حكم قول : ( صدق الله العظيم ) عند الانتهاء مِن قراءة القرآن

[معلومات العضو علي العبدالهادي]

	حكم قول : ( صدق الله العظيم ) عند الانتهاء مِن قراءة القرآن سؤال إنني كثيرًا ما أسمع مَن يقول : إنَّ ( صدقَ الله العظيم ) عند الانتهاءِ مِن قراءةِ القرآن؛ بدعة . وقال بعضُ الناس : إنها جائزة واستدلوا بقوله تعالى : { قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا } . وكذلك قال لي بعض المثقفين : إنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يوقِف القارئَ قال له : " حَسبُكَ " ، ولا يقول : صدق الله العظيم . وسؤالي هو : هل قَوْل ( صدق الله العظيم ) جائز عند الانتهاء مِن قراءة القرآن الكريم ؟ أرجو أن تتفضلوا بالتفصيل في هذا . الجواباعتيادُ الناس أن يأتوا بقولهم : ( صدق الله العظيم ) عند الانتهاء مِن قراءةِ القرآن الكريم ؛ لا نعلم له أصلا ، ولا ينبغي اعتيادُه ، بل هو على القاعدة الشرعية مِن قبيل البدع إذا اعتقد أحدٌ أنه سُنَّة ؛ فينبغي تَرك ذلك ، وأن لا يُعتاد ذلك . وأما الآية : { قُلْ صَدَقَ اللَّهُ } ؛ فليست في هذا الشأن ، وإنما أمَرَه الله أن يُبَيِّن لهم صِدقَ الله فيما بيَّنه في كتبه العظيمة مِن التوراة وغيرها ، وأنه صادقٌ فيما بيَّن لعباده في التوراة والإنجيل وسائر الكتبِ المنزلة ، كما أنه صادقٌ سبحانه فيما بيَّنه لعباده في كتابه العظيم القرآن . ولكن ليس هذا دليلا على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن ، أو بعد قراءة آيات ، أو قراءة سورة ، وليس هذا ثابتًا ولا معروفـًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولا عن صحابته - رضوان الله عليهم - . ولمَّا قرأ ابن مسعود على النبي - صلى الله عليه وسلم - أول سورةِ النساء حتى بلغ قوله تعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا } ؛ قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " حَسبُك " ، قال ابن مسعود فالتفتُّ إليه فإذا عيناه تذرفان - عليه الصلاة والسلام - ؛ أي : يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة ، وهو المذكور في هذه الآية العظيمة وهي قوله سبحانه : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ } أي : يا محمد ! { عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا } أي : على أمته - عليه الصلاة والسلام - . المقصود : أن زيادة كلمة : ( صدق الله العظيم ) عند نهاية القراءة ؛ ليس لها أصل في الشرع . فالمشروع تركُها تأسِّيًا بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - . أما إذا فعلها الإنسان بعضَ الأحيان مِن غير قصد ؛ فلا يَضُر ؛ فإن اللهَ صادقٌ في كلِّ شيء سبحانه وتعالى . لكن اعتياد ذلك بعد كل قراءة - كما يفعله كثيرٌ مِن الناس اليوم - ؛ ليس له أصلٌ - كما تقدم - . [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -، المجلد التاسع، أسئلة متفرقة والإجابة عنها] . المفتي : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

 

 

 

 

[معلومات العضو أبو عبيد]

في تفسير القرطبي 1 / 27 :

أن الحكيم الترمذي ذكر ذلك بعض آداب التلاوة فقال : ( ومن حُرْمَته إذا انتهت قراءته أن يُصَدِّقَ رَبَّهُ، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم مثل أن يقول: صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقتَ ربنا وَبَلَّغَتْ رُسُلُك ونحن على ذلك من الشاهدين اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقِسْطِ، ثم يدعو بدعوات ) اهـ.

وفيه أيضا 16/ 188 : ( وقال ابن عباس : إذا عسر على المرأة ولدها تكتب هاتين الآيتين والكلمتين في صحيفة ثم تغسل وتسقى منها ، وهي : بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله العظيم الحليم الكريم ، سبحان الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) ( كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ) صدق الله العظيم ) اهـ.

وفي البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله قال : ( فمن ترك الشرع المحكم المنزل المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاك إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين قال الله تعالى أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون وقال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) صدق الله العظيم ) 13/119

وناقش بعض علماء المذاهب المتبوعة هل يجوز قول ذلك في داخل الصلاة أم لا، ولم يقولوا بأنه بدعة

ولا أظن أن هناك من يقول بأن الأمر سنة

ولكنه من باب الأدب مع كلام الله وأن يكون فاصلا بين كلام الله وكلام البشر

والله أعلم

 

 

 

 

[معلومات العضو بـدر الودعاني]

الأخ العزيز العبدالهادي 100

جزاك الله خير وبارك الله فيك على نقل كلام سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله

 

 

 

 

[معلومات العضو علي العبدالهادي]

الاخ ابو عبيد
كلام اهل العلم واضح صحيح ان من العلماء من قال به لكن قولهم ليس بحجة لان الحجة بالكتاب والسنة وتلاوة اقران عبادة والعبادة الاصل فيها التوقيف على النص من الكتاب والسنة فلا يجوز اضافة امر او ازالته دون دليل شرعي يدل على ذالك
والشيخ ابن باز رحمه الله قد بين في كلامه انه لوجاء بها من غير قصد فلاحرج لان كلام الله صدق لكن الالتزام بها بعد كل تلاوة لا دليل عليه في الشرع

وجزاك الله اخي ابو عبيد خير الجزاء

 

 

 

 

[معلومات العضو ابوعبدالرحمن الودعاني]

	أخي وإبن عمي الحبيب الغالي جعلنا ما نخلا منك ولا من مشاركاتك الطيبه وأسأل الله أن يجعل ما تقدمه في ميزان حسناتك يوم أن تلقاه. وأما مسألة كلام أخي الغالي والشيخ الفاضل أبوعبيد فأقول ..أخي الغالي إن ماذكرته على العين والرأس والتأدب مع القرآن واجب لكن هل كان الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه الكرام متأدبين مع القرآن أم لا؟!! والجواب كانوا متأدبين مع القرآن..لكن لم يرد عنهم شي من هذا وخير الهدي هديهم وطريقتهم وهذا سيدنا وقدوتنا وأسوتنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول لأبن مسعود ((حسبك)) عند الأنتهاء من قراءة سورة النساء ولم يرشده لغير ذلك ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم هو خير المتأدبين مع كلام رب العالمين..

 

 

 

 

[معلومات العضو أبو عبيد]

أخي الحبيب العبد الهادي:

لا شك أن الحجة هي في كتاب الله تبارك وتعالى وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الثابتة عنه

ولكن هل ثبت من كتاب الله أو السنة الثابتة ما يمنع هذا القول ؟

فالمسألة محل اجتهاد بين أهل العلم ، منهم من ذهب إلى جواز ذلك ومنهم من منعه

ولو أن قائل من المجيزين قال بأن قولنا صدق الله العظيم سنة لطالبنه بالدليل ، ولكنهم يدرجونها تحت باب الذكر، ولا يخفى على أمثالكم أن باب الذكر واسع

وأقول لأخي الفاضل أبو عبد الرحمن

هل كل ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله يعتبر بدعة ؟

أظن أننا في حاجة أن نفتح موضوعا جديدا حول البدعة وتعريفها ...

 

 

 

 

[معلومات العضو ابو زيد الغييثي]

بيض الله وجهك

وجزاك الله خير


تقبل فائق ودي واحترامي

 

 

 

 

[معلومات العضو ابوعبدالرحمن الودعاني]

	دائماً أحب النقاش معك لأنك تتفهم ما أقصد وأنا أتفهم ماتقصد كذلك ولأننا بالنقاش نستفيد نحن الأثنان.. أخي الشيخ محمد الدوسري لا ليس كل ماتركه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدعه!! لكن كان المفروض أن يكون السؤال على غير هذا الشكل!! لكن السؤال هو هل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكبر المتأدبين مع القرآن؟! قإذن لماذا لم يقلها وهي في موضع عباده؟!! ونقول لو أن الأنسان قالها مره أو مرتين بمعن النادر لقلنا ليس في الأمر بدعه ولكن إذا أتخذها سنةً له بعد كل قراءه قال هذه الجمله فهو خصصها بوقت وفعل معين وحاله معها العباده وهذا يفضي به إلى البدعه لكن لو كانت نادره منه فلابأس بها ..

 

 

 

 

[معلومات العضو أبو عبيد]

أخي الحبيب أبو عبد الرحمن

أشكرك على حسن ظنك بأخيك، والشعور متبادل ...

أخي الحبيب:

ماذا أقول عن أخلاق الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال الله عنه ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ...

ولكن أود التنبيه إلى أمر مهم ...

وهو أنني لا أقول بسنية قول صدق الله العظيم ...

ولكن هذا القول يندرج تحت باب الأدب مع كلام الله ، وحتى يتبين الفصل بين كلام الله وكلام البشر ...

ومثل ذلك التزامنا بالترضي عن الصحابة أو الدعاء بالرحمة للأخيار من بعدهم ، أو التزام بعض أهل العلم بقول ( والله أعلم )