عندما ينسحب أخر شعاع من شمس يوم غدا الثلاثاء من على مدينة ميونيخ الألمانية، سيتوهج ملعب أليانز أرينا بألوانه الحمراء المثيرة، إيذانا بالإستعداد لإنطلاق المواجهة المرتقبة التي ستجمع بايرن ميونيخ مع ريال مدريد في إياب قبل نهائي بطولة دوري الأبطال، والتي ستحدد طرفا أساسيا في المباراة النهائية للبطولة المقرر لها على ملعب " النور" بالعاصمة البرتغالية لشبونة يوم 24 مايو المقبل.
ولن يكون اللون الأحمر له علاقة بهذه الموقعة "الملتهبة" ولا بالتصريحات التي أطلقها هاينز رومينيجيه، المدير الرياضي لنادي بايرن ميونيخ ، عندما قال ان الجحيم ينتظر فريق ريال مدريد أمام 70 ألف مشجع ألماني حماسهم يحرق الشجر، من أجل مؤازرة بايرن ودعمه للتأهل إلى المباراة النهائية للبطولة، وتجاوز خسارة مباراة الإياب التي خسرها البافاري بهدف نظيف في السانتياجو برنابيو.
وهي نفس التصريحات التي سار عليها لاحقا الهولندي آرين روبين، نجم هجوم بايرن ميونيخ الألماني، عندما قال أنَّ "زيارة اليانز آرينا لن تكون نزهة سهلة للاعبي الفريق الملكي، نخاصة وأن فريقه على استعداد لإحراق الأشجار في سبيل الوصول إلى حلم التأهل وتحقيق اللقب ".
ولكن الحقيقة أن تحول الوان إليانز أرينا إلى الأحمر ليس إلا وصفا للشكل الذي يبدو عليه ملعب إليانز قبل إستقبال فريق باير ميونيخ في أي مباراة يخوضها سواء في الدوري الألماني البوندسليجا، أو في أي بطولة أخرى أوروبية، مثل دوري الأبطال، او حتى بطولة ودية.
فالمعروف أن ملعب اليانز أرينا، أحد أروع ملاعب كرة القدم في العالم، والثالث من حيث السعة في المانيا، والذي تم إفتتاحه في مايو 2005، يتميز بتصميمه الخارجي البلوني، الذي يضيء بثلاث ألوان مختلفة قبل كل مباراة، أولها اللون الأبيض عندما يستضيف مباريات المنتخب الألماني، وثانيها الأحمر عندما يستضيف الفريق البافاري بايرن ميونيخ، وثالثهما والأخير اللون الأزرق وهو لون فريق بايرن 1860 الشريك الثاني للبافاري في مدينة ميونيخ.
ويصف عشاق البايرن ملعب اليانز ارينا بانه "مقبرة الغزاة" الذي يرهب ضيوفهم قبل أن تطأ أقدامهم أرضية ملعبه، حيث يشع نوره " الأحمر" من مسافة بعيدة في مدينة ميونيخ، وهو ما جعلهم يشبهونه ب" المرجل" الذي يغلي ويذهب إليه المنافسين بأقدامهم ليلقوا حتفهم فيه.
وعلى نطاق النتائج، فالأمر لن يختلف كثيرا عن التشبيه، فعلى نفس هذا الملعب سقطت كل الفرق العام الماضي في نفس البطولة، والتي أحرز بايرن ميونيخ لقبها في النهاية، حيث تغلب على يوفنتوس في دور الثمانية بثنائية، وعلى وبرشلونة في قبل النهائي ( برباعية تاريخية في لقاء الذهاب).
وفي بطولة العام قبل الماضي 2011-2012، سقطت معظم الفرق التي واجهت الفريق البافاري، وصولا إلى مارسيليا الفرنسي في دور الثمانية وخسر على إليانز أرينا بهدفين، وهي نفس نتيجة خسارته في فرنسا، ثم كانت الموقعه الكبرى مع ريال مدريد أيضا، في الدور قبل النهائي، وخسر الملكي على اليانز ارينا 1-2 ذهابا، قبل ان يفوز في الإياب بنفس النتيجة على السانتياجو برنابيو، لكن بايرن فاز بركلات الترجيح.
ولكن هذا ربما لن يحول أيضا دون نجاح الفريق الملكي في إطفاء لهيب هذا "المرجل" وأخماد حماس الآلاف من عشاق البافاري المتوقع إحتشادهم فيه، مستندا على قدراته الفنية وإمكانات لاعبيه العالية، المدعوم بفوزه بهدف في لقاء الذهاب، والذي يمثل مصدر قوة تعزز من حظوظه قبل لقاء الإياب.