أخي الكريم ..أختي الكريمه
جائتني رسالة على الأيميل من أحدى الأخوات الفاضلات (وفقها الله) تذكير للتأمل بآية من كتاب الله ووقفت عندها أتأملها طويلا فأردت أحبتي أن نتأملها ونتذكر سويا ونستشعر عظمة الخالق ورحمته ولطفه بعباده ..
آية عظيمة من آيات كتاب الله الكريم وردت بسورة الطلاق الآية الأولى
يقول الله سبحانه وتعالى :
(( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) [ الطلاق: 1 ] .
قرأتها عدة مرات ولكن عندما تأملتها هذه المرة وجدت خيالي يسبح في ظلال هذه الآية العظيمة..
يا ترى كم هي الأقدار التي تألمنا لها وقت نزولها وجرت لها دموعنا ورُفعت في طلبها أيدينا, ولكن يا ترى هل كان لدينا نور هذه الآية (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِث ُبعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) [ الطلاق:1 ]حينما نحزن لفقد قريب أو مرض حبيبأو فوات نعمة أو نزول نقمة , قد ننسى أو نجهل أنه قد يكون وراء تلك الأزمة " منحةربانية وعطية إلهية ".
جولة في ظلال هذه الآية :
نعم (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) [ الطلاق: 1 ] .
- تلك الأخت التي نزلت بها مصيبة الطلاق وأصابها الخوف من المستقبل وما فيه من آلام , نقول لها (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) [ الطلاق: 1 ] لعل بعد الفراق سعادة وهناء , لعل بعد الزوج زوج أصلح منه وأحسن منه , ولعل الأيام القادمة تحمل في طياتها أفراح وآمال .
- ذلك الزوج الذي عانى من زوجته , وصبر عليها , ولكنها لم تبال بحقوقه , وطالما نست أو تناست حسناته , حتى كان الطلاق هو الخيار له , نهمس له ونقول (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) [ الطلاق: 1 ] نعم فلعل الله يمنحك زوجة أخرى تحسن التعامل معك , وتساعدك على تحقيق أهدافك وتجعلك تشعر بأنك رجل لك مكانتك واحترامك .
- تلك الأم التي فقدت بر أبنائها , وتألمت لعقوقهم , نقول لها (( لَاتَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) [ الطلاق: 1 ] فلعل الله أن يهديهم ويشرح صدورهم ويأتي بهم لكي يكونوا بك بررة وخدام , فافتحي يا أمنا باب الأمل وحسن الظن بالرب الرحيم الرؤوف الودود .
- هناك خلف القضبان يرقد علماء ودعاة وأحباب وأقرباء, والقلب يحزن والعين تدمع لحالهم , ولكن ومع ذلك نقول (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) [ الطلاق: 1 ] فلعل الله أن يمنحهم في خلوتهم " حلاوة الأنس به ولذة الانقطاع إليه " ولعل ماوجدوا خير مما فقدوا , وهذا ابن تيمية الذي نزل السجون يصرح بأنه وجد فيها من الأنس ما لو كان لديه ملء مكانه ذهباً لما وفى حق من تسببوا له بذلك .
- في المستشفيات مرضى طال بهم المقام , وأحاطت بهم وبأقاربهم الأحزان , فلكل واحد منهم نقول (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) [ الطلاق: 1 ] فلعل الصبر رفع الدرجات في جنان الخلد , ولعل الرضا أوجب لك محبة الرحمن , ولعل الشفاء قد قرب وقته وحان موعده .
- في ذلك المنزل أسرة تعاني من مصيبةالديون وتكالب الأزمات المالية, فرسالتي لراعي تلك الأسرة( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) [ الطلاق: 1 ] فعليك بالصبر والدعاءوملازمة التقوى , فلعل الفرج قريب وما يدريك ماذا تحمل الأيام القادمة من أرزاق من الرزاق سبحانه وتعالى .
والجولات تطول لتفاصيل حياة الناس الذين يحتاجون إلى التذكير بهذه الآية العظيمة (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) [ الطلاق: 1 ] .
ونصوص القرآن تضمنت الكثير منها(إِنَّ مَعَ الْعُسْرِيُسْرًا )) [ الشرح: 6 ] و (( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا )) [ الطلاق: 7 ] .
فالله الله في تربية النفس على الرضا بالأقدار , والنظرللحياة من زاوية الأمل والتفاؤل, والاعتقاد بأن الأيام القادمة تحمل معها ألواناً من السعادة والفرح والبهجة والأرزاق بأذن الله تعالى .
ومـــضـــة :
لا يقلق من كان له أب فكيف بمن كان له رب .
وفقـني الله وأياكم لكل خير ونفعنا بما علمنا ورزقنا رضاه والجنة
( آآآمين يارب العالمين )