بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن
والاه الى يوم يبعثون فيعلم كل منا ما قدمت يداه وجنت عليه نفسه يوم اتبع
هواه اما بعد ايها الاحبه في الله .
لقد بني الاسلام على خمس شهادة الا اله الا الله وان محمدا رسول الله
وإقام الصلاة وإتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا ،
هل من يطبق هذه الشروط الخمسه مسلم ؟نعم 0
وهل من يزيد عليها كالايمان بالملائكة والرسل والكتب واليوم الاخر له تميّز ؟
نعم فقد أرتقى الى مرتبة الايمان وهي افضل من درجة الاسلام 0
وهل من يعبد الله تبارك وتعالى كأنه يراه وإن لم يراه فهو يعلم أن الله تبارك وتعالى
يراه افضل درجة ؟نعم فقد ارتفع الى درجة الاحسان وهي افضل الدرجات ،
وما هو العمل الذي يزيد من درجاتك وحسناتك ومكانتك عند ربك تبارك وتعالى
غير هذه الاعمال الثلاثه ؟هو ان تحب اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وصحابته الكرام رضي الله عنهم وارضاهم جميعا ،
وكيف احب اهل بيته واصحابه رضي الله عنهم وارضاهم ؟
تذكرهم بكل طيبةٍ وخير وتترضى عنهم كلما جاء ذكرهم 0
هل ذكر فضلهم بالقرآن الكريم والسنه النبويه الشريفه ؟نعم كثيرا مايذكرهم
ربنا تبارك وتعالى وتعالى بكتابه العظيم ويتحدث عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحاديث كثيره
فقد قال الله تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا
لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ
الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ والإنجيل يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ
إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ
الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف 156ـ157)
وقال تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً
مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (الحشر:8)
وقال تعالى ((وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ
فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ
يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:9)
وقال تعالى ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى
نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:23)
وقال تعالى ((ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ
تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) (التوبة:26)
وقال تعالى ((لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ
الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:117)
وقوله سبحانه :{ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم
تراهم ركعا سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر
السجود} (الفتح 29) ،
وقوله تعالى : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان
ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم }( التوبة 100)،
وقوله تعالى : { لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك
لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون } ( التوبة 88) ،
وقوله تعالى : { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في
قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً }(الفتح 18) .
– وقوله عليه الصلاة والسلام - كما في الصحيحين- : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)،
وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن
أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ) أخرجاه في الصحيحين،
وقوله صلى الله عليه وسلم: (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي ،
فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم
فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه )رواه الترمذي
وفي السنة النبويه الشريفه ذكرت فضائل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
في اكثر من حديث ،فالزعم بأن أحاديث الذود عن الحوض ، المقصود بها صحابة
رسول الله الذين آمنوا به وصدقوه وعزروه ونصروه - ، تكذيب بجميع النصوص الصريحة
السابقة التي تبين رضى الله عنهم ، وتشيد بفضلهم ومكانتهم ، كما أنه طعن
في كلام الله جل وعلا ، إذ كيف يمكن أن يرضي الله سبحانه عن أقوام ويثني
عليهم ويزكيهم ، وهو يعلم أنهم سيرتدون على أعقابهم بعد وفاة رسوله صلى الله عليه وسلم-؟!
اللهم إلا أن يقال - تعالى الله عن ذلك - : إن الله جل وعلا لم يكن يعلم ذلك
حتى وقع ، وهذا هو الكفر الصريح .
وهو أيضاً طعن في الرسول عليه الصلاة والسلام الذي ترضّى عن صحابته
ودافع عنهم وبشر بعضهم بالجنة فقال: (أبو بكر في الجنة ،وعمر في الجنة،
وعثمان في الجنة ،وعلي في الجنة،وطلحة في الجنة،والزبير في الجنة،
وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ، وسعد في الجنة ،وسعيد في الجنة،
وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ) رواه الترمذي
وروى الإمام أحمد بسند صحيح عن جابر أن النبي صلى اله عليه وسلم قال:
( لن يدخل النار رجل شهد بدرا والحديبية ) ،وتوفي صلى الله عليه وسلم
وهو عنهم راض ، فهل من الممكن أن يتناقض الرسول صلى الله عليه وسلم
مع نفسه ويقول للصحابي أنت في الجنة ثم يجده ممن ارتد عن الحوض !؟
أليس هذا طعن صريح في النبي صلوات الله وسلامه عليه ؟! ،
وكيف يجيب هؤلاء عن رواية الطبراني عن أبي الدرداء وحسنها الحافظ في الفتح ،
وفيها أنه قال : " يا رسول الله ادع الله أن لا يجعلني منهم ! قال : لست منهم "
، فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلـم حال بقية الصحابة الذين أثنى
عليهم ورضي عنهم كما علم حال أبي الدرداء عندما استثناه من المذادين عن الحوض ؟
و قوله صلى الله عليه وسلم: ( النجوم أمنة السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء
ما توعد،وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي
أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحـابي أتى أمتي مـا يوعدون " رواه مسلم،
قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لقوله صلى الله عليه وسلم:
(وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ) : "
معناه من ظهور البدع والحوادث في الدين والفتن فيه ، وطلوع قرن الشيطان ،
وظهور الروم وغيرهم عليهم ، وانتهاك مكة والمدينة وغير ذلك ، وهذه من
معجزاته صلى الله عليه وسلم "
ايها الاحبه هل لنا ان نتحدث عن صحابة رسول الله رضوان الله عليهم إلا
بالخير والذكر الطيب، والترضي عنهم الذي ينبعي لسيرتهم العطره والمكانة العظيمه
التي كانوا يشغلونها في عهد الدعوه النبويه ،وكيف كانوا سواعد قوية بنيت
عليها بفضل الله تبارك وتعالى اركان واساس الدعوه حتى نهضت ووصلت لنا ،
وأنعم الله علينا باعتناق هذا الدين العظيم الذي تنشرح الصدور بقرآن ربنا تبارك
وتعالى وتتجلى فيه النفوس خاشعة لربها وهي ترتقي درجات العلا من الرضا
من ربها تبارك وتعالى ،وتتحصن بالإيمان والطاعات التي فرضت والسنن التي
اكملت لنا تقربنا الى ربنا تبارك وتعالى ،فالحمد لله ان جعلنا مسلمين والحمد لله
ان جعلنا من اتباع سيدنا الحبيب المصطفى وامته التي يفاخر بها الامم يوم
القيامه واننا ممن يشفع عنهم جعلنا الله وإياكم ممن يردون حوضه ويشربون
منه شربة هنية لا نظمأ بعدها ان شاء الله ،
وصل ِاللهم على سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين 0