زيارة الي تاريخ الامة الاسلامية بقلم/أ وليد المطاوعه

[معلومات العضو وليدالمطاوعه]

زيارة الى تاريخ الامه الاسلامية
بقلم/أ. وليد المطاوعه

ان الزيارة القصيره التى قمت بها الى مدينة فاس التاريخية, والتي كانت بمثابت الدرس العملى لطالب العلم وهو يدرس الحضارة الاسلاميه ,فمدينة فاس يعود تاريخها إلى القرن الثاني الهجري، عندما قام إدريس بن عبد الله مؤسس دولة الأدارسة عام 172هـ الموافق لعام 789 م ببناء مدينة على الضفة اليمنى لنهر فاس. فوفد اليها عشرات العائلات العربية من القرويين ليقيموا أول الأحياء في المدينة والذي عرف باسم عدوة القرويين . كما وفد إليها الأندلسيون الذين أرغموا على الهجرة من الأندلس ليكونوا حي عدوة الأندلسيين وتعتبر مدينة فاس ثالث أكبر مدن المملكة المغربية بعد الدار البيضاء والرباط بعدد سكان يزيد عن 1,4 مليون نسمة (إحصائيات 2004 م),و تعد فاس مدينة تاريخية عريقة وهي أول عاصمة سياسية للمغرب، أسسها المولى إدريس الأزهر وتنقسم مدينة فاس إلى أقسام 3، فاس البالي وهي المدينة القديمة وفاس الجديد وقد بنيت في القرن الثالث عشر الميلادي والمدينة الجديدة التي بناها الفرنسيون إبان فترة الاستعمار الفرنسي.

فيرى الزائر بام عينه الى اين وصلت الحضارة الاسلامية والتطور العلميى والتقنى لهذه الحضارة فى ذلك الزمان, فالتجول فى المدينه القديمه يكسب الزائر الشعور بانه قد انتقل عبر آلة الزمان الى ذلك التاريخ العريق وهو يشاهد المدارس و الجوامع واماكن حلقات العلم والمصانع للصناعات المختلفه التى انتشرت فى ذلك الزمان, والازقه الضيقه ووسائل نقل البضائع البدائيه والحواط القديمه المعتقه والارضيات و اصوات البائعين و طرق الصناع و كذلك المحلات والخشب والزجاج وغيرها من صناعات كانت رائجه فى ذلك الزمان,لحقيقتا يجعلك تشعر انك قد انتقلت الى ذلك الزمان البعيد, وقد هالنى الموقف دهشتا حينا وقفت بصمت وسكون وكان الزمن توقف مع صمتى وانا انظر باستقراب الى خزانة القروين وهى تطل عليك ببوابتها الجميله بزخارفها ونقوشها المغربيه و الاندلسيه الخلابه، وتزداد دهشه وحب الاستطلاع يجذبك جذبا للدخول الى ذلك المكان الذى كنا نقرء عنه فى كتب التاريخ فقط ,وما لهذا المكان من دور فعال فى نشر العلم والمحافظه عليه ,فى وقت قد غاص العلم كله فى بحر الضياع والفوض فى ذلك الزمان, لكى ترى ما تحتويه هذه الخزانه من كنوز بفضلها ساد المسلمون العالم فى زمان قد مضى, وسرنا الى ردهات تلك الخزانه ونحنو تغشينا الرهبه وكأن احد علماء ذلك الزمان سوفه يقبلنا ويتحدث الينا بشكوا ملئها الاسى والالم والحسره على ما وصلت اليه الامه, و اعيوننا تتجول الى الاسقف و الحوائط قبلنا و العقل يسبح فى فضاء ذلك الزمان و نحنو نظر الى صالة القراءه وما تحتويه من اثاث لايقل عمر عن عمر تلك الخزانه وما تحويه من الكتب و المخطوطات التي لا تقدر بثمن, وتزداد دهشه حين ترى بعض هذه الكتب وتتصفحها لتجد ان هناك كان علم حقيقا متطور فى شتى الميادين. وخازن المكتبه يشرح و يروى لنا عن هذه الخزانه و يقول فى احد الزيارات التى قام بها احد مشاهير الطب المتخصص فى امراض الجهاز الهضمى, وهو بروفيسور فرنسى للمكتبه فرأى فى احد المخطوطات (بمساعدة المترجم) فقرة تتحدث عن مرض السكر وما هيه اعراضه ووسائل العلاج, فاستقرب وصرح قائلا" انه لو كان يعلم عن هذه المعلومه قبل يومبن فقط لقالها فى احد محاضراته فى منتدى عالمى لمن يرجع الفضل لاكتشاف مرض السكرى."
ومن شدة هيبة الموقف والحسره تعصر قلبى, قد ذرفة عينى دمع الحسر على هذا التاريخ الذى ضاع من ايدينا والغرب هم الين يهتمون به ويقدرونه بمساعداتهم وعطائهم المادى والمعنويه للحفاظ على هذه الكنوز القيمه. ونحنو العرب المسلمين بعيدين كل البعد عن هذه الكنوز بلهثنا وراء صيحات الموضه و الضياع الغربى.
كم يزيدك اسى و انت تنظر الى هذا العلم والتطور فى ذلك الزمن وتنظر الى حال الامه فى هذا الزمن فمع قلت الامكانيات المتاح لهم فى ذلك الزمان قد وصلوا الى ما وصلوا اليه بجهود مخلصه, ورغم كل ما نملكه نحن من امكانيات كثيرة إلا أننا لم نستطع حتى ان نكمل المسيرة التى اسسوا قواعدها لنا. ويزيدك اسى حين ترى الاهمال لهذا اللارث الغني بمحتوياته قد وصل الى اقصى درجاته ولا يوجد من يقدر هذا التاريخ العريق لامة كانت خير امة اخرجت لناس, فوقفت انشد ابيات الحسرة والالم يعصر قلبى .
آيا أمة قد طال فى ضلمات الليل رقادكي
فانهضي واعيدى المجد لقومي
قوما بنوا امجاد العلم بايمان
واشاعوا نورالعلم فى سماء الاحيائي
فاتوجه برسالتى هذه الى كل مسلم غيور على عزة دينه وامته, ان يقف وينهض من رقاده ليناشد الامه كلها و العالم الإسلامي, بالإجتهاد إلى مواصلة مسيرة العلم والتطور والتنميه وان يشعل ولو شمعه واحده فى مجاله ومحيطه لينور طريق الامة لكى تعود شامخه عزيزه لتشع نور العدل والتسامح بين الامم,ولايلعن الضلام و التوقف والخضوع للفكر الغربي.

 

 

 

 

[معلومات العضو بنت الذيب]

املنا بالله كبير وسيعود مجد الامة الاسلامية باذن الله

اخوي الفاضل/وليد المطاوعه

يزاك الله خير على هالمقال الرائع والقيم

نور الله قلمك وسدد خطاك وبارك الله فيك

 

 

 

 

[معلومات العضو شافي بن راشد النتيفات]

شكرا اخي وليد على الطرح الرائع

 

 

 

 

[معلومات العضو فهد المقابله]

بارك الله فيك ونفع بك

 

 

 

 

[معلومات العضو دغش محمد الصخابرة]

 

 

 

 

[معلومات العضو مبارك بن شافي النتيفات]

الله لايهينك ويطول عمرك على الطاعة

تحياتي وتقديري