اخواني واخواتي في الله
جعل الله تعالى لنبيه خير وزراء، قاموا بنصرته واهتدوا بسنته، وكانوا خير جيل عبد الله في هذه الأمة، عرفوا حق الله فراقبوه، وقدروا الله حق قدره
فخافوه، فعل ذلك منهم الكبير والصغير والرجل والمرأة والحر والعبد، ومن العبيد من صنعوا ما لم يصنعه بعض الأحرار في مراقبة الواحد القهار
.انظروا الي هذة الروايه الرائعة
عن نافع قال: خرج ابن عمر في بعض نواحي المدينة ومعه أصحاب له، ووضعوا سفرة لهم، فمر بهم راعي غنم فسلم، فقال ابن عمر: هلم يا راعي؛ هلم فأصب من هذه السفرة، فقال الراعي له: إني صائم، فقال ابن عمر: أتصوم في مثل هذا اليوم الحار
الشديد سمومه وأنت في الجبال ترعى الغنم؟
فقال: إي والله أبادر أيامي الخالية
فقال له ابن عمر - وهو يريد أن يختبر ورعه-: فهل لك أن تبيعنا شاة من غنمك هذه فنعطيك ثمنها ونعطيك من لحمها فتفطر عليه؟
فقال الراعي: إنها ليست لي بغنم، إنها غنم سيدي. فقال ابن عمر: فما عسى سيدك فاعلاً إذا فقدها فقلت: أكلها الذئب؟
فولي الراعي وهو رافع إصبعه إلى السماء وهو يقول: فأين الله؟
فلما قدم ابن عمر المدينة بعث إلى مولاه فاشترى منه الغنم والراعي، فأعتق الراعي، ووهب له الغنم.
(قال الشيخ الألباني في تحقيق مختصر العلوم: إسناده جيد.)
لا شك أن هذه ثمرة من ثمار التربية النبوية لأهل الإسلام
فهذا عبد يرعى الغنم في الجبال الموحشة
لكنه يعرف كيف يتعامل العبد مع ربه، فهو يراقب الله
الذي يسمعه ويراه ولا تخفى عليه خافيةولذا فهو لا يحب أن يراه الله في موقف ريبة ومن أجل ذلك
قال: فأين الله
لما طلب منه ابن عمر - على سبيل الاختبار -
بيع شاة، ثم إنه يعلم أن الناس سيلقون ربهم ويجازيهم على ما عملوا في الأيام الخالية
قال الله سبحانه وتعالي
"كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الايام الخاليه"
الحاقه 24
ولذا اخواني بادرالرجل بالصوم في الحر الهجير يتفادى به يوماشديدا
حرة، فلما رأى ابن عمر منه ذلك عبادة وورعا ومراقبة
اشتراه
وأعتقه
، فإن مثل هذا لا يصلح أن يبقى منزويا بل يخرج لينتفع المسلمون بربانيته وزهده وورعه، ثم إن الاهتمام بالصالحين وتشجيعهم
ومكافأتهم كان سلوكا ظاهرا
من ابن عمر- رضي الله عنهما-، فلذلك أعتق العبد وأهداه الغنم،
وهكذا يجب أن يُربى أولاد المسلمين على مراقبة الله سبحانه
فكلما اعترى الإنسان وساوس بمعصية
سأل نفسه: فأين الله ؟
وإذا خلا بريبة
فليسأل نفسه: فأين الله؟
، وإذا نظر إلى محرم ثم امتنع لما رآه الناس
فليتذكر: فأين الله؟
، وإذا استُدعي لشهادة زور
؟فليقل: فأين الله
، وعلى مثل
هذا يُربى الأبناء والبنات
وجزاكم الله خيرا اسأل الله أن ينتفع بها
جميع المسلمين والمسلمات
ويأخذوها منهجا لتربيه ابنائنا
والامثله لن تنتهي
فحياه الصحابه والتابعين مليئه بالعبر التي تحتاج لمن
يقرأ ويعلمها لينتفع بها