بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة الوسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
الإخوه زوّار وروّاد موقع قبيلـة الدواسر الرسمي
يسرني أن أضع بين أيديكم هذا اللقاء والحوار الذي أجرته جريدة اليوم السعودية مع
السيد ناصر النمشان آل عمّار
السيد ناصر النمشان آل عمّار في حواره مع موفد اليوم
عندما تتعدد تجارب الفرد منا في عمله فهو يضيف لنفسه المزيد من الخبرات والتجارب في حياته ، مما قد تدفع بالهمة والعزيمة والاصرار لابنائه في مواصلة كفاح وهمة والدهم ضيفنا لهذا الاسبوع ناصر عبد الله النمشان من عائلة ترجع الى الدواسر السيح الافلاج منحدرة من العمار من وادي الدواسر
فقد عين بأمر من الامير سعود بن جلوي عام 1356هـ في امارة انطاع ومن ثم نقله الى امارة الاحساء في عام 1361هـ ثم رئيسا لحرس الحدود في رأس مشعاب عام 1365هـ بعدها انتقل الى امارة الشرقية بوظيفة رئيس التشريفات ثم عين اميرا لرأس تنورة عام 1381هـ ثم اميرا لامارة الخبر ثم نقل لامارة الشرقية برغبة من سمو الامير عبدالمحسن بن جلوي واستمر في عمله حتى وفاته عام 1415هـ لديه العديد من الانشطة بالمساهمة في تطوير الخبر وميناء رأس مشعاب والقيصر وفي تعيين امراء المراكز
والد الضيف مع ابنائه
س : لنتحدث اولا عن البدايات مع والدكم يرحمه الله كيف كانت من خلال النشأة ومراحل الحياة العلمية والعملية ؟
ج: اولا والدي يرحمه الله من مواليد الافلاج عام 1338هـ فقد تعلم دروس القرآن الكريم على يد الشيخ عبد العزيز المزيعل والشيخ عبد الواحد الحميدي في قرية انطاع ببلدة انطاع جنوب النعيرية .
س: لماذا أختار النعيرية في مجال تعليمه؟
ج: على اعتبار ان شقيقه مبارك النمشان كان في ذلك الوقت اميرا لهذه المدينة فكان يذهب إليه بين الحين والاخر واتذكر ان عمي مبارك رحمه الله امر والدي بالذهاب الى النعيرية التي تبعد عن انطاع قرابة 25كيلو ولعدم توافر وسائل النقل فيجب عليه اما ان يستعين بحمار او أي وسيلة اخرى تنقله ولضيق الحال انذاك الوقت فقرر قطع المسافة ماشيا على قدميه ولم يكن في النعيرية الا شركة ارامكو فذهب وعند العودة وقت المساء لاحقته بعض الذئاب وكان لا يملك الا عصاه وبعض الكباريت التي اخذها عند عودته من شركة ارامكو وخوفا من ان تفترسه الذئاب اخذ يشعل اعواد الكبريت ويرميها على الذئاب حتى يبعد الذئاب عنه وعاد بحمد الله .
س: كان والدكم يرافقكم الى النعيرية ماذا تتذكر في هذه المدينة ؟
ج: لقد كنا في مراحل الطفولة نحب ان نذهب الى النعيرية خاصة في فترة اجازة الربيع حيث تمتاز هذه المدينة بمناظر خلابة من الطبيعة الصحراوية.
س: كما هي عليها الان ؟
ج: اختلفت كثيرا خاصة في هذا العام حيث كنا نشاهد ارتفاع البرسيم لعدم دخول السيارت اليها بكثافة واتذكر أن الخروف اذا هرب منك فانك لا تستطيع رؤيته لحجم الارتفاع الذي نراه في بر النعيرية .
س: هل كان والدكم يهوى رحلة القنص؟
ج: نعم فقد كان من احب هواياته الجلوس في البر مع اصدقائه حتى انني كنت في رحلة للذهاب الى الكويت انا و زملائي وشاهدنا على الطريق وراء طعس سيارة واقفة وبجوارها مجموعة من الاشخاص ويلتفت الينا أحد الاصدقاء معي ويقول انه والدك وبالفعل كان والدي مع اصدقائه في هذالرحلة التي كانت بالنسبة لي مفاجأة .
س: لماذا اعتبرتها مفاجأة ؟
ج: لانني لم اشاهده منذ شهرين و جلست معه وكانت رحلة جميلة لا انساها عندما رأيته لم اصدق لان المسافة التي كانت تبعد عن الد مام 200كيلو .
س: هل المكان قريب من الاهالي في المراكز والهجر؟
ج: نعم بحكم ما يتواجد في البر لاكثر من ثلاثة شهور فان ذلك اعطاه خبرة ومعرفة بطبيعة الاهالي في الهجر والمراكز وحل مشكلاتهم فقد كان يعرف البادية بشكل جيد وامراءها .
س: هل كان في ذلك شـــيء من الصعوبة والمخاطرة ؟
ج: نعم فقد كانت تواجهه مخاطر كثيرة خاصة في الربع الخالي ومن عمل هناك يعرف طبيعة الربع الخالي وبعض الذين كانوا يرافقون والدي يرحمه الله يتراجعون عن هذه الرحلة القاسية في الربع الخالي التي تحمل في طياتها صعوبة الطريق وشدة البرودة وقلة الموارد من الماء وبالتالي فانهم يعتمدون على الدليل الذي معهم ويعرف المنطقة رغم هذه الصعاب يتجاوزها بالعزيمة والاصرار والتحدي.
س: اذا من الصعوبة بمكان ان تجدوا الوقت مع والدكم ؟
ج: كان والدي قليلا ما يجد الوقت للجلوس معنا حيث انه دائما ما يكون في مهام خارجية.
س: من هم اصدقاؤه المقربون اليه؟
ج: كان عثمان الربيع محافظ السفانية ومنصور بن مبارك النمشان امير سلوى وعبد العزيز الذياب.
س: هل تتذكر شيئا من المواقف التي لا تنساها في فترات غيابه؟
ج: أتذكر أنه كان هناك اختبار الشهادة المتوسطة لاخي وكان الوالد حريصا يرحمه الله على متابعة النتيجة في الراديو الا أن اسمه لم يعد ضمن الناجحين ولكن المذيع اطلع على رقم الجلوس لاخي وكان ناجحا ولكن والدي حزن كثيرا وبعد وصوله لمركز النعيرية فقد اتصل وسأل شقيقتي عن سبب رسوبه الا أنه فوجئ عندما قالت له انه ناجح .
س: ماذا تعلمت من والدكم ؟
ج: تعلمت منه حسن التصرف والحلم فهو لايتصرف الا بتأن وحكمة يغضب وقت ما يستدعى فيه الموقف فهو من الرجال المحظوظين الذين أكرمهم الله بالعمل تحت امرة سمو الامير سعود بن جلوي رحمه الله وفي مرحلة حساسة رغم ان كل مرحلة هي مهمة ولها رجالها وجنودها المخلصون في هذا الوطن.
س: هل تعتقد أن رئاسته لحرس الحدود جاءت من تجارب خبراته العمليه التي استمرت اربعة وخمسين عاما ؟
ج: نعم والدي انتقل الى الاحساء وعمره ستة اعوام ولاحقا تم تعيينه من سمو الامير سعود بن جلوي يرحمه الله عام 1356هـ وبعد ان تعرف عليه سمو الامير سعود كلفه برئاسة حرس الحدود في رأس المشعاب عام 1365هـ وهذه الوظيفة أكسبته العديد من الخبرات العملية .
س: كمحطة اولى لوالدكم في رحلته العملية كيف رأيت طبيعة عمله في حرس الحدود في تلك الفترة؟
ج: بطبيعة الحال عندما يتحدث الانسان عن تلك الفترة من عام 1370هـ فانها بلاشك مختلفة بجوانب أخرى.
س: عفوا ماوجه الاختلاف؟
ج: كانت من مهام حرس الحدود في السابق الحراسة في الطرقات وكانها بمثابة الشرطة في الوقت الراهن فكانوا يقومون بحراسة الطرق بين رأس مشعاب ودارين والموانئ اضافة الى مكافحتهم للتهريب ودخول الوافدين غير النظامي.
س: ماذا تقصد من الوافدين ؟
ج: من الاشخاص الذين يدخلون البلاد بدون اقامة.
س: مقر مركز سلاح الحدود هل تتذكر أين موقعه؟
ج: أتذكر مركز غونان وهو أول مبنى رسمي يوصل بين الظهران وبين العضيلية والاحساء وموقعه بين العزيزية وشاطئ نصف القمر فكان والدي هو الذي قام بتأسيسه وافتتاحه في رأس مشعاب.
س: ومن كان رئيس حرس الحدود بالشرقية في ذلك الوقت؟
ج:عبد العزيز الرشيد - يرحمه الله -
س: ومن كان من زملائه ؟
ج: ابراهيم الهية وعثمان الربيع.
س: التهريب الذي يحدث في تلك الفترة هل كان والدكم يسرد لكم بعض المواقف المعينة ؟
: التهريب كان في ذلك الوقت على الحمير وسيارات قديمة بينما كان من يقوم بتهريب الارز والسكر وكانت تأتي من الكويت.
س: ما نوعية السيارات التي يقومون بها في جولاتهم الميدانية في حرس الحدود؟
ج: كنت أشاهد سيارات فورد ونيت 54 .
س: هل استمر طويلا في رأس مشعاب بحرس الحدود؟
ج : لم يستمر بل عندما بلغ الامير سعود بن جلوي يرحمه الله عن شجاعته وتفانيه واخلاصة في العمل وتصرفه في كثير من المواقف والمصاعب فقد أمر سموه يحفظه الله بنقل خدماته الى امارة المنطقة الشرقية برئاسة التشريفات وهي المراسم وكانت طبيعة عمله توفير السكن المناسب لضيوف سمو الامير سعود بن جلوي .
س: ما الاماكن التي كانت متوافرة في ذلك الوقت من فنادق اوغيرها؟
ج: كان هناك فندق الجابر والدوسري وكان ضيوف الامير يستأجر لهم بيوت ويسكنون فيها.
س: الضيوف الذين انهالوا على الشرقية في ذلك الوقت هل تتذكر من كانوا؟
ج: الازهري يعتبر اول رئيس للسودان اضافة لشيوخ الخليج الذين يقضون بالعراق وسوريا والاردن فكان يرافقهم لضيافتهم لوقت المقناص حتى ان الامير سعود كان لا يسمح لاي تقصير يحدث الى ان كسب ثقة الامير حتى ان هناك ضيفا على البلاد في عهد الملك سعود يرحمه الله أمر سمو الامير سعود الوالد بالذهاب الى الرياض ومتابعة كافة المراسم من استقبال وضيافة حتى ان الملك سعود سأل ماذا عند بن نمشان هنا ؟ في الرياض فعندما شاهد جميع المراسم عاد الى الدمام وعندما هم باخبار سيدي الامير سعود بالتفصيل قال له جميع ماشاهدته اعمله لذلك شهد استحسان سيدي الامير سعود فقد اهداه سيوفا وخناجر.
واحسن وسام اهداه سموه للوالد والذي نعتز به بندق للملك عبد العزيز طيب الله ثراه كتب عليه وقف لله.
س: ومن كان يعمل معه ؟
ج: كان الشيخ تركي العطيشان يرحمه الله وابراهيم الماجد وبن جبر وعبد العزيز الذياب وابراهيم العكاس وابراهيم الجندان.
س: والدكم رحمه الله كسب ثقة الامير فتم تكليفه محافظا لرأس تنورة ومن ثم للخبر ماذا تتذكر في تلك المرحلتين من حياته العملية ؟
ج: اولا تذكرني رحلة والدي العملية في رأس تنورة كمحافظ لها 1381هـ يحدث فيضان من البحر في رأس تنورة فقد غطى البحر الطرق المؤدية للمدينة .
س: ومتى كان ذلك ؟
ج :في 76على ما اتذكر اما في الخبر فقد كان يجتمع بعد صلاة المغرب مع رؤساء الدوائر الحكومية ورؤساء وامراء المراكز القريبة .
س: هل تتذكر من رؤساء الدوائر الحكومية في ذلك الوقت؟
ج: اتذكر المسؤول في الثقبة سعود السماري يرحمه الله والظهران عثمان الربيع ورئيس بلدية الخبر عبد الرحمن بن شعوان ومدير الشرطة بن صويلح ومدير الجوازات سالم الرشيد ومدير الجمارك حسن صابر ومدير حرس الحدود سليمان العقيل وكان من الاعيان في حينه سالم بن حميد الدوسري فقد كانوا يلتقون للاجتماع والمناقشة في كافة الامور المتعلقة باهالي الخبر وتوابعها حيث يتم بمتابعة من سمو الامير سعود فقد كان والدي لديه في المنزل تلفون هندل تاتيه الاوامر فيه وفيه جرس .
س: ماذا تتذكر في مدينة الخبر؟
ج: انا تعلمت في هذه المدينة في المرحلة المتوسطة بالخبر النموذجية.
س: ومن كان مدير لها ؟
ج: الاستاذ المربي عبد الله بونهية.
س: ماذا تتذكر منه من مواقف؟
ج: كان قاسيا علينا حتى انني اتذكر انه يضربني اكثر حتى يبين للطلاب عدالته .
س: لماذا؟
ج: على اعتبار ان والدي كان محافظا للخبر .
س: وقبل والدكم من كان محافظا للخبر؟
ج: اول محافظ كان مبارك النمشان وقبل والدي كان عبد الرحمن الرميح ثم الوالد فقد كانت الخبر في الماضي اشبه بالصحراء الشاسعة حتى اقيم لها اكواخ من سعف وجريد النخيل .
س: من اين كانت تؤخذ؟
ج: كان يتم احضارها من القطيف والاحساء بواسطة الدواب فقد عاشوا في ظروف قاسية وشاقة من البرد القارس والحر الشديد فلم يكن لاهالي الخبر في ذلك الوقت سوى ركوب البحر لاصطياد اللؤلؤ.
س: هل تتذكر من كان من تجار اللؤلؤ في الخبر؟
ج: الشيخ عيسى بن راشد الدوسري والشيخ عيسى بن احمد الدوسري .
س: من هم الاشخاص الذين تتذكرهم من رجال الخبر وقد تولوا مناصب قيادية؟
ج: هم كثر منهم المهندس علي النعيمي وزير البترول والمعادن وعبد الله جمعة الرئيس التنفيذي لشركة ارامكو والدكتو ر احمد العلي مدير الشؤون الصحية سابقا ووزير الدولة الدكتور عبد العزيز المانع والدكتور صالح الدوسري وغيرهم كما اتذكر مرافق الامير سعود بن جلوي في التصوير وهو محمد زماني.
س: كان يطلق على والدكم يرحمه الله رجل المهمات الصعبة ماقصة ذلك؟
ج: الحقيقة ان من رثاه مدير عام امارة الشرقية المتقاعد علي الغامدي في وفاته عام 1415هـ فقال عنه هو من اولئك الاشخاص الذين ادوا الامانة واخلصوا في العمل ونالوا ثقة رؤسائهم واحترام الآخرين فقد وصفه بانه أحد رجال المهمات ومن اصدقهم في الملمات واتذكر ان من المشكلات التي سعى والدي لحلها اضراب العمال في المنطقة المحايدة واضراب عمال التلابين وعمال ارامكو الظهران فقد كان من مهامه تنفيذ المهام الصعبة الموكلة له من الاشراف على تعين امراء المراكز.
س: كلمة اخيرة؟
ج: اشكركم واتمنى لكم التوفيق
الامير سعود بن جلوي (يرحمه الله) ويظهر خلفه والد الضيف
وختاماً نرجوا من الله ثم منكم أن ينال هذا اللقاء على رضاكم
وتقبلوا فائق التقدير والإحترام
أخوك : أبومحمــد،،