07-01-2008, 09:02 PM | #1 | ||
|
الحزم ::: كتمان الحب و البغض
قرأة كلاما واعجبني وحبيت ان تستفيدوا منه من أراد اصطفاء محبوب ، المحبوب نوعان : امرأة يقصد منها حسن الصورة ، و صديق يقصد منه حسن المعنى . الحزم كتمان الحب و البغض فإذا أعجبتك صورة إمرأة فتأمل خلالها الباطنة مديدة قبل أن يتعلق القلب بها تعلقاً محكماً ، فإن رأيتها كما تحب ـ و أصل ذلك كله الدين كما قال : عليك بذات الدين ـ فمل إليها و استولدها . و كن في ميلك معتدلاً ، فإنه من الغلط أن تظهر لمحبوبك المحبة ، فإنه يشتط عليك ، و تلقى منه الأذى من التجني و الهجران و الإدلال و طلب الإنفاق الكثير ـ و إن كانت تحبك ـ لأن هذا إنما يجتلبه حب الإدلال و التسلط على المقهور . و ثم نكتة عجيبة ، و هو أنك ربما عملت بمقتضى الحال الحاضرة ، و هي تحكم بكمال الحب ، ثم إن ذلك لا يثبت إليك فتقع و تبقى مقهوراً ، و يصعب عليك الخلاص . و ربما تمكنت بمعرفة سرك أو بأخذ كثير من مالك . و من أحسن ما بلغني في هذا أن جارية لبعض الخلفاء كانت تحبه حباً شديداً ، و لا تظهر له ذلك ، فسئلت عن هذا ، فقالت : لو أظهرت ما عندي فجفاني هلكت ، قال الشاعر : لا تظهرن مودة لحبيب فترى بعينك منه كل عجيب أظهرت يوماً للحبيب مودتي فأخذت من هجرانه بنصيبي و هكذا ينبغي أن تكتم بعض حبك للولد ، لأنه يتسلط عليك ، و يضيع مالك ، و يبالغ في الإدلال ، و يمتنع عن التعلم و التأدب . و كذلك إذا اصطفيت صديقاً و خبرته ، فلا تخبره بكل ما عندك ، بل تعاهده بالإحسان كما تتعاهد الشجرة ، فإنها إذا كانت جيدة الأصل حسنت ثمرتها بالتعاهد ، ثم كن منه على حذر فقد تتغير الأحوال ، و قد قيل : إحذر عدوك مرة و احذر صديقك ألف مرة فلربما انقلب الصديق فكان أدرى بالمضرة و أما إذا أبغضت شخصاً لأنه يسوؤك فلا تظهرن ذلك ، فإنك تنبهه على أخذ الحذر منك ، و تدعوه إلى المبارزة ، فيبالغ في حربك و الإحتيال عليك ، بل ينبغي أن تظهر له الجميل إن قدرت ، و تبره ما استطعت حتى تنكسر معاداته بالحياء من بغضك . فإن لم تطق فهجر الجميل ، لا تبين فيه ما يؤذي . و متى سمعت عنه كلمة قذعة فاجعل جوابها كلمة جميلة . فهي أقوى في كف لسانه . و كذلك جميع ما يخاف إظهاره ، فلا تتكلمن به . فربما وقعت كلمة أسقطت بها عز السلطان ، فنقلت إليه ، فكانت سبب هلاكك . أو عن صديق فكانت سبب عداوته ، أو صرت رهيناً لمن سمعها خائفاً أن يظهرها . فالحزم كتمان الحب و البغض . و كذا ينبغي أن تكتم سنك فإن كنت كبيراً استهرموك ، و إن كنت صغيراً استحقروك . و كذلك مقدار مالك ، فأنه إن كان كثيراً نسبوك في نفقتك إلى البخل و إن كان قليلاً طلبوا الراحة منك . و كذلك المذهب ، فإنك إن أظهرته لم تأمن أن يسمعه مخالف فيقطع بكفرك . و قد أنشدنا محمد بن عبد الباقي البزار : احفظ لسانك لا تبح بثلاثة سن و مال ، ما استطعت و مذهب فعلى ثلاثة تبتلى بثلاثة بمموه و مخرف و مكذب
|
||
|
08-01-2008, 03:17 PM | #4 | ||||||
|
رد: الحزم ::: كتمان الحب و البغض
كلام طيب الله يعطيك العافيه
|
||||||
|
09-01-2008, 12:30 AM | #5 | ||
|
رد: الحزم ::: كتمان الحب و البغض
اشكركم على ردودكم
|
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قامــــــــــــوس الحـــــــــــــب | عقاب بن هذال ال بريك | :: قسم المـواضيع الـعامــة :: | 13 | 09-02-2012 03:17 PM |
وسائل التربية بالحب.. | الحرالابيض2 | :: القسم الإسلامـــي :: | 6 | 13-10-2010 02:09 AM |
الحب الحقيقي ... | صادق الود | :: القسم الإسلامـــي :: | 7 | 24-08-2010 09:58 AM |
هـــــــــذا هـــو أحساااااااااااسي بالحـــــــــــــب | ابومحمدالودعاني | :: قسم المـواضيع الـعامــة :: | 4 | 07-06-2010 11:07 PM |
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||