المصدر: جريدة الرياض
يفقد الطفل وعيه وينحني الرأس ويبدأ بالاهتزاز ويتحول الجلد إلى اللون الباهت وقد يصبح مزرقاً
التشنج الحراري.. لحظات طارئة تخلف الفزع والهلع للأبوين!!
مراقبة درجة الحرارة
يعتبر ارتفاع درجة الحرارة من الاعراض الشائعة لدى الاطفال وتختلف درجة تحمل الاطفال للحرارة فبعض الاطفال قد ترتفع درجة حرارة جسمه دون ان يحدث ذلك تفاعلا شديدا والبعض الآخر يرافق ارتفاع درجة الحرارة بعض التشنجات وتتعدد اسباب ارتفاع درجة الحرارة لاسباب التهاب بكتيرية او فيروسية قد تصيب اجزاء الجسم المختلفة.. حديثنا اليوم عن تلك التشنجات التي تصيب مايصل الى طفل لكل 20طفلاً حيث يؤثر غالبا على الاطفال مابين سن ستة اشهر وحتى 5سنوات وترافق الارتفاع السريع لدرجة حرارة الطفل
@ لماذا يعاني بعض الاطفال من التشنجات بسبب ارتفاع درجة الحرارة دون غيرهم؟
قد يرث الأطفال الميل إلى التشنج عند ارتفاع درجة الحرارة في حال كان هناك قصة عائلية للتشنج عند والديهم.
إذا كان أحد الوالدين عانى من تشنج بسبب الحرارة، فان خطر او احتمالية ان يصاب الطفل بتشنجات عند ارتفاع درجة حرارته هو 10إلى 20في المائة.
إذا كان كلا الوالدين والطفل لهم قصة مرضية مع التشنج الحراري فان احتمالية اصابة الطفل الثاني بالتشنج الحراري يتراوح من 20إلى 30في المائة.
ومع ذلك، فإن تعرض الطفل للتشنجات الحرارية يتوقف أيضا على ما إذا كان الطفل كثير التعرض للعدوى والالتهابات... حوالي 4من كل 10أطفال تعرضوا الى تشنجات مع ارتفاع درجة الحرارة معرضين الى حصول تلك التشنجات مستقبلا عموما كل ذلك يختلف من طفل لاخر ولكن تزيد احتمالية الاصابة ايضا في الاحوال التالية:
إذا كان معرضا لتلك التشنجات وراثيا
في حال كانوا يعانون من الأمراض المتكررة، والتي تشمل ارتفاع درجات الحرارة
اذا حصل اول تشنج رغم كون درجة الحرارة غير مرتفعة كثيرا ( اقل من 39درجة مئوية)
واحد من ألف طفل قد يعانون من تشنج حراري بعد تلقي اللقاح الثلاثي (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية). وفي هذه الحالات يحدث من 8إلى 10أيام بعد التطعيم
الأطفال الذين هم عرضة للتشنجات الحرارية ينبغي أن يتبعوا نفس برنامج التطعيم الذي يتلقاه الأطفال الآخرون.
@ ما هي الأعراض؟
غالبا ما يبدأ الطفل يفقد وعيه، وبعد ذلك بوقت قصير يصبح الجسم، والساقان والذراعان قاسيين.
ينحني الرأس للخلف ويبدأ الذراعان والساقان بالاهتزاز بشدة
يتحول الجلد الى اللون الباهت وقد يصبح مزرقا بعد فترة وجيزة
تنتهي الازمة بعد ثوان او دقائق قليلة وبعد ذلك يعود اللون الطبيعي ببطء.
بعض الأطفال يستعيد وعيه أسرع من غيره.
خذ الاحتياطات اللازمة
@ ماذا تفعل إذا كان طفلك يعاني من تشنج حراري؟
وضع الطفل بعناية إلى أحد الجانبين لمنع الاختناق.
تأكد من اخذ الاحتياطات اللازمة لخفض حرارة الطفل وذلك بازالة الملابس او الأغطية التي قد تزيد من ارتفاع درجة حرارته كما يجب التأكد من تهوية الغرفة التهوية المناسبة كما يوصى باعطاء الطفل خافضات الحرارة مثل باراسيتامول أو عقار ايبوبروفين. وهذا يخفض درجة الحرارة بنسبة تتراوح بين 1و 1.5درجة مئوية ومن المهم إعطاء الجرعة الموصى بها فقط. إذا كان الطفل له تاريخ وهو حالة معروفة بالتشنجات الحرارية فان الطبيب المعالج قد يوصي باستعمال علاج diazepam عن طريق فتحة الشرج وذلك لاجهاض التشنج. من المهم نقل الطفل
الى المستشفى حتى بعد زوال التشنج خاصة اذا كانت هذه هي المرة الاولى التي يحصل فيها التشنج وذلك لتحديد ما إذا كانت التشنجات هي لعدوى او التهاب بكتيري او فيروسي حيث قد يكون له مضاعفاته المستقبلية على الطفل ولاستبعاد الالتهابات الخطيرة مثل التهاب الحمى الشوكية على الرغم من التشنجات الحرارية تبدو مثل حالات الصرع، الا انه نادرا ما يكون هناك شي مشترك مع هذا المرض. تسعة وتسعون في المائة من الأطفال الذين كانوا يعانون الحرارة تختفي عندهم التشنجات عند وصولهم سن المدرسة.
@ هل التشنجات الحرارية لها مضاعفات؟
على الرغم من ان التشنجات الحرارية كثيرا ما تبدو مخيفة الا انها نادرا ما تؤدي إلى أي إصابات دائمة. ولكن، اذا كان التشنجات تستمر وقتا طويلا أو ان الطفل يعاني من عدة هجمات في تتابع سريع، فقد يحدث اضطرابات طفيفة في وظائف المخ.
نصف الاطفال الذين لديهم تاريخ مرضي مع التشنج الحراري يحدث معهم تشنجات مستقبلية الا ان تلك التشنجات تقل مخاطرها مع الوقت كما انه من النادر حدوث تلك التشنجات بعد سن الخامسة.
@ هل من الممكن منع التشنج الحراري؟
خفض درجة الحرارة بالأدوية، مثل باراسيتامول، يمكن أن تساعد في انخفاض درجة حرارة الجسم ولكن هناك ضرورة لتكرارها. خاصة في 48الاولى من حصول الالتهاب او حدوث حالة التشنج الاول وإذا كان الطفل يعاني من تشنجات سابقة فقد يكون من المناسب ان يكون علاج diazepam عن طريق الحقن الشرجية على أهبة الاستعداد
ما ينبغي للوالدين ملاحظته
يجب التعامل مع حالة التشنج بحكمة وعدم الهلع او الخوف الشديد اثناء حدوث حالة التشنج مع طفلهم لان تلك الازمة سوف تنتهي في غضون ثوان قليلة باذن الله وعليهم اتباع النصائح السابقة مع اتباع نصائح الطبيب المعالج لان كل حالة قد تكون لها ظروفها الخاصة
-التأكد من توفر الأدوية الخافضة للحرارة والادوية المجهضة للتشنجات في حال كان الطفل لديه حالة تشنج حراري متكرر وفي حال وصف الطبيب المعالج لهم
ذلك
يجب نقل الطفل الى المستشفى حتى بعد زوال حالة التشنج الحراري خاصة اذا كانت تلك الحالة هي المرة الاولى التي يصاب فيها الطفل بالتشنج الحراري مع ملاحظة ان التشنجات قد تنشأ مع الطفل دون حدوث الحرارة وهو نوع اخر من التشنجات
تختلف درجة استجابة الطفل من حالة الى اخرى فقد يتشنج بعض الاطفال عند ارتفاع درجة الحرارة بشكل طفيف بينما نجد البعض لا يحدث معه التشنج اذا كان معرضا لذلك الا عند ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير،
في حال معرفة الاهل بان طفلهم معرض لتلك التشنجات يجب عليهم اتباع الاحتياطات اللازمة خاصة عند الاطفال المعرضين لالتهابات متكررة حيث من المهم عدم التساهل في علاجها والتنبه عند ملاحظة خمول الطفل او ارتفاع درجة حرارته
يتبع كثير من الاهل طريقة لمس الطفل وذلك للتنبؤ الى ارتفاع درجة حرارته من عدمه وهي طريقة قد لا تكون مجدية فمن المهم استعمال الترمومتر للحصول على درجة حرارة الجسم بدقة
عادة يكون التشنج الحراري ناشئ بسبب ارتفاع درجة الحرارة وذلك بسبب طفيف اما ان يكون التهاب فيروسي بالجهاز التنفسي العلوي او اللوزتين او حتى امراض الزكام والبرد المعتادة ولكن في بعض الحالات يكون التشنج بسبب امراض قد تؤدي الى مضاعفات دائمة لاسمح الله لذا فان استشارة الطبيب المختص من اهم الامور حتى ولو زال التشنج.
استعمال الكمادات يساعد في التحكم بدرجة الحرارة ولكن ليس من الحكمة غمر جسم الطفل في ماء بارد لان ذلك من شانه ان يحدث انقباض في الاوعية الدموية ويبطئ من خروج الحرارة من جسم الطفل.