التوأم.... حقائق وأسرار
في عام 945 قبل الميلاد وجد أول سجل مكتوب عن التوأم المتصل في أرمينيا، وقد توفيا أثناء محاولة الفصل بينهما، وفي العام 1689م قام الطبيب الألماني جي كونج بإجراء أول عملية فصل توأم متلاصق بنجاح.
ومن طرائف التوأم أن ماري جونسون التي توفيت عام 1899 قد ضربت الرقم القياسي في كونها أما لـ 51 زوجا من التوأم.
أما أشهر الأشخاص الذين أنجبوا توأماً: مغني الأوبرا الشهير ( بافاروتي)، ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ( مالدلين أولبرايت)، وملكة مصر المعروفة ( الملكة كيلوباترا)، والرئيس الأمريكي الحالي ( جورج دبليو بوش )، والملاكم العالمي الشهير ( محمد علي كلاي)، والكاتب والشاعر الإنجليزي ( وليام شكسبير )، والناشط الزنجي الأمريكي ( مالكولم إكس ).
سمات التوأم الشخصية
عادة ما يقول التوأمان ( نحن لسنا متشابهين تماما في كل شيء، فنحن لدينا اهتماماتنا الخاصة ولا نعتقد أننا نرى الأشياء بصورة واحدة)، ويبدو هذا كأن التوأم يريدان أن يبرهنا على اختلافهما وعدم تشابههما، ولكن من دون شك هناك الكثير من الأشياء المشتركة بينهما بدءاً من الحيز المشترك الذي كانا يشغلانه في مرحلة كونهما أجنة، إلى مراحل التغيرات الشعورية والجسمية التي شهدا تطورها عليهما سوياً، ولكن على الرغم من ذلك تبدو جوانب مختلفة في سماتهما الشخصية وهي:
- دور الوالدين: عادة ما يقوم الوالدان بتقسيم العمل الناشئ عن رعاية التوأمين، ونظرا لارتباط التوأم بأبيه أو أمه فإنه يكتسب منهما بعض السمات الشخصية غير الوراثية، ومن هنا تنشأ بعض الاختلافات بين شخصيات التوأم، وتعزى أساسا إلى اختلاف سمات شخصية والديهما.
- المنافسة بين التوأم: تكون ملابس التوأم بلون وشكل واحد، أو يقوم الناس بتشجيعهما على القيام بأشياء متماثلة، وهذا من شأنه أن يجعلهما يميلان إلى التفرد ومحاولة التميز عن بعضهما بعضا، ومن هنا تبرز المنافسة بين التوأم مبكرا، ولتفادي المنافسة يختار التوأمان هوايات أو اهتمامات مختلفة لأن هذا التنافس يوجد الاحتكاكات غير المحبذة بينهما.
وتظهر روح المنافسة أكثر في المدرسة، وبسبب ذلك يوصي التربويون بفصل التوأم عن بعضهما بعضا، حتى لا تتطور هذه الروح وتصبح نوعا من الكراهية بينهما، إضافة إلى ما يسببه تشابههما من ارتباك وحيرة للمعلمين ولزملائهما، ويمكن أن يتطور الأمر إلى تبني أنماط من سلوكيات الغش والمخادعة مستفيدين من هذا التشابه.
التوأم وعلم النفس
بسبب أن التوأم المتطابق ينشأ من ( الزيجوت )، فإن لديهما جاذبية أكثر لدى الأطباء وعلماء النفس لدراسة حالاتهما وارتباطاتهما النفسية حيث استخدم التوأم المتطابق في دراسة بعض الأمراض وتطورها، إضافة إلى دراسات تكوين الشخصية والذكاء، ومن ضمن تلك الأمراض، دراسة مرض انفصام الشخصية ( الشيزوفرينيا). اضطرابات الأكل، والاكتئاب. وقد أثبتت هذه الدراسات وجود رابط وراثي بين التوأم بشأن تلك الأمراض، كما استخدم التوأم في دراسة واختبار الأدوية، مع الأخذ في الاعتبار أن التوائم يشتركون في الظروف المحيطة، وقد ساعدت هذه الدراسات على اكتشاف الكثير المثير من العلاقة بين الوراثة والبيئة في تطور شخص ما.
ومن تلك الدراسات الدراسة التي أجريت لمعرفة سبب مرض النحافة النفسي المشهور ( انروكسيا نيفروسا )، وهل هو وراثي أم بيئي؟ حيث تم تجميع سبعة توائم من الإناث، فأظهرت مجموعة واحدة من التوائم كل معايير هذا المرض، حيث وجد أن أحد التوأمين قد اكتسب المرض، ثم تبعه الآخر بحكم الاحتكاك.
وعندما فصل بين التوأمين لمنع السلوك التنافسي، واصل التوأم سلوكه العادي في الأكل، ومن هنا استخلصوا من هذه الدراسة أن عامل الوراثة هو المسبب الاحتمالي الأكبر لهذا المرض، كما أجريت دراسة عن الانتحار على عينة مكونة من 671 توأما انتحر الاثنان أو واحد منهما، حيث وجد أن 7 توائم من 26 توأما من مشيمة واحدة منسجمون مع الفرضية بأن الانتحار متشعب في الأسرة، بمعنى أن الأسرة التي حدث فيها انتحار لديها احتمالية أن أحد أفرادها يمكن أن يتعرض للمصير نفسه، وقد خلصت هذه الدراسة إلى أن العوامل الوراثية مرتبطة بالأمراض النفسية للذين ارتكبوا جريمة الانتحار للتوائم أنفسهم أو لذويهم.
هل يمكن للأم إرضاع التوأم دفعة واحدة؟!
الواقع أن هناك بعض الأمهات لهن القدرة على إرضاع الطفلين دفعة واحدة!!
إن هذا بالطبع يريحها، لأنها تنتهي من هذه المهمة في وقت أسرع!!.
والوضع الذي يمكن أن تتم فيه هذه العملية المزدوجة موضح كما يلي:
فالأم تسند رأس الطفل بيدها، بينما يمتد جسمه إلى الخلف، ويكون جسم كل طفل على جانب بحيث يستند جسم كل طفل على وسادة خاصة!.
وبالطبع يجب مراعاة ميعاد الرضاعة بالنسبة لكل مولود، إلا إذا رتبت الأم أمورها بحيث ترضع الاثنين معاً في الوقت نفسه.
نقلا عن مجلة ولدي العدد (81) أغسطس 2005 ـ ص: 36