السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان الشريف حاكم مكه في الزمن الماضي قد حمى حدوده فنزلت زعب على الحدود وجاء رجال الشريف حسين لتبعدهم عن الحما فرأوا مع زعب ابلا غريبه في ضخامتها واشكالها ورأوا حليبها يتساقط على العشب فأخبرو الشريف بذلك فبعثهم يطلبها فذكرت زعب انها ملك لجارهم ابن صبخى من بني عدوان فأرسل الشريف الى ابن سحوب يقول أريد الابل ويعطي ابن صبخى عن الناقه ناقتين فرفظ ابن صبخى ثم أعطاه عن الناقه أربع فرفظ فأمتنع وأحضر ابن سحوب جاره بن صبخى يلح عليه بأن يبيعها على الشريف طالما ان الشريف راغب وملح في طلبها فأجابه بن صبخى قائلا لاتوجد بها نفسي لأاحد الا رغما عني فقالت آل زعب لاترغم وأنت جارنا وفينا رجل حي ثم أرسلت زعب للشريف تقول أن صاحبها أبى عليها ولو أنها لزعب لآأرسلوها ولكنها لجارهم وجارهم دونه رجال زعب ........ وبعد مفاوضات كثيره رآى ناصر بن سحوب أن يذهب للشريف للتفاوض معه واقناعه فأشارعليه قومه بأن الشريف سيحبسه فأصر على الذهاب رغم ذلك فلم يستطع ابن سحوب اقناع الشريف فحبسه فقال للقوم اللذين جاءؤا معه اذهبو ولاترجعو الا بعد عام وان رجعتم قبله قتلت صاحبكم وكان مكرما في حبسه عند الشريف وبعد مضي عام حضرو قال الشريف أريد الآبل والا قتلت ابن سحوب لو قتلته وزعب كلها لن تأتي الآبل فقال أريد بدلها تسعين فرسا صفراء بدلا من الآبل التسعين .................
وبقي ناصر بن سحوب عند الشريف ثم حضرت الخيل وعليها رجالها مدججين بالسلاح ثم سلموها له ومعها تكملتها حصان مهوس ... واسم الحصان شعيطان وصفوه لسرعته يلحق ولاتلحقه الخيول وكان أغلى على مهوس من روحه .. وقد أكرم الشريف زعب وكساهم ثم رد الخيل وقال لابد من مجيء الآبل .. وأغتاظ الأمير بن سحوب عند ذلك عندما رأى فشل الموضوع فقال للشريف سترجع الخيل ولكن أسمح لها بأن لايكون لها عميل .أى يأخذون ويسبون كل من كان في طريقم وهم راجعون قال الشريف لها ماامامها الا بني حسين (أسرة الشريف) ثم خرج ابن سحوب من عند الشريف وقد أرتفع لباسه الى مجذ الساق دليلا على غضبه وكان لباسه يصل قبله الى الكعبين ولاحظت ابنة الشريف ذلك فسألت أباها عما جرى فأخبرها ..... قالت سوف يكون أول ما يؤخذهم بنو عمك قال لماذا قالت لاني رأيت ابن سحوب خرج ولباسه قصير بعد ماكانت تحت الكعبين .. وماهي الا فتره حتى جاء من يخبرهم بأن زعب سلبو بنو حسين . فأرسل الشريف عدة فرق رجعت مهزومه ولم يحارب في هذه الفرق ابن سحوب لأن جماعته منعوه من الاشتراك خوفا عليه من مكيده ثم رأى الشريف أن يقود جيشا جرارا بنفسه على بني زعب والتقوو في (( ركبه))ونزل كل فريق أمام الآخر وظلت السرايا والفرق تتطاحن ثلاثة شهور وسئم الشريف من ذلك فأخذ بنفسه العلم وأستعد الجيش وأستعدت زعب فأطلقت أميرها من اشاره وأعطوه سلاحه وكان ابن سحوب من جبابرة الحروب وصاح الشيخ بن غافل وقد بلغ من الكبر عتيا قائلا اعطوني سلاحي وفرسي وأرفعو جفوني عن عيوني فكان ذلك فصاح فيهم ابن سحوب قائلا يازعب دون جاركم أرخصو أرواحكم وودع ابن غافل بناته وألتقى الجيشان قبل الظهر وماأنحت الشمس على الغروب حتى شالت كفة زعب وأنهزم جيش الشريف وأنتهت بذلك الحرب بموت ابن غافل بعدها قتل تسعين ومات ثمانين فارسا من زعب وجرح ابن سحوب بضربه في موقف عينه الا أنه سلم منها وتفقدت زعب قتلاها وأحياها فما فقدو الا بنت ابن غافل فقد هرب بها بعيرها مع كثرة الزحام ولم تشعر الا وهي في مكان لاتعرفه فنزلت عن بعيرها وصعدت في مكان حصين ونزل الوادي أحد الغزاه من العرب للأستراحه فرآها أميرهم مسعر بن قويد أبن شيخ الدواسر ولم يرها الباقون فأمر بالرحيل ورجع هو وقال أنزلي قالت ماأنزل حتى تعطيني عهودا ومواثيق بألاتدنس شرفي فأعطاها ثم نزلت فأردفها على بعيره وذهب بها وسألها من أنت فقالت (( هتيميه يعني ضائعه)) وبقيت عندهم مده فرآها بعد ذلك فبهره جمالها فقال الأمير لوالده أريد أن أتزوجها فأنكر عليه ذلك وقال ليست من طبقتك ثم قالت أمه سأقطع الثدي اللذي رضعت منه فأصر على الزواج بها فتزوجها ولما تزوجها الأمير مسعر وضع قومه بيته خلف البيوت كنايه عن أهانته في أخذه هذه البنت وولد له سباع وترعرع فأستغرب القوم تصرفه مع أولاد عمه فكانو اذا ذبحو الجزور أعطوه رئه الناقه فيرميها ثم ينقض على قلب الناقه ويأخذه غصبا من أيدي أولاد عمه وكبر سباع فذهب مع أولاد عمه فمروا بمكان حرب زعب وهو لايعلم به فرأى حذاء الخيول مرميه ورأى مكان قدور كبيره فوصف لأمه مارأى وهي بين النساء فجرت دموعها من عينيها فرأتها النساء فأخبرن أبا زوجها وكان حكيما وأما زوجها مسعر فقد كان غازيا فعمد الى حيله وملأ كيسا من البر وقال لها أطحنيه لنا الليله اننا نريد أن نغزو وكان قصده أن تهيج الرحى مابها . ثم أختبأ قريبا منها فظلت طول الليل تطحن وتغني قصيده طويله منها هذه الأبيات وهي :
يهيضني ياسباع دار ذكرتها _______________ولاعاد منها الا مواري حيودها
سباع تبكي أمك بعين ودمعها______________من عينها يحفي مذاري خدودها
ولكن وقود النار بأقصى ضميرها_____________هاض الغرام وبيح الله سدودها
ولكن حجر العين فيها مليله__________________ولكن ينهش موقها مع برودها
رمع يشادي قربة شوشليه____________________بعيد معشاها زعوج قعودها
زعبيه ياعم ماني هميه________________________ماني من اللى هايفات جدودها
أنا من بني زعب وزعب ايلا أوجهو________________على الخيل عجلات سريع ردودها
أهل سربة لادبرت كنها مهجره___________________وأن أقبلت كن الجوازي ورودها
لطاح طايحهم بشوفي ترايعوا____________________تقول فهود مخطيات صيودها
لصاح صياح بالسبيب تفازعوا_____________________ عزي لغمر ثبرت به بلودها
لحقوا على مثل القطا يوم وردته__________________متغانم عين قراح برودها
خيل تغذي للبلا والمعارك_______________________ترهق صناديد العدا في طرودها
لاتلقحون الخيل يا زعب ياهلي____________________ترى لقاح الخيل يردي جهودها
ان جت سماح الخد مايلحق بكم__________________ون جت مع السنداء لزوم يكودها
جينا الشريف بديرته وألتفانا_____________________كل القبايل جامع به جنودها
طلب علينا الخور هجمة قصيرنا__________________متمول يبغى حنازيب سودها
ياما عطينا دونها من سبيه_____________________تسعين صفرا حسابها ومعدودها
تمامها شعيطان خياله مهوس__________________ أصايل صنع النصارى قيودها
اقطع قبيلة ضفها مايذرى_____________________تشري جمال عظها في بدودها
قصيرنا في راس عيطا طويله__________________يحجي ذراها من عواصيف نودها
عيو عليها لابتي وأحتموها____________________بمصقلات مرهفات حدودها
حربنا العدى والبنت نشو بها أمها_______________واليوم قد هو منوة العين عودها
تسعين ليله والعرابا معقله___________________شمخ الذراء ومحجزات عضودها
شقح البكار اللى زهن الدبادب_________________قامت تضالع من مثانى زنودها
خيل تناحيها وتضرب بالقنا____________________مثل التهامي يوم أحلى جرودها
بنات عمى كلهن شقن الخبا__________________بيض الترايب ناقضات جعودها
على الحنايا قاضت الجدايل___________________سمر الذوايب كاسيات نهودها
وجيه تشادي مزنة عقربيه___________________أقبل مطرها يوم حنت رعودها
منهن نهار الهوش تنخى رجالها________________ستر العذارى ماحضر من فهودها
لباسة بالهوش للدرع والطاس_________________وعلى سروج الخيل كود سنودها
من صنع داود عليهم مشالح__________________تجيبه رجال من غنايم فهودها
ياما طعنوا من حربة عولقيه__________________شلفى تلظى يشرب الدم عودها
اللى ايتموا في يوم تسعين مهره_____________مامنهن اللى ماتلاوي عمودها
تسعين مع تسعين والفين فارس_____________تحت صليب الخد تطوى لحودها
تسعين منهن بين ابويه وعزوتي______________وتسعين عنان واللواحي شهودها
قبيلة كم أذهبت من قبيلة__________________لاعدت الجودات ينعد جودها
زعب هم أهل المدح والمجد والثنا_____________من الربع الخالي للحجاز حدودها
ان أجنبوافالصيد منهم تحور_________________وضيحيها ومن الجوازي عنودها
وان اشملوا تهج منهم قبايل________________ودار يجونه ضدهم مايرودها
لامن نووا في ديرتة ياهلونها________________تقافت الظعان عجل شدودها
اركابهم يم العدى متعبينها_________________بيض المحاقب فاترات لهودها
ياما خذو من ضدهم غنيمه________________ولاصاوغوه بلطمه مايعودها
بنمر تشادي للجراد التهامي______________ماتطاوع الحكام من عظم زودها
اشوف بالحره ظغون تقللت_______________وأبوي حماي السرايا يذودها
شفي معه صقر تباريه عندل______________مر يباريها ومر يقودها
أنا فتاة الحي بنت بن غافل_______________كم من فتاة غر فيها قعودها
شرشوح ذود ضارب له خريمه_____________ماودك يشوفه بعينه حسودها
حولت من نظوى ورقيت سرحه____________حطيت رف في مثاني فنودها
وجوني ركيب ونوخوا في ذراها____________وشافن عقيد القوم زيزوم قودها
قال انزلي يابنت وانتى بوجهي____________ولاجيته الا بالوثق من عهودها
أمر كتبه الله وصار وتكون________________تسبب علينا من الأعادي قرودها
بكون شديد ماتمناه عارف________________تعده عيال عادها في مهودها
ذكرت وقت فايت قد مضى لهم____________ويوم علينا من ليالي سعودها
ضو زمت للمال من غب سريه____________وضو زمت عيدان الرطى وقودها
لكن قرون الصيد بأأطراف بيتنا____________هشيم الغضا يدنى لحامي وقودها
تسعين عينا صيدنا في عشيه___________وضيحية نجعل دلالنا جلودها
قناصنا يذهب شريق وينثني____________ويجيب الجوازي داميات خدودها
ورواينا يروح يوم وينثني_______________ويجيب القلاصي لاحقات حدودها
ومدادها يأخذ حديد وينثني_____________ويجيب العرابا حافلات ديودها
لنا بين حبر والغرابه منزل_____________لهن في زبن العرابا قعودها
حنا نزلنا الحزم تسعين ليله___________وغل الأعادي لاجي في كبودها
لامن حجى معنا عليم ولاذرى_________الا شخوص العين قب نقودها
قليبنا غزيرة الجم عيلم_____________ماينشدون صدورها من ورودها
طوله ثمان مع ثمان مع أربع__________وسط من الصفرا وقبلة نفودها
أهل عقلة يحده الحاذ من الغضى______مادارها الزراع يبذر مدودها
ألفين بيت نازلين جباها______________وألفين بيت بالمظامي ترودها
تخالفو في يوم تسعين لحيه__________علشان وقفت أجنبي بنفودها
دار لنا ماهيب دار لغيرنا______________ماحدها الرمله ومارد عدودها
وسلامتكم هذي القصه كامله....... في كتاب عبدالله بن محمد بن خميس
أسم الكتاب(( من القائل))
واللى عنده اضافه يضيفها لنا