كان الشيخ:
عبد الله بن عبدالرحمن ال مبارك من بني تميم
منذ نعومة اظفاره يحب القراءه والاطلاع في أمهات الكتب لذلك برز نبوغه الذهنى وهو في سن مبكرة ، فقد تولى الإمامه في مسجد البرية وهو في سن الخاسة عشر من عمره ولمكانته العلمية في أوساط أسرته انتقل إلى البحرين كأول عمل له إماماً ومرشداً ومديراً لأول مدرسة ابتدائية بالبديع في البحرين وذلك في عام 1351هـ ، وعن سبب انتقاله وفي مقابله مع الشيخ عبد الله يقول فيها : كان هناك صديق لوالدي يدعى جبر بن محمد العماري عرض على عده وظائف فى : البحرين منها كاتب عند التجار وأخبرته بعدم موافقتها لي وفي أحد الأيام أخبرنى بأنه وجد لي وظيفة إمام مسجد في قرية البديع والتى نزح منها الدواسر إلى المملكة في الخبر والدمام ، وأخبرت عمي الشيخ عبد العزيز بن حمد بذلك ، ولكنه سألني هل أجيد الخطابة ؟ وأخبرنه بقدرتى على ذلك وأعطانى خطاباً إلى عيسى بن أحمد الدوسري أحد زعماء الدواسر بالبحرين وعند دخولي عليه في مجلسه تقدم لى شخص من الدراويش وعمل بيده هكذا مشيراً إلي ان كنت سأخطب بهم وقلت : نعم ، ونادى المنادى في القرية أن لدينا جمعة حيث كانوا من قبل متفرقين لأن إمامهم متوفى ولا يوجد أحد يصلي بهم الجمعة وصليت بهم الجمعة واستطرد قائلاً وهنا تخطر ببالي قصة . أنه عند مجيئي إلى البحرين كنا مع العم الشيخ عبد العزيز بن حمد والشيخ صالح بن محمد والشيخ عبد الله بن عبد العزيز والشيخ عبد الطيف بن عبد العزيز في سفينة واحده . وكانت تخطو بنا خطوات بطيئة فضاقت صدور المشيخ . فالتفت علي الشيخ عبد العزيز بن حمد قائلاً : أنشدنا ياشيخ عبد الله فأنشدت لهم بعض الأبيات الشعرية فأنشرحت صدورهم وقدمت لهم القهوه فجلس الذي يصب القهوة إمامى وأخذ يسلم علي ثم قال : قل يا الله فقلتها ثلاث مرات وقال : عساني أراك على المنبر في البديع ، وبعد وصولي البحرين خطبت الجمعة بالبديع وكان هذا الرجل واقفاً إمامى وقال لي : هل رأيت أن دعوة الفقراء مجابة عند الله وكان له درس في الحديث بعد صلاة العصر في المسجد يرشد الناس ويعظهم إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم وقد مكث في البحرين قرابة تسع سنوات كان خلالها محل حفاوة وتقدير من قبل حكام البحرين وشيوخ الدواسر وكانت له مواقف إنسانية هناك ، ومن مواقفه أنه أشارعلى أحد أصحاب الأملاك والعبيد بعتق أربعين عبداً مملوكاً ولمكانة الشيخ في نفوس الناس استجاب هذا الرجل وأعتق العبيد .
كان من خيرة من قام بالتدريس في ذلك الوقت ونظراً لظروف والده الصحية استدعاه ليقوم بالإمامة نيابة عنه في مسجد البرية وفي نفس السنة اختير من ضمن أوائل المدرسين الذين درسوا في مدرسة الهفوف الأولى فتم تعيينه عام 1359هـ فكان يدرس مادة التوحيد والفقه والحديث ، وفي مقابلة مع أحد طلبته وهو الشيخ حمد العمر ذكر لي بأن الشيخ عنده أسلوب مميز في التدريس وفي توصيل المعلومات الدينيه إلى أذهان الطلاب ، بحيث يجعل أنظارهم متجهة إليه وإلى شرح المادة التي يقوم بتدريسها لأنه يأتي بها بأسلوب الحكايات والقصص التي تلفت أنظارالطلبة إليه وترسخ هذه المعلومات في أذهانهم وكثيراً ما كان يستشهد بأبيات من الشعر ونحوه عندما يلزم الأمر لتأديب طالب أو توجيهه وتوعيته بدلاً من الضرب وقد مكث في المدرسة المذكورة قرابة العشر سنوات كان خلالها مثالاً للجد والأخلاص والتفاني في العمل وقد تخرج على يده جملة من الطلبة الذي كان لم دور بارز في مجتمعنا .
وامتدح الشيخ عيسى بن احمد البن سعد الدموخ قالا
إليك فتـى الفتيـان ابعـث مالكـا
يعبر عما فى الضمير مـن الوجـد
فإنـى وان كنـت البعيـد ديـاره
لماغيرت كف الحوادث مـن عهـد
مقيم على عهد المحبـة والصفـا
وذكراكم غـدي ألـذ مـن الشهـد
على أننى فـي دار قـوم تعشـوا
جسام المعالي من شيوخ ومن مرد
رئيسهم في الفضل عيسى ومن لهم
رئيس كعيسى لا يوالون في مجـد
تردى رداء المجـد كهـلاً ويافعـاً
ونال العلا طفلاً ومذ شب من مهـد
فلو رمت أملي ماله مـن فضائـل
لجردت جل الصحف فيه ولم أجـد