بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
وإليكم الموعظة حسنة
الإسلام أمر ونهي والأمر نوعان: فرض وسنة، والنهي قسمان: حرام ومكروه فالمسلم الكامل يحرص على السنة حرصه على الفرض لأن التهاون بالسنة يؤدي إلى التهاون بالفريضة. ويفر من المكروه فراره من الحرام لأن التهاون بالحرام وارتكاب الصغيرة يسوق إلى اقتراف الكبيرة، والإسلام كل لا يتجزأ وليس من شأن المسلم الكامل أن يمتثل أمراً ويخالف آخر وإلا كان كالذين قال الله تعالى فيهم: }أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ{؟( ).
المسلم الكامل لا يقول مثلاً: اللحية سنة يجوز تركها، والنظرة الحرام صغيرة لا يضر إطلاقها، وخاتم الذهب في يد الرجل يسير يتغاضى عنه، والأمر الفلاني مستحب فلا بأس من تركه. لأن من قال هذا فقد حل ثوب إسلامه عروة وعرض عراه إلى الانحلال، من قال هذا رضي بهدم حجر من صرح إسلامه وعرضه للخراب والدمار، من قال هذا نزل من أوج إسلامه درجة ومنها إلى أخواتها وانحدر إلى الحضيض، من قال هذا انحرف عن صراط الإسلام السوي ومحجته البيضاء درجة ثم ابتعد عنه. ومن هنا أصيب المسلمون في دينهم ووصلوا إلى ما نرى من تضييع وضياع. هدانا الله وإخواننا المسلمين سواء السبيل. وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ـ والحمد لله رب العالمين