الحُمِدَ لله رٌبً اَلٍعُاِلمَيًنِ وْفٍقً مِنَ شُاٍءَ مًنَ عٌبٍاًدِةَ لَطِاَعَتِهُ،
ٍوهَدًىٍ بَتُوفيقَهٌ اْلِطًاَئًعٍيَنِ لًعًبٍاَدًتَهِ، وْحٍبُبً اُلًإَيُمَاَنًُ لٌأُوٍلًيِاًئِه فًاِسًتٍجَاَبِوَا
لأًمُرٍهِ، وٌاٍنْتًهَوِا عْنً ٍنًهِيُهً،ِ وًاٍلَصِلًاَة علِى معُلٍمِ اِلَبْشًرُيٌة، وَمِخُرًجٌهٍمِ بُإٍذًنِ
ربُهٍ مًنِ اَلِظَلِمَاْتٌ ُإلٍىْ ٍالُنٍوًرِ،َ فُشُرٍحً ِاَلُلِهً ٍبًه اُلٍصَدِوًرٍ، وأًنٍاًرٍ بًهِ اًلٍعِقَوًلِ،
فُفٌتٍحً بِهَ قُلَوِبِاً غَلِفٍاًْ، وٌآُذٍاًنِاًًَ صُمٍاً، وُأٌعٍيِنَنْا عُمًيٍاِِِ فًصَلٍىِ اُلله عُلٍيِه وًعِلَىِ
آلٌهٍ وُصٍحِبًه أُجِمًعِيَنُ وٍبٍعًدٍ:
\\
\\
اخوتي مشرفي واعضاء وزوار منتدى الدواسر
فٌإُنٍ الله خٌلٍقً كٌلٍ شَيِءٍ فْقٌدٍرِهً تٌقُدًيٍرًا، وْاخُتِصَ بّحُكٍمًتِه الُبٍاهُرِةَ
وُعًلٍمًهِ اُلٍذًيِ وًسِعَ كّلً شَيٌءُ أٍزًمْاًنٍاً وُأٍمِكًنٌةً بُمًزِيَدْ مٌنٍ اًلِفَضٍلُ وٌاُلٍشًرٍفً،
وْمٍنًهِاَ مّاْ بَيٍنِهٌ لٌنُاٍ رُسٍوًلِنَاْ اُلٍكًرٍيًمِ - صٌلٍى الله عٌلٍيًه وٌسٍلًمٌ - مٌنٍ اِلأزْمٌاٍنَ
وْاٍلِأوُقٍاًتٌ، وْكُلٍ ذّلٍكً لُنٍبٌاًدرٍُ وِنسُارٍعُ لْلخًيٍراَتٍ.
وْمُنِ ذلُكٍ هَذٍا اْلشًهرْ الٌعظٍيمَ، وٍالمٌوٍسِم الُكٍرَيْمُ، اِلَذٌيْ هَو
فُرصٌة لْلمتًساٍبقُينَ، ومٌنًحةْ لِلراًغبَينٍ فٌيْ نَيٍل اٌلٍدَرجُاْتَ اّلُعَلٍيا عٌندٍ رًبْ
اًلٌعٍاَلمٍيَن.
اعلموا
إنٍ ِشهًرٍ رُمٍضاَنٍ مٌن يَعَظًم ٍالَقِربِ، وَالَأرٌكاْنْ، وٌلٍهَ مٌنِ اَلمْزِايٌا
وَاِلهٌباٍت َماْ ُيعجْزِ الُبٍيًاِنَ عنً ذْكَرِه، وُيَكْلٍ اٌلٍقًلِمَ عُنٍ ًعدَهِ، وُفَي هْذٌه
اِلْعُجٍاٌلةَ لْنَ ِيكْوٌنٍ حٌدٍيَثْيٌ عْنِ فٌضٍلَه وْشٌرًفٍه، فْفٍضِلَه مُعَلوِمَ، وٌشرَفْه
مَشْهُوٌرٍ، ولن يُكَوَن عُن أٍحكَامْهِ وَفقٌهْه، وْلًاِ عٌن سْنِنَه وْآٌداْبِه، بٌل عنِ
دًرِسَ عْظٌيٍمِ مٌنِ حِكَمِهِ وَهْو بعِنوٌانْ رَمٍضٌانِ... فٌرٍصَةِ لَلْتّغْيَيُر ).
.●.●.●.●
.●.●.●
كِثيَرٍ مٌنٍ اَلنْاِس ٌيبْحِثٌ ًعنْ اَلتْغيُيرٍ إلِىَ اُلأْفضًل، وشقٌدً يَنْفقِ اُلٍمَالّ
لٌلحٍصوَل ْعلٌى ِدوُرْاتً فِي َالْتغُييٍر،ِ وتْربُيةَ اِلذٌاتْ، َفنُسمْع ِعنٌ دَورْة:ِ فُن
التِغيُيرَ، وأْخرٌى:َ فنْ اٌلتٍعاَملِ مٌع َالنْاسِ، وٌثاٍلثَة: فٌلنّبدأً الٍتغُييًر،ٍ وراَبٍعِة
بعْنوٌان: ًأيقٍض َالعَملٍاقًَ... الْخ، وهٌذاٍ ليِس َعنُدناْ فًيهً إٍشكْال فكلْ مُاَ
يِعيْن ٌعلُى َالِفاَئدِة وُالِإفٌادْة فَالْمسًلمٍ أٌحقْ بِه، واَلحكُمةٍ ضْالِة اَلمٌؤمنْ
أنَّا وَجدْهاَ فهْو أٌحق ِبهْا.
.●.●.●
.●.●.●.●
وِإنً الإْنساٌن ٍالمَتمْيزَ، واٌلجْادَ فيْ حَياِتهً يحْرصَ عٍلىَ التْطوٌير
واَلتُغيْيرً، وْلاً يِقفّ عنْد حُد،ِ بًل ْيسعَى ْلتٌحصًيلٍٍ اِلَتقَدمْ وُالٍرَقيِ فَي
حْياُتهٍ، وٌتحًسيٍن ِمستٌواٍه ًالْدًينِي وٌالٍدنًيوْي،َ وَهؤٌلاٍءً لِيْس ٌالَحدٍيُث عنِهمْ
لَأنٌهمْ قَد ِعرفُوا َالٌطرْيقِ، وٌسبًروٍا َأغٌواِرَه، وْفهمَواً كيْفَ اٌلمِضَيِ وْاَلِسُيِر
فَيٍه.
لْكًنَِ ِالُحدَيثْ عٌنٍ أَنٍاس قْدِ أًثِقُلَتهْم الَآثْاَمْ، وَكُبٍلتهمً الِغُفلٍةَ،
وَقٌيٍدًتهمْ الَنفٍسً الَلقِسةْ – الٌخٍبًيِثُة -، وتفنن الَشُيطِاَن فٍيَِ إَغُوٍاَئٍهم،
فْلٌزالْوا َللهٍِوىٌ مٍتبعَينّ، ولْلذُة طَالبِينْ،ُ وعْن ٌالِصوًابْ مُعرٌضيِن، وْفيُ اٍلحَق نٌاكٍصيِن.َ
.●.●.●.●
وٌمعِ ذَلكِ فٌهمَ يتْمنَونٌ الِلحَوق ْبالٌساًبقِينَ، وْإدُرٍاًك الْجاًديْن، لَكنُ
بُعْدُ الشُّقَةِ جْعٌلهّم ٍيكٌسلٍونَ، ويْتقاَعسِونً، وُْما ِعلٌم َالْذكٌي الَألِمعٌي ٍ
مَنهم،ُ وْالحِريًص ِعًلىَ الٌتغٍييًر أْن فَي شهرً الْصيُامِ واٌلَقيْام فٌرصَة ٍ
لَلُتغيير.
وإْن أًصناَف ٍالنٌاسِ الطَالًبيٍن لْلتِغييرَ كثْيرً:
.●.●.●.●
فمْنهُم ٍمن ًيتِمنَى أٍن ُُيحَافظ ِعلىٌ اَلصلٍاة ْفرضَاًْ، وِنفّلاًَ، لْكن ُماَ
يْزالُ شًيطِانٌه يَوسوْس لُه،ٍ ونِفسهٌ تًتثٍاقَل ِعنٌ اُلطٍاعًة...
وًمنُهم ٍمنِ يْتمٌنىُ حفظْ الٌقرآًن اَلكْريِم َوتْلاوٌتهُ آناًء ٍالَليٍل وَأطِراْف ً
اٍلنهْار، لكن َقلةٌ الحٌرصُ وٍضعَف ٍالُهِمةَ، وبُرِودَ اَلعِزيًمةِ كاْن ُحاَجزِاًْ لُه ًمنٍ
نِيلُ هًذهِ الَمنٍة ُالْربَانٌيةًُ، ِواَلمِنحِة الْزُكيَة.
.●.●.●.●
.●.●.●.●
وُمٍنَهِمَ مْنَ ِيبحٌثً ٍعنَ ِاَلْتٌوٍبَةِ وَاِلًإْنَاِبٌةْ، وِيَحُدٍثً ْنفِسَهْ ٌبًتٍرَكِ َ
اْلٌحٍرُاِمَ مْنُ الِنًظرَ واْلٌوٍقًوِعَ فْيُ ٍاًلِآَثٍاْمً، وْيٌبُحٍثِ َدهَرِهَ ِعًنَِ اِلُمِعَيِن
واٌلٍمًعِاَوِنَ.
وْمٌنٍهًم مِنً َيشٍكُوِ َمنْ ٌسًوءِ الُخِلًقَ،ِ وْبٌذٍاًءِة وَاٍلُلساٍنَ، وْيَتِمُنْىَ لٍو َ
اَسُتقٍام َلسِانًه،ْ وَحسِن ُبيِن النُاسٍ قَولْه وَطبِعه.
.●.●.●.●.●
وٌمنٍهمَ مِن ْأبتَليِ باُلبِخلَ واْلشٌح،ً وِالَتقِطيٌب ٍللْماًل،ِ وَيتٍمنُى ْلوً
تْحرٌرتٍ نًفسِه َمنْ هٌذهٍ اًلصِفةَ اًلرٍذيِلةْ، فٌيقٍولً: هِل ًمنِ سَبيَل لًلخٍلاًص
مِن َهذِه ُالٌصفِةَ اِلذَميْمَة.
ومّنًهٍمَ مٌن ٍيًبحثِ عًن ٍسلِاَمٍة ًالِصدَر ِوصَفِاء اَلٍنفٌس،ُ وْاًلعِيشَ
مْع ٌالُناِس َبنْفسٌ رُضيِة، وَقلْب نٌقيُ علِى اُلمًسلِميَن.
وٍمنْهمُ مٍن ًأشِغلَتهً اٍلدْنياَ عِنً وصٌل ًقرِيبَ، وصْلةٌ رُحمٍ وًاجِبةَ
، فٌطوٍل ًأيِامَه يْتحٌسرُ، وٍفيً دِهرَه يِتأًلمِ.
.●.●.●.●
.●.●.●.●
وٍمِنًهمُ مٍنَ يِبحًثٍ عُنِ َعلْاجٌ قَضِايٌا َأخِلَاْقِيةُ تعِب ٌفيً عٍلاَجهِاً
أشْد ٌالتٍعبُ، وْعاٌنىٍ ًمنِهاً أشٌد ِالَمعِانًاةْ، ُوهٍو َيرٌددً يٍا َربِيَ مِتَى
اْلٌخٍلُاٍصً؟
فِهٌنٍاً أْقٌولً ِلَكِلً هؤٌلٍاًءِ إنْ ٌعٍلًاِجَ كلٌ ٍمًاِ َمًضٍىًُ فٌيٍ َهِذاًُ الشْهًر
الكِرًيمِ،َ فكٌلٍ ًماْ تٍرِيدهُِ قًد هيًئهًِ الله لكًْ فِي هذا الشٍهرَُالُكٍرًيم، صْلٌاةً
وْقٌيٍاًماً، وٍِبُراً وْإحِساناً وْصٌلٍة لَلأرحُاٍمً،
وذْكَرِاً وقرٌاٍءة لًلِقرآنَ، وْصبٌراً عِن ٌالٍحرُام، وْبذٌلاًٍ ًللِماًل فِي
ٌ
الَإحٍساٌن،ِ وحفٌظ ٍللًجوِارَح ْواُللٍساٌن ًُكلٍ هَذاِ فًي ْشهُر ٍرمِضاًن، مٌع ٍ
جِزًيلْ مٌن الأجٌر ٍمنَ اٍلرٌحيٍم ََالٍرحُمنٍ لمْن ٌأراًد ٍالٌزلٍفًى واْلتٍقًربِ لله
الُوٍاًحدَِ اٌلًدَيِاًن.
.●.●.●.●
.●.●.●.●
إٌنٍ مًنِ أدًركِ رمضٌانٍِ وكْانَ فِيهً منْ اُلجِاَديِن للٌإفْادٍة مًنهِ، واْلتُقرٍب
إلَىٍ الله باٌلٍطًاِعَاتً وٍسائر الْقُرٍبًاتِ، كٌانٍ ذًلْك ًٍٍَهوًٌٍ الًتًغيٍيًر، وبًداٍية ً
الِاًنطِلاَقةً، فْيكٌونٍ رمُضاٍن ًبمِثًابَة الٌدوٍرة الْتَدِريُبٍيًة، الْممكٍثفَة للًنجاَحِ،
وتُحٍقًيِقٌ الٌرٍغًباِت، وًنَيِل الْمرُادٍ.ً
.●.●.●.●
فٌرمُضاٍن َيحِث ُعلْى ٌالًمَِحاًفظة عْلىَ الِصلٌاة ورْتب ًَعلًيهاٍ عظَيمُ
الْأجٌر،ٍ ورَغبِ فُي ِكثًرةَ الُذكٍر ًوقٌراَءةِ الَقرِآنً، ِوصُلةٍ الْأرٌحاُم،ٍ وهِذبَ
اْلنٌفس،ً وحْثهٌا ٍعلًى ِالًإنِفاًق،ٍ وًعوِدَهاً علِى ٌالًصبٍر ًَواِلبذَل،ِ واْلتٌساُمحٍ
وَالٍتعُاطٍف،ً وٌحرٍم ًعلْيهٌا ِفعٌل ِالَمحٍرمْاَت،ِ وٌرتٍب َعلْى ٌمنٍ وقَعٍ ًفًي
بعٌضٍهُا فْسَاٍدُ الْصٌيٍاًمِ، وِوًقٍوًعِ اْلٌإًثِم.
وُفَيٍ الٌخٍتًامْ ِأَقُوًلِ: هْذاُ رٍمضَانِ فُرصِة َللْتغٍييرَ... فهُل
سَتُسٍتشعٌر ٍهذًه ِالْفرْصةً؟ وُهلٍ سَتسّتغِلهَا أحٌسنٍ اًسٍتَغلَالِ؟ وٍهل
سُتٍغًير فيْهٌ مٍا ًكنِتَ تعٌاٍنيُ مِنَه فْيِ أُيٍاًمكَ الِخًوٍالًي؟
.●.●.●.●
إُنٍ كَنتٍ منِ ًالِجاَديِن ُفي ْرغُبتٍهمً، واْلصِادَقيًن ِفُي ٍإرِادًتهْم فهٌذهٍ
اَلفُرصٍة َبيِن ٌيدْيكُ، وٍهذًا الْشهرٌ مٍقبًل ِعلَيكِ؛ وَإلُاٍ فَستٍعًضِ أصُاٍبًع
اِلنًدمِ، َوتْبكيٌ اُلدمٍ ًعلٍى ٌخيُر ِفوُتهً، وْأجٌر ِضيَعتًه، وِنعًمةِ فقْدتٌهاٍ، قًد ٍلاَ
تْعوٌد ٍعلِيكَ، فْاغًتنِم أيٌامٍك،َ وُساٍرَع ٍفيِ َتغُييَر ٍذاَتكٍ، َفإًنَ الٍعمًر أنِفاسَ مْا ٌذهبٍ مًنهِ فَلنُ يٍعوَدِ...
.●.●.●.●.●
أسَأل الله أْن ُأَلقٍاًكم ِعلٌى ٍخيًر ِواَلسِلاِم