هذه مجموعة من القصص أغلبها تتحدث عن التوبة وبعض القصص تتحدث عن مواضيع آخرى
توبة أبي
إسماعيل النصراني وإسلامه
عن عبدالله بن الفرج العابد، قال : كان بالموصل رجل نصراني يكنى أبا إسماعيل . قال . فمر ذات ليلة برجل وهو يتهجد على سطحه ، وهو يقرأ : و له أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون ) 0 أسورة آل عمران ، الآية : 183 قال : فصرخ أبو إسماعيل صرخة غشي عليه ، فلم يزل على حاله تلك حتى أصبح ! فلما أصبح أسلم ، ثم أتى فتحا الموصلي فاستأذنه في صحبته ؟ فكان يصحبه ويخدمه . قال : فبكى أبو إسماعيل حتى ذهبت إحدئ عينيه وعشي من الأخرئ . فقلت له يوما : حدثني ببعض أمر"فتح " قال : فبكى ، ثم قال : أخبرك عنه ، كان واللة كهيئة الروحانيين ، معلق القلب بما هناك ، ليست له في الدنيا راحة. قلت : علي ذاك . قـال . شهدت العيد معه ذات يوم ، ورجع بعد ماتفـرق الناس ، ورجعت معه ، فنظر إلى الدخان يفور من نواحي المدينة، ثم بكى ، ثم قال : قد قرب الناس قربانهم ، فليت شعري مافعلت في قرباني عندك أيها المحبوب ! ثم سقط مغشيا عليه . فجئت بماء فمسحت بها وجهه فما أفاق ، حـتى دخل بعد أزقة المدينة، فرفع رأسه إلى السماء، ثم قال : قد علمت طول غمي وحزني ولرادي في أزقة الدنيا، فحتى متى تحبسني أيها المحبوب ؟ثم سقط مغشياعليه . فجئت بماءفمسحته على وجهه ، فافاق ، فما عاش بعد ذلك إلا أياما حتى مات - رحمه الله .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة أسرة كاملة
عن اكل الحرام على يد أحد أبنائها أسرة كاملة كانت تعيش على الحرام ، وتأكل الحرام . . ويقدر الله أن يهتدي أحد أبنائها فيكون سببا في هداية الأسرة كلها . . يروي القصة فيقول . "أنا شاب عشت حياة مترفة مع أبي في أحد الأحياء الراقية بالقاهرة، وكان الخمر يقدم على المائدة بصورة طبيعية . . وكنت أعرف تماما أن دخل والدي كله من الحرام وخاصة الربا . . وكان بجوار بيتنا مسجد كبير فيه شيخ يسمى (إبراهيم ) وفي يوم من الأيام كنت جالسا في شرفة المنزل والشيخ يتحدث ، فأعجبني كلامه ، فنزلت من الشرفة وذهبت إلى المسجد لأجد نفسي كأنني قد انسلخت من كل شيء ، وأصبحت شيئا اخر. كان الشيخ يتحدث عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم "أيما جسد نبت من حرام فالنار أولى به " . فوجدت نفسي لا أريد أن أدخل البيت ، ولا أن اكل منه شيئا، صرت أدخل وأخرج ، وأعتمد ألا آكل شيئا، وأجلس بعيدا عن أسرتي ، وأضع أ مامى قطعة من الجبن ، وبعض ( الفلافل ) ، وأسرتي أمامها كل ماتشتهيه النفس من الطعام ، كادت أمي تموت هما من أجلي ، تريدين أن اكل معهم ولكني رفضت ، وأفهمتها أن مال أبي حرام ، وأنهم ياكلون حراما ويشربون حراما ، فانضمت أمي إلي ، والتزمت بالصلاة ، وبعدها انضمت إلينا أختي ، أما أبي فقد أصر على فعله عنادا واستكبارا . كنت أتعامل مع أبي بأدب واحترام ، وقمت أنا وأمي وأختي كل منا يتعهد في الدعاء لأبي ، كنت أقوم الليل فأسمع نحيب أمي وأختي وتضرعهما إلى الله أن يهدي والدي . وفي صباح يوم من الأيام ، استيقظت لأجد أبي قد تخلص من كل الخمور التي في البيت ، ثم أخذ يبكي بكاء شديدا ويضمني إلى صدره ويقول : سوف أتخلص من كل شيء يغضب الله . ولما حان وقت الصلاة ، أخذت والدي وذهبنا إلى المسجد , يسمع خطب الشيخ ، والحمد لله تخلص من الربا ومن الخمور، واصبح بيتا ولله الحمد مملوءا بالطاعات .. . .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة أشهر عارضة أزياء فرنسية
"فابيان " عارضة الأزياء الفرنسية، فتاة في الثامنة والعشرين من عمرها، جاءتها لحظة الهدا ية وهي غارقة في عالم الشهرة والإغراء والضوضاء . . انسحبت في صمت . . تركت هذا العالم بما فيه ، وذهبت إلى أفغانستان لتعمل في تمريض جرحى المجاهدين الأفغان وسط ظروف قاسية وحياة حية .
"لولا فضل الله علي ورحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته وغرائزه بلا قيم ولامباديء " . ثم تروي قصتها فتقول .
"منذ طفولتي كنت أحلم دائما بان أكون ممرضة متطوعة ، أعمل على تخفيف الالام للأطفال المرضى ، ومع الأيام كبرت ، ولفت الأنظار بجمالي ورشاقتي ، وحرضني الجميع - بما فيهم أهلي - على التخلي عن حلم طفولتي ، واستغلال جمالي في عمل يدرعلي الربح المادي الكثير، والشهرة والأضواء، وكـل مايمكن أن تحلم به أية مراهقة ، وتفعل المستحيل من أجل الوصول إليه . وكان الطريق أمامي سهلا - أو هكذا بدا لي -، فسرعان ما عرفت طعم الشهرة ، وغمرتي الهدايا الثمينة التي لم أكن أحلم باقتنائها . ولكن الثمن غاليا. . فكان يجب علي أولا أن تجرد من إنسانيتي ، وكان لشرط النجاح والتالق أن أفقد حساسيتي وشعوري ، وأتخلى عن حيائي الذي تربيت علي ، وأفقد ذكائي ، ولا أحاول فهم أي شيء غيرحركات جسدي ، وإيقاعات الموسيقى ، كما كان علي أن أحرم من جميع الماكولات اللذيذة، وأعيش على الفيتامينات الكيميائية والمقويات والمنشطات ، وقبل كل ذلك أن أفقد مشاعري تجاه البشر. لا أكره . . لا أحب . . لا أرفض أي شيء . إن بيوت الأزياء جعـلت مني مجرد صنم متحـرك مهـمتـه العبث بالقلوب والعقول . . فقد تعلمت كيف أكون باردة قاسية مغرورة فارغة من الداخل ، لا أكون سوى إطار يرتدي الملابس ، فكنت جمادا يتحرك ويبتسم ولكنه لايشعر، ولم أكن وحدي المطالبة بذلك ، بل كلما تالقت العارضة في تجردها من بشريتها وآدميتها زاد قدرها في هذا العالم البارد . . أما إذا خالفت أيا من تعاليم الأزياء فترض نفسها لألوان العقاب التي يدخل فيها الأذى النفسي ، والجسماني أيضا . وعشت أتجول في العالم عارضة لأحدث خطوط الموضة بكل مافيها من تبرج وغرورومجاراة لرغبات الشيطان في إبراز مفاتن المرأة دون خجل أو حياء" . وتواصل "فابيان " حديثها فتقول : لم أكن أشعر بجمال الأزياء فوق جسدي المفرغ - إلا من الهواء والقسوة - بينما كنت أشعر بمهانة النظرات واحتقارهم لي شخصيا واحترامهم لما أرتديه . كما كنت أسير وأتحرك . . وفي كل إيقاعاتي كانت تصاحبني كلمة لو . . وقد علمت بعد إسلامي أن لوتفتح عمل الشيطان . . وقد كان ذلك صحيحا، فكنا نحيا في عالم الرذيلة بكل أبعادها، والويل لمن تعترض عليها وتحاول الاكتفاء بعملها فقط " . وعن تحولها المفاجيء من حياة لاهية عابثة إلى أخرى جادة تقول . "كان ذلك أثناء رحلة لنا في بيروت المحطمة،حيث رأيت كيف يبني الناس هناك الفنادق والمنازل تحت قسوة المدافع ، وشاهدت بعيني انهيار مستشفى للأطفال في بيروت ، ولم أكن وحدي ، بل كان معي زميلاتي من أصنام البشر وقد اكتفين بالنظر بلا مبالاة كعادتهن . ولم أتمكن من مجاراتهن في ذلك . . فقد انقشعت عن عيني في تلك اللحظة غلالة الشهرة والمجد والحياة الزائفة التي كانت أعيشها ، واندفعت نحوأشلاء الأطفال في محاولة لإنقاذ من بقي منهم على قيد الحياة. ولم أعد إلى رفـاقي في الفندق حيث تنتظرني الأضواء، وبدأت رحلتي نحو الإنسانية حتى وصلت إلى طريق النور وهو الإسلام . وتـركت بيروت وذهبت إلى باكستان ، وعند الحدود الأفغانية عشت الحياة الحقيقية ، وتعلمت كيف أكون إنسانة . وقد مض على وجودي هنا ثمانية أشهر قمت فيها بالمعاونة في رعاية الأسر التي تعاني من دمار الحروب ، وأحببت الحياة معهم ، فاحسنوا معاملتي . وزاد اقتناعي بالإسلام دينا ودستورا للحياة من خلال معايشتي له ، وحياتي مع الأسر الأفغانية والباكستانية، وأسلوبهم الملتزم في حياتهم اليومية، ثم بدأت في تعلم اللغة العربية، فهي لغة القرآن ، وقد أحرزت في ذلك تقدما ملموسا .
وبعد أن كنت أستمد نظام حياتي من صانعي الموضة في العالم ، أصبحت حياتي تسيرتبعا لمباديء الإسلام وروحانياته " . وتصل "فابيان " إلى موقف بيوت الأزياء العالمية منها بعد هدايتها، وتؤكد أنها تتعرض لضغوط دنيوية مكثفة ، فقد أرسلوا عروضا بمضاعفة دخلها الشهري إلى ثلاثة أضعاف فرفضت بإصرار. . فما كان منهم إلا أن أرسلوا إليها هدايا ثمنية لعلها تعود عن موقفها وترتد عن الإسلام . وتمضي قائلة . "ثم توقفوا عن إغرائي بالرجوع . . ولجاوا إلى محاولة تشويه صورتي أمام الأسر الأفغانية ، فقاموا بنشر أغلفة المجلات التي كانت تتصدرها صوري السابقة أثناء عملي كعارضة أزياء ، وعلقوها في الطرقات وكأنهم ينتقمون من توبتي ، وحاولوا بذلك ، الوقيعة بيني وبين أهلي الجدد، ولكن خاب ظنهم والحمد لله " . وتنظر "فابيان " إلى يديها وتقول : "ولم أكن أتوقع يوفا أن يدي المرفهة التي كنت أقضي وقتا طويلا في المحافظة على نعومتها ساقوم بتعريضها لهذه الأعمال الشاقة وسط الجبال ، ولكن هذه المشقة زادت من نصاعة وطهارة يدي ، وسيكون لها حسن الجزاء عند الله سبحانه وتعالى إن شاء الله " ؟؟ .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة الراقصة هالة الصافي
روت الفنانة الراقصة ، المعروفة ، هالة الصافي ، قصة اعتزالها الفن وتوبتها ، والراحة النفسية التي وجدتها عندما عادت إلى بيتها وحياتها، وقالت : باسلوب مؤثر عبرلقاءصحفي معها: "في أحد الأيام كنت أؤدي رقصة في أحد فنادق القاهرة المشهورة ، شعرت وأنا أرقص بانني عبارة عن جثة ، دمية تتحرك بلا معنى ، ولأول مرة أشعر بالخجل وأنا شبه عارية ، أرقص أمام الرجال ووسط الكؤوس . تركت المكـان ، وأسرعت وأنا أبكي في هستيريا حتى وصلت إلى حجرتي وارتديت ملابسي . انتابني شعور لم أحسه طيلة حياتي مع الرقص الذي بدأته منذ كان عمري 15 سنة ، فاسرعت لأتوضا ، وصليت ، وساعتها شعرت لأول مرة بالسعادة والأمان . ومن يومها ارتديت الحجاب على الرغم من كثرة العروض ! وسخرية البعض . أديت فريضة الحج ، ووقفت أبكي لعل الله يغفر
لي الأيام السوداء . . " . وتختتم قصتها المؤثرة قائلة . هالة الصافـي ماتت ودفن معها ماضيها، أما أنا فاسمي سهير عابدين ، أم كريم ، ربة بيت ، أعيش مع ابني وزوجي ، ترافقني دموع الندم على أيام قضيتها من عمري بعيدا عن خالقي الذي أعطاني كل شيء . إنني الان مولودة جديدة، أشعر بالراحة والأمان بعد ما كان القلق والحزن صديقي ، بالرغم من الثراء والسهرواللهو". وتضيف قضيت كل السنين الماضية صديقة للشيطان ، لا أعرف سوى اللهو والرقص ، كنت أعيش حياة كريهة حقيرة ، كنمط دائما عصبية ، والأن أشعر أنني مولودة جديدة، أشعر أنني في يد أمينة تحنو علي وتباركني ، يد الله سبحانه وتعالى
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة الشيخ أحمد القطان
الشيخ أحمد القطان من الدعاة المشهورين والخطباء المعروفين يروي قصة توبته فيقول : إن في الحياة تجارب وعبرا ودروسا . . . لقد مررت في مرحلة الدراسة بنفسية متقلبة حائرة . . . لقد درست التربية الإسلامية في مدارس التربية - ولا تربية - ثمانية عشر عاما . وتخرجت بلا دين . . وأخذت ألتفت يمينا وشمالا : أين الطريق ؟ هل خلقت هكذا في الحياة عبثا؟ . . أحس فراغا في نفسي وظلاما وكآبة . . أفر إلى البر. . . وحدي في الظلام لعلي أجد هناك العزاء، ولكني أعود حزينا كئيبا . وتخرجت في معهد المعلمين سنة وفي هذه السنة والتي قبلها حدث !!!حدث
غريب تراكمت فيه الظلمات والغموم إذ قام الحـزب الشيوعي باحتوائي ونشر قصائدي في مجلاتهم وجرائدهم . والنفخ فيها . وأخذوا يفسرون العبارات والكلمات بزخرف من القول يوحي به بعضهم إلى بعض حتى نفخوا في نفخة ظننت أنني أنا الإمام المنتظر. وما قلت كلمة إلا وطبلوا وزمروا حولها.. وهي حيلة من حيلهم. إذا أرادوا أن يقتنصوا ويفترسوا فردا ينظرون إلى هويته وهوايته ماذا يرغب . . ثم يدخلون عليه من هذا المدخل . رأوني أميل إلى الشعر والأدب فتعهدوا بطبع ديواني ونشر قصائدي وعقدوا لي الجلسات واللقاء ات الأدبية الساهرة . . ثم أخذوا يدسون السم في الدسم . يذهبون بي إلى مكتبات خاصة ثم يقولون : اخترماشئت من الكتب بلا ثمن فأحمل كتبا فاخرة أوراقـا مصقولة . . طباعة أنيقة عناوينها : "أصول الفلسفة الماركسية المباديء الشيوعية" وهكذا بدأوا بالتدريج يذهبون بي إلى المقاهي الشعبية العامة، فإذا جلست معهم على طاولة قديمة تهتز. . أشرب الشاي بكوب قديم وحولي العمال . . فإذا مر رجل بسيارته الأمريكية الفاخرة قالوا : انظر، إن هذا يركب السيارة من دماء آبائك وأجدادك . . وسياتي عليك اليوم الذي تأخذها منه بالثورة الكبرئ التي بدأت وستستمر. . إننا الان نهيئها في "ظفار" ونعمل لها، وإننا نهيئها في الكويت ونعمل لها، وستكون قائدا من قوادها . وبينما أنا أسمع هذا الكلام أحس أن الفراغ في قلبي بدأ يتمليء بشيء لأنك إن لم تشغل قلبك بالرحمن أشغله الشيطان . . فالقلب كالرحى . . يدور. . فإن وضت به دقيقا مباركا أخرج لك الطحين الطيب وإن وضعت فيه الحصى أخرج لك الحصى. ويقدر الله - سبحانه وتعالى - بعد ثلاثة شهور أن نلتقي برئيس الخلية الذي ذهب إلى مصر وغاب شهرا ثم عاد . وفي تلك الليلة أخذوا يستهزئون باذان الفجر. . كانت الجلسة تمتد من العشاءإلى الفجر يتكلمون بكلام لا أفهمه مثل "التفسير المادي للتاريخ " و "الاشتراكية والشيوعية في الجنس والمال " . . ثم يقولون كلاما أمرره على فطرتي السليمة التي لاتزال . . فلا يمر. . أحس أنه يصطدم ويصطك ولكن الحياء يمنعني أن أناقش فأراهم عباقرة. . مفكرين . . أدباء. . شعراء. . مؤلفين كيف أجرؤ أن أناقشهم فأسكت . ثم بلغت الحالة أن أذن المؤذن لصلاة الفجر فلما قال "الله أكبر" أخذوا ينكتون على الله ثم لما قال المؤذن "أشهد أن محمـدا رسول الله " أخذوا ينكتون على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم. وهنا بدأ الانفعال الداخلي والبركان الإيماني الفطري يغلي وإذا أراد الله خيرا بعبـده بعد أن أراه الظلمات يسرله أسباب ذلك إذ قال رئيس الخلية : لقد رأيت الشيوعية الحقيقية في لقائي مع الأبنودي الشاعر الشعبي بمصر وهو الوحيد الذي رأيته يطبقها تطبيقا كاملا . فقلت : عجبا. . ماعلامة ذلك ؟! ! ! قال : "إذا خرجنا في الصباح الباكر عند الباب فكما أن زوجته تقبله تقبلني معه أيضا وإذا نمنا في الفراش فإنها تنام بيني وبينه " هكذا يقول . . . والله يحاسبه يوم القيامة فلما قال ذلك نزلت ظلمة على عيني وانقباض في قلبي وقلمط في نفسي : أهذا فكر؟ ! ! أهذه حرية؟ ! ! أهذه ثورة؟ ! ! لا ورب الكعبة إن هذا كلام شيطاني إبليسي ! ! ومن هنا تجرأ أحد الجالسين فقال له : يا أستاذ مادمت أنت ترئ ذلك فلماذا لاتدع زوجتك تدخل علينا نشاركك فيها؟ قال : "إنني ما أزال أعاني من مخلفات البرجوازية وبقايا الرجعية . وسيأتي اليوم الذي نتخلص فيه منها جميعا . . . " . ومن هذه الحادثة بدأ التحول الكبير في حياتي إذ خرجت أبحث عن رفقاء غيرا ولئك الرفقاء فقدر الله أن ألتقي بإخوة في "ديوانية" . كانوا يحافظون على الصلاة . . . وبعد صلاة العصر يذهبون إلى ساحل البحر ثم يعودون وأقصى مايفعلونه من مأثم أنهم يلعبون "الورقة" .
ويقدر الله أن ياتي أحدهم إلي ويقول : يا أخ أحمد يذكرون أن شيخا من مصر اسمه "حسن أيوب " جاء إلى الكويت ويمدحون جرأته وخطبته ، ألا تأتي معي ؟ قالها من باب حب الاستطلاع . . فقلت : هيا بنا. . وذهبت معه وتوضأت ودخلت المسجد وجلست وصليت المغرب نم بدأ يتكلم وكان يتكلم واقفا لايرضى أن يجلس على كرسي وكان شيخا كبيرا شاب شعر رأسه ولحيته ولكن القوة الإيمانية البركانية تتفجر من خلال كلماته لأنه كان يتكلم بأرواح المدافع لابسيوف من خشب . وبعد أن فرغ من خطبته أحسست أني خرجت من عالم إلى عالم آخر. . من ظلمات إلى نور ولأول مرة أعرف طريقي الصحيح وأعرف هدفي في الحياة ولماذا خلقت وماذا يراد مني ؤإلى أين مصيري . . وبدأت لا أستطيع أن أقدم أو أؤخر إلا أن أعانق هذا الشيخ وأسلم عليه .. ثم عاد هذا الأخ يسألني عن انطباعي فقلت له : اسكت وسترئ انطباعي بعد أيام . . عدت في الليلة نفسها واشتريت جميع الأشرطة لهذا الشيخ وأخذت أسمعها إلى أن طلعت الشمس ووالدتي تقدم لي طعام الإفطارفأرده ثم طعام الغداء وأنا أسمع وأبكي بكاء حارا وأحس أني قد ولدت من جديد ودخلت عالما آخر وأحببت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصار هومثلي الأعلى وقدوتي وبدأت أنكب على سيرته قراءة وسماعا حتى حفظتها من مولده إلى وفاته ، !لأ ، فأحسست أننى إنسان لأول مرة في حياتي وبدأت أعود فأقرأ القرآن فأرئ كل آية فيه كأنها تخاطبني أو تتحدث عني أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها 000 ) نعم . . لقد كنت ميتا فاحياني الله . . . ولله الفضل والمنة. . ومن هنا انطلقت مرة ثانية إلى أولئك الرفقاء الضالين المضلين وبدأت أدعوهم واحدا واحدا ولكن . . إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ) 00 أماأحدهم فقد تاب بإذن الله وفضله ، ثم ذهب إلى العمرة فانقلبت به السيارة ومات وأجره على الله . وأما رئيس الخلية فقابلني بابتسامة صفراء وأنا أناقشه أقول له : أتنكر وجود الله ؟! ! وأريد أن تقنعني بأن الله غيرموجود؟! ! فابتسم ابتسامة صفراء وقال . يا أستاذ أحمد . . إنني أحسدك لأنك عرفت الطريق الان . . أما أنا فاتركني . . فإن لي طريقي ولك طريقك . . ثم صافحني وانصرفت وظل هوكما هو الآن . وأما البقية فمنهم من أصبح ممثلا ومنهم من أصبح شاعرا يكتب الأغاني وله أشرطة "فيديو" يلقي الشعر وهو سكران . . وسبحان الذي يخرج الحي من الميت . . ومن تلك اللحظة بدأت أدعو إلى الله رب العالمين .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي عفا الله عنه
توبة العابد والمرأة البغيى
عن أبي كعب صاحب الحرير عن الحسن ، قال : كانت امرأة بغي ، لها ثلث الحسن ، لاتمكن من نفسها إلا بمائة دينار، وإنه أبصرها عابدا فأعجبته .فذهب فعمل بيديه وعالج فجمع مائة دينار. ثم جاء إليها، فقال : إنك أعجبتني فانطلقت فعملت بيدي ،
وعالجت حتى جمعت مائة دينار. فقالت له . ادخل. فدخل ، وكان لها سرير من ذهب ، فجلست على سريرها، ثم قالت له : هلم . فلـما جلس منها مجلس الخاتن :
ذكرمقامه بين يدي الله فاخذته رعدة، فقال لها . اتركيني أخرج ولك المائة دينار. قالت : مابدا لك وقد زعمت أنك رأيتني فاعجبتك فذهبت فعالجت وكددت حتى جمعت مائة دينار، فلما قدرت علي فعلت الذي فعلت ؟ فقال خوفا من
الله ومن مقامي بين يديه ، وقد بغضت إلي ، فانت أبغض الناس إلي . فقالت : إن كنت صادقا فما لي زوج غيرك . فقال . دعيني أخرج . فقالت : لا، إلا أن تجعل لي أن تزوج بي ، قال : لا، حتى أخرج . قالت : فلي عليك إن أنا أتيتك أن تتزوجني ؟ قال : لعل . فتقنع بثوبه ، ثم خرج إلى بلده .
وارتحلت تائبة نادمة على ماكان منها حتى قدمت بلده . فسالت عن اسمه ومنزله ، فدلت عليه ، فقيل له : إن الملكة قد جاءتك . فلما رآها شهق شهقة فمات وسقط في يدها.
وقالت : أما هذا فقد فاتني ، فهل له من قريب ؟ قالوا : أخوه رجل فقير. قالت . فإني أتزوجه حبا لأخيه . فتزوجته ، فنشر الله منهما عشرة من الانبياء .
(ا) هذا الحديث رواه الترمذي في "سننه " وقال : هذا حديث حسن وصححه ابن حبان وغيره
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة المغني البريطانى المشهور كات ستفنز
رفض كل مغريات الدنيا بكل شهرتها وشهواتها، هرب من , هجير هذا العالم إلى وهج الإيمان ،
فوجد فيه الهناء والطمانينة إنها قصة الفنان البريطاني الذي ضربت شهرته الافاق ، "كان ستيفنز" ، الذي أصبح اسمه فيما بعد (يوسف إسلام )، هاهو يرويها بنفسه في هذه السطور البليغة التعبير البالغة التاثير فيقول
ولدت في لندن قلب العالم الغربي . . ولدت في عصر التلفزيون وارتياد الفضاء . . ولدت في عصرت وصلت فيه
التكنولوجيا إلى القمة في بلد معروف بحضارته في بريطانيا. . ترعرعت في هذا المجتمع ، وتعلمت في مدرسة "كاثولوكية"، حيث علمتني المفهوم المسيحي "النصراني " ، للحياة والعقيدة وعرفت مايفترض أن أعرفه عن الله ، وعن المسيح (عليه السلام ) ، والقدر والخير والشر. حدثوني
كثيرا عن الله ، وقليلا عن المسيح ، وأقل ذلك عن الروح القدس . كانت الحياة حولي مادية تنصب
من كل أجهزة الإعلام حيث كانوا يعلموننا بأن الغنى هو الثروة الحقيقية ، والفقر هو الضياع الحقيقي ،
وأن الأمريكي هو المثل للغني ، والعالم الثالث هو المثل للفقر والمجاعة، والجهل والضياع ! !
ولذلك لابد أن أختار طريق الغنى ، وأسلك مسلكه ، لأعيش حياة سعيدة، وأفوز بنعيم الحياة، ولهذا فقد بنيت فلسفة الحياة على ألا علاقة لها بالدين ، وانتهجت هذه الفلسفة ،
لأدرك سعادة النفس . * وبدأت أنظر إلى وسائل النجاح ، وكانت أسهل طريقة أن أشتري (جيتارا) ، وأؤلف بعض الأغاني ، وألحنها ، وأنطلق بين الناس ،
وهذا مافعلته بالفعل باسم (كات ستيفنن . وخلال فترة قصيرة حيث كنت في الثامنة عشرة من عمري ، كان لي ثمانية شرائط مسجلة، وبدأت أقدم الكثير من العروض ،
وأجمع الكثير من المال حتى وصلت إلى القمة! ! وعندما كنت في القمة ، كنت أنظر إلى أسفل ، خوفا من السقوط ! !
وبدأ القلق ينتابني ، وبدأت أشرب زجاجة كاملة في كل يوم ، لأستجمع الشجاعة كي أغني ، كنت أشعر أن الناس حولي يلبسون أقنعة، ولا أحد يكشف عن وجهه القناع - قناع الحقيقية!! * كان لابد من النفاق ،
حتى تبيع وتكسب -وحتى تعيش ! ! وشعرت أن هذا ضلال ، وبدأت أكره حياتي واعتزلت الناس وأصابني المرض ،
فنقلت إلى المستشفى مريضا بالسل ، وكانت فترة الممكششفى خيرا لي حيث إنها قادتني إلى التفكير.
كان عندي إيمان بالله، ولكن الكنيسة لم تعرفني ما هو الاله وعجزت عن إيصال حقيقة هذا الإله
الذي تتحدث عنه ! ! كانت الفكرة غامضة وبدأت أفكر في طريقي إلى حياة جديدة ، وكان معي كتب عن العقيدة والشرق ، وكنت أبحث عن السلام والحقيقة ،
وانتابني شعور أن أتجه إلى غاية ما، ولكن لا أدرك كيفها ولا مفهومها و لم أقتنع أن أظل جالسا خالي الذهن ،.
بل بدأت أفكر وأبحث عن السعادة التي لم أجدها في الغنى ، ولا في الشهرة، ولا في القمة، ولا في الكنيسة،
فطرقت باب (البوذية والفلسفة الصينية)، فدرستها، وظننت أن السعادة هي أن تتنبا بما يحدث في الغد حتى تتجنب شروره ، فصرت قدريا، وآمنت بالنجوم ،
والتنبؤ بالطالع ، ولكنني وجدت ذلك كله هراء .
ثم انتقلت إلى الشيوعية، ظنا مني أن الخير هو أن نقسم ثروات هذا العالم على كل الناس ، ولكنني شعرت أن الشيوعية لا تتفق مع الفطرة،
فالعدل أن تحصل على عائد مجهودك ، ولايعود إلى جيب شخص آخر. ثم اتجهت إلى تعاطي العقاقير المهدئة، لأقطع هذه السلسلة القاسية من التفكير والحيرة .
وبعد فترة أدركت أنه ليست هناك عقيدة تعطيني الإجابة ، وتوضح لي الحقيقة التي أبحث عنها ، ويئست حيث لم أكن آنذاك أعرف شيئا عن الإسلام ،
فبقيت على معتقدي ، وفهمي الأول ، الذي تعلمته من الكنيسة حيث أيقنت أن هذه المعتقدات هراء ، وأن الكنيسة أفضل قليلا منها .
عدت إليها ثانية وعكفت من جديد على تاليف الموسيقى، وشعرت أنها هي ديني ، ولا دين لي سواها! ! - وحاولت الإخلاص لهذا الدين ،
حيث حاولت إجادة التاليف والموسيقى ، وانطلاقا من الفكر الغربي المستمد من تعاليم الكنيسة الذي يوحي للإنسان أنه قد يكون كاملا كالإله إذا
أتقن عمله أو أخلص له وأحبه ! ! وفي عام 75م حدثت
المعجزة، بعد أن قدم لي شقيقي الأكبر نسخة من
القرآن الكريم هدية ، وبقيت معي هذه النسخة حتى زرت القدس في فلسطين ، ومن تلك الزيارة بدأت
أهتم بذلك الكتاب الذي أهدانيه أخي ، والذي لا أعرف مابداخله وماذا يتحدث عنه ، ثم بحثت عن ترجمة للقران الكريم بعد زيارتي للقدس ، وكانت المرة الأولى التي
أفكر فيها عن الإسلام ، فالإسلام في نظر الغرب يعتبر عنصريا، عرقيا، والمسلمون أغراب أجانب سواء كانوا عربا أو أتراكا ، ووالدي كانا من أصل يوناني ،
واليوناني يكره التركي المسلم ، لذلك كان المفروض أن أكره القرآن الذين يدين به الأتراك بدافع الوراثة ، ولكني رأيت أن أطلع عليه -أي على ترجمته
فلا مانع من أن أرئ مافيه ومن أول وهلة شعرت أن القرآن يبدأ ب (بسم الله) وليس باسم غير الله، وعبارة :
بسم الله الرحمن الرحيم ) كانت مؤثرة في نفسي ، ثم تستمر الفاتحة فاتحة الكتاب : الحمد لله رب العالمين )، كل الحمدلله
خالق العالمين ، ورب ا لمخلوقات . . وحتى ذلك الوقت كانت فكرتي ضئيلة عن الإله حيث كانوا يقولون لي . إن الله
الواحد، مقسم إلى ثلاثة، كيف ؟ ! ! لا أدري . وكانوا يقولون لي أن إلاهنا ليس إله
اليهود. . ! ! أما القرآن الكريم ، فقد بدأ بعبادة الله الواحد رب العالمين جميعا، مؤكدا وحدانية الخالق ، فليس له شريك يقتسم معه القوة ، وهذا أيضا مفهوم جديد، ثم كنت أفهم قبل معرفتي بالقران الكريم ، أن هناك مفهوم الملاءمة والقوئ القادرة على المعجزات ، أما الآن فبمفهوم الإسلام ، الله
وحده هو القادر على كل شيء . واقترن ذلك بالإيمان باليوم الآخر وأن الحياة الآخرة ، خالدة ، فالإنسان ليس كتلة من اللحم تتحول يوما إلى رماد كما يقول علماء الحياة،
بل ماتفعله في هذه الحياة يحدد الحالة التي ستكون عليها في الحياة الآخرة . القران هو الذي دعاني للإسلام ، فاجبت دعوته ، أما الكنيسة التي حطمتني
وجلبت لي التعاسة والعناء فهي التي أرسلتني لهذا القران ، عندما عجزت عن الإجابة على تساؤلات النفس والروح ولقد لاحظت في القرآن ، شيئا غريبا ،
هوأنه لايشبه باقي الكتب، ولايتكون من مقاطع وأوصاف تتوافر في الكتب الدينية التي قرأتها، ولم يكن على غلاف القرآن الكريم اسم مؤلف ، ولهذا أيقنت بمفهوم الوحي الذي أوحى الله
به إلى هذا النبي المرسل . لقد تبين لي الفارق بينه وبين الإنجيل الذي كتب على أيدي مؤلفين مختلفين من قصص
متعددة . حاولت أن أبحث عن أخطاء في القرآن الكريم ، ولكني لم أجد، كان كله منسجما مع فكرة الوحدانية الخالصة(1) . بملأ وبدأت أعرف ماهو الإسلام . لم يكن القرآن رسالة واحدة، بل وجدت فيه كل أسماء الأنبياء الذين شرفهم وكرمهم الله
ولم يفرق بين أحد منهم ، وكان هذا المفهوم منطقيا فلوأنك آمنت بنبي دون اخر فإنك تكون قد دمرت وحدة الرسالات . ومن ذلك الحين فهمت كيف تسلسلت الرسالات منذ بدء الخليقة، وأن الناس على التاريخ كانوا صنفين : إما مؤمن ، وإما كافر. لقد أجاب القرآن على كل تساؤلاتي ، وبذلك شعرت بالسعادة ، سعادة العثور على الحقيقة. * وبعد قراءة القرآن الكريم كله ، خلال عام كامل ، بدأت أطبق الأفكار التي قرأتها فيه ، فشعرت في ذلك الوقت أنني المسلم الوحيد في العالم . ثم فكرت كيف أكون مسلما حقيقيا؟ فاتجهت إلى مسجد لندن ، وأشهرت إسلامي ، وقلت : "أشهد أن لا إك إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله " .
حين ذاك أيقنت أن الإسلام الذي اعتنتقه رسالة ثقيلة ، وليس عملا سهلا ينتهي بالنطق بالشهادتين . * لقد ولدت من جديد! وعرفت إلى أين أسيرمع إخواني من عباد الله
المسلمين ، ولم أقابل أحدا منهم من قبل ، ولو قابلت مسلما يحاول أن يدعوني للإسلام لرفضت دعوته بسبب أحوال المسلمين المزرية ، وماتشوهه أجهزة إعلامنا في الغرب ، بل حتى أجهزة الإعلام الإسلامية كثيرا ماتشؤه
الحقائق الإسلامية ، وكثيرا ماتقف وتؤيد افتراء ات أعداء الإسلام ، العاجزين عن إصلاح
شعوبهم التي تدمرها الآن الأمراض الأخلاقية ، والاجتماعية وغيرها ! ! لقد اتجهت للإسلام من أفضل مصادره ، وهو القران الكريم ، ثم بدأت أدرس سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف أنه بسلوكه وسنته ، علم المسلمين الإسلام ، فادركت الثروة الهائلة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
وسنته ، لقد نسيت الموسيقى، وسالت إخواني : هل أستمر؟ فنصحوني بالتوقف ، فالموسيقى تشغل عن ذكر الله، وهذا خطر عظيم . لقد رأيت شبابا يهجرون أهلهم ، ويعيشون في جو الأغاني والموسيقى ، وهذا لايرضاه الإسلام ، الذي يحث على بناء الرجال. أما الملايين التي كسبتها من عملي السابق (وهو الغناء)، فوهبتها كلها للدعوة ا لاسلامية "
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة الممثل المغربي المشهور سعيد الزياني
في مكة أم القرى- شرفها الله - ومن جوار بيت الله الحرام ، وفي العشر الأخيرة من رمضان ، حدثنا الممثل سابقا، والداعية حاليا، الأخ سعيد الزياني عن قصة رجوعه إلى الله ، وهدايته إلى الطريق المستقيم ، فقال : نشأت في بيت من بيوت المسلمين ، ولما بلغت سن المراهقة كنت أحلم - كما كان يحلم غيري من الشباب المراهق - بتحقيق شيئين مهمين في نظري آنذاك ، وهما : الشهرة والمال ، فقد كنت أبحث عن السعادة وأسعى إلى الحصول عليها بأية طريقة كانت . في بداية الأمر. . التحقت بالإذاعة المغربية، وشاركت في تقديم بعض الفقرات التي تربط بين البرامج ، ثم تقدمت فأصبحت أقدم برامج خاصة حتى اكتسبت خبرة في هذا المجال ، ثم اتجهت إلى التلفزيون وتدرجت فيه حتى أصبحت مقدما من الدرجة الأولى - وهي أعلن درجة يحصل عليها مذيع أو مقدم - وأصبحت أقدم نشرات الأخبار، والكثير من برامج السهرة والمنوعات وبرامج الشباب ، واشتهرت شهرة كبيرة لم يسبقني إليها أحد ، وأصبح اسمي على كل لسان ، وصوتي يسمع في كل بيت . وعلى الرغم من هذه الشهرة، إلا أني كنت غير سعيد بهذا. . كنت أشعر بضيق في صدري ، فقلت في نفسي لعلي أجد السعادة في الغناء . . وبالفعل ، فقد ساعدتني شهرتي في الإذاعة والتفزيون أن أقدم من خلال أحد البرامج التلفزيونية أغنية قصيرة كانت هي البداية لدخولى عالم الغناء . ودخلت عالم الغناء، وحققت شهرة كبيرة في هذا المجال ، ونزل إلى الأسواق العديد بل الآلاف من الأشرطة الغنائية التي سجلتها بصوتي . وعلى الرغم من ذلك كله كنت أشعر بالتعاسة والشقاء، وأحس بالملل وضيق الصدر، وصدق الله إذ يقول : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء).
فقلت في نفسي : إن السعداء هم الممثلون والممثلات ، فأردت أن أشاركهم فى تلك السعادة ، فاتجهت إلى التمثيل ، وأصبحت ممثلا من الدرجة الأوك ، فكنت لا أمثل الا أدوار البطولة في جميع الأعمال التي أقدمها . . والحقيقة ودون مبالغة أصبحت شخصا متميزا في بلدي ، فلا أركب إلا أغـلى السيارات وأفخمها، ولا ألبس إلا الملابس الثمينة . . مكانتي الاجتماعية أصبحت راقية ، فاصدقائي هم كبار الشخصيات من الأمراء وغيرهم ، فكنت أتنقل بين القصور، من قصر إلى قصر، وتفتح لي الأبواب وكاني صاحب تلك القصور. ولكن . . وعلى الرغم من ذلك كله ، كنت أشعر باني لم أصل إلى السعادة التي أبحث عنها . وفى يوم من الأيام . . أجرى معي أحد الصحفيين لقاء صحفيا طويلا، وكان من بين الأسئلة التي وجهها إلي هذا السؤال : "الفنان سعيد الزياني . . من المصادفات أن اسمك ينطبق على حياتك . . فاسمك سعيد، وأنت سعيد، ماتقول في ذلك ؟" . وكان الجواب . "وفي الحقيقة أن ماتعتقده ويعتقده كثير من الناس غير صحيح ، فانا لسيت سعيدا في حياتي ، واسمي في الحقيقة لايزال ناقصا، فهو يتكون من ثلاثة أحرف وهي : س ، ع ، ي "سعي "، وأنا مازلت أسعى، أبحث عن الحرف الأخيروهو حرف "الدال " ليكتمل اسمي وتكتمل سعادتي ، وإلى الآن لم أجده ، وحين أجده سوف أخبرك ". وقد أجري معي هذا اللقاء وأنا في قمة شهرتي وثرائي . . ومرت الأيام والشهور والأعوام . . وكـان لي شقيق يكـبرني سنا، هاجر إلى بلجيكا . . كان إنسانا عاديا إلا أنه كان أكثر مني التزاما واستقامة، وهناك في بلجيكا التقى ببعض الدعاة المسلمين فتأثر بهم وعاد إلى الله على أيديهم . فكـرت في القيام برحلة سياحية إلى بلجيكا فيها أخي فامر عليه مرور الكرام ، ثم أواصل رحلتي إلى مختلف بلاد العالم . سافرت إلى بلجيكا، والتقيت أخي هناك ، ولكني فوجئت بهيئته المتغيرة، وحياته المختلفة، والأهم من ذلك ، السعادة التي كانت تشع في بيته وحياته ، وتاثرت كثيرا بما رأيت ، إضافة إلى العلاقات الوثيقة التي تربط بين الشباب المسلم في تلك المدينة، وقد قابلوني بالأحضان ، ورحبوا بي أجمل ترحيب ، ووجهوا لي الدعوة لحضور مجالسهم واجتماعاتهم والتعرف عليهم بصورة قوية . أجبت الدعوة، وكنت أشعر بشعور غريب وأنا أجلس معهم ، كنت أشعر بسعادة عظيمة تغمرني لم أشعر بها من قبل ، ومع مرور الأيام قمت بتمديد إجازتي لكي تستمر هذه السعادة التي طالما بحثت عنها فلم أجدها . وهكذا . . كنت أشعر بالسعادة مع هؤلاء الأخيار تزداد يوما بعد يوم ، والضيق والهم والشقاء يتناقص يوما بعد يوم . . حتى امتلأ صدري بنور الإيمان ، وعرفت الطريق إلى الله الذي كنت قد ضللت عنه مع ماكنت أملكه من المال والثراء والشهرة، وأدركت من تلك اللحظة أن السعادة ليست في ذلك المتإع الزائل ، إنما هي في طاعة الله عز وجل : ( من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون )0 ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى). امتدت إجازتي عند أخي أكثر من سنتين ، وأرسلت رسالة إلى الصحفي الذي سالني السؤال السابق ، وقلت له . الأخ رئيس تحريرصحيفة: في جريدة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . . أود أن أذكرك بالسؤال الذي سألتني فيه عن السعادة، وذلك في يوم وتاريخ وقدأجبتك بالجواب التالي : ووعدتك أن أخبرك متى ماوجدت حرف الدا ل الان . يطيب لي ويشرفني أن أخبرك باني قد وجدت حرف الدال المتمم لاسمي حيث وجدته في الدين
. . وأصبحت الان "سعيدا" حقا . شاع الخبر بين الناس ، وبدأ أعداء الدين والمنافقون يطلقون علي الإشاعات ، ويرمونني بالتهم ، فمنهم من قال : إن سعيدا اختل عقله وصار مجنونا، ومنهم من قال : إنه أصبح عميلا لأمريكا أو لروسيا . . . إلى غيرذلك من الإشاعات المغرضة . . كنت أستمع إلى هذه الإشاعات فأتذكر دائما ماقوبل به الأنبياء والرسل والدعاة على مر العصور والدهور، وعلى رأسهم نبينا محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وصحابته الكرام - رضي الله عنهم - أجمعين - فازداد ثباتا وإيمانا ويقينا، وأدعو الله دائما : ( ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة الممثل محسن محيي الدين وزوجته نسرين
لقد أصبح الفن الرخيص في زمننا هذا وسيلة للكسب المادي ، وتجارة رابحة على حساب الغافلين والمغفلين من أبناء هذه الأمة ، هذا إلى كونه من أعظم الوسائل لهدم القيم والأخلاق وتحطيمها . . ولقد ظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة أقلقت تجار الفن والغرائز وجعلتهم يفقدون صوابهم ويطلقون كلى ما في جعبتهم من الإشاعات والتهم الباطلة دفاعا عن كيانهم المتداعي وبنيانهم المنهار.. تلكم الظاهرة هي عودة كثير من الممثلين والممثلات - أو ما يسمون بالفنانين والفنانات - إلى الله - عز وجل -، وإعلانهم التوبة والهروب من تلك الأوساط العفنة إلى أجواء - الإيمان العبقة
وكان من اخر هؤلاء التائبين الممثل محسن محي الدين وزوجته الممثلة المشهورة نسرين . وقد روى الممثل سابقا محسن محي الدين قصته مع الهداية فقال : "أنا شاب كغيري من الشباب ، تخبطي في فترات حياتي السابقة كان ناتجا عن انبهاري بمظاهر الحياة الخادعة والتى أعمت بصري وأصمت أذني عن معرفة أشياء كثيرة كنت أجهلها خاصة وأني لم أكن أقرأ من قبل على الرغم من أن الله تعالى بدأ أول آية أنزلها بكلمة : اقرأ . . وبعد أن بدأت أقرأ في كتب الدين شعرت بأنني من أجهل خلق الله ، وقد كنت أعتقد أنني من المثقفين . . فأخذت أقرأ بنهم شديد في كتب السيرة والتراث والتفسير. . وبعد هذه القراءة المتأنية وجدت أن المؤثرات المحيطة بي جعلتني في ضلال مبين ، فكان قراري باعتزال التمثيل . . وقد شجعني على اتخاذه ارتداء زوجتي الحجاب الذي كنت أسعد الناس به " . ثم يضيف : "هذا القرار- إن شاء الله - لا رجعة فيه لأني اتخذته بكامل اقتناعي وإرادتي ، وندمت لأنني تأخرت فيه حتى الان ، فالأضواء ليست غالية حتى أحن إليها مرة أخرى . . فالشهرة والمال والأضواء لا تساوي ركعتين لله. ثم يضيف : "إننا اعتزلنا ونحن في القمة الزائفة . . فقد كان قرارنا بعد مهرجان القاهرة السينمائي الذي أقيم في العام الماضي ، وبعد النجاح الكبير الذي حققناه ، وليس لأننا لم نجد أدوارا نمثلها كما يقول البعض . . وقد أدركنا الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع وهي أن الإنسان مهما طال عمره فمصيره إلى القبر، ولا ينفعه في الآخرة إلا عمله الصالح " . ثم يوجه نصيحته لإخوانه الشباب قائلا . "سامحوني على كل ما قدمت لكم من أعمال فنية سابقة لا ترضي الله - عزوجل - ولا تقتدوا بي في كل ما كنت أفعله في مسلسلاتي وأفلامي فقد كنت ضالا جاهلا، والجاهل لا يقتدى به " . أما زوجته الممثلة نسرين فقد قررت الاعتزال وارتداء الحجاب بعد أن رأت أمها رؤيا في المنام ، حيث رأت والد نسرين وهو غاضب على ابنته ، فاستنتجت الأم أن سبب غضبه تقصير نسرين في أداء الصلاة بانتظام مما جعل نسرين تراجع نفسها وترجع إلى الله . تقول نسرين : "الحمد لله . . كان يومي يضيع دون إحساس بالسعادة ودون أن أشعر بالسلام . . والآن ليس لدي وقت كات . . لأن هناك أمورا كثيرة نافعة يجب اللحاق بها . . لقد وجدت السلام الداخلي " . وفي لقاء أجري معها قالت : "الناس مليئة بالرياء والفسوق ويظهرون الفجور. . كيف نتعامل معهم ؟" ولعلها تعني الناس الذين كانت تتعامل معهم في "الوسط الفني ". وقالت أيضا : "لقد كرم الله المرأة التي ترتدي الحجاب وهو يحميها من القلوب المريضة والفسوق.. وعلى الأقل إنها ليست نافذة عرض ليتفرج الناس عليهاويعجبوا بها".. .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة الممثلة "شمس البارودي
في حوار أجرته إحدئ الصحف مع شمس البارودي الممثلة المعروفة التي اعتزلت التمثيل وردا على سؤال عن سبب هدايتها قالت :
بسم الله الرحمن الرحيم . .
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. البداية كانت في نشأتي . . والنشأة لها كان والدي - بفضل الله - رجل متدين ، التدين البسيط العادي . . وكذلك كانت والدتي - رحمهما الله - كنت أصلي ولكن ليس بانتظام . . كانت بعض الفروض تفوتني ولم أكن أشعر بفداحة ترك فرض من فروض الصلاة . . وللأسف كانت مادة الدين في المدارس ليست أساسية وبالطبع لم يكن يرسب فيها أحـد ولم يكن الـدين علما أساسيا مثل باقي العلوم الأخرئ الدينوية . . وعندما حصلت على الثانوية العامة كانت رغبتي إما في دخول كلية الحقوق أو دراسة الفنون الجميلة، ولكن المجموع لم يؤهلني لأيهما . . فدخلت معهد الفنون المسرحية، ولم أكمل الدراسة فيه حيث مارست مهنة التمثيل.. وأشعر
الان كأنني دفعت إليها دفعا . . فلم تكن في يوم من الأيام حلم حياتي ولكن بريق الفن والفنانين والسينما والتليفزيون كان يغري أي فتاة في مثل سني - كان عمري انذاك 16 - 17 سنة - خاصة مع قلة الثقافة الدينية الجيدة . وأثناء عملي بالتمثيل كنت أشعر بشيء في داخلي يرفض العمل حتى أنني كنت أظل عامين أوثلاثة دون عمل حتى يقول البعض : إنني اعتزلت . . والحمد لله كانت أسرتي ميسورة الحال من الناحية المادية فلم أكن أعمل لحاجة مادية . . وكنت أنفق العائد من عملي على ملابسي ومكياجي وما إلى ذلك . . استمر الوضع حتى شعرت أني لا أجد نفسي في هذا العمل . . . وشعرت أن جمالي هو الشيء الـذي يستغل في عملي بالتمثيل . . وعندها بدأت أرفض الأدوار التي تعرض علي ، والتي كانت تركز دائما على جمالي الذي وهبني الله إياه وعند ذلك قل عملي جدا . . كان عملي بالتمثيل أشبه بالغيبوبة . . كنت أشعر أن هناك انفصاما بين شخصيتي الحقيقية والوضع الذي أنا فيه . . وكنت أجلس أفكر في أعمالي السينمائية التي راها الجمهور. . ولم أكن أشعر أنها تعبر عني ، وأنها أمر مصطنع ، كنت أحس أنني أخرج من جلدي . وبدأت أمثل مع زوجي الأستاذ حسن يوسف في أدوار أقرب لنفسي فحدثت لي نقلة طفيفة من أن يكون المضمون لشكلي فقط بل هناك جانب آخر. أثناء ذلك بدأت أواظب على أداء الصلوات بحيث لوتركت فرضا من الفروض أستغفر الله كثيرا بعد أن أصليه قضاء. . وكان ذلك يحزنني كثيرا . . كل ذلك ولم أكن ألتزم بالزي ا لاسلامي . وقبل أن أتزوج كنت أشتري ملابسي من أحدث بيوت الأزياء في مصر وبعد أن تزوجـت كان زوجـي يصحبني للسفـر خارج مصـر لشـراء المـلابس الصيفية والشتوية! ! . . أتذكر هذا الان بشيء من الحزن ، لأن مثل هذه الأمور التافهة كانت تشغلني . ثم بدأت أشتري ملابس أكثر حشمة، وإن أعجبني ثوب بكم قصير كنت أشتري معه "جاكيت " لستر الجزء الظاهر من الجسم . . كانت هذه رغبة داخلية عندي .
وبدأت أشعر برغبة في ارتداء الحجاب ولكن بعض المحيطين بي كانوا يقولون لي : إنك الان أفضل ! ! ! . . بدأت أقرأ في المصحف الشريف أكثر. . وحتى تلك الفترة لم أكن قد ختمت القرآن الكريم قراءة، كنت أختمه مع مجموعة من صديقات الدراسة . . ومن فضل الله أنني لم تكن لي صداقات في الوسط الفني ، بل كانت صداقاتي هي صداقات الطفولة ، كنت أجتمع وصديقاتي -حتى بعد أن تزوجت - في شهر رمضان الكريم في بيت واحدة منا نقرأ القران الكريم ونختمه وللأسف لم تكن منهن من تلتزم بالزي الشرعي . . في تلك الفترة كنت أعمل دائما مع زوجي سواء كان يمثل معي أو يخرج لي الأدوار التي كنت أمثلها . . وأنا أحكي هذا الان ليس باعتباره شيئا جميلا في نفسي ولكن أتحدث عن فترة زمنية عندما أتذكرها أتمنى لوتمحى من حياتي ولو عدت إلى الوراء لما تمنيت أبدا أن أكون من الوسط الفني ! ! كنت أتمنى أن أكون مسلمة ملتزمة لأن ذلك هو الحق والله - تعالى - يقول : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ،) . كنت عندما أذهب إلى المصيف أتأخر في نزول البحر إلى مابعد الغروب ومغادرة الجميع للمكان إلا من زوجي ، وأنا أقول هذا لأن هناك من تظن أن بينها وبين الالتزام هوة واسعة ولكن الأمر - بفضل الله - سهل وميسور فالله يقول في الحديث القدسي : ("ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة .) . . " . وكانت قراءتي في تلك الفترة لبرجسون وسارتر وفرويد وغيرهم من الفلسفات التي لاتقدم ولاتؤخر وكنت أدخل في مناقشات جدلية فلسفية وكانت عندي مكتبة وكانت
عندي رغبة قوية في أداء العمرة وكنت أقول في نفسي . إنني لا أستطيع أن أؤدي العمرة إلا إذا ارتديت الحجاب لأنه غير معقول أن أذهب لبيت الله دون أكـون ملتزمة بالزي الإسلامي. . لكن هناك من قلن لي : لا. . أبدا. . هذا ليس شرطا . . كان ذلك جهلا منهن بتعاليم الإسلام لأنهن لم يتغير فيهن شيء بعد أدائهن للعمرة. وذهب زوجي لأداء العمرة ولم أذهب معه لخوفي أن تتأخر ابنتي عن الدراسة في فترة غيابي . . ولانها أصيبت بنزلة شعبية وانتقلت العدوى إلى ابني ثم انتقلت إلي فصرنا نحن الثلاثة مرضى فنظرت إلى هذا الأمر فيها تدبر وكأنها عقاب على تأخري عن أداء العمرة. وفي العام التالي ذهبت لأداء العمرة وكان ذلك سنة 1982 م في شهر "فبراير" وكنت عائدة في "ديسمبر" من باريس وأنا أحمل أحدث الملابس من بيوت الأزياء . . كانت ملابس محتشمة . . ولكنها أحدث موديل . . وعندما ذهبت واشتريت ملابس العمرة البيضاء كانت أول مرة ألبس الثياب البيضاء دون أن أضع أي نوع من المساحيق على وجهي ورأيت نفسي أكثر جمالا. . ولأول مرة سافرت دون أن أصاب بالقلق على أولادي لبعدي عنهم وكانت سفرياتي تصيبني بالفزع والرعب خوفا عليهم. . وكنت آخذهم معي في الغالب . وذهبت لأداء العمرة مع وفد من هيئة قناة السويس . . وعندما وصلت إلى الحرم النبوي بدأت أقرأ في المصحف دون أن أفهم الآيات فهما كاملا لكن كان لدي إصرار على ختم القرآن في المـدينة ومكة. . وكانت بعض المرافقات لي يسألنني : هل ستتحجبين ؟ وكنت أقـول : لا أعرف . . كنت أعلق ذلك الأمر على زوجي . . هل سيوافق أم لا.. ولم أكن أعلم أنه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق . . وفي الحرم المكي وجدت العديد من الأخوات المسلمات اللائي كن يرتدين الخمار وكنت أفضل البقاء في الحرم لأقرأ القران الكريم وفي إحدئ المرات أثناء وجودي في الحرم بين العصر والمغرب التقيت بإحدئ الأخوات وهي مصرية تعيش
في الكويت اسمها "أروئ " قرأت علي أبياتا من الشعر الذي كتبته هي فبكيت ، لأنني استشعرت أنها مست شيئا في قلبي وكنت في تلك الفترة تراودني فكرة الحجاب كثيرا ولكن الـذي من حولي كانـوا يقولـون لي . انتظري حتى تسألي زوجك . . . لاتتعجلي . . أنت مازلت شابة.. . إلخ " ولكن كانت رغبتي دائما قي ارتداء الحجاب قالت الأخت "أروى" :
فليقـولـوا عـن حجـابـي لاوربـي لـن أبـالي قدحمـاني فيـه دينـي وحبـاني بالجـلال زينـتي دومـاحيـائي واحتشـامي هـو مالـي ألأنـي أتـولـى عن متـاع لـزوال لامـني النـاس كـأني أطـلب السـوءلحـالي كم لمحـت اللـوم منهـم في حـديـث أوسـؤال
وهي قصيدة طويلة أبكي كلما تذكـرتها . . . استشعرت أنها تتحدث بلسان حالي . . وأنها مست شغاف قلبي . وبعد ذلك ذهبت لأداء العمرة لأخت لي من أبي ، توفيت وكنت أحبها كثيرا - رحمها الله - وبعد أداء العمرة لم أنم تلك الليلة واستشعرت بضيق في صدري رهيب وكـأن جبال الدنيا تجثم فوق أنفاسي . . . وكأن خطايا البشر كلها تخنقني . . كل مباهج الدنيا التي كنت أتمتع بهاكأنها أوزارتكبلني. . وسألني والدي عن سبب أرقى فقلت له : أريد أن أذهب إلى الحـرم الان . . ولم يكن الوقت المعتاد لذهابنا إلى الحرم قدحان ولكن والدي -وكان مجندا نفسه لراحتي في رحلة العمرة-صحبني إلى الحـرم . . وعندما وصلنا أديت تحية المسجدوهي الطواف وفي أول شوط من الأشواط السبعة يسر الله لي الوصول إلى الحجر الاسود ولم يحضر على لساني غير دعاء واحد... لي ولزوجي وأولادي وأهلي وكـل من أعرف. . . دعوت بقوة! الإيمان . . . ودموعي تنهمر في صمت ودون انقطاع . . طول الأشواط السبعة لم أدع ! إلا بقوة الإيمان وطوال الأشواط السبعة أصل إلى الحجر الأسود وأقبله ، وعند مقام !
إبراهيم عليه السلام وقفت لأصلي ركعتين بعد الطواف وقرأت الفاتحة، كأني لم أقرأها طوال حياتي واستشعرت فيها معان اعتبرتها منة من الله ، فشعرت بعظمة فاتحة الكتاب . . وكنت أبكي وكياني يتزلزل . . . في الطواف استشعرت كأن ملائكة كثيرة حول الكعبة تنظر إلي . . استشعرت عظمة الله كما لم أستشعرها طوال حياتي . . ثم صليت ركعتين في الحجروحدث لي الشيء نفسه كل ذلك كان قبل . الفجر. . وجاءني والدي لأذهب إلى مكان النساء لصلاة الفجرعندها كنت قد تبدلت وأصبحت إنسـانـة أخرئ تماما. وسألني بعض النساء : هل ستتحجبين يا أخت شمس : بإذن الله . . . حتى نبرات صوتي قدتغيرت . . . تبدلت تماما. . هذا كل ماحـدث لي . . . وعدت ومن بعدها لم أخلع حجابي . . وأنا الان في السنة السادسة منذ ارتديته وأدعو الله أن يحسن خاتمتي وخاتمتنا جميعا أنا وزوجي وأهلي وأمة المسلمين جمعاء. .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي عفا الله عنه
توبة الممثلة نورا
جاءت إلى مكـة المكرمة لأداء العمرة والاستغفار بعد اعتزالها التمثيل منذ عدة أشهر. . كانت لا تفارق الحرم إلا لماما، ولا يبرح المصحف الشريف يدها، ولا تكف عن البكاء. . إنها الممثلة "نورا" سابقا ، وشاهيناز قدري حاليا وهو اسمها الحقيقي . . وجوابا على سؤال وجه إليها عن رحلتها مع التوبة قالت : "إنها لحظة كانت من أعظم لحظات حياتي . . عدت فيها من غربتي .. وولدت فيها من جديد حينما ذهبت مع صديقة لي لمقابلة عالم جليل ، وكان من المقرر أن يمتد اللقاء لمدة ساعة، ولكنه امتد لمدة ساعات سمعت فيها -مع غيري من
التائبون ما لم أسمعه من أقبل . . وارتعدت فرائصي واهتز كياني وأنا أسمع كلمات الشيخ عن الإسلام والمعصية والتوبة ، والطريق الخطأ والطريق الصواب . . فعدت مع صديقتي إلى منزلي وأنا ارتعش ، وأحسست بزلزال رهيب في أنحاء جسمي . . وفي اليوم الثاني -وعلى الفور- توجهت إلى مسجـد الدكتور مصطفى محمود حيث الداعية الكبيرة شمس الباردوي وهناء ثروت ، وجلست أقرأ القرآن وأتفقه في دين الله والسنة المطهرة، وداومت على ذلك بصفة مستمرة ودون انقطاع . وفي لحظة روحانية قررت وحسمت أمري بأن أكون مسلمة مؤمنة تائبة إلى ربها، وأن أقطع كل صلتي بالتمثيل . . وتخلصت - والحمد لله -من كل ارتباطاتي الفنية مع المخرجين والمنتجين وكل ما يتعلق بالفن ، بلارجعة.. فمن يعرف طريق الله لن يجد له بديلا. وأنا الآن - والحمد لله - أعيش من رزق حلال طيب ، أسال الله - عز وجل - أن يبارك فيه " . وحول الشبهة التي يثيرها البعض من أن توبة الفنانين نتيجة تهديد من جهات ما أجا بت . "أنا عن نفسي رجعت إلى الله وتبت وندمت خوفا منه - سبحانه - واقتناعا بما أفعل وليس خوفا من تهديد أحد مطلقا ولا يخفى علينا جميعا الحملة الشعواء لهذه الأقلام المغرضة التي تخشى الإسلام وقوته ". وسئلت : من واقع تجربتك الفنية هل تعتقدين أن الفن حرام ؟ فأجابت . "إن الفن - والله تعالى أعلم - بالنسبة للنساء حرام حرام لأن المرأة عورة ، وفن هذه الأيام فن مبتذل فيه إسفاف . . ولن يكون رسالة سامية مطلقا . . فهو بعيد كل البعد عن الإسلام " . هذا هو ملخص ما قالته الممثلة التائبة نورا بعد اعتزالها الفن والتمثيل . . وإني - بهذه المناسبة - أنصح كل فتاة تتخذ من هؤلاء "الفنانين " قدوة لها ، أو تفكر في الزج بنفسها في وسط تلك الأجواء العفنة؟ أن تقف طويلا وتمعن النظرفي أحوالهم وأقوال التائبين منهم وألا تغتر بما هم فيه من المظاهر الجوفاء وبريق الشهرة الخادع ، فما هو إلا كظل زائل او سراب كاذب سرعان ما يزول فتنكشف الحقيقة ... .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة الممثلة هالة فؤاد
"أرى أنني ارتكبت معصـية وخطأ كبيرا في حق ربي وديني ، وعلى هذا الأساس أتمنى أن يغفر الله لي ويسامحني " . هذا ماقالته الممثلة (سابقا) هالة فؤاد بعد توبتها واعتزالها الفن ، وارتدائها الحجاب ، وإعلانها التفرغ التام لرعاية زوجها وأولادها وبيتها ، تروي قصتها فتقول : "منذ صغري وبداخلي شعور قوي يدفعني إلى تعاليم الدين ، والتمسك بالقيم والأخلاق الحميدة ، وبالتحديد : عندما كنت في المرحلة الإعدادية . كنت لا أحب حياة الأضواء ، أو الظهور في المجتمعات الفنية ، وكانت سعادتي الكبرى أن أظل داخل منزلي ، ولكن النفس الأمارة بالسوء والنظر إلى الآخرين وتلك التبريرات الشيطانية كانت وراء اتجاهي لهذا الطريق.
هكذا يراد لأجيالنا المسلمة، أن تتجه للفن والتمثيل ، لتنصرف عما خلقت من أجله من عبادة الله وحده ، والجهاد في سبيله ، فمتى ننتبه لذلك . وشاء الله سبحانه وتعالى أن يبتليني بمصيبة أعادتني إلى فطرتي ، وتبين لي من خلالها الضلال من الهدى، في لحظة كنت فيها قاب قوسين أو أدنن من الموت ، وذلك أثناء عملية الولادة الأخيرة حيث سدت المشيمة عنق الرحم ، وكان الأطباء يستخدمون معي الطلق الصناعي قبل الولادة بثلاثة أيام ، وحدث نزيف شديد هدد حياتي بخطر كبير، فا جريت لي عملية قيصرية ، وبعد العملية ظللت أعاني من الآلام ، وفي السابع ، الذي كان من المفروض أن أغادر فيه المستشفى ، فوجئت بالم شديد في رجلي اليمنى ، وحدث ورم ضخم ، وتغيرلونها، وقال لي الأطباء : إنني أصبت بجلطة . وأنا في هذه الظروف ، شعرت بإحساس داخلي يقول لي : إن الله لن يرضى عنك ويشفيك إلا إذا اعتزلت التمثيل ، لأنك في داخلك مقتنعة أن هذا التمثيل حرام ، ولكنك تزينينه لنفسك ، والنفس أمارة بالسؤ، ثم إنك في النهاية متمسكة بشيء لن ينفعك . أزعجني هذا الشعور، لأني أحب التمثيل جدا ، وكنت أظن أني لا أستطيع الحياة بدونه ، وفي نفس الوقت ، خفت أن أتخذ خطوة الاعتزال ثم أتراجع عنها مرة أخرى، فيكون عذابي شديدا . المهم ، عدت إلى بيتي ، وبدأت أتماثل للشفاء ، والحمد لله ، رجلي اليمنى بدأ يطرأ عليها تحسن كبير، ثم فجاة وبدون إنذار انتقلت الآلام إلى رجلي اليسرى، وقد شعرت قبل ذلك بآلام في ظهري ، ونصحني الأطباء عمل علاج طبيعي ، لأن عضلاتي أصابها الارتخاء نتيجة لرقادي في السرير، وكانت دهشتي أن تنتقل الجلطة إلى القدم اليسرى بصورة أشد وأقوى من الجلطة الأولى . كتب لي الطبيب دواء، وكان قويا جدا ، وشعرت بالام شديدة جدا في جسمي ، واستخدم معي أيضا حقنا أخرى شديدة لعلاح هذه الجلطة في الشرايين ، ولم أشعر بتحسن ، وازدادت حالتي سوءا ، وهنا شعرت بهبوط حاد، وضاعت أنفاسي ، وشاهدت كل من حولي في صورة باهتة، وفجاة سمعت من يقول لي قولي : "لا إله إلا الله لأنك تلفظين أنفاسك الأخيرة الان ، فقلت : "أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله وتقول : نطقت الشهادة، وفي هذه اللحظة، تحدثت مع نفسي وقلت لها : سوف تنزلين القبر، وترحلين إلى الله والدار الأخرة، فكيف تقابلين الله وأنت لم تمتثلي لأوامره ، وقضيت حياتك بالتبرج ، والوقوف في مواقف الفتنة من خلال العمل بالتمثيل ؟ ماذا ستقولين عند الحساب ؟ هل ستقولين إن الشيطان قد هزمني . نعم ، لقد رأيت الموت فعلا، ولكن للأسف ، كلنا نتناسى لحظة الموت ، ولوتذكر كل إنسان تلك اللحظة فسوف يعمل ليوم الحساب ، يجب أن نتثقف دينيا حتى لانكون مسلمين بالوراثة ، ،يجب أن نتعمق في دراسة القرآن والسنة والفقه ، وللأسف فإننا نعاني من (أمية دينية)، ولابد من تكاتف كل الجهات لتثقيف المجتمع دينيا، ولن يتم ذلك من خلال تقديم برنامج واحد أو برنامجين . وباختصار، قمت بمحاكمة سريعة لنفسي في تلك اللحظات ، ثم شعرت فجاة باني أسترد أنفاسي ، وبدأت أرى كل من يقف حولي بوضوح تام . . أصبح وجه زوجي شديد الاحمرار، وبكى بشدة ، وأصبح والدي في حالة يرثى لها، أما والدتي فقد قامت في ركن الحجرة تصلي وتدعو الله . سالت الطبيب : ماذا حدث ؟! قال . "احمدي ربنا، لقد كتب لك عمر جديد" . بدأت أفكـر في هذه الحادثة التي حدثت لي وأذهلت الأطباء بالإضافة إلى من حولي . . فكـرت في الحياة كم هي قصيرة قصيرة، ولاتستحق منا كل هذا الاهتمام ، فقررت أن أرتدي الحجاب وأكون في خدمة بيتي وأولادي ، والتفرغ لتنشئتهم النشاة الصحيحة ، وهذه أعظم الرسالات " . وهكذا عادت هالة إلى ربها ، وأعلنت قرارها الأخير باعتزال مهنة التمثيل ، تلك المهنة المهينة التي تجعل من المرأة دمية رخيصة يتلاعب بها أصحاب الشهوات وعبيد الدنيا، إلا أن هذا القرار لم يرق لكثير من أولئك التجار (تجار الجنس ) فاتهموها بالجنون ، وأنها إنما تركت التمثيل بسبب المرض وعجزها عن المواصلة، فترد على هؤلاء وتقول : "إن هناك في "عالم الفن " من هم أكثرمني (نجومية)إ! وشهرة، وقد تعرضوا لتجارب أقسى كثيرا مما تعرضت له ، ولكنهم لم يتخذوا نفس القرار". ثم تضيف : "والغـريب أن (الـوسط الفني ) قد انقسم أمام قراري هذا إلى قسمين : فالبعض قدم لي التهنئة ، والبعض الاخر اتهموني بالجنون ، فإذا كان الامتثال لأوامر الله جنونا ، فلا أملك إلا أن أدعو لهم جميعا بالجنون الذي أنا فيه " . وفي معرض حديثها عن حالها قبل التوبة ، وموقفها من زميلاتها اللاتي سبقنها إلى التوبة والالتزام تقول : "لقد كنت أشعر بمودة لكل الزميلات اللاتي اتخذن مثل هذا القرار، كهناء ثروت ، وميرفت الجندي . . وكنت أدعو الله أن يشرح صدري لما يحب ، وأن يغلقه عما لايحب ، وقد استجاب الله دعائي وشرح صدري لما يحب " . وفي ختام حديثها تقول : "هالة فؤاد الممثلة توفيت إلى غير رجعة، وهالة فؤاد الموجودة حاليا لاعلاقة لها بالإنسانة التي رحلت عن دنيانا" . هذه هي قصة الممثلة هالة فؤاد مع الهداية كـما ترويها بنفسها ، ونحن بانتظار المزيد من العائدين إلى الله من (الفنانين ) وغيرهم ، اللاحقين بركب الإيمان فبل فوات الأوان ، فمن العائد الجديد ياترى؟؟ .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة الممثلة هناء ثروت
هناء ثروت ممثلة مشهورة، عاشت في "العفن الفني " فترة من الزمان ، ولكنها عرفت الطريق بعد ذلك فلزمته ، فأصبحت تبكي على ماضيها المؤلم. *
تروي قصتها فتقول : أنهيت أعمالي المنزلية عصر ذاك اليوم ، وبعد أن اطماننت على أولادي ، وقد بدأوا في استذكار دروسهم ، جلست في الصالة، وهممت بمتابعة مجلة إسلامية حبيبة إلى نفسي ، ولكن شيئا ماشد انتباهي ،
أرهفت سمعي لصوت ينبعث من إحدئ الغرف . وبالذات من حجرة ابنتي الكبرى ، الصوت يعلو تارة ويغيب تارة أخرى . نهضت بتعجـل لأستبين الأمر،
ثم عدت إلى مكاني عندما رأيت صغيرتي ممسكة بيدها مجلدا أنيقا تدور به الغرفة فرحا، وهي تلحن ماتقرأ، لقد أهدتها إدارة المدرسة ديوان (أحمد شوقي ) ، لتفوقها في دراستها، وفي لهجة طفولية مرحة كانت تردد :
خدعوها بقولـهم حسنـاء والغـواني يغرهن الثنـاء لا أدري لماذا أخذت ابنتي في تكرار هذا البيت ، لعله أعجبها . . وأخذت أردده معها،
وقد انفجرت مدامعي تاثرا وانفعالا، أناملي الراعشة تضغط بالمنديل الورقي على الكرات الدمعية المتهطلة كي لاتفسد صفحات اعتدت تدوين خواطري وذكرياتي في ثناياها، وصوت ابنتي لايزال يردد بيت شوقي : "خدعوها"؟!
نعم ، لقد مورست علي عمليات خداع ، نصبتها أكثر من جهة . تعود جذور الماساة إلى سنوات كنت فيه الطفلة البريئة لأبوين مسلمين ، كان من المفروض عليهما استشعار المسئولية تجاه وديعة الله لديهما - التي هي أنا
ولكن بتعهدي بالتربية وحسن التوجيه وسلامة التنشئة، لأغدو حق مسلمة كما المطلوب ، ولكن أسال الله
أن يعفو عنهما . كانا منصرفين ، كل واحد منهما لعمله ، فابي - بطبيعة الحال - دائما خارج البيت في كدح متواصل تاركا عبء الأسرة لأمي التي كانت بدورها موزعة الاهتمامات مابين عملها الوظيفي خارج المنزل وداخله ، إلى جانب تلبية احتياجاتها الشخصية والخاصة، وبالطبع لم أجد الرعاية والاعتناء اللازمين حتى تلقفني دور الحضانة، ولما أبلغ الثالثة من عمري . كنت أعيش في قلق وتوتر وخوف من كل شيء ، فانعكس ذلك على تصرفاتي الفوضوية الثائرة في المرحلة الابتدائية في محاولة لجذب الانتباه إلى شخصي المهمل (أسريا) ، بيد أن شيئا ما أخذ يلفت الأنظار إلي بشكل متزايد . أجل ، فقد حباني الله جمالا، ورشاقة ، وحنجرة غريدة، جعلت معلمة الموسيقى تلازمني بصفة شبـه دائمـة ، تستعيدني الأدوار الغنائية - الراقصة منها والاستعراضية -
التي أشاهدها في التلفاز، حتى غدوت أفضل من تقوم بها في الحفلات المدرسية، ولا أزل أحتفظ في ذاكرتي
باحداث يوم كرمت فيه لتفوقي في الغناء والرقص والتمثيل على مستوى المدارس الابتدائية في بلدي ،
احتضنتني (الأم ليليان )، مديرة مدرستي ذات الهوية الأجنبية، وغمرتني بقبلاتها قائلة لزميلة لها لقد نجحنا في مهمتنا، إنها - وأشارت إلي - من نتاجنا، وسنعرف كيف نحافظ عليها لتكمل رسالتنا!. لقد صور لي خيالي الساذج انذاك أني سأبقى
دائما مع تلك المعلمة وهذه المديرة، وأسعدني أن أجـد بعضا من حنان افتقدته ، وإن كنت قد لاحضت أن عطفهما من نوع غريب ، تكشفت لي أبعاده ومراميه بعدئذ، وأفقت على حقيقة هذا الاهتمام المستورد ! !
يقول الله: إيا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ). أ آل عمران ، الآية : صراحة ، لا أستطيع نكران مدى غبطتي في تلك السنين الفائتة ، وأنا أدرج من مرحلة لأخرئ ،
خاصة بعد أن تبناني أحد مخرجي الأفلام السينمائية كفنانة! ! دائمة وسط اهتمام إعلامي كبير بي ! كما أخذت أمي تفخر بابنتها الموهوبة! ! أمام معارفها، وصويحباتها،
وتكاد تتقافز سرورا وهي تتملى صوري على شاشة التلفاز، جليسها الدائم . كانت تمتلكني نشؤ مسكرة، وأنا أرفل في الأزياء الفاخرة والمجوهرات النفيسة والسيارات الفارهة ، كانت تطربني المقابلات ، والتعليقات الصحفية ، ورؤية صوري الملونة ،
وهي تحتل أغلفة المجلات ، وواجهات المحلات ، حتى وصل بي الأمر إلى أن تعاقد معي متعهدوا
الإعلانات والدعايات ، لاستخدام اسمي - اسمي فقط - لترويج مستحضراتهم وبضائعهم ! كانت حياتي موضع الإعجاب والتقليد في أوساط المراهقات ، وغير المراهقات على السواء، وبالمقابل كان تالقي هذا موطن الحسد والغيرة التي شب أوارها في نفوس زميلات المهنة -
إن صح التعبير- وبصورة أكثر عند من وصل بهن قطار العمر إلى محطات الترهل ، والانطفاء، وقد أخفقت عمليات التجميل في إعادة نضارة شبابهن ، فانصرفن إلى تعاطي المخدرات ، ولم يتبق من دنياهن سوى التشبث بهذه الأجواء العفنة وقد لفظن كبقايا هياكل ميتة في طريقها إلى الزوال . قد تتساءل صغيرتي : وهل كنت سعيدة حقا يا أمي ؟! ! ابنتي الحبيبة لاتدري باني كنت قطعة من الشقاء والألم ' فقد عرفت وعشت كل مايحمل قاموس البؤس والمعاناة من معان وأحداث ! إنسانة واحدة عايشت أحزاني ، وترفقت بعذاباتي في رحلة الشقاء (المبهرجة) ، وعلى الرغم من أنها شقيقة والدتي إلا أنها تخلفت عنها في كل شيء . ويكفيها أنها امرأة فاضلة ، وزوجة مؤمنة ، وأم صالحة . كنت ألجا إليها بين الحين والآخر، أتزود من نصائحها وأخضع لتحذيراتها،
وأرتضي وسائلها لتقويم اعوجاجي ، وهي تحاول فتح مغاليق قلبي ومسارب روحي
ولكن - والحق يقال - كان شيطاني يتغلب على الجانب الطيب الضئيل في نفسي لقلة إيماني ، وضعف إرادتي ، وتعلقي بالمظاهر، وعلى الرغم من هذا لم يكن
بالمستطاع إسكات الصوت الفطري الصاهل ، المنبعث في صحراء قلبي المغرور ، وقـد أصبحت دمية يلهو بها أصحاب المدارس الفكرية - على اختلاف انتماء اتها العقائدية - لترويج أغراضهم ومراميهم عن طريق أمثالي من المخدوعين والمخدوعات ، واستبدالنا بمن هم أكثر إخلاصا ، أو إذا شئت (عمالة)، في هذا الوسط الخطر
والمسئول عن الكثير من توجهات الناس الفكرية . وجدت نفسي شيئا فشيئا أسقط في عزلة نفسية قائظة، زاد عليها نفوري من جواء الوسط الفني ، -كما يدعى
معرضة عن جلساته ، وسهراته الصاخبة التي يرتكب فيها الكثير من التفاهات والحماقات باسم الفن أو الزمالة! ! * لم يحدث أن أبطلت التعامل مع عقلي في ساعات خلوتي لنفسي ، وأنا أحاول تحديد الجهة المسئولة عن ضياعي وشقائي ، هي التربية الأسرية الخاطئة؟
أم التوجيه المدرسي المنحرف ؟ أم هي جناية وسائل الإعلام ؟ أم كل ذلك معا ! ! * لقد توصلت أيامها - إلى تصميم وعزم يقتضي تجنيب أولادي - مستقبلا-
ما ألقاه من تعاسة مهما كان الثمن غاليا، إذ يكفي المجتمع ألتي
قدمت ضحية على مذبح الإهمال والتآمر والشهوات ، أو كما تقول خالتي : على
دين الشيطان . وفجاة، التقينا على غير ميعاد . كان مثلي ، دفعته نزوات الشباب - كما علمت بعدئذ - إلى هذا الوسط ليصبح نجما - وعذرا فهذه اصطلاحاتنا آنذاك -
ومع ذلك كان يفضل تادية الأدوار الجادة - ولو كانت ثانوية - نافرا من التعامل مع الأدوار النسائية . ومرة احتفلت الأوساط الفنية والإعلامية بزيارة أحد مشاهير "هوليوود" لها، واضررت يومها لتقديم الكثير من المجاملات التي تحتمها مناسبة كهذه ! ! ، وانتهزت فرصـة تبادل الأدوار وتسللت إلى مكان هاديء لالتقاط أنفاسي ،
لمحته جالسا في مكان قريب مني ، شجعني صمته الشارد أن أقتحم عليه عزلته . سالته - بدون مقدمات - عن رأيه في المرأة لأعرف كيف أبدأ حديثي معه. أجابني باقتضاب أن الرجل رجل ، والمرأة امرأة ، ولكل مكانه الخاص ،
وفق طبيعته التي خلق عليها. استرسلت في التحـادث معه ، وقد أدهشني وجـود إنسان عاقل في هذا الوسط
. . . فهمت من كلامه أنه سيضحي - غير اسف - بالثراء والشهرة المتحصلين له من التمثيل ، وسيبحث عن عمل شريف نافع ، يستعيد فيه رجولته وكرامته . لحظتها قفزإلى خاطري سؤال عرفت الحياء الحقيقي وأنا أطرحه عليه .
لم يشأ أن يحرجني يومها، ولكن مما وعيت من حديثه قوله : "إذا تزوجت فستكون زوجتي أما وزوجا بكل معنى الكلمة ، فاهمة مسئولياتها وواجباتها ،
وستكون لنا رسالة نؤديها نحو أولادنا لينشؤوا على الفضيلة والاستقامة ، كما أمر الله، بعيدا عن المزالق والمنعطفات ، وقد عرفت مرارة السقوط وخبرت تعاريج الطريق
. وقال كلاما أكثر من ذلك : أيقظ في الصوت الفطري الرائق ، يدعوني إلى معراج طاهر من قحط القاع الزائف إلى نور الحق الخصيب. وأحسست أني أمام رجـل يصلح لأن يكـون أبا لأولادي ، على خلاف الكثير ممن التقيت ،
ورفضت الاقتران بهم . وبعد فترة، شاء الله وتزوجنا. وكالعادة كان زواجنا قصة الموسم في أجهزة الإعلام المتعددة،
حيث تتعيش دائما على مثل هذه الأخبار. * ولكن المفاجاة التي أذهلت الجميع كانت بإعلاننا - بعد زيارتنا للأراضي المقدسة - تطليق حياة الفراغ والضياع والسوء،
وأني سالتزم بالحجاب ، وسائر السلوكيات الإسلامية المطلوبة إلى جانب تكريس اهتمامي لمملكتي الطاهرة -
بيتي المؤمن - لرعاية زوجي وأولادي طبقا لتعاليم الله ورسوله
أما زوجي فقد أكرمه الله بحسن التفقه في دينه ، وتعليم الناس في المسجد. * أولادي الأحباء لم يعرفوا أن أباهم في عمامته ، أمهم في جلبابها، كانا ضالين فهداهما الله، وأذاقهما حلاوة التوبة والإيمان . خالتي المؤمنة ذرفت دموعها فرحة،
وهي ترى ثمرة اهتمامها بي في الأيام الخوالي ، ولاتزال الآن تحتضنني كما لو كنت صغيرة ، وتسال الله
لي الصبر والثبات أمام حملات التشهير والنكاية التي استهدفت إغاظتي بعرض أفلامي السافرة التي اقترفتها أيام جاهليتي ، علي أن أعاود الارتكاس في
ذاك الحمأ اللاهب وقد نجاني الله منه . ومن المضحك أن أحد المنتجين ، عرض على زوجي أن أقوم بتمثيل أفلام ،
وغناء أشعار، يلصقون بها مسمى (دينية)! ! ! ولا يعلم هؤلاء المساكين أن إسلامي يربأ بي عن مزاولة مايخدش كرامتي أو ينافي عقيدقي .
نعم ، لقد كانت هجرتي لله ، وإلى الله ، وعندما تكبر براعمي المؤمنة، سيدركون إن شاء الله
لم وكيف كنت ؟! وتندفع صغيرتي إلى حجري بعد الاستئذان ، وأراها تضع بين يدي الديوان ، تسالني بلهجة الواثق من نفسه أن أتابع ماحفظت من قصيد، وقبل أن أثبت بصري على الصفحة المطلوبة، اندفعت في تسميعها خدعوهابقولهم حسناء والغـواني يغرهن الثناء
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة امرأة بارعة الجمال
أرادت أن تفتن الربيع ابن خثيم
عن سعدان ، قال : أمر قوم امرأة ذات جمال بارع أن تتعرض للربيع بن خثيم لعلها تفتنه، وجعلوا لها، إن فعلت ذلك ، ألف درهم ، فلبست أحسن ماقدرت عليه من الثياب ،
وتطيبت بأطيب ماقدرت عليه ، ثم تعرضت له حين خرج من مسجد. فنظر إليها، فراعه أمرها . فأقبلت عليه وهي سافرة، فقال لها الربيع : كيف بك لو قد نزلت الحمى بجسمك فغيرت
ما أرئ من لونك وبهجتك ؟ أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت فقطع منك حبل الوتين ؟ أم كيف بك لوسالك منكر ونكير؟ فصرخت صرخة فسقطت مغشياعليها ، فوالله لقد أفاقت ، وبلغت من عبادة ربها ما أنها كانت يوم ماتت كانها جذع محترق .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة دينار العيار
عن المعاصي على يد والدته
روي أن رجلأ يعرف بدينار العيا ركانت له والدة تعظه ولايتعظ ، فمر في بعض الأيام بمقبرة كثيرة العظام ، فاخذ منها عظما نخرا فانفت في يده ، ففكر في نفسه ، وقال لنفسه : ويحك ! كأني بك غدا قد صارعظمك هكذا رفاتا والجسم ترابا، وأنا اليوم أقدم على المعاصي ، فندم وعزم على التوبة، ورفع رأسه إلى السماء وقال : إلهي! إليك ألقيت مقاليد أمري ، فاقبلني وارحمني . ثم مضى نحو أمه متغير اللون ، فقال : يا أماه ! مايصنع بالعبد الآبق إذا أخذه سيده ؟ فقالت . يخشن ملبسه ومطعمه ويغل
يده وقدمه . فقال : أريد جبة من صوف وأقراصا من شعير، وتفعلين بي كما يفعل بالابق ، لعل مولاي يرئ ذلي فيرحمني ، ففعلت ماطلب . فكان إذا جنه الليل أخذ في البكاء والعويل ، ويقول لنفسه : ويحك يادينار! ألك قوة على النار؟ كيف تعرضت لغضب الجبار؟ وكذلك إلى الصباح ، فقالت له أمه في بعض الليالي : ارفق بنفسك ، فقال . دعيني أتعب قليلا لعلي أستريح طويلا يا أمي ! إن لي موقفا طويلا بين يدي رب جليل ، ولا أدري أيؤمر بي إلى الظل الظليل ، أو إلى شر مقيل ! إني
أخاف عناء لا راحـة بعده ، وتوبيخا لا عفو معه ، قالت : فاسترح قليلا، فقال : الراحة أطلب ؟ أتضمنين لي الخلاص ؟ قالت : فمن يضمنه لي ؟ قال : فدعيني وما أنا عليه ! كأنك يا أماه غدا بالخلائق يساقون إلى الجنة وأنا أساق إلى النار! فمرت به في بعض الليالي في قرأءته ( فوربك لنسألنهم أجمعين ، عما كانوا يعملون ). سورة الحجر، الايتان . ففكر فيها، وبكى وجعل يضطرب كالحية حتى خرمغشيا عليه ، فجاءت أمه إليه ونادته ، فلم يجبها، فقالت : قرة عيني ! أين الملتقى؟ فقال بصوت ضعيف : إن لم تجدييني
في عرصة القيامة فاسألي مالكاعني ( مالكا خازن النار )
.ثم شهق شهقة مات فيها. فجهزته وغسلته ، وخرجت تنادي : أيها الناس ! هلموا إلى الصلاة على قتيل النار! فجاء الناس فلم ير أكثر جمعا ولا أغزر دمعا من ذلك اليوم.
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة رجل عاصى على يد ابنته الصغيرة
كان يقطن مدينة الرياض . . يعيش في ضياع ولا يعرف الله إلا قليلا. منذ سنوات لم يدخل -المسجد، ولم يسجد لله سجدة واحدة. . ويشاء الله -عزوجل - ان تكون توبتة على يد ابنته الصغيرة. يروي القصة فيقول : كنت أسهرحتى الفجرمع رفقاء السوء في لهوولعب وضياع تاركا زوجتي المسكينة وهي تعاني من الوحدة والضيق ، والألم ما الله به عليم ، لقد عجزت عني تلك الزوجة الصالحة الوفية ، فهي لم تدخر وسعا في نصحي وإرشادي ولكن دون جدوى . . وفي إحدى الليالي ، جئت من إحدى سهراتي العابثة ، وكانت الساعة تشيرإلى الثالثة صباحا، فوجدت زوجتي وابنتي الصغيرة وهما تغطان في سبات عميق ، فاتجهت إلى الغرفة المجاورة لأكمل ما تبقى من ساعات الليل في مشاهدة بعض الأفلام الساقطة من خلال جهاز الفيديو. . تلك الساعات ، والتي ينزل فيها ربنا - عز وجل -، فيقول : "هل من داع فأستجيب له ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من سائل فاعطيه سؤله ؟ . . ". وفجأة . . فتح باب الغرفة، فإذا هي ابنتي الصغيرة التي لم تتجاوز الخامسة .
نظرت إلي نظرة تعجب واحتقار، وبادرتني قائلة : "يا بابا، عيب عليك ، اتق الله . . .)) قالتها ثلاث مرات ، ثم أغلقت الباب وذهبت . . أصابني ذهول شديد ، فأغلقت جهاز الفيديو، وجلست حائرا وكلماتها لاتزال تتردد في مسامعي وتكاد تقتلني . . فخرجت في إثرها فوجدتها قد عادت إلى فراشها . . أصبحت كالمجنون ، لا أدري ما الذي أصابني في ذلك الوقت ، وما هي إلا لحظات حتى انطلق صوت المؤذن من المسجد القريب ليمزق سكون الليل الرهيب ، مناديا لصلاة الفجر. توضات ، وذهبت إلى المسجد، ولم تكن لدي رغبة شديدة في الصلاة، وإنما الذي كان يشغلني ويقلق بالي ، كلمات ابنتي الصغيرة. وأقيمت الصلاة . . وكبر الإمام ، وقرأ ما تيسر له من القرآن ، وما إن سجد وسجدت خلفه ووضعت جبهتي على الأرض حتى انفجرت ببكاء شديد لا أعلم له سببا، فهذه أول سجدة أسجدها لله - عز وجل - منذ سبع سنين . كان ذلك البكاء فاتحة خيرلي ، لقد خرج مع ذلك البكاء كل ما في قلبي من كفر ونفاق وفساد، وأحسست بأن الإيمان بدأ يسري بداخلي . . وبعد الصلاة جلست في المسجد قليلا ثم رجعت إلى بيتي فلم أذق طعم النوم حتى ذهبت إلى العمل ، فلما دخلت على صاحبي استغرب حضوري مبكرا فقد كنت لا أحضر إلا في ساعة متأخرة بسبب السهر طوال ساعات الليل ، ولما سالني عن السبب ، أخبرته بما حدث لي البارحة . . فقال : , إحمد الله أن سخر لك هذه البنت الصغيرة التي أيقظتك من غفلتك ، ولم تأتك منيتك وأنت على تلك الحال . ولما حان وقت صلاة الظهر، كنت مرهقا حيث لم أنم منذ وقت طويل ، فطلبت من صاحبي أن "يستلم " عملي ، وعدت إلى بيتي لأنال قسطا من الراحة ، وأنا في شوق لرؤية ابنتي الصغيرة التي كانت سببا في هدايتي ورجوعي إلى الله . دخلت البيت ، فاستقبلتني زوجتي وهي تبكي . . فقلت لها: ما لك يا امرأة؟! فجاء جوابها كالصاعقة : لقد ماتت ابنتك . لم أتمالك نفسي من هول الصدمة، وانفجرت بالبكاء . . وبعد أن هدأت نفسي ، تذكرت أن ما حدث لي ما هوإلا ابتلاء من الله - عز وجل - ليختبرإيماني ، فحمدت الله -عز وجل - ورفعت سماعة الهاتف ، واتصلت بصاحبي ، وطلبت منه الحضور لمسا عدتي . حضر صاحبي ، وأخذ الطفلة وغسلها وكفنها، وصلينا عليها، ثم ذهبنا بها إلى المقبرة، فقال لي صاحبي . لا يليق أن يدخلها في القبرغيرك . . فحملتها والدموع تملأ عيني ، ووضتها في اللحد . . أنا أدفن ابنتي ، وإنما دفنت النور الذي أضاء لي الطريق في هذه الحياة، فأسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يجعلها سترا لي من النار، وأن يجزي زوجتي المؤمنة الصابرة خير الجزاء ..
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة رجل عن الشراب
والعود بسماع ايات من القرآن
عن أبي هاشم المذكر، قال . أردت البصرة، فجئت إلى سفينة أكتريها، وفيها رجل معه جارية، فقال الرجل . ليس هاهنا موضع . فسألته الجارية أن يحملني فحملني . فلما سرنا دعا الرجل بالغداء فوضع ، فقال : أنزلوا ذلك المسكين ليتغذى فانزلت على أني مسكين ، فلما تغدينا، قال : ياجارية! هاتي شرابك . فشرب وأمرها أن تسقيني ، فقلت : رحمك الله إن للضيف حقا، فتركني ! فلما دب فيه النبيذ، قال : ياجارية! هاتي العود وهاتي ماعندك . فاخذت العود وغنت تقول :
وكنا كغصني بانة ليس واحد يزول على الخلآن عن رأي واحد تبدل بي خلا فخاللت غيره وخليته لما أراد تباعدي
فلو أن كفي لم تردني أبنتها ولم يصطحبهابعدذلك ساعدي
ألا قبح الرحمن كل مماذق يكون أخا في الخفض لا في الشدائد
ثم التفت إلي فقال : أتحسن مثل هذا؟ فقلت : أحسن خيرا منه . فقرأت (إذا الشمس كورت، وإذا النجوم انكدرت ، وإذا الجبال سيرت ) سورة التكـوير، الايات : ا -3أ. فجعـل الشيخ يبكي ! فلمـا انتهيت إلى قولـه . وإذا الصحف نشرت ) 0 سورة التكوير، الأية : . ا،. قال الشيخ : ياجارية! اذهبي ! فانت حرة لوجه الله تعالى، وألقى مامعه من الشراب في الماء وكسر العود. ثم دنا إلي فاعتنقني وقال : يا أخي ! أترئ الله يقبل توبتي ؟ فقلت : إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " (سورة البقرة، الأية :
قال : فواخيته بعد ذلك أربعين سنة حتى مات قبلي. فرأيته في المنام ، فقلت له : إلى ما صرت ؟ قال : إلى الجنة . قلت : بم صرت إلى الجنة؟ قال : بقراءتك علي : معه وإذا الصحف نشرت (سررة التكوير، الآية : 110.
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة رجل عن حب مغنية شغلته عن الله
قال علي بن الحسين : كان لنا جار من المتعبدين قد برزفي الاجتهاد، فصلى حتى تورمت قدماه وبكى حتى مرضت عيناه ، فاجتمع إليه أهله وجيرانه فسالوه أن يتزوج ، فاشترئ جارية وكانت تغني وهو لايعلم ، فبينا هوذات يوم في محرابه يصلي ، رفعت الجارية صوتها بالغناء، فطار لبه ، فرام ماكان عليه من العبادة فلم يطق ، فأقبلت الجارية عليه ، فقالت . يامولاي ! لقد أبليت شبابك ورفضت لذات الدنيا أيام حياتك ! فلوتمتعت بي ! فمال إلى قولها واشتغل بالذات عقا كان فيه من التعبد، فبلغ ذلك أخا له كان يوافقه على العبادة؟ فكتب إليه : بسم الله
الرحمن الرحيم ، من الناصح الشفيق ، والطبيب الرفيق ، إلى من سلب حلاوة الذكر، والتلذذ بالقرآن ، والخشوع والأحزان ! بلغني أنك اشتريت جارية بعت بها من الآخرة حظك ! فإن كنت بعت الجزيل بالقليل والقرآن بالقيان ، فإني محذرك هادم اللذات ومنغص الشهوات وموتم الأولاد؟ فكأنه قد جاء على غرة فابكم منه اللسان ، وهدم منك الأركان ، وقرب منك الأكفان ، واحتوشك الأهل والجيران ! وأحذرك من الصيحة إذا جثت الأمم لهول ملك جبار فاحذر يا أخي مايحل بك من ملك غضبان . ثم طوى الكتاب وأنفذه إليه . فوافاه الكتاب وهو في مجلس سروره ، فغص بريقه ، وأذهله ذلك ، فنهض مبادرا من مجلس سروره وكسرآنيته وهجر جاريته ، وآلى أن لايطعم الطعام ولاتوسد المنام . قال الذي وعظه . فلما مات رأيته في المنام بعد ثلاث ، فقلت . مافعل الله
بك ؟ قال :
قدمنا على رب كريم أباحنا الجنة، وقال :
الله عوضـنـي ذو العرش جاريـة حوراء تسـقيني طورا وتهنيني تقول لي اشرب بما قد سنت تاملني وقـر عينـا مع الـولـدان والعين يامن تخلى عن الـدنيا وأزعجـه عن الخطايا وعيد في الطواسين .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة رجل في بانكوك
"بانكوك " بلد الضيا ع والفساد . . بلد العربدة والفجور بلد المخدرات والهلاك إنه رمز لذلك كله . مئات الشباب . . بل والشيوخ يذهبون إلى بانكوك يبحثون عن المتعة الحرام فيعودون وقد خسروا . . خسروا دينهم ودنياهم . . خسروا الراحة والحياة السعيدة . . وبعضهم يعود وقد خسر الدنيا والآخرة يعود جنازة قد فارق الحياة ويالها من خاتمة بئيسة! ! وفيما يلي قصة لرجل قد بدأ الشيب يشتعل في رأسه ذهب إلى هناك تاركا زوجته وأولاده ولكنه استيقظ في النهاية يروي قصته فيقول : لم أخجل من الشيب الذي زحف إلى رأسي .. لم أرحم مستقبل ابنتي الكبرى التي تنتظر من يطرق الباب طالبا يدها للزواج. . لم أعبأ بالضحكات الطفولية لابنتي الصغرئ التي كانت تضفي السعادة والبهجة على البيت . . لم ألتفت إلى ولدي ذي الخمسة عشر ربيعا والذي أرى فيه أيام صباي وطموحات شبابي وأحلام مستقبلي . . وفوق كل هذا وذاك لم أهتم بنظرات زوجتي . . شريكة الحلو والمروهي تكاد تسألني إلى أين ذلك الرحيل المفاجيء . شيء واحد كان في خاطري وأنا أجمع حقيبة الضيا ع لأرحل . . قفز هذا الشيء فجاة ليصبح هو الحلم والأمل . . ليصبح هو الخاطر الوحيد . . وميزان الاختيارات. ما أقسى أن يختار المرء تحت تأثير الرغبة . . وما أفظع أن يسلك طريقا لا هدف له فيه سوى تلبية نداء الشيطان في نفسه وهكذا أنا . . كأنه لم تكفني ماتمنحه زوجتي إياي . . تلك المرأة الطيبة التي باعت زهرة عمرها لتشتري فقري . . وضحت كثيرا لتشبع غروري الكاذب . . كانت تمر عليها أيام وهي تقتصر على وجبة واحدة في الاكل لأن مرتبي المتواضع من وظيفتي البسيطة لم يكن يصمد أمام متطلبات الحياة. صبرت المسكينة . . وقاست كثيرا حتى وقفت على قدمي . . كنت أصعد على أشلاء تضحياتها . . نسيت أنها امرأة جميلة صغيرة . . يتمناها عشرات ا! واختارتني لتبني مني رجلا ذا دنيا واسعة في عالم الأعمال يسانده النجاح في كل خطوة من خطواته . وفي الوقت الذي قررت فيه أن ترتاح لتجني ثمرات كفاحها معي أطير كأن عقلي تضخم من أموالي . وكأنني أعيش طيش المراهقة التي لم اعشها في مرحلتها الحقيقية . بدأت يومي الأول في بانكـوك. . وجـه زوجتي يصفح خيالي كلما هممت بالسقوط هل هي صيحات داخلية من ضمير يرفض أن ينام . . أم هوعجز الكهولة - الذي شل حركتي . إنك لاتستطيع شيئا. . اعرض نفسك على الطبيب " عبارة صفعتني بها اول عثرة فنهضت وقد أعمى الشيطان البصيرة ولم يعد همي سوى رد الصفعة توالت السقطات وتوالى الضياع . . كنت أخـرج كل يوم لأشتري الهلاك وأبيع الصحة ومستقبل الأولاد وسلامة الأسرة . . ظننت أنني الرابح والحقيقة أنني الخاسر الذي فقد روحه وضميره وعاش بسلوك البهائم يغشى مواطن الزلل. ! أخـذت أتجـرع ساعات الهلاك في بانكوك كأنني أتجرع السم المر أشرب كأس الموت . . كلما زلت القدم بعثرات الفساد . . لم تعد في ذمتي يسمع عقلي حكمة. عشت غيبوبة السوء يزينها لي مناخ يحمل كل أمراض الخطيئة. . مرت 8 أيام أصبحت خلالها من مشاهير رواد مواطن السوء . . يشار إلي بالبنان . . فانارجل الأعمال "الوسيم " الذي يدفع أكثر لينال الأجمل ! ! أحيانا كان همي الوحيد منافسة الشباب القادمين إلى بانكوك في الوجاهة و في العربدة . . في القوة . . أعرفهم جيدا لا يملكون جزءا يسيرا مما أملكه لكنهم كانوا يلبسـون "أشيك " مما ألبسه لذا كنت أقتنص فورا الفريسة التي تقع عليها أعينهم . . وعندها أشعر أنني انتصرت في معركة حربية وفي النهاية سقطت سقطة حولتني إلى بهيمة . . فقدت فيها إنسانيتي ولم أعد أستحق أبوتي . . فكانت الصفعة التي أعادت إلي الوعي . . قولوا عني ماتشاءون . . اصفعوني . . ابصقوا في وجهي . . ليتكم كنتم معي في تلك السـاعـة لتفعلوا كل هذا. . أي رعب عشتـه في تلك اللحظات وأي موت تجرعته . أقسم لكم أنني وضعت الحذاء في فمي لأن هذا أقل عقاب أستحقه . . رأيت - فجأة - وجه زوجتي يقفز إلى خيالي . . كانت تبتسم ابتسامة حزينة. . وتهز رأسها أسفا على ضياعي . . رأيت وجه ابنتي الكبرى التي بلغت سن الزواج تلومني وهي تقول : ما الذي جعلك تفعل كل هذا فينا وفي نفسك ؟! ورأيت - لأول مرة- صحوة ضميري ولكنها صحوة متأخرة . . جمعت حقيبة الضياع التي رحلمت بها من بلدي . . قذفتها بعيدا . . وعدت مذبوحا من الوريد إلى الوريد . ها أنذا أبدأ أول محاولاتي للنظر في وجه زوجتي . . أدعو الله أن يتوب علي . . وأن يلهم قلبها نسيان مافعلته في حقها وحق أولادنا. ولكن حتى الان لم أسامح نفسي . . ليتكم تأتون إلي وتصفعوني بأحذيتكم إنني أستحق أكثر من ذلك .. .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة شاب أسرف على نفسه بالمعاصي
ضيفنا هذه المرة شاب له قصة طويلة، لم يدع معصية إلا فعلها، ولاكبيرة إلا ارتكبها، كل ذلك بحثا عن المسعادة، ولكنه لم يجد إلا الشقاء والتعاسة . أغلقت في وجهه جميع الأبواب إلا باب واحد، باب الله
الذي لايغلق . فلجئا إلى الله وعاد إليه ، وهنا وجد السعادة التي كان يبحث عنها ، التقيت به فحدثني بقصته فقال :
نشات في بيت "عادي " من بيوت المسلمين ، وكنت أصلي الصلاة المعتادة، أرى الناس يذهبون إلى المسجد فأذهب معهم ، ولم أكن - لصغر سني - أدرك قيمة الصلاة وأهميتها . ولما كبرت قليلا اشترى لي والدي سيارة - وكنت آنذاك في لم بداية المرحلة الثانوية - فكانت بداية الانطلاق . وجاء دوررفقاء السوء، ليقضوا على ماتبقى لدي من خيروفضيلة وصلاح ! فقدتعرفت على مجموعة منهم ، وكنت الوحيد من بينهم الذي يملك سيارة، فتوليت القيادة ، وكنت أغدو بهم وأروح ، فصار كل واحد منا يظهر مايوحي به إليه شيطانه من الأفكار والابتكارات ، في فن الاختطاف والمخدرات ، وغيرها من الفنون . . فبدأت شيئا فشيئا أتعلم هذه الأمور. انتقلنا من الحي الذي كنا فيه ، إلى حي آخر، وهناك وجدت مجموعة أخرى من الشباب فتسلمت القيادة أيضا، فما تركت معصية إلا ارتكبتها ابتداء من المعاصي الصغيرة وانتهاء بالمخدرات والمسكرات حتى وصل بنا الحال إلى شرب الخمور في نهار رمضان ، كنا نفعل ذلك كله بحثا عن السعادة الموهومة .
كنت من أشد الناس عداوة وبغضا للملتزمين الطيبين ، وكان في الحارة رجل يقال له : "عبدالواحد" ، كنت أشد الناس عداوة له ، لأنه كان من المجتهدين في نصح الشباب في "الحارة"، فكان هدفنا هو إيذاء هذا الرجل ،
وقد حاولنا كثيرا ولكن لم نجد إلى ذلك سبيلا. مرت أعوام طويلة، وأنـا على هذه الحال ، بين المخـدرات والمشكـلات الأخلاقية ، وغيرها حتى إني
تركت الدراسة واتجهت إلى العمل ، فإذا جاء آخر الشهر وتسلمت راتبي صرفته كله في المخدرات. وبعد فترة، من الله
على أخي الأصغر بالهداية،
فكان قدوة لنا في البيت في حسن التعامل ، كنا نضايقه ونهدده ! ! ونحذره ! من مصاحبة عبدالواحد وغيره من الشباب الطيبين ، بل كنا نمنعه من تطبيق بعض شعائر الإسلام الظاهرة كإعفاءاللحية ، وتقصير الثياب ، فكان يقابل إساءتنا هذه بالإحسان ،
ويرد علينا بكلمات طيبة مثل "إن شاء الله و جزاكم الله خيرا" ونحوها، فبدأت أشعر بارتياح نحوه لحسن معاملته ، وكانت هذه هي بداية التحول .
ثم جاء بعد ذلك دور الشيخ عبدالواحد، فقد كان يجتهد في نصحنا، ويكثر من ذلك ، فكنا نثير عليه المشكلات ، ونحاول تشويه سمعته ،
واتهامه بما هومنه براء كذبا وبهتانا . وفي يوم من الأيام أشار علي بعض الزملاء - وكان ذلك في بداية التزامه - أن نذهب إلى مكة لأداء العمرة، فوافقت على ذلك ، وأدينا عمرة، الله أعلم بها ، وبعد رجوعنا من العمرة كنت أنا وأصحابي مجتمعين
في أحد الشوارع ،فمر بنا الشيخ عبدالواحد بسيارتة ، فاخذنا نسبه ونشتمه ونطلق عليه بعض الألفاظ البذيئة فوقف ، ثم عاد إلينا، فقلنا هذه فرصة فلابد من ضربه والقضاء عليه ، فنزل الشيخ من سيارته ،
وبادرنا قائلا: السلام عليكم ، ثم أقبل علي وعانقني وضمني إلى صدره وقال : "الحمد الله على السلامة وتقبل الله منا ومنك ، ماشاء الله ، أخذت عمرة؟.
فخجلت خجلا شديدا، وتغيرت ملامح وجهي ، ثم سلم على بقية الأصحاب ، وسالهم عن أحوالهم ، وكانه لم يسمع كلمة واحدة مما قلناه ، ومضى
في طريقه، فاخذنا نتلاوم ، وكل واحد منا يقول الآخر: أنت السبب ، ومن تلك اللحظة بدأنا نهتم بهذا الرجل ونقدره ، ونحترمه ، وتغيرت نظرتنا له .
وبعد فترة، رغبت في الالتحـاق بالعسكرية، فاضطررت إلى إجراء عملية جراحية ، لعلة بي . ودخلت المستشفى ، فكـان رفقاء السؤ يزورونني فيؤذونني بشرب الدخان والكلام البذيء. وفي المقابل
كان الشيخ عبدالواحد يزورني ، هو وبعض أصحابه ، فكانوا يقبلون رأسي . سمعونني كلمات ملؤها التفاؤل والأمل . فاصبحت أشعر بارتياح لزيارتهم وجلوسهم معي .
وفي إحدى الزيارات ، سألني أحدهم عن نومي ، فأخبرتهم أني لا أنام إلا بمخدر طبي ، وأن عندي بعض المجلات والصحف والقصص
أقرأ فيها فلا ياتيني النوم ، فقال لي أحدهم : ليس لك علاج إلا القرآن ، فطلبت منهم مصحفا فأعطوني ، وفي تلك الليلة قرأت سورة البقرة كاملة، فنمت كذلك ، ثم سالوني بجد ذلك عن حالي ونومي فاخبرتهم باني أصبحت أنام بارتياح * خرجت من المستشفى، ومـع أني كنت أشعر
بارتياح شديد لهؤلاء الشباب الطيبين الملتزمين ، إلا أني مازلت مع أولئك الأشرار الخبثاء . وفي يوم من الأيام ، كنت على موعد مع فعل معصية،
وكان ذلك الموعد في مكان بعيد، في منطقة أخرى، ولم أكن بعد قد استعدت كامل صحتي بعد تلك العملية، ولكني خاطرت ، فركبت سيارتي وانطلقت متوجها إلى تلك المنطقة، وفي الطريق انفجرت إحدى العجلات بقوة، فاضطررت إلى الخروج عن الطريق ، والدخول في منطقة رملية . كنت في تلك اللحظات أشعر بالم شديد من آثارتلك العملية الجراحية التي لاتزال آثارها باقية ، حتى أني أكاد أعجز عن حمل نفسي ، وبصعوبة
نزلت من السيارة وحاولت أن أرفعها، ولكني كلما رفعتها سقطت ، حاولت مرارا ولكن دون جدوى، فلما يئست ، وقفت على جانب الطريق وحاولت أن أستعين ببعض المارة، ولكنهم لم يقفوا لمساعدتي .
اقتربت الشمس من الغروب ، وأحسست بأني وحيد فى هذا المكان الموحش ، فضاقت بي الدنيا، ولم أدر ما أفعل ، وهنا لم أجد من ألتجيء إليه إلا الله الواحد الأحد ،
ومن غير شعور، جثوت على ركبتي ، ومددت كفي إلى الله -عز وجل - فدعوته في تلك اللحظات أن يفرج همي ويكشف كربتي . ولم يكن ذلك عن إخلاص مني
ولكنها الفطرة وعدت إلى سيارتي وبعد عدة محاولات تمكنت بعون الله من رفعها، وقمت بتبديل العجلة التالفة
وأخرجت السيارة وقد أوشكت الشمس على الغروب . وبعد هذا كله لم أتعظ بل واصلت سيري طمعا في فعل تلك المعصية، ولكن الله عصمني منها حيث فات الموعد، فصليت المغرب هناك ثم عدت من حيث أتيت ،
وبدأ أولئك الشباب الطيبون يكثرون من زيارتي ، ويلحون علي في حضور مجالسهم ' فكنت أتردد عليهم وأجلس معهم ، فكانت رائحة الدخان تفوح من ثيابي ،
ومن فمي ، فلم يظفروا لي انزعاجهم من ذلك ، بل كانوا يتقربون مني ويرحبون بي ثم "يطيبونني "،
ويمسحون على يدي من دهن العود، فكنت أستغرب عملهم هذا ومعاملمهم الطيبة . كنت أجلس معهم من بعد صلاة المغرب إلى العشاء ، وبعد صلاه العشاء أعود !لى أصحابي الاخرين "السيئين "، فأجلس معهم إلى الفجر فلا أسمع منهم إلا السب والشتم والكلمات البذيئة والألفاظ النابية ،
واستمر الحال على ذلك ، أجلس مع هؤلاء وهؤلاء، مع ارتياحي لأولئك الطيبين. . ثم عقدت النية والعزيمة الصحيحة فابتعدت عن أصدقاء السوء وتبت إلى الله توبة صادقة وأصبحت شابا ملتزما .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة شاب بعد رؤيته ليوم القيامة
ع . أ. غ شاب يافـع ، لديه طموح الشباب ، كان يعيش مثل بعض أقرانه لايابهون بأوامر الله ، وذات ليلة أراد الله به خيرا ، فرأى في المنام مشهدا أيقظه من غفلته ، وأعاده إلى رشده ، يحدثنا هذا الشاب عن قصته فيقول : في ليلة من الليالي ذهبت إلى فراشي كعادتي لأنام ، فشعرت بمثل القلق يساورني ،
فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم ونمت ، فرأيت فيما يرى النائم ، أن شيئا غريبا وضخما قد وقع من السماء على الأرض . . لم أتبين ذلك الشيء ، ولا أستطيع وصفه ، فهو مثل كتلة النار العظيمة، رأيتها تهوى فايقنت بالهلاك . . أصبحت أتخبط في الأرض ، وأبحث عن أي مخلوق ينقذني من هذه المصيبة. . قالوا هذه بداية يوم القيامة، وأن الساعة قد وقعت ، وهذه أول علاماتها . . فزعت ، وتذكرت جميع ماقدمت من أعمال ، الصالح منها والطالح ، وندمت أشد الندم .. قرضت أصابعي بأسناني حسرة على مافرطت في جنب الله . . قلت والخوف قد تملكني ماذا أفعل الآن ؟ وكيف أنجو؟ . . فسمعت مناديا يقول . اليوم لاينفع الندم . . سوف تجازى بما عملت . . أين كنت في أوقات الصلوات ؟ أين كنت عندما أتتك أوامر الله ؟ لم تمتثل الأوامر وتجتنب النواهي ؟ كنت غافلا عن ربك . . قضيت أوقاتك في اللعب واللهووالغناء ، وجئت الان تبكي. . سوف ترى عذابك . زادت حسرتي لما سمعت المنادي يتوعدني بالعذاب . . بكيت وبكيت ولكن بلا فائدة . . وفي هذه اللحظة العصيبة استيقظت من نومي . . تحسست نفسي فإذا أنا على فراشي . . لم أصدق أني كنت أحلم فقط حتى تاكدت من نفسي. . تنفست الصعداء، ولكن الخـوف مازال يتملكني ، ففكرت ، وقلت في نفسي . والله إن هذا إنذار لي من الله . . ويوم الحشر لابد منه ، إذن لماذا أعصي الله . . لم لا اصلي . . لم لا أنتهي عما حرم الله . . أسئلة كثيرة جالت في خاطري حتى تنجو في ذلك اليوم العظيم . أصبح الصباح ، وصليت الفجر، فوجدت حلاوة في قلبي . . وفي ضحى ذلك اليوم نزلت إلى سيارتي . . نظرت بداخلها فإذا هي مليئة بأشرطة الغناء. . أخرجتها واكتفيت ببعض الأشرطة الإسلامية النافعة . بقيت على هذه الحال ، في كل يوم أتقدم خطوة إلى طريق الهداية التي أسال الله أن يثبتني وإياكم عليها" . .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة شاب رأى الموت بعينيه
شاب من ضحايا رفقاء السوء، كانت له صولات وجولات في عالم الضياع والمخدرات ، حدثت في حياته حادثة أيقظته من غفلته ، وأعادته إلى خالقه ، التقيت
به في أحد مساجد الرياض ، فحدثني عن قصته ، فقال : نشات في بيت متدين جدا، في حي من أحياء مدينة الرياض ، والدي رحمه الله
كان شديد التدين ، فلم يكن يسمح بدخول شيء من الات اللهو والفساد إلى البيت.
ومضت الأيام ، وتجاوزت مرحلة الطفولة البريئة ، ولما بلغت الرابعة عشرة من عمرى - وكنت في السنة الثانية من المرحلة المتوسطة -
حدث في حياتي حادث كان سببا في تعاستي وشقائي فترة من الزمن ، فقدتعرفت على "شلة"من رفقاء السؤ، فكانوا ينتظرون الفرصة المناسبة لإيقاعي في شباكهم . وجاءت الفرصة المناسبة،
فترة الامتحانات ، فجاءوني بحبوب بيضاء منبهة،
فكنت أسهر عددا من الليالي المتواليات في المذاكرة دون أن يغلبني نعاس ، أوأشعر بحاجة إلى نوم ، وانتهت الامتحانات ، ونجحت بتفوق ! وبعد الامتحانات داومت على تعاطي هذه الحبوب البيضاء ، فأرهقني السهر، وتعبت تعبا شديدا ، فجاءني أولئك "الشياطين " ، وقدموا لي في هذه المرة حبوب حمراء (مخدرات )، وقالوا لي : إنها تطرد عني السهر وتجلب لي النوم والراحة، ولم أكن -
لصغر سني - أدرك حقيقة هذه اللعبة، وهذا التامر وهذا المكر الخبيث من هؤلاء الشياطين ، شياطين الإنس . أخذت أتعاطى هذه الحبوب
الحمراء يوميا وبالعشرات ، وبقيت على هذه الحال ثلاث سنوات تقريبا أو أكثر، وفشلت في دراستي ، لم أتمكن من إتمام المرحلة المتوسطة من الدراسة والحصول على الشهادة ، فصرت أتنقل من مدرسة إلى
مدرسة علي أحصل عليها ، ولكن دون جدوئ ، وبعد هذا الفشل الذريع الذي كان سببه هذه الحبوب المشؤومة ، فكرت في الانتقال إلى مدينة أخرئ حيث
يقيم عمي وأولاده في محاولة أخيرة لإتمام دراستي . وفي ليلة من ليالي الشتاء الباردة - وكان والدي قد اشترئ سيارة جديدة أخذت هذه السيارة دون علم والدي ،
وتوجهت إلى تلك المدينة، وكنت أحمل في جيبي كمية كبيرة من هذه الحبوب الحمراء. وفي الطريق توقفت عند بعض الأصحاب ، وفي تلك الليلة أسرفت في تناول هذه الحبوب حتى أصبحت في وضع يرثىله .
وقبيل الفجر، ركبت السيارة وانطلقت في طريقي ، وماهي إلا دقائق حتى غبت عن الدنيا ولم أفق إلا وأنا في المستشفى في حالة سيئة، قد كسرت ساقي اليمنى،
وأصبت بجروح كثيرة بعد أن مكثت في غرفة الإنعاش ثمان وأربعين ساعة . فقد كان حادثا شنيعا
حيث دخلت بسيارتي تحت سيارة نقل كبيرة، ومن رحمة الله
بي أن كتب لي الحياة، ومنحني فرصة جديدة، لعلي أتوب وأقلع عما أنا فيه ، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث .
· نقلت من المستشفى إلى بيت والدي بالرياض ، وفي البيت كنت أتعاطىهذه الحبوب النكدة . قد تسألني وتقول . كيف تحصل على هذه الحبوب ،
· وأنت على فراش المرض ؟ فأقـول : لقد كان أولئك الشياطين ياتون إلي في البيت فيعرضون علي بضاعتهم ، فأشتري منهم ، بالرغم من حالتي السيئة . بقيت على هذه الحال أياما ،
· أحسست بتحسن بسيط ، وكانت فكرة السفر تراودني حتى تلك اللحظة أملا في إكمال دراستي المتوسطة . وفي عصر أحد الأيام ، وبعد أن تناولت كمية كبيرة من هذه الحبوب ، خرجت أتوكا على عكازي
· وأخذت أبحث عن سيارة تنقلني إلى تلك المدينه ، حاولت أن أقف عددا من السيارات إلا أن أحـدا لم يقف لي ، فذهبت إلى موقف سيارات الأجرة واستأجرت سيارة أوصلتني إلى هناك .
· وهناك ، بادرت بالتسجيل في إحدئ المدارس المتوسطة بعد جهود بذلها عمي وغيره في قبولي ، وحصلت على شهادة الكفاءة،
· وكنت أثناء الدراسة مستمرا على تعاصي المسكرات ، إلا أنني تركت المخدرات ووقعت في الشراب (الخمر وفي الوقت نفسه كنت أقوم بترويج تلك الحبوب الحمراء، وبيعها بسعر مضاعف ،
· ولم أكن أدرك فداحة هذا الأمر وخطورته ، فقد كان همي جمع المال - أسأل الله أن يتوب علي ثم وقعت بعد ذلك في الحشيش وأدمنته ،
· وكنت اتعاطاه عن طريق التدخين ، فكنت أذهب إلى المدرسة وأنا في حالة هستيرية فأرئ الناس من حولي كانهم ذباب أو حشرات صغيرة، لكني لم أكن أتعرض لأحد، لأن الذي يتعاطن
هذا البلاء يكون جبانايخاف من كل شيء . بقيت على هذه الحال سنتين تقريبا، وكنت آنذاك أسكن بمفردي في بيت يقع في مكان ناءفي طرف البلد..
وفي يوم من الأيام جاءني اثنان من شياطين الإنس الذين أعرفهم - وكان أحـدهما متزوجا - فأوقفت سيارتي وركبت معهم ، وكان ذلك بعد صلاة العصر،
فاخذنا ندور وندور في شوارع البلد . وبعد جولة دامت عدة ساعات ، أوقفوني عند سيارتي ، فركبتها واتجهت إلى البيت فلم أستطع الوصول إليه ،
فقد كنت في حالة سكر شديد . ظللت مدة ساعتين أوأكثر أبحث عن البيت فلم أجده ! ! ! وفي نهاية المطاف وبعد جهد جهيد وجدته .. فلما رأيته فرحت فرحا شديدا، فلما هممت بالنزول من السيارة أحسست بألم شديد جدا في قلبي ، وبصعوبة بالغة نزلت ودخلت البيت ،
وفي تلك اللحظات تذكرت الموت . نعم ، والله أيها الإخوة لقد تذكرت الموت كأنه أمامي يريد أن يهجم علي ، ورأيت أشياءعجيبة أعجز عن وصفها الان ، فقمت مسرعا ومن غير شعور، ودخلت دورة المياه وتوضأت ، وبعد خروجي من الدورة عدت وتوضأت ثانية . . .
ثم أسرعت إلى إحدئ الغرف وكبرت ودخلت في الصلاة، وأتذكر أنني قرأت في الركعة الأولن بالفاتحة ، و قل هو الله أحد* ولا أتذكر ماقرأته في الركعة الثانية . المهم أنني أديت تلك الصلاة بسرعة شديدة قبل أن أموت ! ! وألـقيت بنفسي على الأرض ، على جنبي الأيسـر،
واستسلمت للمـوت ، فتذكرت في تلك اللحظات أنني سمعت أن الميت الأفضل أن يوضع على جنبه الأيمن فتحولت إلى الجنب الأيمن ،
وأنا أحس بأن شيئا مايهز كياني هزا عنيفا . ومرت في خاطري صور متلاحقة من سجل حياتي الحافل بالضياع والمجون ، وأيقنت أن روحي قد أوشكت على الخروج . ومرت لحظات كنت
أنتظر فيها الموت ، وفجأت حركت قدمي فتحركت ، ففرحت بذلك فرحا شديدا، ورأيت بصيصا من الأمل يشع من بين تلك الظلمات الحالكة، فقمت مسرعا وخرجت من البيت وركبت سيارتي ، وتوجهت إلى بيت عمي .
دفعت الباب ودخلت ، فوجدتهم مجتمعين يتناولون طعام العشاء، فالقيت بنفسي بينهم . قام عمي فزعا وسألني : مابك ؟ فقلت له : إن قلبي يؤلمني .
فقام أحد أبناء عمي ، وأخذني إلى المستشفى ، وفى الطريق ، أخبرته بحالي وأنني قد أسرفت في تعاطي ذلك البلاء وطلبت منه أن يذهب إلى طبيب يعرفه ،
فذهب بي إلى مستوصف أهلي ، فلما كشف علي الطبيب وجد حالتي في غاية السوء حيث بلغت نسبة الكحول في جسمي 94%، فامتنع عن علاجي ، وقال لابد من حضور الشرطة ، وبعد محـاولات مستمرة وإلحاح شديد وإغراء ات وافق على علاجي ،
فقاموا بتخطيط للقلب ثم بدأوا بعلاجي . كان والدي في ذلك الوقت موجـودا في تلك المدينة، فلما علم أني في المستشفى جاء ليزورني ، وقد رأيته واقف
فوق رأسي فلما شم رائحتي ضاق صدره فخرج ولم يتكلم . أمضيت ليلة تحت العلاج ، وقبل خروجي نصحني الطبيب
بالابتعاد عن المخدرات ، وأخبرني بأن حالتي سيئة جدا. وخرجت من المستشفى ،
وأحسست باني قد منحت حياة اخرئ جديدة ، وأراد الله بي خيرا، فكنت فيما بعد كلما شممت رائحة الحشيش أصابني مثل ما أصابني في تلك الليلة وتذكرت الموت ،
فاطفيء السيجارة، وكنت كلما نمت بالليل أشعربان أحدا يوقظني ويقول لي : قم ، فأستيقظ وأنا أنتفظ من الخوف ، فاتذكر الموت والجنة والنار والقبر، كما كنت أتذكر صاحبين لي من رفقاء السوء
لقيا حتفهما قبل وقت قصير، فأخاف أن يكون مصيري
كمصيرهما ، فكنت أقوم آخر الليل فاصلي ركعتين - ولم أكن أعرف صلاة الوتر فى ذلك الحين -
ثم بدأت أحافظ على الصلوات المفروضة ، وكنت كلما شممت رائحة الحشيش أو الدخان أتذكر الموت فاتركهما . وبقيت على هذه الحال أربعة أشهر أو أكثر
حتى قيض الله لي أحد الشباب الصالحين فالتقطني من بين اولئك الاشرار واخذني معه الى مكه المكرمة لاداء العمرة وبعدها ولله الحمد تبت الى الله وعدت اليه
ونصيحتي للشباب المسلم ان يحذروا من شياطين الانس ورفقاء السوء الذين كانوا سببا في شقائي وتعاستي سنوات طويلة ولولا رأفة الله ورحمته حيث انقذني من بين ايديهم لكنت من الخاسرين
وأسأل الله ان يتوب علي وعلى جميع المذنبين والعاصين انه تواب رحيم .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة شاب عاق لأمه
أحد الشباب ذهب إلى الخارج . . تعلم وحصل على شهادات عالية ثم رجع إلى البلاد. . تزوج من فتاة غنية جميلة كانت سببا في تعاسته لولا عناية الله . . . يقول مات والدي وأنا صغير فأشرفت أمي على رعايتي . . عملت خادمة في البيوت حتى تستطيع أن تصرف علي ، فقد كنت وحيدها . . أدخلتني المدرسة وتعلمت حتى أنهيت الدراسة الجامعية . . كنت بارا بها . . وجاءت بعثتي إلى الخارج فودعتني أمي والدموع تملأ عينيها وهي تقول انتبه ياولدي على نفسك ولا تقطعني من أخبارك . . أرسل لي رسائل حتى أطمئن على صحتك . أكملت تعليمي بعد مضي زمن طويل ورجعت شخصا آخـر قد أثرت فيه. الحضارة الغربية . . رأيت في الدين تخلفا ورجعية . . وأصبحت لا أؤمن إلا بالحياة المادية - والعياذ بالله - . وتحصلت على وظيفـة عالية وبدأت أبحث عن الزوجة حتى حصلت عليها وكانت والدتي قد اختارت لي فتاة متدينة محافظة ولكني أبيت إلا تلك الفتاة الغنية الجميلة لأني كنت أحلم بالحياة "الارستقراطية" - كما يقولون - . . وخلال ستة أشهر من زواجي كانت زوجتي تكيد لأمي حتى كرهت والدتي . . وفي يوم من الأيام دخلت البيت وإذا بزوجتي تبكي فسألتها عن السبب فقالت لي : شوف يا أنا يا أمك في هذا البيت .. لا أستطيع أن أصبر عليها أكثر من ذلك . جن جنوني وطردت أمي من البيت في لحظة غضب فخرجت وهي تبكي وتقول : أسعدك الله ياولدي . وبعد ذلك بساعات خرجت أبحث عنها ولكن بلا فائدة . . رجعت إلى البيت واستطاعت زوجتي بمكرها وجهلي أن تنسيني تلك الأم الغالية الفاضلة .
انقطعت أخبار أمي عني فترة من الزمن أصبت خلالها بمرض خبيث دخلت على إثره المستشفى . . وعلمت أمي بالخبر فجاءت تزورني ، وكانت زوجتي عندي وقبل أن تدخل علي طردتها زوجتي وقالت لها : ابنك ليس هنا. . ماذا تريدين منا . . اذهبي عنا . . رجعت أمي من حيث أتت ! وخرجت من المستشفى بعد وقت طويل انتكست فيه حالتي النفسي وفقدت الوظيفة والبيت وتراكمت علي الديون وكل ذلك بسبب زوجتي فقد كانت ترهقني بطلباتها الكثيرة. . وفي اخر المطاف ردت زوجتي الجميل وقالت : مادمت فقدت وظيفتك وقالك ولم يعد لك مكـان في المجتمع فإني أعلنها لك صريحة: أنا لا أريدك . . طلقني . كان هذا الخبر بمثابة صاعقة وقعت على رأسي . . وطلقتها بالفعل . . فاستيقظت من السبات الذي كنت فيه . خرجت أهيم على وجهي أبحث عن أمي وفي النهاية وجدتها. . ولكن أين
! وجدتها؟ ! ! كانت تقبع في أحد الأربطة تأكل من صدقات المحسنين . دخلت عليها. . وجدتها وقد أثر عليها البكاء فبدت شاحبة . . وما إن رأيتها حتى ألقيت بنفسي عند رجليها وبكيت بكاء مرا فماكان منها إلا أن شاركتني البكاء . بقينا على هذه الحالة حوالي ساعة كاملة . . بعدها أخذتها إلى البيت واخذت على نفسي أن أكون طائعا لها وقبل ذلك أكون متبعا لأوامر الله ومجتنبا لنواهيه . وها أنا الان أعيش أحلن أيامي وأجملها مع حبيبة العمر: أمي - حفظها الله - وأسأل الله أن يديم علينا الستر والعافية . .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي عفا الله عنه
توبة شاب عن اللهو واللعب
عن ثابت البناني ، قال . كان صلة بن أشيم يخرج إلى الجبال فيتعبد فيها . فكان يمر على شباب يلهون ويلعبون . قال . فيقول لهم : أخبروني عن قوم أرادوا سفرا فجازوا النهار عن الطريق وناموا الليل ، متى يقطعون سفرهم ؟ قال : فكان كذلك يمربهم ويعظهم قال : فمر بهم ذات يوم ، فقال لهم هذه المقالة، فقال شاب منهم : ياقوم ! إنه والله
مايعني بهذا غيرنا نحن بالنهار نلغو وبالليل ننام . ثم اتبع صلة، فلم يزل يختلف معه ويتعبد معه حتى مات ، رحمهما الله .
توبة فتى من الأزدكان عن التأنث والتخنث
عن رجاء بن ميسور المجاشعي ، قال :
كنا في مجلس صالح المري وهو يتكتم . قال : لفتى بين يديه اقرأ يافتى! فقرأ الفتى . (وأنذرهم يوم الأزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ماللظالمين من حميم ولاشفيع يطاع ). أسورة المؤمن ، الآية : 118 . فقطع صالح عليه القراءة، وقال : كيف يكون لظالم حميم أو شفيع ، والمطالب له رب العالمين ؟ إنك والله لو رأيت الظالمين وأهل المعاصي يساقون في السلاسل والأنكال إلى الجحيم ، حفاة عراة، مسودة وجوههم ، مزرقة عيونهم ، ذائبة أجسادهم ، ينادون : ياويلنا ياثبورنا ! ماذا نزل بنا؟ ماذا حل بنا؟ أين يذهب بنا؟ ماذا يراد منا؟ والملائكة تسوقهم بمقامع النيران ، فمرة يجرون على وجوههم ويسحبون عليها منكبين ، ومرة يقادون إليها مقرنين ، من بين باك دما بعد انقطاع الدموع ، ومن بين صارخ طائر اللب مبهوت ، إنك والله لو رأيتهم على ذلك لرأيت منظرا لايقوم له بصرك ، ولايثبت له قلبك ، ولاتستقر لفظاعة هوله على قرار قدمك ! ثم نحب (،) وصاح : ياسوء منظراه ! ياسوء منقلباه ! وبكى، وبكى الناس . فقام فتى من الأزدكان ( فيه شيء من التخنث والميوعة ) و به تانيث ، فقال . أكل هذا في القيامة يا أبا بشر؟ قال : نعم والله
يا ابن أخي ، وماهوأكثر! لقد بلغني أنهم يصرخون في النارحتى تنقطع
. أصواتهم ، فما يبقى منهم إلا كهيئة الأنين من المدنف (ا). فصاح الفتى : إنا لله ! واغفلتاه عن نفسي أيام الحياة ، وا أسفا على تفريطي في طاعتك ياسيداه ! وا أسفا على تضييعي عمري في دار الدنيا! ثم بكى ، واستقبل القبلة، فقال : اللهم ! إني استقبلك في يومي هذا بتوبة لايخالطها رياء لغيرك ! اللهم ! فاقبلني على ماكان في ، واعف عما تقدم من فعلي ، وأقلني عثرتي، وارحمني ومن حضرني ، وتفضل علينا بجودك وكرمك ! يا أرحم الراحمين ! لك ألقيت معاقد الآثام من عنقي ، وإليك أنبت بجميع جوارحي صادقا لذلك قلبي ، فالويل لي إن لم تقبلني ! ثم غلب فسقط مغشيا عليه ، فحمل من بين القوم صريعا، فمكث صالح وإخوته يعودونه أياما ثم مات - والحمد لله - فحضره خلق كثير يبكون عليه ويدعون له ، فكان صالح كثيرا مايذكره في مجلسه فيقول : بأبي قتيل القرآن ، وبابي قتيل المواعظ والأحزان ! قال : فرآه رجل في منامه ، قال : ماصنعت ؟ قال : عمتني بركة مجلس صالح فدخلت في سعة رحمة الله التي وسعت كل شيء .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة شاب غافل
س .ع ، شاب أردني ، قدم إلى هذه البلاد بحثا عن عمل ، فوجد عملا، ولكنه وجد شيئا آخر لم يخطر له على بال ، لقد وجد ، حلاوة الإيمان ، يروي القصة فيقول :
"أنا شاب أردني ، قدمت إلى السعودية (تبوك ) بحثا عن عمل ، ولم أكن انذاك مسلما حقيقيا، وإنما كنت مسلما بالوراثة كحال كثير من المسلمين في هذا الزمن العصيب . في البداية عملت في أحد المطاعم ، ثم طلب مني صاحب المطعم أن أعمل في محل له لبيع أشرطة الفيديو، وما أدراك ما أشرطة الفيديو، ومافيها من الخلاعة والمجون ، - أو في أكثرها على الأقل -
، وفي إحدئ الليالي ، دخل علي شاب مشرق الوجه ، بهي الطلعة ، تبدو عليه علامات الصلاح والالتزام . "وعجبا.. ماذا يريد هذا الشاب " قلتها في نفسي . مد هذا الشاب يده ، وصافحني بحرارة ، وقد علت محياه ابتسامة رائعة ، تأسر القلب ، وتزيل الوحشة ، وتحطم الحواجز النفسية التي كثيرا ماتقف حائلا، تمنع وصول الخيرإلى من هم في أمس الحاجة إليه ، ثم نصحني نصيحة موجزة، وحذرني من عاقبة مثل هذا العمل ، ومايترتب عليه من إفساد للمجتمع ، ونشر للرذيلة بين أفراده ، وأن الله سيحاسبني على ذلك يوم القيامة، وبعد أن فرغ من حديثه ، أهدى إلي شريطا للشيخ تميم العدناني عن "كرامات المجاهدين " . كنت أسكن بمفردي ، وأعاني من وحدة قاتلة ، وقد مللت سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام ، فدفعني الفضول لاستماع ذلك الشريط الذي يتحدث عن كرامات ا لمجا هدين . وما إن انجزت من سماعه حتى انتابني شعور بالخوف والندم ، واكشتفت حقيقة حالي وغفلتي عن الله ، وتقصيري تجاه خالقي سبحانه فانخطرت في البكاء . بكيت بكاء مرا كما يبكي الطفل الصغيرمن شدة الندم ، لقد تحدث الشيخ -وهو ممن نذروا أنفسهم للجهاد في سبيل الله - تحدث عن كرامات المجاهدين وبطولاتهم ، أولئك الذين يقفون على قمم الجبال وهم يرفعون راية لا إله إلا الله ، وقد باعوا أنفسهم لله ، وحملوا أرواحهم على أكفهم ليقدموها رخيصة في سبيل الله ، فعقدت مقارنة بينهم وبين من ينشر الرذيلة والفساد، ويعيش كما تعيش البهائم لا هم له إلا إشباع شهواته البهيمية، الأدهى من ذلك أنني لم أركع لله ركعة واحدة منذ اثني عشر عاما مضت من عمري الحافل بالضياع والمجون . لقد ولدت تلك الليلة من جديد، وأصبحت مخلوقا اخر لاصلة له بالمخلوق السابق ، وأول شيء فكرت فيه : التخلص من العمل في ذلك المحل ، والبحث عن عمل شريف يرضي الله -عزوجل -. ولكن ، أ أنجو بنفسي ، وأدع الناس في غيهم وضلالهم ؟ فرأيت أن أعمل في محل الفيديو سنة أخرى، ولكنها ليست كالسنوات السابقة، لقد كنت في تلك السنة أنصح كل من يرتاد المحل بخطورة هذه الأفلام وأبين لهم حكم الله فيها، راجيا أن يغفر الله لي
ولم تمضي الايام حتى جاء شهر رمضان هذا الشهر الذي لم اشعر بحلاوته الا في هذه السنة فقد اقبلت على قراءة القران اما العمل فقد كا ن بجوار محل الفيديو الذي كنت اعمل فيه تسجيلات لبيع الاشرطة الاسلامية وبعد ان مضت السنة الخامسة حتى انتقلت الى تلك التسجيلات الاسلامية وشتان بين العملين اما صاحب المحل السابق مح الفيديو فقد قمنا بنصحه وتذكيره بالله ونحمد الله انه استجاب وترك المحل لوجه الله وأذكر انني رأيت رؤيا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما زاد في ايماني بالله في تلك الفترة كما رأيت رؤيا اخرى رايت فيها الشيخ عبدالله عزام رحمه اللع الذي تاثرت لمقتله كثيرا وبكيت لذلك كما رأيت رؤيا لبعض المشايخ وكلها زادت في ايماني وتثبيتي على الحق
وفي الختام اسأل الله ان يثيبني واياكم على دينه كما اسأله ان يجعل ما قلته عبرة لكل غافل فالسعيد من اعتبر بغيره .. .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة شاب مجاهد
أبو ثابت شاب عرف الله ، فطلق حياة العربدة والفجور، وانطلق إلى أفغانستان ليروي ببعض دمه أرض البطولة والفداء ، يروي قصة توبته فيقول . "كنا مجموعة من الشباب لانعرف للوقت أهمية ولا للحياة هدفا أكثر من أن
نعيشها يوما بيوم ، وساعة بساعة، ويشاء الله ، ويسبقنا قريب وهو ابن خالتي سالم - إلى الله ، ثم إلى الجهاد . ومكث هناك ماشاء الله أن يمكث ، ثم عاد. عاد سالم من الجهاد شخصا آخر، وأصبح محل احترام الجميع في العائلة وبين الأ صدقاء . وجاء يزورنا مرة، وتحدث إلينا عن الجهاد وفضائله ، وحض والدتي وجدتي على التبرع من ذهبهما للجهاد، وكان كلامه مقنعا . . وبالفعل تبرعتا بالذهب . أما أنا فأخرجت مائة ريال كانت في جيبي ، وقلت : ياسالم ' ليس عندي غيرهذه المائة ، فخذها للمجاهدين ، فرد علي بهدوء : "لا . . أنت تتبرع بنفسك لابمالك ، أنت تذهب إلى الجهاد إن شاء الله . . . ". نظرت إلى والدتي ، وقلت : أذهب ، إذا وافقت الوالدة . . وكانت المفاجأة أنها وافقت ، وبحماس شديد. . ومن ذلك اليوم بدأت رحلتي إلى ، ورافقت سالما ، وتعرفت معه على المساجد وحلق العلم ، والطريف أن علاقتي بالوالدة تحسنت عما كانت عليه زمن المعصية، فبعد أن يئست مني في الماضي ، وأراحت نفسها بعدم الاهتمام بسفري وغيابي ، أصبحت الآن تقلق عندما أتأخر، وتحب أن تجلس معي لتتحدث ، هناك عرفت معاني جديدة لعلاقة الأم بابنها . وانطلقت إلى أفغانستان . . وهناك ، وفوق رمال صحراء قندهار الدافئة، تذكرت البر حول مدينة الدمام حيث تعودت أن أقضي أمسيات طويلة مع الشباب . كما ذكرني منظر اللهب الذي تحدثه صواريخ وقذائف الشيوعيين ، بمنظر اللهيب المتصاعد من آبار النفط حول مدينة الدمام. ولكن الفـارق كبـير. . رأيت مدافـع الشيوعيين وقـذائفهم وهي تنهال على المجـاهدين العزل إلا من بعض الأسلحة الخفيفة، فيستقبلونها وهم يرددون : "الله
الله أكبر، هكذا فلتكن الأمهات . أكبر" ، وكل واحد منهم قد استعد للقاء الله في جنة عرضها السموات والأرض ، وسحق أولئك الشيوعيين الملحدين . قي تلك اللحظات ، فوجئت بصورة عديدة من حياتي وهي تتسارع أمامي كان أوضحها وجه والدتي الحبيبة وهي تودعني . . صورة إخواني . . منزلنا بالثقبة. عدت قليلا إلى الوراء لأتذكر الرحلات المشبوهة إلى شرق اسيا ومادون ذلك . . صوركثيرة مؤلمة رأيتها أمامي . . فتساءلت : هل سيغفر الله لي ؟ أرجوذلك " . هذه قصة "أبو ثابت " مع الهداية ، وهكذا تحيا الأمة الميتة بالجهاد في سبيل الله ، وهكذا تتحول النفوس المنهزمة إلى نفوس حرة أبية حينما تدب فيها روح الجهاد في سبيل الله . . .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة رجل بعد موت صاحبه من المخدرات
يروي قصته فيقول : كنت أتمايل طربا، وأترنح يمنة ويسرة، وأصرخ بكل صوتي وأنا أتناول مع "الشلة" الكأس تلو الكأس .. وأستمع إلى صوت "مايكل جاكسون " في ذلك المكان الموبوء ، المليء بالشياطين الذ يسمونه "الديسكو" . كان ذلك في بلد عربي ، أهرب إليه كلما شجعني صديق أو رفيق ، فاصرف فيه مالي وصحتي ، وأبتعد عن أولادي وأهلي . . وأرتكب أعـمالا عندما أتذكرها ترتعد فرائصي ، ويتملكني شعور بالحزن والأسى ، لكن تأثير الشيطان علي أكبر من شعوري بالندم والتعب . استمرت هذه الحال ، وانطلق بي هوى النفس إلى أبعد من ذلك البلد العربي ، وأصبحت من عشاق أكثر من عاصمة أوروبية ، وهناك ، أجد الفجور بشكل مكشوف وسهل ومرن . وفي يوم من أيام أواخـر شهر شعبان أشار علي أحد الأصدقاء بأن نسافر إلى "بانكـوك " ، وقـد عرض علي تذكـرة مجانية، وإقامة مجانية أيضا، ففرحت بذلك العرض ، وحزمت حقائبي وغادرنا إلى بانكوك حيث عشت فيها انحلالا لم أعشه طوال حياتي . وفي ليلة حمراء، اجتمعت أنا وصديقي في أحد أماكن الفجور، وفقدنا في تلك الليلة عقولنا، حتى خرجنا ونحن نترنح ، وفي طريقنا إلى الفندق الذي نسكن فيه ، أصيب صديقي بحالة إعياء شديدة، ولم أكن في حالة عقلية تسمح لي بمساعدته ، لكني كنت أغالب نفسي فأوقفت سيارة أجرة حملتنا إلى الفندق. وفي الفندق . . استدعي الطبيب على عجل ، وأثناءها كان صديقي يتقيا دما، فأفقت من حالتي الرثة ، وجاء الطبيب ونقل صديقي إلى المستشفى ، وبعد ثلاثة أيام من العلاج المركز، عدنا إلى أهلينا وحالة صديقي الصحية تزداد سؤأ. وبعد يوم من وصولنا ، نقل إلى المستشفى ، ولم يبق على دخول رمضان غيرأربعة أيا م
وفي ذات مساء، ذهبت لزيارة صديقي في المستشفى ، وقبل أن أصل إلى غرفته لاحظت حركة غريبة، والقسم الذي يوجد فيه صديقي "مقلوب " على رأسه ، وقفت على الباب ، فإذا بصراخ وعويل . لقـد مات صاحبي لتوه بعد نزيف داخلي عنيف ، فبكيت ، وخرجت من ( المستشفى وأنا أتخيل أنني أنا ذلك الإنسان الذي ضاعت حياته ، وانتهت في غم وشهقت بالبكاء وأنا أتوب إلى الله . . وأنا أستقبل رمضان بالعبادة والاعتكاف )) والقيام ، وقراءة القرآن ، وقد خرجت من حياة الفسق والمجون ، إلى حياة شعرت فيها " بالأمن والأمان والاطمئنان والاستقرار، وقد كنت بعيدا عن ذلك ، أستمريء المجون أ والفجور، حتى قضى صاحبي نحبه أمامي . فأسأل الله أن يتوب علي . .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة فتاة في السكن الجامعي
تقول هذه التائبة : ماأتعس الإنسان حينما يعيش في هذه الحياة بلا هدف ، وما أشقاه حين يكون كالبهيمة ، لا هم له إلا أن يأكل ويشرب وينام دون أن يدرك سر وجوده في هذه الحياة . لقـد كان هذا هو حالي قبل أن يمن الله علي بالهداية، لقد عشت منذ نعومة أظفاري في بيت متدين ، وبين أبوين متدينين ملتزمين ، كانا هما الوحيدين المتلزمين من بين سائر الأقارب والمعارف ، وكان بعض الأقارب يلومون والدي - رحمه الله - لأنه لايدخل بيته الملاهى الهابطة والات اللهووالفساد، وينعتونه بالمتزمت والمعقد(. ولكنه لم يكن يبالي بأقوالهم . أما أنا فكنت بخلاف ذلك ، كنت مسلمة بالوراثة فقط ، بل كنت أكره الدين وأهله ، وأكره الصلاة ، وطوال أيام حياتي في المرحلة الدراسية المتوسطة والثانوية لم أكن
اأركع لله ركعة واحدة، وإذا سألني والدي : هل صليت ؟ أقول : نعم . . كذبا ونفاقا، ولقد كان لرفيقات السوء دور كبير في فسادي وانحرافي حيث كن يوفرن لي كل ما أطلبه من مجلات هابطة وأغان ماجنة وأشرطة خليعـة دون علم والدي . أما اللباس فكنت لا ألبس إلا القصيرأو الضيق . . وكنت أتساهل بالحجاب وأتضايق منه ، لأنني لم أكن أدرك الحكمة من مشروعيته. ومضت الأيام وأنا على هذه الحال إلى أن تخرجت من المرحلة الثانوية ، واضطررت بعد التخرج إلى مغادرة القرية التي كنا نسكنها إلى الرياض لإكمال الدراسة الجامعية . وفي السكن الجامعي ، تعرفت على صديقات أخريات ، فكن يشجعني على ماكنت عليه من المعاصي والذنوب ، إلا أنهن كن يقلن لي على الأقل صلي مثلنا ثم اعملي ماشئت من المعاصي " . ومن جهة أخرى كان هناك بعض الأخوات الملتزمات ، كن دائما يقدمن لي النصيحة، إلا أنهم لم يوفقن في نصحي بالحكمة والموعظة الحسنة، فكنت أزداد عنادا بـاصرارا. ولما أراد الله لي الهداية وفقني للانتقال إلى غرفة أخرى في السكن ، ومن توفيق الله سبحانه أن رفيقاتي هذه المرة كن من الأخوات المؤمنات الطيبات ، وكن على خلق عظيم وأدب جم ، وأسلوب حسن في النصيحة والدعوة، فكن يقدمن لي النصيحة بطريقة جذابة ، وأسلوب مرح ، وطوال إقامتي معهن ، لم أسمع منهن تافها أو كلاما قبيحا ، بل كن يتبسمن لي ، ويقدمن لي كل ما أحتاجه من مساعدة ، وإذا رأيتني أستمع إلى الموسيقي والغناء كن يظهرن لي انزعاجهن من ذلك ثم يخرجن من الغرفة دون أن يقلن لي شيئا، فاشعر بالإحراج والخجل مما فعلت ، وإذا عدن من الصلاة في مصلى السكن ، كن يتفقدنني في الغرفة ، ويبدين قلقهن لعدم حضوري الصلاة ، فأشعر في قرارة نفسي أيضما بالخجل والندم ، فأنا لا أحافظ على الصلاة أصلا حتى أصليها جماعة . وفي أحـد الأيام . . أخذت دوري في الإشراف على الوحدة السكنية ، وبينما أنا جالسة على مكتبي أستمع إلى أغنية في التلفاز وقد ارتفع صوت الغناء، جاءتني إحدى رفيقاتي في الغرفة، وقالت لي ماهذا؟! لماذا لاتخففي الصوت ، إنك الان في موقع المسئولية فينبغي أن تكون قدوة لغيرك . فصارحتها بانني أستمع إلى الأغاني وأحبها، فنظرت إلي تلك الأخت وقالت : لا يا أختي ، هذا خطأ، وعليك أن تختاري إما طريق الخيروأهله ، أو طريق الشر وأهله ، ولا يمكنك أن تسيري في طريقين في آن واحد . عنـدما أفقت من غفلتي ، وراجعت نفسي ، وبدأت أستعرض في مخيلتي تلك النماذج الحية المخلصة، التي تطبق الإسلام وتسعى جاهدة إلى نشره بوسائل وأساليب محببة. فتبت إلى الله ، وأعلنت توبتي ، وعدت إلى رشدي ، وأنا الان - ولله الحمد - من الداعيات إلى الله ، ألقي الدرولس والمحاضرات ، وأؤكد على وجوب الدعوة، وأهمية سلوك الداعية في مواجهة الناس ، كـما أحذر جميع أخواتي من قرينات السوء . . والله الموفق !).. .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
18 توبة امرأة عن الغناء والعود وتوبة مولاها على يدها
عن سري السقطي أنه قال : ضاقت علي نفسي يوما،فقلت في نفسي : أخرج إلى المارستان وأنظر إلى المجانين فيه ، وأعتبر بأحوالهم . فخرجت إلى بعض المارستات ، وإذا بامرأة مغلولة يدها إلى عنقها وعليها ثياب حسان وروائح عطرة، و تنشد:
أعيذك أن تغـل يـدي بغيـرجـريمـة سبقـت
تغل يدي إلى عنـقي وما خانت ولا سـرقت
وليـن جـوانحـي كبـد أحس بها قـد احترقـت
وحقـك يامـدى أملي يمينا برة صـدقـت
فلـو قطعتها قطعـا وحـقك عنك لانطقت
فقلت لصاحب المارستان : ماهذه ؟ فقال : مملوكة خبل عقلها. فحبست لتصلح . فلما سمعت كلامه أنشدت .
معشر الناس ماجننت ولكن أنا سكرانة وقلبي صاح
لم غللتم يدي ولم ات ذنبا غيرهتكي في حبه وافتضاحي
أنا مفتونة بحب حبيب لست أبغي عن بابه من براح
فصلاحي الذي زعمتم فسادي وفسادي الذي زعمتم صلاحي ماعلى من أحب مولى الموالي وارتضاه لنفسه من جناح
قال سري : فسمعت كلاما أبكاني . فلما رأت دموعي قالت : ياسري ! هذه دموعك على الصفة، فكيف لو عرفته حق المعرفة؟ فقلت : هذا أعجب ! من أين عرفتني ؟ قالت : ماجهلت منذ عرفت أن أهل الدرجات يعرف بعضهم بعضا ، فقلت : ياجارية أراك تذكرين المحبة ، فلمن تحبين ؟ قالت : لمن تعرف إلينا بألا ئه ، وتحبب
الينا بنعمائه ، وجاء علينا بجزيل عطائه ! فهوقريب ، إلى القلوب مجيب ! تسمى باسمائه الحسنى ، وأمرنا أن ندعوه بها ! فهوحكيم كريم ، قريب مجيب . قال : فقلت لهـا: فيم حبست ؟ فقالت . قومي عابوا علي ماسمعت منهم . فقلت لصاحب المارستان . أطلقها . ففعل ! فقلت : اذهبي حيث شئت . فقالت : إن حبيب قلبي قد ملكني لبعض مماليكه ، فإن رضي مالكي وإلا صبرت واحتسبت . فقلت : هذه والله أعقل مني ! فجاء مالكها وجمعه ناس كثير، فقال لصاحب المارستان : وأين بدعة؟ فقال : دخل عليها سري فاطلقها . فلما رآني عظمني ! فقلت . هي والله أولى بالتعظيم مني ! فما الذي تنكرمنها؟ فقال : كثرة فكرتها، وسرعة عبرتها وزفرتها وحنينها فهي باكية
راغبة ، لا تاكل مع من ياكل ، ولاتشرب مع من يشرب ! وهي بضاعتي اشتريتها بكل مالي - بعشرين ألف درهم - وأملت أن أربح فيها مثل ثمنها . فقلت : ، وماكانت صنعتها؟ قال . مطربة. قلت : و منذ كم كان بها هذا الداء؟ فقال : منذ سنة . قلت : ماكان بدؤه ؟ قال . كان العود في حجرها وهي تغني وتقول :
وحقك لانقضت الدهر عهدا ولا كدرت بعـد الصفو ودا
ملأت جوانحي والقلب وجدا فكيف أقر أو أسلو وأهدا
فيامن ليس لي مولى سواه تراك تركتني في الناس عبدا
قال : فكسرت العود وقامت وبكت . فاتهمتها بمحبة إنسان فكشفت عن ذلك فلم أجد له أثرا . قال : فقلت لها: هكذا كان ؟ فقالت . خاطبني الوعـظ من جنـاني وكان وعظـي على لساني
قربنـي منـه بعـد بعد وخصنـي الله واصطفـاني
أجبت لقـا دعيـت طـوعا ملبيا للـذي دعـاني
قال : فقلت له : علي الثمن وأزيدك . قال : فصاح . وافقراه ! من أين لك ثمن هذه ؟ فقلت . لاتعجل علي ، تكون في المارستان حتى آتي بثمنها ثم مضيت وعيني تدمع وقلبي يخشع . وبت ولم أطعم غمضا، ووالله ماعندي درهم من ثمنها . وبقيت طول ليلي اتضرع إلى الله تعالى وأقول : يارب ! إنك تعلم سري وجهري ، وقد اتكلت على فضلك وعولت عليك فلا تفضحني . فبينما أنا عند السحر إذا بقارع يقرع الباب . فقلت : من بالباب ؟ فقال حبيب من الأحباب ، أتى في سبب من الأسباب ، من الملك الوهاب ، ففتحت الباب ، فإذا برجل معه خادم وشمعة . فقال : يا أستاذ! أتأذن لي بالدخول ؟ فقلت : ادخل ! من أنت ؟ قال : أنا أحمد بن المثنى ، قد أعطاني مالك الـدار فأكنر؟ كنت الليلة نائما فهتف بي هاتف في المنام : أحمل خمس بدرات إلى سري يعطيها لمولى بدعة يفكها من الأسر ومن رق العبودية السناعة ! قلنا بها عناية . فجئت مبادرا بهذا المال ، فاصنع به ماشئت . قال . فخررت لله ساجدا وارتقبت الصبح . فلما تعالق ضوء النهار أخـذت بيد أحمـد ومضيت به إلى المارستان . فإذا الموكل به يلتفت يمينا وشمالا . فلما رآني قال : مرحبا! ادخل ! فإن لها عند الله لعناية ! هتف بي البارحة هاتف ، وهويقول :
إنهـا منـا ببـال ليـس تخـلومـن نـوال
قربـت ثم تسـمت وعلـت في كـل حـال
فحفظت هذا القول وكررته إلي أن أتيتم . فدخلت عليها وهي تقول : قـد تصبـرت إلى ان عيـل في حبـك صبـري
ضاق مـن غلـي وقيـدي وامتهاني فيـك صـدري
ليـس يخفى عنـك أمـري يا منى قلبـي وذخـري
أنـت لي تعتـق رقي وتفـك اليـوم أسـري
قال : وأقبل مولاها يبكي ويخشع ، فقلت له : قد جئناك بما ورثت وربح خمسة الاف . فقال :
لا والله! فقلت : يربح عشرة آلاف ، فقال : لا. فقلت : يربح المثل . فقال : لو أعطيتني الدنيا ماقبلت ! وهي حرة لوجه الله تعالى . فقلت له . ما القصة؟ فقال : يا أستاذ! وبخت البارحة، أشهدك أني خارج من جميع مالي وهارب إلى الله تعالى ؟ اللهم كن لي بالسعة كفيلا وبالرزق جميلا . فالتفت إلى ابن المثنن فرأيته يبكي ، فقلت له : مابكاؤك ؟ فقال : ما رضي بي المولى لما ندبني إليه ! أشهدك أني قد تصدقت بجميع مالي لوجه الله تعالى . فقلت : ما أعظم بركة بدعة على الجميع ! فقامت بدعة، فنزعت ماكان عليها، ولبست مدرعة من الشعر، وخرجت وهي تقول :
هربـت منـه إليـه بكيت منـه عليـه
وحقـه فهـو مـولا لازلـت بين يديـه
حتى أنـال وأحـظى بمـارجـوت لديـه
قال سري : فأقمت بعد ذلك مدة حتى مات مولاها ، فبينا أنا أطوف بالكعبة وإذا أنا بصوت محزون من كبد مقروحة ، وهو يقول .
قد تشهـرت بحبـك كيف لي منك بقربك
كيف بي يانفـس إن ا خـذك الله بذنبـك
لم يقاسـي أحد يـا نفـس كربا مثـل كربك
قال : فتبعت الصوت فإذا امرأة كالخيال . فلما رأتني قالت : السلام عليك يا سري ! فقلت : وعليك السلام ! من أنت ؟ فقالت : لا إله إلا الله ! وقع التناكربعد المعرفة! أنا بدعة . فقلت . ما الذي أفادك الحق بعد انفرادك عن الخلق ؟ فقالت : أ فادني كل المنى . وأنشدت :
يامـن رأئ وحشتـي فانسني بالقرب من قربه فأنعشني
هربت من مسكني إلى سكني نعم ومن موطني إلى وطنـي ياسكني لاخلوت من سكني دهري وياعدني على الزمن
يا أوحشني مافقدت منه فقد عاد بأحدعسـانه فأنسنـي
وعدت أيضا وعاد منعطفـا كذلك مذكان منه عودني
ثم قالت : لاحاجة لي بالبقاء، فخذني إليك ! قال : فحركتها فإذا هي ميتة - رحمة الله عليها.
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة شاب نصراني وإسلامه
عن حامد الأسود صاحب إبراهيم الخواص ، قال : كان إبراهيم ، إذا أراد سفرا ، لم يحدث به أحدا ولم يذكره ! وإنما يأخذ ركوته ويمشي ، فبينا نحن معه في مسجده تناول ركوته ومشى . فاتبعته ، فلم يكلمني حتى وافينا الكوفة، فأقام بها يومه وليلته ، ثم خرج نحو القادسيـة. فلما وافاها، قال لي . ياحامد! إلى أين ؟ قلت . ياسيدي ! خرجت بخروجك . قال : أنا أريد مكة إن شاء الله ! قلت : وأنا إن شاء الله أريد مكة، فمشينا يومنا وليلتنا، فلما كان بعد أيام إذا شاب قد انضم إلينا في بعض الطريق ، فمشينا
يوما وليلة لايسجد لله - عز وجل - سجدة ، فعرفت إبراهيم ، وقلت : إن هذا الغلام لايصلي . فجلس ، وقال له : ياغلام ! مالك لاتصلي والصلاة أوجب عليك من الحج ، فقال : ياشيخ ! ماعلي صلاة . قال . أليس برجل مسلم ؟ قال : لا. قال . أي شيء أنت ؟ قال : نصراني ، ولكن إشارتي في النصرانية إلى التوكل ! وادعت نفسي أنها قد أحكمت حال التوكل فلم أصدقها فيما ادعت ، حتى أخرجتها إلى هذه الفلاة التي ليس فيها موجود غير المعبود، أثير ساكني وأمتحن خاطرى . فقام إبراهيم ومشى ، وقال : دعة يكون معك ، فلم يزل يسايرنا إلى أ ن وافينا "بطن مير" فقام إبراهيم ونزع خلقانه وطهرها بالماء، ثم جلس وقال له : ما اسمك ؟ قال : عبدالمسيح . فقال . ياعبدالمسيح (2) هذا دهليز مكة ، وقد حرم الله على أمثالك الدخول إليه وقرأ : ( إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا). سورة التوبة، ! . والذي أردت أن تستكشف من نفسك فقد بان لك ، فاحذر أن تدخل مكة ! فإن رأيناك بمكة أنكرنا عليك . قال حامد : فتركناه ودخلنا مكة!
. فبينا نحن جلوس بعرفات إذا هوقد أقبل وعليه ثوبان وهومحرم ، يتصفح الوجوه حتى وقف علينا ، فأكب على إبراهيم يقبل رأسه . فقال له . ماوراءك ياعبدالمسيح ؟ فقال : هيهات ! إنا اليوم عبد من المسيح عبده ! فقال له إبراهيم : حدثني حديثك . فقال : جلست مكـاني حتى أقبلت قافلة الحاج ، فقمت وتنكرت في زي المسلمين كأني محرم . فساعة وقعت عيني على الكعبة اضمحل عندي كل دين سوئ الإسلام ، فأسلمت واغتسلت وأحـرمت ، وها أنا أطلبك يومي ، فالتفت إلينا إبراهيم وقال . ياحامد! انظر إلى بركة الصدق في النصرانية،كيف هداه إلى الإسلام وصحبنا حتى مات بين الفقراء رحمه الله.
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة شابين في المطار على يد أحد المشايخ
"على حضرات الركاب المسافرين على الرحلة رقم . . . ، والمتوجهة إلى . . . . . ، التوجه إلى صالة المغادرة ، استعدادا للسفر" . دوى هذا الصوت في جنبات مبنى المطار، أحد الدعاة كان هناك جالسا في الصالة، وقد حزم حقائبه ، وعزم على السفر إلى بلاد الله ) سعيا للدعوة إلى اللة - عز وجل - سمع هذا النداء فاحس بامتعاض في قلبه ، إنه يعلم لماذا يسافركثيرمن الناس إلى تلك البلاد، وخاصة الشباب . وفجاة، لمح هذا الشيخ الجليل شابين في العشرين من عمرهما أوتزيد قليلأ،وقد بدا من ظاهرهما مايدل على أنهما لايريدان إلا المتعة الحرام من تلك البلاد التي عرفت بذلك .
"لابد من إنقاذهما قبل فوات الأوان " قالها الشيخ في نفسه ، وعزم على الذهاب إليهما ونصحهما، فوقف الشيطان في وجهه ، وقال له : مالك ولهما؟! دعهما يمضيان في طريقهما ويرفها عن نفسيهما، إنهما لن يستجيبا لك ". ولكن الشيخ كان قوي العزيمة، ثابت الجاش ، عالما بمداخـل الشيطان ووساوسه ، فبصق في وجه الشيطان ، ومضى في طريقه لاينوي على شيء ، وعند بوابة الخروج ، استوقف الشابين بعد أن ألقى عليهما التحية، ووجه إليهما نصيحة مؤثرة، وموعظة بليغة، وكان مما قاله س . ماظنكما لوحدث خلل في الطائرة، ولقيتما - لا قدر الله - حتفكما وأنتما على هذه النية قد عزمتا على مبارزة الجبار- جل جلاله -، فباي وجه ستقابلان ربكما يوم القيامة؟؟" . وذرفت عينا هذين الشابين ، ورق قلبهما لموعظة الشيخ ، وقاما فورا بتمزيق تذاكر السفر، وقالا . ياشيخ : لقد كذبنا على أهلينا ، وقلنا إننا ذاهبان إلى مكة أوجدة ، فكيف الخلاص ؟ وماذا نقول لهم ؟ وكان مع الشيخ أحد طلابه ، فقال : اذهبا مع أخيكما هذا ، وسوف يتولى إصلاح شانكما. ومضى الشابان مع صاحبهما وقد عزما على أن يبيتا عنده أسبوعا كاملا، ومن ثم يعودا إلى أهلهما . وفي تلك الليلة ، وفي بيت ذلك الشاب (تلميذ الشيخ ) ألقى أحد الدعاة كلمة مؤثرة زادت من حماسهما، وبعدها عزم الشابان على الذهاب إلى مكة لأداء العمرة، وهكذا : أرادا شيئا ، وأراد الله شيئا اخر، فكان ما أراده اللة - عز وجل -. وفي الصباح ، وبعد أن أدى الجميع صلاة الفجر، انطلق الثلاثة صوب مكة - شرفها الله - بعد أن أحرموا من الميقات ، وفي الطريق كان النهاية . . وفي الطريق كانت
الخاتمة . . وفي الطريق كان الانتقال إلى الدار الاخرة ، فقد وقع لهم حادث مروع ذهبوا جميعا ضحيته ، فاختلطت دماؤهم الزكية بحطام الزجاج المتناثر، ولفظوا أنفاسهم الأخيرة تحت الحطام وهم يرددون تلك الكلمات الخالدة: "لبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك لبيك . . . إلخ " . كم كان بين موتهما وبين تمزيق تذاكر سفرهما لتلك البلاد المشبوهة؟! إنها أيام ، بل ساعات معدودة، ولكن الله أراد لهما الهداية والنجاة، ولله الحكمة البالغة سبحانه .
أخي المسلم : إذا نازعتك نفسك الأمارة بالسوء إلى معصية اللة ورسوله فتذكر هادم اللذات وقاطع الشهوات ومفرق الجماعات ، الموت ، واحذر أن ياتيك وأنت على حال لاترضي الله - عز وجل - فتكون من الخاسرين . وإذا خلـوت بريبـة في ظلمـتن والـنـفس داعيـة إلى العصيـان فاستحيي من نظر الإله وقـل لها إن الـذي خلـق الظلام يراني شتان بين من يموت وهو في أحضان المومسات ، ومن يموت وهو ساجد لرب الأرض والسموات . شتان بين من يموت وهو عاكف على الات اللهو والفسوق والعصيان ، ومن يموت وهو ذاكر لله الواحد الديان ، فاختر لنفسك ماشئت.؟؟ .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة شاب غافل بعد وفاة أخته المؤمنة
يقول صاحب القصة : "كنت شابا غافلا عن الله ، بعيدا عنه ، غارقا في لجج المعاصي والاثام ، فلما أراد الله لي الهداية ، قدر لى حادثا أعادني إلى رشدي إلى صوابي . . وإليكم القصة . في يوم من الأيام ، وبعد أن قضينا أياما جميلة في نزهة عائلية في مدينة الدمام ، انطلقت بسيارتي عبر الطريق السريع بين الدمام والرياض ومعي أخواتي الثلاث ، وبدل أن أدعو بدعاء السفر المأثور، استفزني الشيطان بصوته ، وأجلب علينا بخيله ورجله ، وزين لي سماع لهو الحديث المحرم لأظل ساهيا غافلأ عن الله .لم أكن حينذاك أحرص على سماع إذاعة القرآن الكريم أو الأشرطة الإسلامية النافعة للمشايخ والعلماء ، لأن الحق والباطل لايجتمعان في قلب أبدا . إحدئ أخواتي كانت صالحة مؤمنة ، ذاكرة لله ، حافظة لحدوده . . طلبت مني أن أسكت صوت الباطل ، وأستمع إلى صوت الحق ، ولكن . . أني لي أن أستجيب لذلك وقـد استحوذ علي الشيطان ، وملك علي جوارحي وفؤادي ، فاخذتني العزة بالإثم ورفضت طلبها، وقد شاركني في ذلك أختاي الأخريان . . وكررت أختي المؤمنة طلبها فازددت عنادا وإصرارا ، وأخذنا نسخر منها قلت لها - أن أعجبك الحال وإلا أنزلتك على قارعة الطريق . فصمتت أختي على مضض ، وقد كرهت هذا العمل بقلبها، وأدت ماعليها، والله - سبحانه - لايكلف نفسا إلا وسعها . وفجأة. . وبقدر من الله سبق ، انفجرت إحدئ عجلات السيارة ونحن نسيربسرعة شديدة، فانحرفت السيارة عن الطريق ، وهوت في منحدر جانبي ، فأصبحت رأسا على عقب بعد أن انقلبت عدة مرات ، وأصبحنا في حال لايعلمها إلا الله العلي العظيم ، فاجتمع الناس حول سيارتنا المنكوبة ، وقام أهل الخيربإخراجنا من بين الحطام والزجاج المتناثر. . ولكن . . ما الذي حدث ؟ لقد خرجنا جميعا سالمين - إلا من بعض الإصابات البسيطة - ماعدا أختي المؤمنة . . أختي الصابرة . . أختي الطيبة. نعم . . لقد ماتت أختي الحبيبة التي كنا نستهزيء بها، واختارها الله إلى جواره ، وإني لأرجو أن تكون في عداد الشهداء الأبرار، وأسأل الد - عز وجل - أن يرفع منزلتها ويعلي مكانتها في جنات النعيم . أما أنا فقد بكيت على نفسي قبل أن أبكي على أختي ، وانكشف عني الغطاء، فأبصرت حقيقة نفسي وماكنت فيه من الغفلة والضياع ، وعلمت أن الله - جلا وعلا- قد أراد بي خيرا، وكتب لي عمرا جديدا، لأبدأ حياة جديدة ملؤها الإيمان والعمل ا لصالح . أما أختي الحبيبة فكلما تذكرتها أذرف دموع الحزن والندم ، وأتساءل في نفسي : هل سيغفر الله لي ؟ فأجد الجواب في كتاب الله - عز وجل - في قوله تعالى : ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) . وختاما ، أحذركم - إخواني في الله - من الغفلة ، فأفيقوا أيها الغافلون ، وخذوا من غيركم العبرة قبل أن تكونوا لغيركم عبرة. فيـا غافلا في غمرة الجهل والهوى صريـع الأمـاني عن قريب ستنـدم
أفق قد دنـا اليوم الذي ليس بعده سوى جنـة أو حر نار تضرم ؤبـالسنـة الغـراء كن متمسكـا هي العـروة الوثـقى التي ليس تفصم تمسك بها مسـك البخيـل بمالـه وغض عليـهـا بالـنواجـذ تسلم" . .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة شرطيين شهدا إعدام سيد قطب رحمه الله
( مجلة الدعوة السعودية / العدد 1028 )
إن في بذل العلماء والدعاة والمصلحين أنفسهم في سبيل الله حياة للناس ، إذا علموا صدقهم ؛ وإخلاصهم لله عز وجل .
ومن هؤلاء الدعاة والمفكرين.. " سيد قطب " رحمه الله ، فقد كان لمقتله أثر بالغ في نفوس من عرفوه وعلموا صدقه ، ومنهم اثنان من الجنود الذين كلفوا بحراسته وحضروا إعدامه .
يروي أحدهما القصة فيقول :
هناك أشياء لم نكن نتصورها هي التي أدخلت التغيير الكلي على حياتنا..
في السجن الحربي كنا نستقبل كل ليلة أفرادا أو جماعات من الشيوخ والشبان والنساء ، ويقال لنا : هؤلاء من الخونة الذين يتعاونون مع اليهود ولابد من استخلاص أسرارهم ، ولا سبيل إلى ذلك إلا بأشد العذاب ، وكان ذلك كافيا لتمزيق لحومهم بأنواع السياط والعصي ، كنا نفعل ذلك ونحن موقنون أننا نؤدي واجبا مقدسا ، إلا أننا ما لبثنا أن وجدنا أنفسنا أمام أشياء لم نستطع لها تفسيرا ، لقد رأينا هؤلاء " الخونة " مواظبين على الصلاة أثناء الليل وتكاد ألسنتهم لا تفتر عن ذكر الله ، حتى عند البلاء !
بل إن بعضهم كان يموت تحت وقع السياط ، أو أثناء هجوم الكلاب الضارية عليهم ، وهم مبتسمون ومستمرون على الذكر .
ومن هنا.. بدأ الشك يتسرب إلى نفوسنا.. فلا يعقل أن يكون مثل هؤلاء المؤمنين الذاكرين من الخائنين المتعاملين مع أعداء الله .
واتفقت أنا وأخي هذا سرا على أن نتجنب إيذاءهم ما وجدنا إلى ذلك سبيلا ، وأن نقدم لهم كل ما نستطيع من العون .
ومن فضل الله علينا أن وجودنا في ذلك السجن لم يستمر طويلا.. وكان آخر ما كلفنا به من عمل هو حراسة الزنزانة التي أفرد فيها أحدهم ، وقد وصفوه لنا بأنه أخطرهم جميعا ، أو أنه رأسهم المفكر وقائدهم المدبر ( هو سيد رحمه الله ) .
وكان قد بلغ به التعذيب إلى حد لم يعد قادرا معه على النهوض ، فكانوا يحملونه إلى المحكمة العسكرية التي تنظر في قضيته .
وذات ليلة جاءت الأوامر بإعداده للمشنقة ، وأدخلوا عليه أحد الشيوخ !! ليذكره ويعظه !! وفي ساعة مبكرة من الصباح التالي أخذت أنا وأخي بذراعيه نقوده إلى السيارة المغلقة التي سبقنا إليها بعض المحكومين الآخرين.. وخلال لحظات انطلقت بنا إلى مكان الإعدام.. ومن خلفنا بعض السيارات العسكرية تحمل الجنود المدججين بالسلاح للحفاظ عليهم..
وفي لمح البصر أخذ كل جندي مكانه المرسوم محتضنا مسدسه الرشاش ، وكان المسئولون هناك قد هيئوا كل شئ.. فأقاموا من المشانق مثل عدد المحكومين.. وسيق كل مهم إلى مشنقته المحددة ، ثم لف حبلها حول عنقه ، وانتصب بجانب كل واحدة " العشماوي " الذي ينتظر الإشارة لإزاحة اللوح من تحت قدمي المحكوم.. ووقف تحت كل راية سوداء الجندي المكلف برفعها لحظة التنفيذ .
كان أهيب ما هنالك تلك الكلمات التي جعل يوجهها كل من هؤلاء المهيئين للموت إلى إخوانه ، يبشره بالتلاقي في جنة الخلد ، مع محمد وأصحابه ، ويختم كل عبارة بالصيحة المؤثرة : الله أكبر ولله الحمد .
وفي هذه اللحظات الرهيبة سمعنا هدير سيارة تقترب ، ثم لم تلبث أن سكت محركها ، وفتحت البوابة المحروسة ، ليندفع من خلالها ضابط من ذوي الرتب العالية ، وهو يصيح بالجلادين : مكانكم !
ثم تقدم نحو صاحبنا الذي لم نزل إلى جواره على جانبي المشنقة ، وبعد أن أمر الضابط بإزالة الرباط عن عينيه ، ورفع الحبل عن عنقه ، جعل يكلمه بصوت مرتعش :
يا أخي.. يا سيد.. إني قادم إليك بهدية الحياة من الرئيس – الحليم الرحيم !!! – كلمة واحدة تذيلها بتوقيعك ، ثم تطلب ما تشاء لك ولإخوانك هؤلاء .
ولم ينتظر الجواب ، وفتح الكراس الذي بيده وهو يقول : اكتب يا أخي هذه العبارة فقط : " لقد كنت مخطئا وإني أعتذر ... " .
ورفع سيد عينيه الصافيتين ، وقد غمرت وجهه ابتسامة لا قدرة لنا على وصفها.. وقال للضابط في هدوء عجيب : أبدا.. لن أشتري الحياة الزائلة بكذبة لن تزول !
قال الضابط بلهجة يمازجها الحزن : ولكنه الموت يا سيد...
وأجاب سيد : " يا مرحب بالموت في سبيل الله .. " ، الله أكبر !! هكذا تكون العزة الإيمانية ، ولم يبق مجال للاستمرار في الحوار ، فأشار الضابط بوجوب التنفيذ .
وسرعان ما تأرجح جسد سيد رحمه الله وإخوانه في الهواء.. وعلى لسان كل منهم الكلمة التي لا نستطيع لها نسيانا ، ولم نشعر بمثل وقعها في غير ذلك الموقف ، " لا إله إلا الله ، محمد رسول الله .. " .
وهكذا كان هذا المشهد سببا في هدايتنا واستقامتنا ، فنسأل الله الثبات .
khattib // من الأخ
توبة شيخ مهلبي وجاريته عن الشراب والضرب بالعود
عن إسماعيل بن عبدالله الخزاعي ، قال : قدم رجل من المهالبة من البصرة أيام البرامكة في حوائج له ، فلما فرغ منها انحدر إلى البصرة ومعه غلام له وجارية . فلما صار في دجلة إذا بفتى على ساحل دجلة ، عليه جبة صوف وبيده عكازة ومزود، قال : فسأل الملاح أن يحمله إلى البصرة ويأخذ منه الكراء . قال : فاشرف الشيخ المهلبي ! فلما راه رق له ، فقال للملاح : قرب واحمله معك على الظلال ، فحمله . فلما كان في وقت الغداء دعا الشيخ بالسفرة، وقال للملاح : قل للفتى ينزل إلينا، فابى عليه ! فلم يزل يطلب إليه حتى نزل ، فاكلوا . حتى إذا فرغوا ذهب الفتى ليقوم ، فمنعه الشيخ حتى توضؤوا؟ ثم دعا بزكرة(ا) فيها شراب ، فشرب قدحا، ثم سقى الجارية، ثم عرض على الفتى . فأبى وقال : أحب أن تعفيني . قال : قد عفيناك ، اجلس معنا، وسقى الجـارية، وقال : هاتي ماعندك ، فاخرجت عودا لها في كيس ، فهيأته وأصلحتـه ، ثم أخذت فغنت : فقال : يافتى! تحسن مثل هذا؟ قال : أحسن ماهو أحسن من هذا . فافتتح الفتى . بسم الله الرحمن الرحيم ،! قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا . أين ماتكونوا يدرككم الموت ولوكنتم في بروج مشيدة . سورة النساء،. وكان الفتى حسن الصوت . قال : فرمى الشيخ بالقدح في الماء، وقال : أشهد أن هذا أحسن مما سمعت ! فهل غيرهذا؟ قال : نعم ، وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا قال : فوقعت من قلب الشيخ موقعا : قال فامر بالزكرة فرمى بها واخذ العود فكسره ثم قال : يا فتى هل ها هنا فرج ؟ قال نعم ( قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) قال فصاح الشيخ صيحة خر مغشيا عليه فنظروا فاذا الشيخ قد ذاق الموت وقد قاربوا البصرة قال فضج القوم بالصراخ واجتمع الناس وكان رجلا من المهالبة معروفافحمل الى منزله فما رأيت جنازة كانت اكثر جمعا منها قال فبلغني ان الجارية المغنية تدرعت الشعر وفوق الشعر جبة صوف وجعلت تقوم الليل وتصوم النهار فمكثت بعده اربعين ليلة ثم مرت بهذه الاية في بعض الليالي ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فيؤمن ومن شاء فيكفر إنا اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ) قال فأصبحوا فأصابوها ميتة .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة طالبة على يد معلمتها
تقول هذه التائبة . "لا أدري بأي كلمات سوف أكتب قصتي . . أم بأي عبارات الذكرى الماضية التي أتمنى أنها لم تكن ! سوف أسجلها . . فقد كان إقبالي على سماع الغناء كبيرا حتى أني لا أنام ولا أستيقظ إلا على أصوات الغناء . . أما المسلسلات والأفلام فلا تسل عنها في أيام العطل . . لا أفرغ من مشاهدتها إلا عند الفجر في ساعات يتنزل فيها الرب - سبحانه -إلى السماء الدنيا فيقول : هل من مستغفر فأغفرله ؟ . . هل من سائل فأعطيه سؤله ؟ . . وأنا ساهرة على أفلام الضياع . . أما زينتي وهيئتي فكهيئة الغافلات أمثالي في هذه السن : قصة غربية ، ملابس ضيقة وقصيرة ، أظافر طويلة ، تهاون بالحجاب . . الخ . في الصف الثاني ثانوي دخلت علينا معلمة الكيمياء وكانت معلمة فاضلة صالحة . . شدني إليها حسن خلقها، وإكثارها من ذكر الفوائد، وربطها مدة الكيمياء بالدين ، حملتني أقدامي إليها مرة، ولا أدري ما الذي ساقني إليها لكنها كانت البداية . جلست إليها مرة ومرتين ، فلما رأت مني تقبلا واستجابة نصحتني بالابتعاد عن سماع الغناء ومشاهدة المسلسلات . قلت لها: لا أستطيع . قالت : من أجلي . . قلت : حسنا من أجلك ، وصمت قليلا ثم قلت لها: لا. . ليس من أجلك بل لله إن شاء. . وكانت قد علمت مني حب التحدي . فقات : ليكن تحد بينك وبين الشيطان فلننظرلمن ستكون الغلبة، فكانت آخر حلقة في ذلك اليوم ، فلا تسـل عن حالي بعـد ذلك وأنا أسمع من بعيد أصوات الممثلين في المسلسلات . أتقدم وأشاهد المسلسل . . إذن سيغلبني الشيطان . . ومن تلك اللحظة تركت سماع الغناء ومشاهدة المسلسلات ولكني - بعد شهرتقريبا -عدت إلى سماع الغناء خاصة، واستطا ع الشيطان - على الرغم من ضعف كيده كـما أخبرنا الله أن يغلبني لضعف إيماني بالله . وفي السنة الثالثة - وهي الأخيرة - دخلت علينا معلمة أخرى كنت لا أطيق حصتها وعباراتها الفصيحة ونصائحها .. إنها معلمة اللغة العربية، وفي أول امتحان لمادة النحو فوجئت بالحصول على درجـة ضعيفة جدا، وقد كتبت المعلمة في ذيل الورقة بخطها عبارات عن إخلاص النية في طلب العلم ، وضرورة مضاعفة الجهد، فضاقت بي الأرض بما رحبت ! فما اعتدت الحصول على مثل هذه الدرجة ولكن . . عسمى أن تكرهوا شيئا وهوخيرلكم . . ذهبت أحث الخطى إليها ، فباي حق توجه إلي هذه العبارات ، فاخذت تحدثني عن إخلاص النية في طلب العلم في اليوم التالي أخبرتني إحدى الأخوات أن المعلمة تريدني ، فلم ألق لذلك بالأ، ولكن شاء الله أن أقابلها عند خروجها وهي تحمل في يدها مصحفا صغيرا. . صافحتني ، ووضعت المصحف في يدي ، وقبضت على يدي ، وقالت : لا أقول لك هدية بل هي أمانة، فإن استطعت حملها وإلا فاعيديها إلي . . فوقع في نفسعي حديثها ولكني / أستشعرثقل تلك الأمانة إلا بعد أن قابلت إحدى الأخـوات الصالحات فسالتني : ماذا تريد منك ؟ فقلت : إنها أعطتني هذا المصحف وقالت لي: أمانة . . فتغيروجه هذه الأخت الصالحة، وقالت لي : أتعلمين ما معنى أمانة؟! . . أتعلمين ما مسؤولية هذا الكتاب ؟! أتعلمين كلام من هذا، وأوامر من هذه ؟ ! . . عنـدها استشعرت ثقل هذه الأمانة . . فكان القرآن الكريم أعظم هدية أهـديت إلي. . فانهمكت في قراءتـه ، وهجـرت - وبكـل قوة وإصرار- الغنـاء والمسلسلات ، إلا أن هيئتي لم تتغير.. قصة غربية، وملابس ضيقة . واتذكر كلام تلك المعلمة عندما قالت : قال تعالى : (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) .
فقد تغيرت مكانتها في نفسي ، وأصبحت أكن لها كل حب وتقدير واحترام . . هذا مع حرصها على الفوائد في حصتها ، وربط الدرس بما يريده منا الغرب من التحلل والإباحية ونبذ كتاب الله جانبا . . وفي كل أسبوع كانت تكتب لنا في إحدى زوايا السبورة آية من كتاب الله ، وتطلب منا تطبيق ما في هذه الآية من الأحكام . . وهكذا ظلت توالي من نصائحها إضافة إلى نصائح بعض الأخوات حتى تركت قصة الشعر الغربية عن اقتناع ، وأنها لا تليق بالفتاة المسلمة المؤمنة، وأنها ليست من صفات أمهات المؤمنين . . فتحسن حالي - ولله الحمد - والتزمت بالحجاب الكامل من تغطية الكفين والقدمين بعدما كنت أنا وإحـدى الصديقات نحتقر لبس الجوارب حتى إننا كنا نلبسه فوق الحذاء استهزاء ، ونضحك من ذلك المنظر. أنهيت الثانوية العامة ، والتحقت بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وفي يوم من الأيام ذهبت مع إحدى الأخوات إلى مغسلة الأموات ، فإذا بالمغسلة تغسل شابة تقارب الثالثة والعشرين من عمرها - وكات في المستوى الثالث في الجامعة -. . ولا أستطيع وصف ما رأيت . . تقلب يمينا وشمالا لتغسل وتكفن ، وهي باردة كالثلج . . أمها حولها وأختها وأقاربها ، أتراها تقوم وتنظر إليهم آخر نظرة ، وتعانقهم وتودعهم أم تراها توصيهم آخر وصية . . كلا لا حراك . وإذ بامها تقبلها على خديها وجبينها-وهي تبكي بصمت -وتقول : اللهم ارحمها. . اللهم وسع مدخلها . . اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة. . وتقول لها: قد سامحتك يا ابنتي . . ثم يسدل الستار على وجهها بالكفن . . ما أصعبه من منظر. . وما أبلغها من موعظة. . لحظات وستوضع في اللحد، ويهال عليها التراب ، وتسال عن كل ثانية من حياتها. . فوالله مهما كتبت من عبارات ما استطعت أن أحيط بذلك المشهد . . لقد غير ذلك المشهد أمورا كثيرة بداخلي ، وزهدني بهذه الدنيا الفانية . . وإني لأتوجه إلى كل معلمة ، بل إلى كل داعية أيا كان مركزها ، أن لا تتهاون في إسداء النصح وتقديم الكلمة الطيبة حتى لو ان أقفلت في وجهها جميع الأبواب . . حسبها أن باب الله مفتوح . كما أتوجه إلى كل أ خت غافلة عن ذكر الله . منغمسة في ملذات الدنيا وشهواتها . . أن عودي إلى الله - أخية - فوالله إن السعادة كل السعادة في طاعة الله . . وإلى كل من رأت في قلبها قسوة، أو ما استطاعت ترك ذنب ما . . أن تذهب إلى مغسلة الأموات ! وتراهم وهم يغسلون ويكفنون . . والله إنها من أعظم العظات "وكفى بالموت واعظا" . أسال الله لي ولكن حسن الخاتمة(1) أختكم أم عبد.الله.
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة عاصي
قال الراوي . لقد تغير صاحبي. . نعم تغير. . ضحكاته الوقورة تصافح أذنيك كنسمات الفجر الندية وكانت من قبل ضحكات ماجنة مستهترة تصك الآذان وتؤذي المشاعر. . نظراته الخجولة تنم عن طهروصفاء وكانت من قبل جريئة وقحه . . كلماته تخرج من فمه بحساب وكانت من قبل يبعثرها هنا وهناك . . تصيب هذا وتجرح ذاك . . لايعبأ بذلك ولايهتم . . وجهه هاديء القسمات تزينه لحية وقورة وتحيط به هالة من نور وكانت ملامحه من قبل تعبر عن الانطلاق وعدم المبالاة . . نظرت إليه وأطلت النظر ففهم مايدور بحنلدي فقال . لعلك تريد أن تسألني : ماذا غيرك ؟ قلت : نعم هو ذلـك . . فصورتك التي أذكرها منذ لقيتك مرة من سنوات ، تختلف عن صورتك الان . . فتنهد قائلا : سبحان مغير الأحوال . . قلت : لابد أن وراء ذلك قصة؟ قال : نعم . . قصة كلما تذكرتها ازددت إيمانا بالله القادر على كل شيء قصة تفوق الخيال . . ولكنها وقعت لي فغيرت مجرئ حياتي . . وسأقصها عاليك . . ثم التفت إلي قائلا: كنت في سيارتي متجها إلى القاهرة . . وعند أحد الجسور الموصلة إلى إحدئ القرئ فوجئت ببقرة تجري ويجري وراءها صبي صغير. . وارتبكت . . فاختلت عجلة القيادة في يدي ولم أشعر إلا وأنا في أعماق الماء (ترعة الإبراهيمية) ورفعت رأسي إلى أعلى علي أجد متنفسا. . ولكن الماء كان يغمر السيارة جميعها. . مددت يدي لأفتح الباب فلم ينفتح . . هنا تأكدت أني هالك لامحالة . وفي لحظات - لعلها ثوان - مرت أمام ذهني صور سريعـة متلاحقة، هي
صورة حياتي الحافلة بكل أ نواع العبث والمجون . . وتمثل لي الماضي شبحا مخيفا وأحـاطت بي الظلمات كثيفة . . وأحسست أني أهوى إلى أغوار سخيف مظلمة فانتبـاني فزع شديد فصـرخت فى صوت مكتوم . . يارب . . ودرت حول نفسي مادا ذراعي أطلب النجـاة لا من الموت الذي أصبح محققا . . بل من خطاياي التي حاصرتني وضيقت علي الخناق . أحسست بقلبي يخفق بشدة إ نتفضت . . وبدأت أزيح من حولي تلك الأشباح المخيفة وأستغفرربي قبل أن ألقاه وأحسست أن ماحـولي يضغط علي كأنما استحالت المياه إلى جدران من الحـديد فقلت إنها النهاية لامحـالة . . فنطقت ! بالشهادتين وبدأت أستعد للموت . . وحركت يدي فإذا بها تنفذ في فراغ . . فراغ يمتد !لى خارج السيارة . . وفي الحال تذكرت ان زجاج السيارة أنكسر في حادث منذ أيام ثلاثة . . وقفزت دون تفكير ودفعت بنفسي من خلال هذا الفراغ . . فإذا الأضواء تغمرني وإذا بي خارج السيارة . . ونظرت فإذا جمع من الناس يقفون على الشاطيء ! كانوا يتصايحون باصوات لم أتبينها. . ولما رأوني خارج السيارة نزل اثنان منهم وصعدا بي إلى الشاطيء . وقفت على الشاطيء ذاهلا عما حولي غيرمصدق أني نجوت من الموت وأني الان بين الأحياء . . كنت أنـظر إلى السيارة وهي غارقـة في الماء فأتخيل حياتي ! الماضية سجينة هذه السيارة الغارقة . . أتخيلها تختنق وتموت . . وقد ماتت فعلا. . ! وهي الآن راقدة في نعشها أمامي لقد تخلصت منها وخرجت . . خرجت مولودا جديدا! لايمت إلى الماضي بسبب من الأسباب . . وأحسست برغبة شديدة في الجري بعيدا عن هذا المكان الذي دفنت فيه ماضي الدنس ومضيت . . مضيت إلى البيت إنسانا آخر! غير الذي خرج قبل ساعات . دخلت البيت وكان أول ماوقع عليه بصري صور معلقة على الحائط لبعض ! الممثلات والراقصات وصور لنساء عاريات . . واندفعت إلى الصور أمزقها . . ثم ارتميت على سريري أبكي ولأول مرة أحس بالندم على ما فرطت في جنب الله . . فأخذت الدموع تنساب في غزارة من عيني. . وأخذ جسمي يهتز. . وفيما أنا كذلك إذ بصوت المؤذن يجلجل في الفضاء وكأنني أسمعه لأول مرة . . فانتفضت واقفا وتوضأت . . وفي المسجد وبعد أن أديت الصلاة أعلنت توبتي ودعوت الله أن يغفر لي ومنذ ذلك الحين وأنا كما ترى. . . قلت : هنيئا لك يا أخي وحمدا لله على سلامتك لقد أراد الله بك خيرا والله يتولاك ويرعاك ويثبت على الحق خطاك . .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي عفا الله عنه
توبة فتاة بعد سماعها لآيات من القران الكريم
تقول هذه الفتاة : نشأت في بيت متدين بين والدين صالحين ، يعرفان الله -عز وجل - كنت ابنتهم الوحيدة . . فكانا يحرصان دائما على تنشئتي تنشئة صالحة، ويحثانني على الالتزام بأوامر الله - عز وجل - وخاصة الصلاة وما إن قاربت سن البلوغ حتى انجرفت مع التيار، وانسقت وراء الدعايات المضللة ، والشعارات البراقة الكاذبة التي يروج لها الأعداء بكل ما يملكونه من طاقات وإمكانيات . . ومع ذلك كنت بفطرتي السليمة أحب الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، وأخجل أن أرفع عيني في أعين الرجال . . كنت شديدة الحياء ، قليلة الاختلاط بالناس ، ولكن - وللأسف الشديد - زاد انحرافي وضلالي لدرجة كبيرة بعد أن ابتلاني الله بزوج منحرف لم أسأل عن دينه . . كان يمثل علي الأخلاق والعفة . عرفني على كثيرمن أشرطة الغناء الفاحش الذي لم أكن أعرفه من قبل ، وأهدى إلي الكثيرمن هذه الأشرطة الخبيثة التي قضت على ما تبقى في من دين حتى تعودت أذني سماع هذا اللهو الفاجر. . تزوجته ووقع الفأس في الرأس . .كان زواجي في يوم الزفاف الذي هو اول ارتباط بين شريكين على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كان فتنة عظيمة لما صاحبـه من المعـازف وآلات الطرب والتبـذير والإسراف والفرق الضالة والراقصات الخليعات . . مما صد كثيرا من الحاضرين عن ذكر الله في تلك الليلة . ومـع مرور الأيام التي عشتها مع هذا الزوج الذي كان السبب الأول في انحرافي وشرودي عن خالقي تركت الصلاة نهائيا، ونزعت الحجـاب الـذي كنت أرتديه سابقا. . ولأنني لم أعمل بحديـث النبي صلى الله عليه وسلم "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه " ، قطعت الصلة بربي فقطع الصلة بي ووكلني إلى نفسي وهواي. . وياشقاء من كان هذا حاله .. قا لتعالى ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) . ولكني لم أجد السعادة بل الشقاء والتعاسة . . كنت دائما في هم وفراغ كبيرجدا أحسه بداخـلي رغم ما وفره لي زوجي من متاع الدنيا الزائل . . لقد أنزلني هذا الزوج إلى لحضيض . . إلى الضياع . . إلى الغفلة بكل معانيها . . كنت دائما عصبية المزاج غير مطمئنة . . ينتابني قلق دائم واضطراب نفسي . . وعقوبة لي من الله حرمت الذرية . . وكما كنت متبرجة ينظرإلي الرجال ! كذلك كان زوجي يلهث وراء النساء ولم يخلص لي في حبه ، فقد تركني وانشغل بالمعاكسات ، والجري وراء النساء . . تركني وحيدة أعاني ألم الوحدة والضياع ، وأتخبط في ظلمات الجهل والضلال . . حاولت مرارا الانتحار لكي أتخلص من هذه الحياة الكئيبة ولكن محاولاتي باءت بالفشل ، وأحمد الله على ذلك . . إلى أن تداركني الله بفضله ورحمته واستمعت إلى شريط للقاريء أحمد العجمي وهو يرتل آيات من كتاب الله بصوته الشجي . . آيات عظيمة أخذت بمجامع فكري وحركت الأمل بداخلي . . تأثرت كثيرا . . وكنت أتوق إلى الهداية ولكني لا أستطيعها، فهرعت إلى الله ولجأت إليه في الأسحار أن يفتح لي طريق الهداية ويزين الإيمان في قلبي ويحببه إلي ، ويكره إلي الكفر والفسوق والعصيان . . كنت دائما أدعوا الله بدعاء الخليل إبراهيم - عليه السلام -ة إرب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء . ورزقني الله بشائر الهداية فحـافظت على الصلاة في أوقاتها، وارتديت الحجاب الإسلامي ، وتفقهت في كثير من أمور ديني. . حافظت على تلاوة كتاب الله العزيز باستمرار، وأحـاديث المصطفى ، صلى الله عليه وسلم ، وسيرته العطرة، والكثير من الكتب النافعة، وأصبحت أشارك في الدعوة إلى الله ، وقد حصل كل هذا الخيربعد أن طلقت من هذا الزوج المنحرف الذي كان لا يلتزم بالصلاة، وفارقته رغم حبي له ، وآثرت قرب خالقي ومولاي ، فلا خيرفي زوج غير صالح صدني عن ذكر الله . . "ومن ترك شيئا لله ، عوضه الله خيرا منه وها أنا الآن - والحمد لله - أعيش حياة النور الذي ظهرت آثاره على قلبي ووجهي ، هذا بشهادة من أعرفه من أخواتي المسلمات ، يقلن لي أن وجهك أصبح كالمصباح المنير،.
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة فتاة نصرانية
(سناء) فتاة مصرية نصرانية، كتب الله لها الهداية واعتناق الدين الحق بعد رحلة طويلة من الشك والمعاناة، تروي قصة هدايتها فتقول : "نشأت كأي فتاة نصرانية مصرية على التعصب للدين النصارى ، وحرص والدي على اصطحابي معهما إلى الكنيسة صباح كل يوم أحد لأقبل يد القس ، وأتلو خلفه التراتيل الكنسية ، وأستمع إليه وهويخاطب الجمع ملقنا إياهم عقيدة التثليث ، ومؤكدا عليهم بأغلظ الأيمان أن غير المسيحيين مهما فعلوا من خير فهم مغضوب عليهم من الرب ، لأنهم -حسب زعمه -كفرة ملاحدة. كنت أستمع إلى أقوال القس دون أن أستوعبها، شأني شأن غير من الأطفال ، وحينما أخرج من الكنيسة أهرع إلى صديقتي المسلمة لألعب معها، فالطفولة لاتعرف الحقد الذي يزرعه القسيس في قلوب الناس . كبرت قليلا، ودخلت المدرسة، وبدأت بتكوين صداقات مع زميلاتي في المدرسـة الكـائنة بمحافظة السوير . . وفي المدرسة بدأت عيناي تتفتحان على الخصال الطيبة التي تتحلى بها زميلاتي المسلمات ، فهن يعاملنني معاملة الأخت ،. ولاينظرن إلى اختلاف ديني على دينهن ، وقد فهمت فيما بعد أن القرآن الكريم حث على معاملة الكفار - غير المحاربين - معاملة طيبة طمعا في إسلامهم وإنقاذهم من الكفر، قال تعالى : (لاينهكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ). إحدئ زميلاتي المسلمات ربطتني بها على وجه الخصوص صداقة متينة، فكنت لا أفارقها إلا في حص التربية الدينية ، إذ كنت - كما جرئ النظام أدرس مع طالبات المدرسة النصرانيات مباديء الدين النصراني على يد معلمة نصرانية . كنت أريد أن أسـأل معلمتي كيف يمكن أن يكـون المسلمـون - حسب افتـراضـات المسيحيين - غير مؤمنين وهم على مثل هذا الخلق الكـريم وطيب المعشر؟إ، لكني لم أجرؤ على السؤال خشية إغضاب المعلمة حتى تجرأت يوما وسألت ، فجاء سؤالي مفاجأة للمعلمة التي حاولت كظم غيظها، وافتعلت ابتسامة صفراء رسمتها على شفتيها وخاطبتني قائلة : "إنك مازلت صغيرة ولم تفهمي الدنيا بعد، فلا تجعلي هذه المظاهر البسيطة تخدعك عن حقيقة المسلمين كما نعرفها نحن الكبار . " . صمت على مضض على الرغم من رفضي لإجابتها غيرالموضوعية، وغير المنطقية. وتنتقل أسرة أعز صديقاتي إلى القاهرة، ويومها بكينا لألم الفراق ، وتبادلنا الهدايا والتذكارات ، ولم تجد صديقتي المسلمة هدية تعبر بها عن عمق وقوة صداقتها لي سوى مصحف شريف في علبة قطيفة أنيقة صغيرة، قدمتها لي قائلة : "لقد فكرت في هدية غالية لأعطيك إياها ذكـرى صداقة وعمر عشناه سولا فلم أجد إلا هذا المصحف الشريف الذى يحتوي على كلام الله " . تقبلت هدية صديقتي المسلمة شاكرة فرحة، وحرصت على إخفائها عن أعين أسرتي التي ماكانت لتقبل أن تحمل ابنتهم المصحف الشريف . وبعـد أن رحلت صديقتي المسلمة، كنت كلما تناهي إلي صوت المؤذن ،
مناديا للصلاة ، وداعيا المسلمين إلى المساجد ، أعمد إلى إخراج هدية صديقتي وأقبلها وأنا أنظر حولي متوجسة أن يفاجاني أحد أفراد الأسرة، فيحدث لي مالا تحمد عقبا.
ومرت الأيام ، وتزوجت من "شماس " كنيسة العذراء مريم ، ومع متعلقاتي الشخصية، حملت هدية صديقتي المسلمة "المصحف الشريف ))' أخفيته بعيدا عن عيني زوجي ، الذي عشت معه كأي امرأة شرقية وفية ومخلصة وأنجبت منه ثلاثة أطفا ل . وتـوظفت في ديوان عام المحـافـظة، وهنـاك التقيت بزميلات مسلمات متحجبات ، ذكرنني بصديقتي الأثيرة، وكنت كلما علا صوت الأذان من المسجد المجاور يتملكني إحساس خفي يخفق له قلبي ، دون أن أدري لذلك سببا محددا ، إذ كنت لا أزل غير مسلمة، ومتزوجة من شخص ينتمي إلى الكنيسة بوظيفة يقتات منها، ومن مالها يطعم أسرته . وبمرور الوقت ، وبمجاورة زميلات وجارات مسلمات على دين وخلق بدأت أفكر في حقيقة الإسلام والمسيحية، وأوازن بين ما أسمعه من الكنيسة عن الإسلام والمسلمين ، وبين ما أراه وألمسه بنفسي ، وهومايتناقض مع أقوال القسس والمتعصبين النصارى . بدأت أحاول التعرف على حقيقة الإسلام ، وأنتهز فرصة غياب زوجي لأستمع !لى أحاديث المشايخ عبر الإذاعة والتلفاز، علي أجد الجواب الشافي لما يعتمل في صدري من تسـاؤلات حيرى، وجـذبتني تلاوة الشيخ محمـد رفعت ، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد للقرآن الكريم ، وأحسست وأنا أستمع إلى تسجيلاتهم عبر المذيا ع أن مايرتلانه لايمكن أن يكون كلام بشر، بل هو وحي إلهي . وعمدت يوما أثناء وجود زوجي في الكنيسة إلى دولابي ، وبيد مرتعشة أخرجت كنزي الغالي "المصحف الشريف "، فتحته وأنا مرتبكة، فوقعت عيناي على قوله تعالى : إإن مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) . ارتعشت يدي أكثر، وتصبب وجهي عرقا ، وسرت في جسمي قشعريرة ، وتعجبت لأني سبق أن استمعت إلى القرآن كثيرا في الشارع والتلفاز والإذاعة، وعند صديقاتي المسلمات ، لكني لم أشعر بمثل هذه القشعريرة التي شعرت بها وأنا أقرأ من المصحف الشريف مباشرة بنفسي . هممت أن أواصل القراءة إلا أن صوت أزيز مفتاح زوجي وهويفتح باب الشقة حال دون ذلك ، فأسرعت وأخفيت المصحف الشريف في مكانه الأمين ، وهرعت لأستقبل زوجي . وفي اليوم التالي لهذه الحادثة ذهبت إلى عملي ، وفي رأسي ألف سؤال حائر، !ذ كانت الاية الكريمة التي قرأتها قد وضت الحد الفاصل لما كان يؤرقني حول طبيعة عيسى عليه السلام ، أهو ابن الله كما يزعم القسيس -تعالى الله عما يقولون - أم أنه نبي كريم كما يقول القران ؟! فجاءت الاية لتقطع الشك باليقين ، معلنة أن عيسى ، عليه السلام ، من صلب آدم ، فهو إذن ليس ابن الله ، فالله سبحانه وتعالى : لم يلد ولم يولدولم يكن له كفوا أحد. تساءلت في نفسي عن الحل وقد عرفت الحقيقة الخالدة، حقيقة أن "لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله " ، أيمكن أن أشهر إسلامي ؟ ! وماموقف أهلي مني ، بل ماموقف زوجي ومصيري طافت بي كل هذه اتتساؤلات وغيرها وأنا جالسة على مكتبي أحاول أن أؤدي عملي لكني لم أستطع ، فالتفكير كاد يقتلني ، واتخـاذ الخطوة الأولى أرئ أنها ستعرضني لأخطار جمة أقلها قتلي بواسطة الأهل أو الزوج والكنيسة . ولأسابيع ظللت مع نفسمي بين دهشة زميلاتي اللاتي لم يصارحنني بشيء ، إذ تعودنني عاملة نشيطة، لكني من ذلك اليوم لم أعد أستطيع أن أنجز عملا إلا بشق ا لأ نفس . وجاء اليوم الموعود، اليوم الذي تخلصت فيه من كل شك وخوف وانتقلت فيه ين ظلام الكفر إلى نور الإيمان ، فبينما كنت جالسة ساهمة الفكر، شاردة الذهن ،
حكمت على قول شها د ةالإسلام ، فيما عقدت العزم عليه ، تناهى إلى سمعي صوت الأذان من المسجد القريب داعيا المسلمين إلى لقاء ربهم وأداء صلاة الظهر، تغلغل صوت الأذان داخل نفسي ، فشعرت بالراحة النفسية التي أبحث عنها ، وأحسسط بضخامة ذنبي لبقائي على الكفر على الرغم من عظمة نداء الإيمان الذي كان يسري في كل جوانحي ، فوقفت بلا مقدمات لأهتف بصوت عال بين ذهول زميلاتي . "أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله " ، فأقبل علي زميلاتي وقد تحيرن من ذهولهن ، مهنئات باكيات بكاء الفرح ، وانخرطت أنا أيضا معهن في البكاء، سائلة الله أن يغفر لي مامضى من حياتي ، وأن يرضى علي في حياتي الجديدة . كان طبيعيا أن ينتشر خبر إسلامي في ديوان المحافظة، وأن يصل إلى أسماع زملائي وزميلاتي النصارى ، اللواتي تكفلن - بين مشاعر سخطهن - بسرعة إيصاله إلى أسرتي وزوجي ، وبدأو يرددن عني مدعين أن وراء القرار أسباب لاتخفى . لم آبه لأقوالهن الحاقدة ، فالأمر الأكثر أهمية عندي من تلك التخرصات : أن أشهر إسلامي بصورة رسمية، كي يصبح إسلامي علنا ، وبالفعل توجهت إلى مديرية الأمن حيث أنهيت الإجراء ات اللازمة لإشهار إسلامي . وعدت إلى بيتي لأكتشف أن زوجي ما إن علم بالخبر حتى جاء باقاربه وأحرق جميع ملابسي ، واستولى على ماكان لدي من مجوهرات ومال وأثاث ، فلم يؤلمني ذلك ، وإنما تالمت لخطف أطفالي من قبل زوجي ليتخذ منهم وسيلة للضغط علي للعودة إلى ظلام الكفر. . آلمني مصير أولادي ، وخفت عليهم أن يتربوا بين جدران الكنائس على عقيدة التثليث ، ويكون مصيرهم كابيهم في سقر. رفعت ما احتمل في نفسي بالدعاء إلى الله أن يعيد إلي أبنائي لتربيتهم تربية إسلامية ، فاستجاب الله دعائي ، إذ تطوع عدد من المسلمين بإرشادي للحصول على حكم قضائي بحضانة الأطفال باعتبارهم مسلمين ، فذهبت إلى المحكمة ومعي شهادة إشهار إسلامي ، فوقفت المحكمة مع الحق ، فخيرت زوجي بين الدخول في الإسلام أو التفريق بينه وبيني ، فقد أصبحت بدخول في الإسلام لا أحل لغير مسلم 'فأبى واستكبر أن يدخل في دين الحق ، فحكمت المحكمة بالتفريق بيني وبينه ، وقضت بحقي في حضانة أطفالي باعتبارهم مسلمين ، لكونهم لم يبلغوا الحلم ، ومن ثم يلتحقون بالمسلم من الوالدين . حسبت أن مشكلاتي قد انتهت عند هذا الحد، لكني فوجئت بمطاردة زوجي وأهلي أيضا ، بالإشاعات والأقاويل بهدف تحطيم معنوياتي ونفسيتي ، وقاطعتني الأسر النصرانية التي كنت أعرفها ، وزادت على ذلك بأن سعت هذه الأسر إلى بث الإشاعات حولي بهدف تلويث سمعتي ، وتخريف الأسر المسلمة من مساعدتي لقطع صلتهن بي . وبالرغم من كل المضايقات ظللت قوية متماسكة ، مستمسكة بإيماني ، رافضة كل المحـاولات الرامية إلى ردتي عن دين الحق ، ورفعت يدي بالدعاء إلى مالك الأرض والسماء، أن يمنحني القوة لأصمد في وجه كل مايشاع حولي ، وأن يفرج كربي . فاستجـاب الله دعائي وهو القريب المجيب ، وجاءني الفرج من خلال أرملة مسلمة، فقيرة المال ، غنية النفس ، لها أربع بنات يتامى وابن وحيد بعد وفاة زوجها، تأثرت هذه لصمودي ، فعرضت علي أن تزوجني بابنها الوحيد "محمد" لأعيش وأطفالي معها ومع بناتها الأربع ، وبعد تفكير لم يدم طويلا وافقت ، وتزوجت محمدا ابن الأرملة المسلمة. وأنا الان أعيش اليوم مع زوجي (محمد) وأولادي ، وأهل الزوج في سعادة ورضا وراحة بال ، على الرغم مما نعانيه من شظف العيش ، ومانلاقيه من حقد زوجي السابق ، ومعاملة أسرتي المسيحية . ولا أزال بالرغم مما فعلته عائلتي معي أدعو الله أن يهديهم إلى دين الحق ويشملهم برحمته مثلما هداني وشملني برحمته ، وماذلك عليه -سبحانه وتعالى - بعزيز . .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي عفا الله عنه
توبة فتى شاب وجارية جميلة أحب كل منهما الآخر
عن رجاء بن عمرالنخعي ، قال : كان بالكـوفة فتى جميل الوجه ، شديد التعبد والاجتهاد، وكان أحد الزهاد، فنزل في جوار قوم من النخع ، فنظرإلى جارية منهم جميلة، فهويها وهام بها عقله ، ونزل بها مثل الذي نزل به ، فأرسل يخطبها من أبيها، فأخبره أبوها أنها مسماة لابن عم لها . واشتد عليهما مايقاسيان من ألم الهوئ ، فارسلت إليه الجارية : قد بلغني شدة محبتك لي ، وقد اشتد بلائي لذلك ، مع وجدي بك . فإن شئت زرتك وإن شئت سهلت لك أن تأتيني إلى منزلي . فقال للرسول : لا واحدة من هاتين الخصلتين ! (إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ) سورة الزمر، الآية : 0113 أخاف نارا لايخبؤا سعيرها ولا يخمد لهبها(2) فلما انصرف الرسول إليها فأبلغها ماقال ، قالت . وأراه مع هذا زاهدا يخاف الله تعالى؟ ! و الله ما أحد أحق بهذا من أحد ! وإن العباد فيه لمشتركون ، ثم انخلعت من الدنيا، وألقت علائقها خلف ظهرها، ولبست المسوح ، وجعلت تعبد، وهي مع ذلك تذوب ؤشحل حبا للفتى وأسفا عليه ، حتى ماتت شوقا إليه ، فكان الفتى ياتي قبرها. فرآها في منامه وكأنها في أحسن منظر، فقال : كيف أنت ، ومالقيت بعدي ؟ فقالت .
نعم المحبة ياحبيب حبكا حب يقودإلى خيروإحسان
فقال على ذلك : إلى ماصرت ؟ فقالت : إلى نعيم وعيش زوال له في جنة الخلدملك ليس بالفاني فقال لها . اذكريني هناك فإني لست أنساك . فقالت : ولا أنا والله
أنساك ، ولقد سألتك ربي ، مولاي ومولاك ، فأعانني على ذلك بالاجتهاد . ثم ولت مدبرة ، فقلت. لها . متى أراك ؟ قالت : ستأتينا عن قريب ، فلم يعش الفتى بعد الرؤيا إلا سبع ليال حتى مات ، رحمهمـا الله .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة فى مرقص
قصة غريبة. . غريبة جدا.. ذكرها الشيخ على الطنطاوي في بعض كتابه
قال :دخلت أحد مساجد مدينة "حلب " فوجدت شابا يصلي فقلت - سبحان الله - إن هذا الشاب من أكثر الناس فسادا يشرب الخمر ويفعل الزنا ويأكل الربا وهو عاق لوالديه وقد طرداه من البيت فما الذي جاء به إلى المسجد . .. فاقتربت منه وسألته : أنت فلان ؟! ! قال : نعم . . . قلت : الحمد لله على هدايتك . . أخبرني كيف هداك الله ؟؟ قال : هدايتي كانت على يد شيخ وعظنا في مرقص ؟إ! قال : نعم . . في مرقص .. . قلت مستغربا. . في مرقص ؟إ! قال : نعم . .. في مرقص إ! قلت . كيف ذلك ؟! قال : هذه هي القصة . . . فأخذ يرويها فقال . - كان في حارتنا مسجد صغير. . يؤم الناس
فيه شيخ كبير السن . . . وذات يوم التفت الشيخ إلى المصلين وقال لهم : أين الناس ؟ ! . . . مابال أكثر الناس وخاصة الشبـاب لا يقربون المسجـد ولا يعرفونه ؟ ! ! فأجابـه المصلـون : إنهم فـي المراقـص والملاهي . . . قال الشيخ . وماهي المراقص والملاهي. رد عليه أحد المصلين : المرقص صالة كبيرة فيها خشبة مرتفعة تصعد عليها الفتيات عاريات أوشبه عاريات يرقصن والناس حولهن ينظرن إليهن. . فقال الشيخ . والذين ينظرون إليهن من المسلمين ؟ قالـوا: نعم .. قال : لاحـول ولا قوة إلا بالله . . هيا بنا إلى تلك المراقص ننصح الناس . . قالوا له : ياشيخ . . أين أنت . . تعظ الناس وتنصحهم
في المرقص ؟! قال : نعم . . حاولوا أن يثنوه عن عزمه وأخبروه أنهم سيواجهون بالسخـرية والاستهزاء وسينالهم الأذئ ، فقال : وهل نحن خير من محمد صلى الله عليه وسلم وأمسك الشيخ بيد أحد المصلين ليدله على المرقص . . .وعندما وصلوا إليه سألهم صاحب المرقص : ماذا تريدون ؟ ! ! قال الشيخ : أن ننصح من في المرقص . . تعجب صاحب المرقص . . وأخـذ يمعن النظر فيهم ورفض السماح لهـم '.. فأخذوا يساومونه ليأذن لهم حتى دفعوا له مبلغا من المال يعادل دخله اليومي . وافق صاحب المرقص . . وطلب منهم أن يحضروا في الغد عند بدء العرض اليومي ... قال الشاب : فلما كان الغد كنت موجودا في المرقص . . بدأ المرقص من إحدئ الفتيات . . ولما انتهت أسدل الستار ثم فتح . . فإذا بشيخ وقور يجلس على كرسي فبدأ بالبسملة وحمد الله وأثنن عليه وصلى على رسول صلى الله عليه وسلم ثم بدأ في وعظ الناس الذين أخذتهم الدهشة وتملكهم العجب وظنوا أن مايرونه هو فقرة فكاهية . . فلما عرفـوا أنهم أمام شيخ يعظهم أخـذوا يسخـرون منه ويرفعون أصواتهم بالضحك والاستهزاء وهـو لايبالي بهم . . واستمر في نصحه ووعظه حتى قام أحد الحضور وأمرهم بالسكوت والإنصات حتى يسمعوا مايقوله الشيخ . قال : فبدأ السكون والهدوء يخيم على أنحاء المرقص حتى أصبحنا لانسمع إلا صوت الشيخ ، فقال كـلاما ماسمعناه من مقبل . . . تلا علينا آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية وقصصا لتوبة بعض الصالحين وكان مما قاله . أيها الناس : إنكم عشتم طويلا وعصيتم الله كثيرا . . . فأين ذهبت لذة المعصية؟ لقد ذهبت اللذة وبقيت الصحائف سوداء ستسالون عنها يوم القيامة وسيأتي يوم يهلك فيه كل شيء إلا الله سبحانه وتعالى . . . أيها الناس . . هل نظرتم إلى أعمالكم إلى أين ستؤدي بكم إنكم لاتتحملون نار الدنيا وهي جزء من سبعين جزءا من نارجهنم . . بادروا بالتوبة قبل فوات الأوان . . قال : فبكوا الناس جميعا. . وخرج الشيخ من المرقص وخرج الجميع وراءه وكانت توبتهم على يده حتى صاحب المرقص تاب وندم على ماكان منه .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة قاطع طريق
عن بشر بن الحارث الحافي أنه قال : اعترضت عكبر الكردي ، فقلت له : أيش كان أصل رجوعك إلى الله
تعالى؟ فقال . كنت في بعض الدحال أقطع الطريق ، وكان فيها ثلاث نخلات نخلة منهن لاتحمل . وإذا بعصفور يأخذ من حمل النخلة التي تحمل رطبة فيدعها في التي
لاتحمل . فلم أزل أعد عليه عش مرار؟ فخطر بقلبي : قم وانظر! فنظرت ، فإذا في رأس النخلة حية عمياء - يعني ، وهو يضـع الرطبات في فيها . فبكيت ، وقلت : ياسيدي ! هذه حية قد أمر نبيك بقتلها أعميتها وأقمت لها عصفورا
يقوم لها بالكفاية ! وأنا عبدك ، أقر بأنك واحد، أقمتني لقطع الطريق وإخافة السبيل ؟! فوقع في قلبي : ياعكبر! بأبي مفتوح . فكسرت سيفي ، ووضعث التراب على رأسي ،
وصحت : الإقالة! الإقالة! فإذا بهاتف يقول : قد أقلناك ! قد أقلناك ! فانتبـه رفقائي ، فقالوا : مالك ؟
قد أزعجتنا! فقلت : كنت مهجورا، وقد صولحت . فقالوا : ونحن أيضا كنا مهجورين ، وقد صولحنا. فرمينا ثيابنا وأحرمنا كلنا. فما زلنا كذلك ثلاثة أيام نصيح ونبكي ونحن سكارئ حيارى . فوردنا اليوم الثالث على قرية !
وإذا بامرأة عمياء جالسة على باب القرية . فقالت : فيكم عكبر الكردي ؟ فقال احدنا : نعم ، لك حاجة؟ قالت : نعم لي ثلاث ليال أرئ النبي صلى الله عليه وسلم
في النوم ، وهويقول : أعط عكبر الكردي ماخلفه ولدك . فأخرجت لنا ستين شقة . فائتزرنا ببعضها ودخلنا البادية إلى
من أتينا البيت.
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة مالك بن دينار
عن مالك بن دينار أنه سئل عن سبب توبته ، فقال : كنت شرطيا وكنت منهمكا على شرب الخمر، ثم إنني اشتريت جارية نفيسة ! ووقعت مني أحسن موقع ، فولدت لي بنتا . فشغفت بها
فلما دبت على الأرض ازدادت في قلبي حبا، وألفتني وألفتها. قال : فكنت إذا وضعت المسكر بين يدقي جاءت إلي وجاذبتني عليه وهرقته من ثوبي ، فلما تم لها سنتان ماتت !
فأكمدني حزنها. فلما كانت ليلة النصف من شعبان ، وكانت ليلة الجمعة، بت ثملا(2)من الخمر؟ ولم أصل فيها عشاء الآخرة. فرأيت فيما يرئ النائم كأن
القيامة قد قامت ، ونفخ في الصور، وبعثرت القبور، وحشر الخلائق ، وأنا معهم . فسمعت حسا من ورائي ، فالتفت ، فإذا أنا بتنين (3) أعظم مايكون أسود أزرق قد فتح فاه مسرعا نحوي . فمررت بين يديه هاربا فزعا مرعولا .
فمررت في طريقي بشيخ نقي الثوب طيب الرائحة فسلمت عليه فرد السلام فقلت . أيها الشيخ ! أجرني من هذا التنين أجارك الله ، فبكى الشيخ وقال لي : أنا ضعيف وهذا أقوئ مني وما أقدر عليه ! ولكن مر وأسرع فلعل الله
أن يتيح لك ماينجيك منه . فوليت هاربا على وجهي ، فصعدت على شرف من شرف القيامة، فأشرفت على طبقات النيران ، فنظرت إلى هولها، وكدت أهوي فيها من فزع التنين ! فصاح بي صائح :ارجع فلست من اهلها فاطمأنت الى قوله ورجعت , ورجع التنين فلم تفعل فبكى الشيخ وقال اني ضعيف ولكن سر الى هذا الجبل فان فيه ودائع المسلمين فن كان لك فيه وديعة فستنصرك قال فنظرت الى جبل مستدير من فضة وفيه كوى مخرمة وستور معلقة على كل كوه وخوخة مصراعان من الذهب الاحمر مفصلة بالياقوت مكوكبة بالدر على كل مصراع ستر من الحرير فلما نظرت الى الجبل وليت منه هربا والتنين من ورائي حتى اذا قربت منه صاح بعض الملائكة ارفعوا الستور وافتحوا المصاريع واشرفوا فلعل لهذا البائس فيكم وديعة تجيره من عدوه فاذا الستور قد رفعت والمصاريعقد فتحت فاشرف على تلك من الخرمات اطفال وجوه كالاقمار وقرب التنين مني فتحيرت في امري فصاح بعض الاطفال ويحكم اشرفوا كلكم فقد قرب منه عدوه فاشرفوا فوجا بعد فوج واذا انا بابنتي التي ماتت قد اشرفت علي معهم فلما رأتني بكت وقالت : ابي والله !!ثم وثبت في كفة من نور كرمية السهم حتى مثلت بين يدي فمدت يدها الشمال الى يدي اليمنى فتعلقت بها ومدت يدها اليمنى الى التنين فولي هاربا .
ثم اجلستني وقعدت في حجري وضربت بيدها اليمنى الى لحيتي وقالت :يا ابت ( الم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله ) فبكيت : وقلت يا بنية ! وانتم تعرفون القران ؟ فقالت : يا ابت نحن اعرف به منكم قلت : فأخبرني عن التنين الذي اراد ان يهلكني قالت ذلك عملك السؤ قويته فأراد ان يغرقك في نار جهنم قلت : فأخبرني عن الشيخ الذي مررت به في طريقي قالت : يا ابت ! ذلك عملك الصالح اضعفته حتى لم يكن له طاقة بعملك السؤ قالت يا بنية ! ذلك عملك الصالح اضعفته حتى لم يكن له طاقة بعملك السؤ قلت يا بنية وما تصنعون في هذا الجبل ؟ قالت : نحن اطفال المسلمين اسكنا فيه الى ان تقوم الساعة ننتظركم تقدمون علينا فنشفع لكم
قال مالك : فانتبهت فزعا واصبحت فارقت المسكر وكسرت الانية وتبت الى الله عز وجل وهذا كان سبب توبتي
توبة مدرسة على يد إحدى طالباتها
إن الاهتـمام بالحجاب والمحـافظة عليه هو الخطوة الأولى في طريق الالتزام " والاستقامة بالنسبة للمرأة، ولست أعني بالحجاب حجاب العادة والتقليد الذي تلبسه المرأة فتزداد به فتنة في أعين ذئاب البشر، وإنما أعني الحجاب الشرعي الكامل الذي يكسب المرأه احتراما وتقديرا كما قال تعالى ( ذلك ادنى أن يعرفن فلا يؤذين ) ، . فإذا رأى الناس المرأة المتحجبة الحجاب الشرعي الكامل ، ! عرفوا أنها من النساء العفيفات ، فلم يجرؤوا على إيذائها والتعرض لها
وبلادنا - ولله الحمد - قد تميزت نساؤها بارتداء الحجاب الكامل الذي يشمل الوجه بالدرجة الأولى ، وإن كانت هناك محاولات مستمرة من قبل بعض الأدعياء لإقناع المرأة بنزع غطاء الوجه كخطوة أولى في طريق طويل لنزع الحجاب بأكمله ليصل الأمر في نهاية الطريق إلى العري الكامل والاختلاط في الأماكن العامة وعلى شواطيء البحار وغيرها كما هو الحال في كثيرمن البلاد التي نجح فيها أولئك المفسدون في الوصول إلى ماربهم ، ولكن هذه البلاد تختلف عن غيرها، ونساؤها - ولله الحمد- على وعي تام بما يدبره الأعداء ، وإن لبسوا لباس الدين ، وظهروا بمظهر الناصحين والمشفقين . والقصة التي سأرويها لكم هي مثال رائع لفتيات هذا البلد المسلم. تقول صاحبة القصة : "تعودت - في بلادي - أن أخرج بلا حجاب . . أرتدي الأزياء المتعارف عليها . . وأحرص على اخرخطوط الموضة . شاء الله - عز وجل - أن أحضر إلى المملكة بعقد عمل مع إحدى الجهات ، وفي بداية عملي كان لابد من الالتزام بعادات البلد وتقاليدها، فلبست العباءة الغطاء(1)، وظللت على هذه الحال حتى جاء موعد سفري لبلدي . وفي المطار خلعت العباءة والحجاب ، وفوجئت بإحدئ طالباتي مسافرة معي لبلدي لقضاء العطلة. سعدت جدا برؤية طالبتي ، وما إن سلمت علي حتى فاجأتني بقولها : "لم أتوقع - يامعلمتي - أنك لاترتدين الحجاب ، عكس ماكنت أراك فيه أثناء ا لد را سة . . " . سالتها لماذا تقولين هذا . . إنني حريصة على أداء واجباتي الدينية كالصلاة والصيام وعدم فعل أي منكر.
الحجاب ليس من العادات والتقاليد كما يعتقد البعض ، وإنما هو أمر فرضه الله على نساء المؤمنين ، قال تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلا بيبهن ). فأجابت : إن ما أنت عليه الان هوعين المنكر. شعرت في تلك اللحظة بالحرج من طالبتي التي لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها، وهي التي تنصحني وتوجهني إلى طريق الصواب . حقيقة شعرت بضئألة وضعي ، وتمنيت أن الأرض ابتلعتني من شدة خجلي من الله سبحانه وتعالى . ومن ذلك اليوم قررت ارتداء الحجاب طاعة لله سبحانه وامتثالا لأمره ، وحفظا لكرامتي ونفسي من عيون الأجانب " . فلله در هذه الطالبة النجيبة - بنت الستة عشر ربيعا - ما أروع ماصنعت ، وإن المسلم ليفتخر بوجود أمثال هذه الفتاة المؤمنة في مجتمعه ، ويضرع إلى المولى القدير- عز وجل -أن يحفظ نساء المسلمين وبناتهم من كل مفسد عميل وكل فكردخيل ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .. .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
توبة مدمن
يقول هذا التائب : "كان المنعطف الأول في حياتي في سن مبكرة جدا حيث كان عمري آنذاك ست سنوات لاغير، وقبل أن أعي الحياة وأدركها كـما ينبغي صحوت على "مأساة عائلية" . لقد طلق والدي أمي ، وانفصلت عنه ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ازداد الأمرتعقيدا حينما قررت أمي أن تتزوج. . واختار أبي زوجة أخرى، فأصبحت تائها ، ضائعا بين الاثنين . . وكما يقولون . "أمران أحلاهما مر" . . فعند أبي كنت أقابل بمقالب زوجة أبي ، أما عند أمي فكان زوج أمي يكشرعن أنيابه دائما في وجهي ، ومن الطريف أنني كنت دائما حاضرا عند كليهما، وكنت أيضا غائبا عن كليهما . . فكنت الحاضر الغائب ، والموجود المفقود . ومع هذا الظروف العائلية غير الطبيعية ، ومع التفكك والاضمحلال الأسري ، سقطت في هوة الإدمان مع رفقاء السوء ، ووجدت معهم الملاذ الذي افتقدته ، والعطف والاهتمام اللذين حرمـت منهما ، طبعا لم يكـن عطفا واهتماما خالصا لوجه الله ، وإنما من أجل الوصول إلى أغراضهم الخبيثة . أصبحت أقضي معظم وقتي مع أولئك الأشرار مابين شرب وتعاط وإدمان ، وحينما يسألني أبي أين كنت ؟ أقول له عند أمي ، وحينما تستفسر أمي عن غيابي ، أقول لها كنت عند أبي ، وهكذا يظن كلاهما أنني موجود، وكنت مفقودا ويعتقد كلاهما أني حاضر، وكنت في تلك الأثناء الغائب الوحيد . . الغائب عن الحياة . . ألساقط في التيه والضياع . كان هذا هو المنعطف الذي ألقي بي في هاوية الإدمان ، ولكن كيف خرجت إلى شط الأمان ؟
تلك قصة أخرى سأرويها لكم : ففي ليلة من الليالي ، وبعـد سهـرة تطايرت فيها الرؤوس ، وتلاعبت بها المخـدرات ، خرجنا من "الوكر" لكي نتنفس الهواء العليل لنزيدنا طربا على طرب ! ! ونشوة إلى نشوة ! ! وبينما كنا في سعادة مرهونة غامرة ، وغيابات كاذبة ، إذ بالسيارة تنقلب عدة مرات . كنا أربعـة من الشياطين داخل السيارة، توفي الثلاثة ولم يبق إلا أنا نجوت باعجوبة . . بفضل الله تعالى. ومكثت في المستشفى عشرة أيام كاملة مابين الحياة والموت ، غيبوبة كاملة تماما ، كتلك التي كنت أحياها من قبل . وأفقت من الغيبوبة الصغرى عقب الحادث ، على حقيقة الغيبوبة الكبرى التي كنت أحياها، واكتشفت نفسي من جديد، وشعرت بالإيمان بعد أن مات الإحساس لدي ، وجمدت إلى الله ضارعا مستغفرا حامدا شاكرا لأنه تولاني وأنقذني من موتتين : موت السيارة، وموت الإدمان ، وخرجت من المستشفى إلى المسجد مباشرة، وقطعت كل صلتي بالماضي ، وأحمد الله أنني دخلت المسجد بدلا من السجن ، والقرآن الكريم هو أوفى صديق لي الآن يلازمني وألازمه . هذه قصتي باختصار، وأنصح إخواني الشباب وغيرهم بالحذر من رفقاء السوء، الذين يلبسون للناس جلود الضان من اللين ، ألسنتهم أحلى من العسل ، وقلوبهم قلوب الذئاب ، كـما أنصحهم بالبعد عن المخدرات فإنها رأس كل خطيئة ، والله الموفق ." . .
من كتاب التائبون الى الله للشيخ ابراهيم بن عبدالله الحازمي
قصة الخروج الى.....!!!!
لم يبخـل أهلها عليها بشيء يوما ما، بل إنهم يغدقون عليها المال طلبا لسعادتها، لكنها كانت - كأي فتاة - تطمح للإقتران برجل يضفي على حياتها المودة والرحمة. . وفي إحدى الليالي تمتد يدها لجهاز الهاتف لتجيب رنينة ، فإذا بها تسمع صوت رجل أتقن الإحتيال عليها وفي تجاذب أطراف الكلام معها فأطار السهاد عن عينيها . كانت تتمتم في الكلام ، لأنها لم تعتد مثل هذه التصرفات ، وما كان من ذلك الرجل إلا وأن نصب الشباك وأعد الفخ لهذه الفتاة وأعطاها رقم هاتفه إذا رغبت هي في الاتصال ثم أغلق سماعة الهاتف ! ! هكذا يختل توازن تلك الفتاة بسبب ما لديها من ضغوط نفسية وبسبب شدة احتيال ذلك الشاب عليها ومكره بها . وفي ليلة الغد ترفع سماعة الهاتف بنفسها ويدها ترتعش لدى ضرب الأرقام وما إن سمعت صوت ذلك الشاب وسمع صوتها حتى أيقن بأنها قد وقعت في شباكه .
وبدأ يمنيها ويعدها ويمدح نفسه بماله وجاهه . ثم ماذا؟؟ أريد أن أرى وجهك ! ! هكذا وبكل تبجح يطالب هذا اللص . لكن لم تتقدم لخطبتي ولم . . . ولم. . وأخاف . . ويمكن ، بهذه العبارات البريئة الساذجة تجيب الفتاة . . لكن ذلك المتلصص يحذرها بأنه لن يخاطبها مرة أخرى إذا لم تلب رغبته خلال يومين ، ثم يغلق السماعة . كانت الفتـاة تلك قد تعلقت به ، وظنت أنـه أملهـا تلاشى . فحزنت لأنها لم تجب طلبه . . وفي الغد تمسك الفتاة بسماعة الهاتف تخاطب "صديقها" لتلبي رغبته ، ولكن من وراء نافذة المنزل ، ولم يمانع ذلك المتلصص ، لأنه قد أعد "طعما" آخر يصطادها به ، فلما حقق مطلبه ، طالبها بالخروج معه ، وإلا فإنه سيقطع علاقته بها ويفضحها بهذه العلاقة معه ؟؟ ثم يبحث عن شريكـة صادقـة وجـريئة لحياته غيرها، هكذا يتبجح . ومع تردد الفتاة وخوفها وانخداعها. . تخرج معه وأين تخرج إلى الهاوية؟؟ نعم إلى الهاوية، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى..ضاعت الفتاة ضاع الشرف وتركها ملوثة بعارها ! !.
من كتيب فتى الاحلام للداعية : سعاد محمد فرج
قصة الربيع بن خثيم وامرأة بارعة الجمال
أمر قوم امرأة ذات جمال بارع أن تتعرض للربيع ابن خثيم لعلها تفتنه ، وجعلوا لها إن فعلت ذلك ألف درهم !
فلبست أحسن ما قدرت عليه من الثياب ، وتطيبت بأطيب ما قدرت عليه ، ثم تعرضت له حين خرج من مسجده . فنظر إليها، فراعه أمرها، فأقبلت عليه وهي سافرة.
فقال لها الربيع : كيف بك لو قد نزلت الحمى بجسمك ، فغيرت ما أرى من لونك وبهجتك ؟
أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت ، فقطع منك حبل الوتين ؟
أم كيف بك لو سألك منكر ونكير؟
فصرخت المرأة صرخة، فخرت مغشيا عليها، فوالله لقد أفاقت ، وبلغت من عبادة ربها ما أنها كانت يوم ماتت كأنها جذع محترق .
قصة الفاجعة
الفاجعة
لم يكن انتقالنا مع بداية الإجازة إلى مسكن جديد أمرا عاديا... بل كان حدثا مؤثرا في عائلة مكونة من أب وأم وثلاث بنات
لقد اتسع المكان واصبح .. أبى وأمي يقيمان في جناح كامل .. وانفردت عن أختي بغرفة مستقلة . قالت والداتي محدثة أبى وهي فرحه مستبشرة:سندعو جميع معارفنا .. الآن فقدت يا زوجي العزيز جميع الأعذار السابقة.. وهاهو مجلس الضيوف كبير ، وذاك مجلس النساء مؤثث بأجمل أنواع الأثاث .. وستقضي أنت وأصحابك اسعد الأمسيات في هذه الحديقة الكبيرة .. ردد أبى بفرح عبرات الاستقبال وكأن الضيوف قادمون .. ثم أردف بسرعة وبدأ انه يتذكر شئ ما. وقال : الآن مع بداية تقاعدي عن العمل ..سنملأ منزلنا بهجة وسرورا .. وأنسا وحبورا.. سيكون ملتقى الأحبة والأصحاب هنا ..ثم التفت إلى الجميع وهو يقول - وابتسامه جميلة تزين محياه-: آن لي الآن إن استريح بعد مشوار العمل الطويل .. أربعون سنة خدمت فيها في مجال عملي .. قال وهو يحكى جهده ويحصد زرعه : الحمد لله الذي انعم على بنعم كثيرة .. هذا أخوكم الأكبر مدرس في الجامعة ، والأصغر يواصل دراسته العليا في الخارج، وانتن على أبواب التخرج- الحمد لله قرت عيني بكم جميعا فقد جمعتم بين العلم والأدب.. واسترجع الذكريات ..ووالدتي تحثه على التذكر .. استند إلى كرسي وسط الحديقة ومد قدميه وقال : الحديث طويل.. حديث أربعون سنة !! وارتسمت على محياه متعة ظاهرة وهو يسترجع الماضي ويعدد سنوات عمره .. سنة .. سنة !! وأين قضاها ومن هم زملائه في العمل .. ثم التفت إلى والدتي - بعينين ضاحكتين- أعاد قصة زواجهما منذ بداية خطبتهما .. ونحن نستمع ونضحك والدتي تعلق بكلمة أو سؤال .. ثم تتبعها ضحكة خجولة! سعادة لا حدود لها ترفرف على منزلنا .. يجملها محبة والدي لحديثنا ولـطـفـه معنا وتـلـبـيـة حاجتنا.
***
قضينا اشهر الصيف في منزلنا الجديد وكأننا في عالم آخر .. وكانت الأيام تسير حلوة جميلة ، خاصة مع الساعات الطوال التي كنا نجلس فيها سويا نتجاذب أطراف الحديث . مع بداية العام الدراسي ظهرت حاجتنا إلى خادمة .. فالمنزل واسع ووالداتي تحتاج إلى من يعينها على أعمال المنزل الكثيرة والمتتالية.. فكان أن لبى والدي طلب الجميع لاستقدام خادمة بعد تردد وخوف .. واشترط استقدام زوجها معها وقال: لا تهم زيادة التكاليف.. انتن أهم عندي من أموال الدنيا كلها؟ بل انتن زهرة الدنيا وجمالها! كان المنزل يحوى ملحقا صغيرا يقع في زاوية الحديقة الأمامية أجرينا فيها بعض التعديلات واصبح ملائما لاستقبال السائق والخادمة .. ونبه والدي على الجميع بعدم الذهاب مع السائق إلا عند الحاجة ومع زوجته حتى تكون محرما له .. وعاد وكرر التنبيه ليسمع الجميع..وحرك إصبعه وكأنه يتهدد ويتوعد من يخالف الأمر!أطرقنا الرؤوس استجابة وقبول !
***
أزفت بداية العام الدراسي .. وانتقلت إلى السنة الأولى الجامعية .. ذلك الحلم الذي كان يراودني والأمنية التي طالما هفت إليها نفسي..بدأت الدراسة في القسم الذي اختارته أختي الكبرى .. ولكنى مع مرور الأسبوع الأول أحسست بعدم رغبتي في هذا التخصص .. بل وكرهي له .. عندها قررت الانتقال إلى قسم آخر.. وكان هذا القرار نقطة تحول في حياتي أيضا ..مع هذا لتحول فقدت من تعرفت عليهن في القسم الأول وبدا من الصعوبة بقائي وحدي أثناء الفراغ فكنت اهرب لأسلم واحدث زميلات القسم الأول .. ولكن لم تطل غربتي كثير في هذا القسم الجديد .. وبدأـ ضحكاتنا تتعالى ومعرفتنا ببعضنا تزداد.. وبدأت أنسى زميلات القسم الأول .. كان الجو العام مرحا دون ضابط وكنت اسمع النكات والتعلقيات لأول مرة .. وبسرعة تأقلمنا مع بعضنا فأصبحنا نوآنس بعضنا بل ونشكو لبعضنا البعض.. أما الشوق وحديث الهاتف وكشف خبايا النفس فانه ديدن تلك الصحبة .. بل هو ملحها وجمالها ……………………وفجأة .. وقع ما لم يكن في الحسبان.
***
في هذا الجو الجميل والحلم الأبيض عثرت قدمي ..والتهبت عواطفي .. صداع لازم فكري منذ أن رأيت ذلك الشاب لأول مرة.. .. شاب يحمل صفات الأدب والخلق .. فها هو منذ شهر وهو بصعوبة وحياء يرفع عينيه نحوي .. بدأ قلبي يضطرب عند خروجي من الجامعة وأصبحت عيني تهفوا لرؤيته .. انه فارس أحلامي .. .. حينا في سكون الليل أراجع نفسي .. وصوت في أعماقي يردد : لا تفعلي ..لا تتقدمي! يا بنية انتبهي إياك وهذا الطريق !!.. ولكن أسرني بأدبه وملكني بحسن تصرفه! لا زلت أتذكر المرة الأولى التي رايته فيها وكانت سيارته بجوار سيارتنا.. ولكن للطفه وحسن أدبه انتحى جانبا وأفسح لنا الطريق .. ولم يصوب نحوى عينا ولم يتفوه بكلمة مثل بعض الشباب .. ما أجمل خلقه وما أنبل فعله!!
بدأت أسارع بالخروج مع نهاية المحاضرة الأخيرة وأجرى في الساحة وأنا احمل قلبي المضطرب لكي القي نظرة عليه .. وربما يمر اليوم واليومين لا أراه فتتغير مشاعري ويسرح فكري.. ولكن أزال ذلك كله ما عطر سمعي من كلمة يلقيها إلىّ وهو بجوار سيارته ويفسح لي الطريق بقوله: تفضلي !! بقيت نبرة صوته ترن في أذني حتى خالطت شغاف قلبي وسرت في دمي ((تفضلي)).
سارت الأيام سريعة حتى رأيت بأم عيني تبسمه عندما رآني .. فكان أن عاجلت عيني بالهروب من عينه..ولكن قلبي زاد خفقانه وارتعشت مفاصلي وسرى في دمي حديث النفس .. ما اجمل الابتسامة!! مع دخول فصل الشتاء وفي يوم غائم بدأ رذاذ المطر يداعب المارة.. فهذا يهرب بسرعة وذاك يتقي قطرات المطر بيده..في ذلك اليوم الذي لن أنساه طول حياتي .. ألقى إلى بهمسة حانية وكلمة دافئة .. واقترب من نافذة السيارة ثم وضع ورقة صغيرة اخترقت المسافات بيننا لتصل إلى يدي!! سارعت لإخفائها .. بل وتلهفت إلى ما فيها .. فإذا برقم هاتفه..وعندما هويت على سريري في غرفتي تناولت الورقة وقرأت ما بها مرة وثانية وثالثة .. بكيت بحرقة وندم .. كيف افعل هذا ؟ وهل يرضى الله عز وجل ذلك؟ كيف إذا وسدت في القبر؟ كيف أقود نفسي إلى الهاوية ! وأبي وأمي !وعائلتي! ومستقبلي؟! عندها ضج الكون في أذني!! وسقطت دمعات إيمانية لتروي ظمأى وحاجتي إلى التوبة والعودة.. وأنا امسح آخر دمعة: إلى هذا الحد يكفي .. توبي قبل أن تندمي.. ومع تقلب الأيام وقلة المعين وضعف الإيمان عصفت بي العواصف .. وتلا ذلك صراع نفسي قاتل وتردد .. وبقيت أيام لا يقر لي قرار ولا أهنا بنوم .. بل صاحبت الدمعة .. ورافقت الشكوى .. ولم يفارقني الأنين والتوجع!!
بعد أسبوع من العواطف الجياشة ولحظات الندم المتتالية.. بقيت ليلة استعصى على فيها النوم ساهرة أتقلب من الفراغ على أحر من الجمر .. وكانت الخطوة الأولي التي بدأت معها نهايتي في ليلتي تلك!!
عبثت أصابعي برقم هاتفه .. حتى وصلت الرقم الأخير .. عندها سارعت إلى التوقف واعدت سماعة الهاتف مكانها.. حاولت مرة ثانية وثالثة وأنا لا اكمل الرقم الأخير .. ثم تلي تلك الليلية محاولة جامحة لسماع صوته فقط .. وأقنعت نفسي بتلك الفكرة .. فقط لسماع صوته فحسب ..وهل يجيب بنفسه أم لا؟ وهل يحب السهر أم لا ؟ وكان ذلك عذرا مقنعا لي .. فكان إن عبثت برقم هاتفه بسرعة وقوة حتى سمعت صوته .. أعاد لقلبي نشوة اللحظات الأولي عندما سمعت (تفضلي).
بدأت في أيام أخرى أشتاق لصوته فلا أتردد في ذلك.. حتى لم اعد أطيق الصبر عن سماع صوته كل يوم.. وأصبح من سعادتي اليومية أن احتفي بسماع نبراته الحنونه..بدأ عواء الذئب يتسلل إلى قلبي وتحول العواء إلي صوت تطرب له أذني وتهتز لحضوره مشاعري .. نعم لقد كان صوت جميل ورخيم ويفيض عاطفة وسحرا.. وعندها أسقطت حاجز الخوف من الله عز وجل من محادثة الرجال .. وحثت نفسي أن أحررها من القيود والأوهام ..انه فارس أحلامي ونشوة حياتي .. أقول لنفسي تمتعي بالشباب والجمال! اشبعي حاجتك العاطفية والنفسية !! سنوات عمرك تمر ولم تسمعي كلمة حب مثل غيرك من الفتيات! وصرخ الشيطان في أذني : كل الفتيات لهن أصدقاء!لما تخافين من خوض التجربة! هل أنت ضعيفة إلى هذا الحد؟
***
تغير نمط حياتي واصبح نهاري ليلا.. وليلي نهار .. جرس الهاتف له رنين في قلبي !! حرصت على البقاء في المنزل وعدم الذهاب مع أسرتي للزيارات ولأفراح خوفا من يهاتفني فلا اسمع صوته..نعم قسوت على نفسي حتى تركت أفراحا أحبها وأتمنى حضورها.. أصبحت بسمة أبى الجميلة وفرحة أمي الحنونة .. سيف يؤرق مضجعي .. وصوت يؤنبني ! بل أهم من ذلك كله صلاتي التي أصبحت أؤديها بدون خشوع ولا حضور قلب وأحيانا يصادف محادثته وقت صلاة المغرب ولا أقوم للصلاة! وكأن الأمر لا يعني شيئا.. لقد بدأ مسلسل السقوط في حياتي ..استبدلت تلك الضحكات الجميلة والنكات العذبة مع أهلي وخاصة أختي الوسطى بشرود دائم وتفكير مستمر..قلق واضطراب وهم متصل وتفكير دائم.. اصبح هو الوحيد في قلبي وفكري ومشاعري ..فلم اعد أري أحد في الدنيا سواه.
***
مرت الأيام تثقل كاهلي وفحيح صوته تسلل إلى قلبي .. وسرت معه في طريق مظلم ودرب متعرج .. محادثة ومهاتفه.. ورؤية ومشاهدة!! حتى وقعت الطامة نعم لقد وقعت في أتردان الفاحشة.. وما كنت أظن أنني سأكون كذلك أبدا.. يوما.. أعدت حساباتي وأرقني سوء صنيعي فحاولت إن ابتعد عنه .. وقررت أن أنهي الأمر معه.. واهرب من ظلام المعصية إلى نور الطاعة ومن السعادة الزائفة إلى الفيء الجميل والظل الظليل.. تعذرت بالدراسة وبمشاغلي داخل المنزل وبقرب أختي مني وخوفي من سماعها مكالمتي له ..!!وعندما احتد النقاش وثارت ثائرتي .. كان لي بالمرصاد وقال بصوت حزين وهو يسترجع الذكريات ويردد كلمات الحب والإعجاب وقاربت دموعه أن تتحدر على خده- دموع التمساح-: لا تتركيني !! كيف اصبر عنك ؟ لا تكوني قاسية !! لا تكوني ظالمة!!واظهر ألم الفراق وقلة الصبر والشوق إلى! ولكنني تجلت وصبرت وقلت: لا أريد هذه العلاقة ولن استمر فيها..وعندما رأي عزمي وإصراري تغيرت النبرة الحنونة واختفت الدمعة وكشر عن أنيابه وقال: ماذا تفعلين بماضيك الجميل معي ؟ وتلك الصور .. وشريط التسجيل !! إلى أين تهربين؟ ولمن تذهبين؟! احترت في أمري وتوالت لحظات الضعف على قلبي وانهمرت دموعي .. فعدت إلى طريقي مرغمة كارهة! بعد أن كنت طائعة موافقة!! بدأ يقودني بلا رحمة إلى حيث يريد .. واستغل عواطفي وضعفي ولعب على جراحي.. ذكرته بوعوده بالزواج ..بدا يراوغ مثل الثعلب ويعتذر وهو يبتسم ابتسامة صفراء : تعرفين ظروفي ولا يهم وأنت لا تزالين صغيرة وأطلق ضحكة اصمت إذني..
عندها .. غرقت في دموع الكرامة المجروحة وأظلتني سحابة حزن قاتله! أصابتني غاشية من عذاب الله..فبنظرة من عيني .. وبعبث أصابعي رسمت طريقي، أزلت عفافي ، وخلعت حيائي.
***
سقطت في الوحل وزللت في الهواية وأصبحت ألعوبة في يده .. حتى كان ذلك اليوم الذي كنت بجواره فأمسك بنا رجال الأمن.. فإذا بي استيقظ من سبات عميق وأزيل غشاوة على عيني ألقيت كل ما في قلبي وتوالت الصرخات من فمي معلنة قدوم الفاجعة..وكانت بحق فاجعة!! استبدلت فيها آسرة الذهب الجميلة التي أهداها إلى والداي بسلاسل من حديد واستبدلت صوت أمي الحنون بصوت السجانة الرهيب..في هذا اليوم سقطت الأقنعة وعادت المسميات إلى مواقعها الصحيحة..في هذا اليوم أيقنت إن ما كنت فيه وهم وسراب وان العلاقة التي بيننا ما هي إلا زني وفاحشة .. في هذا اليوم ظهرت الحقائق فإذا هو زاني وأنا زانية.
وتبدت لي معالم جديده إنها معالم الفاجعة بحق كيف سيكون وقعها على أبى الذي دفع دم قلبه لنعيش نحن وكيف سيكون وقعها على أمي الحنونه وأخواتي الغافلات.
بتصرف من كتيب بعنوان الفاجعة قصة واقعية للأخ/ عبد الملك القاسم وفقه الله .
قصة الفتى الأنصاري
قال الراوي : كنت بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا عند بعض أهل السوق ، فمربي شيخ حسن الوجه ، حسن الثياب ، فقام إليه البائع فسلم عليه ، وقال له :
يا أبا محمد! سل الله أن يعظم أجرك ، وأن يربط على قلبك بالصبر.
فقال الشيخ مجيبا له :
وكان يميني في الوغى ومساعدي فأصبحت قد خانت يميني ذراعها
وأصبحت حرانا من الثكل حائرا أخا كلف شــاقت علي رباعها
فقال له البائع : يا أبا محمد! أبشر، فإن الصبر معول المؤمن ، وإني لأرجو أن لا يحرمك الله الأجر على مصيبتك .
فقلت للبائع : من هذا الشيخ ؟
فقال : رجل منا من الأنصار.
فقلت : وما قصته ؟
قال : أصيب بابنه ، كان به بارا، قد كفاه جميع ما يعنيه ، وميتته أعجب ميتة .
فقلت : وماكان سبب ميتته ؟
قال : أحبته امرأة من الأنصار، فأرسلت إليه تشكو إليه حبها، وتسأله الزيارة، وتدعوه إلى الفاحشة، وكانت ذات بعل ، فأرسل إليها :
إن الحرام سبيل لست أسلكه ولا آمر به ما عشت في الناس
فابغي العتاب فاني غير متبع ما تشتهين فكوني منه في ياس
إني سأحفظ فيكم من يصونكم فلا تكوني أخا جهل ووسواس
فلما قرأت المرأة الكتاب ، كتبت إليه :
دع عنك هذا الذي أصبحت تذكره وصر إلى حاجتي يا أيها القاسي
دع التنسـك إني غــير ناسـكة وليس يدخل ما أبديت في راسي
قال : فأفشى ذلك إلى صديق له .
فقال له : لو بعثت إليها بعض أهلك ، فوعظتها وزجرتها، رجوت أن تكف عنك .
فقال : والله لا فعلت ولا صرت في الدنيا حديثا، وللعار في الدنيا خيرمن النار في الاخرة ، وقال :
العار في مدة الدنيا وقلتها يفنى ويبقى الذي في العار يؤذيني
والنار لا تنقضي مادام بي رمق ولست ذا ميتة منها فتفنيني
لكن سأصبر صبر الحر محتسبا لعل ربي من الفردوس يدنيني
قال : وأمسك عنها.
فأرسلت إليه : إما أن تزورني ، وإما أن أزورك ؟
فأرسل إليها : أربعي أيتها المرأة على نفسك ، ودعي عنك التسرع إلى هذا الأمر. فلما يئست منه ذهبت إلى امرأة كانت تعمل السحر، فجعلت لها الرغائب في تهييجه ، فعملت لها فيه .
فبينا هو ذات ليلة جالسا مع أبيه ، إذ خطر ذكرها بقلبه ، وهاج منه أمر لم يكن يعرفه ، واختلط ، فقام من بين يدي أبيه مسرعا، وصلى واستعاذ، وجعل يبكي ، وا لأمر يزيد .
فقال له أبوه : يا بني ما قصتك ؟
قال : يا أبت أدركني بقيد، فما أرى إلا قد غلبت على عقلي ، فجعل أبوه يبكي .
ويقول : يا بني حدثني بالقصة .
فحدثه قصته .
فقام إليه ، فقيده وأدخله بيتا، فجعل يتضرب ويخور كما يخور الثور، ثم هدأ ساعة فإذا هو قد مات ، وإذا الدم يسيل من منخريه .
قصة القصاب
كان قصاب قد أولع بجارية لبعض جيرانه ، فأرسلها مولاها إلى حاجة لهم في قرية أخرى.
فتبعها القصاب ، فراودها عن نفسها!
فقالت : لاتفعل .
فقال : قد أحببتك.
فقالت : لأنا أشد حبا لك ، ولكني أخاف الله .
قال : فأنت تخافينه ، وأنا لا أخافه .
فرجع تائبا، فأصابه العطش حتى كاد ينقطع عنقه ، فإذا هو برسول لبعض أنبياء بني إسرائيل ،فسأله :
فقال : ما لك ؟
قال : ا لعطش .
قال : تعال ندعو حتى تظلنا سحابة حتى ندخل ا لقرية .
قال : مالي من عمل فأدعوه . قال : فأنا أدعو، وأمن أنت .
قال : فدعا الرسول ، وأمن هو، فأظلتهما سحابة حتى انتهيا إلى القرية، فأخذ القصاب إلى مكانه ، ومالت السحابة معه .
فقال : زعمت أن ليس لك عمل ، وأنا الذي دعوت ، وأنت الذي أمنت ، فأظلتنا سحابة، ثم تبعتك !
لتخبرني بأمرك ، فأخبره .
فقال له الرسول : إن التائب من الله بمكان ليس أحد من الناس بمكانه .
قصة شاب من بني إسرائيل
يروى أن شابا كان في بني إسرائيل لم ير شاب قط أحسن منه ، وكان يبيع القفاف .
فبينما هوذات يوم يطوف بقفافه ، خرجت امرأة من دار ملك من ملوك بني إسرائيل ، فلما رأته رجعت مبا درة .
فقالت لابنة الملك : يا فلانة ! إني رأيت شابا بالباب يبيع القفاف ، لم أر شابا قط أحسن منه !
فقالت : يا فتي أدخل ، نشتر منك ، فدخل فاغلقت الباب دونه .
ثم قالت : أدخل ، فدخل ، فأغلقت بابا آخر دونه ، ثم استقبلته بنت الملك كاشفة عن وجهها ونحرها.
فقال لها : اشتري عافاك الله .
فقالت : إنا لم ندعك لهذا، إنما دعوناك لكذا : يعني : تراوده عن نفسه. .
فقال لها: اتقي الله .
قالت له : إنك إن لم تطاوعني على ما أريد أخبرت الملك أنك إنما دخلت علي تكابرني على نفسي .
قال : فأبى ووعظها .
فأبت .
فقال : ضعوا لي وضوءا. فقالت : أعلي تعلل ! يا جارية ! ضعي له وضوءا فوق الجوسق ، فكان لا يستطيع أن يفر منه ، ومن أعلى الجوسق إلى الأرض أربعون ذراعا . فلما صار في أعلى الجوسق .
قال : اللهم إني دعيت إلى معصيتك فإني أختار أن ألقي نفسي من هذا الجوسق ، ولا أركب المعصية .
ثم قال : بسم الله . وألقى نفسه من أعلى الجوسق ، فأهبط الله له ملكا فاخذ بضبعيه ، فوقع قائما على رجليه ، فلما صار في الأرض .
قال : اللهم إنك إن شئت رزقتني رزقا يغنيني عن بيع هذه القفاف ، فأرسل الله إليه جرادا من ذهب فأخذ منه حتى ملأ ثوبه ، فلما صارفي ثوبه.
قال : اللهم إن كان هذا رزقا رزقتنيه في الدنيا فبارك لي فيه ، وإن كان ينقصني مما لي عندك في الآخرة، فلا حاجة لي فيه .
فنودي : إن هذا الذي أعطيناك جزء من خمسة وعشرين جزءا؛ لصبرك على إلقائك نفسك من هذا الجوسق .
فقال : اللهم لا حاجة لي فيما ينقصني مما لي عندك في الآخرة ، فرفع
قصة عطاء بن يسار
خرج عطاء بن يسار وسليمان بن يسار حاجين من المدينة ، ومعهم أصحاب لهم . حتى إذا كانوا بالأبواء نزلوا منزلا لهم . فانطلق سليمان وأصحابه لبعض حاجتهم ، وبقي عطاء قائما يصلي . فدخلت عليه امرأة من الأعراب جميلة! فلما شعر بها عطاء ظن أن لها حاجة، فخفف صلاته ، فلما قض صلاته . قال لها : ألك حاجة؟
قالت : نعم .
فقال : ماهي ؟
قالت : قم . فأصب مني ، فإني قد ودقت (أي رغبت في الرجال) ولا بعل لي .
فقال : إليك عني . لا تحرقيني ونفسك بالنار.
ونظر إلى امرأة جميلة، فجعلت تراوده عن نفسه ،وتأبى إلا ما تريد، فجعل عطاء يبكي ويقول : ويحك ! إليك عني . إليك عني .
واشتد بكاؤه ، فلما نظرت المرأة إليه وما دخله من البكاء والجزع بكت المرأة لبكائه ! !
فبينما هو كذلك إذ رجع سليمان بن يسار من حاجته ، فلما نظر إلى عطاء يبكي ، والمرءة بين يديه تبكي في ناحية البيت ، بكى لبكائهما، لا يدري ما أبكاهما .
وجعل أ صحابهما يأتون رجلا رجلا، كلما أتاهم رجل فرآهم يبكون جلس يبكي لبكائهم ، لا يسألهم عن أمرهم حتى كثر البكاء، وعلا الصوت .
فلما رأت الأعرابية ذلك قامت فخرجت ، وقام القوم فدخلوا، فلبث سليمان بعد ذلك وهو لا يسأل أخاه عن قصة المرأة إجلالا له وهيبة .
ثم إنهما قدما مصر لبعض حاجتهما، فلبثا بها ما شاء الله ، فبينما عطاء ذات ليلة نائما استيقظ وهو يبكي : فقال سليمان : ما يبكيك يا أخي ؟
قال عطاء : رؤيا رأيتها الليلة.
قال سليمان : ما هي ؟
قال عطاء : بشرط أن لا تخبر بها أحدا مادمت حيا .
قال سليمان : لك ما شرطت .
قال عطاء: رأيت يوسف النبي عليه السلام في النوم ، فجئت أنظر إليه فيمن ينظر، فلما رأيت حسنه ، بكيت ، فنظر إلي في الناس .
فقال : ما يبكيك أيها الرجل ؟
قلت : بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، ذكرتك وامرأة العزيز، وما ابتليت به من أمرها، وما لقيت من السجن ، وفرقة الشيخ يعقوب ، فبكيت من ذلك ، وجعلت أتعجب منه .
فقال يوسف عليه السلام : فهلا تعجب من صاحب المرأة البدوية بالأبواء؟ فعرفت الذي أراد، فبكيت واستيقظت باكيا .
فقال سليمان : أي أخي وما كان حال تلك المرأة ؟ فقص عليه عطاء القصة، فما أخبر بها سليمان أحدا حتى مات عطاء، فحدث بها امرأة من أهله .
قصة قاض مكة عبيد بن عمير مع امرأة جميلة
كانت امرأة جميلة بمكة، وكان لها زوج ، فنظرت يوما إلى وجهها في المرآة، فأعجبت بجمالها، فقالت لزوجها :
أترى يرى أحد هذا الوجه لا يفتتن به ؟!
قال : نعم .
قالت : من ؟
قال : عبيد بن عمير.
قالت : فأذن لي فيه فلأفتننه ! !
قال : قد أذنت لك ! !
فأتته كالمستفتية، فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام ، ،فأسفرت المرأة عن وجهها، فكأنها أسفرت عن مثل فلقة القمر.
فقال لها : يا أمة الله !
فقالت : إني قد فتنت بك ، فانظر في أمري .
قال : إني سائلك عن شيء ، فإن صدقت ، نظرت في أمرك .
قالت : لا تسألني عن شيء إلا صدقتك .
قال : أخبريني لو أن ملك الموت أتاك يقبض روحك أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟
قالت : اللهم لا.
قال : صدقت .
قال : فلو أدخلت في قبرك ، فأجلست لمساءلة أكان يسرك أني قد قضيت لك هذه الحاجة؟
قالت : اللهم لا.
قال : صدقت .
قال : فلوأن الناس أعطوا كتبهم لا تدرين تأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك ، أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟
قالت : اللهم لا.
قا ل : صدقت .
قال : فلو أردت المرور على الصراط ، ولا تدرين تنحني أم لا تنحني ، أكان يسرك أني قضيت لك هذها لحاجة؟
قالت : اللهم لا .
قال : صدقت .
قال : فلو جيء بالموازين ، وجيء بك لا تدرين تخفين أم تثقلين ، أكان يسرك أني قضيت لك هذه ا لحاجة ؟
قالت : اللهم لا.
قال : صدقت .
قال :فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة؟
قالت : اللهم لا.
قال : صدقت . ثم قال لها: اتق الله يا أمة الله . فقد أنعم الله عليك ، وأحسن إليك. فرجعت إلى زوجها .
فقال لها: ما صنعت ؟ فقالت له : أنت بطال ، ونحن بطالون ، ثم أقبلت
على الصلاة ، والصوم ، والعبادة . فكان زوجها يقول : مالي ولعبيد بن عمير أفسد علي زوجتي ، كانت كل ليلة عروسا، فصيرها راهبة .
قصة مأساوية ترويها إحدى الفتيات لصديقتها و والله إنها لعجب عجاب من المصائب والرزايا !!
صديقتي العزيزة
بعد التحية والسلام......
لن تصدقي ما حدث لي وما فعلته بملء إرادتي، أنت الوحيدة في هذا العالم التي أبوح لها بما فعلت، فأنا لم أعد أنا، كل ما أريده من هذه الدنيا فقط المغفرة من الله عز وجل وأن يأخذني الموت قبل أن أقتل نفسي، إن قصتي التي ما من يوم يمر عليّ إلا وأبكي حتى أني لا أقدر على الرؤية بعدها. كل يوم يمر أفكر فيه بالانتحار عشرات المرات. لم تعد حياتي تهمني أبدا، أتمنى الموت كل ساعة، أنني أضعها بين يديك لكي تنشريها حتى تكون علامة ووقاية لكل بنت تستخدم الإنترنت ولكي تعتبروا يا أولي الأبصار.
إليك قصتي:
بدايتي كانت مع واحدة من صديقاتي القليلات، دعتني ذات يوم إلى بيتها وكانت من الذين يستخدمون (الإنترنت) كثيراً وقد أثارت الرغبة لمعرفة هذا العالم. لقد علمتني كيف يستخدم وكل شيء تقريباً على مدار شهرين حيث بدأت أزورها كثيراً. تعلمت منها التشات بكل أشكاله، تعلمت منها كيفية التصفح وبحث المواقع الجيدة والرديئة خلال هذين الشهرين كنت في عراك مع زوجي كي يدخل (الإنترنت) في البيت، وكان ضد تلك المسألة حتى أقنعته بأني أشعر بالملل الشديد وأن بعيدة عن أهلي وصديقاتي وتحججت بأن كل صديقاتي يستخدمن الإنترنت فلم لا أستخدم أنا هذه الخدمة وأحادث صديقاتي عبره فهو أرخص من فاتورة الهاتف على أقل تقدير، فوافق زوجي رحمة بي. وفعلاً أصبحت بشكل يومي أحادث صديقاتي كما تعرفين. بعدها أصبح زوجي لا يسمع مني أي شكوى أو مطالب، أعترف بأنه ارتاح كثيراً من إزعاجي وشكواي له. كان كلما خرج من البيت أقبلت كالمجنونة على (الإنترنت) بشغف شديد، أجلس أقضي الساعات الطوال.
خلال تلك الأيام بنيت علاقات مع أسماء مستعارة لا أعرف إن كانت لرجل أم أنثى. كنت أحاول كل من يحاورني عب التشات، حتى وأنا أعرف أن الذي يحاورني رجل. كنت أطلب المساعدة من بعض الذين يدّعون المعرفة في الكمبيوتر والإنترنت، تعلمت منهم الكثير، إلا أن شخص واحد هو الذي أقبلت عليه بشكل كبير لما له من خبرة واسعة في مجال الإنترنت. كنت أخاطبه دائماً وألجئ إليه ببراءة كبيرة في كثير من الأمور حتى أصبحت بشكل يومي، أحببت حديثه ونكته كان مسلياً، وبدأت العلاقة تقوى مع الأيام. تكونت هذه العلاقة اليومية في خلال 3أشهر تقريباً، كان بيني وبين > الشيء الكثير أغراني بكلامه المعسول وكلمات الحب والشوق، ربما لم تكن bandar من يدعى؟؟؟؟؟؟؟ الملقب ب< جميلة بهذه الدرجة ولكن الشيطان جمّلها بعيني كثيراً.
في يوم من الأيام طلب سماع صوتي وأصر على طلبه حتى أنه هددني بتركي وأن يتجاهلني في التشات وال أيميل، حاولت كثيراً مقاومة هذا الطلب ولم أستطع، لا أدري لماذا، حتى قبلت مع بعض الشروط، أن تكون مكالمة واحدة فقط، فقبل ذلك. استخدمنا برنامجاً للمحادثة الصوتية، رغم أن البرنامج ليس بالجيد ولكن كان صوته جميلاً جداً وكلامه عذب جداً، كنت أرتعش من سماع صوته. طلب مني رقمي وأعطاني رقم هاتفه، إلا أنني كنت مترددة في هذا الشيء ولم أجرؤ على مكالمته لمدة طويلة، أني أعلم أن الشيطان الرجيم كان يلازمني ويحسنها في نفسي ويصارع بقايا العفة والدين وما أملك من أخلاق، حتى أتى اليوم الذي كلمته من الهاتف. ومن هنا بدأت حياتي بالانحراف، لقد انجرفت كثيراً.....، كنا كالعمالقة في عالم التشات، الكل كان يحاول التقرب منا والويل لمن يحاربنا أو يشتمنا. أصبحنا كالجسد الواحد، نستخدم التشات ونحن نتكلم عبر الهاتف لن أطيل الكلام، من يقرأ كلماتي يشعر بأن زوجي مهمل في حقي أو كثير الغياب عن البيت. ولكن هو العكس من ذلك، كان يخرج من عمله ولا يذهب إلى أصدقائه كثيراً من أجلي. ومع مرور الأيام وبعد اندماجي بالإنترنت والتي كنت أقضي بها ما يقارب 8 إلى 12ساعة يومياً، أصبحت أكره كثرة تواجده في البيت.
بدأت بالتطور، أصبح يطلب رؤيتي بعد أن سمع صوتي والذي ربما مله، لم أكن أبالي كثيراً أو banda علاقتي ب< أحاول قطع اتصالي به، بل كنت فقط أعاتبه على طلبه وربما كنت أكثر منه شوقاً إلى رؤيته، ولكني كنت أترفع عن ذلك لا لشيء سوى أنني خائفة من الفضيحة وليس من الله. أصبح إلحاحه يزداد يوماً بعد يوم ويريد فقط رؤيتي لا أكثر، فقبلت طلبه بشرط أن تكون أول وآخر طلب كهذا يأتي منه وأن يراني فقط دون أي كلام. أعتقد أنه لم يصدق بأني تجاوبت معه بعد أن كان شبه يائس من تجاوبي، فأوضح لي بأن السعادة تغمره وهو إنسان يخشى أن يصيبني أي مكروه وسوف يكون كالحصن المنيع ولن أجد منه ما أكره ووافق على شروطي وأقسم بأن تكون نظرة فقط لا أكثر. نعم تجاوبت معه، تواعدنا والشيطان ثالثنا في أحد الأسواق الكبيرة في أحد المحلات بالسعاة والدقيقة. لقد رآني ورأيته وليتني لم أراه ولم يراني، كان وسيماً جداً حتى في جسمه وطوله وكل شيء فيه أعجبني نعم أعجبني في لحظة قصيرة لا تتعدى دقيقة واحدة، ومن جهته لم يصدق أنه كان يتحادث مع من هي في شكلي. أوضح لي بأني أسرته بجمالي وأحبني بجنون، كان يقول لي سوق يقتل نفسه إن فقدني بعدها، كان يقول ليته لم يراني أبدا. زادني أنوثة وأصبحت أرى نفسي أجمل بكثير من قبل حتى قبل زواجي.
هذه بداية النهاية يا أخواتي. لم يكن يعرف أني متزوجة وقد رزقني الله من زوج ب___. عموما أصبح حديثنا بعد هذا اللقاء مختلف تماماً. كان رومانسياً وعرف كيف يستغل ضعفي كأنثى وكان الشيطان يساعده بل ربما يقوده. أراد رؤيتي وكنت أتحجج كثيراً وأذكره بالعهد الذي قطعه، مع أن نفسي كانت تشتاق إليه كثيراً. لم يكن بوسعي رؤيته وزوجي موجود في المدينة. أصبح الذي بيننا أكثر جدية فأخبرته أنني متزوجة ولي أبناء ولا أقدر على رؤيته ويجب أن تبقى علاقتنا في التشات فقط. لم يصدق ذلك وقال لي لا يمكن أن أكون متزوجة ولي أبناء. قال لي أنتي كالحورية التي يجب أن تصان أنتي كالملاك الذي لا يجب أن يوطأ وهكذا. أصبحت مدمنة على سماع صوته وإطرائه تخيلت نفسي بين يديه وذراعيه كيف سيكون حالي، جعلني أكره زوجي الذي لم يرى الراحة أبدا في سبيل تلبية مطالبنا وإسعادنا. بدأت > عني ليوم أو يومين أو إذا لم أراه في التشات، أصاب بالغيرة إذا تخاطب أو خاطبه bandar أصاب بالصداع إذا غاب < أحد في التشات. لا أعلم ما الذي أصابني، إلا أنني أصبحت أريده أكثر فأكثر.
> بذلك وعرفت كيف يستغلني حتى يتمكن من رؤيتي مجدداً، كان كل يوم يمر يطلب فيه رؤيتي، bandar لقد شعر < وأنا أتحجج بأني متزوجة، وهو يقول ما الذي يمكن أن نفعله، أنبقى هكذا حتى نموت من الحزن، أيعقل أن نحب بعضنا البعض ولا نستطيع الاقتراب، لابد من حل يجب أن نجتمع، يجب أن نكون تحت سقف واحد. لم يترك طريقة إلا وطرقها، وأنا أرفض وأرفض. حتى جاء اليوم الذي عرض فيه عليّ الزواج ويجب أن يطلقني زوجي حتى يتزوجني هو، وإذا لم أقبل فإما أن يموت أو أن يصاب بالجنون أو يقتل زوجي. الحقيقة رغم خوفي الشديد إلا أني وجدت في نفسي شيء يدني إليه، وكأن الفكرة أعجبتني. كان كلما خاطبني ترتعش أطرافي وتصطك أسناني كأن البرد كله داخلي. احترت في أمري كثيراً، أصبحت أرى نفسي أسيرة زوجي وأن حبي له لم يكن حبا، بدأت أكره منظره وشكله. لقد نسيت نفسي وأبنائي كرهت زواجي وعيشتي كأني فقط أنا الوحيدة في هذا الكون التي عاشت وعرفت معنى الحب.
> بمقدار حبي له وتمكنه مني ومن مشاعري، عرض علي بأن أختلق مشكلة مع زوجي bandar عندما علم وتأكد < وأجعلها تكبر حتى يطلقني. لم يخطر ببالي هذا الشيء وكأنها بدت لي هي المخرج الوحيد لأزمتي الوهمية، وعدني بأنه سوف يتزوجني بعد طلاقي من زوجي وأنه سوق يكون كل شيء في حياتي وسوف يجعلني سعيدة طوال عمري معه. لم يكن وقعها عليّ سهلاً ولكن راقت هذه الفكرة لي كثيراً وبدأت فعلاً أصطنع المشاكل مع زوجي كل يوم حتى أجعله يكرهني ويطلقن، بقينا على هذه الحالة عدة أسابيع، وأنا منهمكة في > يمل من bandar >، أخذ هذا مني وقت طويلاً وبدأ < bandar اختلاق المشاكل حتى أني أخطط لها مسبقاً مع < طول المدة كما يدّ'ي ويصر على رؤيتي لأن زوجي ربما لن يطلقني بهذه السرعة. حتى طلب مني أن يراني وآلا؟؟؟. لقد قبلت دون تردد كأن إبليس اللعين هو من يحكي عني ويتخذ القرارات بدلاً مني، وطلبت منه مهلة أتدبر فيها أمري.
في يوم الأربعاء الموافق 21/1/1421 قال زوجي أنه ذاهب في رحلة عمل لمدة خمسة أيام، أحسست أن هذا هو الوقت المناسب. أراد زوجي أن يرسلني إلى أهلي كي أرتاح نفسياً وربما أخفف عنه هذه المشاكل المصطنعة، فرفضت وتحججت بكل حجة حتى أبقى في البيت، فوافق مضطراً وذهب مسافراً في يوم الجمعة. كنت أصحو من النوم فأهذب إلى التشات اللعين وأغلقه فأذهب إلى النوم. وفي يوم الأحد كان الموعد، حيث قبلت مطالب صديق التشات وقلب له بأني مستعدة للخروج معه. كنت على علم بما أقوم به من مخاطرة ولكن تجاوز الأمر بي حتى لم أعد أشعر بالرهبة والخوف كما كنت في أول مرة رأيته فيها. وخرجت معه، نعم لقد بعت نفسي وخرجت معه اجتاحتني رغبة في التعرف عليه أكثر وعن قرب. اتفقنا على مكان في أحد الأسواق، وجاء في نفس الموعد وركبت سيارته ثم أنطلق يجوب الشوارع. لم أشعر بشيء رغم قلقي فهي أول مرة في حياتي أخرج مع رجل لا يمت لي بأي صلة سوى معرفة 7أشهر تقريباً عن طريق التشات ولقاء واحد فقط لمدة دقيقة واحدة. كان يبدو عليه القلق أكثر مني، وبدأت الحديث:
قائلة له: لا أريد أن يطول وقت خروجي من البيت، أخشى أن يتصل زوجي أو يحدث شيء.
قال لي: بتردد "وإذا يعني عرف" ربما يطلقك وترتاحين منه.
لم يعجبني حديثه ونبرة صوته، بدأ القلق يزداد عندي ثم،
قلت له: يجب أن لا تبتعد كثيراً، لا أريد أن أتأخر عن البيت.
قال لي: سوف تتأخرين بعض الوقت، لأني لن أتنازل عنك بهذه السهولة. فقط أريد أن تبقي معي بعض الوقت، أريد أن أملئ عيني منك لأني ربما لن يكون هناك مجال عندك لرؤيتي بعدها.
هكذا بدأ الحديث، رغم قلقي الذي يزداد إلا أني كنت أريد البقاء معه أيضاً، بدأ الحديث يأخذ اتجاهاً رومانسياً، لا أعلم كم من الوقت بقينا على هذا الحال. حتى أني لم أشعر بالطريق أو المسار الذي كان يسلكه، وفجأة وإذا أنا في مكان لا أعرفه، مظلم وهي أشبه بالاستراحة أو مزرعة، بدأت أصرخ عليه ما هذا المكان إلى أين تأخذني. وإذا هي ثواني معدودة والسيارة تقف ورجل آخر يفتح عليّ الباب ويخرجني بالقوة، كأن كل شيء ينزل عليّ كالصاعقة، صرخت وبكيت واستجديت بهم، أصبحت لا أفهم ما يقولون ولا أعي ماذا يدور حولي. شعرت بضربة كف على وجهي وصوت يصرخ عليّ وقد زلزلني زلزالاً فقدت الوعي بعده من شدة الخوف. أني لا أعلم ماذا فعلوا بي أو من هم وكم عددهم، رأيت اثنين فقط، كل شيء كان كالبرق من سرعته. لم أشعر بنفسي إلا وأنا مستلقية في غرفة خالية شبه عارية، ثيابي تمزقت، بدأت أصرخ وأبكي وكان كل جسمي متسخ، وأعتقد أني بلت على نفسي، لم تمر سوى ثواني > يدخل عليّ وهو يضحك ،،، bandar وإذا ب <.
قلت له: بالله عليكم خلو سبيلي، خلو سبيلي، أريد أن أذهب إلى البيت.
قال: سوف تذهبين إلى البيت ولكن يجب أن تتعهدي بأن لا تخبري أحد وإلا سوف تكونين فضيحة أهلك وإذا أخبرت عني أو قدمت شكوى سيكون الانتقام من أبنائك.
قلت له: فقط أريد أن أذهب ولن أخبر أحدا.
تملكني رعب شديد كنت أرى جسمي يرتعش ولم أتوقف عن البكاء، هذا الذي أذكر من الحادثة، ولا أعلم أي شيء آخر سوى أنه استغرق خروجي إلى حين عودتي ما يقارب الأربع ساعات. ربط عيني وحملوني إلى السيارة ورموني في مكان قريب من البيت. لم يرني أحد وأنا في تلك الحالة، دخلت البيت مسرعة، وبقيت أبكي وأبكي حتى جفت دموعي. تبين لي بعدها بأنهم اغتصبوني وكنت أنزف دما، لم أصدق ما حدث لي أصبحت حبيسة لغرفتي لم أرى أبنائي ولم أدخل في فمي أي لقمة، يا ويلي من نفسي لقد ذهبت إلى الجحيم برجليّ، كيف سيكون حالي بعد هذه الحادثة، كرهت نفسي وحاولت الانتحار، خشيت من الفضيحة ومن ردة فعل زوجي. لا تسأليني عن أبنائي فبعد هذه الحادثة لم أعد أعرفهم أو أشعر بوجودهم ولا بكل من حولي، حتى بعد أن رجع زوجي من السفر شعر بالتغير الكبير والذي لم يعهده من قبل وكانت حالتي سيئة لدرجة أنه أخذني إلى المستشفى بقوة، والحمد لله أنهم لم يكشفوا عليّ كشف كامل بل وجدوني في حالة من الجفاف وسوء التغذية وتوقفوا عند ذلك. لن أطيل، طلبت من زوجي أن يأخذني إلى أهلي بأسرع وقت. كنت أبكي كثيراً وأهلي لا يعلمون شيء ويعتقدون أن هنالك مشكلة بيني وبين زوجي، أعتقد أن أبي تخاطب معه ولم يصل إلى نتيجة حيث أن زوجي هو نفسه لا يعلم شيء. لا أحد يعلم ما الذي حل بي حتى أن أهلي عرضوني على بعض القراء اعتقادا منهم بأني مريضة. أنا لا أستحق زوجي أبدا فقد طلبت منه هذه المرة الطلاق وقد كنت في السابق أطلب الطلاق لنفسي وهذه المرة أطلبه إكراماً لزوجي وأبو أبنائي. أنا لا أستحق أن أعيش بين الأشراف مطلقاً، وكل ما جرى لي هو بسببي أنا وبسبب التشات اللعين، أنا التي حفرت لقبري بيدي، وصديق التشات لم يكن سوى صائد لفريسة من البنات اللواتي يستخدمن التشات. كل من سوف يعرف بقصتي، سوف ينعتني بالغبية والساذجة، بل استحق الرجم أيضاً، وفي المقابل أتمنى بأن لا يحدث لاحد ما حدث لي.
أتمنى أن يسامحني زوجي فهو لا يستحق كل هذا العار، وأبنائي أرجو أن تسامحوني، أنا السبب أنا السبب، ،،،،، والله أسأل أن يغفر لي ذنبي ويعفو عني خطيئتي..........
الآن وبعد أن قرأتي أو قرأت قصة صديقتي، أما آن للبنات ومن يستخدم التشات والشباب الذي يلهث وراء الشهوات أن يخافوا الله في أنفسهم وأهليهم. هي ليست غلطة الإنترنت، بل نحن الذين لم نحسن استخدامه، نحن الذين نترك الخير والفائدة العظيمة ونبحث عن الشر وما هو منافي لأخلاق المسلم. أنا ألوم صديقتي لأنها كانت من أكثرنا رجاحة في العقل وكنا نحسدها على ذلك. لم تكن عيشتها سيئة أو أن انتقالها مع زوجها جريمة، بل كانت تعيش عيشت الكرام ومسألة الفراغ عند من لا يحسن استغلاله أمثل هي المشكلة. الإنترنت في الغالب باب واسع من المعرفة وهو أيضاً باب للشر والرذيلة. ربما يجب أن نعيد النظر في التشات وهي ليست بالمسألة الهينة، وماذا عن الفراغ الذي يملأ ديارنا، وهؤلاء الشباب ممن ليس لديهم عمل أو أهل يراقبونهم. كل شيء يسير إلى الأسوأ في نظري، المشاكل كثرت، والطلاق، والسرقات.
أين دور الأب ورب الأسرة؟ ربما زوجها لم يحسن معاملتها وتوجيهها التوجيه الصحيح بل ربما رضخ لما تطلب ولم يبالي في معرفة ماذا يدور. وأنتم يا من يدعي الإسلام، ماذا فعلتم تجاه أنفسكم ومن بين أيديكم؟ إن الفراغ الذي يملئ ديارنا هو شر وأي شر. نحن إن بقينا على حالنا ولم نتحرك أصبحنا كالنعام ندس رأسنا في التراب. أين الدعوة والإرشاد وهيئة الأمر بالمعروف؟ لماذا نحن آخر من يستخدم التقنيات الجديدة؟ لماذا لا نكون الرواد بدلاً من لحاقنا بالغرب وبدلاً من أن نسير مع ما يريده الغرب منا. أين شبابنا من العلم والنخر فيه؟ أين شباب المسلمين من وقتهم وكيف يوجد بينهم من يريد الفساد في الأرض؟
لا أقول حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم سلّم سلّم، اللهم لطفك بعبادك، اللهم أبرم في هذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر. أماه ويا أبتاه كيف ضيعتم أمانتكم، أمي أنت أساس هذه الأمة أين دورك في انتج جيل يقود هذا العالم بدل من التسكع في الشوارع وقتل الفراغ في الشهوات والملذات. أين وطين وكيف له أن يبقى وهو مستورد فقط بدلاً من أن يصدّر العلم والمعرفة والدين، فهكذا أصبحنا نستورد أخلاقنا وقيمنا من الغرب. كيف يحدث هذا في بدلانا، كيف يفعل مسلم فعلة كهذه. الأمر بيد أولياء أمور المسلمين سوف يسألون عن كل صغيرة وكبيرة، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.
بقي أن أقول... لقد توفيت صديقتي قبل أسابيع، ماتت ومات سرها معها، زوجها لم يطلقها وقد علمت أنه حزن عليها حزناً شديداً، وعلمت أنه ترك عمله، ورجع لكي يبقى بجانب أبنائه وراحئة زوجته. شعرت بعدها أن هذه الحياة ليست ذات أهمية ليس بها طعم أبدا إلا من استثمرها في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه و سلم.
ترحموا عليها واطلبوا لها المغفرة.
قصة الخطيب الشاب
بعد غياب طويل عن مسقط رأسي ،
كان لعودتي إليها طعم خاص ، ونكهة مميزة ،
وبقيت أقلّب نظري في جوانبها المختلفة ، وفي وجوه الناس ،
في الجيل القديم منهم ، وفي الجيل الجديد أيضاً وما أكثرهم ..
بعد هذا الغياب الطويل اشتقت أن أتجول في شوارعها ، وبين حاراتها
أشاهد بناياتها القديمة ، وأزقتها الضيقة .
ومن خلال جولة سريعة لم تزد على ساعة فحسب حتى شعرت كأنني لم أغب عنها طويلاً ..
طويت سنوات طوال في جولة سريعة ، ذلك لأني لم أر شيئا جديدا أقيم
إلا النزر اليسير ، وأما القديم فأكثره قد بدا متهالكا ..
في اليوم التالي كنا نستعد لصلاة الجمعة في الجامع الكبير ،
الذي اتضح أنه اتسع وامتد ، وطال وعرض ،
وجعلت اسدد نظري إلى المنبر ، ترى هل سيصعد نفس الإمام الذي تركته منذ سنوات ،
أم أنه قد تغيّر ؟
غير أني فوجئت بشاب ممتلئ الجسم كث اللحية ،
يواجه الناس بالسلام في ثقة تتجلى في نبراته ، ثم شرع يتحدث بسلاسة وفي قوة ،
وكانت خطبة رائعة ، لاسيما وقد كان صوته جهوري ونبرته مؤثرة ..
-
بعد الفراغ من الصلاة بادرت اسأل من كان برفقتي يومها ،
عن هذا الخطيب الشاب المتميز ، فضحك مرافقي وقال :
أما عرفته ؟ إنه ( فلان ) ..!
ولم أصدق ..! وهززت رأسي كأني أقول له : لا ..
لعلي توقعت أن يذكر أسماء لكثيرين أعرفهم ،
ولكن ( فلان ) هذا بالذات ما كان على الحساب أبداً ،
-
في ذلك اليوم نفسه حرصت على زيارة الخطيب الشاب في بيته ،
وكنت قد عرفت عنوان داره ، وخلال الطريق إليه عدت بذاكرتي إلى الوراء ،
لأسحب منها مشاهد تتعلق بهذا الشاب نفسه ،
فرأيت ثم رأيت أمراً عجبا ..!
لقد كنا مجموعة على عدد أصابع اليد الواحدة نبادر إلى الصلاة إذا سمعنا النداء ،
وكان المسجد لا يبعد عن المكان الذي نلعب فيه كثيراً ،
وكان صاحبنا هذا يرفض الذهاب ، بل ربما أطلق أحيانا عبارات ساخرة منا ،
وكان يؤثر أن يبقى مع مجموعة أخرى كبيرة مواصلاً اللعب معهم
في ألعاب يدخل في أكثرها صورة القمار الصريح ..
وحين نفرغ من الصلاة ونعود إليهم سريعا ، ربما استقبلنا هؤلاء الأصحاب
وهو معهم بسخرية جديدة ..!
في أثناء زيارته ، شرعنا نقلّب صفحات كثيرة من ملف الذكريات ،
ثم ألححت عليه أن يخبرني عن قصة هدايته ، فقال :
تركت المدرسة في بداية المرحلة الثانوية لظروف ألمّت بي ، والتحقت بعمل ،
وجرى المال في يدي ، فازددت سوءاً على السوء الذي كنت فيه ،
غير أن الله سبحانه أراد بي خيراً ، فمرضت مرضاً حبسني في الفراش ،
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..
وكان من طبعي الذي نشأت عليه ، أنني أخاف من المرض خوفاً شديداً ،
خشية أن يكون هو سبب انتهاء حياتي ..!
في أثناء مرضي لاحظت أن صحبة السوء خفت أقدامها عني ،
فقد تجاوزت الشهر والنصف مريضاً ، ولم يعد يزرني منهم إلا اثنان
وعلى فترات متباعدة ، واستوحشت في البداية ، ثم ألفت الأمر ،
وتعرفت على شاب كان يتردد لزيارة صديق له ،
في نفس الحجرة الواسعة التي كنت فيها ، والتي كانت تضم أكثر من عشرين سريرا
فكان هذا الشاب لا ينساني يوما ، كلما حضر ينفحني بكرمه وسؤاله
وهداياه المتواضعة المتنوعة ، وذات يوم أهداني شريطاً ،
وألح عليّ أن اسمعه بعناية ، وأوهمني أنه يريد أن يسألني عن بعض ما فيه ،
لأنها أشكلت على فهمه ..!
-
واستمعت إلى الشريط بشغف ،
ويا لله ماذا أحدث في قلبي هذا الشريط !
لقد كان يتحدث عن سوء الخاتمة وأسبابها وقصص فيها ،
مما اقشعر له بدني كله ، وأخفيت وجهي تحت غطائي وأخذت أبكي كاتماً صوتي ،
ولقد أعدت الاستماع إلى هذا الشريط أكثر مرة ، في تلك الليلة نفسها
حتى كدت أحفظ كل كلمة فيه ،
وفي الصباح الباكر جداً ، أخذت آلة التسجيل إلى الحديقة الجانبية ،
ولا أدري كم بقيت هناك وأنا أعيد الاستماع إلى ذلك الشريط ..! وكانت تلك هي البداية .. ثم توالت الخطوات على الطريق الطويل ..
وبعد شفائي بادرت إلى مقاطعة صحبة السوء كخطوة أولى ضرورية لابد منها ،
وكانت شخصيتي أقوى منهم ، فأعلنت لهم في وضوح إما أن يسيروا في الطريق الذي اتضح لي نوره ، وإما أن يفارقوني بمعروف !!
ولأن منطقتنا وما حولها لا يوجد فيها شيخ يمكن الرجوع إليه ، والتتلمذ عليه ،
فقد عكفت على متابعة الجهد الشخصي مستعيناً بالله جل جلاله ،
اسمع الشريط الواحد حتى أحفظه حرفا حرفا ..
لقد حفظت أشرطة كثيرة لمشايخ أجلاء لم يكن يصلنا غير أشرطتهم
ومنهم الشيخ الجليل عبد الحميد كشك ، كانت تأسرني بلاغته ، ويشدني أسلوبه
وحفظت له عدد كبير جدا مما دروسه ..
كانت أجواء البلد لا تسمح بوجود المكتبات الإسلامية
وكانت تلك الأشرطة نتحصل عليها في جهد ، خفية وبعيدا عن عيون الخلق
وكذلك موضوع الكتب إنما تعطى يدا بيد ..
وكنت اقرأ ما يقع تحت يدي من كتب إسلامية مرات حتى أخزن الكتاب كله في ذاكراتي
ولم يمر زمن طويل حتى وجدت لساني يسيل بلغة سليمة ،
والمعاني تتوالد في قلبي بشكل غريب عجيب ..،
فلم أملك إلا أن أشرع في عقد دروس علم مبسطة في البداية ،
ثم بعد فترة خطوت خطوة أخرى فعقدت دروس وعظ ، وتوجيه ونحو هذا ،
وشيئاً فشيئاً فإذا بتيسير الله عز وجل يوصلني إلى ما ترى ..
ولله الحمد والمنة ..
............منقول..... محب
العائلة المسحورة
كانت هناك عائلة تتكون من ثلاث بنات وولدين ، كانت إحدى البنات مصابة بالصرع ، والأهل يعتقدون أنه مرض عضوي وليس مساً من الشيطان ، ثم بعد عرضها على مشعوذ أقر بأن في البنت جني وأنه سوف يخرجه ، ثم جاءت محاولة أخرى من مشعوذ ولكنها باءت بالفشل أيضاً ، فكل المشعوذين دجالون
وبعد مدة ذهبوا بها إلى رجلاً يعالج المس بالقرآن ، فتكلم الجني معترفاً بدخوله في البنت لأنه يحبها ويعشقها ، ودخلها بواسطة سحر ، واستمر الشيخ في مواصلة القراءة ، لأن السحر يحتاج لفترة طويلة لعلاجه ثم قرأ عليها ما يقارب أربعة أشهر ، وبفضل الله اعترف الجني بعد التشديد عليه بالقوة والنيل منه ، أن الفتاة ليست وحدها مصابة بالمس ، وإنما كل العائلة حتى إن الأبوين لهما ما يقارب سبع سنوات لم يتصلا ببعض وكان يتخيلان أنهما متصلان ومتحدان ، وكان يعتقدان أنه مرض عضوي ، ونطق الجني بذلك أمام والدهما ، وكان لهم ابن في امريكا يعاني من آلام في المثانة وقد اعترف الجني بذلك أمام والدها ، وكان يعاني من آلام في المثانة وقد اعترف الأطباء بعجزهم عن علاجه وقرروا إزالة هذه المثانة ووضع كيس خارجي يتبول فيه وقد أراد الله أن يخزيهم ويبين جهلهم ، ويزيل عن عبده هذه الغمة ، فقد أثبت الأطباء بعد محاولات عديدة أن قضيته شبه محلولة لأنهم قد عرفوا السبب في كثرة التبول ، وهو أن يوجد عنده مثانتان كبيرة وصغيره ، الكبيرة مغلقة وتعمل الصغيرة فقط ، وبعد شق مجرى العملية لم يجدوا إلا مثانة واحده مع تصويرهم المثانتين قبل ذلك ؟ عئدئذ تركوا الولد ، وقالوا له ليس لك علاج ، وبعد المحاولات مع الجني وغسله بالسدر والماء خفت الأزمة واعترف الجني بأن الذي وضع السحر هو زوجة عمه ، ولكي يكون الكلام حقيقة ، طلب الجني أن يتكلم في التلفون إلى زوجة عمة لأن له 15 سنة لم يخرج فكلمها الجني في الهاتف وقال أنا الجني فلان ابن فلان بواسطة الساحرة فلانة في البلد الفلاني أريد أن أخرج لأنهم عذبوني كثيراً أقرت واعترفت وبينت السبب هو الانتقام والحقد ، فطلبت مبلغاً خيالياً لفك السحر ، وطلب من الولد صاحب المثانة الحضور إلى الرياض بأسرع وقت وإن علاجه تم الحصول عليه ولما حضر وقرأ عليه خف عنه الألم كثيراً ، ثم بعد محاولات كثيرة اعترف الجني بمكان السحر وتم إحضاره وإتلافه وشفيت العائلة بحمد من الله ، وكانت مسحورة بواسطة قميص الأب فهذه دعوه لكل بيت مسلم بأن لا يخلو بيته من قراءة القرآن وذكر الله ، فهو أشد ما يبعد الجن والشياطين
قصة عن القناعة كنز لايفنى
في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل , عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة . . ... إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى . . . لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء ,
فالغرفة عبارة عن أربعة جدران , و بها باب خشبي , غير أنه ليس لها سقف ! . . و كان قد مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لرخات قليلة و ضعيفة , إلا أنه ذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة . . . . . و مع ساعات الليا الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها , فاحتمى الجميع في منازلهم , أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب ! ! . .
نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضانها , لكن جسد الأم مع ثيابها
كان غارقًا في البلل . . . أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته و وضعته
مائلاً على أحد الجدران , و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر . . ...
فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا , و قال لأمه : " ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر ؟ ! ! " لقد أحس الصغير أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء . .
. ففي بيتهم باب !!!!!! , ما أجمل الرضا . . . إنه مصدر السعادة و هدوء البال , و وقاية من أمراض المرارة و التمرد و الحقد
قصة أهل الكهف
موقع القصة في القرآن الكريم ورد ذكر القصة في سورة الكهف الآيات 9-26.
في زمان ومكان غير معروفين لنا الآن، كانت توجد قرية مشركة. ضل ملكها وأهلها عن الطريق المستقيم، وعبدوا مع الله مالا يضرهم ولا ينفعهم. عبدوهم من غير أي دليل على ألوهيتهم. ومع ذلك كانوا يدافعون عن هذه الآلهة المزعومة، ولا يرضون أن يمسها أحد بسوء. ويؤذون كل من يكفر بها، ولا يعبدها.
في هذه المجتمع الفاسد، ظهرت مجموعة من الشباب العقلاء. ثلة قليلة حكّمت عقلها، ورفضت السجود لغير خالقها، الله الذي بيده كل شيء. فتية، آمنوا بالله، فثبتهم وزاد في هداهم. وألهمهم طريق الرشاد.
لم يكن هؤلاء الفتية أنبياء ولا رسلا، ولم يتوجب عليهم تحمل ما يتحمله الرسل في دعوة أقواهم. إنما كانوا أصحاب إيمان راسخ، فأنكروا على قومهم شركهم بالله، وطلبوا منهم إقامة الحجة على وجود آلهة غير الله. ثم قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن يعبدون الله فيه. فالقرية فاسدة، وأهلها ضالون.
عزم الفتية على الخروج من القرية، والتوجه لكهف مهجور ليكون ملاذا لهم. خرجوا ومعهم كلبهم من المدينة الواسة، للكهف الضيق. تركوا وراءهم منازلهم المريحة، ليسكنوا كهفا موحشا. زهدوا في الأسرّية الوثيرة، والحجر الفسيحة، واختاروا كهفا ضيقا مظلما.
إن هذا ليس بغريب على من ملأ الإيمان قلبه. فالمؤمن يرى الصحراء روضة إن أحس أن الله معه. ويرى الكهف قصرا، إن اختار الله له الكهف. وهؤلاء ما خرجوا من قريتهم لطلب دنيا أو مال، وإنما خرجوا طمعا في رضى الله. وأي مكان يمكنهم فيه عبادة الله ونيل رضاه سيكون خيرا من قريتهم التي خرجوا منها.
استلقى الفتية في الكهف، وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسه. وهنا حدثت معجزة إلاهية. لقد نام الفتية ثلاثمئة وتسع سنوات. وخلال هذه المدة، كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، فلا تصيبهم أشعتها في أول ولا آخر النهار. وكانوا يتقلبون أثناء نومهم، حتى لا تهترئ أجاسدهم. فكان الناظر إليهم يحس بالرعب. يحس بالرعب لأنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرة تقلّبهم.
بعد هذه المئين الثلاث، بعثهم الله مرة أخرى. استيقضوا من سباتهم الطويل، لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم. وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم. فتساءلوا: كم لبثنا؟! فأجاب بعضهم: لبثنا يوما أو بعض يوم. لكنهم تجاوزوا بسرعة مرحلة الدهشة، فمدة النوم غير مهمة. المهم أنهم استيقظوا وعليهم أن يتدبروا أمورهم.
فأخرجوا النقود التي كانت معهم، ثم طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة، وأن يشتري طعاما طيبا بهذه النقود، ثم يعود إليهم برفق حتى لا يشعر به أحد. فربما يعاقبهم جنود الملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم. قد يخيرونهم بين العودة للشرك، أو الرجم حتى الموت.
خرج الرجل المؤمن متوجها للقرية، إلا أنها لم تكن كعهده بها. لقد تغيرت الأماكن والوجوه. تغيّرت البضائع والنقود. استغرب كيف يحدث كل هذا في يوم وليلة. وبالطبع، لم يكن عسيرا على أهل القرية أن يميزوا دهشة هذا الرجل. ولم يكن صبعا عليهم معرفة أنه غريب، من ثيابه التي يلبسها ونقوده التي يحملها.
لقد آمن المدينة التي خرج منها الفتية، وهلك الملك الظالم، وجاء مكانه رجل صالح. لقد فرح الناس بهؤلاء الفتية المؤمنين. لقد كانوا أول من يؤمن من هذه القرية. لقد هاجروا من قريتهم لكيلا يفتنوا في دينهم. وها هم قد عادوا. فمن حق أهل القرية الفرح. وذهبوا لرؤيتهم.
وبعد أن ثبتت المعجزة، معجزة إحياء الأموات. وبعدما استيقنت قلوب أهل القرية قدرة الله سبحانه وتعالى على بعث من يموت، برؤية مثال واقي ملموس أمامهم. أخذ الله أرواح الفتية. فلكل نفس أجل، ولا بد لها أن تموت. فاختلف أهل القرية. فمن من دعى لإقامة بنيان على كهفهم، ومنهم من طالب ببناء مسجد، وغلبت الفئة الثانية.
لا نزال نجهل كثيرا من الأمور المتعلقة بهم. فهل كانوا قبل زمن عيسى عليه السلام، أم كانوا بعده. هل آمنوا بربهم من من تلقاء نفسهم، أم أن أحد الحواريين دعاهم للإيمان. هل كانوا في بلدة من بلاد الروم، أم في فلسطين. هل كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم، أم خمسة سادسهم كلبهم، أم سبعة وثامنهم كلبهم. كل هذه أمور مجهولة. إلا أن الله عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه الأمور، ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى الله. فالعبرة ليست في العدد، وإنما فيما آل إليه الأمر. فلا يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية، إنما المهم أن الله أقامهم بعد أكثر من ثلاثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة على بعث من في القبور، ولتتناقل الأجيال خبر هذه المعجزة جيلا بعد جيل.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته فى اللقاء القادم مع أخري من قصص القران الكريم
لا تنسوا دعواتكم
لا تترك الخير يقف أليك
ونرجو أن هذه القصص تحوز على إعجابكم
ونرجو منكم نشر هذه القصص وتثبيتها في المنتدى