27-08-2010, 04:11 PM | #1 | ||
|
مفتاح الجنة وأبوابها
هذه المقالة لفضيلة الشيخ الدكتور/علي آل ياسين ( مفتاح الجنة وأبوبها) الحمد لله معز من أطاعه في الدنيا وفي الآخرة بالجنان ، والحمد لله مذل من عصاه في الدنيا وفي الآخرة بالذل وهوان والخسران والنيران ، وأصلى على خير خلقه أجمعين وبعد : أيها الأحباب إن الحديث عن الجنة وما فيها ، حديثا تشتاق له الروح ، وتطرب له الأذن ، وتشتهيه نفوس العباد ، لأنها دار النعيم فيها قد اكتمل ، ونجم الشقاء والتعاسة عنها أفل ،وليس لانقضاء السعادة فيها أمد أو أجل ، فهي دار فيها من كل خير مزيد ، خلقها الكريم ثوابا لمن أطاعه من العبيد ، فمن دخلها كان والله وبالله وتالله هو حقا السعيد. روى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ في الجنة صبغة أي يغمس فيها غمسة ، فيقال : يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مرّ بك شدة قط؟ فيقول لا والله يارب ، ما مرّ بي بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط ) ، لا إله إلا الله أحبابي في الله من غمسة واحدة في الجنة ينسى جوع البطون ، وعطش السنين ، ومرض الأبدان ، وشلل الأركان ، وعمى العينان ، والتعاسة والشقاء ، والعلل والبلاء ، والضنك والهم ،والضيق والغم ، تلك السنين الطوال والعمر المديد في عذاب الدنيا ينساه أحبابي من غمسة واحدة في الجنة ، فكيف بمن هو خالد مخلد فيها ، اللهم إنا نسألك من فضلك العظيم ، يا جواد يا كريم . أخي الحبيب هل سمعت عن أبواب الجنة ، هل سمعت عن نور الجنة ، هل سمعت عن ريح الجنة ، عن تربة الجنة ، عن قصورها وأنهارها ، وعيونها ،وفرشها ، ونسائها ، وغرفها ، وخيامها ، ولباسها وحليها وحللها ،هل سمعت ...هل ..وهل.. والله يا أحبتي لو أننا سمعنا بآذان القلب لتغيرت أحوالنا ، ولطارت أرواحنا ، شوقا إليها ، وتعلقا بها ، ولهجرنا الفراش والمنام ، ما طاب لنا في الدنيا المقام ، حتى تحط فيها الرحال، فهي بنا أحبابي نقف على صور من النعيم في هذه الدار ، وما أعد الله لمن أطاعه فيها ، نقف وقوف المشتاق ، الذي حركته الأشواق ، هيا نقف نشحذ منا الهمم ، وتسمو أرواحنا إلى أعالي القمم ، هناك في السماء ، حيث لا شقاء ولا عناء في دار : الجار أحمد والرحمن بانيها والزعفران حشيش نابت فيها أحبابي هذا هو طريق الجنة أمامكم ، طريق واضح جلي ، وسط بين طرق مختلفة ، لن يوصلنا إلى الجنة سواه ، إنه طريق الأنبياء والمرسلين ، طريق الأولياء والمتقين ، طريق عباد الله الصالحين ، ((وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )) الأنعام153 ، قال ابن مسعود رضي الله عنه : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ، وقال( هذا سبيل الله ، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره ثم قال : هذه سبل وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ، ثم قرأ (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )) أخرجه ابن حبان. أيها المسلمون إننا لن نصل إلى جنة المأوى ، إلا بما يرضي المولى ، ولن ندخل تلك الدار ، إلى بعد تطبيق سنة النبي المختار ، هذا هو السبيل يا عبد الله ، والصراط المستقيم الذي أوله عندك وآخره عند باب الجنة ، روى الترمذي عن جابر قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يما فقال ( إني رأيت في المنام ، كأن جبريل عند رأسي ، وميكائيل عند رجلي يقول أحدهما لصاحبه : اضرب له مثلا ، فقال : اسمع سمعت أذنك ، واعقل عقل قلبك ، إنما مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ دارا ، ثم بنى فيها بيتا ، ثم جعل مائدة ،ثم بعث رسولا يدعو الناس إلى طعامه ، فمنهم من أجاب الرسول ومنهم من تركه ، فالله هو الملك ، والدار الإسلام ، والبيت الجنة ، وأنت يا محمد رسول ، قمن أجابك دخل الإسلام ، ومن دخل الإسلام دخل الجنة ، ومن دخل الجنة أكل ما فيها )الترمذي 2860 واعلم أخي أن للجنة مفتاح تفتح به ، فمن أتى بالمفتاح ، فتح له الباب ، ومن لم يأتي به حيل بينه وبين جنات النعيم ،روى أحمد في مسنده من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مفتاح الجنة لا إله إلا الله) ، وأسنان ذلك المفتاح الأعمال الصالحة من فعل الطاعات وترك المحرمات ، ذكر البخاري في صحيحه عن وهب ابن منبه أنه قيل له :أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله ؟ قال : بلى ، ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان ، فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك ، و إلا لم يفتح لك . البخاري /الجنائز أخي المشتاق لجنة رب الأرباب : هل سمعت عن أبواب الجنة ، عن عددها وسعتها، اسمع كلام ربك جل وعلا ((وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا ، حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين))الزمر71 ، (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا) قال ابن كثير: هذا إخبار عن حال السعداء حيث يساقون على النجائب وفدا إلى الجنة زمرا أي جماعة بعد جماعة،المقربون ثم الأبرار ،ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كل طائفة مع من يناسبهم : الأنبياء والصديقون مع أشكالهم والشهداء مع أضرابهم ، والعلماء مع أقرانهم ، (حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها) أي أبوابها الثمانية ، فالجنة لها ثمانية أبواب ، قال قتادة :أبواب يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، تتكلم وتكلم ، وتفهم ما يقال لها ، انفتحي انغلقي . حادي الأرواح92ٍ روى مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال (ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ، ثم يقول : أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية ) وقد أتى في بعض الأحاديث تعيين بعض الأبواب فمن ذلك ما رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير ،فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ،ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ،ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ، فقال أبو بكر رضي الله عنه :يا رسول الله ما على أحد يدعى من هذه الأبواب من ضرورة ، فهل يدعى أحد من هذه الأبواب ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم )البخاري 2841 ، أما سعة تلك الأبواب فخرج مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه في حديث الشفاعة أنه قال عليه الصلاة والسلام ( والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر ، أو كما بين مكة وبصرى) مسلم 194 ، وخرج مسلم عن خالد بن عمير ، قال :خطبنا عتبة بن غزوان فقال : ولقد ذكر لنا أن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام )مسلم 2967 ،وخرج مسلم أيضا عن سهل بن سعد أنه عليه الصلاة والسلام قال (ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف ،متماسكون آخذ بعضهم بعضا ، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم ،ووجوههم على صورة القمر ليلة البدر )مسلم219 ، قال ابن كثير ( حتى إذا جاؤوها ) أي وصلوا إلى أبواب الجنة بعد مجاوزة الصراط ، حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ، وقد ورد في حديث الصور أن المؤمنين إذا انتهوا إلى أبواب الجنة تشاوروا فيمن يستأذن لهم في الدخول ، فيقصدون آدم ثم نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمدا صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين ، كما فعلوا في العرصات فيشفع لهم الرسول في دخول الجنة ، فيأتي فيقعقع حلقة باب الجنة ، روى مسلم في صحيحه أنه قال عليه الصلاة والسلام ( أنا أول شفيع في الجنة ) وفي لفظ لمسلم أيضا (وأنا أول من يقرع باب الجنة ) وفي لفظ آخر رواه أيضا الإمام أحمد أنه قال عليه الصلاة والسلام ( آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول محمد ، فيقول بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك ) فأول من يدخل الجنة من الأنبياء نبينا عليه الصلاة والسلام ، وأول من يدخل من الأمم أمته بأبي هو وأمي ، روى البخاري ومسلم عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال (نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ، ونحن أول الناس دخولا الجنة ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ، وأوتيناه من بعدهم ) ، وفقراء أمته يسبقون الأغنياء ، روى أحمد في مسنده أنه عليه الصلاة والسلام قال( يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم ، وهو خمس مئة عام )المسند2-296 قال تعالى ((حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين )) ،قال ابن القيم : وقال خزنة الجنة لأهلها (سلام عليكم ) ، فبدؤوهم بالسلام المتضمن السلامة من كل شرّ مكروه ، أي : سلمتم ، فلا يلحقكم بعد اليوم ما تكرهون ، ثم قال لهم : (طبتم فادخلوها خالدين ) أي سلامتكم ودخولها بطيبكم ، فإن الله حرمها إلا على الطيبين ، فبشروهم بالسلامة والطيب ، والدخول والخلود. انتهى حادي الأرواح 82 إخواني للحديث بقية ، أسأل المولى أن يختم لنا بالصالحات ، وعلى الدرجات في الجنات ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
|
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||