الشيخ عثمان الخميس: أئمة الشيعة يمارسون إرهاباً فكرياً ضد أتباعهم
موقع المسلم
منذ احتلاله على يد القوات الأمريكية، برز النفوذ الشيعي بشكل لافت في العراق، وأخذ بعداً إعلامياً وسياسياً في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، ما أدى إلى جملة تطورات لا تزال تتداعى في المنطقة.. كما شكّلت الحرب الأخيرة في لبنان إثارة جديدة لموضوع الشيعة والتشيع في المنطقة بل في العالم الإسلامي كله، وأثارت تساؤلات حول حقيقة هذه الطائفة وعلاقاتها السياسية والدينية ً.
موقع (المسلم) استضاف الأستاذ الشيخ عثمان الخميس (المتخصص في الدراسات الشيعية، وصاحب المناظرات المشهورة مع قيادات دينية شيعية عبر وسائل الإعلام). لإلقاء الضوء على هذا الموضوع الهام.
في البداية أستاذ عثمان نرحب بكم في موقعكم موقع (المسلم) ونتمنى أن تعطونا مختصرا عن سيرتكم الذاتية.
عثمان بن محمد بن محمد بن عبد الله الخميس كويتي الجنسية، عشت سنوات طويلة في القصيم، درست فيها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتشرفت بالجلوس بين يدي شيخي محمد بن صالح العثيمين _رحمه الله تعالى_ وقرأت عليه الكثير من الكتب، وخلال مدة الدراسة كذلك قرأت على غيرهم من أهل العلم، وبعد ذلك رجعت إلى الكويت وحصلت على شهادة الماجستير في الحديث، وكان عنوان الرسالة: (الحديث يؤرخ للسبطين الحسن والحسين رضي الله عنهم). وحالياً أنا في المملكة عدت مرة ثانية والعود أحمد لدراسة الدكتوراه، وأنا حالياً في السنة التمهيدية في قسم التفسير والحديث في كلية التربية جامعة الملك سعود.
أنت تخصصت تحديداً في دراسة الشيعة و التشيع. لماذا هذا الاختيار الدراسي بالتحديد؟
في الحقيقة أنا لم أختر هذا الموضوع حباً فيه بقدر ما كان الأمر ابتداءً. فأثناء فترة الدراسة درسنا مادة "الفِرَق" وكان من ضمن الفرق التي درسناها فرقة الشيعة بفرقها الكثيرة. وكان أن شدني هذا إلى الاهتمام بهذا الموضوع، ثم بعد ذلك اقتنيت كتاب "منهاج السنة النبوية" لشيخ الإسلام ابن تيمية، بعد توجيه من بعض مشايخي، وفي الحقيقة بعد قراءة هذا الكتاب وجدت نفسي مهتماً بقراءة الشُّبَه التي يثيرها الشيعة ضد أهل السنة، خاصة أنني عندما كنت أقرأ هذا الكتاب كنت أجد الشيخ ابن تيمية يطرح الشبهة بأمانة تامة، وعندما أقرأ الشبهة أقول "هذه شبهة عجيبة كيف يمكن الرد عليها" فلما أقرأ الرد من شيخ الإسلام ابن تيمية فإذا هي تتلاشى وكأنها لا شيء، فعلمت أن الأمر علم، وأن الإنسان يجب أن يتعلم حتى يعرف الرد على هذه الشبه، وأن القضية ليست بأن يتصدر الإنسان للمسائل قبل أن يتعلم، فقد تمر عليه مثل هذه الشبه ولا يستطيع الرد عليها، فكيف لو أراد البروز في هذا الموضوع.
لذلك عكفت على قراءة هذا الكتاب مرتين. وقد استفدت منه كثيراً، وما زلت أراجع وأقرأ فيه، وأتصور أن هذا الكتاب من أهم الكتب التي أُلِّفت في هذا المجال.
وبهده المناسبة أروي لكم قصة عجيبة. أحد من أعرفهم يبلغ من العمر 60 عاماً - ما يدل على قدم القصة - حدثني أن والده في العراق كانت عنده مكتبة، فجاءته امرأة من العامّة أميّة، جاءت تسأل عن كتاب "منهاج السنة النبوية" فاستغرب صاحب المكتبة والد محدثي - وقال لها: "أنت تريدين كتاب منهاج السنة؟، ماذا تريدين منه؟" قالت: " ابني مريض وقال لي السيد خذي كتاب منهاج السنة وأحرقيه وبخّري الولد به فيزول المرض"، فغضب الرجل غضباً شديداً، فسبّها وسب سيدها. يقول: "ثم بعد ذلك سافر والدي مباشرة إلى مصر، حيث لم يكن عنده إلا نسخة واحدة من هذا الكتاب، فاشترى مائة نسخة وجاء بها إلى العراق، وصار يبيعها بسعر التكلفة، وأحياناً أقل من ذلك، وكلما قاربت الكمية على النفاد ذهب واشترى كمية أخرى وباعها على هذا الأصل".
وقد حضرت محاضرة للشيخ سفر الحوالي - حفظه الله تعالى وشفاه وعافاه – فسمعته يذكر هذا الأمر أيضاً إذ أشار إلى أن علماء الشيعة كانوا يوصون الناس - خاصة المرضى منهم - بشراء هذا الكتاب وإحراقه والتبخر به من باب إفناء هذا الكتاب وإنهائه من السوق لقوته وعظم حجته عليهم.
ثم بعد ذلك اقتنيت كتب الشيخ إحسان إلهي ظهير - رحمه الله تعالى - مثل كتاب (الشيعة والقرآن) و (الشيعة وآل البيت) و (الشيعة والسنة) فاستفدت كثيراً من هذه الكتب؛ لأنه نهج منهجاً جديداً لم يسبقه إليه أحد، إلا ما كان من محب الدين الخطيب -رحمه الله تعالى - وهو الرد على الشيعة من كتبهم، لا من كتب أهل السنة فأعجبني هذا المنهج كثيراً. ثم قرأت كتب الشيخ محمد مال الله - رحمه الله تعالى -. ثم زاد تأثري بهذا الموضوع وإقبالي عليه، وهذا تقريباً ما دفعني إلى التخصص في هذا المجال. أضف إلى ذلك أن الكثيرين منّا في الكويت لهم جيران وأصدقاء وزملاء دراسة من الشيعة، وأحياناً زملاء عمل، فنخالطهم كثيراً ونحتاج أن نعرف من هؤلاء و ما الذي يؤثر فيهم، وبماذا يؤثرون علينا. ومع هذا كله ولله الحمد، لم نهمل الجانب الشرعي لأهل السنة، وهنا أحب أن أوصي كل من يهتم بهذا الجانب، بأنه يتعين عليه أولاً أن يؤصل نفسه في منهج أهل السنة بشكل جيد، ثم بعد ذلك يتكلم عن الشيعة وغيرهم من الفرق، أو ينتقل إلى غيرها من العلوم.
توجد جهود دائمة للرد على الشيعة ومناظرتهم عقدياً، فهل ترى أن هناك ما يكفي من الجهود لدعوتهم إلى الدين الحق، ونشر السنة بينهم؟
ما نقوم به- ولله الحمد والمنة – من مناظرات ونقد لعقائد الشيعة هو دعوة لهم، فنحن لا نقوم فقط بالرد على الشيعة لفضحهم، ولا نحرص على هذا كثيراً، وإنما في الأصل نحرص على دعوتهم وعلى تحصين أهل السنة منهم، واختصاراً أؤكد على أن لدينا مسألتان أساسيتان، الأولى: هي تحصين أهل السنة عن طريق بيان العقيدة الصحيحة لأهل السنة وإزالة الشبهات التي تعلق في أذهانهم أو قلوبهم من خلال طرح الشيعة لها. والثانية: هي دعوة الشيعة و مناصحتهم، فنحن نرى أن هؤلاء القوم مضللون، وأن كثيراً منهم يريدون الحق ويسعون للجنة ويخافون النار، ويظنون أنهم مصيبون ويثقون بعلمائهم لكن نرى أنهم على غير الحق.
وهل هذه الدعوة ناجحة بين أوساط الشيعة؟
نعم ناجحة جداً؛ ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل النجاح دائماً حليف هذا العمل، وأن يكون العمل خالصاً وصادقاً لله عز وجل. فنحن فعلاً نريد أن ندعوهم، وليست القضية مجرد إقامة الحجة ثم نقول "عساهم في جهنم"، وإنما الغرض هو أن نقول بعد أن نقيم الحجة عليهم "عسى الله أن يهديهم"، أي أننا نريد هدايتهم فعلاً- ولله الحمد والمنة - وجدنا أثراً طيباً لهذه الدعوة، ونحن هنا نمتثل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "عجبت إلى أقوام يدخلون الجنة يجرّون إليها بالسلاسل" فنحن نريد أن نجرهم بالسلاسل إلى دخول الجنة، ونريد لهم الخير و نناصحهم من أجل هذا.
تحدثت العديد من وسائل الإعلام عن جهود لنشر التشيع في بلاد السنة من بعض البلاد العربية، وخاصة القريبة من إيران، ما تعليقكم على هذا الموضوع؟
أنا أتصور أن هذا الأمر طبيعي ولا ينبغي أن يجعله الإنسان سبيلاً إلى الحزن والضيق والهم وغير ذلك، بل يجب أن يدفعه هذا الأمر إلى أن يعمل ويجتهد أكثر.
وفي الحقيقة فإنني شخصياً أحترم كل إنسان صاحب فكر يدعو إليه، لأنه طالما أنه مقتنع بهذا الفكر فلا بد أن يدعو إليه ويوصله إلى الناس، وإلا فإن هذا الإنسان كاذب في دعواه، فطالما أنه صاحب فكر فليدعُ إلى هذا الفكر، لكن من المهم جداً أن يكون صادقاً في هذا الفكر، ويظن فعلاً أنه حق، والأمر كما قال الله - تبارك وتعالى -: "كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ" (المؤمنون: من الآية53).
فإذا كان الإنسان يعتنق فكرا معينا ويدعو إليه فلا بأساً به، لكن يجب أن يكون هذا الأمر دافعاً لنا - ونحن أصحاب الحق الذي ندين لله تبارك وتعالى به - أن ندعو إلى هذا الحق وأن يزيد تمسكنا به.
والشيعة كما أعلم لهم نشاط قوي جداً في الدعوة، لكن هناك فرق عظيم حقيقة بين مَن يؤثر فيهم الشيعة ومن يؤثر فيهم السنة. وذلك أن الشيعة أثرهم فيما أرى يتركز دائما في الأماكن التي يكون فيها جهل وفقر تحديداً. وهذا يؤكد حقيقة أن المذهب الشيعي الذي ينشرونه ليس مقنعا ً، لذلك فهم لا يستطيعون أن يقنعوا به أحد إلا بعض الجهلة من أهل السنة بعد أن يغروهم بالمال، فيحدثون الأثر الذي يريدون. أي أنهم يلبسون على الجهلة ويغرون الفقراء، أما الذين يتحولون من التشيع إلى مذهب أهل السنة ولله الحمد والمنة، هم عقلاء القوم، المثقفون من الشيعة، وهم أكثر الذين يتحولون للسنة، ولذلك ولله الحمد والمنة يصبحون بالغالب بعد ذلك دعاة، فبمجرد أن يتحول الشيعي المثقف إلى مذهب أهل السنة؛ يبدأ يؤثر ويدعو أقاربه وأهله وجيرانه وأصدقاءه وهكذا، فهذا فرق عظيم.
وعليه فقد تشيّع منذ عدة سنوات، عدد من أهل السنة، هم بالعموم من الجهلة والفقراء، فيما تسنن عدد من الشيعة، من عقلائهم ومثقفيهم.
البعض يرى أن تشيع بعض السنة ليس عقائديا بقدر ما هو تشيّع سياسي، أو ربما عاطفي، هل ترون الأمر كذلك..؟
من الناحية العاطفية أعتقد ذلك، فكثير من الناس لا يكون تشيعهم عقدياً، وإنما يتأثر بما يرى ويسمع، ولعله أحبَّ شخصاً ما لأن هذا الإنسان قد دعا إلى شيء يحبه، مثلاً كثير من العرب أحبوا جمال عبد الناصر.. لماذا؟
لأنه يدعو إلى مقاومة الاستعمار، ولأنه متكلم و خطيب مفوه وربما لأسباب أخرى، فيتعاطفون معه، إلا أنهم لم يصبحوا بالضرورة قوميين او اشتراكيين بما تحمله القومية أو الاشتراكية من اعتقادات وتصورات. وكذلك أعجب ناس كثيرون بصدام حسين لكن لم يصبحوا بعثيين لأجل صدام حسين، وهذا يطبّق هنا على ما حصل، إذ تعاطف كثير من الناس مع دعوة الشيعة خاصة وهم يتكلمون ضد أمريكا وإسرائيل وغير ذلك من الأمور، إلا أن ذلك لا يعني أنهم باتوا من الشيعة.. ومع ذلك أرى أن عدد من الناس قد تشيّع بالفعل عقدياً، وربما الأمر متقارب من حيث النسبة بين الجهتين.
ينظر البعض إلى الشيعة على أنهم طائفة واحدة، لهم سياسة موحدة وعقيدة واحدة، هل هم كذلك بهذا التنظيم والترابط، أم أنهم فرق وأقسام ومذاهب شتى؟
الشيعة فرق كثيرة جداً، وبعض وأهل العلم أوصل عدد فرقهم إلى سبعين فرقة أو أكثر. وهناك فرق اندثرت كالهشامية والهاشمية والزغارية والفضحية والبترية والقطعية، وهذه قامت ثم بادت، أي أنها غير موجودة الآن حسب معرفتي. وهناك فرق تغيرت أسماؤها ولا تزال باقية، وهناك فرق نشأت من جديد، وفرق قديمة ولا تزال حتى يومنا هذا على ما هي عليه.
ففرق الشيعة كثيرة جداً، منها الشيعة الاثني عشرية أو الشيعة الزيدية والشيعة الدروز والنصيرية والقرامطة والإسماعيلية والباطنية - وفرق الشيعة بشكل عام كلها باطنية تقريبا – والسبئية. وبالنسبة لهذه الفرقة الأخيرة، فإن البعض يرى أنها فرقة اندثرت، إلا أنني أعتقد أنها لا تزال باقية، ولكن حدث أن غيّرت اسمها، فهناك جماعة لا تزال منهم في إيران يقال لهم "العلي إلهية" وهم الذين يؤلهون علياً، وهي برأيي السبئية في صورة جديدة، أو في مسمى جديد.
كما توجد فرق أخرى ربما أقل شأناً، كلها من الشيعة. وبشكل عام فإن فرق الشيعة كثيرة جداً ومتضاربة الأهواء والأقوال ومتضاربة حتى في التكفير، إذ يكفر بعضها بعضاً، بل إن فرقة من هذه الفرق - وهي الفرق المجاورة لنا - الشيعة الاثني عشرية الذين يقال لهم الرافضة- ينقسمون أيضاً إلى فرق كثيرة، ونسمع اليوم بالأصولية والإخبارية والشيخية والأحمدية الإحسائية والرشيدية والبهائية والبابية، وهذه في الحقيقة كلها من فرق الشيعة.
على سبيل المثال، الشيعة الاثني عشرية فيهم فرق أصولية وإخبارية وشيخية، ثم انبثق من الشيخية الإحسائية الأحمدة، ثم تلميذه كاظم الرشدي ثم تلميذه البهاء ثم تلميذه الباب.
من الملاحظ أن دوافع التشيع لدى من تشيع مؤخرا كانت بسبب مواقف حزب الله المدعاة في مقاومة (إسرائيل) غير أن الحقائق والوقائع تؤكد أن حزب الله إنما ينفد أهدافاً إيرانية على الأرض اللبنانية. ما تعليقكم؟
من المؤكد أن أعضاء حزب الله وقادته يرجعون في ولائهم الديني والسياسي إلى خامنئي، فهم شيعية اثنى عشرية أصولية، و هذا أمر لا ينفونه بل يؤكدونه. بل في في تحية العلم الخاصة بحزب الله يردد الشيعة القسم بالقول " قسماً بالله وبالمهدي وبخامنئي" فهم يقسمون بخامنئي ويرونه إمامهم، والمرجع الذي يرجعون إليه، فهي فرقة تتبع الأصولية الشيعية، وتتبع بالذات خامنئي.
وهنا ألفت النظر إلى أن الأصولية فيها عدة مراجع. على سبيل المثال يعتبر محمد حسين فضل الله مرجعاً شيعياً في لبنان، فيما يعتبر الروحاني مرجعاً في إيران، وكذلك الخامنئي والسيستاني والخالصي وغيرهم كثير، هؤلاء كلهم مراجع أصولية للشيعة، وفي الوقت ذاته تجدهم مختلفون، ولكل طريقته. فمع أن محمد حسين فضل الله مرجع شيعي لبناني إلا أن شيعة لبنان، وخاصة حزب الله، لا يتبعونه أبداً، بل أفتى بعض علمائهم بكفره وحذروا من كتبه.
فشاهد الأمر هنا أن حزب الله يتبع إيران، وهي حقيقة لا شك فيها، وهم يقولون ذلك ولا يخفونه.
أما قضية ادعاءهم أنهم يحاربون إسرائيل فأقول "إن كانوا فعلاً يحاربون إسرائيل فنسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقهم في حربهم هذه، وإن كانوا يريدون نشر الإسلام والدفاع عن دين الله تبارك وتعالى فنسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقهم ويثبتهم ويسدد خطاهم، وأما إن كانوا يريدون من خلال هذا الأمر نصرة إيران لا نصرة الإسلام، ويريدون نصرة الشيعة لا نصرة الإسلام، أو ضرب أهل السنة لا ضرب اليهود والكفار فنسأل الله ألا يوفقهم في ذلك، وأن يقطع دابرهم"، والأمر كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية لما جاء إليه التتار فقالوا: "إنا جئنا لنصرة الإسلام ونعلن إسلامنا"، فدعا لهم إن كانوا صادقين ودعا عليهم إن كانوا كاذبين.
فنحن ندعو لهم إن كانوا صادقين وندعو عليهم إن كانوا كاذبين. وإن كان الذي يظهر لنا من أقوالهم وأعمالهم وغيرها أنهم من أشد أعداء أهل السنة وأشد ضرراً على أهل السنة من غيرهم، ولا شك أن الذي قاموا به لم يكن جهاداً في سبيل الله.
تؤكد التقارير الإعلامية والمشاهدات الميدانية عمليات الإبادة التي يقوم بها الميليشيات الشيعية في العراق بحق أهل السنة، وسيطرتهم على بعض المناطق هناك، فما رأيكم؟
لا شك أنهم يقومون بذلك حالياً، وقد سيطروا على مناطق عديدة، منها سيطرة شبه كاملة على الجنوب، ولا أقول سيطروا عليه سيطرة تامة، لكنهم يسيطرون الآن على أكثر مناطق الجنوب. وما يحصل لأهل السنة الآن يجعلهم يخفون سنيتهم، بل إن الصراع بين أهل السنة والشيعة كله الآن على العاصمة بغداد، وكل منهم يحاول أن يمسك بها ويسيطر عليها. ومن المعلوم أن أهل السنة كانوا هم الأكثرية في بغداد، ولكن بسبب دعم قوات الاحتلال للشيعة، وكون الحكومة من الشيعة، وكذلك قوات الشرطة والجيش، فإن الشيعة زاد عددهم الآن في بغداد، وباتوا يقتلون أهل السنة قتلاً ذريعاً، والله المستعان.
وسط ما نشهده في العراق من تقسيم طائفي ومحاولة الميليشيات الشيعة التنكيل بأهل السنة والسيطرة على العراق عبر مصادرة الحكم وإقصاء أهل السنة، وكذلك السيطرة على المناطق الغنية بالنفط وغيرها، هل تنظرون إلى ما يحدث في العراق على أنه مخطط شيعي في كامل المنطقة العربية؟
نعم أعتقد ذلك، مثلاً قرأت قبل قليل أيام أن جماعة من شيعة البحرين وشيعة الصدر كانوا يذهبون يتدربون مع حزب الله في لبنان، يخرجون يتدربون هناك على السلاح وغيره، والظاهر والله أعلم أن بعضاً من شيعة الكويت، وكذلك من شيعة المملكة العربية السعودية، قد ذهبوا وتدربوا هناك.. السؤال هنا هو "لماذا يتدربون الآن؟ أليس من أجل ضرب أهل السنة؟
واقع العراق الآن معروف ونحن نرى ونعرف أنه رغم كل التنكيل والقتل ضد السنة، إلا أن حسن نصر الله منذ بدأت الفوضى في العراق وقتل أهل السنة وعلى الهوية وغير ذلك من الأمور، لم يُسمع له إنكار، فهو لم ينكر شيئاً من ذلك، ولا دعا إلى وقف قتل أهل السنة، ولم يدع لدفع الشر عنهم أبدا، ما سمعنا هذا الشيء أبداً. لا شك أن الشيعة لعبوا لعبة خبيثة حيث وضعوا أيديهم بأيدي المحتل الأمريكي الإنجليزي وسيطروا على الوضع تقريباً، خاصة في البصرة على عكس بغداد، حيث بدؤوا يعملون بجد وقوة في قتل أهل السنة وتشريدهم وطردهم من بلادهم، فلا شك أنهم رتبوا مع الأمريكان ترتيباً قويا بحيث يُضرب أهل السنة، والله سبحانه وتعالى يأخذ بأيدي أهل السنة وينصرهم ويعينهم.
ما هي النصيحة التي تقدمونها لأهل السنة في العراق لمواجهة هذه الإبادة من قبل الميليشيات الشيعية؟
النصيحة هي أن يتكاتفوا، وأن يكونوا يداً واحدة، وأدعو أهل السنة في العراق أن يضع بعضهم يده في يد أخيه، وأن يتنبهوا لعدوهم المشترك، سواء كان العلوي أو الشيعي الذي يستبيح حرمتهم، وأن يتريثوا في الأمر ولا يستعجلوا و أن يرجعوا في فتواهم إلى أهل العلم ولا يستعجلوا في اتخاذ القرار الفردية، خاصة في قضايا الجهاد وغيرها، وإنما يرجعون إلى أهل العلم سواء كانوا العراق أو في المملكة أو في غيرها، إما أن تكون بمجيء أشخاص منهم وإما بإرسال رسائل ويفتون هم على هذا الأساس بكيفية تصرفهم، وغيره.
لذلك ندعوهم إلى التريث في الأمر وعدم الاستعجال وعدم أخذ الأمر بعاطفة دون عقل وترو وأن يصبروا، والله تبارك وتعالى ينصرهم - جل وعلا - "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" (العنكبوت: من الآية69)، نسأل الله تبارك وتعالى لهم التوفيق والهداية.
انتقالاً إلى الحالة اللبنانية، ما تعليقكم على نسبة أهل السنة هناك، وأين دورهم في لبنان..؟
السنة هم أكثرية في لبنان، ولكن المشكلة أو الخطر الداهم على أهل السنة هو قضية السلاح، فهم غير مسلحين وغير مهيئين، بينما الشيعة عكس ذلك، أي مدربون على استعمال السلاح ومهيؤون له، والسلاح متوافر عندهم. فهذا الفرق، وإلا ليس الشيعة أكثرية في لبنان أبداً.
إذاً لماذا النفوذ للشيعة هناك؟
لأنهم هم الذين يملكون السلاح، بل قد يملكون من السلاح ما لا تملكه الحكومة، فهم يملكون من السلاح الشيء الكثير.
ولكن ينظر البعض إلى هذه الحالة بسبب أخطاء وقع فيها أهل السنة، كانقسامهم وتخليهم عن السلاح مبكراً، وتنقلهم من جبهة إلى جبهة، كيف تقيّمون أداءهم هناك..؟
كل هذا يعتبر من أخطاء أهل السنة في لبنان، وأهم تلك الأخطاء أنهم لم يتحدوا، رغم قلتهم العددية (وليست النسبية، فهم أكثرية في لبنان) فالمفروض على أهل السنة هناك أن يكونوا على قلب واحد، ويعملون بيد واحدة، أو على الأقل يتفقون على رأي واحد، لكن المشكلة أن هناك أهواء ومصالح ومذاهب مفترقة عندهم، ولذلك تجد هذا الخلاف بينهم. والشيعة أيضاً على خلاف بينهم إلا أنه طالما أن لهم هدفاً واحداً فهم متفقون عليه وهذه تُحسب لهم، لكن يبقى أمر آخر وهو الفرق بين السني والشيعي في تربيته، فالسني يتربى على اتخاذ قراره بنفسه، بينما الشيعي يتربى على قضية التقليد، وأنه لا يجوز مخالفة المرجع في شيء، ويعتقدون أن الشيعي إن خالف المرجع فإنه سيموت كافراً مهما عبد الله. فتقليد المرجع لديهم واجب، ويعتقدون أن طاعته من طاعة الإمام، وطاعة الإمام من طاعة الله وغير ذلك من الأمور، وهذا برأيي فيه نوع من الإرهاب الفكري، لذلك تجد أنهم يستجيبون لمرجعهم في أي شيء يقوله لهم. بينما السني ليس عنده هذا الإرهاب الفكري، لذلك يجد نفسه حراً في اتخاذ قراره.
هل ترون أن التطورات الخيرة في قضية السنة والشيعة والأحداث المتلاحقة تستدعي مزيدا من الجهود من أهل العلم وخاصة المهتمين بقضايا الشيعة والتشيع؟
بإذن الله، توجد الآن جهود حثيثة جداً مني ومن إخواني الدعاة، بهدف العمل الحقيقي في هذا الأمر، وهو أولاً بيان المنهج الصحيح وبيان المقدسات الصحيحة وتحذير الشيعة من الخطر الذي هم سائرون فيه من دون أن يشعروا. فعامة الشيعة الآن مستغلون من قبل علماءهم وكبراءهم الذين يحاولون استغلالهم بأبشع الصور. لذلك لا بد من تحذيرهم من هذا الأمر، وتوجيه النصيحةً لهم، ونحن لا نريد منهم جزاء ولا شكوراً، ونعمل ولله الحمد عبر عدة قنوات، عن طريق الإنترنت وعن طريق الأشرطة وكذلك عن طريق الكتب والبالتوك والمطويات والقنوات الفضائية وغيرها. وعبر أي طريق مشروع يمكن أن يبيّن لهم ولغيرهم الحق. والله الهادي إلى سواء السبيل.
نشكر فضيلتكم على هذا الحوار الممتع والغني، ونسأله تبارك وتعالى أن يوفقكم فيما أنتم فيه، وأن يوحد كلمة المسلمين على الحق، إنه القادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.