أخي الكريم بعد السلام والرحمه ..
المصدر ثم المصدر فالحديث بلا أدله وتوابث ليس الا ( بربرة ) لا تغني ولا تسمن من جوع ..
فتثبت هداك الله وجعلنا من عبادة الصالحين ..
أليك ماكان بين الأمير الضرغام حجيلان بن حمد ال بوعليان العنقري التميمي وأهل الشماس .
قد أوردها ابن بشر في حوادث سنة 1196هـ بنصه [ باختصار بعض الجمل] : صفحة 149 الطبعة الرابعة .
((و فيها أجمع أهل القصيم على نقض البيعة و الحرب ، سوى أهل بريدة و الرس و التنومة ، و قتلوا كل من ينتسب إلى الدين عندهم خصوصا المعلمين الذين يعلمونهم أحكام الشريعة ، و تعاهدوا أن كل أهل بلد يقتلون من عندهم في يوم معروف ، و لم يشعر بذلك أحد ، فلما مضوا إلى بلدانهم أرسلوا إلى سعدون بن عريعر يخبرونه بذلك و استحثّوه بالقدوم عليهم ، فبادر في الحال و أمر بالرحيل و استنفر العربان فأقبل بجنوده فحين قرب من القصيم ، قام أهل كل بلد و قتلوا من عندهم من العلماء المعلمة ، فقتل أهل الخبرا إمامهم في الصلاة منصور أباالخيل و ثنيان أباالخيل ، و قتل آل جناح رجلاً عندهم من أهل الدين و الصلاح ضرير البصر و صلبوه بعصبة رجله و فيه رمق حياة ، و قتل آل شماس أميرهم علي بن حوشان و فعل أهل البلدان ذلك الفعل و أقبل سعدون بعدده و عدته ، و جمع جموعاً من بني خالد و غيرهم و استنفر الظفير و عربان شمر و من حضر من عربان عنزة فأقبلت تلك الجموعو و نزلوا بريدة ، و أحاطوا بها و بادر منهم رجالاً للقتال فظهر بهم أهل البلد و قتلوهم و أرسلوا رؤوسهم ألى سعدون فامتلأ غيظاً و غضباً . و قال ان ظفرت بأهل هذا البلدة قطعتهم إرباً إربا ، و حين نزل بريدة أرسل إليه أهل عنيزة على سبيل الإكرام و الإمتثال من كان عندهم من أهل الدين و هما عبدالله القاضي و ناصر الشبيلي ، فقتلهم سعدون صبراً ، و نالوا شهادة و أجراً . ثم إن سعدون لما رميت الرؤوس بين يديه ، زحف على البلد بجنوده و حصل بينهم قتال شديد فلم يحصل على طائل ، ثم ساروا يوماً آخر على السور و راموا الصعود عليه و هدمه ، فقاتلهم أهل البلد أشد القتال عنده فانهزموا عن السور و تركوا قتلاهم ، ثم رأى سعدون أن يسوق آلاته و جموعه و يهدمون سورها و بروجها ، فأقبل بكيد عظيم و ساقها عليهم وقت الصباح فرجعوا و لم يحصلوا على طائل . فتحسر سعدون على ذلك و أرسل إلى أعوانه من اهل القصيم و غيرهم يشاورهم فيما يكيد فيه لأهل بريدة ، فاتفق رأيهم أن يعمل مدفه كبير يهدم به السور ، فجمع له أعوانه من أهل القصيم كثيرا من آنية الصفر و النحاس ، فقاموا يعالجون صبّ المدفع و صنعته فكلما أرغوها في قالب خبت ، و كما أوقد عليها النار فسدت . ففسد عملهم و لم يتم لهم أملهم فقاموا يراوحونهم و يغادونهم القتال و النصر لأهل بريدة في زيادة . و في أثناء هذه الحرب بنى سعدون قصراً قريبا من البلد و أتمه ، و جعل فيه رجالاً من قومه ، فانتدب إليه رجال من أهل البلد فهدموه و قتلوا أهله ، و في أثناء تلك المدة أغار سعيد بن عبدالكريم أمير الرسّ و رجال من بلده على سارحة سعدون . فأخذوا غنم سعدون و هي أربعمائة ، ثم عدا رجال من أهل بريدة على بيت من الشعر جعله عبدالله بن رشيد رئيس عنيزة للحرب فأخذوه و جروه و قتلوا فيه أربعة رجال ، و كان رئيس بريدة يومئذ و المقوم لهذه الحرب و الثابت في هذا الضرب و الكرب؛ حجيلان بن حمد من رؤساء آل أبي عليان ، فتحقق من ابن عمه ورجال معه [ ممالئتهم لسعدون و أهل القصيم على ما وقع منهم ] فأرسل إليه و ضرب عنقه . فلما قتله ثبت أهل البلد . و اتّفق أهل بريدة على الثبات و الحرب , ، فلما مضى خمسة أشهر ، و ضاقت صدور العربان و المحاربين ، عزموا على اقتحام البلد فصنعوا عجلا من الخشب يريدونه وقاية عن الرصاص لمن يمشي خلفه ، و ساقوه إلى مرقب البلد ، و في المرقب من أهلها عشرة رجال . فاجتهدت تلك الجنود ، في وصول العجل ، و لم يجدوا إلى ذلك سبيل ، فرجعوا به.
ثم فيها حمل سعدون و جموعه على البلد حملة هائلة و ساقهم إليها ، فحصل عند السور و البروج من القتال و الازدحام أمر عظيم ، و قاتلهم أهل البلد قتالاً شديداً و ردوهم على أعقابهم و قتل منهم عدة قتلى فداخلهم بعد ذلك الفشل وهموا بالرحيل . و ذكر لي أن حجيلان تزوج في آخر الحصار ، فلما سمع سعدون ضرب الدفّ سأل عنه ، قيل له : أنه مضروب لعرس حجيلان فعند ذلك ، ارتحل هو و جنوده و تفرق أهل القصيم إلى بلدانهم و خرج حجيلان على أثرهم بأهل بريدة إلى بلدة الشماس ، و قتل من وجد فيها و هرب أهله ، فانزعجت قلوب أهل القصيم بعد ذلك . فأرسلوا إلى حجيلان و طلبوا منه الأمان ، و طلب عليهم النكال من الأموال و السلاح ، و صبروا بذلك ، و وفد عليه رؤساء بلدانهم ، و كان حجيلان من أشد الناس حمية لأهل بلدانه ، مع محبته لأهل هذا الدين و شدة نصرته له و لأهله)) (39). و قد تزوج حجيلان أثناء الحصار كما ورد في حديث ابن بشر(40) -و كانت زوجته الثانية لولوة بنت عبدالرحمن العرفج الشهيرة بالعرفجية- .
والسلام