07-11-2007, 09:30 PM | #1 | ||
|
(الزار) ممارساته و طقوسه وثنيه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ؛ و الصلاة و السلام على محمد رسول الله و على آله و أصحابه أجمعين . أما بعد أعرف أن الكثيرين من الناس و الشباب منهم خاصة ، يقبلون بشغف على التجمعات و الأماكن التي يمارس فيها (( الزار )) . و المشكلة في ذلك أن السواد الأعظم ممن يقبلون على (( الزار )) ، لا يعرفون الكثير من الحقائق العلمية و الشرعية و النفسية المترتبة على حضور حلقات (( الزار )) . و من هنا جاءت فكرة كتابة هذا المبحث عن (( الزار )) و بيان ما يصاحبه من (( شرك أكبر )) ، و حضور مكثف من الشياطين و الجن ؛ مما يجعل جميع الحضور عرضه حقيقية للتعرض للإصابة بالمس و العياذ بالله. و من خلال هذا المبحث نواصل تعريتنا للكثير من الممارسات الخاطئة ، لا سيما المصحوبة بمظاهر شركية أو بدعية ، و نحاول أن نقدم لكم نقد علمي و منهجي مستند على أدلة شرعية و علمية لحقيقة (( الزار )) . و الله ولي التوفيق . * أصل و منشأ الزار تقول الباحثة نورة الشيخ حامد عطى : ( من العادات الغرائبية والتي دخلت إلى الثقافة العربية طقوس الزار والذي عرفه العالم الغربي في فتراته المتأخرة حيث عرف كما قيل في القرن التاسع عشر حيث لم يعرف قبل هذا القرن و لم ترد إشارات عنه أو وصف مقارب له ) تضيف الباحثة له ( و الزار في أصله طقس وثني للقبائل الأفريقية البدائية ، انتقل من الحبشة إلى السودان ثم إلى مصر فباقي البلاد العربية ولفظ زار محرف من جار ـ إله وثني عند الكوشيين ـ ثم غدا في الحبشة بعد دخول النصرانية عفريتاً حقودا . ) . * تعريف الزار جاء في دائرة المعارف الإسلامية : إن كلمة زار مشتقة من جار DJAR كبير آلهة الكوشيين الذي يتغير اسمه لدى بعض الطوائف إلى يارو YARO أو دارو DARO ، وظهر منه في إطار المسيحية الحبشية اسم روح شريرة هو زار ZAR الذي استعـاره المسيحيون الأحباش من بعض القبائل الوثنية . وطبقاً لكيندي " فإن البحث قد يكشف أن المعالجات العاطفية التي توصل إليها ما يطلق عليه البدائيون بمعتقداتهم غير الرشيدة لها قوة أعظم للتعامل مع بعض القوى غير المفهومة بوضوح لخفايا جسم الإنسان أكثر من الوسائل الأخرى التي لم تستطع الانفلات من الافتراضات المتأصلة في نموذج الشخص الراشد . ويمكن أن ننظر إلى حفل الزار من خلال ما وصفه كيندي بـ " حلم المسرح الثقافي " . ومما تعلمناه فإن علم النفس يلعب دوراً رئيساً في رقصة الزار ويحفز المشاركين عاطفياً نغم إيقاعاتها والموسيقى والحركة . ومعظم الذين يشاركون ، وخاصة الراقصين ، هم مجموعات لا يرضى المجتمع عن أدائهم لهذا الدور . * الزار و علاقته بالكنيسة يقول الدكتور فهد الطياش ـ مدير الشركة السعودية للأبحاث ـ في دراسة أنثروبولوجية صفية عن الكيفية التي يمارس به السعوديون أغاني السامري ، و كيف ارتبطت هذه الممارسات برقصات الزار : إن ارتباط أغاني السامري برفقة الزار حديث عهد بالجزيرة العربية بعد انتشار الجهل ، كما أن مفهوم الزار غريب ومنافٍ لروح العقيدة ، وفكرة أن الأرواح المؤمنة أو الجن المؤمنين يسيطرون على أفراد من الإنـس شبيهة بما يعتقده الزنوج النصارى من المعمدانيين Paptist خاصة حلال طقوس الكنيسة . ومن خلال ملاحظتي - يقول فهد الطياش - لما يقدم من تلك الطقوس الدينية خاصة في منطقة ديترويت - نرى أن هؤلاء الناس يقومون بمثل ما يقوم به راقص الزار في الجزيرة العربية (!!) ولكن الاختلاف في مصدر الإثارة والنشوة ، ففي الطقوس الكنسية نرى أن مصدر الإثارة هو الإلقاء الدرامي أو غناء الكورال الذين يؤدون التراتيل . أما في قصة الزار فنرى أن مصدر الإثارة هو موسيقى السامري وغناؤه . الأداء يبدأ في الكنيسة عادة بترتيل بسيط ، ومن ثم يتصاعد في الحدة والإثارة إلى حـد درامي يثير لدى الشخص النشوة ، والإحساس بأن قدرة علوية تسيطر عليه ، بينما نرى في رقصة الزار أن الحافظ يردد قصيدة معينة، يردده خلفه المغنون ، وفي كلتا الحالتين فإن مؤثراً حسياً يؤثر في أشخاص بأعيانهم ، وتختلف التفسيرات: ففي الكنيسة يقال إن سبب الإثارة هو سيطرة روح القدس على الشخص ، بينما في الزار يقال إن الجني سيطر عليه . * أقسام الزار و ينقسم (( الزار )) من حيث الطقوس و الممارسات في العالم العربي إلى قسمين:- القسم الأول : و هو المنتشر في معظم البلدان العربية ، و هو القسم الأخطر و الأكثر دجلاً و شعوذة ، حيث يزعم منظموا حفلت الزار في هذه البلدان ، أن (( الزار )) يكون سبباً في شفاء المرضى من الإضرار التي تصيبهم من الأرواح الشريرة ، وبالتالي فإنهم يقومون بحفلات زار يقدم فيها المريض الكثير من القربات للأسياد و المشعوذين . و يكثر هذا النوع من (( الزار )) في مصر و السودان و اليمن و دول المغرب العربي و الشام . أما القسم الثاني : و هو ((الزار )) الذي يحدث في الإعراس و الحفلات مع رقصات السامري و الخبيتي وما شابهها و السمسمية أو بعض المؤثرات الموسيقية الأخرى . و سيكون تركيزنا في هذا المبحث ـ بإذن الله ـ على [COLOR="magenta"]القسم الثاني من الزار .[/COLOR] * طقوس (( الزار )) في الخليج و نقصد ـ هنا ـ القسم الثاني من ( الزار ) ، أي الزار في دول الخليج العربي . فنقول : غالباً ما تحدث حالات (( الزار )) في مجتمعات الرجال أو النساء ، في الإعراس أو الحفلات الخاصة و المناسبات المختلفة التي يكون فيها طرب و رقص و خاصة إذا كان نوع الطرب من الألوان الشعبية مثل : الخبيتي أو السامري بمصاحبة الدفوف أو الطار أو السمسمية أو غير ذلك من الالآت الموسيقية الأخرى . و ما يحدث هو أن الطرب يسبب لبعض الأشخاص حالة اندماج شبهة هستيرية مع أجواء الطرب ، فتجده يقوم بممارسة الرقص برشاقة متناهية ، حتى يصل إلى درجة (( الزار )) ، و في هذه المرحلة لا يتحكم الراقص بجسمه ، بل يسيطر عليه ـ أي الجسم ـ قرينه من الجن . و عندما يقترب ( المنزار ) ـ هكذا يقال عامياً ـ من الجمهور ، تجدهم يقومون بزيادة حدة التصفيق له ؛ خشية أن يؤذيهم . فهناك اعتقاد بأن ( المنزار ) يؤذي من لا يصفق له . و بالتالي فإن هذا ( المنزار ) يسقط مغشياً عليه في الأرض . فتجده في حالة من الإرهاق و التألم . فيقترب الآخرون منه في محاولة لإيقاظه مرة أخرى . و من هنا يتم سؤاله عن بيته ؟ . و السؤال ـ هنا ـ للجن المتلبس للشخص . فيخبرهم بالبيت الذي من شأنه إيقاظه . فيقومون بتأدية هذه الأغنية . فينهض ( المنزار ) . و يرقص بذات الطريقة السابقة حتى يعود إلى حالته الطبيعية . و هذه الطقوس متشابهة إلى حد كبير في معظم مناطق المملكة و دول مجلس التعاون الخليجي . و قدم الدكتور فهد الطياش ـ مدير الشركة السعودية للأبحاث ـ دراسة أنثروبولوجية وصفية عن الكيفية التي يمارس به السعوديون أغاني السامري ، و كيف ارتبطت هذه الممارسات برقصات الزار . و من المقابلات التي اعتمدها الدكتور الطياش في دراسته هذه ، مقابلتين مع شخصين سعوديين قاما فعلياً بممارسة طقوس الزار . كما قدم الدكتور محمد الحربي تحقيقاً صحفياً جميلاً ـ ولكنه موجزاً ـ بجريدة عكاظ عدد ( 13285 ) تحت عنوان : (( الساقطون في حلبة الجان . . . الصرع و الزار . . دراما مسرحية أم عبث تقمصي ؟ ) . * أسياد (( الزار )) من الجن يقول الدكتور فهد الطياش : وينقسم الأسياد في الزار إلى مجموعات مختلفة منها : المجموعة الإقليمية : وتضم الأرواح السودانية والحبشية ، والصعيدية ، والعربية والمغربية والجبلاوي . المجموعة القبطية : وتضم علياً ، والحسين ، وفاطمة ، ونفيسة ، وسكينة ، وأبا بكر - رضي الله عنهم - كما تضم مشاهير الأولياء كالبدوي ، والدسوقي ، والرفاعي ، والبيومي ، والقطب المتولي ، وأبي العـلا ، والشافعي ، والليث . إلا أني أرى أن مثل هذا التقسيم الذي ذهب إليه الدكتور الطياش ، يعاني من الضيق و الحصر ، و هو أمر غير منهجي خاصة و نحن نتكلم عن عالم الجن ، و هو عالم غيبي واسع و ممتد ، و من الصعوبة بمكان حصر جن (( الزار )) من خلال هذا التقسيم المحدود . ولا شك أن جن (( الزار )) ممتد إلى تقسيمات أكبر وأكثر من ذلك بكثير . والله أعلم . هل (( الزار )) حقيقة أم تمثيل متقن ؟ هناك ثلاثة أقسام لمن يصابون بـ (( الزار )) . و هي : القسم الأول : و هم أشخاص يعانون من المس . و يصابون فعلياً بالزار . و ما يقومون به من طقوس حادة في الرقص هو حقيقة و بفعل الجن . لذا تجدهم في حالة مخزيه و مذله من التخبط . يقول تعالى : ( كالذي يتخبطه الشيطان من المس ) . فما يتعرضون له من تخبط هو بفعل الشيطان ـ نسأل الله العافية و الصلاح ـ و يقول تعالى : (وَمَن يَكُنِ الشّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَآءَ قِرِيناً ) . و يقول تعالى : ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرّحْمَنِ نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنّهُمْ لَيَصُدّونَهُمْ عَنِ السّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنّهُم مّهْتَدُونَ * حَتّىَ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَلَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ) . [الزخرف: 36 – 38]. و على من يجد نفسه ضمن هذا القسم ، أن يحصن نفسه بالقرآن الكريم و الأذكار الواردة في السنة الشريفة ، و الذهاب إلى من يرقيه من المشائخ وأهل العلم ؛ حتى يخرج هذا الجني من جسمه . و نلاحظ في المصنفين تحت هذا القسم أنهم يقومون بتصرفات غريبة و قد تكون خارقة لما يفعله البشر ، كأن يحمل جمراً في راحتيه دون أن يتألم أو يتأثر ، وقد يستخدم بعض أنواع البخور كالجاوني و غيره . أو يرتدي (( خاتم الزار )) ، أو أن يشقق ملابسة ، أو تراه يأمر بإبعاد أحد الجالسين لأنه جنباً أو شراب لسكر . أو حتى قد يقوم بضرب أو رفس بعض المتجمهرين . القسم الثاني : و يندرج تحت هذا القسم ( الواهمون ) . و هؤلاء أشخاص يحبون الطرب و السمر حتى نخاع ـ نسأل الله لنا و لهم الهداية ـ و يصلون لدرجة من التأثر و النشوة حتى يخيل إليهم فعلياً أنهم و صلوا مرحلة (( الزار )) و هذا من الوهم فقط . و هؤلاء مخطورون فعلاً من قبل الشياطين المتربصة بهم ، فالشياطين و الجن دائما ما تحضر حفلات و سهرات الزار ، و قد يجدون في هؤلاء بيئة خصبة للتسلسل إليهم وإصابتهم بالمس . القسم الثالث : و أصحاب هذا القسم يقومون بالتطفل و ( التمثيل ) ، و ذلك رغبة منهم في حصد إعجاب الحاضرين و لفت انتباههم ، و كذلك لإعجابهم و تأثرهم بمن يصيبهم (( الزار )) . و تجد أن المندرجين تحت هذا القسم غالباً ما ينسحبون عن ساحة أو حلقة الرقص عندما يشاهدون (( منزار )) حقيقي . * الزار صوره من صور الشرك الأكبر الزار (( الحقيقي )) شرك أكبر يخرج صاحبه من الملة . و الزار (( العبثي )) محرم لما فيه من تشبه و تأثر بالزار الشركي و العياذ بالله . و أصل ( الشرك الأكبر ) في الزار . ما يعرف بـ ( تسكين الجن ) ، و العملية ببساطة ، عندما يصاب الراقص بالزار ـ أي يتحكم فيه الجني المرافق له ـ فإن هذا الشخص يصرع و يسقط على الأرض ـ و هذا مدخل الشرك الأكبر . لماذا ؟!! ـ من هنا يقوم بعض المتجمهرين بمحاولة إيقاظ الشخص (( المنزار )) . و لكن كيف يقومون بإيقاظه ؟ . هل بقراءة القرآن والرقية الشرعية عليه ؟ . لا وربي . بل يقومون بعملية (( تسكين الجن )) و هو إرضاء الجن حتى لا يؤذي (( المنزار )) . فيقوم الجني بطلب أغنية معينة على لسان (( المنزار )) فيقومون بغنائها له حتى يعود هذا الشخص إلى حالته الطبيعية . و هذا نوع من تسكين الجن . و هو شرك أكبر . و في بعض المناطق يشعلون نوع معين من البخور ، يبخرون (( المنزار )) به . طبعاً هناك أنواع أخرى (( لتسكين الجن )) لا تحدث في حلقة الزار مثل الذبح لغير الله و أمور شركية أخرى . وهناك نوع أخر من (( تسكين الجن )) . نشاهده بكثرة في حلقات (( الزار )) . و هو عن طريق ما يعرف بـ (( خاتم الزار )) . فهذا الخاتم يلبسه بعض الأشخاص لتسكين الجن المرافق له حتى لا يؤذيه ، و هو من الشرك الأكبر المخرج من الملة لما فيه من خوف و تقرب إلى غير الله و الاعتقاد بأن الجن يضر من دون الله و ما في ذلك من تعطيل للتوكل على سبحانه و تعالى . و ننصح من ابتلوا بذلك بالذهاب إلى الرقاة و العلاج بالرقية الشرعية . * العبث التقمصي ويقول فضيلة الشيخ صالح بن سعد اللحيدان أمين عام البحث العلمي والمستشار بوزارة العدل عن الزار : الزار ويسمى الزيران هو نوع من العبث التقمصي ولا يخلو من بلد إلا ما شاء الله تعالى ، وقد نقل إلي وصفه وحالته وأصحابه وقد تبين لي بعد دراسة علمية مطولة ومكثفة وبحكم تخصصي القضائي الدقيق وعضويتي لمدة طويلة في الجمعية العالمية للصحة النفسية ، وهي جمعية طبية عالية القيمة ذات أبعاد علمية مركزة حول الأمراض النفسية والعقلية وما يتبعهما تبين لي ما يلي : إن قسماً من الزار تهويلي وإيحائي باطني يسيطران على شعور " الإنسان المتقمص " فيرقص ويرعد ويزبد وقد يتلوى ويسقط ويهذي . وهذا النوع هو الأكثر ، خاصة إذا كان صاحبه من النوع الجريء العجول الذي ينشد البديل عن شيء فقده ، وغالباً هذا الصنف من الناس عوام ، والدافع لهؤلاء آثار نفسية عميقة أثناء الطفولة المبكرة لتربية خاطئة أو صحبة سيئة أو حب الشهرة وجمع المال الحرام . والغريب أن جملة من هذا النوع يصدق نفسه أنه " ذو زار " يستخدم الجن ويحضرهم ويتلبسونه ، وقد يصل الأمر بهذا النوع إلى تخيل ما لا حقيقة له تجسيداً لتصوراته وخيالاته . وهذا النوع من الناس غالبهم بجانب ما مضى أذكياء لكنهم أنزلهم الشيطان ولم يوفقوا إلى تربية حسنة واعية. والقسم الثاني : هم من يديرون حفلات الزار ويرغبون فيها فيستغلون جهل أو طيبة بعض الناس فيخططون للحفلات تخطيطاً عجيباً مستغلين السذج من النوع الأول . والقسم الثالث : المهرج أو الذي يملك من الحيل النفسية وخفة الحركة واليد الشيء الكثير بحيث يظن من يراه وهو يلعب أو يرقص أو يتمدد على الأرض ويقوم ويقعد أنه قد لبسته الجن وبخفة عجيبة قد يريهم نوعاً من العطور كالجاوني أو المعجون أو العود وقد يشعل النار بخفة عجيبة بحث يظن كل الظن أنه يستخدم الجن " الزار " . والقسم الرابع : قد يستخدمون الجن وهذا قليل جداً ، لكن صفات هذا النوع تختلف كثيراً عن الأقسام الماضية آنفاً ، وهذا النوع لا يشارك في الزار ، لكنهم يستخدمون الجن لأمور عندي منها أشياء كثيرة عرفتها من خلال قصص وردت إلي فطلبت أصحابها فذكروا لي كثيراً من حالاتهم ولما تبين لهم " الكفر " في عملهم هذا تركوه وابتعدوا عنه ولم يعقبوا بعد ذلك . أما الفرقة السامرية فإذا خلت من ترك العبادات ، وخلت كذلك من المبالغات والإسراف فلا شيء في هذا . أما إذا صاحبها زار فأرى عدم جوازها ، لأن هذا فيه نوع من الضحك على الحاضرين والاستخفاف بهم . * تعليق و ملاحظات على كلام الشيخ اللحيدان في البداية يجب أن أوضح للبعض ـ الذين قد يلتبس عليهم الأمر ـ أن الكلام أعلاه عن ( العبث التقمصي ) منقول عن الشيخ صالح سعد اللحيدان و هو من أهل العلم و الصلاح ـ نحسبه عند الله كذلك ـ و هو أمين عام البحث العلمي والمستشار بوزارة العدل ، و ليس الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى . وهذا للتوضيح . وأنا أختلف مع الشيخ صالح سعد اللحيدان فيما ذهب إليه من أن جميع أقسام من يصابون بـ (( الزار )) ، إنما هم ممثلون أو واهمون ، و أن من يستخدمون الجن لا يشاركون في الزار . و الراجح ما سبق أن بينته لكم في ( أقسام من يصابون بـ (( الزار )) ) . و هو اجتهاد مني و ليس أمر قطعي ( و الله أعلم ) . و كذلك رأي الشيخ صالح سعد اللحيدان يمثل إجتهاد منه ولا يعد أمر قطعي . و كل إنسان يؤخذ منه و يرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم . إلا أني أقول كما قال الإمام الشافعي : ( رأينا صواب يحتمل الخطأ . و رأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب ) . مع ملاحظة إني أوردت عبارة الإمام الشافعي للاستشهاد فقط . وكذلك يجب أن لا نغفل فتوى الشيخ حول جواز السامري و ما يقاس عليه من ألوان فلكلورية . يقول الشيخ صالح سعد اللحيدان ما نصه : (( أما الفرقة السامرية فإذا خلت من ترك العبادات ، وخلت كذلك من المبالغات والإسراف فلا شيء في هذا . أما إذا صاحبها زار فأرى عدم جوازها ) . . وأقول : إن السمسمية خارجة عن نطاق الجواز لما يدخل فيها من موسيقى طربية ، وكذلك يجب مراعاة خلو السامري و الخبيتي من الكلام المحرم أو الفاحش و البذيء أو الغزل الفاضح غير العفيف . و الله أعلم . * جمهور الزار يتجمهر الكثير من الناس و أكثرهم من المراهقين أو من هم في سن الشباب حول حلقات (( الزار )) ، بدافع الفضول أو حب التسلية و الترويح عن النفس ، أو بسبب حضورهم لحفل زواج أو مناسبة عامية فيبقون لمشاهدة طقوس (( الزار )) . و ما يجب أن يعرفه هؤلاء المساكين . أن الشياطين تتواجد بكثرة في أماكن الطرب و الزار خاصة ، فه يتهافتون على حضورها كما يتهافت الفراش على النار ، و في (( الزار )) يحضر نوع خطير من الجن ، وهم ما يعرف بـ ( شيوخ الزار ) . و بالتالي فإن الشباب المتجمهر في هذه الأماكن يكون عرضة للإصابة بالمس في أي لحظة . خاصة وإن الجن يستطيع تحديد الشخص الجنب عن طريق قرين الشخص . و ليست الخطورة على الجنب وحده فحسب ، بل على كل من يحضر حلقات (( الزار )) و هو غير متحصن بالقرآن الكريم و قراءة أذكار الصباح و المساء . فالأمر أخطر بكثير مما قد يتخيله البعض . * الزار و الصرع و ينقل الدكتور محمد الحربي ، في تحقيق له في جريدة عكاظ عدد ( 13285 ) تحت عنوان (الساقطون في حلبة الجان . . . الصرع و الزار . . دراما مسرحية أم عبث تقمصي ؟ ) كلام الشيخ أبو العباس ـ رحمه الله ـ عن الصرع في الزار . ( قال الشيخ أبو العباس – رحمه الله – صرع الجني للإنسي قد يكون عن عشق وشهوة وقد يكون عن بغض وعقاب ، كأن يؤذي بعض الجن بالبول عليهم ، أو سكب الماء الحار عليهم أو قتلهم دون علم . فينتقم منه الجن . وقد يكون عن عبث وشر من سفهاء الجن . ولكن الأطباء وعلماء الأحياء ينكرون ذلك ويعللون الصرع أنه اضطراب بإحدى وظائف المخ والأعصاب . وقال ابن عباس : إن امرأة جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بابن لها يصرع فمسح الرسول صلى الله عليه وسلم على صدره ودعا له ونفضه فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فسعى . كما أن الكلام والحركات التي يأتي بها المصروع تكون للجن وليس للمصروع . أما ما يسمى بالزار ، فهو حالة تصيب أحد الأشخاص ، تنتابه عند ضرب الدفوف أو الطبول ، وهي حالة رقص سريعة تصاحبها أصوات غريبة ونضح عرق كثيف من المصاب وتكثر حالات الزار لدى الذين يرقصون في الحفلات التي يصاحبها عادة ضرب الطبول والدفوف ، ويقال أن هذه الحالة لا شعورية ولكن البعض يخالف هذا التوجه ويؤكد على أنها حالة شعورية ولكن الشخص الذي يصاب بهذه الحالة غير قادر على ضبط نفسه . . )) . * تأثر القرآن الكريم على الجن قال قيس بن الحجاج : قال لي شيطاني : دخلت فيك وأنا مثل الجزور ، وأنا فيك اليوم كالعصفور ، فقلت : ولم ذلك ؟ قال : تذيبني بكتاب الله عز وجل . كما قال أبو خالد الوالي : خرجت وافداً إلى المدينة ومعي أهلي فنزلنا منزلاً وأهلي خلفي ، فسمعت أصوات الغلمان وجلبتهم ، فرفعت صوتي بالقرآن فسمعت صوت شيء طرح فسألتهم فقالوا : أخذتنا الشياطين فلعبت بنا فما رفعت صوتك بالقرآن القونا وذهبوا . وحكي عن دار في بغداد كانت كلما سكن بها أناس طردوا أو قتلوا فجاء رجل مقرئ للقرآن فسكن بها ولم يحصل له شيء . فتعجب الجيران عن سبب تركه للدار بعد هذه المدة الطويلة ، فقال : لما بت بها صليت العشاء وقرأت شيئاً من القرآن ، وإذا بشاب قد خرج من البئر فسلم ، فخفت فقال : لا بأس عليك ، علمني شيئاً من القرآن فشرعت أعلمه ، ثم طلبت منه أن يأتي نهاراً لأني أخافه ليلاً ، ففعل وسألته : ما شأن هذه الدار ؟ فقال : هذه الدار لا يسكن بها إلا الفساق فيجتمعون على الخمر ونحن جميعاً مسلمون فنخنقهم . وذات يوم بينما هو معي مر شخص ممن يقرءون الرقى والآيات الطاردة للجن ، فناديته وعندما دخل إذا بالجني قد أصبح ثعباناً في السقف ، فما زال الرجل يقرأ والثعبان يتدلى حتى سقط في وسط الدار فأراد الرجل أن يأخذه فمنعته فقال : أتمنعني عن صيدي ؟ فأعطيته ديناراً فتركه لي ، وبعد أن ذهب الرجل انتفض الثعبان وخرج الجني ، وقد ضعف وهزل وأصفر وذاب ، فقلت : مالك ؟ قال : قتلني هذا الرجل بهذه الأدعية وما أظنني أفلح ، فاجعل بالك متى سمعت في البئر صراخاً فاهرب . فسمعت في الليل النعي فهربت وامتنع الناس أن يسكنوا الدار رأي الطب النفسي بـ (( الزار )) و ينقل الدكتور محمد الحربي في جريدة عكاظ رأياً طبياً عن الدكتور عبد الرزاق الحمد . و هذا نصه : أما عن الصرع فيؤكد الدكتور عبد الرزاق الحمد – أستاذ الطب النفسي بالمستشفى الجامعي بالرياض - وأحد أشهر الأطباء النفسيين بالمملكة إن الصرع أنواع ، بعضها ناتج عن أمراض نفسية وبعضها أمراض عضوية تصيب الأعصاب . أما عن علاقة الصرع بالجن فيقول : المس من الشيطان ثابت ، ولكنه نادر الحدوث ، وأكبر دليل أنه لم يحدث في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة إلا في حوادث نادرة جداً ، حتى أن الأحاديث التي ورد فيها المس وردت عن غير البخاري ومسلم . وقد تحدث البخاري عن المرأة التي تصرع ولكن هذا الحديث الغالب أنه يقصد الصرع العضوي وليس المقصود به صرع الشيطان . ويضيف قائلاً : إذا نظرنا للقرآن والسنة ، فلم يرد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كلم جنياً داخل الشخص وحدثه وأخذ وأعطى معه ، وحتى في الأحاديث السابقة لم يرد هذا ، بل ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " أخرج عدو الله ، إني رسول الله " فقط . نعم الرسول صلى الله عليه وسلم تكلم مع الجن ودعاهم للإسلام لكنه لم يكلم جنياً داخل مريض أبداً ولا في أي رواية من الروايات . . هذا يعني أن جميع الأشياء التي تقال ليست ثابتة ، وشيوعها الآن شيوع غير طبيعي ، وغير صحيح . وهناك تضخيم للمسألة لذلك يجب علينا أن نقف عندما وردنا من نصوص القرآن والسنّة ونثبته ، ونؤمن به ، وما زاد عن ذلك فهو أمر احتمالي ، خاضع للتجربة ولا أحد يلزمنا به ، لنا أن نقبله ولنا أن نرده . ويؤكد الدكتور الحمد : إن كل الكلام الذي نسمعه عن حوادث الجن والتلبس مما تتناقله الألسن باختلاف الزمان والمكان كلام احتمالي وليس قطعياً وتجارب رجال الدين في هذه القضية ليست تجارب علمية منضبطة حتى لو استمرت عشرين سنة ، لأنها تجارب ليست مسجلة ومفيدة ومتابعة . يأتي المريض لمدة خمس دقائق يقرأ عليه الشيخ وبعدها يذهب ، هذه ليست تجربة ، التجربة العلمية تقتضي أن أمسك المريض وأدرس حالته دراسة وافية ، ثم أتابعه بعد شهر أو شهرين أو ستة أشهر وسنة إلى أن أتأكد من شفائه تماماً ، ثم إن الإسلام جعل حدوداً لمعرفة علم الغيب ومن الخطأ أن نصدق من يقول أن هذا فيه جني طيار ، وهذا فيه جني كافر ، وهذا مصاب بالعين . ولقد مارس الشيخ علي العمري هذه القضية لمدة خمسة عشر عاماً ثم تراجع ، دعك من هذا . الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعرف أنه مسحور لمدة شهر كامل حتى نزل ملكان يبلغانه بذلك ، ولم يعرف في الحديث الصحيح أن " سعد بن حنيفة " مُعان حتى سأل الصحابة : ما به ؟ فقالوا : إن فلاناً مر وقال كذا وكذا . ويأتي الآن شخص ليس لديه من العلم الشرعي الكثير يبدأ يقرأ على الناس ويتدخل في أمور غيبية . لابد لنا أن نعرف أن هذه الأمور ليست من الشريعة وليست من النصوص الصحيحة ، ويجب أن نبتعد عنها ولا نقبلها . و نختم بقول الشاعر . و قد أحسن قولاً : تُلِىَ الكتَابُ ، فأطْرَقُوا ، لا خِيفَةً لكِنّــــَهُ إِطْـرَاقُ سْـــاهٍ لاهِــى وأتَى الغِنَاءُ ، فكالحَميـرِ تَنَاهَقـُوا وَاللهِ مَــــا رَقَصُوا لأجْــلِ اللهِ ياعصبة ما خان ديــــــن محمـــد وخفى علــيه وضــره إلا هـى دُفِ وَمِزْمَارٌ ، وَنغْمَــةُ شَــــــاذِنٍ فمتَى رَأَيتَ عِبَـادَةً بملاهــى؟ ثَقُلَ الكِتَابُ عليهمُ لَمَّــــــــا رَأوْا تَقْيِيــــدَهُ بأَوَامِــــرٍ وَنَوَاهِـــى سَمِعُوا له رَعْدًا وبَرْقاً، إِذْ حَوَى زَجْرًا وتخْـــــوِيفــــاً ومَنَاهِـــى وَرَأَوْهُ أَعْظمْ قاطعٍ لِلنَّفــْسِ عَنْ شهَوَاتِهــا ، ياذبحهاالمُتَنـَاهِى وَأتى السماعُ مُوافِقاً أَغْرَاضَهـا فَلأَجْلَ ذاكَ غَــــدَا عَظِيمَ الجـَاهِ أيْنَ المُسَاعِـدُ لِلْهَوَىِ مِنْ قاطـِعٍ أَسْبَابَهُ، عِنْدَ الجَهُولِ السّاهى؟ إنْ لَمْ يَكُنْ خَمَر الجُسُومِ ، فإنَّهُ خَمْـرُ العُقولِ مُماثِلٌ وَمُضَاهِى فانظْر إِلى النّشْوان عِنْدَ شَـرَابَه وانْظُرْ إلى النَّسْوَانِ عِنْدَ مَلاهِى وانظُرْ إِلى تمْزِيـــقِ ذَا أَثـــوَابَهُ مِن بَعْدِ تمزيقِ الفُـؤَادِ الـّلاهِى واحكم فأىَّ الخمرتين أحق بالت - حريــــم، والتأثيــــم عنــد الله؟ و يقول شاعر آخر : برِئْنَا إِلَى اللـهِ منْ مِعْشَــــرٍ بهِمْ مَرَضٌ مِنْ سَمَاعِ الغِنَا وكم قلْتُ يَا قَوْمُ ، أَنْتُمْ عَلَـى شَفَا جُـــرُفٍ مَا بِهِ مِنْ بِنَـا شَفَا جُرُفٍ تحْتَــــهُ هُـــوَّة إِلى دَرَكٍ ، كـم بِهِ مِنْ عَنا وتَكْرَارُ النُّصْـحِ مِنـَّا لهــم لنُعْذِرَ فِيهِــــــمْ إِلى ربَّنــا فَلمَّا اسْتَّهـــــانُوا بَتَنْبِيهنــــَا رَجَعْنَا إِلى اللهِ فى أَمْرِنـَا فعِشْنَا عَلَى سُنَّةِ المُصْطَفَـى وَمَاتوُا عَلَى تِنْتِنَـــــا تِنْتِنــا نفعنا الله وأياكم من فضله م ن ق و ل وتقبلو خالص تحياتي،،،
|
||
|
07-11-2007, 11:06 PM | #2 | ||
|
رد: (الزار) ممارساته و طقوسه وثنيه.
نفعنا الله وأياكم من فضله..............آمين
|
||
|
09-11-2007, 04:31 PM | #4 | ||
|
رد: (الزار) ممارساته و طقوسه وثنيه.
أبو نواف امنك الله بيوم المخاف
|
||
|
26-11-2007, 09:18 PM | #5 | |||
|
رد: (الزار) ممارساته و طقوسه وثنيه.
اقتباس:
هذه جاءت مع عتقاء الدواسر يعني من أفريقيا واللي نايم يصحى ... شكر الله لك ياناقل الموضوع...
|
|||
|
28-11-2007, 11:09 AM | #7 | ||
|
رد: (الزار) ممارساته و طقوسه وثنيه.
شكراً ابو محمد المسعري
|
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||