------
جهنم 300 كيلو
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قدر الله لي أن اصلي امس في احد المساجد..صلاة
العشاء..فقام بعد الصلاة احد المشايخ..من مغسلي الا موات ..فقال هذه القصة.. * *
وقد رواها له من حصلت معه هذه القصة يقول هذا الشخص .. والله الذي لا اله الا هو
لقد خرجت من الرياض ومافي بالي ان اعمل طاعة وحدة لله سبحانه وتعالى..
يقول..وكنا مجموعة من الشباب..رايحين الى الدمام..من الرياض.. ومرينا باحد اللوحات
على الطريق..فقراها زملائي (( الدمام 300 كيلو ))..
فقلت لهم انا اشوف.. (( جهنم 300 كيلو ))..فجلسوا يضحكون بذي النكته..فقلت لهم
والله العظيم اني ماشوف قدامي مكتوب الا (( جهنم 300 كيلو ))..فتركوني وهم
مكذبيني .. وراح الوقت..في ضحك..وانا باقي محتار من اللوحة التي قريتها..قال زملائي
هذي لوحة ثانية..كويس قربنا.. (( الدمام 200 كيلو ))..قلت : (( جهنم 200
كيلو ))..فضحكوا وقالو يامجنون..قلت : والله الذي لا اله الا هو انني اراها (( جهنم 200
كيلو ))..فضحكوا مثل المرة الاولى..وقالوا تراك ازعجتنا..فسكتُ..وانا مقهور..وجالس
افكر.. مع الضحك جات اللوحة قالو الشباب : ماعاد الا قليل..(( الدمام 100 كيلو ))..قلت
والله العظيم اني اشوفها (( جهنم 100 كيلو ))..قالوا : خل عنك الخراط..اذيتنا من اول
السفرة..قلت : نزلوني بارجع الرياض..قالوا : مجنون انت..قلت : نزلوني بارجع..والله
ماعاد اكمل معكم الطريق..فنزلوني..ورحت على الشارع الثاني..وجلست أأشر عسى
يوقف لي أحد..طولت ما أحد وقف الا بعد فترة وقف لي راعي تريله..فركبت معه..وكان
ساكت حزين..ولا كلمة ..قلت له : يالاخو سلامات..ماودك نسولف..عسى ماعليك
خلاف..قال لا والله بس مريت قبل شوي بحادث ..والله مارايت ابشع منه في
حياتي..قلت :عايله والا شباب..قال لا شباب..سيارتهم (( وذكر سيارة مثل سيارة
زملاه ))..فانفجعت..قلت : اسالك بالله..قال : والله العظيم..وهذا اللي شفته.. فعلمت ان
الله اخذ ارواح اخوياي بعد مانزلت من السيارة وكملوا طريقهم.. يقول : وحمدت الله ان
انقذني من بينهم..ولا أدري هل هم الى جهنم..كما كنت اقرا في اللوحات..لا اتمنى ذلك
ولكنهم زملائي واعرف كيف كانت معاصيهم..اللهم لك الحمد..فوالله الذي لا اله الا هو لقد
خرجت من الرياض..ومافي بالي ان اعمل لله طاعة.. يقول الشيخ : وهو الان رجل خير
عليه سمات الصلاح بعد ان فقد زملاءه بهذه القصة..ثم تاب بعدها.. وأقول ياأخي الحبيب :
هل ننتظر أن يذهب أربعة أو خمسة من زملاءك الى جهنم حتى تتعظ أنت.. ومايدريك..
قد لاتكون انت الذي تتوب بسبب موت اصحابك..بل قد تكون انت الذي يتوب اصحابك
بسبب موتك على المعاصي والفساد.. والله الذي لا اله الا هو لقد سمعت هذه القصة
بالامس ..والتي رواها الشيخ / سليمان الشهري مغسل الاموات.. اللهم لا تجعلنا عبرة
للناس..واجعلنا نعتبر بما يحدث لهم..وبما يدور حولنا اللهم امين
_____________
توبة عاص
هذه القصة نشرت في مجلة الأمة القطرية العدد السبعين بقلم: حسين عويس مطر
بعنوان توبة لقد تغير صاحبي.. نعم تغير.. ضحكاته الوقورة تصافح أذنيك كنسمات الفجر
الندية وكانت من قبل ضحكات ماجنة مستهترة تصك الآذان وتؤذي المشاعر..
نظراته الخجولة تنم عن طهر وصفاء وكانت من قبل جريئة وقحة.. كلماته تخرج من فمه
بحساب وكانت من قبل يبعثرها هنا وهناك.. تصيب هذا وتجرح ذاك.. لا يعبأ بذلك ولا
يهتم.. وجهه هادئ القسمات تزينه لحية وقورة وتحيط به هالة من نور وكانت ملامحه من
قبل تعبر عن الانطلاق وعدم المبالاة..نظرت إليه وأطلت النظر ففهم ما يدور بخلدي فقال:
لعلك تريد أن تسأليني: ماذا غيرك؟ قلت: نعم هو ذلك .. فصورتك التي أذكرها منذ لقيتك
آخر مرة من سنوات، تختلف عن صورتك الآن.. فتنهد قائلا: سبحان مغير الأحوال.. قلت: لا
بد أن وراء ذلك قصة؟ قال: نعم.. قصة كلما تذكرتها ازددت إيمانا بالله القادر على كل
شيء قصة تفوق الخيال.. ولكنها وقعت لي فغيرت مجرى حياتي.. وسأقصها عليك.. ثم
التفت إلى قائلا: كنت في سيارتي متجها إلى القاهرة.. وعند أحد الجسور الموصلة إلى
إحدى القرى فوجئت ببقرة تجري ويجري وراءها صبي صغير.. وارتبكت.. فاختلت عجلة
القيادة في يدي ولم أشعر إلا وأنا في أعماق الماء (ماء ترعة الإبراهيمية) ورفعت
رأسي إلى أعلى أجد متنفسا.. ولكن الماء كان يغمر السيارة جميعها.. مددت يدي لأفتح
الباب فلم ينفتح.. هنا تأكدت أني هالك لا محالة. وفي لحظات – لعلها ثوان – مرت أمام
ذهني صور سريعة ملاحقة، هي صور حياتي الحافلة بكل أنواع العبث والمجون.. وتمثل
لي الماء شبحا مخيفا وأحاطت بي الظلمات كثيفة.. وأحسست بأني أهوي إلى أغوار
سحيقة مظلمة فانتابني فزع شديد فصرخت في صوت مكتوم.. يارب .. ودرت حول
نفسي مادا ذراعي أطلب النجاة لا من الموت الذي أصبح محققا .. بل من خطاياي التي
حاصرتني وضيقت علي الخناق. أحسست بقلبي يخفق بشدة فانتفضت.. وبدأت أزيح من
حولي تلك الأشباح المخيفة وأستغفر ربي قبل أن ألقاه وأحسست كأن ما حولي يضغط
علي كأنما استحالت المياه إلى جدران من الحديد فقلت إنها النهاية لا محالة.. فنطقت
بالشهادتين وبدأت أستعد للموت… وحركت يدي فإذا بها تنفذ في فراغ .. فراغ يمتد إلى
خارج السيارة.. وفي الحال تذكرت أن زجاج السيارة الأمامي مكسور .. شاء الله أن
ينكسر في حادث منذ أيام ثلاثة.. وقفزت دون تفكير ودفعت بنفسي من خلال هذا
الفراغ.. فإذا الأضواء تغمرني وإذا بي خارج السيارة.. ونظرت فإذا جمع من الناس يقفون
على الشاطئ كانوا يتصايحون بأصوات لم أتبينها.. ولما رأوني خارج السيارة نزل اثنان
منهم وصعدا بي إلى الشاطئ. وقفت على الشاطئ ذاهلا عما حولي غير مصدق أني
نجوت من الموت وأني الآن بين الأحياء.. كنت أنظر إلى السيارة وهي غارقة في الماء
فأتخيلها تختنق وتموت.. وقد ماتت فعلا.. وهي الآن راقدة في نعشها أمامي لقد
تخلصت منها وخرجت .. خرجت مولودا جديدا لا يمت إلى الماضي بسبب من الأسباب..
وأحسست برغبة شديدة في الجري بعيدا عن هذا المكان الذي دفنت فيه ماضي الدنس
ومضيت.. مضيت إلى البيت إنسانا آخر غير الذي خرج قبل ساعات. دخلت البيت وكان
أول ما وقع عليه بصري صور معلقة على الحائط لبعض الممثلات والراقصات وصور لنساء
عاريات.. واندفعت إلى الصور أمزقها.. ثم ارتميت عل سريري أبكي ولأول مرة أحس
بالندم على مافرطت في جنب الله.. فأخذت الدموع تنساب في غزارة من عيني.. وأخذ
جسمي يهتز.. وفيما أنا كذلك إذ بصوت المؤذن يجلجل في الفضاء وكأنني أسمعه لأول
مرة .. فانتفضت واقفا وتوضأت .. وفي المسجد وبعد أن أديت الصلاة أعلنت توبتي
ودعوت الله أن يغفر لي ومنذ ذلك الحين وأنا كما ترى.. قلت: هنيئا لك يا أخي وحمدا لله
على سلامتك لقد أراد الله بك خيرا والله يتولاك ويرعاك ويثبت على الحق خطاك
تقبلو تحياتي
اخـــــــــــــــــــوكــــــــــــــم الحـــــــــــــــــــــــــــــرالابيـــــــــــض