موقع مقتل كليب بن ربيعه
--------------------------------------------------------------------------------
نبذة تعريفيه وموثقه تاريخيه في اكثر من مصدر حول مقتل كليب
لان فيه بعض الاشخاص قد زيفو الحقيقه الواضحه بقولهم ان بني تغلب لم يسكنو نجد فهذه الحقيقه مفصله في اكثر من مرجع .
«الذنائب»..هل شهدت مقتل كليب؟
--------------------------------------------------------------------------------
ذكرها الزير سالم في رثائه لأخيه
«الذنائب»..هل شهدت مقتل كليب؟
جولة: طه طواشي تصوير: عبدالعزيز نورالدين
ذكرنا في الحلقة السابقة أن ثمة خلافاً كبيراً بين أبناء نجد وتهامة حول الموقع الذي عاشت فيه قبيلتا بكر وتغلب عندما قتل جساس كليباً سيد تغلب وحول الموقع الذي يوجد فيه قبر كليب .. فأشرنا الى أن بعض أهالي تهامة يؤكدون أن ديار بكر وتغلب تقع في وادي الخيطان وان قبر كليب هناك.. فيما تشير مصادر تهامية اخرى ان قبر كليب يقع في وادي الدحن ...فيما تؤكد مصادر نجدية ان القبيلتين كانتا تسكنان نجدا بالقرب من جبل خزاز .. فأين هي الحقيقة؟ وأين كانت تسكن قبيلتا بكر وتغلب واين يوجد قبر كليب؟ وفي هذه الحلقة نستعرض الدلائل والشواهد التي تستشهد بها بعض المصادر النجدية على ان القبيلتين كانتا تسكنان نجدا تحديدا في مدينة دخنة حول جبل خزاز, وهو الموقع الذي شهد حرب البسوس وبه قبر كليب ودخنة التي كانت تعرف بـ (منعج) قديماً تقع في الجنوب الغربي لمنطقة القصيم وتبعد عن مدينة بريدة حوالى 150كيلو مترا ويبعد عنها جبل خزاز حوالي 5 كيلو مترات شمال غرب مدينة (دخنة) .
تستشهد بعض المصادر النجدية بشعر عمرو بن زيد: في وصف أحداث المعركة التي وقعت بجوار جبل خزار بين ابن عم ملك اليمن وبين بكر بن وائل, وهي ليست من ضمن حرب البسوس وانما سبقتها وسببها عندما قتل كليب ملك اليمن التبع اليماني, وكانت هذه المعركة «خزاز» بقيادة ابن عم الملك لأخذ الثأر لابن عمه حيث قال:
كانت لنا (بخزازى) وقعة عَجَبٌ
لما التقينا وحادي الموت يحديها
ملنا على وائل في وسط بلدتها
وذو الفخار كليب العز يحميها
قد فوضوه وساروا تحت رايته
سارت إليه معد من أقاصيها
وحميرٌ قومنا صارت مقاولها
وَمذحج الغرُّ صارت في تعانيها
وتؤكد المصادر النجدية ان «خزاز» المقصود في الأبيات هو الجبل الواقع بنجد تحديداً في القصيم ,وان هذه الأبيات دلائل قوية تشير إلى أن (حرب البسوس) قد حدثت في منطقة خزاز وما حوله «أي دخنة حالياً» ..اضافة قول الشاعر (ملنا على وائلٍ في وسط بلدتها) يدل على أن منازل قبيلة وائل في ذلك الزمان كانت في خزاز وما حوله.
معركة خزاز
فيما قبل الاسلام جرى في خزاز يوم من أشهر أيام العرب.. اشتهر هذا اليوم بإيقاد النار في رأس جبل خزاز لهداية الجيوش القادمة.. وكل من يمر بجانب خزاز.. يذكر هذا اليوم وقصته.. يقول مؤلف كتاب (مجموع أيام العرب في الجاهلية والإسلام) إبراهيم شمس الدين عن (يوم خزاز) وكان من حديثه: ان ملكاً من ملوك اليمن كان في يديه أسرى من مضر وربيعة وقضاعة فوفد عليه وفد من وجوه بني معد منهم: سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة، وعوف بن ملحم بن ذهل بن شيبان، وعوف بن عمرو بن جشم بن ربيعة، وحشم بن ذهل بن هلال، فلقيهم رجل من بهراء يقال له: عبيد بن قراد - وكان في الأسرى - فسألهم أن يدخلوه في عدة من يسألون فيه، فكلموا الملك فيه وفي الأسرى فوهبهم له، واحتبس الملك عنده بعض الوفد رهينة، وقال للباقين: ائتوني برؤساء قومكم لآخذ عليهم المواثيق بالطاعة لي والا قتلت اصحابكم فرجعوا إلى قومهم فأخبروهم الخبر، فبعث كليب وائل إلى ربيعة فجمعهم واجتمعت معد عليه، وهو أحد النفر الذين اجتمعت عليهم معد على ما نذكره في مقتل كليب، لما اجتمعوا عليه سار بهم، وجعل على مقدمته السفاح التغلبي، وهو سلمة بن خالد بن كعب بن زهير، وأمرهم أن يوقدوا على خزاز ناراً ليهتدوا بها - وخزاز جبل ما بين البصرة إلى مكة وهو قريب من متالع، وهو جبل أيضاً - وقال له: إن غشيك العدو فأوقد نارين فبلغ مذحجا اجتماع ربيعة ومسيرها فاقبلوا بجموعهم واستنفروا من يليهم من قبائل اليمن، وساروا إليهم، فلما سمع أهل تهامة بمسير مذحج انضموا إلى ربيعة. ووصلت مذحج إلى خزاز ليلاً، فرفع السفاح نارين، فلما رأى كليب الناري أقبل إليهم بالجموع ، فالتقوا بخزاز فاقتتلوا قتالا شديداً أكثروا فيه القتل، فانهزمت مذحج وانفضت جموعها، فقال السفاح في ذلك:
وليلة بتُّ أوقد في خزاز
هديت كتائباً متحيرات
ضللن من السُّهاد وكن لولا
سهاد القوم أحسب هاديات
ويقول خالد عمر أحد المهتمين بالتاريخ أن حرب البسوس وقعت في منطقة القصيم بجوار جبل خزاز الذي هو الآن ما زال علماً من إعلام القصيم,وهو جبل احمر كبير يقع جنوب مدينة الرس بينهما (9) كيلو مترات وهو ملاصق لقرية دخنة من الغرب ويحده من الشمال: «ساهبة الخيل وبئر الزغيبية ومن الجنوب قلبان وهجرة الغيدانية ومن الشرق دخنة وفي الغرب هجرة الروضتين وجبال «أم ردهة» ومنطقة الركا.
وقد ذكر في كتاب الهمداني (صفة جزيرة العرب 263) ان جبل خزاز من ديار ربيعة. وهم قبيلة الزير سالم وحكيب الذنائب وداردات وذو حسم وعويرض وشريب وابان وذار طلوح وكانده والسلان وخزاز. ثم قال (1384): وقال الحارث بن خلده في معلقته يذكر مواضيع من محالهم ومحال حلالهم.
أوقدتها بين العقيق فشخصين
بعون كما يلوح الضياء
فتنورت نارها من بعيد بخزازى
هيهات منك الصلاء
ثم قال: وقال الهمداني: خزازى هم المهجم وقال هو حد حمى كليب الى المخيرقة من ارض غسان. وقال الكلابي: ويوم خزاز اعظم يوم التقته العرب في الجاهلية. قال عمرو بن كلثوم التغلبي:
ونحن غداة أوقد في خزازى
وفدنا فوق رفد الرافدينا
برأس من بني جشم بن بكر
ندق به الهلوة والخزونا
أما يوم خزاز وهو من ايام العرب الخالدة في الجاهلية. فقد رواه الدكتور جواد علي (المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام 354/3) قال: وتذكر رواية من الروايات التي يقصها اهل الاخبار عن كيفية نهاية ملوك كندة ان الامر لما اشتد على اولاد الحارث (منهم بنو عامر بن صعصعة) وبنو وائل: تغلب وبكر وقيل: «بلغ ذلك كليب وائل» فجمع ربيعة وقدم على مقدمته السفاح التغلبي وأمره ان يعلو (خزاز) فيوقد عليه ناراً ليهتدي الجيش بها، وقال له: «ان غشيك العدو فأوقد نارين» وبلغ سلمى اجتماع ربيعة ومسيرها فأقبل ومعه قبائل مذحج وهجمت مذحج على خزاز ليلا فرفع السفاح نارين فأقبل كليب في جموع ربيعة اليهم، فالتقوا بخزاز فاقتتلوا قتالا شديداً فانهزمت جموع اليمن.
وذكر ابن خميس (المجاز 161) قوله: ويقال ان بالذنائب قبر كليب وائل عزيز العرب الذي قاد معداً كلها واجتمعت على قيادته وزعامته يوم خزاز, هذا ما يؤكد بأن قبر كليب هو بجوار جبل خزاز وهذا ما أكده علماء التاريخ ومنهم عاتق البلادي الذي ذكر (على ربى نجد 163) خزاز في كتابه فمن مشاهداته في بلاد نجد. ذكر أيضا في كتابه واصفاً جبل خزاز انه جبل يكشف صحارى واسعة من القصيم وشرق نجد وانه يتوسط ديار بكر وتغلب ابني وائل. وكان العمود الفقري لتلك الحروب. وكان خزاز يقع في قلب مملكة كليب، وكان احد خيالات حماه.
ويضيف خالد عمر ان هذه حقائق مدونة في كتب التاريخ مثل «صفة جزيرة العرب للهمداني» وكتاب: «معجم ما استعجم للبكري» «ولسان العرب لابن منظور» «وكتاب صحيح الاخبار للشيخ ابن بليهد» وغيرها من كتب التاريخ العريق.
بين الباحة والقصيم
وقد تطرق الى موقعها تركي القهيدان في كتابه (القصيم - آثار وحضارة) فقال تعليقاً على نقاش صحفي حول موقع حرب البسوس هل هو في الباحة أم القصيم (2-525(: يبدو لي أن معظم أماكن حرب البسوس وقعت بالقرب من جبل خزاز في منطقة القصيم. ومما يؤكد أن جبل خزازى هو وسط البلدة, بلدة كليب ما أشار إليه عدد من الجغرافيين المسلمين الأوائل، فقد ذكر ياقوت الحموي في معجمه قال: عمرو بن زيد ابن الحائك كذا قال في يوم خزاز وفيه دليل على أن كليباً كان رئيس معد.
الاستشهاد بالذنائب
كما تؤكد بعض المصادر النجدية ان مقتل كليب وقبر كليب في الذنائب وهي هضبة في نجد ويستشهدون بما ورد في «الأغاني» حيث ورد أن الذنائب ثلاث هضاب احداها في نجد وان الذنائب الذي ورد ذكرها في أبيات للمهلهل يرثي بها أخاه كليب قائلا :
ولو نبش المقابر عن كليب..
فيخبر بالذنائب أي زير
هي الموجودة في الهضبة في نجد وان موقع مقتله مازال موجوداً هناك وقبره كذلك.
ورغم ما أشارت إليه المصادر النجدية وبعض الأهالي واستدلالهم ببعض الدلائل ..إلا أنهم لم يحددوا موقع القبر بالتحديد وزاد من حيرتنا أن بعض المصادر التهامية تنفي ما تشير إليه المصادر النجدية وتؤكد ان قبيلة بكر وتغلب كانت تسكنان وادي الخيطان .
واضافة على ذلك
ان الذنايب / تقع غرب من عنيزه وهي جبلين متقابله ومقتل كليب بينها.
وهناك بعض المواقع التي تدل ايضا على ان بني تغلب في نجد مثل
1- واردات / جنوب من الذنايب وهي اهضاب متسلسله وعددها ثلاث هضاب وعند نهاية تسلسلها آبار اثريه موارد باديه.
2- ذو حسم (ذوجشم)وادي بنجد وقد ذكره المهلهل في رثاء اخيه كليب حينا قال
أليلتنا بذي حسم انيري اذا انت انقضيتي فلا تحوري
المرجع(ديوان مهلهل بن ربيعه) لطلال حرب ص38
ويقع الحسم بين الهضب والسواده بنجد
3- السلان / ارض فضاء مستويه تقع جنوب وادي الدواسرفي اسفل اوديه تحول من جبال بين تثليث وايدمه اطرف نجد م جنوب (والشاهد قول المهلهل في رثاء اخيه كليب
اضحت منازل بالسلان قد درست تبكي كليبا ولم تفزع اقاصيها
المرجع( ديوان المهلهل بن ربيعه لطلال حرب ص 89
وهذا مايثبت ماتمثل به الشاعر الخييلي التغلبي
لنا في الحزم خمسه وتسعين عالم ولاكن همج ميرهن اغزار
هذا للايضاح فقط