السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قال الله تعالى ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ) سبأ . وقال سبحانه ( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) البقرة . كما قال عز وجل ( وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم ) البقرة . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا : يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه قال فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر ) رواه البخاري . وقال عليه الصلاة والسلام : ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا ) متفق عليه . وكان الخلفاء الراشدين مدرسة في الكرم والجود فقد أنفق أبوبكر الصديق كل ماله في سبيل الله ثلاث مرات ففي كل مرة كان ينفق ماله كله ثم يعود إلي التجارة ويكسب المال ثم ينفقه مرة أخرى في سبيل الله حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ماذا تركت لأهل بيتك فرد علية الصديق رد عجيبا نتعلم منه حق التوكل على الله وان الرزق بيد الله ليس بيد بشر مهما كبر قدرة ومنصبة قال : تركت لهم الله ورسوله .وأتى أعرابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : يا عمر الخير جزيت الجنة ، أكس بنياتي وأمهنه ، وكن لنا من الزمان جنة ، أقسم بالله لتفعلنه فقال عمر رضي الله عنه : وإن لم أفعل يكون ماذا ؟ فقال الأعرابي : إذن أبا حفص لأذهبنه ، فقال عمر رضي الله عنه وإذا ذهبت يكون ماذا ؟ فقال الأعرابي : يكون عن حالي لتسألنه يوم تكون الأعطيات منة ، وموقف المسئول بينهنه ، إما إلى نار وإما جنة . فبكى عمر رضي الله عنه حتى خضل لحيته ، وقال : يا غلام أعطه قميصي هذا لذلك اليوم لا لشعره ، وأنا والله ما أملك غيره . كما كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يعتق كل جمعة رقبة في سبيل الله منذ أسلم ، فجميع ما أعتقه ألفان وأربعمائة رقبة تقريبًا ، وأشترى بئر رومه وجعلها للمسلمين وفي غزوة تبوك جهز جيش العسرة بتسعمائة وخمسين بعيرًا ، وأتم الألف بخمسين فرسًا ، وألقى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ألف دينار ، وجاء بسبعمائة أوقية ذهب صبها بين يديه صلى الله عليه وسلم . فالكريم لا يرى إنفاقه خسارة ونقصا ، بل يحتسب فيها ، ولا يريد بها إلا وجه اللّه سبحانه ، ولا يكاد يؤديها إلا حبا وطوعا .
اللهم اجعلنا من الكرماء الأسخياء الذين ينفقون في السراء والضراء .