله عته ، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عته كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر علي معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ستره الله قي الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس قيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، وما اجتمع قوم قي بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيما عنده ، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه )) .
رواه مسلم [ رقم : 2699 ] بهذا اللفظ .
( الحديث السابع والثلاثون )
عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال : (( إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات ، ثم بين ذلك ، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله واحدة )) .
رواه البخاري [ رقم : 6491 ] ، ومسلم [ رقم : 131 ] ، في صحيحيهما )) بهذه الحروف .
( الحديث الثامن والثلاثون )
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى قال : من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها . ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ؛ ولئن استعاذني لأعيذنه )) .
رواه البخاري [ رقم : 6502 ] .
( الحديث التاسع والثلاثون )
عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )) .
حديث حسن ، رواه ابن ماجه [ رقم : 2045 ] والبيهقي [ والسنن )) 7/356 ] وغيرهما .
( الحديث الأربعون )
عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي ، فقال : (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )) .
وكان ابن عمر رصي الله عنهما يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك .
رواه البخاري [ رقم : 6416 ] .
( الحديث الحادي والأربعون )
عن أبي محمد عبد الله بن عمرو بت العاص رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به )) .
حديث حسن صحيح . رويناه في كتاب (( الحجة )) بإسناد صحيح .
( الحديث الثاني والأربعون )
عن أنس رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى : يا ابن آدم ! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم ! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن آدم ! إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطابا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )) .
رواه الترمذي [ رقم : 3540 ] وقال : حديث حسن صحيح .
( الحديث الثالث والأربعون )
عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألحقوا الفرائض بأهلها ، فما أبقت الفرائض ، فلأولى رجل ذكر .
رواه البخاري [ رقم : 6732 ] ، ومسلم [ رقم : 1615 ] .
( الحديث الرابع والأربعون )
عن عائشة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة ))
رواه البخاري [ رقم : 2646 ] ، وسلم [ رقم : 1444 ] .
(الحديث الخامس والأربعون )
عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلى عليه وسلم عام الفتح وهو بمكة يقول : (( إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام فقيل : يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة ، فأنه يطلى بها السفن ، ويدهن بها الجلود ، ويستصبح بها الناس ؟ قال : (( لا ، هو حرام )) ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : (( قاتل الله اليهود ، إن الله حرم عليهم الشحوم ، فأجملوه ، ثم باعوه ، فأكلوا ثمنه )) .
رواه البخاري [ رقم : 2236 ] ، ومسلم [ رقم : 1581 ] .
( الحديث السادس والأربعون )
عن أبي بردة ، عن أبيه أبي موسي الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن ، فسأله عن أشربه تصنع بها ، (( فقال : (( وما هي ؟ )) قال : البتع والمزر ، فقيل لأبي بردة : وما البتع ؟ قال : نبيذ العسل والمذر نبيذ الشعير ، فقال : (( كل مسكر حرام )) .
رواه البخاري [ رقم : 6214 ] .
(الحديث السابع والأربعون )
عن المقدام بن معد يكرب قال : سمت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطن ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه ))
رواه أحمد [ رقم : 4/132 ] ، والترمذي [ رقم : 2380 ] ، وابن ماجه [ رقم : 3349 ] ، وقال الترمذي حديث حسن .
(الحديث الثامن والأربعون )
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : أربع من كن فيه كان منافقا ، وإن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر )) .
رواه البخاري [ رقم : 34 ] ، ومسلم [ رقم : 58 ] .
( الحديث التاسع والأربعون )
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( لو أنكم توكلون علي الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً ، وتروح بطاناً )) .
رواه أحمد [ رقم : 1/ 30 و 52 ] ، والترمذي [ رقم : 2344 ] ، والنسائي في (( الكبرى )) كما في ((التحفة )) [ رقم : 8/ 79 ] ، وابن ماجه [ رقم : 4164 ] . وصححه ابن حبان ( 730 ) ، والحاكم 4/318 ، وقال الترمذي : حسن صحيح .
(الحديث الخمسون )
عن عبد الله بن بسر قال : أتى النبي صلي الله عليه وسلم رجل ، فقال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا، فباب نتمسك به جامع ؟ قال : (( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل )) .
رواه أحمد [ رقم : 188و 190] .
أطلب الثبيت
ولاتنسوني بدعاؤكم