الوليد بن طلال في رساله نصيه غاضبه لجوال فريدمان مقالك عن السعوديه قذر ومضلل
قال له: ليس لدي وقت للرَّد فأنا في طريقي للملك المحبوب
الوليد في رسالة نصية "غاضبة" لجوال فريدمان: مقالك عن السعودية قذر ومضلل
أرسل الأمير الوليد بن طلال رسالة قوية إلى جوال كاتب "نيويورك تايمز"، توماس فريدمان، قال له فيها إن مقاله الأخير حول السعودية "قذر ومضلل"، وذلك حسبما قالت الكاتبة كيري دولين في مجلة "فوربس" أول أمس، حيث أرسل الوليد إليها نسخة من الرسالة.
وقالت الرسالة: مقالك الافتتاحي في "نيويورك تايمز" قذر ومضلل، لكن ليس لدي وقت للرد على ذلك المقال المخزي لأنني متوجه للقاء الملك المحبوب الآن، ذلك الملك الذي هاجمته ضمناً في مقالك.
وأضاف الوليد: سيصلك رد شامل على مقالك قريباً، وبالمناسبة: السعوديون سعداء جداً مع ملكهم.
وختم الوليد رسالة الجوال بقوله: وأخيراً، لا أحد يلوي ذراع أصدقائنا الأمريكيين من أجل استيراد النفط السعودي الذي يمثل فقط 25% من الاحتياط العالمي المؤكد من النفط.
وكان فريدمان، وهو كاتب يهودي، قد زعم في مقال نشر قبل أسابيع أن الاضطرابات والثورات الشعبية ستصل السعودية، وأنها ليست بمنأى عنها، غير أن توقعه لم يصدق، حيث أثبت السعوديون أنهم "حالة خاصة" وتربطهم علاقات متينة بقيادتهم، بحسب ردود أفعال نشرت على الإنترنت خلال الأسابيع الماضية.
المقال الذي اغضب الوليد بن طلال
نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا لكاتبها الشهير توماس فريدمان بدأه بسؤال بسيط هو: كيف حصل ابن لادن على مال يشتري به الفيلا التي كان يسكنها؟ وخمن فريدمان بأنه حصل على المال عن طريق تبرعات سعودية سرية يتم إنفاقها على أعين الجيش الباكستاني، وهذا هو المصدر الرئيسي الذي يتم من خلاله الإنفاق على القاعدة حسب كلام فريدمان.
وتناول فريدمان بعد ذلك الصفقات التي يقوم بها آل سعود بالشراكة بين قبيلتهم والطائفة الوهابية على أن يترك آل سعود لمشايخ الوهابية السيطرة على المساجد وكل الأمور الدينية والتعليم في المملكة مقابل السكوت على أن يعيش آل سعود حاكمين أبديين خلف القصور.
أعطى الوهابيون الشرعية لآل سعود في غياب الانتخابات وأغدق النظام عليهم الأموال، وأطلق يدهم في الدين مما ساهم في إيجاد الشباب المفرغ مهاريا وثقافيا والذي تم تجنيده من جانب القاعدة ليقوم بهجمات 11 سبتمبر والتفجيرات الانتحارية في العراق.
واستشهد فريدمان بكتاب "مهد الإسلام" للكاتبة السعودية مي يماني قائلا: إنها أفضل من يشرح هذا الأمر سيما وهي ابنة وزير نفط سابق في السعودية.
ونقلا عن يماني اقتبس فريدمان من مقالها هذا الأسبوع في جريدة ديلي ستار اليومية في لبنان ما يلي: "رغم عشر سنوات من حرب الغرب على الإرهاب والتحالف السعودي طويل الأمد مع الولايات المتحدة استمرت المؤسسة الوهابية السعودية في تمويل الأيديولوجيات الإسلامية المتطرفة حول العالم."
وأضافت يماني "نشأ ابن لادن وتعلم في السعودية، فهو نتاج تلك الأيديولوجية الوهابية التي صدَّرها فيما بعد لتكون جهادية. وقد أنفقت السعودية خلال الثمانينات 75 مليار دولار لنشر الوهابية بتمويل مدارس ومساجد وجمعيات خيرية في كل أنحاء العالم الإسلامي من باكستان إلى أفغانستان واليمن والجزائر وغيرها."
تحدث فريدمان عن نفس الصفقة التي تعقدها باكستان بإيهام المدنيين بأنهم يحكمون دولتهم بينما تلتهم الحكومة حوالي 25 بالمائة من الموازنة مبررة ذلك بأن بلادهم تواجه تهديداً أمنياً حقيقياً يتمثل في الهند، واحتلال كشمير، والبحث عن ابن لادن، مما جعل الجيش الباكستاني يعتبر البحث عن ابن لادن الدجاجة التي تبيض لهم معونات أمريكية.
واستشهد فرديمان بما كتبه الخبير في شؤون القاعدة لورينس رايت هذا الأسبوع في نيويوركر حينما قال: إن الجيش والاستخبارات الباكستانية كانا يكسبان المال من وراء ابن لادن. وقد أعطت الولايات المتحدة باكستان منذ أحداث 11 سبتمبر 11 مليار دولار معظمها في شكل مساعدات عسكرية، وهو ما تستغله باكستان في الدفاع عن نفسها ضد الهند.
كما شبّه فريدمان ما تفعله باكستان بما يفعله حامد قرضاي في أفغانستان، ويقترح فريدمان تحويل المساعدات إلى المدارس والمستشفيات مما يعطي رسالة إلى أفغانستان وباكستان بأننا نساعدكم لكن بشرط ألا تستغلوا المساعدات فيما يخصكم أنتم بعيدا عن تعليم وترقية شعوبكم.
وأما عن آل سعود فيقول فريدمان: إننا نعزز أمنهم وهم يمنحوننا النفط، والوهابيون يمنحون آل سعود شرعية فيمنحهم آل سعود بالمقابل المال (الذي هو منا).
والنتيجة الأخيرة التي يتوصل اليها فريدمان من مقاله هي أن أمريكا بالفعل أكثر أمنا بموت ابن لادن لكن لن يأمن أحد على نفسه بمن فيهم المسلمون المعتدلون إن لم تتغير هذه المقايضات والمساومات والصفقات التي تقوم بها الرياض وإسلام أباد.