فتاوى معاصرة - العصبية القبلية - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-02-2012, 03:01 PM   #1
 
إحصائية العضو







عبدالرحمن الجبابرة غير متصل

عبدالرحمن الجبابرة is on a distinguished road


افتراضي فتاوى معاصرة - العصبية القبلية







أساس التفاضل بين الناس في الإسلام







الشيخ عبدالله الفقيه

المصدر: الشبكة الإسلامية - 23 محرم 1424 / 27-03-2003م.

تاريخ الإضافة: 18/05/2007 ميلادي - 1/5/1428 هجري

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ابعث هذه الرساله وكلي أمل بأن تجيبوا على سؤالي بوضوح تام وجزاكم الله خيرا. هناك قوم يلقبون بالسادات, يقال بأن الرجل منهم سيد والمرأه سيده, والسؤال هو:مامعنى السادات؟ والى من ينتمون وما أصلهم؟ والى أي مذهب ينتمون؟ وما مكانتهم في الإسلام؟ أريد معرفة كل شيء عنهم، وبالتفصيل، والسؤال الثاني: هل نستطيع الزواج منهم؟ الرجاء إرسال الإجابه بأسرع وقت ممكن على البريد الالكتروني: وجزاكم الله خيرا كثيرا، وشكرا.



الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه أما بعد:



فتطلق بعض المجتمعات على المنتسبين إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من ذرية الحسن أو الحسين لقب السادة أو الأشراف. ومن عُلم أنه من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم حرم عليه أخذ الصدقة، وأعطي من خمس الغنيمة. ومدار التفضيل والتشريف في الإسلام على الإيمان والتقوى، كما قال سبحانه: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}. [الحجرات: 13]. والزواج من هؤلاء جائز كالزواج من غيرهم من المسلمين. والواجب على الزوج أن يبحث عن ذات الدين والخلق، كما يجب على ولي الزوجة البحث لها عن الزوج الكفؤ الذي يراقب الله تعالى ويتقيه. والله أعلم







ليس للعرب والآل فضل بمجرد النسب


الشيخ عبدالله الفقيه

المصدر: الشبكة الإسلامية - 01 شعبان 1425 / 16-09-2004م.

تاريخ الإضافة: 18/05/2007 ميلادي - 1/5/1428 هجري

السؤال:

ما صحة هذا الحديث: "خير الناس العرب وخير العرب قريش وخير قريش بني هاشم وخير بني هاشم أنا" أعتقد هكذا روايته أو كما قال رسول الله هذا الحديث دائما يردده خطيبنا في خطبة الجمعة وأنا مستغرب من هذا الحديث الذي يقابله قول الله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، وقوله صلى الله عليه وسلم ((لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى))، أرجو إفادتي؟ وبارك الله فيكم.



الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:



فإن هذا الحديث أخرجه الديلمي في مسند الفردوس بلفظ: خير الناس العرب وخير العرب قريش، وخير قريش بنو هاشم، وخير العجم فارس وخير السودان النوبة. وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة: هو موضوع وفي إسناده مجهولون.

ولكنه يشهد لتفضيل النبي صلى الله عليه وسلم وتفضيل قريش وبني هاشم ما في صحيح مسلم من حديث واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم. وقد سبق أن بينا أحاديث في فضل العرب في الفتوى رقم: 47559.



وقد ذكر شيخ الإسلام في منهاج السنة أن أهل السنة والجماعة يقولون بنو هاشم أفضل قريش وقريش أفضل العرب والعرب أفضل بني آدم، وهذا هو المنقول عن أئمة السنة كما ذكره حرب الكرماني عمن لقيهم مثل أحمد وإسحاق وسعيد بن منصور وعبد الله بن الزبير الحميدي وغيرهم، وذهبت طائفة إلى منع التفضيل بذلك كما ذكره القاضي أبو بكر والقاضي أبو يعلى في المعتمد وغيرهما.

والأول أصح، فإنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى هاشماً من قريش واصطفاني من بني هاشم. انتهى.



وقال في اقتضاء الصراط المستقيم: واعلم أن الأحاديث في فضل قريش ثم في فضل بني هاشم فيها كثرة وليس هذا موضعها وهي تدل أيضاً على ذلك إذ نسبة قريش إلى العرب كنسبة العرب إلى الناس، وهكذا جاءت الشريعة كما سنومئ إلى بعضه.

فإن الله تعالى خص العرب ولسانهم بأحكام تميزوا بها، ثم خص قريشا على سائر العرب بما جعل فيهم من خلافة النبوة وغير ذلك من الخصائص، ثم خص بني هاشم بتحريم الصدقة واستحقاق قسط من الفيء إلى غير ذلك من الخصائص فأعطى الله سبحانه كل درجة من الفضل بحسبها والله عليم حكيم. انتهى.



ولا يعارض هذا ما دلت عليه نصوص الوحي من تفضيل أهل التقوى، فإن أتقياء العرب وقريش وبني هاشم أفضل من أتقياء غيرهم إذا تساوى الجمع في درجة التقوى، وأما الكفار والفجار منهم، فإنهم لا يساوون شيئاً بالنسبة لأتقياء المسلمين، فإن الكفار هم شر الدواب عند الله كما تدل عليه الآية: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} [الأنفال:55]، فليس للعرب والآل فضل بمجرد النسب، وإنما الفضل بالتقوى، ولهذا فإن أبا بكر وعمر وعثمان أفضل من بني هاشم وسلمان الفارسي وبلال الحبشي أفضل من القرشيين الذين أسلموا عام فتح مكة باتفاق أهل السنة.



وقد روى ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال: يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها فالناس رجلان بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. رواه الترمذي وصححه الألباني.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق خطبة الوادع فقال: يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم. رواه البيهقي، وقال الألباني في صحيح الترغيب: صحيح لغيره، وللمزيد في الموضوع راجع كتب التفسير وشروح الحديث.



والله أعلم.








قبح التسامي بالأنساب والألوان


الشيخ عبدالله الفقيه

المصدر: الشبكة الإسلامية 02 ذو الحجة 1426 / 02-01-2006م.

تاريخ الإضافة: 18/05/2007 ميلادي - 1/5/1428 هجري

السؤال:

الرجاء إعطائي الأدلة الشرعية والفتوى الملائمة في هذا الموضوع سؤالي هو أنني أعيش في مدينة فلسطينية وأنا أصلي (أي بلد أهلي) من الريف (القرى الفلسطينية المجاورة لها)... أسمعهم يسخرون من أهل القرى بقصد وبدون قصد...لا أنكر أن هذا الأمر يكرهني بهم ويزيد من بعد المسافة بيننا... أعمل معهم في إحدى المؤسسات الحكومية ويزعجني استهزاؤهم من بقية أبناء الشعب مع أنه والله لا مقارنة بين أهل المدينة والقرية في أمور كثيرة أهمها البساطة والطيبة وعدم اللؤم في الطباع...كذلك لا مقارنه بيني وبين زميلاتي من حيث المستوى الاجتماعي فعائلتي أكبر بكثير من عائلاتهم من حيث جميع المستويات التي يقارن بين الأفراد في وقتنا من دين وعلم ومال وأخلاق ورقي في التصرف تصور أنه إذا ذهب أحدنا للشراء من السوق فإن الأسعار وجودة المادة التي نشتريها تتغير حسب المشتري... إذا كان فلاحا يباع بثمن غال وكذلك يباع بضاعة ذات جودة أقل (مضروبة حسب لهجتنا).



ما أريده منكم هو إعطائي دليلا شرعيا يمنع التمييز بين المسلمين وعقوبة ذلك في الإسلام لعل الإسلام يردعهم... جزاكم الله كل الخير وأشكركم على حسن الإصغاء. فأنا والله لا أقبل أن أدخل في شجار مع مسلمة مثلي بسبب هذه التفاهات التي نهى عنها الإسلام ولكن أخاف من كثرة الاستهزاء وامتهان الكرامة في بعض الأوقات أن يكون هذا الأمر سببا في قطيعه بيني وبين زميلاتي في العمل.



وشكراً



الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:



فلا قيمة ولا اعتبار لهذه المسميات في شرع الله تعالى؛ لأن مقياس الكرامة وميزان التفاضل عند الله تعالى هو بالتقوى، أما الأنساب والألوان واللغات والمجتمعات والثقافات فالتفاضل بها من شأن الجاهلية التي قضى عليها الإسلام ونبذتها نصوص الوحي في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، من ذلك قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم. رواه البيهقي.

وعلى كلٍ فالدين يرفض التفاضل على أي أساس غير تقوى الله تعالى، ووجود هذه الفئات أو الطبقات في مجتمع ما لا يترتب عليه حكم شرعي، ولا ينبني عليه عمل تكليفي. أما عن موقف الإسلام من الجنسيات فجِماعُه قول الله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.



فلا نسب ولا عز ولا جاه ولا سلطان ولا جنسية ولا ريفية أو مدنية أرفع من التقوى، روى أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي، الناس بنو آدم، وآدم من تراب، لينتهين أقوام عن فخرهم برجال أو ليكونن أهون عند الله من عدتهم من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن، رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني

وقد تداعى بعض الأنصار والمهاجرين ذات يوم بدعوى الجاهلية فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها منتنة. وفي رواية: دعوها فإنها خبيثة. رواهما البخاري.



وإن مما يندى له الجبين ما حصل بين المسلمين من فرقة بسبب انقسامهم إلى دويلات مما أضعف رابطة الإسلام وأحل مكانها القومية والوطنية، وهذا لا يعني أن الإسلام يرفض الانتماء إلى بلد معين أو أسرة معينة أو قبيلة أو عشيرة من باب التعريف والتمييز لا من باب الفخر والتمييز، فلا يحل لمن ذكرت بعد هذا أن يميزوا في المعاملة بين القروي والمدني، ومن فعل ذلك فهو آثم يتحمل وزر ما يقول وما يفعل.



أما بالنسبة للبيع بسعر أعلى للقروي فإذا كان السعر محددا فلا يجوز فيه الكذب على القروي أو غيره، وإن لم يك محددا وأراد البائع أن يبيع بسعر أعلى بغض النظر عن السعر الذي يبيع به لغيره، فلا مانع من ذلك لأن مالك الشيء له أن يبيعه بأعلى من سعره. المهم أن لا يكون هناك غش ولا خداع ولا تدليس. والذي نراه في هذه الصورة أن البائعين يستغلون القرويين لعدم علمهم بالسوق وعدم تحريهم لأسعار البضائع فيه، والله تعالى يوفق المسلمين لما يحب ويرضى.












الفتوى رقم (1)



اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

المصدر: فتوى للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية، انظر: الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية، جمع وترتيب: د. خالد الجريسي (ص 1348- 1349).

تاريخ الإضافة: 29/04/2007 ميلادي - 11/4/1428 هجري



السؤال:

س: ينتشر في أوساط سكان نجد قَصْر الزواج على ناس، وتحريمه على ناس آخرين، حيث هناك تفرقة؛ هذا حرفي، وهذا صانع، أو خضيري، فهل قَصْر هذا الزواج على فئة دون فئة يقره الشرع؟ وهل ما يعمله الكثير من الناس من هذه العصبية القبلية يُقِرّه الشرع، أو هو من الجاهلية؟ وما المقياس بين الناس؟ ثم هل الأنبياء لم يعملوا بحرفة، مثل النجارة التي ينكرها ويحتقرها بعض مواطني نجد؟ وما سبب هذه التفرقة؟ أرجو الإجابة بالاستدلال على هذا الموضوع بالأدلة من الكتاب والسنة، وأرجو أن تؤكدوا على هذه الناحية؛ لأنها تستعر بين المواطنين، وبخاصة في القرى، وأنا أريد الجواب الوافي؛ لأني خطيب جمعة، وأريد إيضاح هذه الملابسات على ضوء جوابكم، وفّقكم الله، وأرجو أن تكتب كتيبًا لإيضاح هذا الموضوع؟



الجواب:

ج: اختلفت العلماء فيما تُعتبر فيه الكفاءة في النكاح، والصحيح: أنها تعتبر في الدين فقط؛ لقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحُجرَات: 13]، وبهذا قال مالك بن أنس، وهو منقول عن عمر، وابن مسعود؛ من الصحابة رضي الله عنهم. ومنقول أيضًا عن محمد بن سيرين، وعمر بن عبد العزيز؛ رحمهما الله.



ويدل لذلك أيضًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم زوّج زيدَ بن حارثة مولاه، زينبَ بنت جحش، وهي قرشية[1]، وأمها هاشمية، وزوّج فاطمة بنت قيس، وهي قرشية، من أسامة بن زيد بن حارثة، وهو وأبوه زيد من موالي النبي صلى الله عليه وسلم، وثبت عن عائشة رضي الله عنها أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وكان قرشيًّا ممن شهد بدرًا مع النبي صلى الله عليه وسلم، تبنى سالمًا، وأنكحه ابنة أخيه الوليد بن عتبة بن ربيعة، وهو مولًى لامرأة من الأنصار[2]؛ رواه البخاري والنسائي وأبوداود. وعن حنظلة بن أبي سفيان الجُمَحي، عن أمه، قالت: رأيت أخت عبد الرحمن بن عوف تحت بلال[3]، ومعلوم أن عبد الرحمن قرشي وبلالٌ حبشي وعتيق لأبي بكر؛ وبذلك يتبين أنه لا حرج في الشرع أن يتزوج قَبَلِيٌّ: من العَجَم والموالي ومن يسمى عند بعض الناس خضيريًا، وكذا العكس.







الفتوى رقم (2)



الشيخ محمد بن صالح العثيمين

المصدر: فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله. انظر: الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية، جمع وترتيب د. خالد الجريسي (ص1350- 1351).

تاريخ الإضافة: 29/04/2007 ميلادي - 11/4/1428 هجري

السؤال:

س: ما حكم من يمنع زواج ابنته من الكفء المتقدم لها؛ بحجة أن المتقدم خضيري وهو قبيلي، وإذا نوقش في ذلك قال: إن الله جعل الناس درجات، والخضيري ليس له أصل؛ واستدل بقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَْرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ}[الأنعَام: 165]، وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ *}[الحُجرَات: 13]، وجزاكم الله خيرًا؟



الجواب:

ج: الواقع أن الاعتماد على النسب في مسألة النكاح - وإن ذهب إليه بعض أهل العلم؛ وقالوا: للإنسان أن يمنع من تزويج المرأة القبيلية برجل غير قبيلي - لكن الذي ينبغي للإنسان: أن ينظر إلى الدين والخُلق ؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((إِذَا خَطَبَ إلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوْهُ؛ إلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ)) [1]؛ هذا هو الذي ينبغي أن الإنسان يلاحظه، وأما مسألة النسب - قبيلي أو خضيري - فهذا أمر ثانوي، والذي أرى ما ذكرته الآن؛ أن يعتمد في هذا على الدين والخلق، فإذا كان الخاطب ذا دين وخلق فليُزوَّج، وإن لم يكن قبيليًّا. وأما قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَْرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ}[الأنعَام: 165]؛ فهذا لا شك بأنه واقع؛ فإن الله رفع الناس بعضهم فوق بعض درجات في العلم، في الدين، في الحكمة، في العقل، في الأجسام، في كل شيء، ولكن لا يعني هذا أن تمنع الكفء الخاطب، من أن تزوجه لكونه غير قبيلي، وكون المرأة قبيلية؛ فإن هذا من الأمور التي لا ينبغي الرجوع إليها. وأما قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ((تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرَبَعٍ؛ لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا ... )) [2] ؛ فهذا حقيقة يعني أن هذا مما يريده الناس، لكن هل هذا مما يريده الشرع ؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث نفسه: ((فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ؛ تَرِبَتْ يَدَاكَ!)).







الفتوى رقم (3)



الشيخ محمد بن صالح العثيمين
المصدر: فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله. انظر: الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية، (ص1348).

تاريخ الإضافة: 29/04/2007 ميلادي - 11/4/1428 هجري

السؤال:

س: يرى البعض أن التفاخر بالأنساب شيء محمود؛ ويستدلون لذلك بقوله تعالى: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ}[الزّخرُف: 32]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ بَنِي كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ))[1] ؛ فمارأيكم في ذلك ؟ أفتونا مأجورين.

ـــــــــــــــــــ

[1] أخرجه مسلم (2276)، والترمذي (3605)، من حديث واثلةَ بن الأسقع رضي الله عنه.



الجواب:

ج: رأيي في ذلك: أن التفاخر بالأنساب من دعوى الجاهلية، وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء، وأما قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ}[الزّخرُف: 32]، فالمراد في أمور الدنيا؛ لأن الله تعالى قال: {وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ *أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا}[الزّخرُف: 31-32]؛ فهذا فقير وهذا غني، وهذا صحيح وهذا مريض، وهذا قوي وهذا ضعيف ... إلى آخره. هذا المراد، أما التفاخر بالأنساب فهو من دعوى الجاهلية، وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فاعله؛ قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ *}[الحُجرَات: 13]، لتعارفوا لا: لتفاخروا.







الفتوى رقم (4)



الشيخ محمد بن صالح العثيمين

المصدر: فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله. انظر: الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية (ص1351).

تاريخ الإضافة: 29/04/2007 ميلادي - 11/4/1428 هجري

السؤال:

س: ما رأيكم فيمن يفضل الزواج من كتابية، عن أن يتزوج بمسلمة غير قبيلية، معللاً ذلك بأن الزواج من المسلمة غير القبيلية سوف يعرضه لمشاكل اجتماعية، لأنها في نظره ليس لها أصل؟



الجواب:

ج: أرى أنه أخطأ؛ قال الله عز وجل: {وَلأَْمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} [البَقَرَة: 221]. مسألة الخضيري والقبيلي هذي لا أصل لها، فيجوز أن يتزوج الخضيري من القبيلية، والقبيلي من الخضيرية، ويصح النكاح، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم اعتبر شيئين لا ثالث لهما، قال: ((إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ؛ إِلاّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ))[1].

ـــــــــــــــــــ

[1] جزء من حديث أخرجه الترمذي (1085)، من حديث أبي حاتم المُزَنيِّ رضي الله عنه وحسَّنه، وحسّنه الألباني أيضاً. انظر: ((صحيح الترمذي)) (866).





الفتوى رقم (5)



الشيخ محمد بن صالح العثيمين

المصدر: فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله. انظر: الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية، (ص1351- 1352).

تاريخ الإضافة: 29/04/2007 ميلادي - 11/4/1428 هجري

السؤال:

س: مامعنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُون بِهِ أَرْحَامَكُم...))[1] الحديث؟ وهل فيه حجة لمن يقول بعدم التزاوج بين القبيلي، وغير القبيلي (الخضيري)؛ للمحافظة على الأنساب، والتعلم منها ما تُوصَل به الرَّحِم؟

ـــــــــــــــــــــ

[1] أخرجه أحمد (8855)، والترمذي (1979)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.



الجواب:

ج: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. الحديث هذا لا أدري عن صحته، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. لكن إن صح فمعناه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر أن نعرف أنسابنا، أي: أقاربنا لنصلهم، سواء كانوا من قبيلتنا، أو غير قبيلتنا[1]، سواء أكانوا - كما يزعمون - أنهم قبيليّون أم غير قبيليين؛ لأنه مثلاً لو أن رجلاً أمُّه أَمَة مملوكة وهو حر، كما لو وطئ السيد أمته فولدت منه، فهنا يجب عليه أن يصلها ولو كانت أمةً في الأصل. الحديث لا يومئ إلى هذا، أي: إلى الفرق بين القبيلي وغير القبيلي، لا يومئ إليه بأي حال من الأحوال، الأقارب أقارب، وإن خالفوا في النسب، والأقارب أقارب، وإن كانوا غير قبيليين

ـــــــــــــــــــــ

[1] كذا قال الشيخ، ولعله يقصد بذلك عشيرة الزوجة إذا كانت من قبيلة أخرى، ليعرف نسبها، ويعرفه لأبنائه منها؛ لأنهم من أرحامهم، والله أعلم.







الفتوى رقم (6)



الشيخ محمد بن صالح العثيمين
المصدر: فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله. انظر: الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية، (ص1352).

تاريخ الإضافة: 30/04/2007 ميلادي - 12/4/1428 هجري

السؤال:

س: يعتقد بعض الناس أن معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَأَنْكِحُوا الأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِم))[1]: عدم زواج القبيلي من غير القبيلية (الخضيرية)، وعدم تزويج صاحب الدين والأمانة؛ لأنه غير قبيلي؛ فما رأيكم في هذا؟ أفتونا مأجورين.

ــــــــــــــــــــــ

[1] رواه ابن ماجه (1968)، وابن أبي حاتم في "العلل" (1236)، وابن عدي في "الكامل" (1/95).



الجواب:

ج: رأينا، هذا الحديث غير صحيح: ((تخيَّروا لنطفكم))، وإذا كان غير صحيح، بطل ما احتج به هؤلاء الشُّعُوبيون.





الفتوى رقم (7)



الشيخ محمد بن صالح العثيمين

المصدر: فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله، المرجع السابق، (ص1460).

تاريخ الإضافة: 30/04/2007 ميلادي - 12/4/1428 هجري

السؤال:

س: ما حكم الشرع - في نظركم - فيمن ينعت الصُّناع، وأصحاب المهن الشريفة بالخضيريين، ويقول: إنَّ كل من امتهن هذه المهن فإنه يصبح خضيريًّا منبوذًا من قبيلته ؟



الجواب:

رأيي أن هذا من دعوى الجاهلية، وأنه لا صحة له، فكم من أناس أصحاب صنائع، وهم من صميم قبائل العرب







الفتوى رقم (8)



الشيخ محمد بن صالح العثيمين
المصدر: فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.

تاريخ الإضافة: 30/04/2007 ميلادي - 12/4/1428 هجري

السؤال:

س: ما معنى المولى شرعًا؟ وهل يلزم أن يكون المولى عبدًا ؟



الجواب:

ج: المولى يطلق على عدة معان؛ المولى يعني الناصر، ويطلق المولى على العتيق، ويطلق المولى على المُعْتِق أيضًا، فله معانٍ كثيرة في اللغة العربية.





الفتوى رقم (9)



الشيخ محمد بن صالح العثيمين

المصدر: فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.

تاريخ الإضافة: 30/04/2007 ميلادي - 12/4/1428 هجري

السؤال:

س: أُثر عن الإمام مالك رحمه الله قول: ((الناسُ مُؤْتَمَنُونَ على أنسابهم))[1]؛ فهل هذا يعني عدم تكذيب من نَسَبَ نفسه إلى قبيلة معينة؛ لأنه هو المَعْنِيُّ بذلك وحده ؟

ــــــــــــــــــــــ

[1] انظر: "المقاصد الحسنة" للسخاوي (ص439)، و"الأسرار المرفوعة" لملاّ علي القاري، (ص351)، و"كشف الخفا" للعجلوني (2/295).



الجواب:

ج: إذا اشتهر أن هذا الرجل ينتسب إلى القبيلة الفلانية، فلا حاجة إلى إقامة بينة خاصة؛ لأن الاشتهار في هذا يكفي؛ فهو من الأمور التي يُشهَد عليها بالاستفاضة.





الفتوى رقم (10)



الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين

المصدر: فتوى للشيخ ابن جبرين. انظر: الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية، (ص1346- 1347).

تاريخ الإضافة: 30/04/2007 ميلادي - 12/4/1428 هجري

السؤال:

س: يرى البعض أن التفاخر بالأنساب شيء محمود؛ ويستدلون لذلك بقوله تعالى: {وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} [الأنعَام: 165]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ بَنِي كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشًا، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ))[1] ؛ فما رأيكم في ذلك ؟ أفتونا مأجورين.

ـــــــــــــــــــــ

[1] أخرجه مسلم (2276)، والترمذي (3605)، من حديث واثلةَ بن الأسقع رضي الله عنه.



الجواب:

ج: هذا ليس بصحيح على الإطلاق؛ فإن الفخر بمجرد النسب لايجوز، وقد ورد في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمُ الَّذِينَ مَاتُوا، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللهِ مِنَ الْجُعَلِ الَّذِي يُدَهْدِهُ الْخِرَاءَ بِأَنْفِهِ))[1]؛ فالفخر بالأحساب من أمور الجاهلية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ))[2]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ؛ لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ، وَالاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ))[3]؛ وهذا ذم للفخر بالأحساب، وذلك أن الإنسان إنما يشرف بأفعاله، ولا ينفعه شرف آبائه وأجداده، وقد قال الشاعر:

إذا افْتَخَرْتَ بأَقْوَامٍ لَهُمْ شَرَفٌ قُلْنَا صَدَقْتَ وَلَكِنْ بِئْسَ مَا وَلَدُوا!![4]





وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ))[5] ، وأما الآية الكريمة، فالمراد بالدرجات: الفضائل الظاهرة؛ كالعلم، والزهد، والعبادة، والجود، والشجاعة؛ وما أشبهها، فإن الله يرفع أهلها في الدنيا، وفي الآخرة؛ لقول الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجَادلة: 11]، وأما الحديث، فالمراد: أن نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم اصطفاه الله من أشرف العرب وأشهرهم، حتى يكون أقوى لمعنويته، وأقرب إلى تصديقه واتباعه، إذا عُرف أنه من قبيلة لها شهرة، ولها مكانة مرموقة؛ فإن ذلك أقرب إلى أن يكون محل صدق وأمانة، ومع ذلك فإن هذا الشرف لم ينفع بقية قبيلته، كأعمامه الذين حُرموا من متابعته، ومنهم عمه أبو لهب، الذي قال الله فيه: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ *}[المَسَد: 1]؛ وفيه يقول الشاعر:

لَعَمْرُكَ مَا الإِنْسَانُ إِلاَّ بِدِينِهِ فَلاَ تَتْرُكِ التَّقْوَى اتِّكَالاً عَلَى النَّسَبْ

فَقَدْ رَفَعَ الإِسْلاَمُ سَلْمَانَ فَارِسٍ وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّقِيَّ أَبَا لَهَبْ[6]



والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ـــــــــــــــــــــ

[1] أخرجه أحمد (2739)، وابن حبان (5775)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، بإسناد صحيح.

[2] جزء من حديث أخرجه أبو داود (5116)، والترمذي (3956)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[3] أخرجه مسلم (934)، من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه.

[4] البيت لابن الرومي؛ انظر: "الصناعتين" لأبي هلال العسكري (ص99).

[5] جزء من حديث أخرجه مسلم (2699)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[6] البيتان منسوبان لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. انظر: "الفقيه والمتفقّه" للبغدادي (2/246)، و"محاضرات الأدباء" للأصفهاني (1/340).





فتوى رقم (11)



الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين

المصدر: فتوى للشيخ ابن جبرين. انظر: الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية، (ص1288).

تاريخ الإضافة: 30/04/2007 ميلادي - 12/4/1428 هجري

السؤال:

س: ما رأيكم في الموظف المسؤول؛ الذي يميز في تعامله بين الناس على أساس القبيلي، وغير القبيلي (خضيري)؟



الجواب:

ج: لا يجوز ذلك؛ فإن على من تولى أمرًا من أمور المسلمين أن يعدل بينهم، وألاَّ يميز أحدًا منهم لنسب، أو شرف، أو قرابة، أو شهرة، أو غيرها؛ فقد ذكر العلماء أن القاضي يُجْلِسُ الخصمين أمامه، ولو تفاوتت منزلتهما، ويعدل بينهما؛ في لَحْظِهِ، ولفظه، وكلامه، وهكذا في معلم، وطبيب، وكاتب، وخادم، ونحوهم؛ فإن الله تعالى أمر بالعدل، كما في قوله: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}[النِّسَاء: 58]، ولا شك أن تفضيل بعضهم وتقديمه في المعاملة بسبب كونه شريفًا، أو رفيعًا، أو صاحبًا، أن هذا من الظلم الذي حرَّمه الله؛ كما في الحديث القدسي: ((يَاعِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا؛ فَلاَ تَظَالَمُوا)) [1] ، والله أعلم

ــــــــــــــــــــــــ

[1] جزء من حديث أخرجه مسلم (2577)، من حديث أبي ذَرٍّ رضي الله عنه.



الفتوى رقم (12)



الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين

المصدر: فتوى للشيخ ابن جبرين. انظر: الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية، (ص1352- 1353).

تاريخ الإضافة: 30/04/2007 ميلادي - 12/4/1428 هجري

السؤال:

س: مامعنى المولى شرعًا؟ وهل يلزم أن يكون المولى عبداً؟



الجواب:

ج: المولى يطلق على العتيق، وقد يطلق على المُعْتِقِ فيقال مثلاً: إن أبا رافع مولى بني هاشم، كما يقال: إن بني هاشم موالي أبي رافع. والمعنى في ذلك؛ أنه يتولاهم، وينتسب إليهم، وينصرهم، ويأوي إليهم، وهم كذلك، يضمونه إليهم، ويعدّونه كأفرادهم، ويواسونه عند الحاجة، ويرثونه تعصيبًا، وعند بعض العلماء: أنه يرث من معتقه إذا لم يكن له عَصَبة من النسب؛ فعلى هذا يطلق اسم المولى على العتقاء، ولو كان العتق لأجدادهم، وإن بعدوا، وقد يكونون من العرب؛ كزيد بن حارثة رضي الله عنه، وقد يكونون من الفرس، أو الروم، أو غيرهم، وكذلك كان أكثر الموالي في صدر الإسلام، مع ما اشتهروا به من العلم، والفقه، والحفظ؛كسعيد بن جبير، وعطاء بن أبي رباح، وطاووس بن كَيْسَان، ومحمد بن إسحاق، وغيرهم كثير، والله أعلم.





الفتوى رقم (13)



الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين

المصدر: فتوى للشيخ ابن جبرين، المرجع السابق (ص1460- 1461).

تاريخ الإضافة: 30/04/2007 ميلادي - 12/4/1428 هجري

السؤال:

س: أُثر عن الإمام مالك قوله: ((الناسُ مُؤْتَمَنُونَ عَلَى أنسابهم)) فهل هذا يعني عدم مناقشة أو تكذيب من نَسَبَ نفسه إلى قبيلة معينة؛ لأنه هو المَعْنِيُّ بذلك وحده؟



الجواب:

ج: معنى كلامه رحمه الله: أن الإنسان إذا انتسب إلى قبيلة، وانتمى إليها، فإنه يقبل ذلك منه؛ إذا كان محل ثقة وصدق وأمانة، ولايشترط موافقة جميع تلك القبيلة؛ فقد يكون ممن نزح عنها، وقد بقي متمسكًا بنسبه حتى يعرف من هو أقرب إليه في الميراث، والولاء، ونحو ذلك، فإذا تسمّى إنسانٌ بأنه من قبيلة بني فلان، فإنه مأمون على نفسه، ما لم يكن هناك دليل على خطئه ونحوه، والله أعلم.















الفتوى رقم (14)



الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين

المصدر: فتوى للشيخ ابن جبرين. انظر: الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية، (ص1613- 1615).

تاريخ الإضافة: 30/04/2007 ميلادي - 12/4/1428 هجري

السؤال:

س: يوجد في بعض المجتمعات العربية تقسيم اجتماعي للناس، وبخاصة عندنا في اليمن، حيث يوجد السادة (الأشراف)، والقبائل، والضَّعَفة (العبيد والخدم ونحوهم)، فما رأي فضيلتكم في ذلك؟ وهل له أصل في الشرع؟



الجواب:

ج: هذه التقاسيم لا أصل لها في الشرع؛ وذلك لأن الإسلام سوَّى بين الناس من حيث الأنساب والقبائل، وجعل تفاضلهم بالأعمال الصالحة، وإنما جعلت هذه الأنساب للتعارف؛ كما قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرَات: 13]، فالناس يعرفون قبائلهم وأجدادهم، وينتسبون إليهم لأجل أن يُعْرَفُوا، لا ليفتخروا ولا ليعتزُّوا، فإنما الفخر بتقوى الله؛ فقد روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ على عَجَمِيٍّ، ولا لأَِسْوَدَ على أَحْمَرَ، إِلاَّ بِالتَّقْوَى))[1]، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ الناس أكرَمُ؟ فقال: ((أَكْرَمُهُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاهُمْ))، ثم قال: ((خِيَارُهُمْ فِي الجاهليَّةِ خِيَارُهُمْ في الإسْلاَمِ إِذَا فَقِهُوا))[2]، ومعنى ذلك: أن الذين يُمْدَحون في الجاهلية بالكرم والشجاعة، والفضل والخير، والنفع العام، إذا تفقهوا في دين الإسلام، فهم من خيار الناس، ويفضلون على من دونهم؛ كأهل البخل والجبن، ومساوئ الأخلاق، وقد روى أبو داود والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((لَيَنْتَهيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمُ الَّذِينَ مَاتُوا؛ إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونَنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللهِ مِنَ الْجُعَلِ الَّذِي يُدَهْدِهُ الْخِرَاءَ بِأَنْفِهِ، إِنَّ اللهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ؛ إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ أَوْ فَاجِرٌ شَقِيٌّ، النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ))[3]، وروى الترمذي عن سَمُرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحَسَبُ المَالُ، والكَرَمُ التَّقْوَى)) [4]، وعن واثلة قال: قلت: يا رسول الله، ما العصبَّية؟ قال: ((أَنْ تُعِينَ قَوْمَكَ عَلَى الظُّلْمِ))[5]، وقال أيضًا: ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ))[6]، وروى الإمام أحمد، عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لَيْسَ لأَِحَدٍ عَلَى أَحَدٍ فَضْلٌ إِلاَّ بِدِينٍ وَتَقْوَى))[7]، ولا شك أن الافتخار بالآباء والأجداد لا يغني شيئًا في الأولاد والأحفاد، إذا لم يتخلقوا بأخلاق آبائهم؛ كما قال الشاعر:

إِذَا افْتَخَرْتَ بِأَقْوَامٍ لَهُمْ شَرَفٌ قُلْنَا صَدَقْتَ وَلَكِنْ بِئْسَ مَا وَلَدُوا!![8]





ونقل عن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن علي زين العابدين؛ أنه بكى مرة من خشية الله حتى أُغمي عليه، فقال له بعض تلاميذه: إنك من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبر بأن الله تعالى يرفع كل تقي ولو كان عبدًا حبشيًّا، ويضع كل عاص ولو كان شريفًا قرشيًّا، ومن ذلك قول الشاعر:

فَقَدْ رَفَعَ الإِسْلاَمُ سَلْمَانَ فَارِسٍ وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّقِيَّ أَبَا لَهَبْ[9]





ـــــــــــــــــــــــ

[1] رواه ابن المبارك في "مسنده" (239)، وأحمد (23885).

[2] متفق عليه من حديث أبي هريرة، أخرجه البخاري (4689)، ومسلم (2378).

[3] أخرجه أحمد (2739)، وابن حبان (5775)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، بإسناد صحيح.

[4] أخرجه أحمد (20362)، والترمذي (3271)، وابن ماجه (4219)، والحاكم (2/163).

[5] أخرجه أبو داود (5119)، والطبراني في "الكبير" (236).

[6] أخرجه أبو داود (5121)، من حديث جبير بن مُطعِم رضي الله عنه.

[7] أخرجه أحمد (17583)، والطبراني في "الكبير" (17/ رقم 814)، من حديث عقبة ابن عامر رضي الله عنه.

[8] البيت لابن الرومي؛ انظر: "الصناعتين" لأبي هلال العسكري (ص99).

[9] البيتان منسوبان لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. انظر: "الفقيه والمتفقّه" للبغدادي (2/246)، و"محاضرات الأدباء" للأصفهاني (1/340).







الفتوى رقم (15)



الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين

المصدر: فتوى للشيخ ابن جبرين. انظر: الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية، (ص1615- 1616).

تاريخ الإضافة: 30/04/2007 ميلادي - 12/4/1428 هجري

السؤال:

س: ما حكم الشرع في العرف السائد بين كثير من شرائح المجتمع اليمني بعدم التزاوج بين شرائح المجتمع؛ فالسيد (الشريف) لا يزوج إلا سيدًا، وكذلك القبيلي لا يزوج من هو دونه، حتى وإن كان المتقدم للزواج من أصلح الناس دينًا، كما نأمل من فضيلتكم بيان المعنى الشرعي لمسألة ((الكفاءة في النكاح))؟



الجواب:

ج: هذا العرف قد اشتهر في اليمن، وكذلك في قبائل نجد، ويريدون بالقبائل الذين يعرفون بأنهم من القبائل العربية، ولا يزوجون ولا يتزوجون من الموالي، الذين قد سبق لآبائهم أو أجدادهم أن كانوا أرقاء ثم عتقوا، ويستدلون بما ورد للعرب من الفضل والرفعة، وقد يستدلون أيضًا بحديث ضعيف ذكره صاحب البلوغ ولفظه: ((الْعَرَبُ بَعْضُهُمْ أَكْفَاءُ بَعْضٍ، وَالْمَوَالِي بَعْضُهُمْ أَكْفَاءُ بَعْضٍ، إِلاَّ حَائِكًا أَوْ حَجَّامًا)) [1]، ولكن الحديث لم يثبت، وقد ورد ما يدل على خلافه؛ حيث زوج النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة بزينب بنت جحش، وزوج أسامة بفاطمة بنت قيس، وغير ذلك من الحالات، وقد ذكر الفقهاء أنَّ الكفاءة ليست شرطًا في صحة النكاح، إلا إذا كان في أحد الزوجين ما يقدح في شرفه أو في سمعته، وعليه يحمل ما روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: ((لَأَمْنَعَنَّ ذواتِ الأحسابِ أن يُزَوَّجْنَ إلا مِنَ الأَكْفَاءِ)) ، فإذا كان الزوج معيبًا، أو فقيرًا، أو صناعته دنيئة؛ كالكَسَّاح، والزَّبَّال، فإن في تزويجه بامرأة من ذوات الشهرة والشرف نقصًا عليها وعلى قبيلتها، هكذا ذكر الفقهاء

ـــــــــــــــــــــ

[1] "الكامل" لابن عدي (5/209)، ومن طريق ابن عدي رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1018)، إلا أنه سقط من إسناده ابن جريج.





الفتوى رقم (16)



الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين

المصدر: فتوى للشيخ ابن جبرين. انظر: الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية، (ص1616- 1617).

تاريخ الإضافة: 30/04/2007 ميلادي - 12/4/1428 هجري

السؤال:

س: هل لطبقة السادة (الأشراف الهاشميين) مزية على غيرهم من عامة المسلمين؟ حيث إن البعض يعظمهم إلى درجة التقديس، وما هو الحق الواجب لهم على غيرهم في التعامل معهم؟



الجواب:

ج: كان لهم مزية في العهد النبوي، وما قرب منه؛ حيث منعهم من أخذ الزكاة؛ لأنها أوساخ الناس، ولكن هذه المزية قد ضعفت في هذا العهد؛ وذلك لبعدهم عن النسب الهاشمي، فإن أولئك كانوا يجتمعون مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجَدِّ الثالث، أو نحوه، وهؤلاء إنما يجتمعون به بعد ثلاثين جَدًّا أو أربعين، فضعفت تلك المزية، والظاهر: أنها تحل لهم الزكاة إذا كانوا فقراء أو غارمين، وأما تعظيمهم وتقديسهم فلا يجوز ذلك، وقد منع النبي صلى الله عليه وسلم من يعظِّمه، كما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال له رجل: يا خير البرية، فقال: ((ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ))[1] ، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ؛ إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُاللهِ وَرَسُولُهُ)) [2]، وكان دائمًا يتواضع ويقول: ((إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، أَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ العَبْدُ، وَآكُلُ كَمَا يَأْكُلُ العَبْدُ)) [3]، ولما أن بعض الأعراب أظهر له هيبة نهاه عن ذلك وقال: ((إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ تَأْكُلُ القَدِيدَ)) [4]، واختار أن يوصف بأنه عبد ورسول؛ وكل ذلك دليل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب التواضع، ولا شك أن من يدَّعون أنهم من الهاشميين في دعواهم نظر؛ وذلك لبعد النسب، ولاختلاط الأنساب في القرون الماضية، ولأن كثيرًا من العرب قد يريدون الشرف؛ فيدَّعون أنهم من بني هاشم، ويصدِّقهم الناس؛ فعلى هذا لا يجوز تعظيمهم ولا تقديسهم، وإنما هم كسائر الناس، إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي.

لَعَمْرُكَ مَا الإِنْسَانُ إلا بِدِينِهِ فَلاَ تَتْرُكِ التَّقْوَى اتِّكَالاً عَلَى النَّسَبْ[5].





ــــــــــــــــــــــ

[1] ذكره الطحاوي في مشكل الآثار (1/488)، وأبو نعيم في "الحلية" (7/247)، وفي تاريخ أصبهان (1/128).

[2] أخرجه البخاري (3445 و6830) في سياق طويل، من حديث عمر رضي الله عنه، وأخرجه مسلم (1691) مختصرًا.

[3] أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص)" (614)، من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما. وبرقم (617)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

[4] أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/23) مرسلاً عن قيس بن أبي حازم. وسئل عنه الدارقطني في "العلل" (1063) من رواية قيس عن أبي مسعود متصلاً؟ فأجاب بذكر طرقه، ورجَّح المرسل.

[5] البيتان منسوبان لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. انظر: "الفقيه والمتفقّه" للبغدادي (2/246)، ومحاضرات الأدباء" للأصفهاني (1/340).











الفتوى رقم (17)



الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين

المصدر: فتوى للشيخ ابن جبرين. انظر: الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية، (ص1624).

تاريخ الإضافة: 30/04/2007 ميلادي - 12/4/1428 هجري

السؤال:

س: ما حكم الشرع في عادة الانحناء وتقبيل الرُّكَب لبعض الأشخاص من آل البيت (السادة الأشراف)؟ أو فعل بعض التصرفات التي توحي بتقديسهم؛ كالتَّهافُت على فضلات وضوئهم ونحو ذلك؟



الجواب:

ج: هذا الانحناء يُعتبر عِبادةً؛ لأنه تَشَبُّهٌ بالركوع الذي هو جزء من الصلاة، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يَلْقَى أخَاهُ: أيَنْحَنِي لَهُ ؟ قال: ((لاَ))، قيل: أيَلْتَزِمُهُ ويُقَبِّلُهُ؟ قال: ((لاَ))، قيل: فَيَأْخُذَ بِيَدِهِ ويُصَافِحُهُ؟ قال ((نعم))[1]: ، رواه الترمذي وغيره بسند صحيح.

كذلك تقبيل الرُّكَب يعتبر ذُلاًّ وتعظيمًا لمخلوق؛ ولو كان ذلك الشخص من آل البيت، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

((ألاَ لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ إِلاَّ بِالتَّقْوَى))[2]؛ فلا تجوز التصرُّفَات التي فيها تَقديس لهؤلاء الأشخاص، كالتبَرُّك بفَضْلِ وضوئهم، والتَّمَسُّحِ بثيابهم، وأعضائهم، فكل ذلك لا يجوز لأنهم بَشَرٌ، وقد روي عن جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال ما معناه: (إن الله يرفع من كان تقيًّا مؤمنًا ولو كان عبدًا حبشيًا، ويضع من كان عاصيًا أو كافرًا ولو كان شَريفًا قُرشيًّا)، فالتفاضل يكون بالتقوى؛ لقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحُجرَات: 13]. والله أعلم

ـــــــــــــــــــــــ

[1] الترمذي (2728)، وابن ماجه (3702)بنحوه. وقال الترمذي: "حديث حسن".

[2] رواه ابن المبارك في "مسنده" (239)، وأحمد (23885).









الفتوى رقم (18)



الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين

المصدر: فتوى للشيخ ابن جبرين. انظر: الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية، (ص1617- 1618).

تاريخ الإضافة: 30/04/2007 ميلادي - 12/4/1428 هجري

السؤال:

س: بعض المنتسبين إلى آل البيت يرون أنهم أرفع من غيرهم، فيتعالون على الناس، ولا يؤدون العبادات، ويزعمون أن هذا لا يضرُّهم؛ لأن المسلمين يدعون لهم في صلواتهم؛ حيث فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته .. فهل زعمهم هذا صحيح؟



الجواب:

ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلاَ لأَِسْوَدَ عَلَى أبيض إِلاَّ بِالتَّقْوَى))[1] ؛ فمن كان تقيًا صالحًا فله الفضل والأجر، ولو كان عبدًا حبشيًا، ومن كان عاصيًا أو كافرًا أو مبتدعًا فهو شقي خارج عن الطاعة ولو كان شريفًا قُرَشيًّا، ولذلك قال الشاعر:

لَعَمْرُكَ مَا الإنْسَانُ إلا بِدينِه فَلاَ تَتْرُكِ التَّقْوَى اتِّكَالاً عَلَى النَّسَبْ

فَقَدْ رَفَعَ الإسلامُ سَلْمَانَ فَارِسٍ وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّقِيَّ أَبَا لَهَبْ[2]



وإذا كان كذلك فالذين يدعون أنهم من آل البيت لا يكتسبون بذلك شرفًا ولا فضلاً ولا رفعةً إلا بالتقوى؛ لقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحُجرَات: 13]، فلا يجوز لهم الترفُّع والتكبر، فمن تَكَبَّر على الله وَضَعَهُ، ومن تواضع لله رَفَعَهُ، ومن ترك العبادات فقد كفر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ))[3] ، وآل النبي صلى الله عليه وسلم هم أتباعه على دينه، كما أن آل فرعون في قوله تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غَافر: 46]، هم أتباعه على دينه، ولذلك قال الشاعر[4]:

آلُ النَّبِيِّ هُمْ أَتْبَاعُ مِلَّتِهِ مَنْ كَانَ مِنْ عَجَمٍ مِنْهُمْ ومِنْ عَرَبِ

لَوْ لَمْ يَكُنْ آلُهُ إِلاَّ قَرَابَتُهُ صَلَّى المُصَلِّي عَلَى الطَّاغِي أَبِي لَهَبِ





فلا يجوز الافتخار بالآباء والأجداد، فلا ينفع الإنسان إلا عمله، فإن اليهود يدعون أنهم من ذرية إسرائيل الذي هو يعقوب نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله، ومع ذلك لا ينفعهم هذا النسب، والمسلمون في قولهم: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد) يريدون بذلك أتباعه على دينه، أو يريدون الصالح من أهل بيته، ولا يدخل في ذلك مَنْ كَفَرَ منهم ومَنْ عَصَى من الأولين والآخرين. والله أعلم

ـــــــــــــــــــــ

[1] رواه ابن المبارك في "مسنده" (239)، وأحمد (23885).

[2] البيتان منسوبان لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. انظر: "الفقيه والمتفقّه" للبغدادي (2/246)، ومحاضرات الأدباء" للأصفهاني (1/340).

[3] جزء من حديث أخرجه مسلم (2699)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[4] هو الشاعر: حسن بن علي بن جابر الهُبَل اليمني (1079هـ)؛ يسمى أمير شعراء اليمن. والبيتان في ديوانه، ولفظ الشطر الثاني من البيت الأول عنده: (من الأَعَاجِم والسُّودانِ والعَرَبِ). انظر: "ديوان الهُبَل" (ص523).





المرجع : مركز دراسات العصبية القبلية

http://www.asabia.com/

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بحضور ما يقارب 120 ممثل للمواقع الإلكترونية القبلية والقنوات الفضائية الشعبية: كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية ينظم الملتقى الأول لمشرفي المواقع الإلكترونية القبلية والقنوات الفضائية الشعبية (تغطية مصوّرة خاصة بالموقع). الإداره :: قسم اللقــاءات والفعاليات والتغطيات الخاصة:: 22 29-07-2013 11:42 PM
فتاوى النساء|فهرس الفتاوى|أبواب الفتاوى الحرالابيض2 :: القسم الإسلامـــي :: 5 30-08-2010 11:51 PM
فتاوى لاخطام لها مطلع البدر :: القسم الإسلامـــي :: 4 29-08-2010 10:21 PM
فتاوى لعلمائنا الكرام تهم الصائمين و الصائمات محمد بن حمد الشكرة :: الخيمة الـرمضـانـية 1431هـ :: 11 23-08-2010 11:35 PM

 


الساعة الآن 05:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---